أنزل الله الكتاب الكريم لنتلو آياته ، ونتدبر معناها ، ونعمل بمقتضاها
وأولَى ما يبدأ به العبد هو تلبية نداءات الربّ - سبحانه وتعالى وعز وجل - له ، بمحاولة فهم الغرض الذي نودي من أجله، ثم إجابة هذه النداءات بالعمل بمقتضاها قدر الطوق
لذا كان العزم على حصر نداءات المؤمنين في القرآن كله
ثم عرض شرحها من خلال تفسير السعدي
( تيسير الكريم الرحمن في شرح كلام المنان )
شرح الشيخ : عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
والآن نحيا مع
سيرة العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
لفضيلة الدكتور عبد الرحمن العدوي / مستشار الجامعة الإسلامية
{مجلة الجامعة الاسلامية – المدينة النبوية العدد:44 }
شيخ جليل مهيب، أخلص للّه في تعليم المسلمين أمور دينهم، ونشر عقيدة الإسلام وأحكامه بينهم، وهو من أهالي بلدة عنيزة من أعمال القصيم في شمال نجد عاش فيها حياته وكان فيها مقره الأخير.
كنا في عام 1373هـ الموافق 1953م اثنين من علماء الأزهر الشريف مبعوثين للتدريس في المملكة العربية السعودية وكانت إدارة المعارف حينذاك في مكة في مواجهة المسجد الحرام وكان على رئاستها الشيخ محمد بن مانع رحمه اللّه
وقد رأى أن أسافر مع زميلي الشيخ محمد الجبة للتدريس في المدرسة الثانوية بعنيزة، وسافرنا وبدأنا عملنا في المدرسة التي كان بها فصلان في السنة الأولى فقط، ولم يمض شهر حتى صدر الأمر الملكي بنقلنا إلى المعاهد العلمية التابعة لآل الشيخ.
------
وكانت هذه هي الطريقة التي تستكمل بها المعاهد العلمية حاجتها من المدرسين ولم يكن المعهد العلمي موجوداً بعد، فطلب منا أن نعلن عن افتتاحه ونستقبل طلبات الراغبين في الإلتحاق به ونحدد مستواهم العلمي ونوزعهم على السنوات الدراسية وقد تم كل ذلك في فترة وجيزة وبدأت الدراسـة في المعهد العلمي بعنيزة في شهر ربيع الثاني من عام 1373هـ، وفي الوقت بلغنا أن الشيخ عبد الرحمن السعدي قد عين مشرفاً على المعهد من الناحية العلمية وكان تعيينه براتب شهري قدره ألف ريال ولكن الشيخ رحمه الله تعالى أرسل إلى رئاسة المعاهد العلمية أنه على استعداد للإشراف على المعهد حسبة لوجه الله تعالى وأنه لا يريد أن يكون له على ذلك أجر مادي وقبلت الرئاسة شاكرة له هذا الصنيع الذي لا يصدر إلا من عالم زاهد يبتغي وجه الله.
-----
التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 07-24-2010 الساعة 05:30 AM