ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى القرآن وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 03-29-2013, 11:55 PM
أخت الإسلام أخت الإسلام غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 27
افتراضي

تطبيق الآيات في الواقع

* من يقتل شهيدا في سبيل الله لا نحزن عليه لأنه ليس بميت على الحقيقة هو حي يرزق عند ربه ,
فما دام أنه عند ربه فهو أشد سرورا وفرحا , وأعلى درجة ورفعة من بقائه في الحياة الدنيا .
فما دامت روحه في حواصل طير خضر تأوي لقناديل معلقة في العرش يجري لها رزقها الدائم.

* لِنَعي ونفهم أننا نحن الأموات وليس هؤلاء الشهداء , فمتى مات أحدنا انتبه .
* لا يجوز بحق المؤمن الذي يحب جوار الله في الجنة أن يهاب الأعداء ومقاتلتهم ,
وقد أيقن أنه باستشهاده إنما ينتقل من دنيا فانية لحياة دائمة يجري عليه رزقه فيها دون انقطاع .
فهذا حض على طلب الشهادة لعظم أجرها المذكور في الآيات والاحاديث.فاللهم ارزقنا شهادة في سبيلك .

* ما يصيب الإنسان من بلاءات ومحن, لا يكاد يذكر أمام نعم الله لعباده المتقين ابتداء
من نعمة الإسلام وبعثة الرسول عليه الصلاة والسلام .

* إذا قدر الله البلاء للمؤمن ففيه الحكمة البالغة ,وفيه الخير الكثير, فعليه بالرضى والتسليم .

* إن صبرنا على ما نبتلى به من محن وبلاءات فما يفوتنا من الدنيا ورخائها
فلا يُذكَر أمام ما عند الله من الأجر العظيم الدائم .

* الشعور بنعمة الله وفضله علينا في كل شيء ,حتى في المصاب والبلاء ,
لأن فيه من النعم الجليلة التي لا تحصى, فينتج من ذلك ذلنا وخضوعنا لله عز وجل ذي الكرم والفضل .

* فما دام أن الله لا يضيع أجر المؤمنين ففيه حض على الحرص على ان يتوفانا الله عز وجل ونحن
على الإيمان مع حرصنا على الاستزادة من الأعمال الصالحة فلا نستحقر شيئا من ذلك ,
فمن استطاع فبالشهادة في سبيل الله , أو العبادات , أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ,
إعانة المسلمين فمن لم يجد فلو بكلمة طيبة , فمن لم يفعل فليكف أذاه عن المسلمين .

* ويمكننا من خلال هذه الآيات أن نرد على المدعين أن عذا ب القبر ونعيمه لم يُذكر في كتاب الله ,
ففي هذه الآيات ذكر لنعيم القبر وما هم فيه من الفرحة والاستبشار بمن سيلحقهم من إخوانهم ,
وتلاقيهم وتبشير بعضهم البعض .

• حرص المؤمن أن يلحق بالصديقين والشهداء المتابعين للرسل ,
فلله الحمد والمنة حتى من لم يرزق الشهادة فله من الفضل عند الله ,
فمقام المؤمن في الآخرة متعلق بسيره في هذه الحياة الدنيا , فالله المستعان .


إضافة من الأخت الفاضلة بارك الله فيها ونفع بها :


* من يقتل شهيدا في سبيل الله لا نحزن عليه لأنه ليس بميت على الحقيقة
هو حي يرزق عند ربه , فما دام أنه عند ربه فهو أشد سرورا وفرحا ,
وأعلى درجة ورفعة من بقائه في الحياة الدنيا . فما دامت روحه في
حواصل طير خضر تأوي لقناديل معلقة في العرش يجري لها رزقها الدائم.


** مع ضرورة التنبيه بله التحذير و بشدة من اطلاق وخلع رتبة الشهادة على أيٍ
أقصد أن كثيرا من الناس يغالي في قوله : فلان شهيد جازما وفلانة شهيدة جازما أو
هؤلاء شهداء.... وهذا له ضوابطه , فلا نطلق لفظ شهيد على كل احد.
ولكن نقول نحسبه كذلك والله حسيبه
نرجو أن يكون من الشهداء ...وما شابهها من عبارات مقيدة بما ورد في الشرع .



** كذلك فضل تمني الشهادة
من سأل اللهَ الشهادةَ صادقًا من قلبِه بلَّغَه اللهُ منازلَ الشُّهداءِ وإن مات على فراشِه
الراوي: سهل بن حنيف المحدث:الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 6/122
خلاصة حكم المحدث: صحيح على شرط الشيخين



** والتأكيد على أن الحرب أو الجهاد عامة وفي فلسطين خاصة
ليس من أجل الأرض أو الوطن أو التراب بل من أجل أن يرث
الصالحون المؤمنون الأرض ؛
لتكون كلمة الله هي العليا

(( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : الرجل يقاتل للمغنم ، والرجل يقاتل للذكر ،
والرجل يقاتل ليرى مكانه ، فمن في سبيل الله ؟ قال : ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، فهو في سبيل الله ) .
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2810
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]








رد مع اقتباس
  #12  
قديم 04-10-2013, 10:38 AM
أخت الإسلام أخت الإسلام غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 27
افتراضي

تفسير الآيات 172-175 من سورة آل عمران

من تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن )


[‏172 ـ 175‏]‏ ‏{‏الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ‏}‏

لما رجع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من ‏"‏أحد‏"‏ إلى المدينة، وسمع أن أبا سفيان ومن معه من المشركين قد هموا بالرجوع إلى المدينة، ندب أصحابه إلى الخروج، فخرجوا ـ على ما بهم من الجراح ـ استجابة لله ولرسوله، وطاعة لله ولرسوله، فوصلوا إلى ‏"‏حمراء الأسد‏"‏ وجاءهم من جاءهم وقال لهم‏:‏ ‏{‏إن الناس قد جمعوا لكم‏}‏ وهموا باستئصالكم، تخويفا لهم وترهيبا، فلم يزدهم ذلك إلا إيمانا بالله واتكالا عليه‏.‏
‏{‏وقالوا حسبنا الله‏}‏ أي‏:‏ كافينا كل ما أهمنا ‏{‏ونعم الوكيل‏}‏ المفوض إليه تدبير عباده، والقائم بمصالحهم‏.‏
‏{‏فانقلبوا‏}‏ أي‏:‏ رجعوا ‏{‏بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء‏}‏
وجاء الخبر المشركين أن الرسول وأصحابه قد خرجوا إليكم، وندم من تخلف منهم، فألقى الله الرعب في قلوبهم، واستمروا راجعين إلى مكة، ورجع المؤمنون بنعمة من الله وفضل، حيث مَنَّ عليهم بالتوفيق للخروج بهذه الحالة والاتكال على ربهم، ثم إنه قد كتب لهم أجر غزاة تامة، فبسبب إحسانهم بطاعة ربهم، وتقواهم عن معصيته، لهم أجر عظيم، وهذا فضل الله عليهم‏.‏
ثم قال تعالى‏:‏ ‏{‏إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه‏}‏ أي‏:‏ إن ترهيب من رهب من المشركين، وقال‏:‏ إنهم جمعوا لكم، داع من دعاة الشيطان، يخوف أولياءه الذين عدم إيمانهم، أو ضعف‏.‏ ‏{‏فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين‏}‏ أي‏:‏ فلا تخافوا المشركين أولياء الشيطان، فإن نواصيهم بيد الله، لا يتصرفون إلا بقدره، بل خافوا الله الذي ينصر أولياءه الخائفين منه المستجيبين لدعوته‏.‏
وفي هذه الآية وجوب الخوف من الله وحده، وأنه من لوازم الإيمان، فعلى قدر إيمان العبد يكون خوفه من الله، والخوف المحمود‏:‏ ما حجز العبد عن محارم الله‏.‏





من تفسير الحافظ بن كثير عمدة التفاسير تحقيق أحمد شاكر



"وقوله تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} [(172) سورة آل عمران] هذا كان يوم حمراء الأسد, وذلك أن المشركين لما أصابوا ما أصابوا من المسلمين كرُّوا راجعين إلى بلادهم, فلما استمروا في سيرهم تندموا لم لا تمموا على أهل المدينة وجعلوها الفيصلة, فلما بلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ندب المسلمين إلى الذهاب وراءهم ليرعبهم وليريهم أن بهم قوة وجلداً, ولم يأذن لأحد سوى من حضر الوقعة يوم أحد, سوى جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما- لما سنذكره.
فانتدب المسلمون على ما بهم من الجراح والإثخان طاعة لله -عز وجل- ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-.
كان يوم أحد يوم السبت للنصف من شوال , فلما كان الغد من يوم الأحد لست عشرة ليلة مضت من شوال , أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس بطلب العدو , وأذن مؤذنه ألا يخرجن معنا أحد إلا من حضر يومنا بالأمس . فكلمه جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام , فقال : يا رسول الله , إن أبي كان خلفني على أخوات لي سبع , وقال : يا بني , إنه لا ينبغي لي ولا لك أن نترك هؤلاء النسوة لا رجل فيهن , ولست بالذي أوثرك بالجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي , فتخلف على أخواتك , فتخلفت عليهن , فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم , فخرج معه . وإنما خرج رسول الله مرهبا للعدو وليبلغهم أنه خرج في طلبهم ليظنوا به قوة , وأن الذي أصابهم لم يوهنهم عن عدوهم

الراوي: محمد بن إسحاق المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/440
خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة إلى صحته]



شهدنا أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأخ لي , فرجعنا جريحين , فلما أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج في طلب العدو , قلت لأخي _ أو قال : أتفوتنا غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ والله ما لنا من دابة نركبها , وما منا إلا جريح ثقيل , فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , وكنت أيسر جراحا منه , فكان إذا غلب حملته عقبة , ومشي عقبة حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون
الراوي: رجل من أصحاب رسول الله من بني عبد الأشهل المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/440
خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة إلى صحته]



وروى البخاري عن عائشة -رضي الله تعالى عنها-: {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ} الآية, قلت لعروة: يا ابن أختي كان أبواك منهم الزبير وأبو بكر -رضي الله تعالى عنهما- لما أصاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ما أصاب يوم أحد, وانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا, فقال: ((من يرجع في إثرهم؟))".
قالت: "يا ابن أختي كان أبواك منهم الزبير وأبو بكر"
"فانتُدب منهم سبعون رجلاً فيهم أبو بكر والزبير -رضي الله تعالى عنهما- هكذا رواه البخاري منفرداً بهذا السياق( ).
وقوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً} الآية [(173) سورة آل عمران] أي: الذين توعدهم الناس بالجموع وخوفوهم بكثرة الأعداء, فما اكترثوا لذلك بل توكلوا على الله واستعانوا به {وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [(173) سورة آل عمران]".

- عن ابن عباس : { حسبنا الله ونعم الوكيل } . قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار ، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا : { إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4563
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين , فقال المقضي عليه لما أدبر : حسبي الله ونعم الوكيل . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ردوا علي الرجل . فقال : ما قلت ؟ . قال : قلت : حسبي الله ونعم الوكيل . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله يلوم على العجز , ولكن عليك بالكيس , فإذا غلبك أمر فقل : حسبي الله ونعم الوكيل
الراوي: عوف بن مالك الأشجعي المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/441
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح



كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته , يستمع متى يؤمر فينفخ فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : فما نقول ؟ قال : قولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل , على الله توكلنا
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/441
خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة إلى صحته]


أنهما تفاخرتا , فقالت زينب : زوجني الله وزوجكن أهاليكن . وقالت عائشة : نزلت براءتي من السماء في القرآن . فسلمت لها زينب , ثم قالت : كيف قلت حين ركبت راحلة صفوان بن المعطل ؟ فقالت : قلت : حسبي الله ونعم الوكيل , فقالت زينب : قلت كلمة المؤمنين
الراوي: عائشة و زينب بنت جحش المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/441
خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة إلى صحته]



ولهذا قال تعالى: {فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} [(174) سورة آل عمران] أي: لما توكلوا على الله كفاهم ما أهمهم, وردَّ عنهم بأس من أراد كيدهم, فرجعوا إلى بلدهم بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء مما أضمر لهم عدوهم"." وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ"ثم قال تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ} [(175) سورة آل عمران] أي: يخوفكم أولياءه ويوهمكم أنهم ذوو بأس وذوو شدة".


"قال الله تعالى: {فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [(175) سورة آل عمران] أي: إذا سوَّل لكم وأوهمكم فتوكلوا عليّ والجئوا إليّ فإني كافيكم وناصركم عليهم, كما قال تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ} [(36) سورة الزمر] إلى قوله: {قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} [(38) سورة الزمر] وقال تعالى: {فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [(76) سورة النساء] وقال تعالى: {أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [(19) سورة المجادلة]، وقال تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [(21) سورة المجادلة], وقال: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ} [(40) سورة الحـج] وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} الآية [(7) سورة محمد], وقال تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ* يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [(51-52) سورة غافر].



من كتاب بدائع التفسير لابن القيم

‏"الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " سورة آل عمران 172-173

ولما انقضت الحرب انكفأ المشركون ، فظن المسلمون أنهم قصدوا المدينة لإحراز الذراري والأموال ، فشق ذلك عليهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( اخرج في آثار القوم فانظر ماذا يصنعون ؟ وماذا يريدون ؟ فإن هم جنبوا الخيل وامتطوا الإبل ، فإنهم يريدون مكة ، وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل ، فإنهم يريدون المدينة ، فوالذي نفسي بيده ، لئن أرادوها لأسيرن إليهم ، ثم لأناجزنهم فيها ) .

قال علي : فخرجت في آثارهم أنظر ماذا يصنعون ، فجنبوا الخيل وامتطوا الإبل ، ووجهوا إلى مكة ، ولما عزموا على الرجوع إلى مكة أشرف على المسلمين أبو سفيان ، ثم ناداهم موعدكم الموسم ببدر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " قولوا : نعم قد فعلنا " قال أبو سفيان : " فذلكم الموعد " ، ثم انصرف هو وأصحابه ، فلما كان في بعض الطريق تلاوموا فيما بينهم ، وقال بعضهم لبعض : لم تصنعوا شيئا ، أصبتم شوكتهم وحدهم ، ثم تركتموهم وقد بقي منهم رءوس يجمعون لكم ، فارجعوا حتى نستأصل شأفتهم ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنادى في الناس ، وندبهم إلى المسير إلى لقاء عدوهم ، وقال : " لا يخرج معنا إلا من شهد القتال " فقال له عبد الله بن أبي : أركب معك ؟ قال : " لا ، فاستجاب له المسلمون على ما بهم من القرح الشديد والخوف ، وقالوا : سمعا وطاعة . واستأذنه جابر بن عبد الله ، وقال : يا رسول الله إني أحب ألا تشهد مشهدا إلا كنت معك ، وإنما خلفني أبي على بناته . فأذن لي أسير معك . فأذن له فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه حتى بلغوا حمراء الأسد ، " وأقبل معبد بن أبي معبد الخزاعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأسلم ، فأمره أن يلحق بأبي سفيان ، فيخذله ، [ ص: 217 ] فلحقه بالروحاء ، ولم يعلم بإسلامه ، فقال ما وراءك يا معبد ؟ فقال : محمد وأصحابه قد تحرقوا عليكم ، وخرجوا في جمع لم يخرجوا في مثله ، وقد ندم من كان تخلف عنهم من أصحابهم ، فقال : ما تقول ؟ فقال : ما أرى أن ترتحل حتى يطلع أول الجيش من وراء هذه الأكمة . فقال أبو سفيان : والله لقد أجمعنا الكرة عليهم لنستأصلهم . قال : فلا تفعل فإني لك ناصح ، فرجعوا على أعقابهم إلى مكة ، ولقي أبو سفيان بعض المشركين يريد المدينة ، فقال : هل لك أن تبلغ محمدا رسالة وأوقر لك راحلتك زبيبا إذا أتيت إلى مكة ؟ قال : نعم . قال : أبلغ محمدا أنا قد أجمعنا الكرة لنستأصله ، ونستأصل أصحابه ، فلما بلغهم قوله ، قالوا : ( حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ) [ آل عمران : 174 ]

{إِنَّمَا ذلِكُمُ الشّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 175].

المعنى عند جميع المفسرين: يخوفكم بأوليائه. قال قتادة: "يعظمهم فى صدوركم، ولهذا قال: {فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} فكلما قوى إيمان العبد زال من قلبه خوف أولياء الشيطان، وكلما ضعف إيمان العبد قوى خوفه منهم".
وقد أَمر سبحانه بالخوف منه فى قوله: {فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ}* [آل عمران: 175]، فجعل الخوف منه شرطاً فى تحقق الإيمان، وإن كان الشرط داخلاً فى الصيغة على الإيمان فهو المشروط فى المعنى، والخوف شرط فى حصوله وتحققه، وذلك لأن الإيمان سبب الخوف الحاصل عليه، وحصول المسبب شرط فى تحقق السبب كما أن حصول السبب موجب لحصول مسببه، فانتفاءُ الإيمان عند انتفاء الخوف انتفاءٌ للمشروط عند انتفاءِ شرطه، وانتفاءُ الخوف عند انتفاءِ الإِيمان انتفاءٌ للمعلول عند انتفاءِ علته. فتدبره.
والمعنى: إن كنتم مؤمنين فخافونى. والجزاءُ محذوف مدلول عليه بالأول عند سيبويه وأصحابه، أو هو المتقدم نفسه، وهو جزاءٌ وإن تقدم كما هو مذهب الكوفيين.
وعلى التقديرين فأداة الشرط قد دخلت على السبب المقتضى للخوف وهو الإيمان، وكل منهما مستلزم للآخر لكن الاستلزام مختلف، وكل منهما منتف عند انتفاءِ الآخر، لكن جهة الانتفاءِ مختلفة كما تقدم.
والمقصود: أن الخوف من لوازم الإيمان وموجباته فلا يختلف عنه.



تطبيق ذلك في الواقع :

- علينا الإستجابة لأوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم مهما كانت الظروف والأحوال ,فانظروا للصحابة مع ما بهم من الجراح , سارعوا لتنفيذ أمر الله والخروج لملاقاة العدو الكافر . فعلينا بالمسارعة لتنفيذ الفرائض من صلاة ولباس وترك للربا وترك سماع الأغاني وغيرهما ....
- إذا خوَّفنا بعض المسلمين من بلاء يصيبنا لتمسكنا بطاعة الله عز وجل فلا نخاف شيئا إلا أن نتوكل على الله ونقول :حسبنا الله ونعم الوكيل : مثلا : إذا أرادت المرأة ارتداء النقاب فيخوفها البعض من ذلك أنه سبب فصلها من التعليم وما شابه , فعليها التوكل على الله والثبات عليه قائلة :حسبنا الله ونعم الوكيل

إذا قام شاب بإطالة لحيته اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم يخوفه البعض من طرده من العمل ومن بغض اليهود والنصارى له ... فعليه الاستعانة بالله عز وجل فحسبنا الله ونعم الوكيل ,وهكذا في كل طاعة وأمر وترك محذور علينا الاستعانة بالله عز وجل والتوكل عليه ..فحسبنا الله ونعم الوكيل .....
- رجوع الصحابة بالأجروالثواب حتى ولو لم يقع منهم القتال وذلك لأن نيتهم كانت القتال في سبيل الله لكن الله تعالى قد كفاهم أمره وآجرهم , كمن نوى الحج لهذا العام وسجل مع الحجاج إلا أن الرفض جاء من غيره فكتبت له حجة إن كان صادقا في نيته بناء على حديث : كنا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزاةٍ . فقال ( إنَّ بالمدينةِ لرجالًاما سِرتُم مسيرًا ولا قطعتُم واديًا ، إلا كانوا معكم . حبَسهم المرضُ ) . وفي روايةٍ : بهذا الإسناد . غير أن في حديث وكيع ( إلا شرَكوكم في الأجرِ ) .
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1911
خلاصة حكم المحدث: صحيح

عكس من خاف من مرض أنفلونزا الطيور فتقاعس عن الخروج وبذا فوت على نفسه فرصة الاجر وهو جالس في بيته .
-خوف المسلمين من الكفار والأعداء ما هو إلا من تزيين الشيطان, حيث يزين لهم أن الأعداء أقوى منكم , لا طاقة لكم بمقاتلتهم, يزين لهم الشيطان أن لاعدة ولا عتاد لديهم , وأن الغرب أقوى منكم, واليهود لا طاقة لكم بهم ,والغرب متحضر أكثر من منكم وهكذا ...
- وجب على المؤمن الخوف من الله فقط , فلا يخاف أحدا إلا الله وهو يعلم يقينا أن ما بيد الكفار هو بيد الله ,حوائجنا الموجودة بأيدي البشر هي أصلا بيد الله ,إن شاء الله أخذناها ,ولا يمكن للأعداء أن يحققوا غرضا إلا بإذن من الله , وأول الخوف العمل بطاعة الله والبعد عن محارمه وعلى قدر الإيمان يكون الخوف من الله .
- المؤمن يري الأعداء قوته وعزيمته لا يريهم ذله وخذلانه .. انظروا لحال المسلمين اليوم كيف أنهم يظهرون في ذل وهوان .. لا يسمح للمسلمين الدخول للأقصى فجرا إلا أن يفتح اليهود الأبواب وإنا لله وإنا إليه راجعون ... اللهم لا حول ولا قوة إلا بك
لا دخول للمسلمين للصلوات إلا بإذن من اليهود .. فأي ذل وهوان أيها المسلمون !
- مجاهدة النفس على طاعة الله مهما كانت الظروف والأحوال . يخرج الصحابة مع الرسول صلى الله عليه وسلم وقد أثخنتهم الجراح ولا دابة يمتلكونها , فما بالنا نتخلف عن الصلاة والذكر وقراءة القرآن والحجاب ؟ سبحان الله! .
شهدنا أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأخ لي , فرجعنا جريحين , فلما أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج في طلبالعدو , قلت لأخي _ أو قال : أتفوتنا غزوة مع رسول الله صلى الله عليهوسلم ؟ والله ما لنا من دابة نركبها , وما منا إلا جريح ثقيل , فخرجنا مع رسولالله صلى الله عليه وسلم , وكنت أيسر جراحا منه , فكان إذا غلب حملته عقبة , ومشي عقبة حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون
الراوي: رجل من أصحاب رسول الله من بني عبد الأشهل المحدث:أحمد شاكر - المصدر:عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/440
خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة إلى صحته]


- البلاء يزداد المؤمن إيمانا ويقول : حسبنا الله ونعم الوكيل .

- أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين , فقال المقضي عليه لما أدبر : حسبي الله ونعم الوكيل . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ردوا علي الرجل . فقال : ما قلت ؟ . قال : قلت : حسبي الله ونعم الوكيل . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله يلوم على العجز , ولكن عليك بالكيس , فإذا غلبك أمر فقل : حسبي الله ونعم الوكيل
الراوي: عوف بن مالك الأشجعي المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/441
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

إضافة من أخت:

- قال صاحب (عون المعبود شرح سنن أبي داود ) :


‏ ‏( قضى بين رجلين ) ‏
‏: أي حكم لأحدهما على الآخر ‏
‏( لما أدبر ) ‏
‏: أي حين تولى ورجع من مجلسه الشريف ‏
‏( حسبي الله ) ‏
‏: أي هو كافي في أموري ‏
‏( ونعم الوكيل ) ‏
‏: أي الموكول إليه في تفويض الأمور , وقد أشار به إلى أن المدعي أخذ المال منه باطلا ‏
‏( يلوم على العجز ) ‏
‏: أي على التقصير والتهاون في الأمور . قاله القاري . ‏
‏وقال في فتح الودود : أي لا يرضى بالعجز , والمراد بالعجز ها هنا ضد الكيس ‏
‏( ولكن عليك بالكيس ) ‏
‏: بفتح فسكون أي بالاحتياط والحزم في الأسباب . وحاصله أنه تعالى لا يرضى بالتقصير ولكن يحمد على التيقظ والحزم فلا تكن عاجزا وتقول حسبي الله , بل كن كيسا متيقظا حازما ‏
‏( فإذا غلبك أمر إلخ )

‏. قال في فتح الودود : الكيس هو التيقظ في الأمور والابتداء إلى التدبير والمصلحة بالنظر إلى الأسباب , واستعمال الفكر في العاقبة , يعني كان ينبغي لك أن تتيقظ في معاملتك , فإذا غلبك الخصم قلت حسبي الله , وأما ذكر حسبي الله بلا تيقظ كما فعلت فهو من الضعف فلا ينبغي انتهى . ولعل المقضي عليه دين فأداه بغير بينة فعاتبه النبي صلى الله عليه وسلم على التقصير في الإشهاد قاله القاري . ‏ ...)) انتهى سنن أبي داود / كتاب الأقضية / باب : الرجل يحلف على حقه / رقم : 3143
** إذن لا نقول حسبنا الله ونعم الوكيل و نحن مقصرون ابتدءً في الأخذ بالأسباب
لأن هذا من العجز الذي لا يحبه الله ، بل نقولها بعد القيام بما ينبغي علينا وهذا هو الكيس ...
مثلا :
زوجة أهملت في القيام برعاية أولادها وبيتها ، ثم وجدت عقوقا من
الأبناء وسوء معاملة من الزوج ليس لها أن تقول : حسبنا الله ونعم الوكيل

- أو رجل ترك متاعا غاليا في الطريق أما البر والفاجر وذهب لشأن له ثم
عاد فلم يجده فليس له أن يقول :حسبنا الله ونعم الوكيل ؛ حيث هو
المخطئ المقصر ابتداءً



- ونتوكل على الله في حالة خوفنا من الله ومن لقائه ,حديث القرن_ كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته , يستمع متى يؤمر فينفخ فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : فما نقول ؟ قال : قولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل , على الله توكلنا
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/441
خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة إلى صحته] "
فنقول حسبنا الله ونعم الوكيل وهي كلمة المؤمنين في كل أحوالهم

- وهكذا بتوكلنا على الله في شأننا كله في مصالحنا الدنيوية والدينية , في بيوتنا ومع أبنائنا وعملنا ومع أعدائنا يكفينا الله تعالى ما أهمنا , ويدفع عنا شر من كاد لنا, مع الانتباه أن التوكل يكون مع استفراغ الوسع والعمل فليس من التوكل التقاعس والقعود عن الطلب والتوكل على الله , أريد الجنة متوكلة على الله ولا أصلي ولا أرتدي الحجاب ولا أبتعد عن المعاصي ! أيعقل هذا ؟ كمن لم يبذر الحب وينتظر الحصاد !
- الشيطان للإنسان بالمرصاد , يخيفه من القيام بالعمل الصالح, فيهول للمرأة : إذا لبست الحجاب فإن زوجك سيغضب , الناس لا يحبونك . كل الناس يذهبون لأعراس الاختلاط , الحاج الفلاني , لا تأمر بالمعروف لأنك لن تلقى استجابة , أو يؤذونك ..ولكن كيده كان ضعيف, فلا ينبغي لمسلم أن يلتفت لوساوس الشيطان .
- المؤمن يخاف الله تعالى فيمتنع عن معصيته ويعمل بطاعته , كلما زاد الإيمان زاد الخوف وإذا انتفى الإيمان انتفى الخوف من الله .



إضافة من أخت :


لا بد من الفقه في التمسك بالطاعة والامتثال للأوامر الشرعية :
نعمل على تطبيق الأوامر الشرعية
ولكن بقيد هام جدا ألا وهو الفقه في ذلك واعتبار المصالح والمفاسد
الشرعية - وليست الدنيوية - مثال :

امرأة تهيأت لصلاة العصر أول وقتها ، فدخل زوجها وأمرها بإعداد الطعام فورا
فإذا قالت الصلاة أولا ولا أقدم على أمر الله أمر مخلوق خابت وخسرت ؟
لأن الأمر بالصلاة موسع ويمكنها أن تطعم الزوج أولا ثم تذهب لصلاتها
فتحوز الأجرين إن شاء الله ... ولكن كثيرا من النساء الملتزمات حديثا
-وبكل أسف- يطبقن الأوامر بفهمهن السطحي العقيم الخالي من الفقه
فتجعل تعارض بين أوامر الله وأوامر المخلوق توهما منها ثم تبكي
من ظلم البشر أولياء الشيطان الصادين عن الطاعات
بزعمها مرددة : حسبنا الله ونعم الوكيل ....


** وأسوق قصة مهمة فلنتأمل : دخل زوج من العمل على زوجته
فوجدتها تقرأ وردها من المصحف ، ولم تتوقف لدخوله واستمرت ترتل
القرآن وكلما حاول الزوج الحديث معها تحولت للجانب الآخر لتكمل قراءة
فما كان منه وهو المتعب الجائع إلا أن خطف منها المصحف وألقاه غيظا ؟
فصرخت هذا كفر كيف تصنعه ..
فضربها وذهبت تحسبن : حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل
عليه وتشكوه للأخوات ....!!!ولا تعليـــــــــق

** الشاهد أخية أن المسألة تحتاج فقه وموازنة واعتبار مصالح ومفاسد
نعم نقدم أمر الله على كل أمر ولا نغفل أن هناك أوامر أخرى لله
يجب مراعاته فلا نتوهم تعارض بلا موجب ولا نتهم القوم بأنهم
أولياء الشيطان إذا منعونا من طاعة بل نقدم لهم العذر بالجهل
أو قلة الإيمان وما شابه فالمنزلق خطير بورك فيك

**كذا الجهر بقول : حسبنا الله ونعم الوكيل له فقهه فلا يجوز لابن
أو بنت الجهر به أمام الأبوين أو أحدهما ولا للزوجة أمام الزوج إلا بضوابط


** وكذا قد يكون قائلها ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) ليس له حق أصلا
كمتسول لحوح يرفض أحدهم إعطائه فيجهر بها في وجهه ، أو صديقة
تود اقتراض متاع فرفضت صديقتها لأسباب لم تستطع الإفصاح عنها
فليس لها أن تقول : حسبنا الله ونعم الوكيل ..... وما شابه .

هذا والله تعالى أعلى وأعلم
.
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 09-08-2013, 08:30 PM
أخت الإسلام أخت الإسلام غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 27
افتراضي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :

الآيات 176-177 من سورة آل عمران

من تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن )

176 ـ 177‏]‏ ‏{‏وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شيئًا
يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شيئًا
وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ‏}‏


كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حريصًا على الخلق، مجتهدا في هدايتهم، وكان يحزن إذا لم يهتدوا،
قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر‏}‏ من شدة رغبتهم فيه، وحرصهم عليه ‏{‏إنهم لن يضروا الله شيئًا‏}‏ فالله ناصر دينه،
ومؤيد رسوله، ومنفذ أمره من دونهم،
فلا تبالهم ولا تحفل بهم، إنما يضرون ويسعون في ضرر أنفسهم، بفوات الإيمان في الدنيا،
وحصول العذاب الأليم في الأخرى، من هوانهم على الله وسقوطهم من عينه،
وإرادته أن لا يجعل لهم نصيبا في الآخرة من ثوابه‏.‏ خذلهم فلم يوفقهم لما وفق له أولياءه
ومن أراد به خيرا، عدلا منه وحكمة، لعلمه بأنهم غير زاكين على الهدى، ولا قابلين للرشاد،
لفساد أخلاقهم وسوء قصدهم‏.‏
ثم أخبر أن الذين اختاروا الكفر على الإيمان، ورغبوا فيه رغبة من بذل ما يحب من المال،
في شراء ما يحب من السلع ‏{‏لن يضروا الله شيئًا‏}‏ بل ضرر فعلهم يعود على أنفسهم، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏ولهم عذاب أليم‏}‏ وكيف يضرون الله شيئًا،
وهم قد زهدوا أشد الزهد في الإيمان، ورغبوا كل الرغبة بالكفر بالرحمن‏؟‏‏!‏ فالله غني عنهم،
وقد قيض لدينه من عباده الأبرار الأزكياء سواهم، وأعد له ـ ممن ارتضاه لنصرته ـ أهل البصائر والعقول،
وذوي الألباب من الرجال الفحول، قال الله تعالى‏:‏
‏{‏قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا‏}‏ الآيات‏.‏
***********************


  • من تفسير الحافظ بن كثير عمدة التفاسير تحقيق أحمد شاكر


176 ـ 177‏]‏ ‏{‏وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شيئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ
حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شيئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ‏}‏


يقول تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم-:
ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر, وذلك من شدة حرصه على الناس,
وكان يحزنه مبادرة الكفار إلى المخالفة والعناد والشقاق"فقال تعالى: لا يحزنك ذلك، إنهم لن يضروا الله شيئاً؛
{إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ} [(176) سورة آل عمران] أي:
حكمته فيهم أنه يريد بمشيئته وقدرته ألا يجعل لهم نصيباً في الآخرة، {وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [(176) سورة آل عمران]".
"ثم قال تعالى مخبراً عن ذلك إخباراً مقرراً: {إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ} أي:
استبدلوا هذا بهذا {لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئًا} أي:
ولكن يضرون أنفسهم {وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [(177) سورة آل عمران]".

8888888888888888888888888

لا يوجد لهذه الآيات تعليق في كناب بدائع التفسير

88888888888888888888888888


تطبيق الآية في الواقع :




1-هدي النبي عليه الصلاة والسلام الحزن على من لم يتبعه وكفر بما جاء به , شفقة عليه,
وكذلك المؤمن في هذه الدنيا عليه أن يتأسى به عليه الصلاة والسلام ويحزن لمعصية العاصي
ويشفق على من لم يتبع الهدى .
2- هؤلاء الذين كفروا ويحاولون أن يطفئوا نور الله بأفواههم أو أفعالهم المنكرة أو نشرهم للفساد في الأرض
أو دعوتهم المسلمين أن يتبعوهم ,لن يضروا الله شيئا, فالله تعالى منفذ وعده رسله, فما هم بضارين إلا أنفسهم ,
وكذا من حذا حذوهم من المسلمين , وامتنع عن اتباع الهدي الصحيح,
وسنة النبي عليه الصلاة والسلام فما يضر إلا نفسه " يا أيّها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ..." 105 المائدة
3-وليطمئن المؤمن فيزداد ثباتا بأن الخسارة الفادحة تصيبهم هم , لعدم إيمانهم,
واستبدالهم الآخرة الباقية بالدنيا الدنية , عدا عن العذاب الأليم والعظيم الذي ينتظرهم .
4- توفيق الله عز وجل لأوليائه وخذلانه لأعدائه عدلا منه وحكمة
ألا يجعل لهم حظا في الآخرة لما علم من فساد حالهم
وسوء قصدهم .
5- إن الله تعالى يقيِّضُ لدينه من عباده الابرار الأزكياء
ويهيء لدينه من ينصره من اهل الحق والبصيرة .

إضافة من الاخت باركها الله:

أمثلة في شدة حزنه صلى الله عليه وسلم على كفر الكافرين :

- مثل تضرعه لعمه وهو في سياقة الموت أن يسلم شفقة عليه
( ياعم - يناديه بمنتهى الحب والحنان - قل :
لا إله إلا الله كلمة أشفع لك بها عند الله يوم القيامة ) وتكرار ذلك عليه حتى مات كافرا

- ومثل بكائه - عليه الصلاة والسلام - على أمه التي ماتت كافرة
مع ملاحظة التزامه أمر الله في تركه الاستغفار لها ... صورة لرحمة وعطف وشفقة ورقة وحنان
لو وجدها ولمسها الناس من الناصح المرشد الداعي لهم ما وسعهم إلا اتباعه وحبه غالبا ولو بعد حين
وتكفي الذكرى الطيبة للدعوة بالتي هي أحسن.
ومثال على ذلك في واقعنا :

]لو أمرت إحدانا أبناءها وهي تبدي لهم شدة حبها لهم وحرصها على خيرهم
وشفقتها عليهم من أن يتعرضوا لغضب الخالق سبحانه ثم تأمرهم لكان أنجع
من أسلوب التهديد والوعيد بقولها : اتقوا الله حتى لا يسحتكم / أو توشك أن تمطر السماء
عليكم حجارة وصواعق بسبب معاصيكم .... وما شابه فإن ذلك ينفر القلوب وبخاصة
أن بعض الأخوات- هداني الله وإياهن - من شدة حرصهن على الطاعة تغلظ القول
دائما وأبدا بل و تصرح أنها تفعل ما عليها في إرشادهم وأمرهم بالخير فإن أطاعوا فبها
ونعمت وإلا فليدخلوا النار سحقا المهم أنها برّأت ذمتها .. تصرح بذلك لهم !!!!
فما يزيدهم إلا نفورا ... وانظري أخية لقوله تعالى لموسى وهارون :
( اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) طه / 44- 45
مع ملاحظة أنه سبحانه يعلم أن فرعون لن يتذكر ولن يخشى ولكنه يضع منهج للدعوة إليه .

- كذا أبى رسولنا - صلى الله عليه وسلم - الدعاء على قومه أو هلاكهم
بل كان دائم الدعاء لهم ( اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون )



@@@@@@@@@@@@@@@@







رد مع اقتباس
  #14  
قديم 03-11-2014, 05:13 PM
بنت عبد الرحيم بنت عبد الرحيم غير متواجد حالياً
مشرفة قسم اللغات
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
الدولة: بين بلجيكا والمغرب .
المشاركات: 60
إرسال رسالة عبر MSN إلى بنت عبد الرحيم
افتراضي


حياكن الله وبياكن غالياتي .

بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خيراً على هذا الموضووووووووووع الجميل والمتمييز والرّائع الله يبارك .

في إنتظار جديدك ... ! مشكورة حببتنا .

قبلاااااااااااات غالياااااااااااااااااااتي .



رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 03:27 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology