عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 02-16-2011, 07:46 AM
أمة الله أمة الله غير متواجد حالياً
مشرفه الملتقى عام
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 741
قالت معلمتنا بارك الله فيها


وبقي معنى هام - في نظري - أود أن أطوّف حوله ،
أسأل الله : العون في إيضاحه كما يختلج في صدري:

** الحق أنه ما قرأت في تفسير السعدي- قط- إلا وتملكني شعور بأن ذلك التفسير : (( تفسير مُحِبّ )) لمـــــاذا ؟


- لأن الشيخ- رحمه الله تعالى - يبذل الجهد ويستفرغ الوسع في بث حب الله في قلوب عباده


، فكلماته وتعبيراته المستخدمة في التفسير تفيض محبة للربّ سبحانه وتعالى وعزّ وجل ،


فمثلا :-كثيرا- ما يعبّر الشيخ - رحمه الله تعالى - عن الأوامر والنواهي بلفظة :

(
امتن الله علينا فأمرنا بــ أو امتن سبحانه على عباده فنهاهم عن كذا لطفا
بهم أو رحمة بهم أو ما شابهها من تعبيرات رائقة تفيض محبة للإله سبحانه في علاه
)


تأملوا - فضلا - :
كيف يعبر - رحمه الله تعالى- عن التكاليف التي يعتبرها الكثيرون - ولا أبرّئ نفسي -
قيودا وموانع وحدودا ويستثقلونها بأنهــا :


منن ونعم وألطاف يتفضل بها سبحانه على عباده لطفا بهم ومحبة لهم ورحمة منه سبحانه بخلقه ...



فسبحان الله : انظروا كيف إن اختلاف المنظور للأوامر والنواهي من أنها تكاليف
وقيود على العبيد ، إلى كونها نعما و ألطافا ورحماتٍ !!!


كيف يؤثر اختلاف المنظور في عميق القلوب تأثيرا شديدا ؛ فتقبل النفوس
والقلوب والجوارح على العمل بمقتضى التكاليف الشرعية - أوامر أو نواهي -
بكل رغبة ومحبة غير مستثقلة لتبعاتها ، بله لعلها متمتعة بما ترى أنه منن
تترى من الرحمن الرحيم عليها سبحانه وتعالى وعز وجلّ .


ولنطبق على ما يلي :


قال السعدي في تفسيره :


{وإنما حرم علينا هذه الخبائث ونحوها, لطفا بنا, وتنزيها عن المضر،
ومع هذا ( فَمَنِ اضْطُرَّ ) أي: ألجئ إلى المحرم, بجوع وعدم, أو إكراه، ( غَيْرَ بَاغٍ ) أي: غير طالب للمحرم, مع قدرته على الحلال, أو مع عدم جوعه، ( وَلا عَادٍ ) أي: متجاوز الحد في تناول ما أبيح له, اضطرارا،


فمن اضطر وهو غير قادر على الحلال، وأكل بقدر الضرورة فلا يزيد عليها، ( فَلا إِثْمَ )
[أي: جناح]
عليه، وإذا ارتفع الجناح الإثم رجع الأمر إلى ما كان عليه،

والإنسان بهذه الحالة, مأمور بالأكل, بل منهي أن يلقي بيده إلى التهلكة, وأن يقتل نفسه.
فيجب, إذًا عليه الأكل, ويأثم إن ترك الأكل حتى مات, فيكون قاتلا لنفسه.

وهذه الإباحة والتوسعة, من رحمته تعالى بعباده, فلهذا ختمها بهذين الاسمين الكريمين المناسبين غاية المناسبة فقال: ( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .

ولما كان الحل مشروطا بهذين الشرطين, وكان الإنسان في هذه الحالة, ربما لا يستقصي تمام الاستقصاء في تحقيقها - أخبر تعالى أنه غفور, فيغفر ما أخطأ فيه في هذه الحال, خصوصا وقد غلبته الضرورة, وأذهبت حواسه المشقة.


وفي هذه الآية دليل على القاعدة المشهورة: " الضرورات تبيح المحظورات "فكل محظور, اضطر إليه الإنسان, فقد أباحه له, الملك الرحمن. [فله الحمد والشكر, أولا وآخرا, وظاهرا وباطنا].



أهـ



تأملوا فضلا : ما لوناه بالأحمر والأزرق ، واستشعروا كيف إنه ( تفسير محب )
يرغبّ الخلق في طاعة الخالق ، يبث حب الربّ في قلوب عبيده
ولنفند بعض العبارات :

1-وإنما حرم علينا هذه الخبائث ونحوها, لطفا بنا, وتنزيها عن المضر
( إذن هو نهانا عنها لصالحنا أولا )

2-فمن اضطر وهو غير قادر على الحلال، وأكل بقدر الضرورة
فلا يزيد عليها، ( فَلا إِثْمَ ) [أي: جناح]
( ثم رفع الإثم عن غير الممتثل للنهي لوجود ضرورة فضلا منه سبحانه )

3
-والإنسان بهذه الحالة, مأمور بالأكل, بل منهي أن يلقي بيده
إلى التهلكة, وأن يقتل نفسه .فيجب, إذًا عليه الأكل, ويأثم إن ترك
الأكل حتى مات, فيكون قاتلا لنفسه

( ثم زاد فثلث بأن تارك الأكل حال الضرورة تورعا آثم ؛ لأنه يُهلك نفسه
والله شرع له ما يرحمه من الهلكة فلِمَ التورع في غير محله !!! )
** فلو كان النهي أو الأمر من الله غايته محض التكليف من الإله
لخلقه وعباده ، لما أثّم من أهلك نفسه متمسكا بأصل الحرمة ،
ولكن الغاية من الأمر والنهي التكليف بما يحقق صالح الخلق
ومافيه الرفق والرحمة بهم .


4-وهذه الإباحة والتوسعة, من رحمته تعالى بعباده
( يتبع التكليف إذا تعذّر توسعة ورحمة من الإله سبحانه )

5- فلهذا ختمها بهذين الاسمين الكريمين المناسبين غاية المناسبة
فقال: ( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .

( فأي مغفرة وأي رحمة سبحانه !!! )

6- ولما كان الحل مشروطا بهذين الشرطين, وكان الإنسان
في هذه الحالة, ربما لا يستقصي تمام الاستقصاء في تحقيقها
أخبر تعالى أنه غفور, فيغفر ما أخطأ فيه في هذه الحال,
خصوصا وقد غلبته الضرورة, وأذهبت حواسه المشقة.

( يعلم سبحانه : أن بعض عباده قد يتعدى الحد لاضطرابه
فغفر له دون طلب من العبد للمغفرة ، بل لعل العبد
لم يستشعر - أصلا - أنه تعدى أو ارتكب ما يتطلب المغفرة )

7
-فكل محظور, اضطر إليه الإنسان, فقد أباحه له, الملك الرحمن.
فله الحمد والشكر, أولا وآخرا, وظاهرا وباطنا


( وكانت تلك الكلمات مسك الختام من الشيخ رحمه الله تعالى .)




ألم أقل إنّه : ( تفسير محب )!!!.



من درر معلمتنا الحبيبة أم هانيء

ملتقى أهل السنة والجماعة


يتبــــــــــــــــــع


__________________


ملتقى
قطرات العلم



مدونتي الطريق إلى الجنة

اللهم آمنا في أوطاننا ومكن لدينك وعبادك آمين
رد مع اقتباس