ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى عام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-14-2013, 02:54 AM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
Mice2 حث الشارع على الائتلاف والاتفاق ونهيه عن التعادي والافتراق.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حث الشارع على الائتلاف والاتفاق ونهيه عن التعادي والافتراق


قال تعالى { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ

اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً

وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ

آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }



وقـــال رسـول الله صلى الله عليه و سلم : ( لا تحاسدوا ولا تناجشوا

ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد

الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى

ههنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر

أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)(1)


وفي الكتاب والسنة من الحث على هذا الأصل نصوص كثيرة ، يأمر

بكل ما يقوي الألفة ، ويزيد في المحبة ، ويدفع العداوة والبغضاء ،

وما ذاك إلا لما في الاجتماع والاتفاق من الخير الكثير ، والثمرات

الجليلة ، والبركة والقوة ، ولما في ضده من ضد ذلك .


قال تعالى { وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ } الأنفال 46

يعني : تخيبوا وتذهب روحكم الحقيقية ومعنوياتكم النافعة .


وقـــد جمــع الله فـي هذه الآية الأمر بالسعي لتحصيل القوة المعنوية

بالإيمان والثبات ، والصبــر ، والاجتماع ، وعدم التنازع والتفرق ،

وبالقوة المعنوية أيضا والمادية فـي قوله { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم

مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ } الأنفال60


فمتى امتثل المسلمون أمــر الله ، فسعوا في حصول الاتفاق ، وإزالة

العداوات وأسبابها ، وكانـــوا يــدا واحـــده في السعي في مصالحهم

المشتركة ، ومقاومة الأعداء ، وبتحصيل القوة المادية بكــل مقدور

ومستطاع ، وكان أمرهم شورى بينهم متى عملوا علـــى ذلك كله ،

حصــل لهم قوة عظيمة يستدفعون بها الأعداء ، ويستجلبون بهــا

المصالح والمنافع ، وعاد صلاح ذلك إلى دينهم وجماعاتهم

وأفرادهم ، ولم يزالوا في رقي مطرد في دينهم ودنياهم .


ومتــــى أخلوا بما أمرهم به دينهم عاد الضرر العظــيم عليهـــم ،

فلا يلوموا إلا أنفسهم ، وقد وعد الله العز والنصر لمـــن قامــوا

بالتقوى ، واعتصموا بحبله ، وتمسكوا بدينه .


وأخبر أن هذا دين جميع المرسلين قــال تعـــالى : { شَرَعَ لَكُم مِّنَ

الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ

وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ }


{ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ

وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }


أيهـــا المسلمــون عليكـــم بلزوم مـــــا حثكم عليه دينكم من المحبة

والائتلاف ، وإياكم والتفرق والاختلاف ، عليكم بعمل جميع الأسباب

المقربة للقلوب، وإياكم والعداوات والضغائن التي لا تكسب إلا شرا،

احذروا سماسرة الأعداء الذين يلقون بين المسلمين بذور العداوة

والشقاق ، ويدعون أنهم مسلمون ، وإنما هو غل ونفاق .


المسلـــم هو الذي يسعى في جمع المسلمين واتفاقهم ، ويحذر غاية

التحذير من تدابرهم وافتراقهم، ما طمع الأعداء وتسلطوا إلا بسلاح

الفرقة الفتاك ، ولا استعمروا أقطاركم ، وسيطروا علــى مصالحكم

إلا بعدما انحلت معنويتكم التي هي الحصن الحصين ، الواقية من

الوقوع في الأشراك .


يا أيها المسلمون ، قوا أنفسكم وقومكم مصارع الهلاك ، وتسابقوا

إلى استنقاذهم من هوة الدمار .


أمــا علمتـــم أن الأعداء - إذ كنتم يدا واحدة - ينظرون إليكــم نظـــر

التعظيم والرهبة والإكبار .. فما زالوا يلقون بينكم الشقاق والفرقة ،

ويضربون بعضكم ببعض ، حتـــى قضوا علـــــى معظم مقوماتكم ،

وما بقي إلا رمق حياة ! إن أنتم عالجتموها وسعيتم في تنميتها

وتقويتها ، رُجيت لكم السلامة والأمن على مستقبلكم .


وقد آن الأوان للجد ، وشد المئزر ، والتعاضد بين المسلمين وبين

حكوماتهم وجماعاتهم على وجه الحكمة ورعاية المصلحة ، فقــد

وقفوا على الداء ، وعرفوا كيفية الطرق إلى العلاج والدواء .


وقـــد تقـــارب ما بين حكومات المسلمين واضطرتهم الأحوال إلــى

انضمام بعضهم إلى بعض ، وعرفوا أن هـــذا هــو الطريق الوحيد

لعزهم ، ونرجو الله أن يوفقهم للعمل الناجح ، والسعي النافع .


أيها المسلمون ، أنتم الآن في مفترق الطرق بين الأمم ، فإما تمسك

بدينكم ، واجتماع به يحصل الفلاح ، وإما إعراض وتفكك لا يرجى

بعده عز ولا نجاح .


أيها المسلمون قوموا لله ، واعتصموا بحبل الله ، واطمعوا واثقين

بنصر الله ، فالله مع الصابرين المتقين ، وهو المولى ، فنعم

المولى ونعم النصير !


طوبى للرجال المخلصين ، وواشوقا إلى الألباء الصادقين ، الـذيــن

ينهضون همـم المسلميـن فــي أقوالهم وأفعالهم ، ويحذرون مسالك

الشر في كل أحوالهم ، يسعون في تقريب القلوب ، ويجاهدون

أحق الجهاد في هذا السبيل .


دأبهم القيام بدين الله ، والنصيحة لعباد الله ، كل امرئ منهم بحسب

مقدوره : هـــذا بتعليمه وكلامه ، وهـــذا بوعظه وإرشاده ، وهـــذا

بقوته وماله ، وهذا بجاهه وتوجيهه إلى السبيل النافع ، قد تعددت

طرقهم ، واتفقت مقاصدهم ، أولئك هم المفلحون .



كتاب الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة فـي العقائد والفنون
المتنوعة الفاخرة ( ص 58 ) للشيخ عبدالرحمن السعدي (بتصرف)

.......................................

(1) أخرجه مسلم في صحيحه ( ك البر والصلة والآداب ، ب تحريم ظلم
المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله ، ص 1386 / ح 2564 )
من حديث أبي هريرة .

منقــــــــــول
منتديات الأخت المسلمة


__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم




رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 10:08 AM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology