ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى القرآن وعلومه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-22-2013, 11:23 PM
أخت الإسلام أخت الإسلام غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 27
فوائد من تفسير سورة آل عمران

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.وأما بعد :
أحب أن أنقل هنا ما جمعته من تفسير لسورة آل عمران ابتداء من الآية 156 حتى نهاية السورة ,
معتمدة بذلك على تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي , وعمدة التفسير للشيخ أحمد شاكر ,
وما تيسر من فوائد من كتاب بدائع التفسير لابن القيم .
ويتبع ذلك فوائد مستقاة من التفسير وكيف نطبق هذه الآيات في واقعنا المعاصر ,
ومن ثم إضافات لأخت كانت السبب في اهتمامي لمثل هذا العمل بارك الله فيها ,
ونفعني الله وإياكم بهذا العمل .
وأسأل الله العلي القدير أن يتم عليّ نعمته فأكمل ما لم أقم به من بداية السورة , ولعل الله تعالى
يكتب لي بقية من حياة فيجعل لي فرجا فأكتب في جميع سور القرآن الكريم , فقد أحببت جميع علوم الدين
لكنني لم أر مثل الاشتغال بكتاب الله عز وجل .



بسم الله الرحمن الرحيم

سورة آل عمران _الآيات 156-158_

من تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)
‏156 ـ 158‏]‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ * وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ‏}‏
ينهى تعالى عباده المؤمنين أن يشابهوا الكافرين، الذين لا يؤمنون بربهم، ولا بقضائه وقدره، من المنافقين وغيرهم‏.‏
ينهاهم عن مشابهتهم في كل شيء، وفي هذا الأمر الخاص وهو أنهم يقولون لإخوانهم في الدين أو في النسب‏:‏ ‏{‏إذا ضربوا في الأرض‏}‏ أي‏:‏ سافروا للتجارة ‏{‏أو كانوا غزى‏}‏ أي‏:‏ غزاة، ثم جرى عليهم قتل أو موت، يعارضون القدر ويقولون‏:‏ ‏{‏لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا‏}‏ وهذا كذب منهم، فقد قال تعالى‏:‏ ‏{‏قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم‏}‏ ولكن هذا التكذيب لم يفدهم، إلا أن الله يجعل هذا القول، وهذه العقيدة حسرة في قلوبهم، فتزداد مصيبتهم، وأما المؤمنون بالله فإنهم يعلمون أن ذلك بقدر الله، فيؤمنون ويسلمون، فيهدي الله قلوبهم ويثبتها، ويخفف بذلك عنهم المصيبة‏.‏
قال الله ردا عليهم‏:‏ ‏{‏والله يحيي ويميت‏}‏ أي‏:‏ هو المنفرد بذلك، فلا يغني حذر عن قدر‏.‏
‏{‏والله بما تعملون بصير‏}‏ فيجازيكم بأعمالكم وتكذيبكم‏.‏
ثم أخبر تعالى أن القتل في سبيله أو الموت فيه، ليس فيه نقص ولا محذور، وإنما هو مما ينبغي أن يتنافس فيه المتنافسون، لأنه سبب مفض وموصل إلى مغفرة الله ورحمته، وذلك خير مما يجمع أهل الدنيا من دنياهم، وأن الخلق أيضًا إذا ماتوا أو قتلوا بأي حالة كانت، فإنما مرجعهم إلى الله، ومآلهم إليه، فيجازي كلا بعمله، فأين الفرار إلا إلى الله، وما للخلق عاصم إلا الاعتصام بحبل الله‏؟‏‏"‏



تفسير ابن كثير مختصر ( تفسير القرآن العظيم ) نقلا عن عمدة التفاسير تحقيق الشيخ أحمد شاكر

ينهى تعالى عباده المؤمنين عن مشابهة الكفار في اعتقادهم الفاسد , والذي يدل على فساد اعتقادهم قولهم عن إخوانهم الذين ماتوا في الأسفار أو في الحروب : لو كانوا تركوا ذلك لما أصابهم ما أصابهم . فقال : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ " أي : عن إخوانهم " إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ" أي : سافروا للتجارة ونحوها " أَوْ كَانُوا غُزًّى" أي في الغزو ( لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا ) أي : في البلد ( ما ماتوا وما قُتلوا ) أي : ما ماتوا في السفر ولا قتلوا في الغزو .
وقوله: (لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ) أي : خلق الله هذا الإعتقاد في نفوسهم ليزدادوا حسرة على موتهم وقتلهم . ثم قال تعالى ردا عليهم : (وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ) أي : بيده الخلق وإليه يرجع الأمر , ولا يحيا أحد ولا يموت إلا بمشيئته وقدره , ولا يُزاد في عمر أحد ولا يُنقص منه إلا بقضائه وقدره
(وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) أي : وعلمه وبصره نافذ في جميع خلقه , لا يخفى عليه من أمورهم شيء .
وقوله (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ )

أي أن القتل في سبيل الله والموت أيضا وسيلة إلى نيل رحمة الله وعفوه ورضواته وذلك خير من البقاء في الدنيا وجمع حطامها الفاني .
ثم يخبر تعالى أن كل من مات أو قتل فمصيره ومرجعه إلى الله عز وجل فيجزيه بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر فقال :( وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ‏)


من كتاب بدائع التفسير لابن القيم
الآيات : [‏155‏]‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ‏}‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }

ثم أخبر سبحانه وتعالى عن تولّي من تولّى من المؤمنين الصادقين في ذلك اليوم , وأنه بسبب كسبهم وذنوبهم فاستزلهم الشيطان بتلك الأعمال حتى تولّوا , فكانت أعمالهم جندا عليهم ازداد بها عدوهم قوة .
فإن الأعمال جند للعبد وجند عليه ولا بد . فللعبد كل وقت سريّة من نفسه تهزمه أو تنصره فهو يمد عدوه بأعماله من حيث يظن أنه يقاتله بها , ويبعث إليه سريّة تغزوه مع عدوه من حيث يظن أنه يغزو عدوّه . فأعمال العبد تسوقه قسرا إلى مقتضاها من الخير والشر , والعبد لا يشعر أو يشعر ويتعامى , ففرار الإنسان من عدوه وهو يطيقه إنما هو جند من عمله بعثه له الشيطان واستزله به .
ثم أخبر سبحانه أنه عفا عنهم لأن هذا الفرار لم يكن عن نفاق ولا شك وإنما كان عارضا عفا الله عنه فعادت شجاعة الإيمان وثباته إلى مركزها ونصابها
ثم كرر عليهم سبحانه أن هذا الذي أصابهم إنما أتوا فيه من قبل أنفسهم وبسبب أعمالهم فقال : ‏{‏أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } 165 آل عمران
وذكر هذا بعينه فيما هو أعمّ من ذلك في السور المكيّة فقال ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ))الشورى 30. وقال: (( ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيّئة فمن نفسك )) النساء 79.
فالحسنة والسيئة ها هنا : النعمة والمصيبة , فالنعمة من الله منَّ بها عليك , والمصيبة إنما نشأت من قبل نفسك وعملك , والأولى فضله والثاني عدله والعبد يتقلب بين فضله وعدله , جار عليه فضله ماض فيه حكمه عدل فيه قضاؤه وختم الآية الأولى بقوله ( إن الله على كل شيء قدير ) بعد قوله : ( قل هو من عند أنفسكم ) إعلاما لهم بعموم قدرته مع عدله وأنه عادل قادر وفي ذلك إثبات القدر والسبب , فذكر السبب وأضافه إلى نفوسهم وذكر عموم القدرة وأضافها إلى نفسه , فالأول ينفي الجبر والثاني ينفي القول : بإبطال القدر فهو يشاكل قوله : ( لمن شاء منكم أن يستقيم 28 وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) التكوير (28-29 )ثم أخبر عن حكمة هذا التقدير وهي أن يعلم المؤمنين من المنافقين عِلم عيانٍ ورؤية , يتميز فيه أحد الفريقين من الآخر تمييزا ظاهرا وكان من حكمة هذا التقدير تكلم المنافقين في نفوسهم فسمعه المؤمنون وسمعوا رد الله عليهم وجوابه لهم وعرفوا مؤدّى النفاق وما يؤول إليه وكيف يحرم صاحبه سعادة الدنيا والآخرة فيعود عليه بفساد الدنيا والآخرة . فلله كم من حكمة في ضمن هذه القصة بالغة ونعمة على المؤمنين سابغة وكم فيها من تحذير وتخويف وإرشاد وتنبيه وتعريف بأسباب الخير والشر وما لهما وعاقبتهما !
انتهى


كيف نعمل على تطبيق هذه الآيات على أرض الواقع :
1- عدم التشبه بالكفار بأيّ شيء : كلامهم , عاداتهم , أعيادهم, لباسهم, دينهم, حياتهم, و معتقداتهم . أي في دينهم ودنياهم بشكل عام.
وعدم مشابهتهم بشكل خاص في معتقدهم .حيث أنهم اعتقدوا أنهم لو اختبئوا في بيوتهم ولم يخرجوا لقتال أو سفر عند المصاعب لما أصابهم الموت وفي هذا مثال عملي لمن يقول : لا تخرجوا للأماكن والتجمعات العامة ولا للحج حتى لا يصيبكم مرض أنفلونزا الخنازير, مع أنه إذا أراد الله لإنسان أن يصاب بهذا المرض وهو في بيته يصاب , ومن لم يرد الله له ذلك ,خرج حاجا أو معتمرا ولا يصيبه شيء .فكما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم :" لا عدوى ولا طيرة ..... "الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5757
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
أو كما قالوا لمن والوهُم من المنافقين والكفار , لا تشاركوا في قتال الأعداء فإنهم يغلبوكم ويقتلوكم , فمن اعتقد ذلك, فلا يزداد إلا غما وهمًّا حيث ما أصابه فقد أصابه .
فالموت والحياة بيد الله , ما هو مقدر على الإنسان سيقع لا محالة , فالمؤمن بقدر الله يسلم أمره لله ولا يسخط, بل يكون راضيا بحكم الله . وبذا تخف عليه مصيبته وهو يعلم أجرها .
فهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه قال : "لقد شهدتُ مائة زحف أو زُهاءَها، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربةٌ أو طعنة أو رَمْية، ثم هأنذا أموت على فراشي كما يموت البعَيْر، فلا نامت أعين الجبناء"
وكم من إنسان منعته أمه عن السفر, فمات في بلده إما نائما أو سائرا ,وهذا يحدث في واقعنا كثيرا.
فلن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها .
الله بصير بأعمالنا, فهو يعلم أحوالنا فلا تخفى عليه خافية ,فلنتذكر أن الله رقيب علينا في جميع أحوالنا, وسيجازينا إن خيرا فخير وإن شرا فشر .
2- إذا نودي للجهاد, ودعي الإنسان للعمل في سبيل الله فلا يخاف شيئا ,كأن يكون داعية ,وكأن يقول الحق فلا يخاف لومة لائم ,بل عليه أن ينافس أقرانه فيه حيث انه سبب لمغفرة الله ورحمته ,وخير له من التنافس على جمع الأموال أو بناء البيوت الفخمة أو التنافس على آخر موضة وآخر صيحة في كل شيء ,في البيوت وفي الملابس وما شابه, فإنما هو تنافس على متعة زائلة. وأما التنافس الحقيقي: من ينال الشرف عند الله, بموته في سبيل الله .وكل مجازى من الله لأن الكل صائر إليه .
3- الميت مرجعه إلى الله والمقتول في سبيل الله مرجعه إلى الله ومجازى بعمله فمن أفضل : القتل في سبيل الله أم ...؟
4- كما ورد في الآية 155 كما هو في بدائع التفسير أن سبب خذلان المسلمين اليوم بسبب كسبهم السيء وذنوبهم استزلهم الشيطان.
ففرار المسلمين من محاربة عدوهم اليوم والشعور بأنهم لن ينتصروا عليهم بسبب أعمالهم السيئة التي تحولت إلى جند في صف عدوهم, وهذا كلام نفيس من ابن القيم رحمه الله .
5- إن حدث وفي حالة ضعف بشري أخطأ الإنسان وعصى, ما لم يكن مشركا بالله ولا منافقا عفا الله عنه وغفر له ,فهو الغفور الحليم ,كأن يتخلف عن الدعوة إلى الله أو المعاونة في النفس والمال لضعفه البشري .
6- ما يحدث للإنسان من مصائب ومحن فبسبب عمله السيء ومعاصيه , حتى ولو كان مرضا عارضا أو مصابا فهو من عدل الله حيث يجازيه به . وهو قادر على ذلك فهو على كل شيء قدير.
فوقوع البلاء بسبب الإنسان نفسه والله قادر على أن يجزيه به .
7- ما يصيب الأنسان من نعمة فهو فضل من الله كنعمة الولد والمال والمنصب والرزق والعلم والصحة وكلُّ نعمة وفضل...فلا يزال العبد يتنقل بين الفضل والعدل .
8- عند وقوع الإبتلاءات والمحن في صفوف المسلمين ,كأن تقع معركة أو حرب بين الكفار والمسلمين, فيكون من أجل التمييز بين المنافق والمؤمن حيث يعرف المنافق بتصرفه وفلتات لسانه.



أضافت أخت بارك الله فيها :
1- هذا هو النداء السابع عشر في ترتيب النداءات في كتاب الله عز وجل .

2- ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)
ليس فقط في الموت حيث هي آجال مضروبة مكتوبة لن يقدمها شيء
ولن يؤخرها شيء وبالمثل ( ما أصابك ما كان ليخطئك وما أخطأك
ما كان ليصيبك ) _ الدررالسنية _ ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن
ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وأنه الأمة إذا اجتمعت
على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ))
_ الدرر السنية _
فهذه المعاني من الأهمية بمكان لكل مسلم لأنها تحقق الركن السادس
من أركان الإيمان ( الإيمان بالقدر خيره وشره )_ الدررر السنية _ ويحقق في القلب
الرضا والطمأنينة ويغلق باب التحسر ولوم النفس عند وقوع المصائب
فلو كسرت قدم ابن ، أو أصيب بمرض ، أو مات عزيز
إذا كان المصاب عنده الاعتقاد سالف الذكر لن يلوم نفسه
على وقوع هذا القدر ويقول لولا قصرت مثلا ما حدث كذا
أو ما شابه , مثل ياليتني لم أتركه يذهب أو يفعل .... وهذا يشابه
الكفار لأنهم يفتقدون الإيمان بالقدر والمشيئة الإلهية ...
بل تألفيه يقول : قدر الله وما شاء فعل ،
قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ، اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني
خيرا منها ... وما شابهها من الكلمات الشرعية الطيبة.

وأذكر أن ابن عقيل مات له ابن من أنجب أبنائه كان من المتوقع
أن يخلف أباه في العلم ، فذهب أحد الناس يعزي ابن عقيل قائلا :
( يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه ..)
قال له ابن عقيل : ياهذا جعل القرآن لتسكين الأحزان لا لتهييج الأحزان .
أو قريبا من هذا المعنى .

فإن أهم ما في هذا النداء هو التأكيد على قبول القدر والاعتقاد فيه
والرضا والتسليم له والاحتساب عند الله .فعلى كل مسلم مراقبة نفسه حين وقوع
المصائب, من أول الاصطدام بشيء في البيت ( متاع )إن سبب ألما
أو التعرض لألم ,شكة من دبوس أو إبرة أو انكسار آنية أو احتراق
طعام أو تمزق ثياب وما شابه ...فما هو أول شيء ننطق به إذا حدث أي شيء من ذلك ؟
فإن الأمر يحتاج منا مراقبة ودربة فقط حتى تألفه نفوسنا ,عند أي
مصيبة دقَّت أم جلَّت ننطق بما يرضي الله ونحتسب الأجر على الله .

هذا والله تعالى أعلى وأعلم




يتبع بإذن الله

التعديل الأخير تم بواسطة الأخت المسلمة ; 01-23-2013 الساعة 11:52 PM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 01:53 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology