عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 02-09-2012, 08:58 PM
أمة الله أمة الله غير متواجد حالياً
مشرفه الملتقى عام
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 741
افتراضي

هذه الديمقراطية كانت تكفل لهم حقوقاً لم تكن مكفولة لآحاد البشر


أولاً : حق التنقل ، فلم يكن مسموحاً لجماهير الشعب الذين يخضعون لحكم الإقطاعي والنبلاء في أوروبا أن يتنقلوا بحرية بين المقاطعات أو بين المدن ،

بل كانت الشرطة تلاحقهم وتعتقلهم وتسمهم بأنهم قطاع طريق ولصوص ، كنت إذا أردت أن تنتقل من الإسكندرية إلى القاهرة مثلاً لابد أن تحصل على تصريح من الإقطاعي الذي يتحكم في رقاب البشر في هذه المنطقة التي تقيم أنت فيها ،

وكان العبيد هم الغالية العظمى على البشر وكانت طبقة النبلاء هي التي تتولى تسيير الأمور في البلاد الأوروبية ،


فلما انفجر الناس في الثورة الإنكليزية والفرنسية ودعوا إلى الإخاء والمساواة والحرية ، وهي كلمات مطاطة لا يحتمل المقام الآن الحديث عنها بل ستكون لها بإذن الله وقفات أخرى لأنها لم تكن صالحة للتطبيق في أي وقت من الأوقات ،


فخرج الناس يهتفون يطلبون بإتاحة حرية التنقل ، أن يكون عندهم حرية يسافرون من بلد إلى بلد ،


كفلت لهم ذلك الثورة الفرنسية


**
حرية العمل لم تكن مكفولة في أوروبا ، لأن جماهير البشر كانوا عبيداً عن الإقطاعيين يزرعون أو يعملون أعمالاً شاقة ثم بعد ذلك يأخذون فتاتاً من الإقطاعي ،


فلما جاءت الثورة الفرنسية وتم تحرير هؤلاء البشر من رقة الإقطاعيين أصبح هناك مئات الآلاف من العبيد الذين أتيح لهم أن يرحلوا من الريف إلى المدن عاطلين من غير عمل فطالبوا بحق العمل

فأصبح لهم حق تكلفه الدولة بأن توفر لهم أعمالاً


**
الديمقراطية كفلت لهذه الشعوب حق التعليم ، فالتعليم في أوروبا كان حكراً على أبناء الملوك والأمراء ،

وغالبية الأمم الأوروبية كانت همجية متخلفة جاهلة لا تعرف شيئاً عن التعليم ،

لقد فوجئوا بالتعليم والجامعات والمدارس والمعاهد عندما قدموا إلى بلادنا إبان الحروب الصليبيبة فشاهدوا المستشفيات والمعاهد والجامعات


إن احتكاك الصليبيين بالعالم الإسلامي هو الذي أدى إلى تمردهم على الكنيسة وعلى الملوك والأمراء وعلى المناداة بأن تصبح أوروبا مساوية لبلدان العالم الإسلامي


لقد كان الملوك والنبلاء والأمراء والإقطاعيون يبعثون أولادهم من أوروبا ليتعلموا في جامعات الأندلس وشمال إفريقيا والقاهرة وبغداد ،


وكانت الدولة الإسلامية تتولى تعليم هؤلاء الأمراء بل كان من مظاهر الثراء والتعليم

ومن مظاهر الفخر في أوروبا في تلك العصور أن يتحدث أولاد الأمراء اللغة العربية



ليبينوا أنهم قد حصلوا على أعلى مستوى من التعليم في العالم بذهابهم إلى جامعات العالم الإسلامي


أعلم أن عقولكم الآن في حالة استنفار للمقارنة بين الوضع الذي نحياه الآن وما تسمعونه ،

لقد انقلب الأمر رأساً على عقب وكأن الزمان قد عاد إلى الخلف وأصبحنا نحن في موقفهم وهم في موقفنا !!!!!!

__________________


ملتقى
قطرات العلم



مدونتي الطريق إلى الجنة

اللهم آمنا في أوطاننا ومكن لدينك وعبادك آمين
رد مع اقتباس