ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى عام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-26-2012, 09:17 PM
الصورة الرمزية الأخت المسلمة
الأخت المسلمة الأخت المسلمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 275
خير الناس من يؤمن شره



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فقد وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على أناس جلوس فقال: "
ألا أخبركم بخيركم من شركم ؟" فسكتوا، فقال ذلك ثلاث مرات، فقال رجل: بلى يا رسول الله أخبرنا بخيرنا من شرنا، قال:" خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره، وشركم من لا يرجى خيره، ولا يؤمن شره".(!)

وقد ذكروا أن هذا الحديث أصل في المروءة مع الخلق، وذلك بأن يستعمل مع الناس الخلق الحسن والأدب الجميل، فيسعى في إدخال السرور عليهم وإيصال الخير لهم فينطبق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: " خير الناس أنفعهم للناس"(2)، وقوله صلى الله عليه وسلم: "خير الناس أحسنهم خلقا".
(3)

وقد كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، فكل ما استحسنه القرآن ودعا إليه تخلق وتحلى به الرسول صلى الله عليه وسلم، وكل ما نهى عنه القرآن واستقبحه فقد تجنبه الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان القرآن بيان خلقه الشريف صلى الله عليه وسلم.


فإذا لم يستطع العبد إيصال الخير إلى الخلق فلا أقل من أن يكف عن الناس شره ويجنبهم أذاه، فقد سأل أبو ذر النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: " كف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك".
(4)

وليعلم كل واحد أن أذية المؤمنين من الآثام البينات الواضحات، وقد ذكر الله ذلك في معرض التهديد لمن آذى المؤمنين فقال: { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58)} (الأحزاب).


وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر هؤلاء الذين يؤذون المؤمنين ويهددهم بقول: " يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم ؛ فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته".
(5)


إن أذية الناس بقول أو بفعل هي نوع من الظلم، { وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57)} (آل عمران)، ويخشى على من يؤذي الناس أن يبوء بدعوة مظلوم تفتح لها أبواب السماء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب"
(7)

كما عد النبي صلى الله عليه وسلم من يتجنبه الناس اتقاء شره وفحشه من شرار الناس منزلة عند الله يوم القيامة، فقال: "إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه".
(8)

وكان يحي بن معاذ يقول : ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة، إن لم تنفعه فلا تضره ، وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه.

وقال قتادة رحمه الله: إياكم وأذى المسلم؛ فإن الله يحوطه ويغضب له.


وأرجو أن تتدبر هذه الحادثة التي كانت بين أبي بكر رضي الله عنه وبين ثلاثة من الصحابة سلمان وصهيب وبلال، حين مر بهم أبو سفيان قبل أن يسلم فلما رآه هؤلاء الثلاثة رضي الله عنهم قالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها، فقال الصديق رضي الله عنه: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: " يا أبا بكر لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك". فأتاهم أبو بكر فقال: يا إخوتاه أغضبتكم؟ فقالوا: لا، يغفر الله لك يا أخي.
(9)

فيا سبحان الله يقول هذا لخير الأمة بعد نبيها في حق قوم ضعاف لكنه مراعاة الناس في مشاعرهم وفي أحاسيسهم، ويأتي أبو بكر رضي الله عنه معتذرا.


وإني أسألك أيها القارئ الكريم: تخيل أننا بين الناس الآن وأتانا من يتتبع سيرتنا وأخلاقنا ومعاملاتنا وقال بين الخلائق: سأخبركم الآن بخيركم من شركم بناء على ما عندي من معلومات عن سيرة كل منكم، أكان يسرك أنك بين القوم ينادى عليك بالانتماء لأحد الفريقين إما الأخيار وإما الأشرار؟.


إن الإجابة على السؤال تحتاج إلى مراجعة دقيقة لحال النفس ومعاملتها وأخلاقها مع الناس ليرى العبد أين موقعه.

نسأل الله أن يزيننا بحسن الخلق وأن يجعلنا من الخيار الكرام وأن يجنبنا صفات وأخلاق الأشرار، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
م / ن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(!)

الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2603
خلاصة حكم المحدث: صحيح

(2)

الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3289
خلاصة حكم المحدث: حسن
(3)
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3287
خلاصة حكم المحدث: صحيح
(4)
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4490
خلاصة حكم المحدث: صحيح
(5)
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2032
خلاصة حكم المحدث: حسن
(6)
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2560
خلاصة حكم المحدث: صحيح
(7)
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2298
خلاصة حكم المحدث: صحيح
(8)
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2095
خلاصة حكم المحدث: صحيح
(9)
قال مسلم فى صحيحه :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قال حَدَّثَنَا بَهْزٌ قال حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَتَى عَلَى سَلْمَانَ وَصُهَيْبٍ وَبِلَالٍ فِي نَفَرٍ فَقَالُوا وَاللَّهِ مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ اللَّهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللَّهِ مَأْخَذَهَا قَالَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَتَقُولُونَ هَذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهِمْ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ يَا إِخْوَتَاهْ أَغْضَبْتُكُمْ قَالُوا لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَخِي
صحيح مسلم - كِتَاب فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ - بَاب مِنْ فَضَائِلِ سَلْمَانَ وَصُهَيْبٍ وَبِلَالٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ
حديث رقم: 2504



__________________
قد يراك البعضُ تقياً و قد يراك آخرون مجرماً ، و قد يراك آخرون كذا أو كذا
لكن الحقيقة أنك أنت أدرى بنفسك ،السرُ الوحيدُ الذى لايعلمه غيرُك ، هو سر علاقتك بربك
فلا يغرنك المادِحون و لايضُرنّك القادِحون لِأن الحقيقة تقول :
بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَه.

التعديل الأخير تم بواسطة الأخت المسلمة ; 10-27-2012 الساعة 03:27 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-28-2012, 02:46 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي

غاليتى الأخت المسلمة
جزاكِ الله خيراَ
:" خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره
نسأل الله أن نكون منهم
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 11:17 AM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology