الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، ((وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا))
الفرقان :62.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح في الله، وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
فإن الإسلام الذي جاء من عند الله لينقذ الناس من براثن الجهل إلى نور اليقين، وليهديهم صراط الله المستقيم، تقف أمامه وتعترضه عقبات جمة.
وهذه العقبات لن تزيل نور الإسلام الساطع والذي ملأ الكون كله، وإن كان لهذه العقبات بعض الأثر في طريق الدعوة إلى الله.
وهذه العقبات هي:
ا- العقبة الأولى: اتباع الهوى الذي يصد عن منهج الله من المدعو.
2- العقبة الثانية: الكبر من المدعو فلا يقبل الحق.
3- العقبة الثالثة: كثرة أهل الباطل وقلة أهل الحق.
4- العقبة الرابعة: جلساء السوء الذين يصدون عن منهج الله، وهم أعداء الأنبياء والرسل.
5- العقبة الخامسة: فتور الدعاة وضعف الدافع.
6- العقبة السادسة: انصراف الناس إلى الدنيا على حساب الدين.
هذه هي أهم العقبات على وجه الإجمال، وأما بالتفصيل فأقول:
العقبة الأولى: اتباع الهوى
الهوى إله يعبد من دون الله، وما ترك الطريق المستقيم من تركها إلا لأنه اتبع الهوى، أما هواه أن يبقى ضالاً أو شقياً أو تعيساً، أو يبقى مصاحباً لفاجر، أو عبداً لأغنية، أو متعلقاً بصورة، أو متلذذاً بفجور، أو منتكصاً على عقبه لا يعرف المسجد ولا القرآن ولا الهداية ولا الطريق إلى الجنة.
قال سبحانه: ((وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ))ص:26، والهوى يغلب العقل، نعوذ بالله من اتباع الهوى.
وبعضهم يقول:
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3039
خلاصة حكم المحدث: حسن
.
فأما اتباع الهوى أن يقودك عقلك إلى كل مكان تسقط فيه، هواك يغلب عقلك فتقع في شراك الهوى والعياذ بالله، نعوذ بالله من الهوى، وهذا الهوى يغوي.
فأعظم عقبة في وجه الدعاة تصادفهم: اتباع المدعوين لهواهم، تقول للرجل: تب، فيرد ولكن يقول له هواه: لا تفعل. تريد من الناس أن يتوجهوا إلى المسجد فيقول هواهم: لا تفعلوا، وهذا كله نتيجة اتباع الهوى.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد ، حدثنا محمد بن العلاء ، حدثنا عثمان بن سعيد الزيات ، عن هشيم ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أن العاص بن وائل أخذ عظما من البطحاء ففته بيده ، ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أيحيي الله هذا بعد ما أرى ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم ، يميتك الله ثم يحييك ، ثم يدخلك جهنم " .