ولدت هذه المذاهب ونشأت مذهباً
ونحن يهمنا ونحن على عتبات تغيرات بالعالم الإسلامي
أن نمر على هذه المذاهب لأننا نقف على مفترق طرق بين حالة من الفوضى تمر بها بلاد المسلمين ،
شعوب مسلمة تتمرد على الظلم والفسوق والعصيان تريد العودة إلى الله تبارك وتعالى ،
وأحزاب مشبوهة ولاؤها للغرب عملاء أو طيبون ولكنهم خالفوا الصراط المستقيم منهم الجواسيس
ومنهم الذين يعتقدون أن هذه المذاهب سوف تؤدي بنا للحاق إلى قطار التقدم والنهضة ،
وهم مع ذلك يمتون بصلة إلى دين الإسلام ،
لكنهم لم يدرسوا الإسلام ولم يعرفوا أحكام الله ولم يتضلعوا من معرفة الحكم الشرعي في هذه المذاهب الفكرية الوضعية
التي تنطوي على قدر خطير من مصادمة دين الله تبارك وتعالى
على عتبات العام الجامعي الجديد هذه الأحزاب تنشط بصورة مريبة بين صفوف طلاب الجامعة ،
بتوزيع بطاقات عضوية أو بنشر نشرات تبين أنهم دعاة تسامح وأنهم يقبلون الآخر ودعاة إلى الحرية والإصلاح السياسي والاجتماعي ، وطلاب الجامعة غالباً انتقلوا من المرحلة الثانوية إلى مرحلة جديدة لا يعرفون هذه التيارات الخبيثة التي تحدق وتحيط بهم من كل مكان ،
في ظل غياب دور البيت في التوجيه والتثقيف للأبناء بانشغال الآباء بالأعمال وانشغال الأمهات بأمور البيت أو
بمتابعة التلفاز والسينما وغيرها يضيع أبناؤنا بين المطرقة والسندان ويسقطون صرعى لهذا الغزو المكثف من الأحزاب اللبرالية والعالمانية التي تدعوا إلى التحلل التام من جميع أخلاقنا ومبادئنا وأصول عقيدتنا .
إننا نريد اليوم أن نمر على مصطلح الديمقرطية لأن معرفة هذه المصطلحات فريضة شرعية ،
قال الله تبارك وتعالى
"وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ"[الأنعام/55] - الصفحة 134
أي أن هذا من واجبات الدعاة والعلماء أن يبينوا للناس سبيل المجرمين ليحذوا أن يسيروا في هذه السبيل .
إن العالم كله يتشدق الآن بالديمقراطية ،
ـ أصبحت الديمقارطية موضة من موضات العصر يتبارى الناس في الانتساب إليها ،
وهذا غير منكور على أقوام يجهلون دين الله ، لكنه منكور على أقوام ينسبون إلى الإسلام أو إلى الدعوة إلى الإسلام أو إلى أقامة شرع الله أو إلى تأسيس دولة إسلامية
ثم بعد ذلك يتبنون الطرح الديمقراطي بأن يقولوا لنا " دولة إسلامية مدنية ديمقراطية ، دستور ينص على ديمقراطية الدولة ، مبادئ تنص على ضرورة الديمقراطية "
نحن نريد أن نعرف ما هي الديمقراطية ؟؟
، قد تكون الديمقراطية شيء جيد نهرع جميعاً إلى العمل به وتطبيقه ، وقد تكون الديمقراطية شيء يدعو إلى الحذر منه بل والفزع والتحذير من هذا المبدأ .
