ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-16-2022, 10:56 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,050
Haedphone إيناس الوحشان صدقة


" لا تَحْقِرَنَّ مِن المعروفِ شَيئًا أن تأتيَهِ ولَو أن تَهَبَ صِلَةَ الحبلِ ، ولَو أن تُفْرِغَ مِن دَلوِكَ في إناءِ المستَقي ، ولَو أن تَلْقَى أخاكَ المسلِمَ ووجهُك بَسِطٌ إليهِ ، ولَو أن تُؤْنِسَ الوَحشانَ بنفسِكَ ، ولَو أن تَهَبَ الشَّسْعَ"
الراوي : جابر بن سليم أبو جري الهجيمي - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب -الصفحة أو الرقم : 2687 - خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره.
التخريج : أخرجه أبو داود :4084، والنسائي في :السنن الكبرى:9694)، وأحمد :20632. بنحوه .
الشرح:
عَلَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ التَّوْحيدَ وعِبادةَ اللهِ وحْدَه، كما عَلَّمَنا حُسْنَ الخُلُقِ وأَمَرَنا به، ونَهانا عن كلِّ مَعْصِيَةٍ وإثْمٍ، وأَرْشَدَنا إلى ما فيه صَلاحُ الدُّنْيا والآخِرةِ. وفي هذا الحديثِ يَقولُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ"لا تَحْقِرَنَّ شَيئًا مِن المَعْروفِ أنْ تَأْتِيَه"، بمعْنى: لا تَشْعُرْ بِقِلَّةِ ودُونِيَّةِ عَمَلِ أيِّ مَعْروفٍ؛ والمَعْروفُ هو: ما تَقْبَلُه الأنْفُسُ ولا تَجِدُ منه نَكيرًا مِن كلِّ عَمَلٍ صالِحٍ، فهو مَقْبولٌ عندَ اللهِ تعالَى، وفاعِلُه له أَجْرُه. "ولَوْ أنْ تَهَبَ صِلَةَ الحَبْلِ"، ويُقْصَدُ به: أنْ تُعْطِيَ ما يُطيلُ الحَبْلَ القَصيرَ لِصاحِبِكَ، وهذا شَيءٌ حَقيرٌ في حَجْمِه، ولكنَّه يَكونُ صَدَقةً، ويَكونُ مِن عَمَلِ المَعْروفِ الذي يُعْطي عليْه اللهُ أَجْرًا. "ولَوْ أنْ تُفْرِغَ مِن دَلْوِكَ في إناءِ المُسْتَسْقي"، فإذا اسْتَقَيْتَ الماءَ مِن بِئْرٍ، وجاءَكَ مُسْلِمٌ على رأْسِ البِئْرِ، فتُعْطيه مِن مائِكَ الذي أخْرَجْتَه لنَفْسِكَ. "ولَوْ أنْ تَلْقى أَخاك المُسْلِمَ ووَجْهُكَ بَسْطٌ إليْه"، فيَكونُ وجْهُكَ بَشوشًا مُتَبَسِّمًا، والمُرادُ بالأُخُوَّةِ هُنا: أُخُوَّةُ الإسْلامِ لا النَّسَبِ. "ولَوْ أنْ تُؤْنِسَ الوَحْشانَ بِنَفْسِكَ"، أي: تَلْقَى الإنْسانَ المُسْتَوْحِشَ الخائِفَ بما يُؤْنِسُه مِن القَوْلِ الجَميلِ، أو تُبَلِّغُه مِن أرْضِ الصَّحْراءِ إلى مَكانِ الإنْسِ. "ولَوْ أنْ تَهَبَ الشِّسْعَ"، فتُعْطِيَ غَيرَكَ الشِّسْعَ دُون مُقابلٍ، والشِّسْعُ سُيورُ النَّعْلِ، وهو الذي يَدْخُلُ بَيْنَ الإصبَعَينِ، ويَدْخُلُ طَرَفُه في الثُّقْبِ الذي في صَدْرِ النَّعْلِ المَشْدودِ في الزِّمامِ، والزِّمامُ: السَّيْرُ الذي في مُقَدِّمةِ الشِّسْعِ. وفي الحَديثِ: الحَثُّ على فِعلِ المَعْروفِ قَليلًا كان أو كثيرًا، بالمالِ، أو الخُلُقِ الحَسَنِ. وفيه: بَيانُ ما يَزيدُ المَحَبَّةَ بيْنَ المُؤمِنينَ. الدرر السنية.


يقول ابن منظور في لسان العرب :6/ 368: والوحشة: الهم. والوحشة: الخلوة . والوحشة: الخوف .
وإيناسُه : أنْ تَلقاه بما يُؤنِسه من القول والفعل الجميل . أي: أنت تؤجر بإيناسك لمن استوحش بهمّ، أو وحدة، أو خوف.
وفي حديث طويل قال عمر -رضي الله عنه- "لأَقُولَنَّ شيئًا أُضْحِكُ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ"رواه مسلم :1478.
شرحه النووي -رحمه الله- فقال ضمن ذلك "وأن الإنسان إذا رأى صاحبه مهمومًا حزينًا يستحب له أن يحدثه بما يضحكه أو يشغله ويطيب نفسه .شرح النووي على مسلم :10/ 81.
ومن تأمل أوضاعنا وجد أننا في زمن امتدت به أسباب الضيق؛ فالأزمات الاقتصادية، وتسلط الظلمة، وتعقيد أسهل متطلبات الإنسان، ونمط الحياة الذي ينشر الهشاشة الروحية= تجعل من عبادة "إيناس الوحشان" بوابة خير وأجور عظيمة نغفل عنها.

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 05-16-2023 الساعة 03:58 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 07:06 AM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology