كتاب للشيخ د. عبد المحسن بن محمد بن عبد الرحمن القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي
وضع يده على الضالة وأترككم معه فهو خير رفيق لنا لمن يريد
السعااااااااااااااااااااااااااادة
.
.
.
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فهذه مقتطفات مختصرة في موضوعات متنوعة تعين العبد للوصول إلى شاطئ السعادة،
وقد سميته: "خطوات إلى السعادة"، وعلى هذا النهج سار الأئمة الأعلام في مؤلفاتهم، كابن القيم في كتابه "الفوائد" و"بدائع الفوائد"، وابن الجوزي في "صيد الخاطر"، وابن حزم في "مداواة النفوس".
أسأل الله أن ينفع به وأن يجعله ذخراً لنا في الآخرة.
د. عبد المحسن بن محمد بن عبد الرحمن القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي
لا سبيل إلى السعادة إلا بطاعة الله، ومن أكثر من الأعمال الصالحة واجتنب الذنوب والخطايا عاش سعيداً وكان من ربه قريباً، قال سبحانه: }مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً{ [النحل: 97].
قال ابن كثير: "الحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت" ([1])والسعادة تزهو إذا حقق العبد توحيد ربه، وعلق قلبه بخالقه، وفوض جميع أموره إليه.
قال ابن القيم: "التوحيد يفتح للعبد باب الخير والسرور واللذة، والفرح والابتهاج" ([2]).
والسعادة يكتمل عقدها بالإحسان إلى الخلق مع ملازمة طاعة الله. قال شيخ الإسلام: "والسعادة في معاملة الخلق: أن تعاملهم لله فترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم ولا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافأتهم وتكف عن ظلمهم خوفاً من الله لا منهم" ([3]).
ومن ذاق طعم الإيمان ذاق حلاوة السعادة، وعاش منشرح الصدر مطمئن القلب ساكن الجوارح. قال ابن القيم: "وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة، وقال لي مرة ما يصنع أعدائي بي، أنا جنتي وبستاني في صدري إن رحت فهي معي لا تفارقني" ([4]).
**********************************************
([1])تفسير ابن كثير 2/908.
([2])زاد المعاد 4/202.
([3])فتاوى شيخ الإسلام 1/51.
([4])الوابل الصيب ص60.