📌(20) عام الحزن
🌱بدأت السنة العاشرة بمرض أبي طالب الذي بلغ الثمانين من عمره، كما أن حصار الشعب لثلاث سنوات أكل فيها من ورق الشجر والجلود، بالإضافة إلى القلق، كل هذا أضعف من قوته ولم يتحمل، ولشدة مرضه كانوا يتوقعون له الموت في أي لحظة
🌱كان أبو طالب أكثر من يساعد المسلمين، ولكيلا يظن أحد أن الدعوة معتمدة على إنسان معين مهما كان، لا بد أن هذا الإنسان يموت، وننظر ما الذي سوف يحصل للدعوة؟
🌱سنجد أن الدعوة ستظل كما هي؛ لأنها دعوة ربنا سبحانه وتعالى، ليست مرتبطة بموت إنسان ولا بحياته مهما كان هذا الإنسان.
🌱مات أبو طالب في السنة العاشرة من البعثة، وكان موته مأساوياً إلى أبعد درجة، ليس لأنه مات، وأنه كان ينصر الدعوة، ويحمي الرسول صلى الله عليه وسلم، لا؛ ولكن لأنه مات مشركاً كافراً، مات على غير الحق الذي طالما دافع عنه.
🌱بعد موت أبي طالب تغير الموقف تماماً في مكة، فقريش على كل الكراهية والعداء التي كانت تحمله للرسول صلى الله عليه وسلم لم تستطع فعل كل ما تريده، فقد كانت تهاب أبا طالب
🌱لكن الآن مات أبو طالب ، فتجرءوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
((ما نالت مني قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب))
مع كل الذي وقع قبل هذا إلا أنه يعتبره لا شيء قياساً لما وقع له بعد موت أبي طالب .
🌱في هذا الجو من الأحزان والهموم يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ابتلاء فقد الزوجة، السند العاطفي الجميل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ماتت السيدة العظيمة الجليلة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
🌱كان الهم الكبير الحقيقي في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم الإسلام، وكان أكثر شيء يزعجه هو بعد الناس عن الإسلام، وأن الموقف تجمد في مكة وأُغلقت جميع أبواب الدعوة فيها
إذاً: كيف سيتصرف في هذا الموقف الصعب؟
🌱فكّر رسول الله صلى الله عليه وسلم وللمرة الأولى منذ البعثة أن يخرج بدعوته خارج مكة، وقبل هذا لم يكن هناك خروج من مكة أبداً؛ لأن أبواب الدعوة كانت مفتوحة فيها، ولو بمشقة،
👈وهذا درس مهم، فإن الداعية لا يترك مكانه ويخرج إلى مكان آخر إلا إذا كان المكان الذي يعيش فيه لا يستطيع أن ينشر فيه دعوته؛ لأن مسئوليته الأساسية هي الناس الذين يعيش معهم.
إذاً: الرسول صلى الله عليه وسلم سيخرج، ولكن إلى أين، فمدن الجزيرة كثيرة، والقبائل فيها متعددة؟ فبمن يبدأ؟
〰🌸🍃〰🌸🍃〰
🌷همسات الأوابين🌷
|