ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى القرآن وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-23-2012, 08:20 PM
الصورة الرمزية الأخت المسلمة
الأخت المسلمة الأخت المسلمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 275
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّ

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}

وهـٰذه الآية الكريمة فيها بيان ثمرةٍ عظيمة
من ثمار الإيمان وأثرٌ مبارك من آثاره العظام
ألا وهو : أن الله عز وجل يجعل للمؤمن الذي يعمل الصالحات وُدًّا في قلوب عباده ،
وتأمل قول الله عز وجل في هـٰذه الآية الكريمة :
﴿
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ﴾ فهـٰذا منُّ الله عز وجل وفضله وتوفيقه سبحانه ،

وهو -كما تقدَّم- أثرٌ من آثار الإيمان والأعمال الصَّالحات.

وفوائد الإيمان لا حصر لها ،
وقد كتب فيها أهل العلم كتابات نافعة، ومن أميَز ذلك ما كتبه العالم المحقِّق الشَّيخ عبد الرحمـٰن بن ناصر السعدي رحمه الله في كتابه
« التَّوضيح والبيان لشجرة الإيمان» ؛
حيث عقد فيه فصلًا في بيان فوائد الإيمان وثماره وآثاره .

وهـٰذه الفائدة التي دلَّت عليها هـٰذه الآية الكريمة
﴿
سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾ يبيِّنها الحديث الذي في صحيح مسلم - حديث أبي هريرة رضي الله عنه ،
وقد أورده عامَّة المفسرين عند هـٰذه الآية الكريمة
- أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ،
قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ،
فَيَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ،
قَالَ: ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ
)) « يُوضَعُ »
تأمّل هنا وفي الآية قال: ﴿
سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ ﴾ الأمر بيده جلَّ وعلا. قال: (( وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ ، فَيَقُولُ :
إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ
)) نسأل الله لنا جميعًا العافية قَالَ: ((فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ
إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ،
قَالَ: فَيُبْغِضُونَهُ ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ
)) .

وهـٰذا الحديث لما خرّجه مسلم في صحيحه وذكر له بعض الطرق ذكر في بعض طرقه -طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة – قصة ، وهي أن سهيل بن أبي صالح يقول : « كُنَّا بِعَرَفَةَ فَمَرَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ
العزيز

وَهُوَ عَلَى الْمَوْسِمِ فَقَامَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ


- أي: نظرة حبّ وتقدير ومودّة -
فَقُلْتُ لِأَبِي : يَا أَبَتِ إِنِّي أَرَى اللَّهَ يُحِبُّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ،

قَالَ وَمَا ذَاكَ ؟ قُلْتُ لِمَا لَهُ مِنْ الْحُبِّ فِي قُلُوبِ النَّاسِ ،
فَقَالَ : بِأَبِيكَ أَنْتَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: ((إنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا...)) وذكر الحديث».

وجاء عن أبي الدَّرداء رضي الله عنه أنه كتب إلى مسْلَمة بن مُخَلَّد

رضي الله عنه وكان وَلِي مصر فقال له:

« سَلامٌ عَلَيْك أمَّا بَعْد : فَإِنَّ العَبْدَ إِذَا عَمِل بِطَاعَةِ الله

أَحَبَّهُ اللهُ، فَإِذَا أَحَبَّهُ اللهُ حَبَّبَهُ إِلَى عِبَادِه ،
وَإِنَّ العَبْدَ إِذَا عَمِلَ بِمَعْصِيَةِ اللهِ أَبْغَضَهُ اللهُ،


فَإِذَا أَبْغَضَهُ، بَغَّضَهُ إِلَى عِبَادِهِ
» ؛ وهـٰذه البُغضة التي تكون
من نصيب من يعصي الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى تُوضع في قلوب العباد ،

ولهـٰذا يجد الإنسان العاصي وحشة بينه وبين الصَّالحين من عباد الله خاصة،

ويجد نفسه نافرةً منهم ، وأنَّه ليس منهم وليسو منه ،
ولا يحرص على مجالستهم ؛ وهـٰذا كله من شؤم المعصية

وآثارها السَّيئة وعواقبها الوَخيمة على الإنسان في هـٰذه الحياة الدُّنيا .
ثم إنّ المؤمن عندما يقوم بالأعمال الصَّالحات يجب عليه

أن يقوم بها مبتغيًا بها وجه الله راجيًا بها ثواب الله،
لا يقوم بها تزلُّفًا للمخلوقين وتصنُّعًا للعباد ومراءاة للنَّاس ،
فإنَّ المراءاة والتصنُّع والتزلّف للنَّاس لا تزيد الإنسان عند الله إلا بُعدًا ،
وفي قلوب النَّاس لا يزداد إلا مقتًا ،
والعبادة لا يُتقرَّب بها إلَّا إلى الله، ولا يُطلب بها إلَّا ثواب الله،
ولا يُرجى من ورائها إلا نيل رحمة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [البينة:5] .
أمَّا من يقوم بالعبادات من أجل النَّاس تصنُّعا وتزلُّفًا
ومراءاة فهـٰذا لا يحصِّل ما أمَّل ويَحرم نفسَه
ثواب تلك الأعمال وأجورها ، في الحديث القدسي

يقول الله تعالى : « أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ
مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ
».
وممَّا يُروى في هـٰذا المقام : ما رواه ابن أبي حاتم عن الحسن البصري رحمه الله تعالى قال: « إنَّ رجلاً قال: لأعبدنَّ الله عبادة أُذكر بها -أنظر إلى النِّية-

ثم أخذ يجتهد في العبادة ، فكان لا يُرى إلا قائمًا يُصلِّي ،
قال: وكان أوَّل داخل للمسجد وآخر خارجٍ منه
- لـٰكن النِّية ما هي؟ (عبادة أُذكر بها) - قال: فلم يعظَّم ،

وكان كلَّما مرَّ بقوم قالوا : انظروا هـٰذا المرائي -

لأنَّ الإنسان مهما حاول أن يخبِّئ خفاياه يفضحه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ،
ولا يجعل له قَبولًا أو محبَّة في قلوب العباد ،
ولهـٰذا ننتبَّه مرَّة ثانية لقوله:
﴿ سَيَجْعَلُ ﴾
وأيضا لقوله: «يُوضَعُ له» هـٰذا أمرٌ بيد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى –
قال : فكان لا يمرُّ بقوم إلَّا قالوا: انظروا إلى هـٰذا المرائي،
فقال: ما أراني أُذكر عند النَّاس إلا بشرٍّ -

واربط هـٰذا بقوله في بداية الكلام: (عبادة أُذكر بها) ،
فأصبح لا يُذكَر عند النَّاس إلا بشرٍّ ،

عُومِل بنقيض قصْده ، حتى الشَّيء الذي كان يطمع فيه في دنياه ما حصَّله - قال: فلمَّا رأى هـٰذه الحال قال: لأجعلنَّ عملي كلَّه لله ،

وقَلَب نيَّته ، قال: فما أن قلب نيَّته ولم يزد على

العمل الذي كان يعمل حتى كان لا يمرُّ على
قوم إلَّا قالوا : رحم الله فلانًا - يعني أصبح في ألسنة الناس الدُّعاء له -

ثم تلا الحسن قول الله سبحانه:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾ ».

والعبد ينبغي أن يسعى في هـٰذه الحياة في نيل محبَّة الله

ونيل محبة عباد الله ، وقد جاء في ابن ماجه وغيره عن

سهل بن سعد رضي الله عنه أنَّ رجلا قال :

يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ
أَحَبَّنِي اللَّهُ وَأَحَبَّنِي النَّاسُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

(( ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ ، وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبُّوكَ ))

الشاهد أن الإنسان يجتهد في هـٰذه الحياة

في نيل محبَّة الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى ولن ينال هـٰذه المحبَّة بمجرد

الأماني ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ﴾[النساء:123]

بل لهـٰذا علامة وبيِّنة بيَّنها الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في قوله:

﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران:31] ،
ومن الدُّعاء المأثور عن نبينا صلى الله عليه وسلم ممّا يتعلق بهـٰذا المقام :
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُبَّكَ ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ ، وَالْعَمَلَ الَّذِي يُبَلِّغُنِي حُبَّكَ».
ولِيَكُن هـٰذا الدُّعاء ختام

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بتصرف قليل / من تفريغ محاضرة للشيخ :

- عبد الرازق بن عبد المحسن البدر
__________________
قد يراك البعضُ تقياً و قد يراك آخرون مجرماً ، و قد يراك آخرون كذا أو كذا
لكن الحقيقة أنك أنت أدرى بنفسك ،السرُ الوحيدُ الذى لايعلمه غيرُك ، هو سر علاقتك بربك
فلا يغرنك المادِحون و لايضُرنّك القادِحون لِأن الحقيقة تقول :
بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَه.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 07:01 AM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology