قال البخارى :حَدَّثَنَا آدَمُ قال :حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قال: حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ قَالَ
( سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
تَصَدَّقُوا فَإِنَّهُ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يَمْشِي الرَّجُلُ بِصَدَقَتِهِ فَلَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا
يَقُولُ الرَّجُلُ لَوْ جِئْتَ بِهَا بِالْأَمْسِ لَقَبِلْتُهَا فَأَمَّا الْيَوْمَ فَلَا حَاجَةَ لِي بِهَا )(1)
الشرح
يأمُرُنا النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بأن نبادرَ بإخراجِ الزَّكاة؛ حيث سيأتي علينا زمانٌ يكثُرُ فيه المالُ،
حتَّى إنَّه يمشي الرَّجل بصدقتِه، أي: بزكاتِه، يبحَثُ عن فقيرٍ يُعطيها له فلا يجدُه، يقولُ الرَّجل الَّذي
تقدَّمُ له الزَّكاةُ: لو جئتَ بها بالأمسِ، أي: أَعتذِرُ إليك عن قَبولِ زكاتِك، ولو جئتَني قبل هذا اليومِ
لأخذتُها منك، أمَّا اليومَ فلا حاجةَ لي فيها؛ لأنَّني غنيٌّ.
في الحديثِ: التَّحذيرُ مِن التَّسويفِ في إخراجِ الزَّكاة؛ لأنَّه قد يكونُ التَّأخيرُ سببًا
في عدمِ وجود مَن يقبَلُها.
وفيه: معجزةٌ مِن معجزاتِه صلَّى الله عليه وسلَّم بإخبارِه عن الغيبِ؛ مِن انتشارِ الغِنَى بين أفراد
المسلمين في آخرِ الزَّمانِ وقُربِ السَّاعة، حتَّى لا يوجَدَ مَن يقبَلُ الصَّدقةَ.
منقول من الدرر السنية
(1)صحيح البخاري - كِتَاب الزَّكَاة - بَاب الصَّدَقَةِ قَبْلَ الرَّدِّ
بَاب الصَّدَقَةِ قَبْلَ الرَّدِّ
1345