|
|
|
|
12-24-2013, 03:29 AM
|
|
مدير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,053
|
|
المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
قال البخاري في صحيحه
-حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -قَالَ: " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ".
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / بَاب الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ/ حديث رقم 10
هنا
وهنا
"أنَّ النَّبىَّ صلى الله عليه وسلم سُئلَ أىُّ المسلمينَ أفضلُ قالَ: من سلمَ المسلمونَ من لسانِهِ ويدِهِ"
الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2628- خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية
هذا تفسير للمسلم بأنه (مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ), وها هنا وجهان لتفسير المسلم بهذا الوصف، ومعلوم أن المسلم هو من شهد الشهادتين وأتى بالأركان, المسلم من صَدَقَ وبَرَّ, المسلم من لم يأتِ المحرمات، المسلم إلى آخره، فثمَّ صفات كثيرة للمسلم , فَلِمَ حصر هنا وصف المسلم بأنه من سلم المسلمون من لسانه ويده ؟
والجواب عن هذا من وجهين:
الوجه الأول : أنه هنا وصِفَ المسلم بهذا الوصف لأجل قلة من يسلم المسلمون من ألسنتهم وأيديهم، فهو وإن كان آتيا بالأركان الخمسة؛ لكنه قد يكون بصاحب غيبة أو وقوع في الأعراض, أو قذف، أو قد يعتدي بيده، أو أن يعتدي على أملاك الغير، أو أن يتصرف في أملاك الغير بغير إذنهم، إلى آخره، هذا قليل في المسلمين كما هو الواقع. فإذًا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبَّه بهذه الخصلة على أنَّ من أتى بهذه الخصلة وهم القليل فهم أحرى أن يأتوا بالخصال الأخرى من خصال الإسلام.
الوجه الثاني : أنه وصف المسلم بهذا الوصف لشدة الحاجة إليه، للتنبيه على أن هذا الوصف وهذا الواجب وهو سلامة المسلمين من اللسان والْيَدِ أن هذا واجب من واجبات الإسلام، ويجب أن يتعاهده المسلم؛ لأن المسلم الكامل هو من سلم المسلمون من لسانه ويده، وهذا جاء مبيَّنا في آيات كثيرة في الحض على أن المسلم يجب أن يسلم المسلمون من لسانه كما قال جل وعلا (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ )[الحجرات:12] وقال أيضا جل وعلا " لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ " وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا "هنا النساء 148
، وقال أيضا جل جلاله ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ )[الإسراء:53]، وقال جل وعلا (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) [الحجر:85]،
ونحو ذلك من الآيات التي فيها نقاء المسلم وأنه صاحب قول طيب وأنه لا يخوض في أعراض إخوانه المؤمنين، وكذلك ما صح عنه عليه الصلاة والسلام في حديث أبي بكر وغيره أنه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ قال في حجة الوداع : فَإِنّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ, كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هََذَا, فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، ....
*قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم بمنًى : "أَتَدْرون أيَّ يومٍ هذا ؟ قالوا : اللهُ ورسولُه أعلمُ. قال: فإن هذا يومٌ حرامٌ ، أَفَتَدْرون أيَّ بلدٍ هذا ؟ قالوا : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال: بلدٌ حرامٌ. أَتَدْرُون أيَّ شهرٍ هذا ؟ قالوا : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال: شهرٌ حرامٌ . قال : فإن اللهً حرَّمَ عليكم دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم ، كحرمةِ يومِكم هذا ، في شهركِم هذا ، في بلدكِم هذا" .
الراوي: عبدالله بن عمر-المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6043- خلاصة حكم المحدث:[صحيح]
الدرر السنية
وفي حديث آخر أيضا في الصحيح : كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ. دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ.
~"لا تحاسَدوا ، ولا تَناجَشوا ، ولا تباغَضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبِعْ بعضُكُم علَى بيعِ بعضٍ ، وَكونوا عبادَ اللَّهِ إخوانًا المسلمُ أخو المسلمِ ، لا يظلِمُهُ ولا يخذلُهُ ، ولا يحقِرُهُ التَّقوَى ههُنا ويشيرُ إلى صدرِهِ ثلاثَ مرَّاتٍ بحسبِ امرئٍ منَ الشَّرِّ أن يحقِرَ أخاهُ المُسلمَ ، كلُّ المسلمِ علَى المسلمِ حرامٌ ، دمُهُ ، ومالُهُ ، وَعِرْضُهُ وفي روايةٍ : قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : فذَكَرَ نحوَ حديثِ داودَ ، وزادَ ، ونقصَ وممَّا زادَ فيهِ إنَّ اللَّهَ لا ينظرُ إلى أجسادِكُم ، ولا إلى صورِكُم ، ولَكِن ينظرُ إلى قلوبِكُم وأشارَ بأصابعِهِ إلى صدرِهِ" الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2564- خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية
وإذا كان كذلك فوجب حينئذ أن يَسْلَم كل مسلم من المسلم الآخر في اللسان واليد والاعتداء على العرض أو على المال أو على ما يختص به أخوه المسلم. فإذًا على أحد هذين الوجهين أو على الوجهين معا يدل ذلك على أن مما يفسر به الإسلام التفسير الصحيح : أن المسلم الحق هو من يسلم المسلمون من لسانه ويده ، أما إذا كان وقَّاعا في أعراض إخوانه المؤمنين لا يحفظ لسانه لا من غيبة ولا من نميمة ولا من كذب ، وينتصر لنفسه بالباطل ويعتدي, هذا لم يأتِ بحقيقة الإسلام المطلوب من المؤمن ؛ لأن الإسلام المطلوب من المؤمن؛ منه ما يتعبد به ربه جل وعلا بأداء حق الله جل جلاله وأداء حق نبيه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ ،ثم بأداء حقوق العباد وخاصة المسلمين في أن يسلموا من اللسان واليد وأنواع الاعتداء
إذا تبين هذا فإنه ينبغي أن يُنظر دائما إلى الارتباط القائم ما بين تحقيق الإسلام وسلامة المسلمين من لسان المسلم ويده, تحقيق الإسلام، فمن حققه وعبد الله جل وعلا حقا ،وحقق الشهادتين وأقام الصلاة ،وآتى الزكاة وصام وتعبد لله جل وعلا ذلا ،خضوعا وانقيادا، فإنه حينئذ سَيَتَنَكَّف بأن يؤذي مسلما ،سواء أكان ذلك المسلم قريبا له في النسب أم لم يكن قريبا له, سواء أكان جارا له أم لم يكن جارا له، فكيف إذن يكون المسلم إذا آذى والديه؟ أو إذا آذى أهله؟ أو إذا آذى جيرانه؟ أو إذا آذى من يعاشرهم دائما؟ وهكذا.
هنابقليل تصرف في تخريج الأحاديث
~.~. ~ .~ .~
المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
أي المسلمين أفضل؟
أيها المسلمون، سُئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي المسلمين أفضل؟.........
"أنَّ النَّبىَّ صلى الله عليه وسلم سئلَ أىُّ المسلمينَ أفضلُ قالَ: من سلمَ المسلمونَ من لسانِهِ ويدِهِ"
الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2628- خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية
التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 01-05-2014 الساعة 03:57 AM
|
12-31-2013, 04:06 AM
|
|
مدير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,053
|
|
وسُئل: أي الإسلام خير.............؟
" أن رجلاً سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم: أيُّ الإسلامِ خيرٌ ؟ قال: تُطعِمُ الطعامَ ، وتَقرَأُ السلامَ ، على من عَرَفتَ ، وعلى من لم تَعرِفْ. الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 12- خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
الدرر السنية
هذا هو الإسلام، وهؤلاء هم المسلمون، تطعم الطعام, وتقرأ السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف، وتكف الأذى عن الناس قولًا وفعلًا.
الإسلام هو هذه الأخلاق العالية، الإسلام هو الخلق الحسن، فمن حسن خلقه حسن إسلامه، قيل للحسن البصري: ما حسن الخلق؟ فقال: (( بذل الندى, وكف الأذى, وطلاقة الوجه )).
بذل الندى : أي بذل الكرم و الجود ، و الكرم ليس محصورا كما يظن البعض في المال فقط ، بل يكون كذلك في بذل النفس و الجاه ،و العلم
يا رسول الله، أي المسلمين أفضل؟ قال: (( من سلم المسلمون من لسانه ويده )). جواب مختصر في كلمة واحدة ، لكنه من أصعب المهمات في الحياة، فهل سلم المسلمون من ألسنتنا وأيدينا؟ هل كففنا ألسنتنا وأيدينا عن الناس؟
أيها المسلمون، إن أكمل المسلمين إسلامًا هو من سلم المسلمون من لسانه ويده وأطعم الطعام وقرأ السلام على من عرف وعلى من لم يعرف؛ أي أن تمام الإسلام هو الإحسان إلى الآخرين وكف الأذى عن المسلمين، والإحسان قول وعمل، فالقول مثل إفشاء السلام، والعمل مثل إطعام الطعام، وكف الأذى يشمل أذى الأقوال وأذى الأفعال؛ أذى اللسان وأذى الجوارح التي عبر عنها باليد؛ لأنها آلة العمل في الغالب.
" مُوجِبُ الجنةِ ؛ إطعامُ الطعامِ ، وإفشاءُ السلامِ ، وحُسنُ الكلامِ ". الراوي: هانئ بن يزيد بن نهيك أبو شريح المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2690-خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية
وما من شيء أحق بطول حبس من اللسان! وهل يكب الناسَ في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم!
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"من كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليقلْ خيرًا أو ليصمتْ . ومن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليكرمْ جارَه . ومن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليكرمْ ضيفَه"
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 47
خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"من يضمَنْ لي ما بين لَحيَيْه وما بين رِجلَيْه أضمنُ له الجنَّةَ" الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6474 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
الدرر السنية
وعن سفيان بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله، حدثني بأمر أعتصم به،...........
" يا رسولَ اللَّهِ حدِّثني بأمرٍ أعتصمُ بِهِ ، قالَ: قُلْ: ربِّيَ اللَّهُ ، ثمَّ استَقِم قُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ ما أَكْثرُ ما تخافُ عليَّ ؟ فأخذَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، بلِسانِ نَفسِهِ ، ثمَّ قالَ: هذا"
الراوي: سفيان بن عبدالله الثقفي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3223 - خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية
وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله, ما النجاة ؟ ........
" قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ ما النَّجاةُ؟ قال: أمسِكْ عليْكَ لسانَكَ، وليسعْكَ بيتُكَ، وابْكِ على خطيئتِكَ"
الراوي: عقبة بن عامر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2406 -خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية
وفي الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" إذا أصبحَ ابنُ آدمَ فإنَّ الأعضاءَ كلَّها تُكفِّرُ اللِّسانَ فتقولُ اتَّقِ اللَّهَ فينا فإنَّما نحنُ بِك فإن استقمتَ استقمنا وإن اعوججتَ اعوججنا" الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2407 - خلاصة حكم المحدث: حسن
الدرر السنية
وآفات اللسان كثيرة؛ الغيبة, والنميمة, والشتم, والهمز, واللمز, وغير ذلك.
ولما وصى النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: (( ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى, يا رسول الله، فأخذ بلسانه وقال: كف عليك هذا، .....
"كنتُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في سفَرٍ ، فأصبَحتُ يومًا قريبًا منهُ ونحنُ نَسيرُ ، فقلتُ : يا رسولَ اللَّهِ أخبرني بعمَلٍ يُدخِلُني الجنَّةَ ويباعِدُني من النَّارِ ، قالَ : لقد سألتَني عَن عظيمٍ ، وإنَّهُ ليسيرٌ على من يسَّرَهُ اللَّهُ علَيهِ ، تعبدُ اللَّهَ ولا تشرِكْ بِهِ شيئًا ، وتُقيمُ الصَّلاةَ ، وتُؤتي الزَّكاةَ ، وتصومُ رمضانَ ، وتحجُّ البيتَ ، ثمَّ قالَ : ألا أدلُّكَ على أبوابِ الخيرِ : الصَّومُ جُنَّةٌ ، والصَّدَقةُ تُطفي الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النَّارَ ، وصلاةُ الرَّجلِ من جوفِ اللَّيلِ قالَ : ثمَّ تلا تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ، حتَّى بلغَ يَعْمَلُونَ ، ثمَّ قالَ : ألا أخبرُكَم بِرَأسِ الأَمرِ كلِّهِ وعمودِهِ ، وذِروةِ سَنامِهِ ؟ قلتُ : بلى يا رسولَ اللَّهِ ، قالَ : رأسُ الأمرِ الإسلامُ ، وعمودُهُ الصَّلاةُ ، وذروةُ سَنامِهِ الجِهادُ ، ثمَّ قالَ : ألا أخبرُكَ بملاكِ ذلِكَ كلِّهِ ؟ قُلتُ : بلَى يا رسولَ اللَّهِ ، قال : فأخذَ بلِسانِهِ قالَ : كُفَّ عليكَ هذا ، فقُلتُ : يا نبيَّ اللَّهِ ، وإنَّا لمؤاخَذونَ بما نتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فقالَ : ثَكِلَتكَ أمُّكَ يا معاذُ ، وَهَل يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وجوهِهِم أو على مَناخرِهِم إلَّا حَصائدُ ألسنتِهِم ." الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2616
خلاصة حكم المحدث:صحيح
الدرر السنية
وإيذاء الآخرين باللسان قد يمنع من دخول الجنة، قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله, إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتصّدّق وتؤذي جيرانها بلسانها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (( لا خير فيها, هي من أهل النار, قالوا: وفلانة تصلي المكتوبة وتصّدّق بأثوار من أقط ( وهو اللبن المجفف ) ولا تؤذي أحدًا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هي من أهل الجنة )).
"قيلَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ : يا رَسولَ اللهِ ! إنَّ فلانةَ تقومُ اللَّيلَ و تَصومُ النَّهارَ و تفعلُ ، و تصدَّقُ ، و تُؤذي جيرانَها بلِسانِها ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليهِ و سلم لا خَيرَ فيها ، هيَ من أهلِ النَّارِ . قالوا : و فُلانةُ تصلِّي المكتوبةَ ، و تصدَّقُ بأثوارٍ ، و لا تُؤذي أحدًا ؟ فقال رسولُ اللهِ : هيَ من أهلِ الجنَّةِ" الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 88
خلاصة حكم المحدث:صحيح
الدرر السنية
فتلك مع كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها منعها أذية الجيران بلسانها من الجنة، وهذه مع قلة صلاتها وصيامها وصدقتها فتحت لها الجنة أبوابها ورحّبت بها؛ لأنها لا تؤذي جيرانها.
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق؛ لا يهدي لأحسنها إلا أنت, واصرف عنا سيئها؛ لا يصرف عني سيئها إلا أنت، اللهم جنّبنا منكرات الأخلاق، والأهواء، والأعمال، والأدواء..
مقتبس من هنا بتصرف في تخريج الأحاديث
هل لسانك وراء قلبك؟ أم قلبك في طرف لسانك ؟!
تفضل جل وعلا على عبده بعد أن خلقه بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، ومن ذلك نعمة الجوارح كالسمع و البصر و النطق وغير ذلك من الأعضاء والجوارح التي أنعم بها الباري سبحانه على الإنسان.
ومن أجل هذه الأعضاء وأكثرها تأثيرا على حياة العبد ،جارحة إذا استقامت تبعتها باقي الجوارح فاعتدلت وكان لصاحبها بذلك الخير و السعادة، وإذا مالت وفسدت انحرفت بسببها باقي الجوارح فكان لصاحبها بذلك الشر والشقاوة، فهي مع صغر حجمها سلاح ذو حدين قد تسخر في فعل الطاعات والزيادة من الخيرات فيكون صاحبها من أولياء الرحمن،فيفوز بعون المنان بالجنان، وقد تضيع في المعاصي و المنكرات فيكون صاحبها من أولياء الشيطان فيبوء بالخسران و الحرمان ألا وهي جارحة اللسان.
يقول صلى الله عليه وسلم:"من يَضْمَنْ لي ما بين لَحْيَيْهِ وما بين رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ له الْجَنَّةَ ".رواه البخاري (6109) من حديث سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- .
قال ابن بطال –رحمه الله- :"دل بهذا الحديث أن أعظم البلاء على العبد في الدنيا اللسان والفرج،فمن وقى شرهما فقد وقى أعظم الشر".شرح صحيح البخاري لابن بطال(10/186)
قال صلى الله عليه وسلم:"وَهَلْ يَكُبُّ الناس في النَّارِ على وُجُوهِهِمْ،أو على مَنَاخِرِهِمْ،إلا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ".رواه الترمذي(2616) من حديث معاذ –رضي الله عنه-،وصححه الشيخ الألباني–رحمه الله-
قال الإمام ابن رجب –رحمه الله- :"والمراد بحصائد الألسنة جزاء الكلام المحرم وعقوباته، فإن الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات، ثم يحصد يوم القيامة ما زرع، فمن زرع خيرا من قول أو عمل حصد الكرامة، ومن زرع شرا من قول أو عمل حصد غدا الندامة،وظاهر حديث معاذ يدل على أن أكثر ما يدخل الناس به النار النطق بألسنتهم،فإن معصية النطق يدخل فيها الشرك وهو أعظم الذنوب عند الله عز وجل،ويدخل فيها القول على الله بغير علم وهو قرين الشرك ويدخل فيها شهادة الزور التي عدلت الإشراك بالله عز وجل،ويدخل فيها السحر والقذف وغير ذلك من الكبائر والصغائر،كالكذب والغيبة والنميمة وسائر المعاصي الفعلية لا يخلو غالبا من قول يقترن بها يكون معينا عليها".
جامع العلوم والحكم (ص 274)
قال الإمام أبو حاتم بن حبان-رحمه الله-:"لسان العاقل يكون وراء قلبه،فإذا أراد القول رجع إلى القلب،فإن كان له قال وإلا فلا،والجاهل قلبه في طرف لسانه،ما أتى على لسانه تكلم به،وما عقل دينه من لم يحفظ لسانه".روضة العقلاء(ص49)
قال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- :" إن الرجل يتكلم بالكلمة من رضوان الله، ويعني كلمة ترضي الله، قرآن، تسبيح، تكبير، تهليل، أمر بالمعروف، نهي عن المنكر، تعليم علم، إصلاح ذات البين، وما أشبه ذلك، يتكلم بالكلمة ترضي الله عز وجل ولا يلقي لها بالاً، يعني أنه لا يظن أنها تبلغ به ما بلغ، وإلا فهو قد درسها وعرفها وألقى لها البال، لكن لا يظن أن تبلغ ما بلغت يرفع الله له بها درجات في الجنة، وعلى ذلك رجل يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي بها بالاً يهوي بها في النار، لأنه تكلم بها ولا ظن أن تبلغ ما بلغت".شرح رياض الصالحين (6/120)
قال الإمام النووي –رحمه الله- :"اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما تظهر المصلحة فيه ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه بل هذا كثير أو غالب في العادة والسلامة لا يعدلها شيء ". الأذكار (ص 262)
فالله أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يشغلنا بذكره وطاعته ويطهر ألسنتنا من الكذب والنميمة و الغيبة ومن كل ما يغضبه ويسخطه فهو سبحانه قدير وبالإجابة جدير.
هنا
أيها المسلمون، حفظ اللسان أحد المهمات الصعبة في الحياة، وهي مهمة تحتاج إلى يقظة تامة, ومحاسبة مستمرة, وعزيمة ماضية, وإرادة مصمِّمة، ومن أفضل الوسائل في كسب الأدب والخلق وعفة اللسان انتقاء الأصدقاء, والإعراض عن اللغو وأهله, حتى لا يعلق بذهنك شيء من لغوهم وأذاهم ثم يجري على لسانك؛ فمن جالس جانس،
أيها المسلمون، ومن تمام الإسلام أن يسلم المسلمون من يدك، فلا تؤذ أحدًا بفعلك، ومن الأذى الكتابة على أملاك الآخرين بلا إذن من صاحب الملك، وتشويه الشوارع العامة بكتابة ما يتنافى مع ديننا وقيمنا وأخلاقنا وذوقنا، وورمي المخلفات في الطريق..
وقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن البول في الماء الراكد, وفي الطريق, والظل, وتحت الشجرة المثمرة, وفي موارد الماء؛ لما في ذلك من الأذى.
"اتقوا الملاعنَ الثلاثَ ( أي التي تجلبُ على فاعلِها اللعنةَ من اللهِ والناسِ ) البرازَ في المواردِ ، وقارعةَ الطريقِ ، والظلَّ" الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: غاية المرام - الصفحة أو الرقم: 10
خلاصة حكم المحدث:حسن
الدرر السنية
فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن.
أتدرون ما المفلِسُ ؟
" أتدرون ما المفلِسُ ؟ قالوا : المفلِسُ فينا من لا درهمَ له ولا متاعَ . فقال : إنَّ المفلسَ من أمَّتي ، يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مالَ هذا ، وسفك دمَ هذا ، وضرب هذا . فيُعطَى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه . فإن فَنِيَتْ حسناتُه ، قبل أن يقضيَ ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطُرِحت عليه . ثمَّ طُرِح في النَّارِ الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2581
خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية
ألا صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين ..
هنا بتصرف في تخريج الأحاديث
التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 12-31-2013 الساعة 04:17 AM
|
01-07-2014, 05:10 AM
|
|
مدير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,053
|
|
واليوم -أيها الأحبة- نقف أمام عضوٍ خلقه الله، فجعل خلقته دليلاً على وحدانيته ..
عضوٌ حقيرٌ صغيرٌ، ولكنه جليلٌ وخطيرٌ يقود إلى الروح والريحان وعظيم درجات الجنان ..
عضوٌ حقيرٌ إذا لم يتق العبد فيه ربه هوى، وضل عن سبيل ربه وغوى، إنه اللسان الذي إذا نظرت إليه حارك صنعه، ووقفت أمام بديع صنع الله في خلقته، ولئن سمعت أصواته وأنصت إلى عباراته بهرتك تلك الأصوات وتلك العبارات.
خلق الله اللسان لكل ناطقٍ من الحيوان، وجعل لكل حيوانٍ لغته، ولكل حيوانٍ منطقه، فعلم جل جلاله وتقدست أسماؤه كلمات النمل في ظلمات الليل وضياء النهار، وسمع أصواتها، وعلم لغاتها، وقضى حوائجها جل جلاله وتقدست أسماؤه.
تقف أمام هذا العضو الحقير، فيستهويك ما فيه من دلائل عظمة الله وشواهد وحدانيته، فلئن أصبحت وسمعت أصوات الطيور، فقل: سبحان الله! ولكل حيوانٍ لغته، ولكل مخلوقٍ عبارته ولهجته، ومع هذا كله لا يختلف عليه صوت من صوت، ولا تشكل عليه عبارة من عبارة، فكلها وسعها سمع الله، وكلها في علم الله عز وجل!
أيها الأحبة في الله: يقف الإنسان حائراً أمام هذا اللسان الذي أخبر الله تبارك وتعالى في كتابه المبين أنه دليلٌ على وحدانية الله رب العالمين، آية آية ..
وما أكثرها! يقول جل جلاله في كتابه محركاً القلوب للتفكر والاعتبار بهذه الآية من آياته: "وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ"[الروم:22]؛ ومن آياته التي دلت على وحدانيته وعظمته وألوهيته وربوبيته اختلاف ألسنتكم وألوانكم، خلق الإنسان، وجعل له هذا اللسان لكي يعبر عما في القلب من أشجانٍ وأحزانٍ، لكي يعبر عما في الجنان من أفراح وأتراح ..
خلق هذا اللسان وخلق صاحبه على صفاتٍ لا يعلمها إلا هو جل جلاله.
نثر الناس من بني آدم في مشارق الأرض ومغاربها، وجعل لكل قومٍ لسانهم، ولكل أمة لهجتهم، فوقف أمام تلك اللهجات وتلك اللغات علماء اللغات فحيرتهم، ووقفوا أمامها حيارى من عظيم صنع الله جل جلاله! حتى إن اللغة الواحدة كلغة العرب -مثلاً- كم فيها من لهجات ..
قد تفرقت قبائلهم، فأصبحت لكل قبيلةٍ لهجتها، يشب عليها الصغير ويشيب عليها الكبير، فلا إله إلا الله العليم الخبير!
هذا اللسان ما خلقه الله عبثاً.
هذا اللسان أمره عظيمٌ عند الله الواحد الديان! إنه طريقٌ إلى روح وريحان، أو إلى دركات الجحيم والنيران.
هذا اللسان الذي إذا استقام لله جل وعلا استقامت من بعده جوارح الإنسان.
هذا اللسان الذي إذا حركه قلبٌ يخاف الله ويخشاه لم تسمع منه إلا طيباً.
هذا اللسان الذي إذا أُطلق له العنان هوى صاحبه في دركات الجحيم والنيران.
ولقد وصَّى الله جل وعلا عباده المؤمنين بأن يتقوه -سبحانه وتعالى- في هذا العضو، وأن ينظر الإنسان إلى نعمة الله جل وعلا يوم أنطقه، فيستحي من الله أن يسمع منه كلمةً لا ترضيه، ويستحي يوم ينظر إلى الأخرس الذي لا يستطيع أن يعبر عن أشجانه وأحزانه، بينما تفضل الله عليه وأكرمه فأنطق لسانه وأفصح بيانه، فيستحي الإنسان من الله جل وعلا يتقي الله في اللسان.
ولذلك وصَّى الله عز وجل عباده المؤمنين أن يتقوه فيما تنطق به الألسنة فقال جل وعلا في كتابه المبين آمراً عباده المؤمنين، وواعداً لهم بعظيم ما يكون من الخير في الدنيا والآخرة إذا اتقوا الله في اللسان: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً"[الأحزاب:70-71] من اتقى الله في لسانه، فإن الله وعده أن يصلح حاله، وأن يحسن عاقبته ومآله، وأنه يفوز فوزاً عظيماً.
أيها الأحبة في الله: نتحدث في الوقفة الأخيرة عن كيفية حفظ الإنسان لسانه من الآفات:
*سؤال الله القول السديد
أما السبب الذي يعين على حفظ اللسان من الآفات والزلات: أن تسأل الله جل وعلا الذي منه صلاح الأحوال، ومنه الكرم والفضل بطيب المقال، وتسأله أن يرزقك قولاً سديداً، قل: اللهم إني أسألك لساناً يرضيك عني، وأعوذ بك من لسانٍ يغضبك عليَّ، سل الله أن يعطيك قولاً يرضيك عنه، وادعه، فإن الله يستجيب لمن دعاه، سل الله في الأسحار، واسأله آناء الليل وأطراف النهار أن يحفظ لك لسانك فلا تحمل ذنوب الناس.
ولذلك قد يمسي الإنسان ويصبح راكعاً ساجداً، قائم الليل وصائم النهار، وحسناته لمن تكلم فيهم، يغتاب وينم وهو قائم الليل صائم النهار، حسنات القيام والصيام لمن هتك ستره وآذاه، فاجتهد رحمك الله في سؤال الله أن يحفظ لك لسانك عن أذية المسلمين وعن أعراض عباد الله المؤمنين، نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا حفظ اللسان.
*قراءة سير السلف الصالح
ومن الأمور التي تعين على حفظ اللسان: قراءة سير السلف الصالح رحمة الله عليهم، ففيها النماذج الكريمة التي تحيي في الأنفس الاشتغال بما يعني عما لا يعني.
*استغلال اللسان في طاعة الله
ومما يعين على حفظ اللسان: استغلاله في طاعة الله جل وعلا، واستشعار ما عند الله من الفضل إذا سخر الإنسان لسانه في طاعة الله، فإن الكلمة الطيبة تقربك إلى الجنة وتبعدك من النار، فقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن العبد يتقي النار بشق تمرة وبكلمة طيبة.
فليجتهد الإنسان بذكر ما عند الله من الفضل والرحمة حتى يحفظ الله عز وجل لسانه، ويصون منطقه وبيانه.
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا وإياكم قولاً سديداً، وعملاً صالحاً رشيداً، اللهم إنا نعوذ بك من زلات اللسان، وخطرات الجنان، ووساوس الشيطان، ونسألك أن تمن علينا بما يرضيك يا كريم يا رحمن."سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "[الصافات:180-182] وصلى الله وسلم وبارك على نبيه وآله وصحبه أجمعين.
*ذكر الآخرة
ألا وإن من أعظم ما يحصن به المسلم لسانه أن يذكر الآخرة، فذكر الآخرة من أعظم الأسباب التي تهذب للمسلم كلامه ومنطقه، فمن أكثر من ذِكر الموت وهاذم اللذات ومفرق الجماعات، ومن أكثر من ذِكر سؤال الله جل وعلا والموقف بين يدي الله سبحانه وتعالى، دعاه ذلك إلى مراقبة الله في كل كلمة يقولها.
أثر عن بعض السلف -وكان قاضياً رحمه الله- أنه قضى في قضية، وكان المحكوم عليه رجلاً من السفهاء -يعني: رجل لا يبالي بما يقول- فلما حكم هذا القاضي عليه، قال ذلك الرجل: ظلمتني، وجرت عليَّ، وتسلط بلسانه على العالم، فقال ذلك العالم: والله الذي لا إله إلا هو ما تكلمت بكلمة منذ أربعين عاماً إلا وأعددت لها جواباً بين يدي الله جل جلاله، لكثرة ذكر الآخرة، فإذا أكثر الإنسان من ذكر الموت قل كلامه إلا فيما يعنيه، وأصبح يغار على هذا اللسان، يحترق يريد حسنة، يريد تسبيحة ..
استغفارة ..
تحميدة ..
تكبيرة تزاد له في صحيفة العمل.تذكر -أخي في الله- أنه ستمر عليك مثل هذه الساعة وأنت ضجيع القبر والبلى لا مال ولا بنون، ولا عشيرة ولا أقربون، وأنت أحوج ما تكون إلى كلمة طيبة تنجيك من عذاب أليم، ذكر الآخرة يحفظ اللسان، ذكر الآخرة يقوم المنطق والبيان، فإذا علم الإنسان أنه صائر إلى تلك الغصص التي تغص عندها الحناجر، ويذل عندها الأصاغر والأكابر، هانت عليه الدنيا، فلم يطلق لسانه إلا فيما يعنيه.
ولذلك كان السلف رحمهم الله يحفظون الألسنة بكثرة ذكر الموت والآخرة، وكان الواحد منهم يعد كلماته خلال الأسبوع كله -من الجمعة إلى الجمعة- ليعرف عدد الكلمات التي تكلم بها؛ من خوف الله جل وعلا، وكثرة الاستشعار لهيبة الموقف بين يدي الله الواحد القهار.
( آفات اللسان )
للشيخ : ( محمد مختار الشنقيطي )
هنا
التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 01-07-2014 الساعة 05:25 AM
|
أدوات الموضوع |
|
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 09:08 AM بتوقيت مسقط
Powered & Developed By Advanced Technology
| |