قواعد في فنون تربية الطفل
- تربية الأبناء فن وعلم، وما انحرفت الأبناء وانجرفوا في تيارات الضلال إلا بعد أن استقال الآباء والأمهات عن الإلمام بقواعد هذا الفن والعلم. والأدهى والأمر أن يتجاهلوا أهمية فهم العملية التربوية !!
إن الكهربائي ليتقن التعامل مع الأسلاك يحتاج للتعلم والخبرة والدراسة، والميكانيكي ليفهم خبايا السيارات يحتاج للتعلم وبذل الجهد ليتقن التدخل سواء لوقاية المحرك من العطب أو إصلاح العطب، وكلها مجالات للتعامل مع جمادات ثابتة..
كل إنسان يشكل عالما قائما بذاته، وكل إنسان يمر بمراحل نمو متعددة ومختلفة، والإنسان في حد ذاته قد ينتقل من حال لحال في نفس اللحظة؛ من الهدوء إلى الانفعال، ومن السرور إلى الحزن... فهو إذن كائن معقد أيما تعقيد وبالتالي فإن التعامل معه يحتاج إلى مهارة وتعلم، وفن وقواعد ونظام.. القواعد تمنحك الحلول حتى لا تلجأ لرفع الصوت والضرب والشتم، وهي تساعد الآباء والمربين على فهم العملية التربوية والتدخل بشكل إيجابي لحل المشاكل... وتقوية الجوانب الإيجابية في شخصية الطفل، واكتشاف المواهب وصقلها بدل تدميرها وكبتها..
القواعد تعني الطريق والوجهة تعني الدليل، وأسلوب التعامل، والقوانين.. القواعد تعني المنهج السليم للممارسة الدور التربوي.
طاعة الأبناء للآباء مثلا ليست صفة إيجابية إذا لم ترتكز على قاعدة أو قانون متفق عليه، أما أن تطلب الطاعة لمجرد كون الأب صاحب سلطة دون أن ترتكز على معايير وقيم تربوية ودينية فإن الطاعة ستنتقل دوما بالنسبة للطفل لمن يفوقه قوة حتى ولو كان مروج مخدرات..
لماذا القواعد ؟!
هذه الوقفات نهدف من خلالها إلى تزويد الآباء والمربين بأدوات تؤهلهم ليكونوا فعلا مربين بإمكانهم ربط علاقة سليمة مع الأبناء.
القواعد ليست كما يفهمها البعض مجموعة من القوانين تحاصر الطفل اينما ارتحل وخلال كل دقيقة من حياته.
القواعد رؤية تدع المجال للطفل أكثر ليتصرف كطفل وتتدخل فقط لتكملة الفطرة التي أودعها الخالق سبحانه لديه، والحفاظ عليها من الانحراف.
القواعد تصل قمة الأهمية حين تصبح معيارا ذاتيا يميز به الطفل بين الحق والباطل.. الصواب والخطأ.. الحلال والحرام، وطريق تحقيق ذلك الحوار والإقناع. وفي نفس الوقت تكون مدمرة إذا فرضت بالعنف والقوة والأوامر الكيفية والنواهي غير المبررة.. حيث ترغم الطفل أحيانا على الكذب والإدعاء، وتجعل دافع السلوك لديه خوفا من عقاب أو طمعا في ثواب ليس إلا.
لنختر معا شعارا لهذه القواعد " قواعد المحبة " وليكن منطلقنا محبة الأبناء والحرص على إصلاحهم فهم تركتنا " أو ولد صالح يدعو له ".
القاعدة الأولى: لا تنه عن أمر إلا عند الضرورة !
القواعد التربوية تعني أسسا وضوابط ينبغي الالتزام بها؛ لكن يخطئ الكثير من المربين حين يتصورون أن الطريق لتحقيق هذه الأسس يتم بكثرة إصدار الأوامر والنواهي.. العمل التربوي يبني على الحوار والإقناع والإشارة المباشرة وغير المباشرة، وكلها وسائل اتصال فعالة ومقبولة لدى المستقبل الطفل إذ تدخل في صفة " التي هي أحسن ".
أما كثرة النواهي والمحظورات في حياة الطفل فإن وقعها السلبي أكثر من الإيجابي، وهي عموما تشل الإبداع وروح المبادرة والجرأة لدى الطفل، لا نشجع أبدا أن يترك الأبناء دون أن نمنعهم من بعض التصرفات فهذا الأسلوب ترك الطفل يفعل ما يريد دون ضوابط يربى أجيالا مدللة لا تتقيد بقواعد الحياة الاجتماعية، وفي نفس الوقت لا نؤيد المبالغة في إصدار الأوامر والنواهي. والمنهج الوسط هو الاعتدال في ذلك أي: " لا ننه عن أمر إلا للضرورة " هذا المنهج هو الذي يراعي شروط الصحة النفسية والنمو النفسي لدى الطفل.
سبيل ذلك هو وضع القواعد والضوابط والحدود بشكل معقول، وبسطها على الحياة الأسرية بأسلوب الحوار والإقناع، والتذكير بها بين الفينة والأخرى بشكل عام وليس مرتبطا دوما بحادث أو شخص معين..
ثلاث عشر قاعدة لممارسة سليمة لعملية النهي:
قواعد في النهي:
إذا أردت أن تنهي عن أمر فاحرص على القواعد التالية:
1- لا تنه إلا لضرورات موضوعية يقول د. هادفيلد " عندما يكون للولد الحق بأن يقوم بتسعة أشياء من أصل عشرة، فهو يقبل عادة دون احتجاج التحريم الوحيد ".
2- ولا تجعل العوامل الذاتية المرتبطة بمزاج الشخصي دافعا للنهي. كأن تنهي الطفل عن ممارسة حقه في اللعب لمجرد أنك متوتر الأعصاب أو بحاجة إلى المطالعة..
3- لا تجعل ابنك مجالا لإفراز توترك. والتنفيس عن معاناتك بكثرة النواهي.
4- لا تنطلق من دوافع انتقامية.
5- لا تنقل إحباطات طفولتك لأبنائك.
6-لا تجعل علاقتك بابنك علاقة الأعلى بالأدنى، والأقوى بالأضعف.
7- إذا نهيت عن أمر فتمسك به حتى تعلم ابنك حس الانضباط والاهتمام.
8-حاول كلما نهيت عن أمر أن تضعه في قالب الحرص على سلامه الطفل؛ لتمنحه شعورا بالأمن والأمان، وتبدد هواجس الطفل.
9- اشرح سبب النهي: لا تلعب بعود الكبريت حتى لا تحترق..
10- حول ما تراه سلبيا إلى إيجابيا: تخريب أثاث البيت يحول إلى ألعاب الفك والتركيب، وكثرة الحركة إلى الرياضة المنتظمة...
11- لا تصرخ وترفع صوتك وأنت تنهي وتصدر الأوامر له، فالطفل سيتعلم الابتعاد عن الأشياء التي لا ينبغي له الاقتراب منها بالتعليم والتدرج وليس بالصراخ في وجهه.
" إن الكبار عندما يصرخون في وجوه الأطفال لا يفعلون أكثر من توجيه الدعوة للطفل لأن يتحدى أكثر وأن يستمر في السلوك السيئ أكثر ".
12- احرص على عدم إثارة التناقضات في حياة الطفل لا تحدثه عن: مضار التدخين وأنت تدخن... وعاقبة الكذب وتأمر أحدهم بالرد بأنك غير موجود بالبيت فإذا نهيناه عن أمر ينبغي أن نكون أول المبتعدين عنه.
13- تعلم فن النهي: من أخطاء الآباء الشائعة أنهم ينهون كزعماء نصبوا أنفسهم للأمر والنهي وعلى غيرهم الخضوع والطاعة. إن الأبناء والناس عموما يرفضون ما يصلهم على شكل أوامر ونواهي بينما يقبلونها لو جاءتهم في صورة: تمن تجميل اقتراح.. فثمة فرق شاسع بن توجه لابنك: " إياك أن تفعل لا تفعل.. ". و" أتمنى أن لا تقوم بهذا الشيء كم هو جميل أن لا يكون المرء مدخنا " والأسلوب القرآني فريد في تعليم هذا الفن [ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ] (البقرة: 185) [وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً ] (الفرقان: 63). [ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ]( البقرة: 2-3 ).
القاعدة الثانية: الطفل على الفطرة، وأي توتر في علاقته بالكبار يطرح علامة استفهام: من المخطئ ؟!
من الحقائق الثابتة لدى المسلم أن: ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه ، أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء ، هل تحسون فيها من جدعاء الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5784
خلاصة حكم المحدث: صحيح
. والفطرة كما أشار إلى ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم تعني: الجمال والكمال الخلقي والخلقي... وأقل ما في هذا الجمال أنه صفحة بيضاء نقية جاهزة للنقش واستقبال الرسائل التربوية الخارجية.
هذا الصفاء، وهذه الفطرة تستمر طيلة سن البراءة وهو سن ما دون التمييز من هنا نتساءل حين يوصف الأطفال بالعناد، والعدوانية، وعدم اتباع أوامر الآباء والمربين وضعف التحصيل الدراسي خلال السنوات الأولى.. من المسؤول عن هذه العيوب والنقائص ؟!
من المسؤول عن أي علاقة توتر تتم بين طرفين أحدهما عاقل مميز والآخر طفل قاصر لا يميز ؟!
هلا توجهنا إلى ذواتنا لنكتشف مواطن النقص والخلل سواء في سلوكياتنا أو أخلاقنا أو طرق تعاملنا مع الأطفال؟
لو أصر الطفل على اللعب والحركة وأحدث صوتاً وإزعاجاً داخل البيت وفي نفس الوقت أصرت الأم أو الأب على تسكيته وشل حركته ليتسنى لهما متابعة البرامج التلفازية واتهم الطفل البريء أنه عنيد مزعج فمن يا تري العنيد ؟ هل هو هذا الطفل الذي من طبعه وغرائزه أن يتحرك ويكتشف العالم من حوله من خلال الحركة اللعب؟ أم هذان الأبوان الأنانيان اللذان يصران على إرغام الطفل على سلوك ضد ضرورات نموه ونشأته الفيزيولوجية على سلوك ضد ضرورات نموه ونشأته الفيزيولوجية والنفسية ؟
لو أصدرت الأم على وضع اللقمة في فم أبنها البالغ من العمر سنتين مثلاً، وأصر هو على أن يأكل بيده دون حاجة لمساعدة غيره وتمسكت الأم بموقفها خوفاً على ثياب الطفل أو السجاد وأصر الطفل على موقفه تماشياً مع بداية الاعتماد على الذات والنزوح نحو الاستقلالية عن شخصية الأم هذه الغريزة الطبيعية لدي كل طفل بعد شهره الخامس والعشرين، شهر بداية وضع اللبنات الأساسية لشخصية الإنسان واتهمت الأم ابنها بالعناد هذا إذا لم تعاقبه بصفعة أو صحية في وجهة فمن يا تري العنيد حقاً.
هل هو هذا الطفل الذي يخضع لسنن إلهية زرعها الله لنمو الإنسان أم هذه الأم التي تريد أن تقف حجر عثرة أمام هذا النمو الطبيعي ؟!
تخاف الأم على الثياب والأواني ولكنها لا تخاف أن تدمر شخصية خاصة بموقف عناد منها. كم نشكوا من ضعف شخصيات أنبائنا ؟! وكم نشكوا من انطوائيتهم الزائدة عن الحد ؟! وكم نشكوا من فشلهم في مواجهة الناس ؟! وما يخطر على بالنا أننا قد نكون نحن السبب لأننا بموقف خاطئ منا دمرنا شخصيته، وأصبناها بالأحباط وفقدان الثقة في النفس وكنا سبباً في بث هذه المشاكل النفسية لديه.
إذا فشل طفل احتاج إلى التشجيع لينهض ويتجاوز الفشل أما إذا عنف واستهزي به فإنه يصاب بالأحباط وفقدان الثقة بالنفس وقد تستمر هذه العاهات مدى الحياة !
إن أي توتر يحدث بين أب أو أم من جهة وطفل دون سن التمييز من جهة أخرى ينبغي أن يثير لدينا أكثر من تساؤل.. من المخطئ ؟ ومن المصيب ؟ وليس من البديهي أن يكون العاقل البالغ على صواب !!
القاعدة الثالثة: الطفل إنسان له مشاعر وأحاسيس... عامله باحترام
كثير منا يظن أن الطفل مجرد كائن صغير... لا يفهم، لا يعرف، لا يشعر لا يحس، لا يتأثر.. ويخطئ من يعتقد ذلك !
إن مرحلة الطفولة هي أكثر المراحل حساسية ورقة وتأثرا... ومن خلالها ترسم معالم شخصية الإنسان ومستقبله...
إذا أهان الوالد ابنه واستهزأ به.. وبالغ في احتقاره.. لا يلبث الولد أن ينشأ على أحد حالين.
1- طفل أثرت معاملة الاحتقار على شخصيته أصيب بالفشل والضعف والاستكانة والاستسلام، واقتنع بداخله إنه إنسان ضعيف، فاشل لا يقدر على شيء والنتيجة فقدان الثقة بالنفس، انطواء، انعزال عن الآخرين، خجل، جبن خوف.
2- طفل لم يقبل أن يكون ضحية ممارسات الاحتقار والاستهزاء... يتمرد على كل قانون وعرف يرفض كل أمر ونهي ونصح عن الوالد المستهزئ..... يعارض. يرفض، يبالغ في إبراز ذاته واستقلاليته... والنتيجة: معاند مشاكس من الدرجة الأولى، متمرد على القيم والمثل التي تمثلها المؤسسة الأسرية.. مستعد للانسياق وراء كل منحرف وجانح...
وكلا الحالتين تمثل صورة إنسان غير مقبول اجتماعيا، فاشل غير مؤهل للمسابقة في تغيير وتطوير مجتمعه، أو استقبال الرسائل التربوية... ويحتاج تأهيلهم إلى جهد كبير ووقت ليس بالقليل... والسبب استهتار بشخصية نظن أنها صغيرة لا تفقه ولا تفهم... ونشكو بعد ذلك من عناد أبنائنا أو انحرافهم، أو انطوائيتهم الزائدة عن الحد ؟!..
إن الوالدين مطالبان بـ:
- معاملة أبنائهم بكل احترام وتقدير...
- محاورتهم بكل أدب...
- فهم أفكارهم وأحاسيسهم ومشاعرهم... انطلاقا من رؤيتهم أي الأبناء لا من رؤية الكبار، فما يبدو لهذين الوالدين تافها قد يكون في نظر أبنائهم مهما.
- إشراك الأبناء في أمور وحياة الأسرة بالاستشارة، وأخذ رأيهم في بعض القضايا إشعارا لهم بأهميتهم داخل الأسرة.
- المرونة في التعامل معهم مع مراعاة نموهم السريع الذي يطبع سن الطفولة.
- إبعادهم عن جو الاختلاف والمشاجرات الزوجية التي قد تسبب لهم معاناة أليمة يكبتونها عادة بداخلهم... ولا يشك عاقل في تأثيرها السلبي على سلوكياتهم ومستقبلهم الدراسي والنفسي والاجتماعي...
- الاستماع إلى الأبناء متى ما رغبوا في الحديث والكلام مع الوالدين والجلوس على هيئة تناسب مستوياتهم. ولننطلق دوما من قناعة وعلم بأننا نتعامل مع إنسان ذي مشاعر وإحساسات... لابد من مراعاتها كما نحب أن تراعي مشاعرنا لينشأ أطفالنا على احترام الآخرين.. ومن شب على شيء شاب عليه !!
القاعدة الرابعة: ( أقنع الطفل ولا تفرض عليه فرضا ).
التعامل مع الأبناء فن وعلم؛ فكما أننا نبذل الجهد لنتعلم مهارة من مهارات الحياة مع الآلة، أو قيادة السيارة محترمين قوانين المرور، ومتعلمين الطرق السليمة للتعامل مع سيارة ما.. فكيف بالتعامل مع أعقد موجود مخلوق في هذا الكون، ألا وهو الإنسان، وأعقد ما يكون وهو طفل صغير في مراحل تكوينه ونموه...
كثيرا ما نفرض على أبنائنا أوامر دون أن نحمل أنفسنا عناء تفسيرها أو تعليلها أو شرح مغزى ما نريد من أوامرنا، معتقدين أنه طفل صغير لا يفهم... ونظن مخطئين ذلك وتغيب عن أذهاننا أنه وهو طفل يفهم أكثر مما نتصور. ولو افترضنا جدلا أنه لا يفهم واستمرت أو امرنا تنهال على مسامع أبنائنا فإننا سنحولهم إلى آلات أو حاسوب يبرمج حسب إرادة مالكه أو مستخدمه الذي يضغط على زر الأوامر، وما على الحاسوب إلا الإستجابة.. فمن يرضي لابنه أن يصبح آلة لتنفيذ الأوامر ؟!.... ومن يرضى لنفسه أن يصبح آلة لإصدار الأوامر ؟!
حين تصبح العلاقة بين الوالدين وأبنائهما مجرد علاقة إصدار أوامر وتنفيذها فإن شخصية الابن تتأثر سلبيا ويغلب عليها طابع الجمود والتقوقع، وتغيب عنها كل الصفات الإيجابية التي تؤهل الإنسان ليكون صاحب ابداع ومواهب.
لو تجاوزنا الأوامر الكيفية: أفعل، لا تفعل !! كل ! نم ! اخرج ! لا تلعب ! لا تلمس هذا !! فإننا لن نقدم لأبنائنا رصيدا ذاتيا يكتسبون من خلاله معايير القيمة التي تحدد لديهم الخطأ والصواب والحق والباطل والضار والنافع...
إن استقلالية أبنائنا بشكل إيجابي رهين بمدى اكتسابهم لهذه المعايير من خلال سلوكياتنا اليومية، وما نلقنه إياهم من معارف ومهارات..
تصور لو أن كل أب وأم جعل أوامره بشكل مقبول لدى الطفل، معللا إياها بحقائق علمية واقعية لأصبحت حياتنا مدرسة يومية لأبنائنا:
- كل التفاح؛ فإنه يحتوي على فيتامين يساعدك على النمو ويقوي عظامك..
- لا تكثر من الحلويات؛ فإنها تسبب تسوس الأسنان وبالتالي آلاما حادة..
- لا تلمس خيوط الكهرباء؛ حتى لا يصعقك التيار وقد يؤدي بحياتك..
- ادخل البيت فإن الجو حار وقد تصاب بالضربة الشمسية...
- نم مبكرا حفاظا على صحتك.....
- لا تكثر من مشاهدة التلفزيون؛ فإن كثرة متابعته تؤثر على بصرك..
- لا تلعب في هذا الوقت المتأخر حتى لا تؤذي جيراننا وهكذا نعلمهم ونمنحهم معايير لمعرفة ما يليق وما لا يليق.. وبذلك نحقق الكثير من الإيجابيات في حياة أبنائنا نفتح حوارا، نحدثهم، نجعله يسمعوننا، نعبر لهم عن حبنا لهم، وكذلك عن تخوفنا من أن يصيبهم أذى ونربط أوامرنا وتوجيهاتنا بالعواطف والأواصر التي تربطنا بهم.. وحين تفتقد أوامرنا هذا الأسلوب التعليلي فإننا ننقلب في أذهان أبنائنا إلى أنانيين كبار لا يفكرون في غيرهم..
ثماني قواعد من أجل تعامل أفضل:
حاول أن:
1- تقنع أبنك، ولا تفرض عليه فرضا.
2- تجتنب الأوامر الكيفية..
3- لا تكن آلة لإصدار الأوامر..
4- لا تجعل من ابنك آلة لتنفيذ الأوامر..
5- احترم ابنك من خلال إقناعه، وعدم نهيه بطريقة استفزازية.
6- لا تضغط عليه بإرغامه على أشياء... فإن كثر الضغط تسبب القلق والنفور.
7- مارس الثناء والتشجيع؛ لتهيئة الطفل لتنفيذ ما يراد منه.
8- لا تكثر من الأوامر ولا تشعر أبناءك بمراقبتك الصارمة.
تذكر !!
من أين نشأت انحرافات الشباب في الدول الغربية إلا من أنهم لم يقتنعوا بالقيم والمبادئ والمثل والأخلاق !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
كتبه / مصطفى أبو سعد
__________________
قد يراك البعضُ تقياً و قد يراك آخرون مجرماً ، و قد يراك آخرون كذا أو كذا
لكن الحقيقة أنك أنت أدرى بنفسك ،السرُ الوحيدُ الذى لايعلمه غيرُك ، هو سر علاقتك بربك
فلا يغرنك المادِحون و لايضُرنّك القادِحون لِأن الحقيقة تقول :
بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَه.
التعديل الأخير تم بواسطة الأخت المسلمة ; 02-22-2013 الساعة 07:50 PM
|