ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى عام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-18-2010, 12:10 PM
الصورة الرمزية أم سليمان
أم سليمان أم سليمان غير متواجد حالياً
مشرفة ملتقى البراعم والأسرة المسلمة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 458
غذاء الأرواح !!!!



غذاء الأرواح
(للشيخ العلامة المحدث: أبي عبد الرحمن
يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله تعالى-)
======================
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، وأشهد

أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد
أن محمداً عبده ورسوله.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ

إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ))[آل عمران:102]،
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا
كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا))[النساء:1]،
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا))[الأحزاب:70-71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى

رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر
الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة
ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها الناس! يقول الله عز وجل في كتابه الكريم:

((قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ
وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ))[الأنعام:162-163].
في هذه الآية العظيمة أن الله أمر نبيه أن يجعل

حياته كلها لله، وهكذا مماته لله، فلم يبقَ من
الإنسان شيء إلا وهو لله سبحانه وتعالى، بما
في ذلك روحه ولسانه ويداه ورجلاه وشعره
وسمعه وبصره، وجميع حواسه، كلها لله،
ويجب أن تكون مسخرة كلها في طاعة الله.
وهذه الجوارح كما يحافظ عليها من العطب

والتلف، ويحافظ على سلامتها وصحتها، يحافظ
على أهم عضو فيها، الذي بحياته تحيا، وبموته
تتلف، وهو القلب.
وفي الصحيحين من حديث النعمان بن بشير

رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
{ الحلال بين ، والحرام بين ، وبينهما أمور
مشتبهات ، لا يعلمها كثير من الناس ، فمن
اتقى الشبهات فقد استبرأ لعرضه ودينه ، ومن
وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كراع يرعى
حول الحمى ، يوشك أن يواقعه ، ألا وإن لكل
ملك حمى ، ألا وإن حمى الله تعالى في أرضه
محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة ، إذا صلحت
صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ،
ألا وهي القلب }
الراوي: النعمان بن بشير المحدث:
الألباني -
المصدر: صحيح الجامع - الصفحة
أو الرقم: 3193
خلاصة حكم المحدث: صحيح

، فأبان رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جارحة

في الإنسان واحدة عليها مدار الجوارح، وكان
الواجب على كل إنسان حريص على نفسه أن
يهتم بهذا العضو الذي عليه مدار الأعضاء،
وهو القلب، أي: هذه المضغة، ويحافظ على
صحتها، ويغذيها حق غذائها.
أيها الناس! إن تنافس الناس في الدنيا له تنافس

كل ذلك من أجل تغذية الأجساد، وراحة الأجسام،
وسلامة الأجسام، وقوة الأجسام، ولكن قليل من
يهتم بتغذية الروح، بتغذية القلب تغذية حسنة،
وإن فساد المجتمعات من شركيات وبدعاً
وخرافات، وتقليد للكفار، وشر وبوار، كل ذلك
حاصل بين الناس سببه: سوء التغذية، لكن
ليست على الأجسام وإنما على الأرواح.
فسبب ما يحصل في العباد والبلاد من الفتن

والفساد كل ذلك صادر عن سوء التغذية، وانظر
تواريخ أهل البدع وأهل الشركيات ترى أنه حصل
لهم أنهم ما تغذوا تغذية طيبة، ما اعتنوا
بأنفسهم، ولا قبلوا الغذاء الطيب، ولا استفادوا؛
ولهذا طمست بصائرهم، أقبلوا على ما لا ينفعهم.
ونبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام يقول:

((وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ
وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ))
[الشعراء:87-89]،
أي: كان سليماً من تغذية الباطل، سليماً من
الشركيات، كان سليماً من خشية غير الله، سليماً
من الرهبة والرغبة في غير الله، سليماً من المحبة
الشركية لغير الله، سليماً من التعلق والثقة بغير الله،
من سلم قلبه لله سبحانه وتعالى وسلمت عبوديته
لله سبحانه وتعالى فهذا هو القلب السليم، أما قلب
خالطه حب الله، وأشرك مع حب الله غيره،
أو خوف الله وأشرك مع خوف الله غيره،
أو الرغبة في الله وأشرك مع الرغبة مع الله
في غيره، أو التوكل على الله وأشرك في التوكل
غير الله، هذا قلب ليس بسليم، هذا قلب مريض،
وقد يتدهور ويموت، ولا ينتفع يوم القيامة،
ولا يسلم صاحبه من الخزي، إلا القلب السليم،
الذي عنده تغذية صحيحة نافعة، ولم ترد ذلك
السقم، ذلك السقم الذي أي قلب يهجم عليه
يصير قد فتن.
أيها الناس! إن أعظم
غذاء للقلوب والأرواح
لهو كلام الله سبحانه وتعالى، ولا يمكن أن تجد
غذاء لروحك وقلبك من مطعومات ومشروبات،
لكن هذا الغذاء هو أعظم غذاء، كما أبانه الله
سبحانه وتعالى في كتابه:
((وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي
مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ
مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ))[الشورى:52]،
قال أهل العلم: سمى الله قرآناً روحاً؛ لأن عليه
تتوقف الحياة الحقيقية، ومعنى ذلك: أن من لم
يعتنِ بالقرآن لا روح له، من لم يعتن بالقرآن
علماً وتدبراً وتفقهاً وتلاوة فإنه ميت، ويبين ذلك
حديث أبي موسى عند الإمام البخاري رحمه الله
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
{ مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل

الحي والميت }
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث:

البخاري - المصدر: صحيح البخاري -
الصفحة أو الرقم: 6407
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

.
الذي لا يعتني بالقرآن ميت، وما عنده روح حقيقية،

ولا له حياة حقيقية، حياته حياة يشترك فيها مع
الأنعام، فأي حياة يتوفر فيها الطعام والشراب
والعناية بالأجسام ولا يتوفر فيها العناية بالروح
فإن هذه الحياة بهيمية،قال عزوجل
((وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ
وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ))[محمد:12].
فقد أبان الله سبحانه وتعالى أن الكفار يعتنون بالأكل

والشرب كما تعتني الأنعام وكما تأكل الأنعام، وأن
ذلك لا فارق بينهم وبين الأنعام:قال تعالى
((أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ
إِلَّا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا))[الفرقان:44].
فيا أيها المسلم! اعلم أن هذا الغذاء لا يستغني

عنه قلب أبداً، عن تلاوته، وعن تدبره، وعن
العمل به، وأي قلب لم يعط القسط من هذا الغذاء
العظيم فإنه ستهجم عليه الأمراض والأسقام
والشهوات والشبهات وسائر الفتن.
فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم:

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ
وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ))
[يونس:57]،
هو شفاء، ومع ذلك أيضاً غذاء نافع، غذاء للهداية:
قال: ((إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ
الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ
أَجْرًا كَبِيرًا))[الإسراء:9].
وأبان الله سبحانه وتعالى أن هذا الغذاء من أسباب

الخشية والرغبة لله سبحانه وتعالى:يقول الله
((قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا *
وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا *
وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا))
[الإسراء:107-109].
أي قلب أفسد، وأي قلب أقبس، وأي قلب أنكس، ممن

لا يستفيد من هذا الغذاء، ولا ينتفع به؟! وقد أبان
الله سبحانه أنه لو نزل على جبل لتصدع:قال تعالى
((لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا
مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا
لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ))[الحشر:21].
ويقول الله عز وجل في كتابه الكريم:

((ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ
أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ
وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا
لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ))
[البقرة:74]،
وهذا تهديد شديد لبني إسرائيل لما لم ينفع فيهم
هذا الغذاء وهذا العلاج النافع، فإن الله عاقبهم، وإن
الله هددهم بهذا التهديد.
عالج قلبك بالإيمان، عالج قلبك بذكر الله، غذي

هذا القلب بطاعة الله سبحانه وتعالى، واعلم أنه
أحب بالتغذية من جسمك الذي من أجله تقدح.
فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم مبيناً

نفع هذا الغذاء للقلوب:
((اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ
مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ
وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ))[الزمر:23]،
هذا من أسباب اللين، هذا مبعد عنك القسوة، هذا
مبعد لقسوة القلوب، وحتى أيضاً للقسوة الجسمية،
دل هذا على أن القلب إذا لان لانت الجوارح، وأن
القلب إذا قسا قست الجوارح.
قال تعالى

((قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا
يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ
يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ))[فصلت:44].
لما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم زوده بهذا

الغذاء العظيم، وبهذا الزاد العظيم،قال تعالى
((وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ
الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ))
[الشعراء:192-194].
ما لك قدرة أيها الداعي إلى الله على أن تقيم دعوة

حتى تتزود بهذا الزاد، وإلا فما عندك زاد، وكان
كلما قال المشركون شبهة زوده الله سبحانه وتعالى
بما يدحض تلك الشبهة:قال تعالى
((وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا))
[الفرقان:33].
ويقول الله سبحانه وتعالى عن نبيه الكريم حين

كان يورد عليه المشركون أو يعتدي عليه المشركون
يسليه بالقرآن، ويغذيه بتلك التغذية العظيمة،
قال تعالى ((فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ
إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))[البقرة:109].
وإذا تنقصوه نزل القرآن مغذياً له ومبيناً بيان عزته،

وأن العزة له ولأنصاره ولأتباعه:قال تعالى
((الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ))[المنافقون:8]،
وإذا قالوا: قلاه ربه، نزل القرآن مبيناً ما عند الله
سبحانه وتعالى له في الدنيا والأخرى:قال
((مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى))[الضحى:3-5].
غذاء لا غنى أبداً لقلب عن هذا الغذاء، وأي قلب استغنى

عن الغذاء الروحي بالكتاب وبالسنة فإنه قلب يتدهور،
يمرض، وقد يموت، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
{ إنه ليغان على قلبي ، و إني لأستغفر الله
في اليوم مائة مرة}
الراوي: الأغر المزني المحدث:
الألباني -
المصدر:
صحيح الجامع - الصفحة
أو الرقم: 2415
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يتلو القرآن،

وزوده ربه بهذا، وأمره بهذا: قال:((يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ
* قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا *
أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا))[المزمل:1-4].
زاد عظيم لمن يحمل دعوة إلى الله سبحانه وتعالى

هذا القرآن، زاد عظيم لمن يستقيم على كتاب الله هذا
القرآن، زاد الحياة، ومن ليس عنده عناية بذكر الله
ما عنده زاد في الحياة.
وهكذا من الزاد قيام الليل، هو أعظم زاد وأعظم

تغذية للأرواح، ورسول الله صلى الله عليه وسلم
أنزل الله عليه:قال تعالى
((وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ

رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا))[الإسراء:79]،
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعين بالله
سبحانه وتعالى وبالصلاة:يقول تعالى
((وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ
إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ))[البقرة:45]،
فالصلاة فيها إعانة، سواء صلاة الفرائض أو صلاة
النوافل، فيها إعانة على صحة جسمك، وفيها إعانة
على شفاء أمراضك، وفيها إعانة على دفع أعدائك،
وفيها إعانة على نصرتك على طاعة الله، أنك تنتصر
وتقوم بطاعته، وإن لم يكن لك قسط من الصلاة
من فرض ونقل فإنك ما عندك ما تنصر به.
ويوم بدر النبي صلى الله عليه وسلم متوقع هجوم

الكافرين وجحافل المشركين وغطرسة المتغطرسين،
بما معهم من العدة والعدد، ولكن بات للتزود، وبات
يستفيد من ذلك الغذاء الروحي، وبات يدعو الله
سبحانه وتعالى ويذكره، حتى يسقط رداؤه
وهو يقول:
كما جاء في الحديث
-{ نظر نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين

وهم ألف ، وأصحابه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ،
فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد
يديه وجعل يهتف بربه : اللهم أنجز لي ما وعدتني ،
اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام
لا تعبد في الأرض فما زال يهتف بربه ، مادا يديه
مستقبل القبلة ، حتى سقط رداؤه عن منكبيه ،
فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ،
ثم التزمه من ورائه وقال : يا نبي الله كفاك
مناشدتك ربك ، فإنه سينجز لك ما وعدك ،
فأنزل الله تبارك وتعالى :
( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف
من الملائكة مردفين ) فأمدهم الله بالملائكة -}
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث:
الألباني -
المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة
أو الرقم: 3081
خلاصة حكم المحدث:
حسن

وقبل القدوم مع الكافرين يعطي أصحابه تغذية عظيمة،

ويقول لهم:
كما جاء في الحديث
- بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيسة ،

عينا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان . فجاء وما
في البيت أحد غيري وغير رسول الله صلى الله
عليه وسلم ( قال : لا أدري ما استثنى بعض نسائه )
قال : فحدثه الحديث . قال : فخرج رسول الله صلى
الله عليه وسلم فتكلم . فقال ( إن لنا طلبة . فمن
كان ظهره حاضرا فليركب معنا ) فجعل رجال
يستأذنونه في ظهرانهم في علو المدينة . فقال
( لا . إلا من كان ظهره حاضرا )
فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
حتى سبقوا المشركين إلى بدر . وجاء المشركون .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يقدمن
أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه ) فدنا
المشركون . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض )
قال : يقول عمير بن الحمام الأنصاري :
يا رسول الله ! جنة عرضها السماوات والأرض ؟
قال ( نعم ) قال : بخ بخ . فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ( ما يحملك على قولك بخ بخ )
قال : لا . والله ! يا رسول الله ! إلى رجاءة أن
أكون من أهلها . قال ( فإنك من أهلها )
فأخرج تمرات من قرنه . فجعل يأكل منهن .
ثم قال : لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه ،
إنها لحياة طويلة . قال فرمى بما كان معه من التمر
. ثم قاتل حتى قتل }
الراوي: أنس بن مالك المحدث:
مسلم - المصدر:
صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1901
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
لأنه عنده تغذية عظيمة في نفسه بقلبه بروحه، أنه

يريد الجنة، ملأ قلبه بالإيمان، وبحب الله، وبنصرة
دين الله؛ فلهذا استبطأ أن يأكل تمرات.
هذه التغذية الروحية التي تدفعك إلى الطاعة

وتبعدك عن المعصية، أما تغذية الأجسام بغير
عناية بالقلوب فلا تزيد صاحبها إلا خبالاً، ولا
تراكم عليه إلا وبالاً.
إي والله، أهم ما عندك أن تغذي روحك بطاعة الله

سبحانه وتعالى، بذكر الله، بالدعاء، بقيام الليل،
فرسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان يحمل
من العبء الشيء الثقيل أهله الله لذلك:قال تعالى
((اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ))[الأنعام:124].
كان يقوم قياماً طويلاً، ويقرأ قراءة طويلة، حتى

صلى خلفه ابن مسعود، قال: افتتح البقرة، فقلت:
يركع عندها، عند المائة عند.. إلى أن قال عندها:
ثم افتتح النساء، ثم افتتح آل عمران، وهو يقرأ
القرآن، حتى هممت بأمر سوء، أم هممت أم أجلس
وأدعه. وهكذا يقول لعائشة:
{ يا عائشة ! ذريني أتعبد الليلة لربي قلت :
والله إني أحب قربك ، وأحب ما يسرك . قالت :
فقام فتطهر ، ثم قام يصلي ، قالت : فلم يزل يبكي
حتى بل حجره ، قالت : وكان جالسا فلم يزل يبكي
حتى بل لحيته . قالت : ثم بكى حتى بل الأرض .
فجاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي ، قال :
يا رسول الله ! تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك
وما تأخر ؟ قال : أفلا أكون عبدا شكورا ؟ لقد أنزلت
على الليلة آية ؛ ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها :
{ إن في خلق السموات والأرض } الآية كلها
الراوي: عائشة المحدث:
الألباني - المصدر:
صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1468
خلاصة حكم المحدث:
حسن
، فيقوم ويكرر القرآن؛ لأن الحمل ثقيل، وهو بحاجة

أن يستعين بالصلاة على هذا الحمل الثقيل عليه،
وبطاعة الله سبحانه وتعالى، فيتهجد حتى يأتي
بلال يؤذنه لصلاة الفجر.
يــــتـــــبــــع
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-22-2010, 09:34 PM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته



حبيبتى أم سليمان

جزاكِ الله خيراً
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 10:41 AM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology