من أصول النجاح فى المعاملات مع المؤمنين
تقديـــــم
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
"يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ"
سورة آل عمران آية 102 الآيَةَ
"يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ "سورة النساء آية 1 الآيَةَ ،
" يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا سورة الأحزاب آية 70 "
أمــا بعـــد :
فـإن أصـدقَ الحديـثِ كتـابُ اللهِ ، وخيـرَ الهـدي هــديُ محمـدٍ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وشـرَّ الأمـورِ محدثاتُهَـا ، وكـلَّ محدثـةٍ بدعـةٌ ، وكـلَّ بدعـةٍ ضلالـةٌ ، وكـلَّ ضلالـةٍ فـي النـار .
ثــم أمــا بعــد .....
فأن المؤمن بلا شك يريد أن يكون محبوباَ لدى الخالق وأيضاَ
محبوباَ لدى الخلق.
فأذا كان للشخص رصيد طيب من حسن الخلق كانت دعوته أنفع وأنجح .ولهذا فقد كللت العبادات وزينت به المعاملات فمن أعظم أسباب النجاح فى التعاملات مع الناس أن تبني أعمالك وتنشئ تصرفاتك كلها معهم أبتغاء وجه الله ومراقبة الله عز وجل .
1-فى الإنفاق والإطعام والعطاء
وقال تعالى:
وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا .
الآية 8 من سورة الانسان
وقال تعالى:
الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىِٰ .
الآية 18 من سورة الليل
وقال تعالى:
وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّـهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّـهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ .
الآية 39 من سورة الروم
هنا
2-وفى الإصلاح بين الناس
لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا .
الآية 114 من سورة النساء
فعليك أن تتناجى بالخير ابتغاء مرضات الله
3-وفى الصبر على أذى الناس
وقال تعالى:
(وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ )الآية 22 من سورة الرعد
4-وإذا شهدت فاشهد لله
وقال تعالى:
(وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ۚ)الآية 2 من سورة الطلاق
5-وإذا تعلمت أوجاهدت أو أنفقت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إنَّ أولَ الناسِ يُقضى يومَ القيامَةِ عليه ، رجُلٌ استُشهِد. فأتى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: قاتَلتُ فِيكَ حتى استُشهِدتُ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ قاتَلتَ لِأَنْ يُقالَ جَريءٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه حتى أُلقِيَ في النارِ. ورجُلٌ تعلَّم العِلمَ وعلَّمه وقرَأ القرآنَ. فأُتِي به. فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: تعلَّمتُ العِلمَ وعلَّمتُه وقرَأتُ فيكَ القرآنَ. قال: كذَبتَ ولكنَّكَ تعلَّمتَ العِلمَ لِيُقالَ عالِمٌ. وقرَأتُ القُرآنَ لِيُقالَ هو قارِئٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقِي في النارِ. ورجُلٌ وسَّع اللهُ عليه وأعطاه مِن أصنافِ المالِ كلِّه. فأتَى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: ما ترَكتُ مِن سبيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنفَقَ فيها إلَّا أنفَقتُ فيها لكَ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ فعَلتَ لِيُقالَ هو جَوَادٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه. ثم أُلقِي في النارِ
الراوي: أبو هريرة المحدث:
مسلم - المصدر:
صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1905 خلاصة حكم المحدث: صحيح
وقال تعالى: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
الآية 162 من سورة الأنعام
6-الحب فى الله
أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى . فأرصد الله له ، على مدرجته ، ملكا . فلما أتى عليه قال : أين تريد ؟ قال : أريد أخا لي في هذه القرية . قال : هل لك عليه من نعمة تربها ؟ قال : لا . غير أني أحببته في الله عز وجل . قال : فإني رسول الله إليك ، بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه
الراوي: أبو هريرة المحدث:
مسلم - المصدر:
صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2567 خلاصة حكم المحدث: صحيح
7-راقب الله في تصرفاتك
قال : يا رسولَ اللهِ ما الإحسانُ ؟ قالَ : ( الإحسانُ : أنْ تعبدَ اللهَ كأنكَ تراهُ ، فإنْ لم تكنْ تراهُ فإنَّهُ يراكَ ) .
الراوي: أبو هريرة المحدث:
البخاري - المصدر:
صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4777
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وقال تعالى:
وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ).الآية 7 من سورة طه
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .الآية 105 من سورة التوبة
8-إذا تركت شيئا فاتركه لله
إنَّكَ لن تدَعَ شيئًا اتِّقاءَ اللَّهِ، جَلَّ وعَزَّ، إلَّا أعطاكَ اللَّهُ خيرًا منهُ .
الراوي: رجل من أهل البادية المحدث:
الوادعي - المصدر:
الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1523 خلاصة حكم المحدث: صحيح
وحتى لا تندم
****************
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : قال رجل : لأتصدقن بصدقة ، فخرج بصدقته ، فوضعها في يد سارق ، فأصبحوا يتحدثون : تصدق على سارق ، فقال : اللهم لك الحمد ، لأتصدقن بصدقة ، فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية ، فأصبحوا يتحدثون : تصدق الليلة على زانية ، فقال : اللهم لك الحمد ، على زانية . لأتصدقن بصدقة ، فخرج بصدقته . فوضعها في يدي غني ، فأصبحوا يتحدثون : تصدق على غني ، فقال : اللهم لك الحمد ، على سارق ، وعلى زانية ، وعلى غني ، فأتي : فقيل له : أما صدقتك على سارق : فلعله أن يستعف عن سرقته ، وأما الزانية : فلعلها أن تستعف عن زناها ، وأما الغني : فلعله يعتبر ، فينفق مما أعطاه الله .
الراوي: أبو هريرة المحدث:
البخاري - المصدر:
صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1421
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
9-اختلاف طبائع الناس
منهم من يصلح ومنهم من يمشي بينهم بالنميمة والفساد!
فمنهم المحسن ومنهم المسي!
فمنهم المصلح ومنهم المفسد !
منهم من تحسن إليه ويسئ اليك!
تحبه ويبغضك!
تريد حياته ويريد قتلك!
ألا ترى الى القائل الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنَّ هذهِ لَقِسمَةٌ ما أُريدَ بها وجْهُ اللهِ
(قَسَمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا قِسمَةً، فقال رجلٌ من الأنصارِ : إنَّ هذهِ لَقِسمَةٌ ما أُريدَ بها وجْهُ اللهِ، قُلْت : أمَا واللهِ لآتيَنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأتَيتُه وهو في مَلإٍ فَسارَرْتُه، فغَضِبَ حتى احمَرَّ وجْهُه، ثم قال : رَحمَةُ اللهِ علَى موسَى، أُوذيَ بأكثَرَ مِن هذا فصَبَر ) .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6291 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
فليكن رجاؤك إذا أحسنت إلى الناس ثواب الله وليكن مطلبك رضا الله عنك حتى لاتندم وحتى لا تفاجأ بما لا يسرك من تصرفات هؤلاء البشر.
يتبع بأذن الله
مقتبس
من كتاب فقه الأخلاق
والمعاملات بين المؤمنين
للشيخ مصطفى بن العدوي