ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى القرآن وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-22-2013, 11:23 PM
أخت الإسلام أخت الإسلام غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 27
فوائد من تفسير سورة آل عمران

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.وأما بعد :
أحب أن أنقل هنا ما جمعته من تفسير لسورة آل عمران ابتداء من الآية 156 حتى نهاية السورة ,
معتمدة بذلك على تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي , وعمدة التفسير للشيخ أحمد شاكر ,
وما تيسر من فوائد من كتاب بدائع التفسير لابن القيم .
ويتبع ذلك فوائد مستقاة من التفسير وكيف نطبق هذه الآيات في واقعنا المعاصر ,
ومن ثم إضافات لأخت كانت السبب في اهتمامي لمثل هذا العمل بارك الله فيها ,
ونفعني الله وإياكم بهذا العمل .
وأسأل الله العلي القدير أن يتم عليّ نعمته فأكمل ما لم أقم به من بداية السورة , ولعل الله تعالى
يكتب لي بقية من حياة فيجعل لي فرجا فأكتب في جميع سور القرآن الكريم , فقد أحببت جميع علوم الدين
لكنني لم أر مثل الاشتغال بكتاب الله عز وجل .



بسم الله الرحمن الرحيم

سورة آل عمران _الآيات 156-158_

من تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)
‏156 ـ 158‏]‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ * وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ‏}‏
ينهى تعالى عباده المؤمنين أن يشابهوا الكافرين، الذين لا يؤمنون بربهم، ولا بقضائه وقدره، من المنافقين وغيرهم‏.‏
ينهاهم عن مشابهتهم في كل شيء، وفي هذا الأمر الخاص وهو أنهم يقولون لإخوانهم في الدين أو في النسب‏:‏ ‏{‏إذا ضربوا في الأرض‏}‏ أي‏:‏ سافروا للتجارة ‏{‏أو كانوا غزى‏}‏ أي‏:‏ غزاة، ثم جرى عليهم قتل أو موت، يعارضون القدر ويقولون‏:‏ ‏{‏لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا‏}‏ وهذا كذب منهم، فقد قال تعالى‏:‏ ‏{‏قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم‏}‏ ولكن هذا التكذيب لم يفدهم، إلا أن الله يجعل هذا القول، وهذه العقيدة حسرة في قلوبهم، فتزداد مصيبتهم، وأما المؤمنون بالله فإنهم يعلمون أن ذلك بقدر الله، فيؤمنون ويسلمون، فيهدي الله قلوبهم ويثبتها، ويخفف بذلك عنهم المصيبة‏.‏
قال الله ردا عليهم‏:‏ ‏{‏والله يحيي ويميت‏}‏ أي‏:‏ هو المنفرد بذلك، فلا يغني حذر عن قدر‏.‏
‏{‏والله بما تعملون بصير‏}‏ فيجازيكم بأعمالكم وتكذيبكم‏.‏
ثم أخبر تعالى أن القتل في سبيله أو الموت فيه، ليس فيه نقص ولا محذور، وإنما هو مما ينبغي أن يتنافس فيه المتنافسون، لأنه سبب مفض وموصل إلى مغفرة الله ورحمته، وذلك خير مما يجمع أهل الدنيا من دنياهم، وأن الخلق أيضًا إذا ماتوا أو قتلوا بأي حالة كانت، فإنما مرجعهم إلى الله، ومآلهم إليه، فيجازي كلا بعمله، فأين الفرار إلا إلى الله، وما للخلق عاصم إلا الاعتصام بحبل الله‏؟‏‏"‏



تفسير ابن كثير مختصر ( تفسير القرآن العظيم ) نقلا عن عمدة التفاسير تحقيق الشيخ أحمد شاكر

ينهى تعالى عباده المؤمنين عن مشابهة الكفار في اعتقادهم الفاسد , والذي يدل على فساد اعتقادهم قولهم عن إخوانهم الذين ماتوا في الأسفار أو في الحروب : لو كانوا تركوا ذلك لما أصابهم ما أصابهم . فقال : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ " أي : عن إخوانهم " إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ" أي : سافروا للتجارة ونحوها " أَوْ كَانُوا غُزًّى" أي في الغزو ( لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا ) أي : في البلد ( ما ماتوا وما قُتلوا ) أي : ما ماتوا في السفر ولا قتلوا في الغزو .
وقوله: (لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ) أي : خلق الله هذا الإعتقاد في نفوسهم ليزدادوا حسرة على موتهم وقتلهم . ثم قال تعالى ردا عليهم : (وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ) أي : بيده الخلق وإليه يرجع الأمر , ولا يحيا أحد ولا يموت إلا بمشيئته وقدره , ولا يُزاد في عمر أحد ولا يُنقص منه إلا بقضائه وقدره
(وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) أي : وعلمه وبصره نافذ في جميع خلقه , لا يخفى عليه من أمورهم شيء .
وقوله (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ )

أي أن القتل في سبيل الله والموت أيضا وسيلة إلى نيل رحمة الله وعفوه ورضواته وذلك خير من البقاء في الدنيا وجمع حطامها الفاني .
ثم يخبر تعالى أن كل من مات أو قتل فمصيره ومرجعه إلى الله عز وجل فيجزيه بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر فقال :( وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ‏)


من كتاب بدائع التفسير لابن القيم
الآيات : [‏155‏]‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ‏}‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }

ثم أخبر سبحانه وتعالى عن تولّي من تولّى من المؤمنين الصادقين في ذلك اليوم , وأنه بسبب كسبهم وذنوبهم فاستزلهم الشيطان بتلك الأعمال حتى تولّوا , فكانت أعمالهم جندا عليهم ازداد بها عدوهم قوة .
فإن الأعمال جند للعبد وجند عليه ولا بد . فللعبد كل وقت سريّة من نفسه تهزمه أو تنصره فهو يمد عدوه بأعماله من حيث يظن أنه يقاتله بها , ويبعث إليه سريّة تغزوه مع عدوه من حيث يظن أنه يغزو عدوّه . فأعمال العبد تسوقه قسرا إلى مقتضاها من الخير والشر , والعبد لا يشعر أو يشعر ويتعامى , ففرار الإنسان من عدوه وهو يطيقه إنما هو جند من عمله بعثه له الشيطان واستزله به .
ثم أخبر سبحانه أنه عفا عنهم لأن هذا الفرار لم يكن عن نفاق ولا شك وإنما كان عارضا عفا الله عنه فعادت شجاعة الإيمان وثباته إلى مركزها ونصابها
ثم كرر عليهم سبحانه أن هذا الذي أصابهم إنما أتوا فيه من قبل أنفسهم وبسبب أعمالهم فقال : ‏{‏أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } 165 آل عمران
وذكر هذا بعينه فيما هو أعمّ من ذلك في السور المكيّة فقال ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ))الشورى 30. وقال: (( ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيّئة فمن نفسك )) النساء 79.
فالحسنة والسيئة ها هنا : النعمة والمصيبة , فالنعمة من الله منَّ بها عليك , والمصيبة إنما نشأت من قبل نفسك وعملك , والأولى فضله والثاني عدله والعبد يتقلب بين فضله وعدله , جار عليه فضله ماض فيه حكمه عدل فيه قضاؤه وختم الآية الأولى بقوله ( إن الله على كل شيء قدير ) بعد قوله : ( قل هو من عند أنفسكم ) إعلاما لهم بعموم قدرته مع عدله وأنه عادل قادر وفي ذلك إثبات القدر والسبب , فذكر السبب وأضافه إلى نفوسهم وذكر عموم القدرة وأضافها إلى نفسه , فالأول ينفي الجبر والثاني ينفي القول : بإبطال القدر فهو يشاكل قوله : ( لمن شاء منكم أن يستقيم 28 وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) التكوير (28-29 )ثم أخبر عن حكمة هذا التقدير وهي أن يعلم المؤمنين من المنافقين عِلم عيانٍ ورؤية , يتميز فيه أحد الفريقين من الآخر تمييزا ظاهرا وكان من حكمة هذا التقدير تكلم المنافقين في نفوسهم فسمعه المؤمنون وسمعوا رد الله عليهم وجوابه لهم وعرفوا مؤدّى النفاق وما يؤول إليه وكيف يحرم صاحبه سعادة الدنيا والآخرة فيعود عليه بفساد الدنيا والآخرة . فلله كم من حكمة في ضمن هذه القصة بالغة ونعمة على المؤمنين سابغة وكم فيها من تحذير وتخويف وإرشاد وتنبيه وتعريف بأسباب الخير والشر وما لهما وعاقبتهما !
انتهى


كيف نعمل على تطبيق هذه الآيات على أرض الواقع :
1- عدم التشبه بالكفار بأيّ شيء : كلامهم , عاداتهم , أعيادهم, لباسهم, دينهم, حياتهم, و معتقداتهم . أي في دينهم ودنياهم بشكل عام.
وعدم مشابهتهم بشكل خاص في معتقدهم .حيث أنهم اعتقدوا أنهم لو اختبئوا في بيوتهم ولم يخرجوا لقتال أو سفر عند المصاعب لما أصابهم الموت وفي هذا مثال عملي لمن يقول : لا تخرجوا للأماكن والتجمعات العامة ولا للحج حتى لا يصيبكم مرض أنفلونزا الخنازير, مع أنه إذا أراد الله لإنسان أن يصاب بهذا المرض وهو في بيته يصاب , ومن لم يرد الله له ذلك ,خرج حاجا أو معتمرا ولا يصيبه شيء .فكما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم :" لا عدوى ولا طيرة ..... "الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5757
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
أو كما قالوا لمن والوهُم من المنافقين والكفار , لا تشاركوا في قتال الأعداء فإنهم يغلبوكم ويقتلوكم , فمن اعتقد ذلك, فلا يزداد إلا غما وهمًّا حيث ما أصابه فقد أصابه .
فالموت والحياة بيد الله , ما هو مقدر على الإنسان سيقع لا محالة , فالمؤمن بقدر الله يسلم أمره لله ولا يسخط, بل يكون راضيا بحكم الله . وبذا تخف عليه مصيبته وهو يعلم أجرها .
فهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه قال : "لقد شهدتُ مائة زحف أو زُهاءَها، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربةٌ أو طعنة أو رَمْية، ثم هأنذا أموت على فراشي كما يموت البعَيْر، فلا نامت أعين الجبناء"
وكم من إنسان منعته أمه عن السفر, فمات في بلده إما نائما أو سائرا ,وهذا يحدث في واقعنا كثيرا.
فلن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها .
الله بصير بأعمالنا, فهو يعلم أحوالنا فلا تخفى عليه خافية ,فلنتذكر أن الله رقيب علينا في جميع أحوالنا, وسيجازينا إن خيرا فخير وإن شرا فشر .
2- إذا نودي للجهاد, ودعي الإنسان للعمل في سبيل الله فلا يخاف شيئا ,كأن يكون داعية ,وكأن يقول الحق فلا يخاف لومة لائم ,بل عليه أن ينافس أقرانه فيه حيث انه سبب لمغفرة الله ورحمته ,وخير له من التنافس على جمع الأموال أو بناء البيوت الفخمة أو التنافس على آخر موضة وآخر صيحة في كل شيء ,في البيوت وفي الملابس وما شابه, فإنما هو تنافس على متعة زائلة. وأما التنافس الحقيقي: من ينال الشرف عند الله, بموته في سبيل الله .وكل مجازى من الله لأن الكل صائر إليه .
3- الميت مرجعه إلى الله والمقتول في سبيل الله مرجعه إلى الله ومجازى بعمله فمن أفضل : القتل في سبيل الله أم ...؟
4- كما ورد في الآية 155 كما هو في بدائع التفسير أن سبب خذلان المسلمين اليوم بسبب كسبهم السيء وذنوبهم استزلهم الشيطان.
ففرار المسلمين من محاربة عدوهم اليوم والشعور بأنهم لن ينتصروا عليهم بسبب أعمالهم السيئة التي تحولت إلى جند في صف عدوهم, وهذا كلام نفيس من ابن القيم رحمه الله .
5- إن حدث وفي حالة ضعف بشري أخطأ الإنسان وعصى, ما لم يكن مشركا بالله ولا منافقا عفا الله عنه وغفر له ,فهو الغفور الحليم ,كأن يتخلف عن الدعوة إلى الله أو المعاونة في النفس والمال لضعفه البشري .
6- ما يحدث للإنسان من مصائب ومحن فبسبب عمله السيء ومعاصيه , حتى ولو كان مرضا عارضا أو مصابا فهو من عدل الله حيث يجازيه به . وهو قادر على ذلك فهو على كل شيء قدير.
فوقوع البلاء بسبب الإنسان نفسه والله قادر على أن يجزيه به .
7- ما يصيب الأنسان من نعمة فهو فضل من الله كنعمة الولد والمال والمنصب والرزق والعلم والصحة وكلُّ نعمة وفضل...فلا يزال العبد يتنقل بين الفضل والعدل .
8- عند وقوع الإبتلاءات والمحن في صفوف المسلمين ,كأن تقع معركة أو حرب بين الكفار والمسلمين, فيكون من أجل التمييز بين المنافق والمؤمن حيث يعرف المنافق بتصرفه وفلتات لسانه.



أضافت أخت بارك الله فيها :
1- هذا هو النداء السابع عشر في ترتيب النداءات في كتاب الله عز وجل .

2- ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)
ليس فقط في الموت حيث هي آجال مضروبة مكتوبة لن يقدمها شيء
ولن يؤخرها شيء وبالمثل ( ما أصابك ما كان ليخطئك وما أخطأك
ما كان ليصيبك ) _ الدررالسنية _ ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن
ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وأنه الأمة إذا اجتمعت
على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ))
_ الدرر السنية _
فهذه المعاني من الأهمية بمكان لكل مسلم لأنها تحقق الركن السادس
من أركان الإيمان ( الإيمان بالقدر خيره وشره )_ الدررر السنية _ ويحقق في القلب
الرضا والطمأنينة ويغلق باب التحسر ولوم النفس عند وقوع المصائب
فلو كسرت قدم ابن ، أو أصيب بمرض ، أو مات عزيز
إذا كان المصاب عنده الاعتقاد سالف الذكر لن يلوم نفسه
على وقوع هذا القدر ويقول لولا قصرت مثلا ما حدث كذا
أو ما شابه , مثل ياليتني لم أتركه يذهب أو يفعل .... وهذا يشابه
الكفار لأنهم يفتقدون الإيمان بالقدر والمشيئة الإلهية ...
بل تألفيه يقول : قدر الله وما شاء فعل ،
قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ، اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني
خيرا منها ... وما شابهها من الكلمات الشرعية الطيبة.

وأذكر أن ابن عقيل مات له ابن من أنجب أبنائه كان من المتوقع
أن يخلف أباه في العلم ، فذهب أحد الناس يعزي ابن عقيل قائلا :
( يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه ..)
قال له ابن عقيل : ياهذا جعل القرآن لتسكين الأحزان لا لتهييج الأحزان .
أو قريبا من هذا المعنى .

فإن أهم ما في هذا النداء هو التأكيد على قبول القدر والاعتقاد فيه
والرضا والتسليم له والاحتساب عند الله .فعلى كل مسلم مراقبة نفسه حين وقوع
المصائب, من أول الاصطدام بشيء في البيت ( متاع )إن سبب ألما
أو التعرض لألم ,شكة من دبوس أو إبرة أو انكسار آنية أو احتراق
طعام أو تمزق ثياب وما شابه ...فما هو أول شيء ننطق به إذا حدث أي شيء من ذلك ؟
فإن الأمر يحتاج منا مراقبة ودربة فقط حتى تألفه نفوسنا ,عند أي
مصيبة دقَّت أم جلَّت ننطق بما يرضي الله ونحتسب الأجر على الله .

هذا والله تعالى أعلى وأعلم




يتبع بإذن الله

التعديل الأخير تم بواسطة الأخت المسلمة ; 01-23-2013 الساعة 11:52 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-23-2013, 11:55 PM
الصورة الرمزية الأخت المسلمة
الأخت المسلمة الأخت المسلمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 275
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

يا أخت الاسلام

طرح جيد جعله الله فى ميزان حسناتك

اللهم ءامين
__________________
قد يراك البعضُ تقياً و قد يراك آخرون مجرماً ، و قد يراك آخرون كذا أو كذا
لكن الحقيقة أنك أنت أدرى بنفسك ،السرُ الوحيدُ الذى لايعلمه غيرُك ، هو سر علاقتك بربك
فلا يغرنك المادِحون و لايضُرنّك القادِحون لِأن الحقيقة تقول :
بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَه.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-24-2013, 09:12 PM
أمة الله أمة الله غير متواجد حالياً
مشرفه الملتقى عام
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 741
افتراضي

جزاك الله خيرا

حبيبتي

أخت
الإسلام

اقتباس:
فإن الأعمال جند للعبد وجند عليه ولا بد .

فللعبد كل وقت سريّة من نفسه تهزمه أو تنصره فهو يمد عدوه بأعماله من حيث يظن أنه يقاتله بها ,

ويبعث إليه سريّة تغزوه مع عدوه من حيث يظن أنه يغزو عدوّه .

فأعمال العبد تسوقه قسرا إلى مقتضاها من الخير والشر , والعبد لا يشعر أو يشعر ويتعامى ,

ففرار الإنسان من عدوه وهو يطيقه إنما هو جند من عمله بعثه له الشيطان واستزله به .


ثم أخبر سبحانه أنه عفا عنهم لأن هذا الفرار لم يكن عن نفاق ولا شك وإنما كان عارضا عفا الله عنه فعادت شجاعة الإيمان وثباته إلى مركزها ونصابها


ثم كرر عليهم سبحانه أن هذا الذي أصابهم إنما أتوا فيه من قبل أنفسهم وبسبب أعمالهم

فقال : ‏{‏أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } 165 آل عمران



رحم الله علماؤنا كلام يكتب بماء الذهب

غفر الله لنا وعفا عنا


آمين

متابعينك حبيبتي عفا الله عنا وعنك آمين
__________________


ملتقى
قطرات العلم



مدونتي الطريق إلى الجنة

اللهم آمنا في أوطاننا ومكن لدينك وعبادك آمين
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-30-2013, 11:16 AM
أخت الإسلام أخت الإسلام غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 27
تفسير الآية 159 _ 160 من سورة آل عمران

تفسير السعدي (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)


‏[‏159‏]‏ ‏{‏فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ
وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ
فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ‏}‏

أي‏:‏ برحمة الله لك ولأصحابك،
منَّ الله عليك أن ألنت لهم جانبك،
وخفضتلهم جناحك، وترققت عليهم،
وحسنت لهم خلقك، فاجتمعوا عليك وأحبوك، وامتثلوا أمرك‏.‏
‏{‏ولو كنت فظًا‏}‏ أي‏:‏ سيّء الخلق ‏{‏غليظ القلب‏}‏ أي‏:‏ قاسيه، ‏{‏لانفضوا من حولك‏}‏ لأن هذا ينفرهم ويبغضهم لمن قام به هذا الخلق السيّء.‏
فالأخلاق الحسنة من الرئيس في الدين،
تجذب الناس إلى دين الله، وترغبهم فيه،
مع ما لصاحبه من المدح والثواب الخاص،
والأخلاق السيئة من الرئيس في الدين تنفر الناس عن الدين، وتبغضهم إليه، مع ما لصاحبها من الذم والعقاب الخاص، فهذا الرسول المعصوم يقول الله له ما يقول، فكيف بغيره‏؟‏‏!‏
أليس من أوجب الواجبات، وأهم المهمات،
الاقتداء بأخلاقه الكريمة، ومعاملة الناس بما يعاملهم به ـ صلى الله عليه وسلم ـ من اللين وحسن الخلق والتأليف، امتثالا لأمر الله، وجذبا لعباد الله لدين الله‏.‏
ثم أمره الله تعالى بأن يعفو عنهم ما صدر منهم من التقصير في حقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويستغفر لهم في التقصير في حق الله، فيجمع بين العفو والإحسان‏.‏
‏{‏وشاورهم في الأمر‏}‏ أي‏:‏ الأمور التي تحتاج إلى استشارة ونظر وفكر، فإن في الاستشارة من الفوائد والمصالح الدينية والدنيوية ما لا يمكن حصره‏:‏
منها‏:‏ أن المشاورة من العبادات المتقرب بها إلى الله‏.‏
ومنها‏:‏ أن فيها تسميحا لخواطرهم،
وإزالة لما يصير في القلوب عند الحوادث،
فإن من له الأمر على الناس ـ
إذا جمع أهل الرأي‏ والفضل, وشاورهم في حادثة من الحوادث ـ
اطمأنت نفوسهم وأحبوه، وعلموا أنه ليس بمستبد عليهم، وإنما ينظر إلى المصلحة الكلية العامة للجميع،
فبذلوا جهدهم ومقدورهم في طاعته،
لعلمهم بسعيه في مصالح العموم، بخلاف من ليس كذلك، فإنهم لا يكادون يحبونه محبة صادقة، ولا يطيعونه وإن أطاعوه فطاعة غير تامة‏.‏
ومنها‏:‏ أن في الاستشارة تنور الأفكار، بسبب إعمالها فيما وضعت له، فصار في ذلك زيادة للعقول‏.‏
ومنها‏:‏ ما تنتجه الاستشارة من الرأي‏ المصيب،
فإن المشاور لا يكاد يخطئ في فعله،
وإن أخطأ أو لم يتم له مطلوب، فليس بملوم،
فإذا كان الله يقول لرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وهو أكمل الناس عقلًا، وأغزرهم علمًا، وأفضلهم رأيًا ـ ‏:‏ ‏{‏وشاورهم في الأمر‏}‏ فكيف بغيره‏؟‏‏!‏
ثم قال تعالى‏:‏ ‏{‏فإذا عزمت‏}‏ أي‏:‏
على أمر من الأمور بعد الاستشارة فيه،
إن كان يحتاج إلى استشارة ‏{‏فتوكل على الله‏}‏ أي‏:‏
اعتمد على حول الله وقوته، متبرئا من حولك وقوتك،
‏{‏إن الله يحب المتوكلين‏}‏ عليه، اللاجئين إليه‏.‏

تفسير الآية 160

‏160‏]‏ ‏{‏إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ
وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ
وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ‏}‏

أي‏:‏ إن يمددكم الله بنصره ومعونته ‏{‏فلا غالب لكم‏}‏
فلو اجتمع عليكم من في أقطارها وما عندهم من العدد والعُدد،
لأن الله لا مغالب له، وقد قهر العباد وأخذ بنواصيهم،
فلا تتحرك دابة إلا بإذنه، ولا تسكن إلا بإذنه‏.‏
‏{‏وإن يخذلكم‏}‏ ويكلكم إلى أنفسكم
‏{‏فمن ذا الذي ينصركم من بعده‏}
‏ فلا بد أن تنخذلوا ولو أعانكم جميع الخلق‏.‏
وفي ضمن ذلك الأمر بالاستنصار بالله والاعتماد عليه، والبراءة من الحول والقوة، ولهذا قال‏:‏
‏{‏وعلى الله فليتوكل المؤمنون‏}‏
بتقديم المعمول يؤذن بالحصر، أي‏:‏
على الله توكلوا لا على غيره،
لأنه قد علم أنه هو الناصر وحده،
فالاعتماد عليه توحيد محصل للمقصود،
والاعتماد على غيره شرك غير نافع لصاحبه، بل ضار‏.‏
وفي هذه الآية الأمر بالتوكل على الله وحده،
وأنه بحسب إيمان العبد يكون توكله‏.‏



من تفسير ابن كثير مختصر ( تفسير القرآن العظيم )
نقلا عن عمدة التفاسير تحقيق الشيخ أحمد شاكر
يقول تعالى مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم
ممتناعليه وعلى المؤمنين
فيما ألان به قلبه على أمته المتبعين لأمره
التاركين لما نهى عنه واختار لهم لفظ طيب :
" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ"
أي لولا رحمة الله بك وبهم فجعلك لهم لينا
وقال قتادة: يقول : فبرحمة من الله لنت لهم
و"ما" صلة أي برحمة من الله
وقال الحسن البصري : هذا خلق محمد صلى الله عليه وسلم بعثه الله به وهذه الآية شبيهة بقوله تعالى :
{ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم
حريص عليكم
بالمؤمنين رؤوف رحيم } التوبة 128

وقوله تعالى :{ وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} الفظ : الغليظ
والمراد هنا : غليظ الكلام لقوله بعد ذلك
: { غليظ القلب } أي :
لو كنت سيء الكلام قاسي القلب عليهم
لانفضوا عنك وتركوك .
ولكن الله جمعهم عليك وألان جانبك لهم تاليفا لقلوبهم ,
كما قال عبد الله بن عمرو :
إنه رأى صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الكتب المتقدمة : إنه ليس بفظ ولا غليظ , ولا سخاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة , ولكن يعفو ويصفح "
رواه البخاري تحقيق أحمد شاكر

ولهذا قال تعالى :
{ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}
ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يشاور أصحابه في الأمر إذا حدث ,
تطييبا لقلوبهم ليكونوا أنشط فيما يفعلونه ,
شاورهم يوم بدر في الذهاب إلى العير .
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما سار إلى بدر استشار المسلمين ،
فأشار عليه عمر ، ثم استشارهم
فقالت الأنصار : يا معشر الأنصار ،
إياكم يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قالوا : إذا لا نقول له كما قالت بنو إسرائيل لموسى :
{ اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون }
والذي بعثك بالحق لو ضربت أكبادها إلى برك الغماد لاتبعناك
الراوي: أنس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/660
خلاصة الدرجة: (أشار في المقدمة إلى صحته)


وشاورهم أيضا أين يكون المنزل ؟
حتى أشار المنذر بن عمرو ( المُعنق ليموت َ)
بالتقدم أمام القوم ,
وشاورهم في أحد في أن يقعد في المدينة أو يخرج إلى العدو فأشار جمهورهم بالخروج إليهم فخرج ,
وشاورهم يوم الخندق في مصالحة الأحزاب
بثلث ثمار المدينة ذلك العام
فأبى عليه السّعدان : سعد بن معاذ وسعد بن عُبادة ,
فترك ذلك .
وشاورهم يوم الحديبية في أن يميل على دراري المشركين فقال له الصديق :
إنا لم نجيء لقتال أحد وإنما جئنا
معتمرين فأجابه إلى ما قال ,

وقال عليه السلام في حادثة الإفك :
" أشيروا علي معشر المسلمين في قوم أبَنوا أهلي
ورموهم وأيم الله ما علمت على أهلي من سوء ,
وأبَنوهم بِمن _ والله _ ما علمت عليه إلا خيرا "
وهو جزء من حديث طويل رواه
البخاري 4750 ومسلم 3180

واستشار عليا وأسامة في فراق عائشة .
فكان يشاورهم في الحروب ونحوها .
وقد اختلف الفقهاء :
هل كان ذلك واجبا عليه أو من باب الندب تطييبا لقلوبهم ؟ على قولين .
وقد روى الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن غنم
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر وعمر :
" لو اجتمعتما في مشورة ما خالفتكما "
إسناده صحيح _ أحمد شاكر
وروى ابن ماجة عن أبي هريرة , عن النبي صلى الله
[COLOR="blue"]عليه وسلم " المستشار مؤتمن "
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 5128
خلاصة حكم المحدث: صحيح

الدرر السنية
وقوله : { فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}
أي إذا شاورتهم في الأمر وعزمت عليه فتوكل على الله فيه
" إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ"
الآية : 160 من سورة آل عمران
وقوله :
‏{‏إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ }‏
وهذا كما تقدم من قوله :
} وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }
آل عمران126
ثم أمرهم بالتوكل عليه فقال :
"وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنونَ"
انتهى النقل من عمدة التفسير




تعليق الشيخ أحمد شاكر في حاشية كتاب عمدة التفسير

وهذه الآية : ( وشاورهم في الأمر )
والآية الأخرى : ( وأمرهم شورى بينهم )الشورى 38, اتخذهما اللاعبون بالدين في هذا العصر
_ من العلماء وغيرهم _
عدتهم في التضليل بالتأويل ,
ليواطئوا الغرب في منهج النظام الدستوري
الذي يزعمونه والذين يخدعون الناس بتسميته
" النظام اليموقراطي " !
فاصطنع هؤلاء شعارا من هاتين الآيتين
يخدعون به الشعوب الإسلامية أو المنتسبة للإسلام .
يقولون كلمة حق يراد بها باطل :
يقولون : ( الإسلام يأمر بالشورى ) ونحو ذلك .
حقا إن الإسلام يأمر بالشورى ولكن أيّ شورى ؟
إن الله سبحانه يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم
"وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله "
والمعنى واضح وصريح لا يحتمل التأويل ,
فهو أمر لرسول الله ثم لمن يكون ولي الأمر من بعده:
أن يستعرض آراء أصحابه الذين يراهم موضع الرأي
الذين هم أولوا الأحلام والنهى ,
في المسائل التي تكون موضع تبادل لآراء
وموضع الإجتهاد في التطبيق ثم يختار من بينها
ما يراه حقا أو صوابا أو مصلحة فيعزم على تنفيذه
غير متقيد برأي فريق معين ولا برأي عدد محدود ,
لا برأي أكثرية ولا برأي أقلية
فإذا عزم توكل على الله وانفذ ما ارتآه .




من كتاب بدائع التفسير لابن القيم
قوله تعالى :
‏‏{ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ
فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ‏}‏آل عمران [‏159‏]‏

وقد تضمنت هذه الكلمات مراعاة حق الله وحق الخلق,
فإنهم إما يسيئوا في حق الله أوفي حق رسوله ,
فإن أساءوا في حقك ,فقابل ذلك بعفوك عنهم ,
وإن أساءوا في حقي فاسألني أغفر لهم ,
واستجلب قلوبهم ,
واستخرجما عندهم من الرأي بمشاورتهم,
فإن ذلك أحرى في استجلاب طاعتهم وبذل النصيحة,
فإذا عزمت فلا استشارة بعد ذلك ,
بل توكل وامض لما عزمت عليه من أمرك ,
فإن الله يحب المتوكلين .

قوله تعالى : ‏{‏إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ
وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ ‏}‏
(آل عمران 160)

وأصل الخذلان : الترك والتخلية ,
ويقال للبقرة والشاة
إذا تخلفت مع ولدها في المرعى وتركت صواحباتها:
خذول .

قال محمد بن إسحاق
في هذه الآية : أن ينصرك الله فلا غالب لك من الناس ,
ولن يضرك خذلان من خذلك ,
وإن يخذلك فلن ينصرك الناس , أي لا تترك أمري للناس , وارفض الناس لأمري .
والخذلان : أن يخلّي الله تعالى بين العبد وبين نفسه
ويكله إليها .
والتوفيق ضده: أن لا يدعه ونفسه , ولا يكله إليها ,
بل يصنع له ويلطف به ويعينه , ويدفع عنه ,
ويكلؤه كلاءة الوالد الشفيق للولد العاجز عن نفسه .
فمن خلى بينه وبين نفسه فقد هلك كل الهلاك .
ولهذا كان من دعائه صلى الله عليه وسلم :
"يا حي يا قيوم يا بديع السموات والأرض ,
يا ذا الجلال والإكرام , لا إله إلا أنت , برحمتك أستغيث , أصلح لي شأني كله ,
ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك " .
فالعبد مطروح بين الله وبين عدوه إبليس .
فإن تولاه الله لم يظفر به عدوه ,
وإن خذله وأعرض عنه افترسه الشيطان ,
كما يفترس الذئب الشاة .




تطبيق ذلك في واقعنا :
- حسن الخلق مع الخلق جميعا ,
وخاصة مع الزوج والولد ,
الرفق في معاملة الأبناء, دون صراخ ,
وإلانة الجانب لهم
وإن أخطئوا نسامحهم ونعفو عنهم ,
وإن كسر أحدهم آنية خطأ لا نعاقبه بذلك ,
أو قصر في واجب نترفق بهم .
إن أخطأ أحد في حقنا نعفو عنه ونسامحه ,
وإن قصر في حق الله تعالى لا ندعو عليه
بل ندعو الله تعالى أن يغفر له ,
سواء كان ولدا أو زوجا أو مسلما
وإن كان عدوا أو عاصيا
ندعو الله تعالى أن يهديه سواء السبيل ,
( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون )
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3477
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


إذا الاهتمام بحسن الخلق :
"أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم خلقا"
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1176
خلاصة حكم المحدث: حسن


"من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير
ومن حرم حظه من الرفق ؛ فقد حرم حظه من الخير .
أثقل شيء في ميزان المؤمن يوم القيامة حسن الخلق ،
وأن الله ليبغض الفاحش البذيء"
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 361
خلاصة حكم المحدث: صحيح


أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
"خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين ،
فما قال لي : أف ، ولا : لم صنعت ؟ ولا : ألا صنعت ."
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6038
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


"ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم
خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا"
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1627
خلاصة حكم المحدث: صحيح


وعفوه صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة
يوم فتح مكة حيث قال لهم :
"يا معشر قريش ، ما ترون أني فاعل فيكم ؟
قالوا : خيرا ، أخ كريم ، وابن أخ كريم .
قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء"
السيرة النبوية لابن هشام

"ما كان الرفق في شيء قط إلا زانه ،
ولا كان الخرق في شيء قط إلا شانه
وإن الله رفيق يحب الرفق ."
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2672
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح


وبذلك نستجلب محبتهم لنا ويمتثلون أمرنا .
وترك فظاظة القول والكلام البذيء السيّء.
"ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء"
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1977
خلاصة حكم المحدث: صحيح


"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ،
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه"
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6475
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


بدلا من قول السوء على الولد عند الغضب ,
التعود على ذكر الله , والدعاء له ,
وبذلك نعتادعلى الكلام الطيب ,
فإنه " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "
( 18 )سورة ق
وكذلك الخلق الحسن مدعاة لاقتداء الأبناء
والناس بصاحب الخلق الحسن .
فالنبي صلى الله عليه وسلم كما سبق عنه
أن أنس بن مالك قال
" خدمت النبي صلى الله عليه
وسلم عشر سنين ،فما قال لي : أف ، ولا : لم صنعت ؟
ولا : ألا صنعت ."
هذا يعني بالقدوة ..
وأما بالنسبة للدعاة وللمسلمين عامة
فإن حسن الخلق يرغب الناس في اتباع الدين :
فسلوك المسلمين مع الغرب بالشكل الصحيح يجعلهم يدخلون الاسلام وهنالك قصص واقعية يرويها العلماء لحسن الخلق فيها تأثير لدخول غير المسلمين الإسلام .
النساء المحجبات والملتزمات يؤثرن بسوء خلقهن سلبيا على الفتيات المسلمات الغير محجبات !
وبالطبع هذا ليس بعذر ...
كذلك الدعوة بالقول اللين للناس _رزقني الله وإياك له _ ابتداء بالزوج والأولاد,
فإن الله تعالى أمر نبيه موسى عليه السلام
أن يدعو فرعون ويقول له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى .

- مشاورة الأبناء في أمور الدنيا فيما يمكن لمصلحة البيت .
كاستشارتهم في زيارة قريب ,
أو شراء هدية أو التخطيط لعمل معين مهم للبيت
أو ما إلى ذلك ...
وكذا المسؤول في مقام معين يستشير من هو أهل لذلك , تطييبا لخاطره ليعلم أن المسؤول عنهم
ليس بمتسلط ولا مستبد وإنما يشاركهم الرأي
فمن يستشير رعيّتَه يعلمون أنه يريد مصلحتهم العامة فيطيعوه باحترام ...
بعد الاستشارة , يرجح المسؤول قولا من الأقوال ,
غير متاثر برأي أو أكثرية ,
وإنما الرأي الذي يراه أقرب إلى الصواب
فيعزم عليه ويمضي به متوكلا على الله
معتمدا عليه ,وهو يعلم يقينا ,أن العون من الله ,
والله يحب المتوكلين عليه .

- لو اجتمع علينا جميع من في الارض بالعدد والعدة
وقد أراد الله أن ينصرنا عليهم فلن يغلبونا
وإن لم يشأ الله أن ينصرنا فلا ناصر لنا
فوجب علينا أن نعتمد على الله ونتوكل عليه
ونطلب النصر منه بصدق وإخلاص
وهذا هو دأب المؤمن !



أضافت أخت أكرمها الله عز وجل

أولا :(ولا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ). (فصلت:34 )

فالتمسك بالعفو وحسن الخلق ما استطعنا إلى ذلك
سبيل لتأليف القلوب
وعدم التنفير من الدين ؛ حيث نحن سفراء بين الخلق له –
بحكم اللباس
والهيئة الظاهرة –

فحسن الخلق = عبادة = دين فنحن نتدين وتعبد لله بحسن
الخلق الذي هو أثقل ما يكون في الميزان ... وما شابه .

ثانيا : من ذا الذي نستشير ؟
كما نقلت - أحسن الله إليك - من حاشية مختصر تفسير ابن كثير لأحمد شاكر
وهذه من المعضلات والإشكالات التي يغفل عنها كثير من الناس
وخاصة الشباب ؛
حيث يساوون - جهلا أو خطأ - بين الشورى كأمر شرعي وبين الديمقراطية - والتي هي حكم الشعب للشعب أي استشارة العامة في كل أمر -
و يدعون إلى الانتخابات العامة و حق التصويت لكل فرد ... وما شابه
- بينما الشورى التي أمر بها الشارع الحكيم
تخص وتعني تحديدا أهل الحل والعقد وأولي الأحلام والنهى
من الصفوة المختارة من العلماء والأمراء فقط
فليس للعوام ( أو من يطلق عليهم بعض أهل العلم لفظة الرعاع )
حق في أن يُتشاروا لسفاهة أحلامهم وعدم رجاحة عقولهم مثـــلا :
*- في أي بلد من بلاد العالم أجمع رُشح شيخ الإسلام ابن تيمية
وكانت خصيمته في الانتخابات - المزعومة - إحدى الراقصات
في ظنكم : من سيفوز باكتساح ؟!

كما أنه لم يرد دليل واحد في السنة يفيد
أن النبي - صلوات ربي وسلامه عليه –
كان يستشير كل الأمة من المسلمين في الأمور الجلل ...

- * انظري لحالك أخية إذا حزبك أمر وكان من الأهمية بمكان
أو كما يقولون أمر مصيري من ستلجئين إليه في المشورة ؟
هل كل معارفك وأصحابك وجيرانك وعشيرتك
أم ستتخيرين من تظنيننه أهل للإفادة والمشورة
من له عقل راجح و خبرة ...
بل يمكنك أن تبسطي المثال :
لو أردت تسوية طبخة لم تطبخيها قبلا
فهل تشاروين كل من تعرفين
أم أهل التخصص فيها والخبرة
من هم مظنة لقضاء هذه الحاجة على الوجه الأكمل ؟

إذن إذا جاء أحد المغرضين وأخذ يدندن حول
: إن الله أمر في كتابه بالشورى بينما أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما –
تولياالحكم والخلافة بلا تطبيق أمر الله ( الشورى )
وهذا قرأناه كثيرافما سبق أخية هو العاصمة من تلك القاصمة --- واضح
وفي الأخير : عند الدعوة لانتخابات عامة بدعوى تطبيق مبدأ
الشورى الوارد في الشرع ما موقفك أخية ؟ وبم تجيبين على قولهم
العتيد : صوتك أمانة ؟؟؟؟

الجواب نحن من العوام أعفانا الله من هذه الأمانة
فلسنا أولي أمر ولا أهل خبرة فضلا عن أننا نساء
لم يجعل الله لنا شأنا في تلكم الأمور التي تخص العلماء
والأمراء من الرجال.




وجزاكما الله خيرا أختاي الأخت المسلمة وامة الله
وبارك الله لنا في العلم النافع
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-09-2013, 05:48 PM
أخت الإسلام أخت الإسلام غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 27
افتراضي


من تفسير السعدي (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)

[‏161‏]‏ ‏{‏وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ‏}‏
الغلول هو‏:‏ الكتمان من الغنيمة، ‏[‏والخيانة في كل مال يتولاه الإنسان‏]‏ وهو محرم إجماعا، بل هو من الكبائر،
كما تدل عليه هذه الآية الكريمة وغيرها من النصوص، فأخبر الله تعالى أنه ما ينبغي ولا يليق بنبي أن يغل،
لأن الغلول ـ كما علمت ـمن أعظم الذنوب وأشر العيوب‏.‏ وقد صان الله تعالى أنبياءه عن
كل ما يدنسهم ويقدح فيهم،وجعلهم أفضل العالمين أخلاقا، وأطهرهم نفوسا،
وأزكاهم وأطيبهم، ونزههم عن كل عيب، وجعلهم محل رسالته، ومعدن حكمته }‏‏الله أعلم حيث يجعل رسالته‏}‏‏.‏
فبمجرد علم العبد بالواحد منهم، يجزم بسلامتهم من كل أمر يقدح فيهم، ولا يحتاج إلى دليل على ما قيل فيهم من أعدائهم، لأن معرفته بنبوتهم،مستلزم لدفع ذلك، ولذلك أتى بصيغة يمتنع معها وجود الفعل منهم، فقال‏:‏ ‏}‏وما كان لنبي أن يغل‏{
أي‏:‏ يمتنع ذلك ويستحيل على من اختارهم الله لنبوته‏.‏
ثم ذكر الوعيد على من غل، فقال‏:‏ ‏{‏ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة‏}‏ أي‏:‏ يأت به حامله على ظهره،
حيوانا كان أو متاعا، أو غير ذلك، ليعذب به يوم القيامة، ‏
}‏ثم توفى كل نفس ما كسبت‏}‏ الغال وغيره، كل يوفى أجره ووزره على مقدار كسبه، ‏{‏وهم لا يظلمون‏{‏ أي‏:‏ لا يزاد في سيئاتهم، ولا يهضمون شيئًا من حسناتهم،وتأمل حسن هذا الاحتراز في هذه الآية الكريمة‏.‏
لما ذكر عقوبة الغال، وأنه يأتي يوم القيامة بما غله، ولما أراد أن يذكر توفيته وجزاءه، وكان الاقتصار على الغال يوهم ـ بالمفهوم ـأن غيره من أنواع العاملين قد لا يوفون ـ أتى بلفظ عام جامع له ولغيره‏.‏




من مختصر تفسير ابن كثير تحقيق الدكتور أحمد شاكر
رحمه الله وقوله }:
وَمَا كان لنبي أن يغل :{ قال ابن عباس , ومجاهد , وغير واحد : ما ينبغي لنبي أن يخون

نزلت هذه الآيه }وما كان لنبي أن يغل{ في قطيفة حمراء افتقدت يوم بدر فقال : بعض الناس لعل رسول الله أخذها ، فأنزل الله تبارك وتعالى:

(وما كان لنبي أن يغل( إلى آخر الآية

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3009
خلاصة الدرجة: صحيح



وهذه تبرئة له , صلوات الله وسلامه عليه , عن جميع وجوه الخيانة في أداء الأمانة وقسم الغنيمة وغير ذلك .
وحكى عن بعضهم أنه فسر هذه القراءة بمعنى : يُتّهم بالخيانة .
ثم قال تعالى: }وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ‏ :{
وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد .وقد ورد في السنة النهي عن ذلك أيضا في أحاديث متعددة:
"أعظم الغلول عند الله ذراع من الأرض : تجدون الرجلين جارين في الأرض _ أو في الدار _
فيقطع أحدهما من حظ صاحبه ذراعا ,فإذا اقتطعه طوقه من سبع أرضين إلى يوم القيامة "
الراوي: أبو مالك الأشجعي سعد بن طارق المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/433
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح



وروي أيضا:
من ولي لنا عملا وليس له منزل فليتخذ منزلا , أو ليست له زوجه فليتزوج , أو ليس له خادم فليتخذ خادما ,

أو ليس له دابة فليتخذ دابة ,ومن أصاب شيئا سوى ذلك فهو غال
الراوي: المستورد بن شداد الفهري المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/433
خلاصة الدرجة: {أشار في المقدمة إلى صحته}


وروي أيضا :
لا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل شاة لها ثغاء , ينادي : يا محمد , يا محمد , فأقول : لا أملك لك من الله شيئا , قد بلغتك .
ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل جملا له رغاء , فيقول : يا محمد , يا محمد . فأقول : لا أملك لك من الله شيئا , قد بلغتك .
ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل فرسا له حمحمة , ينادي : يا محمد , يا محمد . فأقول : لا أملك لك من الله شيئا , قد بلغتك .
ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل فشعا من أدم , ينادي : يا محمد , يا محمد . فأقول : لا أملك لك من الله شيئا , قد بلغتك
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/433
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح


وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل عاملا ، فجاءه العامل حين فرغ من عمله ، فقال : يا رسول الله ، هذا لكم وهذا أهدي لي .
فقال له : ( أفلا قعدت في بيت أبيك وأمك ، فنظرت أيهدى لك أم لا ) . ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية بعد الصلاة ، فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله ،
ثم قال : ( أما بعد ، فما بال العامل نستعمله ، فيأتينا فيقول : هذا من عملكم ، وهذا أهدي لي ، أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فنظر : هل يهدى له أم لا ،
فوالذي نفس محمد بيده ، لا يغل أحدكم منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه ، إن كان بعيرا جاء به له رغاء ، وإن كانت بقرة جاء بها لها خوار ،
وإن كانت شاة جاء بها تيعر ، فقد بلغت ) . فقال أبو حميد : ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ، حتى إنا لننظر إلى عفرة إبطيه .
قال : أبو حميد : وقد سمع ذلك معي زيد بن ثابت ، من النبي صلى الله عليه وسلم ، فسلوه .
الراوي: أبو حميد الساعدي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6636
خلاصة الدرجة: [صحيح]


وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة قال:

قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره ، قال : ( لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء ،
على رقبته فرس لها حمحمة ، يقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك من الله شيئا ، قد أبلغتك ،
وعلى رقبته بعير لها رغاء ،يقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك شيئا قد أبلغتك ،
وعلى رقبته صامت فيقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك شيئا قد أبلغتك ،
أو على رقبته رقاع تخفق ، فيقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك شيئا قد بلغتك( .

الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3073
خلاصة الدرجة: [صحيح]


من استعملناه منكم على عمل ، فكتمنا مخيطا فما فوقه ، كان غلولا يأتي به يوم القيامة . قال : فقام إليه رجل أسود ، من الأنصار .
كأني أنظر إليه . فقال : يا رسول الله ! اقبل عني عملك . قال ومالك ؟ قال : سمعتك تقول كذا وكذا . قال : وأنا أقوله الآن .
من استعملناه منكم على عمل فليجيء بقليله وكثيره . فما أوتي منه أخذ . وما نهي عنه انتهى
الراوي: عدي بن عميرة الكندي الحضرمي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1833
خلاصة الدرجة: صحيح


ردوا الخياط والمخيط , فإن الغلول عار ونار وشنار على أهله يوم القيامة
الراوي: جد عمرو بن شعيب المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/434
خلاصة الدرجة: هو بمعناه جزء من حديث طويل وإسناده صحيح


لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون فلان شهيد وفلان شهيد حتى مروا برجل فقالوا فلان شهيد
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلا إني رأيته يجر إلى النار في عباءة غلها
أخرج يا عمر فناد في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون فخرجت فناديت أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 1/165
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح


لما كان يوم خيبر أقبل نفر من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم . فقالوا : فلان شهيد . فلان شهيد . حتى مروا على رجل فقالوا :
فلان شهيد . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلا . إني رأيته في النار . في بردة غلها . أو عباءة .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا ابن الخطاب ! اذهب فناد في الناس إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون .
قال فخرجت فناديت: ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون .
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 114
خلاصة الدرجة: صحيح


كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غنم غنيمة أمر بلالا فينادي في الناس , فيجيؤون بغنائمهم , فيخمسه ويقسمه ,
فجاء رجل يوما بعد النداء بزمام من شعر فقال : يا رسول الله , هذا كان مما أصبناه من الغنيمة . فقال : أسمعت بلالا ينادي ثلاثا ؟
قال : نعم . قال : فما منعك أن تجيء به ؟ فاعتذر إليه , فقال : كلا أنت تجيء به يوم القيامة , فلن أقبله منك
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/435
خلاصة الدرجة: {أشار في المقدمة إلى صحته}





لا يوجد لهذه الآية تعليق في كتاب بدائع التفسير لابن القيم





تطبيق هذه الآية في الواقع :
- المسلم يعلم يقينا , إن كان المتكلَّم عنه نبي , فلا يحتاج لدليل حتى يعلم براءته مما قيل عنه ,
لأنه يعلم أن الله تعالى اصطفى خير الخلق الذين هم منزهون عن المعاصي والكبائر ,
فمثلا : نجد أن اليهود في كتبهم يذكرون أنبياءهم بصفات لا يمكن أن نتكلم بها عن الإنسان العادي فكيف بنبي "كقولهم على داوود عليه السلام " ,
فلا ينبغي لمسلم أن يقول على نبي من أنبياء الله قولا منافيا لنبوتهم وعصمتهم كأنبياء فضلا عن أن يتكلم في نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ,
أو يصدق ما يثار حوله من شبهات من الكفار والمستشرقين وغيرهم من الحاقدين على الإسلام وأهله .

- ليتذكر الذي يأخذ شيئا ليس له , سواء كان مالا أو غيره , أنه معروض أمام الله تعالى وما سرق وأخذ .
- كل من يكسب عملا سيوفى ما عمل ولن يظلم شيئا , فلا يغفل عن ذلك.
-الوعيد الشديد لكل من يأخذ حقا لغيره ولو كان شبرا أو ذراعا من أرض أو كانت دارا أو غير ذلك.
فإنه يطوق بما أخذ إلى يوم القيامة .

- من يتولى أمر المسلمين أو يكون مسؤولا عن مال معين فلا يحق له أن يأخذ منه شيئا إلا إذا
لم يكن له منزلا أو دابة أو زوجا .

- الوعيد الشديد لمن يأخذ شيئا ليس له ولو كان شيئا يسيرا, ولو كان شاة أو
جملا أو ما شابه ,فلن يستطيع دخول الجنة والخزي والعار له ولن يدافع عنه رسول الله وقد أعذره .
- وإن أهدي لمسلم هدية وهو متولٍّ أي عمل من أعمال المسلمين وجب عليه أن يضعها في مال المسلمين ولا يأخذ منها شيئا لأنه لو كان في بيته
لما وصلت إليه .

- وهذا ينطبق في واقعنا على من يحول أموال المسلمين لماله الخاص عندما يكون رئيسا لبلد أو جمعية
أو مسؤول عن جمع أموال لغرض معين أو مال يتامى وما شابه , فالمال فتنة لكثير من الناس ,
فالاختلاس من الأموال في كثير من المجالات يجب الحذر منه وعدم الوقوع فيه حيث هو كبيرة من الكبائر .






التعديل الأخير تم بواسطة أخت الإسلام ; 02-09-2013 الساعة 05:53 PM سبب آخر: بعض التعديلات في التنسيق
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-10-2013, 09:34 PM
أخت الإسلام أخت الإسلام غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 27
افتراضي

تعليق من الأخت الفاضلة

سؤال: ما المقصود تماما طوق بسبع أرضين إلى يوم القيامة ؟


قال النووي :وأما التطويق المذكور في الحديث
فقالوا : يحتمل أن معناه أنه يحمل مثله من سبع أرضين ويكلف إطاقة ذلك.
ويحتمل أن يكون يجعل له كالطوق في عنقه كما قال سبحانه وتعالى :{ سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة }
وقيل معناه أنه يطوق إثم ذلك ويلزمه كلزوم الطوق بعنقه وعلى تقدير التطويق في عنقه
يطول الله تعالى عنقه كما جاء في غلظ جلد الكافر وعظم ضرسه .
شرح النووي (11|49) عن الشاملة





- هل من يتولى أمر المسلمين أو يكون مسؤولا عن مال معين فلا يحق له أن يأخذ منه شيئا إلا إذا
لم يكن له منزلا أو دابة أو زوجا ...؟



قال صاحب عون المعبود شرح سنن أبي داود:


( من كان لنا عاملا فليكتسب إلخ ) ‏ :
أي يحل له أن يأخذ مما في تصرفه من مال بيت المال قدر مهر زوجة ونفقتها وكسوتها ,
وكذلك ما لا بد منه من غير إسراف وتنعم , فإن أخذ أكثر ما يحتاج إليه ضرورة فهو حرام عليه .
ذكره القاري نقلا عن المظهر . ‏
وقال الخطابي : هذا يتأول على وجهين أحدهما أنه إنما أباح اكتساب الخادم والمسكن
من عمالته التي هي أجرة مثله وليس له أن يرتفق بشيء سواها , والوجه الآخر أن
للعامل السكنى والخدمة فإن لم يكن له مسكن ولا خادم استؤجر له من يخدمه
فيكفيه مهنة مثله ويكترى له مسكن يسكنه مدة مقامه في عمله انتهى ‏ )
عون المعبود شرح سنن أبي داود / كتاب : الخراج والإمارة والفيء / باب : في أرزاق العمال / رقم : 2556




- هل ينطبق هذا على من أهديت له هدية وكان مدرسا أو مديرا .. كأن يهدى إليه باقة من الورد
في نهاية السنة الدراسية ؟



** أنقل هذه الفتوى -


يردن تقديم هدية للمديرة لحسن خلقها على هيئة طقم ضيافة يكون في المدرسة فقط .
السؤال : ابنتي مع مجموعة من المعلمات أردن السؤال عن حكم تقديم هدية
عبارة عن طقم ضيافة يكون في المدرسة فقط يقدمنه كهدية على حسن أخلاق مديرتهن
وتعاملها الطيب وتقديرها لجهودهن طوال العام مع العلم أنهن باقيات معها للعام الدراسي القادم
ولكنهن خشين أن يقعن تحت حكم هدايا العمال .. فما الحكم في هذه الحالة ؟
وقد سألن عن ذلك فقيل إنه لا بأس طالما رفعت درجات الأداء الوظيفي في نهاية العام الدراسي .
ولكن سيبقين معها العام الذي يليه ..


الجواب :

الحمد لله

لا يجوز للموظف أن يقدم هدية لمديره ما دامت العلاقة الوظيفية قائمة بينهما .

وحيث إن المعلمات سيبقين معها العام الدراسي القادم ، فلا يجوز تقديمهن هدية للمديرة ،
ويدخل ذلك في هدايا العمال .

وقد روى الإمام أحمد (23090) عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(هَدَايَا الْعُمَّالِ غُلُولٌ) صححه الألباني في "صحيح الجامع" (7021)

وعَنْ أَبِى حُمَيْدٍ رضي الله عنه أيضا قَالَ : اسْتَعْمَلَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً مِنَ الأَزْدِ
يُقَالُ لَهُ ابْنُ اللُّتْبِيَّةِ عَلَى الصَّدَقَةِ ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ : هَذَا لَكُمْ ،
وَهَذَا أُهْدِىَ لِي ، قَالَ : (فَهَلاَّ جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ أَوْ بَيْتِ أُمِّهِ ، فَيَنْظُرَ يُهْدَى لَهُ أَمْ لاَ ،
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْهُ شَيْئًا إِلاَّ جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ ،
إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعَرُ - ثُمَّ رَفَعَ بِيَدِهِ ، حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ إِبْطَيْهِ -
اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ ثَلاَثًا) رواه البخاري (2597) ومسلم (1832)

قال النووي رحمه الله :

"وفي هذا الحديث بيان أن هدايا العمال حرام ، وغلول ؛ لأنه خان في ولايته ، وأمانته ...
وقد بيَّن صلى الله عليه وسلم في نفس الحديث السبب في تحريم الهدية عليه ،
وأنها بسبب الولاية ، بخلاف الهدية لغير العامل ، فإنها مستحبة" انتهى .

"شرح مسلم" (12/219).

وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :

أفيد سماحتكم أنني أعمل مديرا لمجمع مدارس بإحدى القرى التابعة لمنطقة المدينة المنورة ،
ولله الحمد ، الأمر الذي أبينه لسماحتكم هو : أن سكان هذه القرية من البدو الذين ينتمون للقبائل العربية ،
ويمتازون بالكرم والشهامة ، وهم يبادرونني بالدعوة إما للغداء أو للعشاء ،
وإذا رفضت ذلك يقومون بإرسال الذبيحة إلى المنزل الذي أسكن فيه بالقرية ،
ويقولون : هذا واجبكم أنت وزملائك المدرسين ، وإنني أخشى أن تكون نوعا من أنواع الرشوة ،
علما بأن من يدعوني يكون له أولاد بالمدرسة ، أو يعمل بالمدرسة بوظيفة نقل الطلاب ،
أو يرغب التقرب مني لأنني المدير ، وبعضهم ليس له أي أمر ، هل أرفض هذه الدعوات ولا أقبلها ؟
حيث إنني أجد مضايقات من هذا الأمر .

فأجابوا :

"لا يجوز للموظف أن يأخذ شيئا من هدايا وعطايا المراجعين ، ومثله مدير المدرسة ،
لا يجوز له أن يقبل هدايا الطلاب أو آبائهم ؛ لأن ذلك كله من الغلول المحرم ،
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (هدايا العمال غلول) ،
وذلك لأن قبولها ذريعة إلى عدم العدل وقضاء الحاجات بغير حق" انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (23/581-582)

وسئلوا أيضا :

أنا مدرسة في مدرسة لمحو الأمية ، وفي نصف العام الدراسي وعند الانتهاء من النتائج وتوزيع الشهادات ،
يقدمن لي العديد من الهدايا ، فأقبلها بعد إلحاح منهن ، وتهديد بالزعل أحيانا ، فما حكمها ؟
وهل يجوز لي أن أتقبلها ؟ وهل تعتبر رشوة ؟

فأجابوا :

"بذل الهدية للمعلم أو المعلمة في المدارس النظامية - حكومية أو غير حكومية -
في معنى الرشوة ، فلا يجوز دفعها ولا أخذها ،
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هدايا العمال" انتهى.

"فتاوى اللجنة الدائمة" (23/582-583)

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

مجموعة من المعلمات قمن بعمل حفلة تكريم للمديرة تقديراً لجهودها في المدرسة ،
وقدمن الهدايا لها في آخر العام هل في ذلك بأس ؟

فأجاب :

"أما الدعوة فلا بأس - الدعوة العادية - وأما تقديم الهدايا فلا يجوز" انتهى .

"فتاوى نور على الدرب" (247/7)

وسئل أيضا :

بعض الطالبات تهدي لمعلمتها هدية في المناسبات ، فمنهن من تدرّسها الآن ،
ومنهن من لا تدرّسها ولكن من المحتمل أن تدرسها في الأعوام المقبلة ،
ومنهن لا احتمال أن تدرسها كالتي تخرجت . فما الحكم في هذه الحالات ؟

فأجاب :

"الحالة الثالثة لا بأس بها ، أما الحالات الأخرى فلا يجوز . حتى ولو كانت هدية لولادة أو غيرها ،
لأن هذه الهدية تؤدي إلى استمالة قلب المعلمة" انتهى .

وانظر جواب السؤال رقم : (5229)

وقال رحمه الله :

" لا يجوز للمدرّسة أن تقبل هدية من الطالبة ؛ لأن هذا داخل في عموم الحديث الذي أخرجه أحمد في مسنده :
(هدايا العمال غلول) ولأن الهدية ستوجب المودة ، كما جاء في الحديث : (تهادوا تحابوا) ،
فإذا ازدادت محبتها لهذه التلميذة يخشى عليها أن تحيف ، فيجب عليها أن ترفض ،
أي: يجب على المعلمة أن ترفض الهدية وتقول : لا أقبل" انتهى .

"لقاء الباب المفتوح" (225/16)

والله أعلم


الإسلام سؤال وجواب







وتماما للفائدة :

إهداء الطالبة للمعلّمة




السؤال :
بعض الطالبات تهدي لمعلمتها هدية في المناسبات ، فمنهن من تدرّسها الآن ، ومنهن من لا تدرّسها ولكن من المحتمل أن تدرسها في الأعوام المقبلة ،
ومنهن لا احتمال أن تدرسها كالتي تخرجت . فما الحكم في هذه الحالات ؟

الجواب :الحمد لله
عرضنا هذا السؤال على فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين فأجاب حفظه الله بقوله :
الحالة الثالثة لا بأس بها ، أما الحالات الأخرى فلا يجوز . حتى ولو كانت هدية لولادة أو غيرها ، لأن هذه الهدية تؤدي إلى استمالة قلب المعلمة .


المصدر مع فتاوى أخرى خاصة بالمعلمات أراها هامة جدا :

~ الفتاوى المهمات لاخياتي المعلمات ~

نسأل الله الهدى للرشاد .




حكم دفع الإكرامية والبقشيش للسباك والنجار وموظف الهاتف

ما حكم إعطاء إكرامية لسباك أو نجار أو موظف في مصلحة التليفونات بعد قضاء مهمته سواء طلب هو أو أعطيته من نفسي دون أن يطلب
مع العلم بأنه يأخذ مرتبا شهريا من المصلحة التي يعمل بها والتي ترسله لي ؟ .

الحمد لله

هذه المسألة من المسائل المهمة التي عمت بها البلوى في هذه الأزمنة ، حتى أصبح كثير من العمال لا يتورع عن سؤال ما يسمونه بالإكرامية ،
ومنهم من يراها حقا واجبا له ، ومنهم من ينازع في قدرها إذا أعطيت له ،
مع ما يصحب ذلك من التهاون في أداء العمل عند الشعور بفقدان الإكرامية أو ضعفها ، والنشاط في العمل عند من يبذل أكثر .

ومن تأمل ذلك وجد أن هناك مفاسد عدة تترتب على دفع هذه الإكراميات ، ويمكن تلخيصها فيما يلي :

1- أن العامل إذا كان يتقاضى أجرا من الجهة التي أرسلته ، فلا وجه لإعطاء الهدية له ، بل ظاهر السنة تحريمه ،
فقد روى البخاري (7174) ومسلم (1832) عن أبي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه قَالَ :
اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا مِنْ بَنِي أَسْدٍ يُقَالُ لَهُ ابن اللُّتْبِيَّة عَلَى صَدَقَةٍ فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ : هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي ،
فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : ( مَا بَالُ الْعَامِلِ نَبْعَثُهُ فَيَأْتِي يَقُولُ :
هَذَا لَكَ وَهَذَا لِي ، فَهَلا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَيَنْظُرُ أَيُهْدَى لَهُ أَمْ لا ؟
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَأْتِي بِشَيْءٍ إِلا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعَرُ
ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَتَيْ إِبْطَيْهِ أَلا هَلْ بَلَّغْتُ ثَلاثًا)

والرغاء : صوت البعير ، والخُوار : صوت البقرة ، واليُعار : صوت الشاة .

فالفارق بين الهدية المحرمة ، والهدية الجائزة : أن ما كان لأجل عمل الإنسان ووظيفته ، فهو محرم ، وضابطه أن ينظر الإنسان في حاله ،
لو لم يكن في هذا العمل ، هل كان سيُهدى إليه ؟ وهذا ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
( فَهَلا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَيَنْظُرُ أَيُهْدَى لَهُ أَمْ لا)

2- أن هذه الإكرامية تدعو العامل إلى محاباة الدافع ، حتى قد يعطيه ما ليس من حقه ، مما يعود بالضرر على صاحب العمل .

3- أنها تفسد قلب العامل على الآخرين الذين لا يدفعون له شيئاً ، فلا يحسن العمل لهم ، ويقصر في إكماله.

4- أنها تجرئ العامل على السؤال والطلب ، وتعوده على انتظار الإكرامية واستشراف نفسه لها ، فهي عادة سيئة ،
ينبغي القضاء عليها ومحاربتها ، لأن الإسلام يدعو إلى عزة النفس وسموها وارتفاعها عن التطلع إلى ما في يد الآخرين ،
بل يحرّم المسألة إلا عند الضرورة ، ولا يرضى أن تتحول هذه الشريحة الكبيرة من الأمة إلى متسولين ،
ولو كان تسولا مغلفا باسم الإكرامية أو العمولة.

وهذه المفاسد تعارضها مصلحة الإحسان إلى العامل والتصدق عليه إذا كان فقيراً ، أو إجابة سؤاله كراهة رد السائل.

والقاعدة المقررة عند أهل العلم أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، وعليه فلا يجوز دفع ما يسمى بالإكرامية ،
إلا في صورة ضيقة تخلو من هذه المفاسد ،

كأن يكون العامل قد فرغ من عمله ، ولا يُتوقع أن يقوم بعمل آخر للدافع ، فتنتفي شبهة الرشوة والمحاباة ، فيجوز إعطاء شيء له من باب الإكرام أو المساعدة ،
على ما أفتى به بعض أهل العلم كما سيأتي ، والأولى عدم ذلك ؛ لأن مفسدة تعويده على الطلب والتطلع موجودة ،
وكذلك مفسدة إفساد قلبه على من لا يدفع. .


ومن كلام أهل العلم في هذه المسألة :


ما جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (23/548) :
1- ما حكم الشرع فيمن أُعطي له مال وهو في عمله بدون طلب منه أو احتيال لأخذ ذلك المال ، مثال ذلك :
العمدة أو شيخ الحارة ( الحي ) يأتيه الناس ليعطيهم شهادات ؛ لأنهم من سكان حارته ، ويعطونه فلوسا على ذلك ...
فهل يجوز أخذ هذا ، وهل يعتبر هذا المال حلالا ؟ وهل يُستدل على جواز ذلك بحديث سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عبد الله بن عمر ،
عن عمر رضي الله عنهم قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول : أعطه من هو أفقر إليه مني ،
فقال : ( خذه ، إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مُشْرفٍ ولا سائل فخذه فتموله ، فإن شئت تصدق به ، وما لا فلا تتبعه نفسك )
قال سالم : فكان عبد الله لا يسأل أحدا شيئا ولا يرد شيئا أعطيه. متفق عليه .

الجواب : إذا كان الواقع ما ذكر فما يدفع لهذا العمدة حرام ؛ لأنه رشوة . ولا صلة لحديث ابن عمر رضي الله عنهما بهذا الموضوع ؛
لأنه في حق من أُعطي شيئا من بيت مال المسلمين من والي المسلمين دون سؤال أو استشراف نفس " انتهى .


2- وسئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : لدينا قصر أفراح ، وفيه طباخون ، وبعض الطباخين يطلب إكرامية بالإضافة إلى راتبه ؛
فهل يجوز إعطاء العامل مبلغًا من المال إكرامية؛ حيث إنه تعود أخذه من الناس‏؟‏

فأجاب : " إذا كان هناك عامل من العمال له راتب وله أجر مقطوع من صاحب العمل ؛ فلا يجوز لأحد أن يعطيه ؛
لأن هذا يفسده على الآخرين ؛ لأن بعض الناس فقراء لا يستطيعون إعطاءهم ؛ فهذا العمل سنة سيئة‏ "
انتهى من "المنتقى في فتاوى الشيخ الفوزان" ج 3 سؤال رقم 233).


3- وسئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله : ما حكم إعطاء عامل المطعم زيادة علماً أن بعض الفواتير بها بقشيش ؟

فأجاب : " لا يجوز إعطاء العامل هذه الزيادة لأنها تعتبر رشوة منك للعامل حتى يعطيك من الخدمة أو الطعام
أكثر مما يعطي غيرك ممن لا يدفع له هذه الزيادة ، وليس للعامل أن يخص أحداً بمزيد خدمة ، وعليه أن يعامل الناس معاملة واحدة .
لكن .. إذا انتفت من هذه الزيادة شبهة الرشوة أو المحاباة فإنه لا حرج فيها حينئذ .

كما لو قصدت بها الإحسان إلى هذا العامل الضعيف المحتاج وأنت لن تتردد على هذا المطعم ". انتهى من السؤال) رقم 21605)

والله أعلم .



الإسلام سؤال وجواب





- وهذا أن السائل هو من يعطي الإكرامية لا الآخذ
وهذا يجعل فارقا
حيث قوله :

هذا يخص المعطي لا الآخذ.


هذا والله تعالى أعلى وأعلم .





وفتاوى هامة





التعديل الأخير تم بواسطة أخت الإسلام ; 02-10-2013 الساعة 09:36 PM
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-15-2013, 08:03 AM
أخت الإسلام أخت الإسلام غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 27
افتراضي

من تفسير السعدي (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان )


من [‏162 ـ 163‏]‏ ‏{‏أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ‏}‏
يخبر تعالى أنه لا يستوي من كان قصده رضوان ربه، والعمل على ما يرضيه،
كمن ليس كذلك، ممن هو مكب على المعاصي، مسخط لربه، هذان لا يستويان في حكم الله،وحكمة الله،
وفي فطر عباد الله‏.‏
{‏أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون‏}‏
ولهذا قال هنا‏:‏ ‏{‏هم درجات عند الله‏}‏
أي‏:‏ كل هؤلاء متفاوتون في درجاتهم ومنازلهم بحسب تفاوتهم في أعمالهم‏.‏
فالمتبعون لرضوان الله يسعون في نيل الدرجات العاليات، والمنازل والغرفات،
فيعطيهم الله من فضله وجوده على قدر أعمالهم، والمتبعون لمساخط الله يسعون
في النزول في الدركات إلى أسفل سافلين، كل على حسب عمله، والله تعالى
بصير بأعمالهم، لا يخفى عليه منها شيء، بل قد علمها، وأثبتها في اللوح
المحفوظ، ووكل ملائكته الأمناء الكرام، أن يكتبوها ويحفظوها، ويضبطونها‏.‏



من مختصر تفسير ابن كثير تحقيق أحمد شاكر

قال الحافظ ابن كثيــر :
في قوله تعالى :( أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير)
أي : لا يستوي من اتبع رضوان الله فيما شرعه ، فاستحق رضوان الله
وجزيل ثوابه , وأجير من وبيل عقابه , ومن استحق غضب الله ،
وألزم به فلا محيدله عنده , ومأواه يوم القيامة جهنم وبئس المصير ,
وهذه الآية لها نظائر كثيرة في القرآن , كقوله تعالى :
(أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى )الرعد 19
وكقوله ( أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ) القصص 61.
ثم قال تعالى( هم درجات عند الله)
قال الحسن البصري ومحمد بن إسحاق
: يعني أهل الخير ، وأهل الشر درجات .
وقال أبوعبيدة والكسائي : منازل ، يعني متفاوتون في منازلهم ودرجاتهم في الجنة ،
ودركاتهم في النار ، كقوله تعالى( ولكل درجات مما عملوا )
الأنعام 132.ولهذا قال تعالى ( والله بصير بما يعملون )
أي : وسيوفيهم إياها ، ولا يظلمهم
خيرا ولا يزيدهم شرا ، بل يجازيهم كل عامل بعمله .


لا يوجد تعليق لهذه الآية من بدائع التفسير لابن القيم



تطبيق الآيات في واقع حياتنا :

1- هل يستوي من يعمل الصالحات ابتغاء وجه الله كمن هو يعمل المعاصي؟
الذي يحافظ على صلاته ويقوم بفرائض الدين ويبر أمه وأباه ويحسن معاملة جاره ويحسن للخلق جميعا ,
هل يستوي مع تارك الصلاة ,الزاني ,شارب الخمر , مختلس أموال الناس , الظالم للبشر,
الغاش للمسلمين . الذي يسيء معاملة البشر ... هل يستويان؟
أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم؟
2- كلما أحسن المرء العمل علت درجاته في الجنة وكلما أساء العمل نزلت دركاته في النار .
3- الله بصير بأعمالنا, وهي مسجلة في اللوح المحفوظ , فمن أكثر من العبادات والطاعات
والصالحات لوجه الله علم الله منه ذلك , فأعد له درجته بقدر عمله ,
وكذلك أهل الشر عذابهم على قدر أعمالهم, فلا يظلم ربك أحدا ,
فالجزاءات متفاوتة بحسب الأعمال في الخير والشر .
الأعمال تتفاوت بقدر الإيمان وكذلك الجزاء يتفاوت بقدر الأعمال والله أعلم

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 02-22-2013, 10:49 PM
أخت الإسلام أخت الإسلام غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 27
افتراضي

تفسير الآية 164 من سورة آل عمران

من تفسير السعدي (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)

‏164‏]‏ ‏{‏لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ‏}‏

هذه المنة التي امتن الله بها على عباده، أكبر النعم، بل أصلها، وهي الامتنان عليهم
بهذا الرسول الكريم الذي أنقذهم الله به من الضلالة، وعصمهم به من الهلكة،
فقال‏:‏ ‏{‏لقد منَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم‏}‏ يعرفون نسبه، وحاله، ولسانه، من قومهم وقبيلتهم، ناصحا لهم،
مشفقا عليهم، يتلو عليهم آيات الله، يعلمهم ألفاظها ومعانيها‏.‏
‏{‏ويزكيهم‏}‏ من الشرك، والمعاصي، والرذائل،
وسائر مساوئ الأخلاق‏.‏
و‏{‏يعلمهم الكتاب‏}‏ إما جنس الكتاب الذي هو القرآن،
فيكون قوله‏:‏ ‏{‏يتلو عليهم آياته‏}‏ المراد به الآيات
الكونية، أو المراد بالكتاب ـ هنا ـ الكتابة، فيكون قد امتن عليهم، بتعليم الكتاب والكتابة،
التي بها تدرك العلوم وتحفظ، ‏{‏والحكمة‏}‏ هي‏:‏ السنة، التي هي شقيقة القرآن، أو وضع الأشياء مواضعها، ومعرفة أسرار الشريعة‏.‏
فجمع لهم بين تعليم الأحكام، وما به تنفذ الأحكام، وما به تدرك فوائدها وثمراتها،
ففاقوا بهذه الأمور العظيمة جميع المخلوقين، وكانوا من العلماء الربانيين، ‏
{‏وإن كانوا من قبل‏}‏ بعثة هذا الرسول ‏{‏لفي ضلال مبين‏}‏ لا يعرفون الطريق الموصل إلى ربهم،
ولا ما يزكي النفوس ويطهرها، بل ما زين لهم جهلهم
فعلوه، ولو ناقض ذلك عقول العالمين‏.‏




مختصر تفسير الحافظ ابن كثيرتحقيق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله


قوله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ} [(164) سورة آل عمران]
أي: من جنسهم, ليتمكنوا من مخاطبته وسؤاله ومجالسته والانتفاع به".
"كما قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} [(21) سورة الروم] أي: من جنسكم،
وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} الآية [(110) سورة الكهف],
وقال تعالى: {وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ} [(20) سورة الفرقان]
وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى} [(109) سورة يوسف],
وقال تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ} [(130) سورة الأنعام]
فهذا أبلغ في الامتنان أن يكون الرسول إليهم منهم بحيث يمكنهم مخاطبته ومراجعته في فهم الكلام عنه, ولهذا قال تعالى: {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ} [(164) سورة آل عمران]".
"ولهذا قال تعالى: {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ} يعني القرآن {وَيُزَكِّيهِمْ} أي: يأمرهم بالمعروف
وينهاهم عن المنكر, لتزكوَ نفوسهم وتطهر من الدنس والخبث الذي كانوا متلبسين به
في حال شركهم وجاهليتهم".
"{وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} يعني القرآن والسنة,
{وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ} أي: من قبل هذا الرسول
{لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} أي: لفي غي وجهل ظاهر جلي بيِّن لكل أحد".


لا يوجد تعليق لهذه الآية في بدائع التفسير لابن القيم


تطبيق ذلك في أرض الواقع :

- يظهر لنا من هذه الآية الكريمة فضل الله على الصحابة الكرام وعلى جميع المسلمين,
فيما امتن الله به عليهم من بعثة رسول منهم , يستطيعون مخاطبته والفهم منه ,
فما استشكل عليهم سألوه, فهذا فضل من الله أعظم عليهم , ممن لغتهم غير لغته,
فأذكر مثلا امرأة كانت تجلس بقربي في المسجد الحرام وأظنها إندونيسية ,
كانت تقرأ بتجويد وبإتقان ما شاء الله, فلما كلمتها فهمت أنها لا تحسن العربية
وأنها تعلمت ذلك من خلال دورات , وهذا بالطبع يتطلب منها جهدا كبيرا , لكننا نحن العرب ,
سبحان الله! بلغتنا !ولكن الكثير منا من لا يهتم بتعلمه وتلاوته بإتقان , هدانا الله .

فنحن اليوم في نعمة واي نعمة, أن جعلنا الله من أتباعه , ولم نخلق لا في بيت يهودي
ولا مجوسي ولا نصراني , فهذه نعمة, وكذلك الرسالة جاءت بلغتنا,
مما يسهل علينا فهم كتاب الله و سنته عليه الصلاة والسلام ( الكتاب والحكمة )
القرآن والسنة بلغتنا , فهي نعمة من الله نسأل الله تعالى
أن نكون من الذين يؤدون شكر النعم.

- لنستشعر نعمة الله علينا أن بعث فينا رجلا منا , أي بشرا وليس مَلَكَا فلو كان مَلَكًا
لقلنا إنه مَلَك, لا نطيق فعل ما يفعل, لكنه بشر وهو قدوتنا في كل شيء .

- فبين لنا الحق والخير حتى نفعله فنسعد في الدنيا والآخرة
وبين لنا الشر وما هو ضار لنا لنجتنبه فنعيش في حياة سعيدة في الدنيا والآخرة .



إضافة من أخت أكرمها الله
اسم الله الرقيب ، إنه معنا أينما كنا
وإن كل كبير وصغير مستطر ( مكتوب في سطور عنده )
وإننا دائما نسقط الآيات على غيرنا , حيث هم العصاة هم الأشرار
فينشغل أحدنا بالحكم على معاصي الآخرين ويعمى أن يرى معاصيه
و يغفل عن إصلاحها ، لابد أن يتنقص أحدنا نفسه ويستصحب
دائما الشعور بالتقصير وهذا كان سمت السلف الصالح .


فضل الرسالة ليس على الصحابة فحسب
:
- حيث إن : الرسالة نعمة على العالمين ونحن من أعظم المستفيدين منها
فلا إله إلا الله , وهي عبادة الله بحق , لن تكون إلا عن طريق محمد
رسول الله فقط, حيث باب العبادة الأوحد هو الاتباع للرسول
- صلى الله عليه وسلم - فهو رحمة للعالمين .

- حتى يوم الموقف العظيم ستكون شفاعته في فض الموقف
وبدء الحساب رحمة للعالمين .

- جاء عليه السلام بنور الرسالة لتتناسب مع نور الفطرة
وتهدي الخلق إلى عبادة رب العالمين .

- يكفي أن من آمن به ولو كان أفسق الخلق يكفيه
أنه سينجو من الخلود في النار فلا يستوي بالكافرين نسأل الله العافية .

- كذا هو بشر وفي بشريته منتهى الرحمة بنا حيث هو القدوة
أتى من الشرائع ما يطيقها كل البشر ، فليس لأحد أن يستثقل
أمرا شرعيا فعله النبي عليه الصلاة والسلام قائلا :
هو نبي منذا الذي يستطيع عمل ما يعمل ؟

فدحض هذا القول وجوابه : أنه بشر مثلنا .


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 03-10-2013, 07:42 PM
أخت الإسلام أخت الإسلام غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 27
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير الآيات 165_ 168 من سورة آل عمران


من تفسير السعدي (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)


‏}165 ـ 168‏{ ‏{‏أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ * الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ‏}‏

هذا تسلية من الله تعالى لعباده المؤمنين، حين أصابهم ما أصابهم يوم ‏"‏أحد‏"‏ وقتل منهم نحو سبعين، فقال الله‏:‏ إنكم ‏}قد أصبتم‏{ من المشركين ‏}مثليها‏}‏
يوم بدر فقتلتم سبعين من كبارهم وأسرتم سبعين، فليَهُن الأمر ولتخِفَّ المصيبة عليكم،
مع أنكم لا تستوون أنتم وهم، فإن قتلاكم في الجنة وقتلاهم في النار‏.‏
‏{‏قلتم أنى هذا‏}‏
أي‏:‏ من أين أصابنا ما أصابنا وهزمنا‏؟‏ ‏
{قل هو من عند أنفسكم‏}‏
حين تنازعتم وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون، فعودوا على أنفسكم باللوم،
واحذروا من الأسباب المردية‏.‏
‏{‏إن الله على كل شيء قدير‏}‏
فإياكم وسوء الظن بالله، فإنه قادر على نصركم، ولكن له أتم الحكمة في ابتلائكم ومصيبتكم‏.‏{ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض‏}‏
ثم أخبر أن ما أصابهم يوم التقى الجمعان،
جمع المسلمين وجمع المشركين في ‏"‏أحد‏"‏من القتل والهزيمة،
أنه بإذنه وقضائه وقدره، لا مرد له ولا بد من وقوعه‏.‏ والأمر القدري ـ إذا نفذ،
لم يبق إلا التسليم له، وأنه قدره لحكم عظيمة وفوائد جسيمة،
وأنه ليتبين بذلك المؤمن من المنافق،
الذين لما أمروا بالقتال،
{وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله‏}‏
أي‏:‏ ذبا عن دين الله، وحماية له وطلبا لمرضاة الله،
{‏أو ادفعوا‏}‏
عن محارمكم وبلدكم، إن لم يكن لكم نية صالحة، فأبوا ذلك واعتذروا بأن {قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم‏}‏
أي‏:‏ لو نعلم أنكم يصير بينكم وبينهم قتال لاتبعناكم،
وهم كذبة في هذا‏.‏ قد علموا وتيقنوا وعلم كل أحد أن هؤلاء المشركين،
قد ملئوا من الحنق والغيظ على المؤمنين بما أصابوا منهم،
وأنهم قد بذلوا أموالهم، وجمعوا ما يقدرون عليه من الرجال والعدد،
وأقبلوا في جيش عظيم قاصدين المؤمنين في بلدهم، متحرقين على قتالهم،

فمن كانت هذه حالهم، كيف يتصور أنهم لا يصير بينهم وبين المؤمنين قتال‏؟‏
خصوصًا وقد خرج المسلمون من المدينة وبرزوا لهم، هذا من المستحيل،
ولكن المنافقين ظنوا أن هذا العذر، يروج على المؤمنين،

قال تعالى‏:‏ ‏{‏هم للكفر يومئذ‏}‏
أي‏:‏ في تلك الحال التي تركوا فيها الخروج مع المؤمنين ‏
{‏أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم‏}‏
وهذه خاصة المنافقين، يظهرون بكلامهم وفعالهم ما يبطنون ضده في قلوبهم وسرائرهم‏.‏

ومنه قولهم‏:‏ {‏‏لو نعلم قتالا لاتبعناكم‏}‏
فإنهم قد علموا وقوع القتال‏.‏
‏]لأن المنافقين أمروا أن يقاتلوا للدين،
فإن لم يفعلوا فللمدافعة عن العيال والأوطان‏]‏ ‏
{‏والله أعلم بما يكتمون‏}‏ فيبديه لعباده المؤمنين، ويعاقبهم عليه‏.‏
ثم قال تعالى‏:‏ ‏{‏الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا‏}‏
أي‏:‏ جمعوا بين التخلف عن الجهاد،
وبين الاعتراض والتكذيب بقضاء الله وقدره، قال الله ردًّا عليهم‏:‏ ‏
{‏قل فادرءوا‏}‏
أي‏:‏ }‏
ادفعوا ‏عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين

{‏‏إنهم لو أطاعوكم ما قتلوا، لا تقدرون على ذلك ولا تستطيعونه‏.‏
وفي هذه الآيات دليل على أن العبد قد يكون فيه خصلة كفر وخصلة إيمان،
وقد يكون إلى أحدهما أقرب منه إلى الأخرى‏.‏




مختصر تفسير الحافظ ابن كثيرتحقيق الشيخ أحمد شاكر


‏}165 ـ 168‏{ ‏{‏أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ * الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ‏}‏

"يقول تعالى: }أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ{
وهي ما أصيب منهم يوم أحد من قتل السبعين منه }قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا
{ يعني يوم بدر، فإنهم قتلوا من المشركين سبعين قتيلاً, وأسروا سبعين أسيراً,
}قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا{ أي من أين جرى علينا هذا ؟ }
قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ
}{ سورة آل عمران (165)}
روى ابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- قال:
لما كان يوم أحد من العام المقبل , عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء ,
فقتل منهم سبعون , وفر أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم عنه ,
وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه , وسال الدم على وجهه , فأنزل الله عز وجل : {أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها
قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم
{ بأخذكم الفداء
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/436
خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة إلى صحته]


"وقال محمد بن إسحاق وابن جريج والربيع بن أنس والسدي:
}قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ
(165) { سورة آل عمران]
أي: بسبب عصيانكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
حين أمركم ألا تبرحوا من مكانكم فعصيتم, يعني بذلك الرماة".
}إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [(165)
{ سورة آل عمران] أي: يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا معقب لحكمه.
ثم قال تعالى: }وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ} [(166) {سورة آل عمران]
أي: فراركم بين يدي عدوكم وقتلهم لجماعة منكم,
وجراحتهم لآخرين كان بقضاء الله وقدره وله الحكمة في ذلك".
}وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ [(166)
{ سورة آل عمران] أي الذين صبروا وثبتوا ولم يتزلزلوا".
}وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ (167)
{ سورة آل عمران] يعني أصحاب عبد الله بن أبي بن سلول
الذين رجعوا معه في أثناء الطريق فاتبعهم من اتبعهم من المؤمنين,
يحرضونهم على الإياب والقتال والمساعدة, ولهذا قال: }
أَوِ ادْفَعُواْ
{
قال ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- وعكرمة وسعيد بن جبير والضحاك وأبو صالح والحسن والسدي: يعني كثِّروا سواد المسلمين,
"فتعللوا قائلين: }لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ (167) {سورة آل عمران] قال مجاهد:
يعنون لو نعلم أنكم تلقون حرباً لجئناكم, ولكن لا تلقون قتالاً.

"خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم _
يعني حين خرج إلى أحد _ في ألف رجل من أصحابه ,
حتى إذا كان بالشوط _ بين أحد والمدينة _
انحاز عنه عبد الله بن أبي ابن سلول بثلث الناس , فقال :
أطاعهم فخرج وعصاني ! ووالله ما ندري علام نقتل أنفسنا ها هنا أيها الناس ! !
فرجع بمن اتبعه من الناس من قومه من أهل النفاق وأهل الريب ,
واتبعهم عبد الله بن عمرو ابن حرام أخو بني سلمة , يقول : يا قوم ,
أذكركم الله أن تخذلوا نبيكم وقومكم عندما حضر من عدوكم , قالوا :
لو نعلم أنكم تقاتلون ما أسلمناكم ولكنا لا نرى أن يكون قتال .
فلما استعصوا عليه وأبوا إلا الانصراف عنهم , قال :
أبعدكم الله أعداء الله , فسيغني الله عنكم . ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم
الراوي: جماعة من التابعين المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/437
خلاصة حكم المحدث: مرسل

قال الله -عز وجل-: }هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ (167) {سورة آل عمران]
استدلوا به على أن الشخص قد تتقلب به الأحوال
فيكون في حال أقرب إلى الكفر وفي حال أقرب إلى الإيمان لقوله : "هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ" (167)
سورة آل عمران".
ثم قال تعالى: "يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ (167) سورة آل عمران] يعني أنهم يقولون القول ولا يعتقدون صحته.
ومنه قولهم هذا: " لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ (167) سورة آل عمران]
فإنهم يتحققون أن جنداً من المشركين قد جاءوا من بلاد بعيدة,
يتحرقون على المسلمين بسبب ما أصيب من سراتهم يوم بدر
وهم أضعاف المسلمين وأنه كائن بينهم قتال لا محالة, ولهذا قال تعالى: "وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ [(167)
سورة آل عمران.
وقوله: "الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ
لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا
[(168) سورة آل عمران] أي:
لو سمعوا من مشورتنا عليهم في القعود وعدم الخروج ما قتلوا مع من قتل,
قال الله تعالى: "قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ
إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
(168) سورة آل عمران] أي:
إن كان القعود يسلم به الشخص من القتل والموت فينبغي أنكم لا تموتون,
والموت لا بد آتٍ إليكم ولو كنتم في بروج مشيدة,
فادفعوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين.
قال مجاهد عن جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما-:
نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي بن سلول".



لا تعليق لهذه الآيات في كتاب بدائع التفسير






تطبيق هذه الآيات في الواقع


• تهون المصيبة على المسلم وتخف
عليه إن فطن أن الله تعالى قد أبقى له من النعم الأخرى التي لا تعد ولا تحصى .
إن أصيب بماله فقد أبقى له عياله , أو أصيب برجله فقد أبقى له صحته ...
كقصة عروة بن الزبير حين قطعت قدمه قال:
اللهم إنه كان لي أطراف أربعة فأخذت واحداً وأبقيت لي ثلاثة فلك الحمد ،
وكان لي بنون أربعة فأخذت واحداً وأبقيت لي ثلاثة فلك الحمد
وأيم الله لئن أخذت لقد أبقيت ولئن ابتليت لطالما عافيت



مصاب المؤمن في الدنيا شتان بينه وبين مصاب الكافر, "إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تالمون
وترجون من الله ما لا يرجون
" (104 سورة النساء)
يرجو المؤمن ثواب الله وجنته ,
والكافر لا ثواب له في الدنيا ولا في الآخرة .
فمن قتل شهيدا في سبيل الله فلا خوف عليه ولا حزن ,
فهو في جنات تجري من تحتها الأنهار , فلقاء ربه خير له من هذه الدنيا الفانية .
وأما مقتل الكافر فإلى النار وبئس المصير ,
وإن صبر المؤمن على ما أصابه في الدنيا فله الأجر والثواب من الله بينما الكافر
لا حظ له من الأجر إن أصيب, لا في الدنيا ولا في الآخرة .
المؤمن يُقتل والكافر يُقتل والمؤمن ربما يُغلب
والكافر يُغلب خلّصنا الله من شره فهل الجزاء سواء ؟!!


• إذا أصابنا البلاء والمصاب, فلنعلم أنه بما كسبت أيدينا,
بسبب معصيتنا لله, فلنحذر مخالفة الله تعالى وعصيان أوامره
وعصيان أوامر رسوله صلى الله عليه وسلم
: " فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ
أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "
(63 سورة النور )
فما يصيبنا من أمراض
ومصائب وهموم وغموم في الدنيا حتى الشوكة نشاكها ,
وما يصيبنا من تسلط عدونا علينا وقهره لنا وذلنا إلا بما كسبت أيدينا ,

من تركٍ لحجاب , تقصيرٍ في صلاة , تقصيرٍ في واجبات ,
وتركنا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .


• الله قادر على تحقيق كل ما نرجوه وما نأمله ,
من نصر أوتخلص من عدو أو شفاء لمريض أو نجاح في عمل,
فلا نسيء الظن به إن لم يحقق لنا مرادنا ,
ولا يصيبنا القنوط إن لم يرزقنا ما طلبناه من ولد أو نجاح,
فالله عز وجل هو الحكيم في إعطائه أو عدمه ,
فالبلاء يقع لحكمة ورفعه لحكمه , كقصة الملك الذي قطع إصبعه فقال له وزيره :
لعله خير...لو نعي العبرة منها . فكما قال الله عز وجل
:
"... وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ
وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
(216
سورة البقرة )

• ما يصيب الإنسان من خير أو شر فهو بقضاء الله وقدره
النافذ لا محالة , فإذا وقع القدر لا بد لنا من التسليم لله تعالى والرضى بقضائه
وعدم السخط. كموت قريب أو مرض , أو حصول مكروه لولد ,
فلا نقول لو لم يخرج وما شابه , فإذا وقع ما وقع للمؤمن من بلاء فلا يقول إلا :
قدر الله وما شاء فعل .

• أن نثق بأن الله عز وجل أراد لنا الخير في كل قضاء قضاه ,
فحكمته عظيمه والفوائد من ذلك كثيرة ,
ابتداء من تكفير الذنوب والخطايا وانتهاء برفع الدرجات ,

ولكننا لا نعلمها ,ومهما سخطنا فلن نغير من الواقع شيئا , فحكم الله نافذ .


• حتى يعلم الإنسان من نفسه أهو مؤمن حقا أم لا ؟
فإن لم يرض ولم يصبر فليعمل على تقوية إيمانه وتقوية صلته بالله ,
فقد ظهر له ضعف إيمانه لأن المؤمن لا يسخط من قضاء الله وقدره
بل يرضى ويسلم ويستعين بالله ليصبر على ما أصابه من سوء.

فالمسلم يمحص إيمانه عند وقوع المصائب وعند البلاءات والفتن التي تعرض له في الحياة الدنيا . فهنا لما طلب منهم القتال أبوا مع أنهم قبل ذلك كانوا مع المؤمنين .

• تخلي المؤمن عن العمل لله تعالى مع سائر المؤمنين يدل على
قرب عمله من الكفر وبعده عن الإيمان ,فهو قريب من النفاق
بقدر معصيته لله عز وجل, كتخلي المسلمين عن الصلاة
وتركهم لصلاة الجماعة وغيرها من الأوامر (هم أمروا بالقتال مع المسلمين فلم يفعلوا )
ونحن أمرنا بطاعة الله ورسوله فلم نفعل
..
( فلنحذر من مخالفة امر الله ورسوله فكلما ازددنا تلبية وطاعة لله دل
على زيادة الإيمان والعكس صحيح فمن مظاهر ضعف الإيمان معصية الله تعالى .



• أعذار يأتي بها الذي لا يريد تنفيذ أمر الله ,
قيقول أحدنا : الناس.. الجيران .. فمن النساء من تدعي أن الزوج يرفض
أن ترتدي الحجاب, والله تعالى أعلم بما في القلوب وما تخفي النفوس
فيحاسب العبد على ما يخفيه في نفسه..

• ويستدل بهذه الآية على قاعدة ‏"‏ارتكاب أخف المفسدتين لدفع أعلاهما،
وفعل أدنى المصلحتين، للعجز عن أعلاهما‏"‏؛ ‏

بعض من الناس يستدل بهذه القاعدة
(دفع أعلى المفسدتين )أن يقوم الناس بأعراسهم بوضع جهاز الستيريو
للأغاني الدينية دفعا للمفسدة الكبرى والتي هي الموسيقى العادية ,
فبالطبع تسمية الأغاني بالدينية يرفضه العقل والنقل ,
فلا مجال للكلام هنا وليرجع القارئ لفتاوى العلماء الأثبات في هذا .
وأما ما يفعله البعض من اختيار لهذا النوع من
الأعراس بحجة دفع المفسدة الكبرى , هل هو حقا دفع لها
أم أنه يمكن دفع المفسدتين دون أدنى تعب , ولكنه الهوى
الذي يسيطر على القلوب وخوار الإيمان الذي جعلنا نخشى
الناس أكثر من خشيتنا له , والله مطلع على حالنا .
وأما من أجبر على مفسدة كبرى فلعله يجد سبيلا في اللجوء
إلى المفسدة الصغرى , لكن دون اعتقاد لحلِّ ما حرم الله عز وجل .



• كما ذكرَ سابقا , إذا أصيب إنسان
بضرّ أو بمصيبة فلا دافع لها لأن أمر الله نافذ لا محالة

(وَاعْلَمْ أَنَّ الأمة لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ
بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ
إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ"
رواه الترمذي ، وأحمد ،
وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (7957.)


وفي رواية : لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم
وهو غير ظالم لهم ، ولو رحمهم لكانت رحمته لهم خيرا من
أعمالهم ، ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر ،
فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ،
ولو مت على غير هذا لدخلت النار
الراوي: أبي بن كعب و زيد بن ثابت المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5244
خلاصة حكم المحدث: صحيح


•محاسبة النفس وتنقيتها من مشابهة
أعمال الكفار وصفاتهم وتمييزها بصفات المؤمنين ,
وهذا يدل على أن الإيمان يرتفع أحيانا , وينقص أحيانا أخرى ,
فينقص ويضعف بالمعاصي ويرتفع بالطاعات فلننتبه....





إضافات من أخت فاضلة :

•المؤمن يرجو المغفرة أولا ثم ثواب الله وجنته

•إذا أصاب أحدنا البلاء والمصاب فلنعلم أنه بما كسبت أيدينا- ويعفو عن كثييير –
• الانتباه للمصائب وربطها بما نقوم به من معاصي وهذه والله
منة عظيمة لمن رزقه الله بها.

مثلا : يقيم أحدهم عرسا فيه من المعاصي ما فيه ثم يجد صعوبة
بعد في حياته الزوجية وإشكالات قد تؤدي للانفصال بادئ الأمر
و يقول له من حوله ( المؤمن مصاب ) تصبيرا !!!
وكان الأولى القول بأنه بما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير

مثال آخر : متعامل بالربا حياته لا تنفك تصيبه المصائب
والبلاءات وعدم البركة و... وهو غافل عن ربط معصيته بما يصيبه

وكلنا أخية هذا الرجل تجدين من تشتكي عقوق أولادها وهي عاقة بداية لوالديها ....

الشاهد : لو استطاع كل منا تأمل حاله دائما ومحاولة الربط بين
المصائب وذنوبه ليستغفر ويتوب ويصبر ويحتسب ويحمد الله
أنه يصيبه ليطهره في الدنيا ,وهذه علامة محبة يغفل عن هذا المعنى كثير من الناس
ألا وهو : اعتقاد أن حتى البلاء والمصائب دليل محبة للعبد لأنه
يطهره بالأخففي الدنيا ولا يتركه ليذهب بحمل كل ذنوبه إليه نسأل الله العافية .

• (من رضي فله الرضا ومن تسخط فله السخط ولا تضروه شيئا)

"إنَّ عِظمَ الجزاءِ معَ عظمِ البلاءِ و إنّ اللَّه إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم فمن
رضِيَ فله الرِّضا و من سخِطَ فلَهُ السُّخطُ"
الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني -
المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 146
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن


{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} {الزمر 10}

• كل معصية هي من شعب الكفر كما
أن الطاعة هي شعبة من شعب الإيمان
وكلنا عنده منذا وذلك ( معاصي وطاعات ) وإذا غلبت المعاصي قرب
فاعلها لوصف الكفر ( ولا نقول المخرج عن الملة )
وإذا غلبت عليه الطاعات قرب لتحقق الإيمان الكامل على قدر تلبسه بالطاعات
وكلنا يختلف حالنا لذا فالإيمان يزيد وينقص ،
وعلى كل منا أن ينتبه فإذا عصى استغفر وعاد لحظيرة الإيمان
الكامل ما استطاع لذلك سبيلا .


كلنا هذا الرجل إذا قصرنا احتججنا وتعذرنا
والله يعلم السر وأخفى وهنا لابد من استحضار معنى المراقبة لله تعالى
ولذا من يقصر أو يعصي ويعترف بخطئه ويستغفر خير من عاصى مقصر
يحتج بأعذار ليسوغ سواد أفعاله
والمثل بمعصية آدم وإبليس يوضح ذلك المعنى
الشاهد لو عصينا أو قصرنا نعترف ونستغفر ولا نتعذر لأنه سمت لا يحبه الله
نسأل الله العافية .



** الإيمان بالقدر خيره وشره الركن السادس من أركان الإيمان
والرضا بالقدر والتسليم له دليل على سلامة الإيمان
فالمصائب من الله أقدار كونية وبلاءات لحكم وللمسلم
كفارات تصيبه ببعض ما اكتسب من الإثم ( فقط بعض )
وقال بعض أهل العلم : يستدل بقدر الله على المصائب ولا يستدل به على المعائب )
الشاهد : أن ما أصابك ما كان ليخطئك ومن مات لم يترك من أجله لحظة
ولا ترك رزقا من نفس_ هواء _ولا شربة من ماء ولا لقمة من طعام
( فما أصاب العبد ما كان ليخطئه أبدا ) ومن هنا يأتي التسليم والرضا
والدعاء بالصبر ونوال الأجر .


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 03-26-2013, 02:12 PM
أخت الإسلام أخت الإسلام غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 27
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير الآيات 169_ 171 من سورة آل عمران

من تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن )

169ـ 171‏]‏ ‏{‏وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ‏}‏
هذه الآيات الكريمة فيها فضيلة الشهداء وكرامتهم، وما منَّ الله عليهم به من فضله وإحسانه،
وفي ضمنها تسلية الأحياء عن قتلاهم وتعزيتهم، وتنشيطهم للقتال في سبيل الله والتعرض للشهادة، فقال‏:‏ ‏{‏ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله‏}‏ أي‏:‏ في جهاد أعداء الدين،
قاصدين بذلك إعلاء كلمة الله ‏{‏أمواتا‏}‏ أي‏:‏ لا يخطر ببالك وحسبانك أنهم ماتوا وفقدوا،
وذهبت عنهم لذة الحياة الدنيا والتمتع بزهرتها، الذي يحذر من فواته،
من جبن عن القتال، وزهد في الشهادة‏.‏ ‏{‏بل‏}‏ قد حصل لهم أعظم مما يتنافس فيه المتنافسون‏.‏ فهم ‏{‏أحياء عند ربهم‏}‏ في دار كرامته‏.‏
ولفظ‏:‏ ‏{‏عند ربهم‏}‏ يقتضي علو درجتهم، وقربهم من ربهم، ‏{‏يرزقون‏}‏ من أنواع النعيم الذي لا يعلم وصفه، إلا من أنعم به عليهم، ومع هذا ‏{‏فرحين بما آتاهم الله من فضله‏}‏ أي‏:‏ مغتبطين بذلك، قد قرت به عيونهم، وفرحت به نفوسهم، وذلك لحسنه وكثرته، وعظمته، وكمال اللذة في الوصول إليه، وعدم المنغص، فجمع الله لهم بين نعيم البدن بالرزق،
ونعيم القلب والروح بالفرح بما آتاهم من فضله‏:‏ فتم لهم النعيم والسرور،
وجعلوا ‏{‏يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم‏}‏ أي‏:‏ يبشر بعضهم بعضًا، بوصول إخوانهم الذين لم يلحقوا بهم، وأنهم سينالون ما نالوا، ‏{‏ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون‏}‏ أي‏:‏ يستبشرون بزوال المحذور عنهم وعن إخوانهم المستلزم كمال السرور
يستبشرون بنعمة من الله وفضل‏}‏ أي‏:‏ يهنىء بعضهم بعضًا، بأعظم مهنأ به،
وهو‏:‏ نعمة ربهم، وفضله، وإحسانه، ‏{‏وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين‏}‏ بل ينميه ويشكره، ويزيده من فضله، ما لا يصل إليه سعيهم‏.‏
وفي هذه الآيات إثبات نعيم البرزخ، وأن الشهداء في أعلى مكان عند ربهم،
وفيه تلاقي أرواح أهل الخير، وزيارة بعضهم بعضًا، وتبشير بعضهم بعضًا‏.‏


مختصر تفسير الحافظ ابن كثير تحقيق الشيخ أحمد شاكر

169 ـ 171‏]‏ ‏{‏وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ‏}‏

يخبر تعالى عن الشهداء بأنهم وإن قتلوا في هذه الدار فإن أرواحهم حية مرزوقة
في دار القرار.
وقد ورد :
في أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم الذين أرسلهم نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل بئر معونة , قال : لا أدري أربعين أو سبعين .
وعلى ذلك الماء عامر بن الطفيل الجعفري ,
فخرج أولئك النفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
حتى أتوا غارا مشرفا على الماء فقعدوا فيه , ثم قال بعضهم لبعض :
أيكم يبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل هذا الماء ؟
فقال _ أراه ابن ملحان الأنصاري _ :
أنا أبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم . فخرج حتى أتى حواء منهم فاختبأ أمام البيوت ,
ثم قال : يا أهل بئر معونة , إني رسول رسول الله إليكم :
أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله , فآمنوا بالله ورسوله .
فخرج إليه رجل من كسر البيت برمح فضربه في جنبه حتى خرج من الشق الآخر .
فقال : الله أكبر . فزت ورب الكعبة . فاتبعوا أثره حتى أتوا أصحابه في الغار فقتلهم أجمعين عامر بن الطفيل .
وقال ابن إسحاق :
حدثني أنس بن مالك : أن الله أنزل فيهم قرآنا :
بلغوا عنا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه ,
ثم نسخت فرفعت بعد ما قرأناه زمنا وأنزل الله :
{ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون } .
وقد روى مسلم عن مسروق قال :
إنا سألنا عبد الله عن هذه الآية :
{ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون }
الراوي: أنس بن مالك المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/438
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح


روى مسلم في صحيحه عن مسروق قال: سألْنا عبد الله -رضي الله تعالى عنه- عن هذه الآية: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [(169) سورة آل عمران] فقال: أما إنا قد سألنا عن ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ((أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش, تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال: هل تشتهون شيئاً؟ فقالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يُتركوا من أن يُسألوا, قالوا: يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى, فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا))( ) وقد روي نحوه عن أنس وأبي سعيد -رضي الله تعالى عنهما-".
"وروى الإمام أحمد عن أنس -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ما من نفس تموت لها عند الله خير يسرها أن ترجع إلى الدنيا إلا الشهيد فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى لما يرى من فضل الشهادة))( ) [انفرد به مسلم]".
1 - لما قتل أبي جعلت أبكي ، وأكشف الثوب عن وجهه ، فجعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينهونني والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينه ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تبكيه - أو : ما تبكيه - مازالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع ) .
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4080
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
"وروى الإمام أحمد عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترِد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها, وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش فلما وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم وحسن متقلبهم قالوا: يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله لنا؛ لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب، فقال الله -عز وجل-: أنا ابلغهم عنكم, فأنزل الله -عز وجل- هذه الآيات: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} وما بعدها))( )

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1379
خلاصة حكم المحدث: حسن



الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا

الراوي : عبدالله بن عباس المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1378
خلاصة حكم المحدث: حسن


وكأن الشهداء أقسام :منهم من تسرح أرواحهم في الجنة ومنهم من يكون على هذا النهر بباب الجنة وقد يحتمل أن يكون منتهى سيرهم إلى هذا النهر فيجتمعون هنالك ويغدى عليهم برزقهم هناك ويراح والله أعلم
"وقد روينا في مسند الإمام أحمد حديثاً فيه البشارة لكل مؤمن بأن روحه تكون في الجنة تسرح أيضاً فيها".
"بأن روحه تكون في الجنة تسرح أيضاً فيها وتأكل من ثمارها, وترى ما فيها من النضرة والسرور".
"وتشاهد ما أعده الله لها من الكرامة, وهو بإسناد صحيح عزيز عظيم. اجتمع فيه ثلاثة من الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبعة؛ فإن الإمام أحمد -رحمه الله- رواه عن محمد بن إدريس الشافعي -رحمه الله- عن مالك بن أنس الأصبحي -رحمه الله- عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه -رضي الله تعالى عنه-
قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
((نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه ."

الراوي: كعب بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2373
خلاصة حكم المحدث: صحيح



يعلق –يأكل
"وفي هذا الحديث: إن روح المؤمن تكون على شكل طائر في الجنة, وأما أرواح الشهداء فكما تقدم في حواصل طير خضر, فهي كالكواكب بالنسبة إلى أرواح عموم المؤمنين فإنها تطير بأنفسها, فنسأل الله الكريم المنان أن يثبتنا على الإيمان".
"وقوله تعالى: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ} إلى آخر الآية [(170) سورة آل عمران] أي: الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله أحياء عند الله, وهم فرحون بما هم فيه من النعمة والغبطة ومستبشرون بإخوانهم الذين يقتلون بعدهم في سبيل الله أنهم يقدمون عليهم وأنهم لا يخافون مما أمامهم, ولا يحزنون على ما تركوه وراءهم, نسأل الله الجنة".
"وقد ثبت في الصحيحين عن أنس -رضي الله تعالى عنه- في قصة أصحاب بئر معونة السبعين من الأنصار الذين قتلوا في غداة واحدة, وقنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الذين قتلوهم يدعو عليهم ويلعنهم, قال أنس ونزل فيهم قرآن قرأناه حتى رفع (أن بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا)".
قوله: "(أن بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا)" هذا مما نسخت تلاوته وبقي حكمه.
"ثم قال تعالى: {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [(171) سورة آل عمران]، قال محمد بن إسحاق: استبشروا وسروا لمَا عاينوا من وفاء الموعود وجزيل الثواب, وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: هذه الآية جمعت المؤمنين كلهم سواء الشهداء وغيرهم, وقلَّما ذكر الله فضلاً ذكر به الأنبياء وثواباً أعطاهم إياه إلا ذكر ما أعطى الله المؤمنين من بعدهم".




من كتاب بدائع التفسير لابن القيم رحمه الله


( آل عمران:169- 170){‏وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * ‏}
ثم عزّى نبيه وأولياءه عمن قتل منهم في سبيله أحسن تعزية , وألطفها وأدعاها إلى الرضى بما قضاه لها , فجمع لهم إلى الحياة الدائمة منزلة القرب منه , وأنهم عنده , وجريان الرزق المستمر عليهم , وفرحهم بما آتاهم من فضله , وهو فوق الرضى , واستبشارهم بإخوانهم الذين باجتماعهم بهم يَتمُّ سُرورُهم ونعيمُهم , واستبشارهم بما يجدِّدُ لهم كلَّ وقت مِن نعمته وكرامته , وذكّرهم سبحانه في أثناء هذه المحنة بما هو من أعظم مننه ونعمه عليهم , التي إن قابلوا بها كل محنة تنالهم وبليّة , تلاشت في جنب هذه المنة والنعمة ,ولم يبق لها أثر البتّة , وهي منّته عليهم بإرسال رسول من انفسهم إليهم , يتلو عليهم آياته , ويُزكّيهم, ويُعلمهم الكتابَ والحكمةَ , ويُنقذهم من الضلال _ الذي كانوا فيه قبل إرساله _ إلى الهدى , ومن الشقاء إلى الفلاح , ومن الظُّلمة إلى النّور , ومن الجهل إلى العلم . فكلُّ بليّةٍ ومحنةٍ تنالُ العبد بعد حصول هذا الخير العظيمِ له , أمرٌ يسيرٌ جدًا في جن الخير الكثير , كما ينال الناس بأذى المطر في جنب ما يحصل لهم به من الخير .
فأعلمهم أن سبب المصيبة من عند أنفسهم ليحذروا , وأنها بقضائه وقدره لِيوحِّدوا ويتَّكِلوا , ولا يخافوا غيره . وأخبرهم بما لهم فيها من الحكم لئلا يتهموه في قضائه وقدره وليتعرف إليهم بأنواع أسمائه وصفاته، وسلاهم بما أعطاهم مما هو أجل قدراً وأعظم خطراً مما فاتهم من النصر والغنيمة وعزاهم عن قتلاهم بما نالوه من ثوابه وكرامته لينافسوهم فيه ولا يحزنوا عليهم، فله الحمد كما هو أهله وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله.
وإذا كان الشهداء إنما نالوا هذه الحياة بمتابعة الرسل وعلى أيديهم , فما الظن بحياة الرسلفي البرزخ؟ ولقد أحسن القائل :
فالعيش نوم والمنية يقظة والمرء بينهما خيال ساري
فللرسل والشهداء والصديقين من هذه الحياة - التي هي يقظة من نوم الدنيا - أكملها وأتمها ، وعلى قدر حياة العبد في هذا العالم يكون شوقه إلى هذه الحياة ، وسعيه وحرصه على الظفر بها ، والله المستعان.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 04:18 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology