ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى عام

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-07-2014, 09:53 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي عمر بن الخطاب رضي الله عنه




المجلس السابع عشر
من سير الصحابة
7 ربيع الأول 1435 هــ



عمــر بن الخطــاب رضي الله عنه
نسبه رضي الله عنه

هو عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ
بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ ، أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، أَبُو حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ
الْعَدَوِيُّ ، الْفَارُوقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .
فضائله رضي الله عنه كثيرة وعديدة وهو في المنزلة يلي أبو بكر
الصديق رضي الله عنه فهو أفضل البشر رضي الله عنه بعد رسول
الله صلى الله عليه وسلم والصديق رضي الله عنه وقد ذكرنا في
سيرة الصديق رضي الله عنه فضائل كثيرة وأحاديث كثيرة كان
هو في المنزلة الأولى ويليه عمر رضي الله عنه وأرضاه في الفضيلة
وعلى رأسها البشــارة بالجنة كما ذُكر من قبل.


هذان السمع والبصر
أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رأى أبا بَكرٍ وعمرَ فقالَ :
هذانِ السَّمعُ والبصَرُ

الراوي: عبدالله بن حنطب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح
الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3671 - خلاصة حكم المحدث: صحيح.


دعـــاء النبي صلى الله عليه وسلم


" اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر
بن الخطاب قال وكان أحبهما إليه عمر "

الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي
- الصفحة أو الرقم: 3681خلاصة حكم المحدث: صحيح .


فضل عمر بعد أبي بكر رضي الله عنهما
عن سعيد بن زيد بن عمروبن نفيل


"أبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ،
وعلي في
الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير في الجنة ،
وعبد الرحمن بن عوف
في الجنة ، ، وسعد بن أبي وقاص
في الجنة ، وسعيد بن زيد في الجنة
، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة



الراوي: سعيد بن زيد و عبدالرحمن بن عوف المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 50خلاصة حكم المحدث: صحيح


وعَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
" كُنَّا نُخَيِّرُ بَيْنَ النَّاسِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,
فَنُخَيِّرُ أَبَا
بَكْرٍ ، ثُمَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، ثُمَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ " .
الكتب » صحيح البخاري » كِتَاب الْمَنَاقِبِ » بَاب فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ

النَّبِيِّ صَلَّى ...رقم الحديث: 3406.

وفي رواية للبخاري أيضا
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
" كُنَّا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا نَعْدِلُ بِأَبِي بَكْرٍ أَحَدًا , ثُمَّ
عُمَرَ ثُمَّ عُثْمَانَ ثُمَّ نَتْرُكُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا نُفَاضِلُ بَيْنَهُمْ " .

صحيح البخاري » كِتَاب الْمَنَاقِبِ » بَاب مَنَاقِبِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ
أَبِي عَمْرٍو ...رقم الحديث: 3445

وهذه الرواية التي ذكرت في الصحيح المسند في فضائل الصحابة
بشارات لعمر رضي الله عنه
بشــــره صلى الله عليه وسلم بالجنة
عَنْ أَبِى مُوسَى - رضى الله عنه - قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم
فِى حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى
الله عليه وسلم « افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ » . فَفَتَحْتُ لَهُ ، فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ
، فَبَشَّرْتُهُ بِمَا قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَحَمِدَ اللَّهَ ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ
فَاسْتَفْتَحَ ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ
» . فَفَتَحْتُ لَهُ ، فَإِذَا هُوَ عُمَرُ ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه
وسلم فَحَمِدَ اللَّهَ ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ ، فَقَالَ لِى « افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ
عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ » . فَإِذَا عُثْمَانُ ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ. رواه البخاري

الكتب » صحيح البخاري » كِتَاب الْمَنَاقِبِ » بَاب مَنَاقِبِ عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ أَبِي حَفْصٍ ...رقم الحديث: 3441 .


عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنهما - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه
وسلم « رَأَيْتُنِى دَخَلْتُ الْجَنَّةَ ، فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أَبِى طَلْحَةَ
وَسَمِعْتُ خَشَفَةً ، فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالَ هَذَا بِلاَلٌ . وَرَأَيْتُ قَصْراً بِفِنَائِهِ
جَارِيَةٌ ، فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا فَقَالَ لِعُمَرَ . فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ ،
فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ » . فقَالَ عُمَرُ بِأُمِّى وَأَبِى يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعَلَيْكَ أَغَارُ.
رواه البخاري


صحيح البخاري » كِتَاب الْمَنَاقِبِ » بَاب مَنَاقِبِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
أَبِي حَفْصٍ ...رقم الحديث: 3427


فائدة :هذا الحديث وغيره من أدلة أهل السنة والجماعة على أن
الجنة والنارحق وأنهما مخلوقتان وموجدتان وهذا أيضاً مذكور في
أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله . الآن قد خالفت
المعتزلة بجهلهم في هذه المسألة ، وقالوا أن الجنة والنار يخلقهما
الله يوم القيامة !! وقد رد عليهم كثير من أئمة أهل السنة وبينوا
جهلهم بالآثار والسنن .

عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضى الله

عنه - قَالَ بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ قَالَ
« بَيْنَا أَنَا
نَائِمٌ رَأَيْتُنِى فِى الْجَنَّةِ ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ
، فَقُلْتُ لِمَنْ
هَذَا الْقَصْرُ قَالُوا لِعُمَرَ فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِراً » .
فَبَكَى وَقَالَ أَعَلَيْكَ
أَغَارُ يَا رَسُولَ اللَّهِ.رواه البخاري



عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : " صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلَى أُحُدٍ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ , وَعُمَرُ , وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ , فَضَرَبَهُ
بِرِجْلِهِ ، قَالَ : " اثْبُتْ أُحُدُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدَانِ " .

الكتب » صحيح البخاري » كِتَاب الْمَنَاقِبِ » بَاب مَنَاقِبِ عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ أَبِي حَفْصٍ ...رقم الحديث: 3434



منزلة إيمان عمر رضي الله عنه
قال يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِى ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِى حَيْوَةُ قَالَ حَدَّثَنِى
أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ قَالَ كُنَّا مَعَ
النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ
يَا رَسُولَ اللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ إِلاَّ مِنْ نَفْسِى . فَقَالَ النَّبِىُّ
صلى الله عليه وسلم « لاَ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ
نَفْسِكَ » . فَقَالَ لَهُ عُمَرُ فَإِنَّهُ الآنَ وَاللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ نَفْسِى .
فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « الآنَ يَا عُمَرُ ». رواه البخاري

قال ابن حجر رحمه الله: "قال الخطابي: حبُّ الإنسان نفسه طبع،
وحب غيره اختيار بتوسط الأسباب، وإنما أراد عليه الصلاة والسلام
حب الاختيار؛ إذ لا سبيل إلى قلب الطباع وتغييرها عما جبلت عليه.
قلت: فعلى هذا فجواب عمر أولاً كان بحسب الطبع، ثم تأمل
فعرف بالاستدلال أن النبي صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه؛
لكونه السبب في نجاتها من المهلكات في الدنيا والأخرى، فأخبر بما
اقتضاه الاختيار، ولذلك حصل الجواب بقوله: «الآن يا عمر». أي
: الآن عرفت فنطقت بما يجب"
فتح الباري (11/528) .

المصدر
من موضوع الحب في الإسلام

قال الخطابي: " فمعناه أن تصدق في حبي حتى تفنى نفسك
في طاعتي، وتؤثر رضاي على هواك، وإن كان فيه هلاكك ".

يتبع إن شاء الله
__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم





التعديل الأخير تم بواسطة توبة ; 01-07-2014 الساعة 10:00 PM
  #2  
قديم 06-10-2014, 10:13 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي



المجلس الثامن عشر
13 شعبان 1435

دين عمر رضي الله عنه
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ - رضى الله عنه - قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
« بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ عُرِضُوا عَلَىَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ ، فَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْىَ ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ ، وَعُرِضَ عَلَىَّ عُمَرُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ اجْتَرَّهُ » . قَالُوا فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « الدِّينَ ». رواه البخاري
أنظر فائدة هامش الكتاب 66
صــــ66 الصحيح المسند في فضائل الصحابة
فائدة
يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين على خلق آدم ستون ذراعا في عرض سبع أذرع .
الراوي: أبو هريرة المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 15/74خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح.
يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين ، بني ثلاث وثلاثين .
الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3698خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره.
شرح الحديث
فإن الحديث المذكور حديث صحيح كما قال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
ومعناه أن الله تعالى قد أنعم على أهل الجنة بالجمال وتمام القوة وعنفوان الشباب؛ لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم قال ابن القيم في نونيته:
ألوانهم بيض، وليس لهم لحى.. جعد الشعور، مكحّلوا الأجفان.. هذا كمال الحسن في أبشارهم.. وشعورهم، وكذلك العينان"
ووجود اللحية على الشخص دليل على تغير حاله، والانتقال من مرحلة عمرية إلى أخرى، وليس ذلك من شأن أهل الجنة الذين لا يفنى شبابهم ولا يزول نعيمهم..
واللحية من سنن الفطرة في الدنيا، أما الآخرة فليس فيها تكليف ولا عمل، ولا أمر ولا نهي.. وإنما هي دار الجزاء والنعيم المقيم الأبدي؛ فعدم وجود اللحية فيها ليس دليلا على جواز حلقها، والذي أخبرنا بنعيم الجنة وصفة أهلها هو الذي أخبرنا أن إعفاء اللحية من سنن الفطرة، وهو الذي أمرنا بتوفيرها، ونهانا عن حلقها كما لا يخفى عليك.
ولذلك لا يمكن أن يستدل بهذا الحديث على جواز حلق اللحية.
والله أعلم.
إسلام ويب
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=185569
علم عمر رضي الله عنه
- حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ أَبُو جَعْفَرٍ الْكُوفِىُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى حَمْزَةُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ شَرِبْتُ - يَعْنِى اللَّبَنَ - حَتَّى أَنْظُرُ إِلَى الرِّىِّ يَجْرِى فِى ظُفُرِى أَوْ فِى أَظْفَارِى ، ثُمَّ نَاوَلْتُ عُمَرَ » . فَقَالُوا فَمَا أَوَّلْتَهُ قَالَ « الْعِلْمَ». رواه البخاري.
غيرة عمـــر رضي الله عنه
أصبح رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فدعا بلالا فقال : يا بلال بم سبقتني إلى الجنة ؟ ما دخلت قط إلا سمعت خشخشتك أمامي . إني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك ، فأتيت على قصر من ذهب مرتفع مشرف فقلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا : لرجل من العرب قلت : أنا عربي . لمن هذا القصر ؟ قالوا : لرجل من المسلمين من أمة محمد قلت : فأنا محمد لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر بن الخطاب فقال رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – لولا غيرتك يا عمر لدخلت القصر . فقال : يا رسول الله ما كنت لأغار عليك قال وقال لبلال : بم سبقتني إلى الجنة ؟ قال : ما أحدثت إلا توضأت وصليت ركعتين . فقال رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – : بهذا .
الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 166
خلاصة حكم المحدث: صحيح
عبقرية عمر
عن ‏ ‏عبد الله بن عمر ‏ ‏رضي الله عنهما ‏
‏" رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنِّي أُنْزَعُ بِدَلْوِ بَكَرَةٍ عَلَى قَلِيبٍ , فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ دَلْوًا أَوْ دَلْوَيْنِ فَنَزَعَ نَزْعًا ضَعِيفًا وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ , ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَاسْتَقَى فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا , فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا يَفْرِي فَرِيَّهُ حَتَّى رَوِيَ النَّاسُ وَضَرَبُوا بِعَطَنٍ " .
صحيح مسلم » كتاب فضائل الصحابة » باب من فضائل عمر رضي الله عنه2393حديث رقم
وله صلى الله عليه وسلم : ( فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه ) أما ( يفري ) فبفتح الياء وإسكان الفاء وكسر الراء ، وأما ( فريه ) فروي بوجهين : أحدهما فريه بإسكان الراء وتخفيف الياء ، والثانية كسر الراء وتشديد الياء ، وهما لغتان صحيحتان ، وأنكر الخليل التشديد وقال : هو غلط . واتفقوا على أن معناه لم أر سيدا يعمل عمله ، ويقطع قطعه ، وأصل الفري بالإسكان القطع . يقال : فريت الشيء أفريه فريا قطعته للإصلاح ، فهو مفري ، فري وأفريته إذا شققته على جهة الإفساد ، وتقول العرب : تركته يفري الفري إذا عمل العمل بإجادة ، ومنه حديث حسان : لأفرينهم فري الأديم أي أقطعهم بالهجاء كما يقطع الأديم .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( حتى ضرب الناس بعطن ) سبق تفسيره . قال القاضي : ظاهره أنه عائد إلى خلافة [ ص: 542 ] عمر خاصة .
وقيل : يعود إلى خلافة أبي بكر وعمر جميعا ، لأن بنظرهما وتدبيرهما وقيامهما بمصالح المسلمين تم هذا الأمر ، وضرب الناس بعطن ؛ لأن أبا بكر قمع أهل الردة ، وجمع شمل المسلمين ، وألفهم ، وابتدأ الفتوح ، ومهد الأمور ، وتمت ثمرات ذلك وتكاملت في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=53&ID=7146
الحاشية رقم 1 صحيح مسلم
أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏‏ أريت في المنام أني ‏ ‏أنزع ‏ ‏بد
لو بكرة على ‏ ‏قليب ‏ ‏فجاء ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏فنزع ‏ ‏ذنوبا ‏ ‏أو ‏ ‏ذنوبين ‏ ‏نزعا ‏ ‏ضعيفا والله يغفر له ثم جاء ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏فاستحالت غربا ‏ ‏فلم أر عبقريا ‏ ‏يفري ‏ ‏فريه حتى روي الناس ‏ ‏وضربوا بعطن. رواه البخاري
عمر المحدث
‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لقد كان فيما قبلكم من الأمم ‏ ‏محدثون ‏ ‏فإن يك في أمتي أحد فإنه ‏ ‏عمر. رواه البخاري
ثناء عليّ على عمر رضي الله عنهما
‏عن ‏ ‏ابن أبي مليكة ‏ ‏أنه سمع ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏يقول ‏
‏وضع ‏ ‏عمر ‏ ‏على سريره ‏ ‏فتكنفه ‏ ‏الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع وأنا فيهم فلم ‏ ‏يرعني ‏ ‏إلا رجل آخذ منكبي فإذا ‏ ‏علي بن أبي طالب ‏ ‏فترحم على ‏ ‏عمر ‏ ‏وقال ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك وايم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك وحسبت إني كنت كثيرا أسمع النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏ذهبت أنا ‏ ‏وأبو بكر ‏ ‏وعمر ‏ ‏ودخلت أنا ‏ ‏وأبو بكر ‏ ‏وعمر ‏ ‏وخرجت أنا ‏ ‏وأبو بكر ‏ ‏وعمر. رواه البخاري
قوله : ( محدثون ) بفتح الدال جمع محدث ، واختلف في تأويله فقيل : ملهم . قاله الأكثر ، قالوا : المحدث بالفتح هو الرجل الصادق الظن ، وهو من ألقي في روعه شيء من قبل الملأ الأعلى فيكون كالذي حدثه غيره به ، وبهذا جزم أبو أحمد العسكري . وقيل : من يجري الصواب على لسانه من غير قصد ، وقيل :
فتح الباري شرح صحيح البخــاري
صحيح البخاري » كتاب فضائل الصحابة » باب مناقب عمر بن الخطاب أبي حفص القرشي العدوي رضي الله عنه
وفي رواية الترمذي عن بعض أصحاب ابن عيينة " محدثون يعني مفهمون " وفي رواية الإسماعيلي " قال إبراهيم - يعني ابن سعد راويه - قوله : محدث أي يلقى في روعه " انتهى ، ويؤيده حديث إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه أخرجه الترمذي من حديث ابن عمر ، وأحمد من حديث أبي هريرة ، والطبراني من حديث بلال ، وأخرجه في " الأوسط " من حديث معاوية وفي حديث أبي ذر عند أحمد وأبي داود " يقول به " بدل قوله " وقلبه "
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=52&ID=6704
فضل اسلام عمر على المسلمين
وعن ابن عمر رضي الله عنهم ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن المثنى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى ‏ ‏عن ‏ ‏إسماعيل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏قيس ‏ ‏قال قال ‏ ‏عبد الله ‏ ‏مازلنا أعزة منذ أسلم ‏ ‏عمر. رواه البخاريا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب ، قال وكان أحبهما إليه عمر . رواه الترمذي
هيبة عمر وفرار الشيطان منه
عن ‏ ‏محمد بن سعد بن أبي وقاص ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال ‏
‏استأذن ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏على رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وعنده ‏ ‏نسوة ‏ ‏من ‏ ‏قريش ‏ ‏يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته فلما استأذن ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏قمن فبادرن الحجاب فأذن له رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فدخل ‏ ‏عمر ‏ ‏ورسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يضحك فقال ‏ ‏عمر ‏ ‏أضحك الله سنك يا رسول الله فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب فقال ‏ ‏عمر ‏ ‏فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ثم قال ‏ ‏عمر ‏ ‏يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إيها يا ‏ ‏ابن الخطاب ‏ ‏والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا ‏ ‏فجا ‏ ‏قط إلا سلك ‏ ‏فجا ‏ ‏غير ‏ ‏فجك. رواه البخاري


يتبع إن شاء الله
__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم





التعديل الأخير تم بواسطة توبة ; 10-13-2014 الساعة 08:56 PM
  #3  
قديم 06-18-2014, 07:07 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي





المجلس التاسع عشر
21 شعبان 1435 هــــ

موافقات عمر رضي الله عنه لربه عز وجل


الكتاب ص..72



"إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه و قال ابن عمر ما نزل
بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال فيه عمر أو قال ابن الخطاب فيه
شك خارجة إلا نزل فيه القرآن على نحو ما قال عمر ".



الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح
الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3682خلاصة حكم المحدث
: صحيحقال البخاري في صحيحه.




ومما ورد في موافقات عمر رضي الله عنه لربه





"حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ،
قَالَ : قَالَ عُمَرُ : وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ ، فَقُلْتُ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
لَوِ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ؟ فَنَزَلَتْ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ

مُصَلًّى سورة البقرة آية 125 ، وَآيَةُ الْحِجَابِ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
لَوْ أَمَرْتَ نِسَاءَكَ أَنْ يَحْتَجِبْنَ فَإِنَّهُ يُكَلِّمُهُنَّ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ ، فَنَزَلَتْ آيَةُ

الْحِجَابِ ، وَاجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَيْرَةِ عَلَيْهِ ،
فَقُلْتُ لَهُنَّ : عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ ، أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ

فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ".


الكتب » صحيح البخاري » كِتَاب الصَّلَاةِ » أَبْوَابُ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ
» بَاب مَا جَاءَ فِي الْقِبْلَةِ ، وَمَنْ لَمْ يَرَ . » رقم الحديث: 390 .

ذكر ابن حجر رحمه الله في فتح الباري في شرحه للحديث

قوله : ( وافقت ربي في ثلاث ) أي وقائع ، والمعنى وافقني ربي
فأنزل القرآن على وفق ما رأيت ، لكن لرعاية الأدب أسند الموافقة

إلى نفسه ، أو أشار به إلى حدوث رأيه وقدم الحكم ، وليس في
تخصيصه العدد بالثلاث ما ينفي الزيادة عليها ; لأنه حصلت له الموافقة
في أشياء غير هذه من مشهورها قصة أسارى بدر وقصة الصلاة

على المنافقين ، وهما في الصحيح ، وصحح الترمذي من حديث ابن

عمر أنه قال ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال فيه عمر إلا

نزل القرآن فيه على نحو ما قال عمر وهذا دال على كثرة موافقته ،

وأكثر ما وقفنا منها بالتعيين على خمسة عشر لكن ذلك بحسب المنقول
، وقد تقدم الكلام على مقام إبراهيم ، وسيأتي الكلام على مسألة الحجاب

في تفسير سورة الأحزاب ، وعلى مسألة التخيير في تفسير سورة

التحريم ، وقوله في هذه الرواية " واجتمع نساء النبي - صلى الله

عليه وسلم - في الغيرة عليه فقلت لهن : عسى ربه . . . إلخ "
وذكر فيه من وجه آخر عن حميد في تفسير سورة البقرة زيادة يأتي
التنبيه عليها في باب عشرة النساء في أواخر النكاح .

وقال ابن رجب رحمه الله :
وقول عمر : " وافقت ربي في ثلاث " ، ليس بِصيغة حَصْر ،

فقد وافق في أكثر من هذه الخصال الثلاث والأربع .

وقال ابن حجر : وَلَيْسَ فِي تَخْصِيصه الْعَدَد بِالثَّلاثِ مَا يَنْفِي الزِّيَادَة
عَلَيْهَا ؛ لأَنَّهُ حَصَلَتْ لَهُ الْمُوَافَقَة فِي أَشْيَاء غَيْر هَذِهِ ، مِنْ مَشْهُورهَا

: قِصَّة أُسَارَى بَدْر ، وَقِصَّة الصَّلاة عَلَى الْمُنَافِقِينَ ، وَهُمَا فِي

الصَّحِيح .وقال : وَأَكْثَر مَا وَقَفْنَا مِنْهَا بِالتَّعْيِينِ عَلَى خَمْسَة عَشَر ،
لَكِنْ ذَلِكَ بِحَسَب الْمَنْقُول . اهـ .
يعني : بِحسب المنقول صِحّة وضعفا .أ.هــ



هنـــا
عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ : " وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ
فِي مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ ، وَفِي الْحِجَابِ ، وَفِي أُسَارَى بَدْرٍ " .




الكتب » صحيح مسلم » كِتَاب فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ » بَاب مِنْ

فَضَائِلِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ » رقم الحديث: 4419 .




وفي الصلاة على عبد الله بن سلول



" لما توفي عبدالله بن أبي ، ابن سلول ، جاء ابنه ، عبدالله بن عبدالله
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه
أباه . فأعطاه . ثم سأله أن يصلي عليه . فقام رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليصلي عليه . فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله

عليه وسلم . فقال : يا رسول الله ! أتصلي عليه وقد نهاك الله أن

تصلي عليه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما خيرني الله
فقال : استغفر لهم أو لا تستغفر لهم . إن تستغفر لهم سبعين مرة .
وسأزيده على سبعين " قال : إنه منافق . فصلى عليه رسول الله صلى
الله عليه وسلم . فأنزل الله عز وجل : { ولا تصل على أحد منهم مات

أبدا ولا تقم على قبره } .
[ 9 / التوبة / 84 ] . وفي رواية : نحوه .
وزاد : قال فترك الصلاة عليهم . "





الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم -

الصفحة أو الرقم: 2774خلاصة حكم المحدث: صحيح.





* وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده رحمه شديدة وشفقة

على المسلمين ويخشى تعرضهم لعذاب الله وسخطه لأنه صلى الله عليه
وسلم أعلم الناس بربه فكان يخشى على المسلمين وكان صلى الله عليه

وسلم يحزن على من لا يؤمن من الناس بالله تبارك وتعالى وفي ذلك
قال عز وجل (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ
أَسَفًا ) الكهف الآية 6




قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير الآية






ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على هداية

الخلق، ساعيا في ذلك أعظم السعي، فكان صلى الله عليه و
سلم يفرح ويسر بهداية المهتدين، ويحزن ويأسف على

المكذبين الضالين، شفقة منه صلى الله عليه وسلم عليهم،

ورحمة بهم، أرشده الله أن لا يشغل نفسه بالأسف على

هؤلاء، الذين لا يؤمنون بهذا القرآن، كما قال في الآية

الأخرى: لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَن لا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ )
وقال فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ

وهنا قال ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ ) أي: مهلكها، غما وأسفا

عليهم، وذلك أن أجرك قد وجب على الله، وهؤلاء لو

علم الله فيهم خيرا لهداهم، ولكنه علم أنهم لا يصلحون

إلا للنار، فلذلك خذلهم، فلم يهتدوا، فإشغالك نفسك غما

وأسفا عليهم، ليس فيه فائدة لك. وفي هذه الآية ونحوها

عبرة، فإن المأمور بدعاء الخلق إلى الله، عليه التبليغ

والسعي بكل سبب يوصل إلى الهداية، وسد طرق

الضلال والغواية بغاية ما يمكنه، مع التوكل على الله في ذلك،
فإن اهتدوا فبها ونعمت، وإلا فلا يحزن ولا يأسف،

فإن ذلك مضعف للنفس، هادم للقوى، ليس فيه فائدة،

بل يمضي على فعله الذي كلف به وتوجه إليه، وما عدا ذلك،
فهو خارج عن قدرته، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم

يقول الله له: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وموسى عليه السلام

يقول: رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلا نَفْسِي وَأَخِي الآية، فمن عداهم من
باب أولى وأحرى،

قال تعالى:(فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ ).

انتهى كلامه رحمه الله




عن ‏‏ ابن عمر ‏ ‏رضي الله عنهما ‏

(اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ

مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ)


عن ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏قال ‏ ‏قال ‏ ‏عمر ‏ ‏وافقت ربي ‏ ‏في ثلاث في مقام ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏وفي الحجابوفي أسارى ‏ ‏بدر. رواه مسلم ‏ وافقت ربي عز وجل في ثلاث ‏ ‏أو وافقني ربي في ثلاث ‏‏ قال قلت يا رسول الله لو اتخذت ‏‏ المقام ‏‏ مصلى قال فأنزل الله عز وجل ‏


‏ ‏ ‏ ‏أنه قال لما توفي ‏ ‏عبد الله بن أبي ‏‏ جاء ابنه ‏ ‏عبد الله بن عبد الله ‏ ‏إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فأعطاه قميصه وأمره أن يكفنه فيه ثم قام ‏ ‏يصلي عليه فأخذ ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏بثوبه فقال تصلي عليه وهو منافق وقد نهاك الله أن تستغفر لهم قال ‏ ‏إنما خيرني الله أو أخبرني الله فقال ‏ ‏فقال سأزيده على سبعين قال فصلى عليه رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وصلينا معه ثم أنزل الله عليه ‏ ( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون ) رواه البخاري

عمر حائل دون الفتن بإذن الله

حدثنا ‏ ‏عمر بن حفص بن غياث ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الأعمش ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شقيق ‏ ‏سمعت ‏ ‏حذيفة ‏ ‏يقول ‏

‏"بينا نحن جلوس عند ‏ ‏عمر ‏ ‏إذ قال أيكم يحفظ قول النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في الفتنة قال ‏ ‏فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال ليس عن هذا أسألك ولكن التي تموج كموج البحر قال ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا قال ‏ ‏عمر ‏ ‏أيكسر الباب أم يفتح قال بل يكسر قال ‏ ‏عمر ‏ ‏إذا لا يغلق أبدا قلت أجل قلنا ‏ ‏لحذيفة ‏ ‏أكان ‏ ‏عمر ‏ ‏يعلم الباب قال نعم كما يعلم أن دون غد ليلة وذلك أني حدثته حديثا ليس بالأغاليط ‏ ‏فهبنا ‏ ‏أن نسأله من الباب فأمرنا ‏ ‏مسروقا ‏ ‏فسأله فقال من الباب قال ‏ ‏عمر. " رواه البخاري

البداية والنهاية » سنة ثلاث عشرة من الهجرة » خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه. [ ص: 574 ] .


يتبع إن شاء الله

__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم





التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 12-27-2016 الساعة 12:02 AM
  #4  
قديم 10-20-2014, 09:00 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي





الدرس العشرون
21 ذي الحجة 1435

تابع سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه




إسلام عمربن الخطاب رضي الله عنه


لمَّا أسلَم عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه لَمْ تعلَمْ قُرَيشٌ
بإسلامِه فقال : أيُّ أهلِ مكَّةَ أنشَأُ للحديثِ (1) ؟
فقالوا : جميلُ بنُ مَعمَرٍ الجُمَحيُّ فخرَج إليه وأنا معه أتبَعُ
أثَرَه أعقِلُ ما أرى وأسمَعُ فأتاه فقال : يا جميلُ إنِّي قد أسلَمْتُ
قال : فواللهِ ما ردَّ عليه كلمةً حتَّى قام عامدًا إلى المسجدِ
فنادى أنديةَ قُرَيشٍ فقال : يا معشرَ قُرَيشٍ إنَّ ابنَ الخطَّابِ
قد صبَأ فقال عُمَرُ : كذَب ولكنِّي أسلَمْتُ وآمَنْتُ باللهِ
وصدَّقْتُ رسولَه فثاوَرُوه (2) فقاتَلهم حتَّى ركَدَتِ الشَّمسُ
على رؤوسِهم حتَّى فتَر عُمَرُ وجلَس فقاموا على رأسِه فقال
عُمَرُ : افعَلوا ما بدا لكم فواللهِ لو كنَّا ثلاثَمئةِ رجُلٍ لقد ترَكْتُمو
ها لنا أو ترَكْناها لكم فبَيْنما هم كذلك قيامٌ عليه إذ جاء رجُلٌ
عليه حُلَّةُ حريرٍ وقميصٌ قَومَسِيٌّ فقال : ما بالُكم ؟
فقالوا : إنَّ ابنَ الخطَّابِ قد صبَأ قال : فمَهْ ؟ امرؤٌ اختار
دِينًا لنفسِه أفتظُنُّونَ أنَّ بني عَديٍّ تُسلِمُ إليكم صاحبَهم ؟
قال : فكأنَّما كانوا ثوبًا انكشَف عنه فقُلْتُ له بعدُ بالمدينةِ
: يا أبتِ مَن الرَّجُلُ الَّذي ردَّ عنكَ القومَ يومَئذٍ ؟
فقال : با بُنيَّ ذاك العاصُ بنُ وائلٍ.



الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: ابن حبان - المصدر:
صحيح ابن حبان - الصفحة أو الرقم: 6879 -
خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه.



(1) نشَأَ الشيءُ ـَ نَشْئاً، ونُشُوءاً، ونَشْأةً: حدث وتجدَّد.
و ـ الصَّبيُّ: شبَّ ونما. يُقال: نشأت في بني فلان، ونشأ فلان
نشأة حسنة. و ـ الشيءُ عن غيره: نجم وتولَّد. ( أنْشَأ ) يفعل
كذا: شَرَع أو جعل. يُقال: أنشأ فلانٌ يحكي الحديث، وأنشأ
السَّحابُ يمطر. و ـ الشيءَ: و ـ الأخبارَ: تتبَّعها
وتطلَّبَها.نَشَأَ (المعجم الوسيط) .


(2) ثاور - مثاورة وثوارا
1 - ثاوره : وثب كل منه ما على الآخر
المعجم: الرائد .




عمر حائل دون الفتن بإذن الله

قال عمر بن حفص بن غياث ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبي ‏ ‏حدثنا
‏ ‏الأعمش ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شقيق ‏ ‏سمعت ‏ ‏حذيفة ‏ ‏يقول ‏
‏"بينا نحن جلوس عند ‏ ‏عمر ‏ ‏إذ قال أيكم يحفظ قول النبي
‏ ‏صلى الله عليه
وسلم ‏ ‏في الفتنة قال ‏ ‏فتنة الرجل في أهله
وماله وولده وجاره تكفرها
الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال ليس
عن هذا أسألك ولكن التي تموج كموج البحر قال ليس عليك منها
بأس يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا قال ‏ ‏عمر ‏ ‏أيكسر الباب أم يفتح.
قال بل يكسر قال ‏ ‏عمر ‏ ‏إذا لا يغلق أبدا قلت أجل قلنا ‏ ‏لحذيفة

‏ ‏أكان ‏ ‏عمر ‏ ‏يعلم الباب قال نعم كما يعلم أن دون غد ليلة وذلك أني
حدثته حديثا ليس بالأغاليط ‏ ‏فهبنا ‏ ‏أن نسأله من الباب فأمرنا ‏ ‏مسروقا
‏ ‏فسأله فقال من الباب قال ‏ ‏عمر. " رواه البخاري
البداية والنهاية » سنة ثلاث عشرة من الهجرة » خلافة عمر
بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه. [ ص: 574 ] .


عمر وقاف عند كتاب الله
قدِم عُيَينَةُ بنُ حِصنِ بنِ حُذَيفَةَ ، فنزَل على ابنِ أخيه الحرِّ بنِ قيسٍ ،
وكان منَ النفَرِ الذين يُدنيهم عُمَرُ ، وكان القراءُ أصحابَ مجالسِ
عُمَرَ ومشاورتِه ، كُهولًا كانوا أو شَبابًا ، فقال عُيَينَةُ لابنِ أخيه :
يا ابنَ أخي ، لك وجهٌ عِندَ هذا الأميرِ ، فاستَأذِنْ لي عليه ،
قال : سأستَأذِنُ لك عليه ، قال ابنُ عباسٍ : فاستَأذَن الحرُّ لعُيَينَةَ ،
فأذِن له عُمَرُ ، فلما دخَل عليه قال : هي يا ابنَ الخطَّابِ ، فواللهِ ما
تُعطينا الجَزْلَ ولا تَحكُمُ بيننا بالعَدلِ . فغضِب عُمَرُ حتى هَمَّ به ،
فقال له الحرُّ : يا أميرَ المؤمنينَ ، إنَّ اللهَ تعالى قال لنبيِّه صلَّى اللهُ
عليه وسلَّم : { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} .
وإنَّ هذا منَ الجاهِلينَ . واللهِ ما جاوَزها عُمَرُ حين تَلاها عليه ،
وكان وَقَّافًا عِندَ كتابِ اللهِ .


الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر:
صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4642خلاصة
حكم المحدث: [صحيح].
خلافة عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه وأرضاه .



كانت وفاة الصديق ، رضي الله عنه ، وكان
عمر بن الخطاب يصلي عنه فيها بالمسلمين ، وفي أثناء هذا المرض
عهد بالأمر من بعده إلى عمر بن الخطاب ، وكان الذي كتب العهد
عثمان بن عفان ، وقرئ على المسلمين فأقروا به وسمعوا له وأطاعوا ،
فكانت خلافة الصديق سنتين وثلاثة أشهر وعشرة أيام . وقيل :
وعشرين يوما . وقيل : سنتين وأربعة أشهر . وكان عمره يوم توفي
ثلاثا وستين سنة ، للسن الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، وقد جمع الله بينهما في التربة كما جمع بينهما في الحياة ،
فرضي الله عنه وأرضاه .



[ ص: 575 ] فقام بالأمر من بعده أتم القيام الفاروق أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، وهو أول من سمي بأمير المؤمنين
، وكان أول من حياه بها المغيرة بن شعبة ، وقيل : غيره . كما بسطنا
ذلك في ترجمة عمر بن الخطاب وسيرته التي أفردناها في مجلد ،
ومسنده والآثار المروية ، مرتبا على الأبواب في مجلد آخر
، ولله الحمد .



عمر أول من دون الدواوين


عن سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ،
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَدِمْتُ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَأَتَيْتُ
عُمَرَ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ , فَسَأَلَنِي عَنِ النَّاسِ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : مَاذَا جِئْتَ
بِهِ ؟ قُلْتُ : جِئْتُ بِخَمْسِمِائَةِ أَلْفٍ . قَالَ : وَهَلْ تَدْرِي ، مَا تَقُولُ ؟
قُلْتُ : نَعَمْ . فَجَعَلْتُ أَعُدُّهَا بِيَدِي مِائَةَ أَلْفٍ مِائَةَ أَلْفٍ . فَقَالَ
: إِنَّكَ نَاعِسٌ ، ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ فَنَمْ ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَأْتِنِي . فَأَتَيْتُهُ
، فَقَالَ : مَاذَا جِئْتَ بِهِ ؟ قُلْتُ : جِئْتُ بِخَمْسِمِائَةِ أَلْفٍ . قَالَ : تَدْرِي
مَا تَقُولُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . مِائَةِ أَلْفٍ ، مِائَةِ أَلْفٍ ، حَتَّى عَدَّهَا بِأَصَابِعِهِ
، قَالَ : أَطَيِّبٌ ؟ قُلْتُ : لا أَعْلَمُ إِلا ذَاكَ . قَالَ : فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ ,
فَحَمِدَ اللَّه وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ قَدْ جَاءَنَا
مَالٌ كَثِيرٌ ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ نَكِيلَ لَكُمْ كَيْلا ، وَإِنْ شِئْتُمْ أَنَّ نَعُدَّ لَكُمْ عَدَدًا .فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، " إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ هَؤُلاءِ
الأَعَاجِمَ يُدَوِّنُونَ دِيوَانًا لَهُمْ . فَدَوَّنَ الدِّيوَانَ ، فَفَرَضَ لِلْمُهَاجِرِينَ
خَمْسَةَ آلافٍ خَمْسَةَ آلافٍ ، وَلِلأَنْصَارِ أَرْبَعَةَ آلافٍ ، أَرْبَعَةَ آلافٍ ،
وَلأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا ، اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا ".


(حديث حسن ).
__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم





التعديل الأخير تم بواسطة توبة ; 04-13-2016 الساعة 11:11 AM
  #5  
قديم 04-13-2016, 11:11 AM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي



المجلس التاسع عشر
متفرقات في مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه
28 جماد الأخر 1437 هــ


عمر حائل دون الفتن بإذن الله:- الكتاب صــ83
كنا جلوسًا عند عمرَ رضي الله عنه، فقال : أيُّكم يحفظ قولَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في الفتنةِ ؟ قلتُ : أنا، كما قاله . قال : إنك عليه - أو عليها - لجريءٌ، قلتُ : فتنةُ الرجلِ في أهلهِ ومالهِ وولدهِ وجارهِ، تكفِّرُها الصلاةُ والصومُ والصدقةُ والأمرُ والنهيُ، قال : ليس هذا أريد، ولكنِ الفتنةُ التي تموجُ كما يموجُ البحرُ، قال : ليس عليك منها بأسٌ يا أميرَ المؤمنين، إنَّ بينك وبينها بابًا مغلقًا، قال : أيُكسرُ أم يُفتحُ ؟ قال : يُكسر، قال : إذًا لا يُغلق أبدًا، قلنا : أكان عمرُ يعلم البابَ ؟ قال : نعم، كما أن دون الغدِ الليلةَ، إني حدثتُه بحديثٍ ليس بالأغاليطِ . فهبْنا أن نسأل حذيفةَ، فأمرنا مسروقًا فسأله، فقال : البابُ عمرُ .
الراوي : جرير بن عبدالله | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 525 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


شرح الحديث



يَحكي حُذَيفةُ رضي الله عنه أنَّ عُمرَ رضي الله عنه في عهدِ خِلافتِه سأَل أصحابَ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم في مجلسِه آنذاك: أيُّكم يحفَظُ قولَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في الفتنةِ؟ فظَنَّ حُذيفةُ رضي الله عنه أنَّ عمرَ رضي الله عنه يسألُ عن الفتنةِ الخاصَّة، فأجابه حُذَيفة رضي الله عنه أنَّه يعرِفُ كلامَه صلَّى الله عليه وسلَّم في الفِتنةِ حرفيًّا مثلَ ما قاله تمامًا، فهي: فتنةُ الرَّجلِ في أهلِه وماله وولَده، وتُكفِّرُها الصَّلاُة والصَّومُ والصَّدقةُ والأمرُ بالمعروف والنَّهيُ عن المنكَر، أي: إنَّ هذه الفِتنَ الخاصَّةَ الَّتي تُصيبُ المسلمَ بسبب حبِّه لنفسِه وولَده ومالِه، تكفِّرُها الطَّاعاتُ والحسنات، ولكنَّ عمرَ رضي الله عنه ما كان يريدُ هذه الفتنَ الخاصَّة، بل الفتنةَ الَّتي تمُوجُ كما يموجُ البحرُ، أي: الفتنةَ العامَّةَ الَّتي تُصيبُ المسلمين عامَّةً، فطَمْأنَه حُذيفةُ رضي الله عنه بأنَّه لو كان سؤالُه عن الفتنةِ العامَّةِ الَّتي تصيبُ المسلِمين جميعًا بالشُّرورِ والبلايا، وتُوقِعُهم في الحروبِ وسَفْكِ الدِّماءِ فيما بينهم، فإنَّ المسلِمينَ اليومَ في مأمنٍ منها، وإنَّ بينه وبين هذه الفتنةِ بابًا مُغلَقًا قويًّا، ولكنَّ هذا البابَ سيُكسَرُ ويزولُ بالعنفِ والشِّدةِ والدَّمِ، وهنا علِم عمرُ رضي الله عنه أنَّ هذا البابَ سيبقى مفتوحًا للدِّماء، فلا تنتهي الحروبُ بين المسلِمينَ، وكان هذا البابُ الَّذي يقصِدُه حُذيفةُ رضي الله عنه هو عُمَرَ رضي الله عنه، فالحائلُ بين الإسلامِ وبين الفتنةِ وجودُه رضي الله عنه.
في الحديثِ: أنَّ الطَّاعاتِ كفَّارةٌ للخطيئاتِ.
وفيه: أنَّ الفتنةَ نوعانِ، خاصَّةٌ وعامَّةٌ.
وفيه: أنَّ وجودَ عمرَ رضي الله عنه كان بابًا مُغلَقًا في وجهِ الفِتَن.
وفيه: أنَّه قد يكونُ عند الصَّغيرِ مِن العِلمِ ما ليس عند المُعلِّم المُبرِّز.
وفيه: أنَّ العالِمَ قد يرمُزُ رمزًا ليفهَمَ المرموزُ له دون غيره؛ لأنَّه ليس كلُّ العلمِ تجبُ إباحتُه إلى مَن ليس متفهِّمًا له، ولا عالِمًا بمعناه .
* عمر وقاف عند كتاب الله
قدِم عُيَينَةُ بنُ حِصنِ بنِ حُذَيفَةَ ، فنزَل على ابنِ أخيه الحرِّ بنِ قيسٍ ، وكان منَ النفَرِ الذين يُدنيهم عُمَرُ ، وكان القراءُ أصحابَ مجالسِ عُمَرَ ومشاورتِه ، كُهولًا كانوا أو شَبابًا ، فقال عُيَينَةُ لابنِ أخيه : يا ابنَ أخي ، لك وجهٌ عِندَ هذا الأميرِ ، فاستَأذِنْ لي عليه ، قال : سأستَأذِنُ لك عليه ، قال ابنُ عباسٍ : فاستَأذَن الحرُّ لعُيَينَةَ ، فأذِن له عُمَرُ ، فلما دخَل عليه قال : هي يا ابنَ الخطَّابِ ، فواللهِ ما تُعطينا الجَزْلَ ولا تَحكُمُ بيننا بالعَدلِ . فغضِب عُمَرُ حتى هَمَّ به ، فقال له الحرُّ : يا أميرَ المؤمنينَ ، إنَّ اللهَ تعالى قال لنبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} . وإنَّ هذا منَ الجاهِلينَ . واللهِ ما جاوَزها عُمَرُ حين تَلاها عليه ، وكان وَقَّافًا عِندَ كتابِ اللهِ .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4642خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
شرح الحديث
صحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أكثرَ النَّاسِ فَهْمًا لِكتابِ اللهِ تعالى، وعملًا به ووُقوفًا عند حدودِه، وكان الفاروقُ عُمرُ رضِي اللهُ عنه مِن أكثرِهم وقوفًا عنْدَ حُدودِ اللهِ تعالى، ومِن صُورِ ذلك ما في هذا الحديثِ حيثُ قدِمَ عُيينةُ بنُ حِصنِ بنِ حُذيفةَ ونزَلَ في بيتٍ لابنِ أخيه الحُرِّ بنِ قيسٍ، وكان الحُرُّ بنُ قيسٍ مِنَ القُرَّاءِ الَّذين يَحفظونَه ويَفهمونَه، وكان عُمرُ رضِي اللهُ عنه يُقرِّبُه في مَجالسِه ويأخذُ مَشورتَه هو ومَن مِثلُه مِنَ القُرَّاءِ كُهولًا كانوا أو شبابًا، والكَهلُ هو مَن بدَأَ يعلُوه الشَّيبُ وهو بعدَ سِنِّ الثَّلاثينَ، فطَلبَ عُيَينةُ مِن الحُرِّ أنْ يَستأذنَ له؛ لِيدخُلَ على عُمرَ رضِي اللهُ عنه لِمَا له مِنَ الوجاهةِ عنده، ففعَلَ الحُرُّ واستأذَنَ له لِيدخلَ عليه، فلمَّا دخَلَ عليه عُيينةُ قال لِعمرَ رضِي اللهُ عنه: هِيْ يا ابنَ الخطَّابِ! و(هِيْ): كلمةٌ تُقالُ لِلتَّهديدِ، فَواللهِ ما تُعطينا الجَزْلَ ولا تَحكمُ بينَنا بِالعدلِ، يعني لا تُعطينا العطاءَ الكثيرَ ولا تَعدِلُ بيننا، فغضِبَ عُمرُ رضِي اللهُ عنه حتَّى همَّ به، أي: أرادَ أنْ يُعاقِبَه، فقال له الحُرُّ: يا أميرَ المؤمنينَ، إنَّ الله تعالى قال لِنبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199]، وإنَّ هذا مِنَ الجاهلِينَ، فَامتثلَ عُمرُ رضِي اللهُ عنه لِكتابِ اللهِ تعالى، ولم يُجاوزْ حُدودَه، ولم يُعاقبِ الرَّجلَ، وكان رضِي اللهُ عنه وقَّافًا عند كتابِ اللهِ وحدودِه.
في الحديث: أنَّ اللهَ يرفعُ بهذا القرآنِ أقوامًا ويضعُ به آخرين.
وفيه: أنَّ التقديمَ يكونُ لِأهلِ الفضْلِ والعِلْمِ والفَهْمِ والفِقْهِ والقرآِنِ.
* شهادة أبو موسى الأشعري لعمر رضي الله عنهم
قال لي عبدُ اللهِ بنُ عمرَ : هل تدري ما قال أبي لأبيك ؟ قال : قلتُ : لا، قال : فإنَّ أبي قال لأبيك : يا أبا موسى، هل يسُرك إسلامُنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وهجرتُنا معه، وجهادُنا معه، وعملُنا كله معه، بردٌ لنا، وأن كل عملٍ عملناه
بعده نجونا منه كفافًا رأسًا برأسٍ ؟ فقال أبي : لا واللهِ، قد جاهدْنا بعد رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وصلَّينا، وصُمنا، وعملنا خيرًا كثيرًا، وأسلم على أيدينا بشرٌ كثيرٌ، وإنا لنرجو ذلك . فقال أبي : لكني أنا، والذي نفسُ عمرَ بيدِه، لوددتُ أنَّ ذلك بردٌ لنا، وأنَّ كلَّ شيءٍ عملناه بعد نجوِنا منه كفافًا رأسًا برأسٍ . فقلت : إنَّ أباكَ واللهِ خيرٌ من أبي .
الراوي : أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3915 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
شرح الحديث
يَحكي أبو بُردةَ أنَّ عبدَ الله بنَ عُمَرَ رضي الله عنهم قال له: هل تَدري ما قال أبي عُمَرُ رضي الله عنه (لأبيك أبي موسى رضي الله عنه؟ فأجابه: لا أدري، فأخبره: إنَّ أبي قال لأبيك: يا أبا موسى، هل يسُرُّك إسلامُنا مع رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهجرتُنا معه وجهادُنا معه وعمَلُنا كلُّه معه بَرَدَ، ثبَت وسلِم، لنا، وأنَّ كلَّ عملٍ عمِلناه بعده نجَوْنا منه كَفافًا رأسًا برأسٍ، قاله عمرُ رضي الله عنه هضمًا لنفسِه، أو لِمَا رأى أنَّ الإنسانَ لا يَخلو عن تقصيرٍ في كلِّ خيرٍ يعمَلُه، فأجابه أبو موسى رضي الله عنه: لا واللهِ، قد جاهَدْنا بعد رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم وصلَّيْنا وصُمْنا، وعمِلْنا خيرًا كثيرًا، وأسلَم على أيدينا بشَرٌ كثيرٌ، وإنَّا لنرجو ذلك، فقال عمرُ رضي الله عنه: لكنِّي أنا والَّذي نفسُ عُمرَ بيده، لوددتُ أنَّ ذلك بَرَدَ لنا (1)، وأنَّ كلَّ شيءٍ عمِلناه بعدُ نجَوْنا منه كَفافًا، رأسًا برأسٍ، فقال أبو بُردةَ لابن عمرَ: إنَّ أباك عمرَ رضي الله عنه واللهِ خيرٌ مِن أبي أبي موسى رضي الله عنه.
في الحديثِ: أنَّ المؤمنَ كلَّما قلَّتْ ذُنوبُه ازداد خوفُه، وكلَّما غزُر عقلُه استبَدَّ قلقُه.
(1) لَزِمَ وَثَبَتَ (قاموس المعاني )


__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم




  #6  
قديم 04-13-2016, 07:11 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

المجلس العشرون
خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
7 رجب 1437هـ

* خلافة عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه وأرضاه .


إن طريقة تولية الفاروق رضي الله عنه الخلافة بعد الصديق الأعظم رضي الله عنه كانت باستخلاف أبي بكر إياه، وذلك أن أبا بكر رضي الله عنه مرض قبل وفاته خمسة عشر يوماً ولما أحس بدنو أجله رضي الله عنه عهد في أثناء هذا المرض بالأمر من بعده إلى عمر بن الخطاب وكان الذي كتب العهد عثمان بن عفان رضي الله عنه وقرئ على المسلمين فأقروا به وسمعوا له وأطاعوا، ولم يعهد الصديق رضي الله عنه بالخلافة لعمر رضي الله عنه إلا بعد أن استشار نفراً من فضلاء الصحابة فيه مع أن عمر رضي الله عنه هو المعروف بصلابته في الدين، وأمانته وشدته على المنافقين إلى غير ذلك من الصفات الحميدة التي اتصف بها في ذات الله – ولكن الصديق رضي الله عنه فعل هذا مبالغة في النصح للأمة المحمدية وقد ذكر أهل السير والتواريخ صيغة عهد الصديق بالخلافة للفاروق رضي الله عنه فقد روى ابن سعد وغيره: (أن أبا بكر الصديق لما استعز به دعا عبدالرحمن بن عوف فقال: أخبرني عن عمر بن الخطاب فقال عبدالرحمن: ما تسألني عن أمر إلا وأنت أعلم به مني فقال أبو بكر: وإن فقال عبد الرحمن: هو والله أفضل من رأيك فيه، ثم دعا عثمان بن عفان فقال: أخبرني عن عمر فقال: أنت أخبرنا به فقال: على ذلك يا أبا عبد الله فقال: عثمان: اللهم علمي به أن سريرته خير من علانيته وأنه ليس فينا مثله، فقال أبو بكر: يرحمك الله والله لو تركته ما عدوتك وشاور معهما سعيد بن زيد أبا الأعور وأسيد بن الحضير وغيرهما من المهاجرين والأنصار فقال أسيد: اللهم أعلمه الخيرة بعدك يرضى للرضى ويسخط للسخط الذي يسر خير من الذي يعلن، ولم يل هذا الأمر أحد أقوى عليه منه، وسمع بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بدخول عبد الرحمن وعثمان على أبي بكر وخلوتهما به فدخلوا على أبي بكر فقال له قائل منهم: ما أنت قائل لربك إذ سألك عن استخلافك عمر علينا وقد ترى غلظته؟ فقال أبو بكر: أجلسوني فقال: أبالله تخوفوني؟ خاب من تزود من أمركم بظلم، أقول: اللهم استخلفت عليهم خير أهلك أبلغ عني ما قلت لك من وراءك، ثم اضطجع ودعا عثمان بن عفان فقال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجاً منها وعند أول عهده بالآخرة داخلاً فيها حيث يؤمن الكافر ويوقن الفاجر ويصدق الكاذب إني استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا وإني لم آل الله ورسوله ودينه ونفسي وإياكم خيراً، فإن عدل فذلك ظني به وعلمي فيه، وإن بدل فلكل امرئ ما اكتسب من الإثم والخير أردت ولا أعلم الغيب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والسلام عليكم ورحمة الله، ثم أمر بالكتاب فختمه، ثم قال بعضهم لما أملى أبو بكر صدر هذا الكتاب: بقي ذكر عمر فذهب به قبل أن يسمي أحداً فكتب عثمان: إني قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب ثم أفاق أبو بكر فقال: اقرأ علي ما كتبت فقرأ عليه ذكر عمر فكبر أبو بكر وقال: أراك خفت إن أقبلت نفسي في غشيتي تلك يختلف الناس فجزاك الله عن الإسلام وأهله خيراً، والله إن كنت لها لأهلاً، ثم أمره فخرج بالكتاب مختوماً ومعه عمر بن الخطاب وأسيد بن سعيد القرظي فقال عثمان للناس: أتبايعون لمن في هذا الكتاب؟ فقالوا: نعم، وقال بعضهم: قد علمنا به، قال ابن سعد: علي القائل وهو عمر، فأقروا بذلك جميعاً ورضوا به وبايعوا، ثم دعا أبو بكر عمر خالياً فأوصاه بما أوصاه به ثم خرج من عنده فرفع أبو بكر يديه مداً فقال: اللهم إني لم أرد بذلك إلا صلاحهم وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم به واجتهدت لهم رأيي فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم وأحرصهم على ما أرشدهم وقد حضرني من أمرك ما حضر فاخلفني فيهم فهم عبادك ونواصيهم بيدك أصلح لهم وإليهم واجعله من خلفائك الراشدين يتبع هدي نبي الرحمة، وهدي الصالحين بعده وأصلح له رعيته) .


رواه بن سعد في الطبقات والطبري في تاريخ الأمم والملوك .
وابن عساكر في تاريخ دمشق .
المصدر



أهم أعمال عمر رضي الله عنه فترة خلافته :-


بدأ عمـر بن الخـطاب- رضي اللّه عنـه- بتنظيم الدولة الإِسلامية بعزيمة قوية لا تلين وذلك ليستطيع مواجهة مشكلات الحياة ومتطلبات الظروف الجديدة خاصة عندما اتسعت رقعة الدولة الإسلامية شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وإليك أهم أعـماله – رضي اللّه عنه -:
أ-دَوَّنَ الـدَّواوين فأسس ديوان الجنـد الـذي يشبـه في أيامنا وزارة الدفاع، وديوان الخراج الذي يشبه وزارة المالية.
2- أنشـأ بيت مال المسلمـين وعـين القضاة والكتّاب وجعل التاريخ الهجري أساس تقويم الدولة الإِسلامية كـما نظَّم البريد.
3- اهتمامه بالرعية فمن ذلك تفقده أحوال المسلمين وعسّه بالليل (16).
4- أبقى الأراضي المفتوحة بأيدي أهلها الأصليين بدلا من تقسيمها بين المحاربين على أن يدفعوا عنها الخراج.
5- قسَّم البلاد المفتوحة إلى ولايات وعَيّن على كل ولاية عاملا له راتب محدد يأخذه من بيت مال المسلمين وكان يختار الولاة ممن يُعرفون بالتقوى وحسن الإدارة دون النظر إلى أحسابهم وأنسابهم.
6- أمر بإنشـاء عدة مدن في البـلاد المفتوحة مثلِ البصرة والكوفة في العراق والفسطاط في مصر وغيرها لتكون مركزاَ للدولة الإسلامية في تلك البلاد.
الفتوحات في عهده:كان من اهتـمامات الفاروق- رضي اللّه عنه- مواصلة الجهاد ونشر الإِسلام والاستمرار في الفتح الذي بدأ في عهد أبي بكر- رضي اللّه عنه- لبلاد الفرس والروم وقد كانت هذه الفتوحات كـما يلي:
أ- فتح العراق وبلاد فارس
ب- موقعة القادسية سنة 15هـ
جـ- فتح الشام
هـ- فتـح مصـر


- عمر أول من دون الدواوين



قال بن سعد رحمه الله في الطبقات أخبرنا يزيد بنهارون قال حدثنا محمد بن عمرو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَدِمْتُ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَأَتَيْتُ عُمَرَ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ , فَسَأَلَنِي عَنِ النَّاسِ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : مَاذَا جِئْتَ بِهِ ؟ قُلْتُ : جِئْتُ بِخَمْسِمِائَةِ أَلْفٍ . قَالَ : وَهَلْ تَدْرِي ، مَا تَقُولُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . فَجَعَلْتُ أَعُدُّهَا بِيَدِي مِائَةَ أَلْفٍ مِائَةَ أَلْفٍ . فَقَالَ : إِنَّكَ نَاعِسٌ ، ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ فَنَمْ ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَأْتِنِي . فَأَتَيْتُهُ ، فَقَالَ : مَاذَا جِئْتَ بِهِ ؟ قُلْتُ : جِئْتُ بِخَمْسِمِائَةِ أَلْفٍ . قَالَ : تَدْرِي مَا تَقُولُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . مِائَةِ أَلْفٍ ، مِائَةِ أَلْفٍ ، حَتَّى عَدَّهَا بِأَصَابِعِهِ ، قَالَ : أَطَيِّبٌ ؟ قُلْتُ : لا أَعْلَمُ إِلا ذَاكَ . قَالَ : فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ , فَحَمِدَ اللَّه وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ قَدْ جَاءَنَا مَالٌ كَثِيرٌ ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ نَكِيلَ لَكُمْ كَيْلا ، وَإِنْ شِئْتُمْ أَنَّ نَعُدَّ لَكُمْ عَدَدًا . فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، " إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ هَؤُلاءِ الأَعَاجِمَ يُدَوِّنُونَ دِيوَانًا لَهُمْ . فَدَوَّنَ الدِّيوَانَ ، فَفَرَضَ لِلْمُهَاجِرِينَ خَمْسَةَ آلافٍ خَمْسَةَ آلافٍ ، وَلِلأَنْصَارِ أَرْبَعَةَ آلافٍ ، أَرْبَعَةَ آلافٍ ، وَلأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا ، اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا ".قال عنه الشيخ (حسن ) الكتاب ص 85



يتبع
إن شاء الله

__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم





التعديل الأخير تم بواسطة توبة ; 04-14-2016 الساعة 04:43 AM
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 08:02 AM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology