ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى البراعم والأسرة المسلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-07-2012, 10:48 PM
الصورة الرمزية أم سليمان
أم سليمان أم سليمان غير متواجد حالياً
مشرفة ملتقى البراعم والأسرة المسلمة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 458
رسالة إلى أخت بمناسبة زواج زوجها بأخرى

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة إلى أخت بمناسبة زواج زوجها بأخرى



السلام عليكم ورحمة ا
وبعد:

فاعلمي - رحمك الله ورعاك - أن الله عز وجل قد منّ عليكِ بنعمة الإسلام ،
وهذه نعمةٌ لا تعادلها نعمة، ومن حُرِمها فقد حُرِم خيري الدنيا والآخرة،
إذ لا سعادة حقيقية لأحد بدونه.

ومما لا شك فيه أن الإسلام يستلزم الاستسلام والانقياد التام لأوامر الله وشرعه،
ولذا كان من صفات المؤمنين قول الله تعالى:


(إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
[النور/51].

ولذا كان الصحابة - رضي الله عنهم - يُبادرون بالامتثال إلى أوامر الله
وأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم في وقائع وقصص كثيرة
مسطورة في كتب السنة والسيرة.

واعلمي - حفظك الله - أن من لوازم الإيمان بالله عز وجل الرضا بقضاء الله وقدره،
وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك،
فإذا عُلم هذا فالواجب التسليم بقضاء الله وقدره فيما يعتري المرأة من شيء
وإن خالف هواها، طالما أن زوجها قد فعل شيئاً مما شرعه
الله في كتابه وسنة نبيه.

وأوصيكِ - حفظك الله - بالصبر إذ لم يُعطِ الله عز وجل أجراً بغير حساب
كما وعد الصابرين في قوله تعالى:

( قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ
وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)
(10) [الزمر/10].

وليهنأ الصابرون حيث يكون الله معهم حيث يقول جلَّ وعلا :


( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )

فما أجمل الصبر وما أروعه وما أعظم أجره، فالسعيدة من وفقها آلله لذلك،
إذ بذلك يُكتب لها الأجر العظيم عند ربها بغير حساب ،
ويكون عوناً كبيراً على السعادة للأسرة،
ويدوم به الوئام والود والمحبة.

وحذارٍ - أختنا في الله - أن نترك الشيطان يلعب بعقولنا ،
ويجعل من سخطنا تقصيراً في شؤون الزوج ، الذي له الحق العظيم،
كما جاء في أحاديث كثيرة معلومة ، ومنها :

قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم :

" إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا
قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ "
[رواه أحمد وابن حبان والطبراني].
(1)
فالمرأة كلما كانت مطيعةً لربها ، مؤديةً حق زوجها كان هذا من أسباب
دوام المحبة والمودة بينهما، وأما ردة الفعل اتجاه زوجها بالتقصير
في حقه فلا يبعد أن يكون سبباً كبيراً لحصول ما لا يُحمد عقباه.

وأما العلاقة مع الأهل خصوصاً فآمل ألا يُعكِّر ذلك من قِبَلَك ، بل احرصي
على أن تهوّني عليهم ذلك، بدل أن تكوني سبباً لزيادة انفعالهم - إن حصل - .

وأنصحك بأن لا تصغي لمن تحدثك بما يعكر عليك دوام الألفة بينك وبين زوجك،
وتقول لك بأنك أنت كذا وكذا فكيف تزوج عليك ؟!

أقول : نعم أنت كذا وكذا من الصفات الفاضلة ، ونرجو أن تكوني خيراً مما نعلم ،
ولكن زواج الرجل لا يستلزم وجود النقص أو التقصير في حقه من الزوجة ،
وما دام الأمر كذلك فالواجب على المسلمة أن تهوّن على أختها أو صاحبتها
وتصبّرها وتنصحها في أداء حق ربها ، وبعدم التقصير في حق زوجها ،
وأن تستمر في الإحسان إليه وحسن العِشرة.

وذلك لأن المسلم مطلوبٌ منه أن يكون صالحاً مصلحاً ،
ومفتاحاً من مفاتيح الخير والوفاق بين الزوجين ،
لا أن يكون مفتاحاً من مفاتيح الشر وتصدع الأسرة حتى يدب الفراق.

و على المرأة إذا تزوج زوجها بأخرى أن تكون خيراً مما كانت عليه سابقاً ،
وأدنى ذلك ألا تقلّ عما كانت عليه من حال في أداء حقه قبل زواجه.

و هذا ما سال به القلم ، و انقدح في الخاطر ، وإن أردت إلا الإصلاح،
وما توفيقي إلا بالله.

والله أسأل أن يديم السعادة والمودة بينكم ، وأن يبارك لكم في حياتكم ،
ويكللها بالوئام والوفاق ، إنه سميع مجيب .

والسلام عليكم ورحمة ا.

(1)
الراوي: عبدالرحمن بن عوف المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة
أو الرقم: 1932
خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره

أخوكم:

د.عاصم القريوتي
منقول
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة أم سليمان ; 09-07-2012 الساعة 10:49 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 04:07 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology