أسباب زيادة الإيمان ونقصانه
الحديث في هذا الفصل فسيكون عن أسباب زيادة الإيمان ونقصانه، إذ إن هناك أسبابًا كثيرة إذا حصلت من العبد زاد بها إيمانه ونمى وسار في طريق الكمال، وهناك أسباب أخرى إذا فعلها العبد نقص إيمانه وضعف وهوى نحو طريق الكفر والضلال.
وفي معرفة هذه الأسباب فوائد عظيمة ومنافع جمة، بل الضرورة ماسة إلى معرفتها والعناية بها، معرفة واتصافًا، وذلك لأن الإيمان هو كمال العبد وسبيل فلاحه وسعادته، وبه ترتفع درجاته في الدنيا والآخرة، وهو السبب والطريق لكل خير عاجل وآجل، ولا يحصل، ولا يقوى ولا يتم إلا بمعرفة طرقه وأسبابه.
فجدير بالعبد المسلم الناصح لنفسه أن يجتهد في معرفة هذه الأسباب، ويتأملها ثم يطبقها في حياته، ليزيد إيمانه ويقوى يقينه، وأن يبعد نفسه عن أسباب نقص الإيمان، ويحصنها من الوقوع فيها، ليسلم من عواقبها الوخيمة ومغبتها الأليمة. ومن وفق لذلك فقد وفق للخير كله.
"فالعبد المؤمن الموفق لا يزال يسعى في أمرين
أحدهما: تحقيق الإيمان وفروعه والتحقق بها علمًا وعملًا، حالًا.
والثاني: السعي في دفع ما ينافيها وينقضها أو ينقصها من الفتن الظاهرة والباطنة. ويداوي ما قصر من الأول، وما تجرأ عليه من الثاني بالتوبة النصوح، وتدارك الأمر قبل فواته"
فتحقيق الإيمان وتقويته، يكون بمعرفة أسباب زيادة الإيمان، والقيام بها.
وأما السعي في دفع ما ينافيه ويضاده، فيكون بمعرفة أسباب نقصه والحذر من الوقوع فيها.
ولذا فالكلام على هذا سيكون في مبحثين:
المبحث الأول: في أسباب زيادة الإيمان.
المبحث الثاني: في أسباب نقص الإيمان.
ونسأل الله العون والتوفيق.هنا-