ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-21-2010, 12:25 PM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى


تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى

يقول الله سبحانه
يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك
وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك (1)

معاني المفردات

تفرغ لعبادتي
تفرغ من مهماتك وأشغالك الدنيوية لطاعتي والتقرب
إلي بأنواع القرب
أملأ صدرك : أي قلبك

عز العبودية
عبادة الله هي المهمة العظيمة
التي من أجلها خُلق الخلق
وهي بمفهومها الشامل
لا تقتصر على أداء الشعائر التعبدية
- من صلاة وصيام وحج وذكر وغير ذلك -
فحسب
ولكنها تمتد لتنتظم حياة الإنسان كلها
بشتى جوانبها وأنشطتها
بحيث لا يخرج شيء
منها عن دائرة التعبد لله رب العالمين
وتمتد كذلك لتشمل جميع ما يحبه الله ويرضاه
من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة
{قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين }
(الأنعام 162)

ولا يبلغ الإنسان ذروة الكمال البشري
في العزّة والشرف والحرية حتى يحقق هذه الغاية
وقد وصل إلى هذا الكمال أنبياء الله ورسله
عليهم الصلاة والسلام
وفي مقدمتهم نبيّنا محمَّدٌ
- صلى الله عليه وسلم -
الذي خاطبه ربُّه جل وعلا في أعلى مقاماته
- مقامِ تلقي الوحي ومقامِ الإسراء -
بوصف العبودية
باعتبارها أرقى وأعظم وأشرف منزلة يرقى إليها الإنسان
فقال سبحانه
{الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا }
(الكهف 1)
وقال في مقام آخر
{سبحان الذي أسرى بعبده ليلا }
( الاسراء 1)
وكلما ازداد العبد تحقيقاً لهذه العبودية
كلما ازداد كماله وعلت درجته


وكل من تعلّق قلبه بمخلوق وأحبَّه
وعلق عليه نفعه وضرَّه فقد وقع في ربقة الرقّ والعبودية له
شاء أم أبى
إذ الرقّ والعبودية في الحقيقة
هو رقُّ القلب وعبوديته
ولهذا يُقال
" العبد حرٌّ ما قنع والحرُّ عبدٌ ما طمع "

وكلّما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته
ورجائه في قضاء حاجاته
كلما قويت عبوديته وحريته عمَّا سواه
كما قيل
" احتج إلى من شئت تكن أسيره
واستغن عمن شئت تكن نظيره
وأحسن إلى من شئت تكن أميره "

حقيقة الغنى
ولهذا فإن حقيقة الغنى إنما هي في القلب
وهي القناعة التي يقذفها الله في قلوب من شاء من عباده فيرضون معها بما قسم الله
ولا يتطلعون إلى مطامع الدنيا أو يلهثون وراءها
لهث الحريص عليها المستكثر منها

وقد بين ذلك عليه الصلاة والسلام
( ليس الغنى عن كثرة العرَض
ولكن الغنى غنى النفس )(2)


وقال لأبي ذر

يا أبا ذر ! أترى أن كثرة المال هو الغنى ؟
إنما الغنى غنى القلب ، والفقر فقر القلب
من كان الغنى في قلبه ، فلا يضره ما لقي من الدنيا
ومن كان الفقر في قلبه ، فلا يغنيه ما أكثر له في الدنيا
وإنما يضر نفسه شحها (3)

====
وكم من غني عنده ما يكفيه وأهله عشرات السنين
ومع ذلك لا يزال حريصاً على الدنيا
يخاطر بدينه وصحته
ويضحي بوقته وجهده
وكم من فقير يرى أنه أغنى الناس
مع أنه قد لا يجد قوت غده
فالقضية إذاً متعلقة بالقلوب وليست بما في الأيدي .
يقول عمر رضي الله عنه
" إن الطمع فقر ، وإن اليأس غنى
وإن الإنسان إذا أيس من الشيء استغنى عنه "
وسئل أبو حازم فقيل له : ما مالُك ؟
قال : لي مالان لا أخشى معهما الفقر : الثقة بالله
واليأس مما في أيدي الناس "

وقيل لبعض الحكماء : ما الغنى ؟
قال : " قلة تمَنِّيك ، ورضاك بما يكفيك "
وقد أحسن من قال :
ومن ينفق الساعات في جمع ماله
مخافة فقر فالذي فعل الفقر
====
بين همَّيْن
وهذا الحديث العظيم
يضع للعبد علاجاً عظيماً للهموم والغموم التي يتعرض لها
في حياته الدنيا
هذا العلاج
هو الاشتغال بما خلق له وهو عبادة الله عز وجل
والاهتمام بأمر الآخرة

فإن العبد إذا شغله همُّ الآخرة
أزاح الله عن قلبه هموم الدنيا وغمومها
وخفف عنه أكدارها وأنكادها
فيصفو القلب ويتجرد من كل الأشغال والصوارف

يقول - صلى الله عليه وسلم -

من جعل الهموم هما واحدا هم آخرته
كفاه الله هم دنياه
ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا
لم يبال الله في أي أوديتها هلك (4)

=====

وفي حديث الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله
وأتته الدنيا وهي راغمة
ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه
وفرق عليه شمله
ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له (5)

====


قال الإمام ابن القيم رحمه الله
" إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده
تحمّل الله عنه سبحانه حوائجه كلها
وحمَل عنه كلّ ما أهمّه ، وفرّغ قلبه لمحبته
ولسانه لذكره ، وجوارحه لطاعته
وإن أصبح وأمسى
والدنيا همه حمّله الله همومها وغمومها وأنكادها
ووكَلَه إلى نفسه ..... "

فعلى العبد أن يقنع بما قسم الله له
وأن يثق بوعد الله وحسن تدبيره له
وألا يكون شديد الاضطراب والخوف مما يستقبل
فالمستقبل بيد الله
وأن ينظر إلى من هو دونه في أمور الدنيا
وليستعن على ذلك بقصر الأمل واليقين
بأن الرزق الذي قُدِّر له لا بد وأن يأتيه
وإن لم يشتد حرصه
فليست شدة الحرص هي السبب لوصول الأرزاق
منقول
من إسلام ويب

هنا



(1)
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح ابن ماجه - لصفحة أو الرقم: 3331
خلاصة حكم المحدث: صحيح

هنا

(2)
قال الإمام مسلم فى صحيحه

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ قَالَا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ
عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ
صحيح مسلم - كِتَاب الزَّكَاةِ
باب لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ
رقم 105
(3)

الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح الجامع - لصفحة أو الرقم: 7816
خلاصة حكم المحدث: صحيح

هنا

(4)


الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه
لصفحة أو الرقم: 209
خلاصة حكم المحدث: حسن

هنا
(5)

الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي
لصفحة أو الرقم: 2465
خلاصة حكم المحدث: صحيح




التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 09-16-2010 الساعة 01:55 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-16-2010, 01:59 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016


السلام عليك ورحمة الله وبركاته

حبيبتي هند

جزاك الله خيرًا

اللهم املأ صدورنا بعز العبودية
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-22-2010, 10:48 PM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
أمين معلمتى الحبيبة

جزاكِ الله خيراً
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-23-2010, 10:19 AM
أمة الله أمة الله غير متواجد حالياً
مشرفه الملتقى عام
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 741
افتراضي

غاليتي المتألقة

هنـــــــــــــد



قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله
وأتته الدنيا وهي راغمة
ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه
وفرق عليه شمله
ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له
(5)

رزقنا الله وإياكن الهم بلآخرة والفردوس الأعلى

موضوع رائع جزاك الله خيرا
__________________


ملتقى
قطرات العلم



مدونتي الطريق إلى الجنة

اللهم آمنا في أوطاننا ومكن لدينك وعبادك آمين
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-24-2010, 03:14 AM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
آمين حبيبتى الغالية أمة الله

اكرمكِ الله
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 09:56 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology