|
|
|
|
01-24-2017, 01:14 AM
|
|
مدير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,050
|
|
بروا آباءكم .. ولو ماتوا .. يبركم أبناؤكم
أيها الأبناء ..
بروا آباءكم .. ولو ماتوا .. يبركم أبناؤكم
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }الأحقاف15
قصة قصيرة رائعة
هاهي عقارب الساعة تزحف ببطء لتصل إلى السادسة مساء في منزل زوجة الفقيد أبي
محمد
التي تقضي اليوم الأول بعد رحيل زوجها الشاب إلى جوار ربه , ولسان حالها تجاهه
وهي ترمق صخب الدنيا :
جاورتُ أعدائي وجاور ربه ....... شتان بين جواره وجواري
امتلأ البيت بالمعزين رجالا ونساء صغارا وكبارا ...
اصبري يا أم محمد واحتسبي , وعسى الله أن يريك في محمد ذي الثلاثة أعوام خير
خلف لأبيه ...
وهكذا قضى الله أن يقضي محمد طفولته يتيم الأب , غير أن رحمة الله أدركت هذا
الغلام , فحنَّن عليه قلب أمه فكانت له أما وأبا ..
تمر السنون ويكبر الصغير وينتظم دارسا في المرحلة الابتدائية ..
ولما كُرِّم متفوقا في نهاية السنة السادسة
أقامت له أمه حفلا رسم البسمة في وجوه من حضر .. ولما أسدل الليل ستاره وأسبل
الكون دثاره ,,
سارَّتْه أمه أن يا بني ليس بِخافٍ عليك قلَّة ذاتِ اليد-ضيق الحالة المادية
عندنا , لكني عزمت أن أعمل في نسج الثياب وبيعها , وكل مناي أن تكمل الدراسة
حتى الجامعة وأنت في خير حال ..
بكى الطفل وهو يحضن أمه قائلا ببراءة الأطفال :
ماما إذا دخلت الجنة إن شاء الله سأخبر أبي بمعروفك الكبير معي ..
تغالب الأم دموعها مبتسمة لوليدها ..
وتمر السنون ويدخل محمد الجامعة ولا تزال أمه تنسج الثياب وتبيعها حتى كان ذلك
اليوم ...
دخل محمد البيت عائدا من أحد أصدقائه فأبكاه المشهد ..وجد أمه وقد رسم الزمن
على وجهها تجاعيد السنين .. وجدها نائمة وهي تخيط ,
لا يزال الثوب بيدها ..كم تعبت لأجل محمد ! كم سهرت لأجل محمد !
لم ينم محمد ليلته تلك ولم يذهب للجامعة صباحا ..عزم أن يؤجل انتسابه في
الجامعة ويجد له عملا ليريح أمه من هذا العناء ..
غضبت أمه وقالت : إن رضاي يا محمد أن تكمل الجامعة منتظما وأعدك أن أترك
الخياطة إذا توظفت بعد الجامعة.. وهذا ما حصل فعلا ..
هاهو محمد يتهيأ لحفل التخرج ممنيا نفسه بوظيفة مرموقة يُسعد بها والدته وهذا
ما حصل فعلا ..
محمد في الشهر الأول من وظيفته وأمه تلملم أدوات الخياطة لتهديها لجارتها
المحتاجة ,
محمد يعد الأيام لاستلام أول راتب وقد غرق في التفكير : كيف يرد جميل أمه !
أيسافر بها ! أيسربلها ذهبا !
لم يقطع عليه هذا التفكير إلا دخول والدته عليه وقد اصفر وجهها من التعب ,
قالت يا بني أشعر بتعب في داخلي لا أعلم له سببا ,
هب محمد لإسعافها , حال أمه يتردى , أمه تدخل في غيبوبة , نسي محمد نفسه ..
نسي عمله ..
ترك قلبه عند أمه لا يكاد يفارقها , لسان حاله :
فداك النفس يا أمي .... فداك المال والبدن
وكان ما لم يدر في حسبان محمد .. هاهي الساعة تشير إلى العاشرة صباحا ,,
محمد يخرج من عمله إلى المستشفى , ممنيا نفسه بوجه أمه الصبوح ريّاناً
بالعافية ,
وعند باب القسم الخاص بأمه استوقفه موظف الاستقبال وحثه على الصبر والاحتساب
..
صعق محمد مكانه ! فقد توازنه ! وكان أمر الله قدرا مقدورا ,
شيع أمه المناضلة لأجله , ودفن معها أجمل أيامه , ولحقت بزوجها بعد طول غياب ,
وعاد محمد يتيم الأبوين .
انتهى الشهر الأول ونزل الراتب الأول لحساب محمد .. لم تطب نفسه به , ما قيمة
المال بلا أم !
هكذا كان يفكر حتى اهتدى لطريق من طرق البر عظيم , وعزم على نفسه أن يرد جميل
أمه حتى وهي تحت التراب ,
عزم محمد أن يقتطع ربع راتبه شهريا ويجعله صدقة جارية لوالدته , وهذا ما حصل
فعلا ..
حفر لها عشرات الآبار وسقى الماء وبالغ في البر والمعروف , ولم يقطع هذا
الصنيع أبدا حتى شاب عارضاه وكبر ولده ولا يزال الربع مُوقفاً لأمه ,
كانت أكثر صدقاته في برادات الماء عند أبواب المساجد ..
وفي يوم من الأيام وجد عاملا يقوم بتركيب برادة عند المسجد الذي يصلي فيه محمد
..
عجب محمد من نفسه ! كيف غفلت عن مسجد حينا حتى فاز به هذا المحسن !! فرح
للمحسن وندم على نفسه !
حتى *بادره إمام المسجد من الغد شاكرا وذاكرا معروفه في السقيا !
قال محمد لكني لم أفعل ذلك في هذا المسجد ! قال بلى جاءني ابنك عبد الله – وهو
شاب في المرحلة الثانوية - وأعطاني المبلغ قائلا :
هذا سأوقفه صدقة جارية لأبي , ضعها في برادة ماء , عاد الكهل محمد لابنه عبد
الله مسرورا بصنيعه !
سأله كيف جئت بالمبلغ ! ليفاجأ بأن ابنه مضى عليه خمس سنوات يجمع الريال إلى
الريال حتى استوفى قيمة البرادة !
وقال : رأيتك يا أبي منذ خرجتُ إلى الدنيا تفعل هذا بوالدتك .. فأردت أن أفعله
بوالدي ..
ثم بكى عبد الله وبكى محمد ولو نطقت تلك الدمعات لقالت :
إن بركة بر الوالدين تُرى في الدنيا قبل الآخرة !
........
وبعد ,, فيا أيها الأبناء ..
بروا آباءكم .. ولو ماتوا .. يبركم أبناؤكم
|
01-24-2017, 01:25 AM
|
|
مدير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,050
|
|
قال لزوجته : اتركي أمي بمكانها حتى يأتي من يأخذها ويخلصنا منها أو تموت !!لكن ..
كان هناك عرب يسكنون الصحراء طلباً للمرعى لمواشيهم، ومن عادة العرب التنقل من مكان إلى مكان حسب ما يوجد العشب والكلأ والماء، وكان من بين هؤلاء العرب رجل له أم كبيرة في السن وهو وحيدها، وهذه الأم تفقد ذاكرتها في أغلب الأوقات نظرا لكبر سنها، فكانت تهذي بولدها فلا تريده يفارقها، وكان تخريفها يضايق ولدها منها ومن تصرفها معه ، وسيقلل من قدره عند قومه ! هكذا كان نظره القاصر .
وفي أحد الأيام أراد عربه أن يرحلوا لمكان آخر ،
فقال لزوجته: إذا ذهبنا غداً ، اتركي أمي بمكانها واتركي عندها زادا وماءا حتى يأتي من يأخذها ويخلصنا منها أو تموت !!
فقالت زوجته : أبشر سوف أنفذ أوامرك .
شد العرب من الغد ومن بينهم هذا الرجل ..
تركت الزوجة أم زوجها بمكانها كما أراد زوجها ، ولكنها فعلت أمرا عجبا ، لقد تركت ولدهما معها مع الزاد والماء ، وكان لهما طفل في السنة الأولى من عمره وهو بكرهما وكان والده يحبه حبا عظيما ، فإذا استراح في الشق طلبه من زوجته ليلاعبه ويداعبه .
سار العرب وفي منتصف النهار نزلوا يرتاحون وترتاح مواشيهم للأكل والرعي ، حيث إنهم من طلوع الشمس وهم يسيرون .
جلس كل مع أسرته ومواشيه ، فطلب هذا الرجل ابنه كالعادة ليتسلى معه .فقالت زوجته : تركته مع أمك ، لانريده .
قال : ماذا ؟ وهو يصيح بها !
قالت : لأنه سوف يرميك بالصحراء كما رميت أمك .
فنزلت هذه الكلمة عليه كالصاعقة ، فلم يرد على زوجته بكلمة واحدة لأنه رأى أنه أخطأ فيما فعل مع أمه .
أسرج فرسه وعاد لمكانهم مسرعا عساه يدرك ولده وأمه قبل أن تفترسهما السباع ، لأن من عادة السباع والوحوش الكاسرة إذا شدت العربان عن منازلها تخلفهم في أمكنتهم فتجد بقايا أطعمة وجيف مواش نافقة فتأكلها .
وصل الرجل إلى المكان وإذا أمه ضامة ولده إلى صدرها مخرجة رأسه للتنفس ، وحولها الذئاب تدور تريد الولد لتأكله ، والأم ترميها بالحجارة ، وتقول لها : ابتعدي هذا ولد فلان .
وعندما رأى الرجل ما يجري لأمه مع الذئاب قتل عددا منها وهرب الباقي،
حمل أمه وولده بعدما قبل رأس أمه عدة قبلات وهو يبكي ندما على فعلته ، وعاد بها إلى قومه ، فصار من بعدها بارا بأمه لا تفارق عينه عينها .
وصار إذا شدت العرب لمكان آخر يكون أول ما يحمل على الجمل أمه ويسير خلفها على فرسه كما زاد معزة زوجته عنده لفعلتها الذَّكيَّة، والَّتي علمته درسًا لن ينساه أبدًا
اللهم ارزقنا البر بوالدينا
|
01-24-2017, 01:25 AM
|
|
مدير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,050
|
|
أيها الأبناء ..
بروا آباءكم .. ولو ماتوا .. يبركم أبناؤكم
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }الأحقاف15
قصة قصيرة رائعة
هاهي عقارب الساعة تزحف ببطء لتصل إلى السادسة مساء في منزل زوجة الفقيد أبي
محمد
التي تقضي اليوم الأول بعد رحيل زوجها الشاب إلى جوار ربه , ولسان حالها تجاهه
وهي ترمق صخب الدنيا :
جاورتُ أعدائي وجاور ربه ....... شتان بين جواره وجواري
امتلأ البيت بالمعزين رجالا ونساء صغارا وكبارا ...
اصبري يا أم محمد واحتسبي , وعسى الله أن يريك في محمد ذي الثلاثة أعوام خير
خلف لأبيه ...
وهكذا قضى الله أن يقضي محمد طفولته يتيم الأب , غير أن رحمة الله أدركت هذا
الغلام , فحنَّن عليه قلب أمه فكانت له أما وأبا ..
تمر السنون ويكبر الصغير وينتظم دارسا في المرحلة الابتدائية ..
ولما كُرِّم متفوقا في نهاية السنة السادسة
أقامت له أمه حفلا رسم البسمة في وجوه من حضر .. ولما أسدل الليل ستاره وأسبل
الكون دثاره ,,
سارَّتْه أمه أن يا بني ليس بِخافٍ عليك قلَّة ذاتِ اليد-ضيق الحالة المادية
عندنا , لكني عزمت أن أعمل في نسج الثياب وبيعها , وكل مناي أن تكمل الدراسة
حتى الجامعة وأنت في خير حال ..
بكى الطفل وهو يحضن أمه قائلا ببراءة الأطفال :
ماما إذا دخلت الجنة إن شاء الله سأخبر أبي بمعروفك الكبير معي ..
تغالب الأم دموعها مبتسمة لوليدها ..
وتمر السنون ويدخل محمد الجامعة ولا تزال أمه تنسج الثياب وتبيعها حتى كان ذلك
اليوم ...
دخل محمد البيت عائدا من أحد أصدقائه فأبكاه المشهد ..وجد أمه وقد رسم الزمن
على وجهها تجاعيد السنين .. وجدها نائمة وهي تخيط ,
لا يزال الثوب بيدها ..كم تعبت لأجل محمد ! كم سهرت لأجل محمد !
لم ينم محمد ليلته تلك ولم يذهب للجامعة صباحا ..عزم أن يؤجل انتسابه في
الجامعة ويجد له عملا ليريح أمه من هذا العناء ..
غضبت أمه وقالت : إن رضاي يا محمد أن تكمل الجامعة منتظما وأعدك أن أترك
الخياطة إذا توظفت بعد الجامعة.. وهذا ما حصل فعلا ..
هاهو محمد يتهيأ لحفل التخرج ممنيا نفسه بوظيفة مرموقة يُسعد بها والدته وهذا
ما حصل فعلا ..
محمد في الشهر الأول من وظيفته وأمه تلملم أدوات الخياطة لتهديها لجارتها
المحتاجة ,
محمد يعد الأيام لاستلام أول راتب وقد غرق في التفكير : كيف يرد جميل أمه !
أيسافر بها ! أيسربلها ذهبا !
لم يقطع عليه هذا التفكير إلا دخول والدته عليه وقد اصفر وجهها من التعب ,
قالت يا بني أشعر بتعب في داخلي لا أعلم له سببا ,
هب محمد لإسعافها , حال أمه يتردى , أمه تدخل في غيبوبة , نسي محمد نفسه ..
نسي عمله ..
ترك قلبه عند أمه لا يكاد يفارقها , لسان حاله :
فداك النفس يا أمي .... فداك المال والبدن
وكان ما لم يدر في حسبان محمد .. هاهي الساعة تشير إلى العاشرة صباحا ,,
محمد يخرج من عمله إلى المستشفى , ممنيا نفسه بوجه أمه الصبوح ريّاناً
بالعافية ,
وعند باب القسم الخاص بأمه استوقفه موظف الاستقبال وحثه على الصبر والاحتساب
..
صعق محمد مكانه ! فقد توازنه ! وكان أمر الله قدرا مقدورا ,
شيع أمه المناضلة لأجله , ودفن معها أجمل أيامه , ولحقت بزوجها بعد طول غياب ,
وعاد محمد يتيم الأبوين .
انتهى الشهر الأول ونزل الراتب الأول لحساب محمد .. لم تطب نفسه به , ما قيمة
المال بلا أم !
هكذا كان يفكر حتى اهتدى لطريق من طرق البر عظيم , وعزم على نفسه أن يرد جميل
أمه حتى وهي تحت التراب ,
عزم محمد أن يقتطع ربع راتبه شهريا ويجعله صدقة جارية لوالدته , وهذا ما حصل
فعلا ..
حفر لها عشرات الآبار وسقى الماء وبالغ في البر والمعروف , ولم يقطع هذا
الصنيع أبدا حتى شاب عارضاه وكبر ولده ولا يزال الربع مُوقفاً لأمه ,
كانت أكثر صدقاته في برادات الماء عند أبواب المساجد ..
وفي يوم من الأيام وجد عاملا يقوم بتركيب برادة عند المسجد الذي يصلي فيه محمد
..
عجب محمد من نفسه ! كيف غفلت عن مسجد حينا حتى فاز به هذا المحسن !! فرح
للمحسن وندم على نفسه !
حتى *بادره إمام المسجد من الغد شاكرا وذاكرا معروفه في السقيا !
قال محمد لكني لم أفعل ذلك في هذا المسجد ! قال بلى جاءني ابنك عبد الله – وهو
شاب في المرحلة الثانوية - وأعطاني المبلغ قائلا :
هذا سأوقفه صدقة جارية لأبي , ضعها في برادة ماء , عاد الكهل محمد لابنه عبد
الله مسرورا بصنيعه !
سأله كيف جئت بالمبلغ ! ليفاجأ بأن ابنه مضى عليه خمس سنوات يجمع الريال إلى
الريال حتى استوفى قيمة البرادة !
وقال : رأيتك يا أبي منذ خرجتُ إلى الدنيا تفعل هذا بوالدتك .. فأردت أن أفعله
بوالدي ..
ثم بكى عبد الله وبكى محمد ولو نطقت تلك الدمعات لقالت :
إن بركة بر الوالدين تُرى في الدنيا قبل الآخرة !
........
وبعد ,, فيا أيها الأبناء ..
بروا آباءكم .. ولو ماتوا .. يبركم أبناؤكم
|
02-08-2017, 05:59 PM
|
|
مدير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,050
|
|
الملكة والحشرة الشريرة
في يوم من الأيام اجتمعت مجموعة من النحل، واتفقت فيما بينها على أن تبنى بيتًا جميلاً تعيش فيه، وتعاونت مجموعة النحل، وبنت البيت، وكان بيتًا جميلاً منظمًا وقد فرحوا بهذا البيت الجديد فرحًا كبيرًا . نحلة1 : الحمد لله لقد انتهينا من بناء البيت الجديد . نحلة 2 : هيا نلعب.. هيا نفرح.. هيا نطير حول البيت . نحلة 3 : إنه بيت جميل . النحل : هاها .. هاها .. هاها .. هاها . ملكة النحل : هيا نلعب.. ونغني فرحًا بالبيت الجديد . بيتي بيتي أحلى بيت .. أقضي فيه أجمل وقت الآن كفى لعبًا، لقد جاء وقت العمل، فهيا إلى العمل، سأقسمكم إلى ثلاث مجموعات : المجموعة الأولى تقوم بحراسة البيت، والمجموعة الثانية تنظف البيت، أما المجموعة الثالثة فعليها أن تذهب لتجمع رحيق الأزهار . النحل "يغني" : هيا إلى العمل هيا إلى العمل هيا إلى العمل هيا إلى العمل كبيرة الحراس : انتبهوا جيدًا أيها النحل، فنحن مجموعة الحراسة . نحلة : نحن منتبهون . كبيرة الحراس : يا إلهي ! ما هذا ؟ إني أرى حشرة كبيرة تقف عند مدخل الخلية، إنها قادمة إلينا تضرب الحراس، إنها تقضي على كل نحلة تقترب منها، سأذهب إلى ملكة النحل وأخبرها. كبيرة الحراس : سيدتي الملكة .. سيدتي الملكة . الملكة : من ينادي ؟ كبيرة الحراس : أنا كبيرة الحراس . الملكة : لماذا تركت عملك . كبيرة الحراس : سيدتي الملكة .. سيدتي الملكة . الملكة : ماذا حدث ؟ تكلمي . كبيرة الحراس (مضطربة): لقد هاجمت حشرة كبيرة بيتنا، وقتلت بعض الحراس الملكة : يا لها من حشرة شريرة، سأذهب إليها وآمرها بالخروج . ملكة النحل : اخرجي من هنا أيتها الحشرة الشريرة .. اخرجي . الحشرة : هاها .. هاها .. لن أخرج من هنا .. لن أخرج فهذا بيت جميل ونظيف ومرتب، وفيه كل ما أحتاج إليه من الغذاء والشراب .. هاها .. (بسخرية) ابحثوا لكم عن بيت غيره. الملكة : إنك حشرة شريرة ولن تنفعك قوتك . الحشرة الشريرة (تضحك) :هاها .. هاها .. هاها . طلبت ملكة النحل عقد اجتماع عاجل لكل أفراد مملكة النحل . الوزير : يا سيدتي الملكة .. لقد حضر جميع أفراد مملكة النحل . الملكة : حسنًا .. إخواني النحل .. لقد دعوتكم للاجتماع؛ لنتشاور في أمر الحشرة الشريرة التي دخلت بيتنا، وقتلت بعض أخواتكم، واستقرت في غرفة جمع العسل، ورفضت الخروج، وستأكل طعامنا وشرابنا !! نحلة 1 : الويل لهذه الحشرة الشريرة !! نحلة 2 : الويل لها .. سأقتلها . ملكة النحل : انتظروا .. انتظروا .. فهي قوية جدًّا .. ولن تتغلب عليها نحلة أو حتى مجموعة من النحل . نحلة 3 : هل هذا يعني أن نترك لها بيتنا ؟! الملكة : لا .. لا .. لا .. لا مفر أمامنا من القضاء على الحشرة الشريرة، وقد أعددت خطة لذلك، سنلتقي جميعًا عند غرفة جمع العسل في المساء بعد أن تنام الحشرة الشريرة، ونبدأ مهاجمتها في وقت واحد، ومن كل الجهات: من الأمام والخلف واليمين واليسار، وبفضل الله ثم بتعاوننا سننتصر إن شاء الله . أفراد المملكة : سننتصر .. سننتصر إن شاء الله . وفى المساء بدأ الهجوم . نحلة : لقد حانت ساعة الصفر .. ونحن جاهزون أيتها الملكة . الملكة : قائد المجموعة الأولى . قائد المجموعة الأولى : نعم .. أمرك يا سيدتي الملكة . الملكة :على بركة الله .. ابدأ الهجوم . الملكة : اضربوا .. اضربوا بقوه . نحلة 1 : خذي أيتها الحشرة الشريرة . نحلة 2 : خذي فوق رأسك . نحلة 3 : خذي فوق صدرك . نحلة 1 : خذي الحشرة : آه .. آه .. آه .. بطني، ذراعي، رأسى، رجلي، آه .. آه سأموت .. سأموت. ملكة النحل : أوقفوا القتال .. لقد قضينا على الحشرة الشريرة، لقد نصرنا الله . أفراد مملكة النحل : الحمد لله .. لقد عاد لنا بيتنا الحبيب .. وسنحافظ عليه دائمًا إن شاء الله . هنا
التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 02-08-2017 الساعة 06:04 PM
|
08-05-2018, 01:15 AM
|
|
مدير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,050
|
|
يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم..
مشى الفتى أربعين يومًا حتى وصل إلى قصر جميل على قمة جبل.. و فيه يسكن الحكيم الذي يسعى إليه..
و عندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعًا كبيرًا من الناس..انتظر الشاب ساعتين حين يحين دوره..
أنصت الحكيم بانتباه إلى الشاب ثم قال له: الوقت لا يتسع الآن و طلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر و يعود لمقابلته بعد ساعتين..
و قال الحكيم و هو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت:
امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك و حاذر أن ينسكب منها الزيت.
أخذ الفتى يصعد سلالم القصر و يهبط مثبتا عينيه على الملعقة..
ثم رجع لمقابلة الحكيم وسأله: هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟..
هل رأيت الحديقة الجميلة؟..
و هل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟..
ارتبك الفتى و اعترف له بأنه لم ير شيئًا،فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة..
فقال الحكيم: ارجع وتعرف على معالم القصر.. فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه..
عاد الفتى يتجول في القصر منتبهًا إلى الروائع الفنية المعلقة على الجدران.. شاهد الحديقة و الزهور الجميلة..
و عندما رجع إلى الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأى..
فسأله الحكيم: و لكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك؟..
نظر الفتى إلى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا..
فقال له الحكيم: تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك سر السعادة
فهم الفتى مغزى القصة - منقول بتصرف -
لا تجعل هدفك وغايتك يعوقها شيء مما حولك،
مَن كان همُّه الآخرةَ والنجاة لن تلهيه الدنيا ومتاعها الزائف عن هدفه
مَن كان همُّه الآخرةَ جمَع اللهُ شملَه وجعَل غِناه في قلبِه وأتَتْه الدنيا وهي راغمةٌ،فمن أراد الدنيا والآخرة فعليه بتقوى الله والعلم النافع والعمل الصالح
قال صلى الله عليه وسلم "نضَّر اللهُ امرَءًا سمِع منا حديثًا فحفِظه حتى يبلغَه غيرَه فإنه رُبَّ حاملِ فِقهٍ ليس بفقيهٍ ، ورُبَّ حاملِ فِقهٍ إلى مَن هو أفقهُ منه ثلاثُ خصالٍ ، لا يُغَلُّ عليهِنَّ قلبُ مسلمٍ أبدًا : إخلاصُ العملِ للهِ ومناصحةُ وُلاةِ الأمرِ ولُزومُ الجماعةِ ، فإنَّ دعوتَهم تُحيطُ مِن ورائِهم وقال : مَن كان همُّه الآخرةَ جمَع اللهُ شملَه وجعَل غِناه في قلبِه وأتَتْه الدنيا وهي راغمةٌ ، ومَن كانتْ نيتُه الدنيا فرَّق اللهُ عليه ضيعتَه وجعَل فقرَه بين عينَيه ولم يأتِه منَ الدنيا إلا ما كُتِب له وسأَلنا عنِ الصلاةِ الوُسطى وهي الظهرُ" .الراوي : زيد بن ثابت - المحدث : الوادعي- المصدر : الصحيح المسند-الصفحة أو الرقم: 358 - خلاصة حكم المحدث : صحيح ، رجاله ثقات- الدرر السنية-
|
08-05-2018, 01:28 AM
|
|
مدير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,050
|
|
السعادة في العطاء
في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة. كلاهما معه مرض عضال. أحدهما كان مسموحًا له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميًّا بعد العصر. ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة. أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقيًا على ظهره طوال الوقت
كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام، دون أن يرى أحدهما الآخر، لأن كلاً منهما كان مستلقيًا على ظهره ناظرًا إلى السقف. تحدثا عن أهليهما، وعن بيتيهما، وعن حياتهما، وعن كل شيء.
وفي كل يوم بعد العصر ، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب ، وينظر في النافذة فيستبشر بالجو الصحو و....، ويحدث صاحبه عن العالم الخارجي في تصوره . وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول ، لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج : فيصف له رحلة إلى الحديقة :كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط . والأولاد صنعوا زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء. وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها في البحيرة. والجميع يتمشى حول حافة البحيرة. وهناك آخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة. ومنظر السماء كان بديعًا يسر الناظرين
وفيما يقوم الأول بعملية الوصف هذه ينصت الآخر في ذهول لهذا الوصف الدقيق الرائع. ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر البديع للحياة خارج المستشفى.
ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه. وفي أحد الأيام جاء الممرض صباحًا لخدمتهما كعادته، فوجد المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل. ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرض عبر الهاتف وهو يطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة. فحزن على صاحبه أشد الحزن.
وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرض أن ينقل سريره إلى جانب النافذة لعله يتخيل ويستعيد كلام رفيقه . ولما لم يكن هناك مانع فقد أجاب طلبه. ولما حانت ساعة بعد العصر وتذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده. ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة. وتحامل على نفسه وهو يتألم، ورفع رأسه رويدًا رويدًا مستعينًا بذراعيه، ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالم الخارجي لعله يرى السماء والجو الصحو فيتذكر أحاديثه مع صاحبه. وهنا كانت المفاجأة!!. لم ير أمامه إلا جدارًا أصم من جدران المستشفى، فقد كانت النافذة على ساحة داخلية.
نادى الممرض وسأله إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها، فأجابت إنها هي!! فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة. ثم سألته عن سبب تعجبه، فقص عليه ما كان يفعله صاحبه وهو ينظر إلى النافذة وما كان يقص له من ذكريات جميلة.
كان تعجب الممرض أكبر، إذ قال له: ولكن المتوفى كان أعمى، ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم، ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تُصاب باليأس فتتمنى الموت.
ألست تسعد إذا جعلت الآخرين سعداء؟
إذا جعلت الناس سعداء فستتضاعف سعادتك ، ولكن إذا وزعت الأسى عليهم فسيزداد حزنك.
إن الناس في الغالب ينسون ما تقول ، وفي الغالب ينسون ما تفعل ، ولكنهم لن ينسوا أبدًا الشعور الذي أصابهم من قِبلك. فهل ستجعلهم يشعرون بالسعادة أم غير ذلك.
*قال صلى الله عليه وسلم"أَحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ ، أو تَكشفُ عنه كُربةً ، أو تطرد عنه جوعًا ، أو تقضي عنه دَيْنًا"الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب -الصفحة أو الرقم: 955 - خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره- الدرر السنية-
التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 08-06-2018 الساعة 02:48 AM
|
08-27-2018, 06:14 AM
|
|
مدير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,050
|
|
القارب العجيب
تحدى أحد الملحدين- الذين لا يؤمنون بالله- علماء المسلمين في أحد البلاد ،فاختاروا أذكاهم ليرد عليه، وحددوا لذلك موعدا.
وفي الموعد المحدد ترقب الجميع وصول العالم، لكنه تأخر.
فقال الملحد للحاضرين:
لقد هرب عالمكم وخاف، لأنه علم أني سأنتصر عليه، وأثبت لكم أن الكون ليس له إله !
وأثناء كلامه حضر العالم المسلم واعتذر عن تأخره
تم قال: وأنا في الطريق إلى هنا، لم أجد قاربا أعبر به النهر
وانتظرت على الشاطئ، وفجأة ظهرت في النهر ألواح من الخشب
وتجمعت مع بعضها بسرعة ونظام حتى أصبحت قاربا، ثم اقترب القارب مني، فركبته وجئت إليكم.
فقال الملحد: إن هذا الرجل مجنون
فكيف يتجمع الخشب ويصبح قاربا دون أن يصنعه أحد
وكيف يتحرك بدون وجود من يحركه؟!
فتبسم العالم، وقال: فماذا تقول عن نفسك. من خلقك؟ وأنت تقول: إن هذا الكون العظيم الكبير بلا إله؟!
=هنا=
|
11-18-2018, 09:04 AM
|
|
مدير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,050
|
|
التلميذ المجتهد
لما انتهى الأستاذ من شرح الدرس ، أخذ يسأل تلاميذه ، فلم يجيبوا ، ولكنهم سمعوا الإجابة الصحيحة تأتي من الشارع .
فأسرع الأستاذ إلى النافذة ، فرأى راعيًا يتطلع إليه ، فقال الأستاذ للراعي : أأنت الذي أجبت عن سؤالي ؟ قال الراعي : نعم يا سيدي .
قال الأستاذ : وأين تعلمت ؟ قال الراعي : هنا يا سيدي ، حين كنت تلقي دروسك ، كنت أجلس تحت النافذة ، وأصغي لما تقول ، قال الأستاذ : ولم فعلت هذا ؟
قال الراعي : لأن أبي فقير ، لا يقدر أن يستغني عن مساعدتي .
وواظب الراعي على الجلوس تحت النافذة ، واستمر يتعلم ويتعلم ، حتى صار من كبار العلماء في بلاده !
منقول =* =
همة عالية لطلب العلم وتخطي للمعوقات ،فلنجتهد ونجاهد ونتخطى الصعوبات ، لم يقل أريد درس خصوصي ووووولكن جاهد وصدق وصبر فنال بغيته.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"من سلَكَ طريقًا يلتمسُ فيهِ علمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ"الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي- الصفحة أو الرقم: 2646 - خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =
"مَنْ سَلَكَ"، أي: دَخَلَ أو مَشَى طَريقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلمًا، وهو يَشْمَلُ الطَّريقَ الحِسِّيَّ الَّذي تَقْرَعُهُ الأقدامُ مِثْلَ أن يأتيَ الإنسانُ مِن بَيتِه إلى مَكانِ العِلمِ، سَواءٌ كان مَكانَ العِلمِ مَسجِدًا أو مَدرَسَةً أو كُلِّيَّةً أو غَيرَ ذلك، سَهَّلَ اللهُ له به طَريقًا إلى الجَنَّةِ.الدرر =
مع مراعاة استحضار نية تحصيل هذا العلم ابتغاء وجه الله ، فضبط النية تحصل بها عظيم الأجر .
اللهم إنا نسألك علمًا نافعًا .
|
11-18-2018, 09:05 AM
|
|
مدير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,050
|
|
التلميذ الكسلان
كان حسن تلميذًا كسلان : يكره الدرس والعمل ، ولا يحب الذهاب إلى المدرسة ؛ وفي الصباح يخرج من البيت ليذهب إلى المدرسة ، فإذا وصل إليها تركها وذهب إلى الحقل ليلعب هناك .
لم يجد حسن بالحقل أحدًا يلعب معه ، فقابل كلبًا وقال له : أيها الكلب ، تعال نلعب معًا !
فقال الكلب : ليس عندي وقت للعب ؛ إن الغنم تنتظرني لأحرسها من الذئب واللصوص .
مشى حسن في الحقل ، حتى رأى طائرًا فقال له : أيها الطائر ، تعال وغن لي بصوتك الجميل !
فأجابه الطائر : كيف أغني لك يا سيدي ، وعشي ينتظرني لأبنيه !
استمر حسن في سيره ، حتى رأى نحلة ، فقال لها : أرجو أيتها النحلة أن تجلسي وتلعبي معي .
فأجابته النحلة : كيف ألعب معك يجب أن أسرع وأجمع العسل .
فكر حسن في الأمر ، فوجد نفسه الوحيد الذي يكره العمل ؛وأن ليس له فائدة لاينفع ولا ينتفع فقرر ألا يغضب أبويه لأن الله أمره ببر الوالدين ، وقرر الذهاب إلى المدرسة والانتظام لينفع نفسه وكل من يحبهم .
واجتهد ونجح وأسعد والديه ونفع نفسه ومجتمعه .
يحظى العمل في الإسلام بمنزلة خاصة واحترام عظيم ، ويكفي في إظهار قيمته ما قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “ إن قامَتِ السَّاعةُ وبِيَدِ أحدِكم فَسِيلةٌ فإنِ استطاع ألَّا تقومَ حتَّى يغرِسَها، فليفعَلْ”.
الراوي : أنس بن مالك - المحدث : الوادعي - المصدر : الصحيح المسند-
الصفحة أو الرقم: 34 - خلاصة حكم المحدث : صحيح ، رجاله رجال الصحيح= الدرر =
، وهو “دليل على أن العمل مطلوب لذاته ، وأن على المسلم أن يظل عاملًا منتجًا في كل مجالات الحياة التي تتاح له فينتظم ويتقن دراسته ويعمل ويتقن عمله ابتغاء مرضاة الله ، حتى تنفد آخر نقطة زيت في سراج الحياة.
شرح الحديث:
شَجَّعَتِ الشَّريعَةُ الإسْلاميَّةُ على إعْمارِ الأرضِ وزِراعَتِها، كما رغَّبَتِ المُسلِمَ ليكونَ إيجابِيًّا في كُلِّ أحْوالِه، وأنْ يكونَ نافِعًا لنَفْسِهِ ولغَيْرِه، وقد حَثَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على كُلَّ فِعلٍ من أفعالِ البِرِّ والإحْسانِ والصَّدَقَةِ والنَّفْعِ للغير حتَّى ولو لم يَرَ الفاعلُ ثَمرتَه، كما قال في هذا الحَديثِ: "إنْ قامَتِ السَّاعَةُ "، أي: إذا ظَنَّ أحَدُكُم ظَنًّا أكيدًا أنَّ القِيامَةَ بأشْراطِها ومُواصَفاتِها قد قامَتْ "وفي يَدِ أحَدِكُم فَسِيلَةٌ"، أي: نَبْتَةٌ صَغيرةٌ مِنَ النَّخْلِ، "فإنِ اسْتَطاعَ أنْ لا تَقومَ حتى يَغْرِسَها فلْيَغْرِسْها"، أي: يَزْرَعُها في التُّرْبَةِ، ولا يَتْرُكُ عَمَلَ الخَيْرِ والنَّفْعِ، وهذه مُبالَغَةٌ وحَثٌّ على فِعلِ الخَيْرِ حتى في أحْلَكِ الظُّروفِ، ولو ظَنَّ صاحِبُه انْعِدامَ الانْتِفاعِ به، ومِن أنْواعِ الخَيْرِ غَرْسُ الأَشْجارِ وحَفْرُ الآبارِ لتَبْقَى الدُّنْيا عامِرَةً إلى آخِرِ أَمَدِها، فكما غَرَسَ غَيْرُك ما شَبِعْتَ به؛ فاغْرِسْ لِمَنْ يَجِيءُ بعدَك، وقد ذَكَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أحاديثَ أُخْرى فَضْلَ الغَرْسِ والزَّرْعِ، لِمَا فيه من إِطْعامِ الناسِ والطَّيْرِ والدَّوابِّ، ولِمَا فيه من تَوْفيرِ الأقْواتِ، وكما يَدُلُّ هذا الحَديثُ على أنَّ عَمَلَ الإنْسانِ الخَيْرَ بيَدِهِ أَمْرٌ مَحْمودٌ.
وفي الحَديثِ: الحضُّ على استمراريَّةِ العملِ في الخَيرِ إلى آخِرِ لَحظةٍ في العُمُرِ .الدرر =
|
11-18-2018, 09:06 AM
|
|
مدير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,050
|
|
الشمعة والفانوس
لم يكن يوجد بأحد الشوارع المظلمة ، سوى فانوس بداخله شمعة باهتة الضوء ؛ فكان على المارين أن ينيروا طريقهم بعود الكبريت ، أو بفتيل القداحة ، أو بمصباح يدوي .
وذات ليلة قالت الشمعة للفانوس : لماذا تحبسني بين جدرانك ؟ إن زجاجك يجعل نوري باهتا ؛ هيا افتح لي بابك ، حتى أخرج لكي أضيء هذا الطريق المظلم !
فأجابها الفانوس : إن نورك يظهر قويا وأنت في الداخل . قالت الشمعة : كلا ! إنني أريد أن أظهر نوري للدنيا ، وأنافس مصابيح الأرض ، ونجوم السماء !
فتح الفانوس بابه ، وخرجت الشمعة ، ثم هبت الريح ، فانطفأ نور الشمعة واختفى ؛ فقالت الشمعة بألم وحزن : من أنا حتى أنافس المصابيح الكهربائية ، والقمر والنجوم ، لقد كنت مغرورة ، وقد أهلكني غرورري .
حكمة : أن تضيء شمعة صغيرة خير لك من أن تنفق عمرك تلعن الظلام.
قال تعالى" يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ غڑوَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ "البقرة: 269
قال ابن القيِّم: الحِكْمَة: فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي . مدارج السالكين. 2/ 449.
فالحِكْمة ، هي : اسم جامع لكل ما يمنع من الوقوع في الخطأ ، وذلك بوضع كل شيء في مكانه المناسب.
فلابد من تقدير عواقب كل فعل قبل الإقدام عليه ، بالاستخارة والاستشارة أي استشارة من هو أعلم منا .
فلو سمعت الشمعة كلام الفانوس الذي هو أعلم منها ما هلكت وانطفأ نورها ، لكنها لم تقدر العواقب التي تواجهها خارج الفانوس .
اللهم إنا نسألك الحكمة في كل أمورنا.
منقول بتصرف وزيادات
|
أدوات الموضوع |
|
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 06:18 AM بتوقيت مسقط
Powered & Developed By Advanced Technology
| |