[color=blue lang=ar-sa]ديمقراطية تعني سلطة الشعب[/color] ،
هذا معنى كلمة ديمقراطية ،
نشأ هذا المصطلح في بلاد اليونان في بلدين تحديداً " أسبارتا وأثينا "
وكان الحكم فيهما حكماً جماهيرياً ، سلطة الشعب تمارس بأن يجتمع الناس للنظر في الأمور ، كل الشعب يتخذ قراره ،
كل الشعب يجتمع في مكان ليحدد قيمة الضرائب أو دخول الحرب أو عقد مصالحة
أو نحو ذلك من التشريعات التنظيمية التي كانت شائعة في هذه البلاد الوثنية بلاد الإغريق ، وكان الحكم معروفاً باسم " حكم المدينة "
الدولة المدنية نشأن هناك في اليونان ، لأن الحكم نشأ في آثينا وأسبارتا وهما مدينتان كبيرتان في بلاد اليونان مر الزمان دورته واختفت الديمقراطية وظهرت بعد ذلك الديانة النصرانية ، وكان ما كان مما فيها من تيارات معروفة في تاريخ الكنيسة انتهت بتململ الناس من حكم القساوسة الذين يحكمون باسم الله
فأقاموا ما يعرف بالدولة الثيكروتية ، أي الدولة الدينية الحاكم فيها هو نائب عن الله في تطبيق القانون في الدنيا ،
فأساء القساوسة معاملة البشر ونهبوا أموالهم وجلدوا ظهورهم وأصدقوا قرارات الحرمان من دخول الجنة في حق المعارضين والمخالفين
وأقطعوا الأمراء والنبلاء ما يسمى " نظام الإقطاع باسم البابا في الكنيسة أن يقطعه مدينة كالإسكندرية فيصبح الإقطاعي مالكاً لهذه الضيعة وكل من فيها شبه عبيد يعملون عنده ويأتمرون بأمره نظير أن يؤدي ضريبة إلى الكنيسة في كل عام
تململ الناس من هذه الأنظمة فظهر مصطلح الديمقراطية إلى الوجود مرة ثانية إبان الثورة الإنكليزية التي تفجرت في عام 1642 ،
ومن يومها بدأ أهل أوروبا يبحثون عن حكم الشعب ، ثم بعد ذلك كانت الثورة الفرنسية في عام 1789 ،
من يومها تصدر أهل الديمقراطية المشهد السياسي في العالم أجمع حتى أصبح هو الغالبية العظمى التي تنادي بها الأمم والشعوب
الديمقراطية سلطة الشعب ،
أي أن الشعب هو الذي يمارس سن القوانين وتشريع القوانين وتنفيذ هذه القوانين
الديمقراطية لم تكن لوناً واحداً ولكنها عرفت أنواعاً ، عرفت الديمقراطية المباشرة التي طبقت في آثينا وإسبارتا وهي سلطة الشعب ،
كل الشعب يجتمع في ميدان واحد ليصوت على أمر ، فهذه ديمقراطية مباشرة ، وتطبيقها كان شبه مستحيل فمات هذا التطبيق
ثم ولدت بعد ذلك الديمقراطية النيابية ،
أن يختار الشعب نواباً عنه يسمون بمجلس الأمة ، مجلس النواب ، مجلس الشيوخ ، الكونجرس ، أي اسم من الأسماء ،
فهو مجلس نواب عن الأمة يتولون سن القوانين والعمل بهذه التشريعات من نصيب الوزراء الذين يسمون السلطة التنفيذية
وعرف العالم صورة أخرى من الديمقراطية وهي الديمقراطية شبه المباشرة ، أن يكون للأمة مجلس نيابي وأن يشترك الشعب مع الأمة في التصويت على القوانين وهو ما يعرف باسم " الاستفتاء الشعب " .
هذه نماذج الديمقراطية التي طبقت في العالم والتي انبهر بها أهل أوروبا النصرانية
ليتخلصوا من سلطان القساوسة ومن ظلم رجال الدين النصراني الذين ساموهم سوء العذاب .
هذه الديمقراطية كانت تكفل لهم حقوقاً لم تكن مكفولة لآحاد البشر
منقـــــــــــــ طريق السلف ـــــــــــــول
يتبــــــــ إن شاء الله ــــــــــــــع