|
|
|
|
02-19-2012, 11:02 PM
|
|
مدير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,050
|
|
قصص وعبر
التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 03-19-2017 الساعة 11:12 PM
|
02-21-2012, 02:38 AM
|
|
مدير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,050
|
|
طفلة معوقة -المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة اليوم ، تعطينا موعظة عظيمة ، وأن القوة
مستمدة من لاحول ولا قوة إلا بالله
1 - المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن
الضعيف . وفي كل خير . احرص على ما ينفعك
واستعن بالله . ولا تعجز . وإن أصابك شيء فلا تقل :
لو أني فعلت كان كذا وكذا . ولكن قل : قدر الله .
وما شاء فعل .
فإن لو تفتح عمل الشيطان
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر:
صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2664
خلاصة حكم المحدث: صحيح
هنا
نعيش القصة مع صاحبة البلاء التي سمت عن ضعفها
وقهرت اليأس
أنا الطفلة الثالثة لأمي التي ولدتني و هي في العشرين , و عندما ولدت أخذتني الممرضات إلى حجرة أخرى قبل أن تراني أمي , ثم أخبرتها الطبيبة التي أشرفت على عملية الولادة بأن ذراعي اليسرى غير كاملة , حيث إن الجزء الذي أسفل المرفق غير موجود , ثم نصحتها قائلة : " لا تعامليها بشكل مختلف عن أخواتها الأخريات , بل اطلبي منها أن تقوم بأشياء أكثر منهن " . و بالفعل عملت أمي بنصيحة الطبيبة .
و كنا خمسة بنات علينا جميعاً أن نساعد في أعمال المنزل , و ذات مرة عندما كنت في السابعة تقريباً , خرجت من المطبخ و أنا أصيح غاضبة : " إنني لا أستطيع تقشير البطاطس , فليس لي إلا يد واحدة " . كانت أمي مشغولة , و لما سمعت ذلك لم ترفع نظرها إلي , و وجدتها تقول لي :
" فلتدخلي المطبخ و لتقشري , و إياك أن أسمعك
تتذرعين بهذه الحجة ثانية !" و بالطبع استطعت أن أقشر البطاطس حيث كنت أمسك السكين بيدي السليمة و أمسك البطاطس بعضد ذراعي الآخر .
لقد كانت أمي تدرك أنه لابد أن تكون هناك طريقة ,
إذ كانت تقول :
" لو بذلت قصارى جهدك فسيمكنك فعل أي شيء
بحول من الله وقوة " .
و عندما كنت في الصف الثاني الابتدائي , خرجنا يوماً إلى ساحة المدرسة في حصة الرياضة , و وجدت جميع الأطفال يتسلقون ألعاباً على شكل إطارات و قضبان , و هم يتأرجحون من مكان لآخر في الهواء , و عندما جاء دوري خفت و تراجعت مما جعل الأطفال الآخرين يضحكون علي , فعدت إلى المنزل و أنا أبكي . و في الليل أخبرت أمي بما حصل في المدرسة , فضمتني و رأيت في عينيها نظرة إصرار و كأنها تقول : " سوف نرى " . و في اليوم الثاني عندما جاءت لتصطحبني أمي من المدرسة في نهاية الدوام , وقفت في فناء المدرسة الخالي و أخذت تنظر بإمعان إلى إطار التسلق و قضبانه الحديدية . ثم بدأت أمي توجهني و تقول :
" و الآن حاولي أن تتسلقي باستخدام ذراعك اليمنى "
ووقفت بجواري و أنا أحاول جاهدة أن أرفع نفسي باستخدام ذراعي و مرفقي الأيسر , و أخذت تذهب معي كل يوم لأتدرب على صعود إطار التسلق ,
و كانت تشجعني كلما صعدت درجة . و لن أنسى أبدًا ما حدث حينما اصطف الأطفال في المرة الثانية أمام إطار التسلق , فقد استطعت يومها أن أتسلق كل الدرجات , و نظرت بسرور إلى كل من سخر مني من قبل , و ها هم الآن يقفون و أفواههم فاغرة من فرط دهشتهم. و كانت أمي تتبع معي نهجاً واحداً في كل شيء و هو :
أنها كانت تلح علي بضرورة إيجاد طريقة لفعل أي شيء
مهما كانت صعوبته بدلاً من أن تقوم هي بأداء هذا الشيء
أو التماس العذر لي , و أحياناً كنت أغضب منها بسبب ذلك , و أقول في نفسي : " إنها لا تعرف مدى معاناتي و لا تهتم بالمشقة الهائلة التي أواجهها في فعل أي شيء".
إلا أنني كلما واجهت متاعباً في الحياة , و أدخل إلى حجرتي لأنتحب و أبكي , أجد أمي تسألني برفق و حنان : " ماذا بك ؟ " , و بعد أن احكي لها عن السبب , تسكت برهة ثم تقول : " لا عليك , فسوف يأتي اليوم الذي تثبتين فيه جدارتك
الفائقة للجميع "
و في مرة من المرات كان في صوتها بحة و حزن
عندما حدثتني , و نظرت إليها فرأيت دموعها سالت
على خديها , عندئذ فقط أدركت مدى معاناتها من أجلي ,
و علمت أنها لم تكن تجعلني أرى دموعها أبداً و ذلك
حتى لا أشعر بالأسى لما أصابني .
و خلال رحلة حياتي , كانت أمي هي سندي في الحياة ,
كلما أردت أن أبكي كانت تواسيني و تهدئني .
و عندما كبرت تزوجت و عشت حياة أسرية سعيدة ,
و أصبح لدينا أربعة أطفال .
و قد توفت أمي رحمها الله قبل سنوات عديدة
و لا أزال أذكر أنها علمتني الإجابة لسؤال مهم , فعندما كنت طفلة , كنت أتساءل : لماذا أجهد نفسي لهذه الدرجة ؟
و الآن أعرف الإجابة , إن المصاعب و المشاق هي
التي تصنع الإنسان , و لقد علمتني أمي الشجاعة .
منقولة بتصرف
التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 08-15-2016 الساعة 08:49 PM
|
02-21-2012, 07:52 PM
|
|
مدير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,050
|
|
حب النفس لاغير
حب النفس لاغير
قال النسائي في سننه
أخبرنا موسى بن عبد الرحمن، قال: حدثنا أبو أسامة،
عن حسين- وهو المعلم -،عن قتادة، عن أنس ،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"والذي نفس محمد بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب
لأخيه ما يحب لنفسه من الخير "
سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب الإيمان وشرائعه / باب علامة الإيمان / حديث رقم : 5017 / التحقيق : صحيح
مكتبة الشيخ الألباني الإلكترونية
انتظروا القصة
أحبائي إن النفس أمارة بالسوء ، لذا نستعيذ بالله من شرور أنفسنا ، ولا ضير من وجود آفة من آفات القلوب بشرط
الاعتراف بها ومحاولة التخلص منها
هيا نعيش قصة هذه الفتاة
وهي تدعى صفية ، هذه الفتاة كانت متفوقة في دراستها وفي كل شيء ولكن كان هذا لكي لايعلو ولا يتفوق عليها أحد وتشعر بالحزن لو تفوق عليها أحد أو حتى تساوى معها ، كانت تحب نفسها فقط ، وتتمنى الخير لنفسها فقط ، وحاول والديها تخليصها من هذه الآفة بشتى الطرق ، لكنهما فشلا في تقويمها وتخليصها من هذه الآفة
حدث
في ذات يوم قالت المعلمة في المدرسة من يجيد
الاستذكار والنجاح في الامتحان له هدية فاجتهدت صفية كي لايسبقها أحد وبالفعل تفوقت على زميلاتها في الامتحان
وأعطتها المعلمة الهدية التي وعدت بها وهي كتاب أذكار
محقق الأحاديث
ثم التفتت المعلمة لتلميذة أخرى تدعى زينب وقالت لها ،
زينب إن إجابتك جيدة جدًا وأقل من إجابة صفية بنصف درجة فقط ، وأنت يا زينب تتمتعين بخلق هادئ وطيب ورسولنا الكريم مدح هذا الخلق
*قال البخاري في كتابه الأدب المفرد
464 حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا ابن عيينة ،عن عمرو ،عن ابن أبى مليكة ،عن يعلى بن مملك ،عن أم الدرداء، عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"من أعطى حظه من الرفق فقد أعطى حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير، أثقل شيء في ميزان المؤمن يوم القيامة حسن الخلق، وإن الله ليبغض الفاحش البذى "
الأدب المفرد للبخاري /تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني /حديث رقم: 464 / التحقيق : صحيح
مكتبة الشيخ الألباني الإلكترونية
لذا لك أنت أيضًا يازينب هذه الهدية ،كتاب أذكار
محقق مثل صفية
ففرحت زينب ونظرت لصفية لتهنئا نفسيهما ، ولكن المفاجأة صفية تبكي بكاءًا شديدًا وتقول هذا ظلم أنا فقط التي أستحق هدية وليس لزينب الحق في ذلك
فقالتلƒ¦ زينب لƒ¦، لاتبكي يا صفية لاحاجة لي بالهدية أمام حزنك ودموعك هذه
حتى لوكنت أنا الفائزة والمتفوقة في الامتحان ، سأعطيك الهدية لتسعدي
{ ... وَيُؤْثِـرُونَ عَلَـى أَنفُسِـهِمْ وَلَـوْ كَـانَ بِهِـمْ خَصَاصَـةٌ ... } . سورة الحشر / آية : 9 .
فضل الإيثار:
أثنى الله على أهل الإيثار، وجعلهم من المفلحين، فقال تعالى: "وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ
هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ
يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"
الحشر: 9
الأثرة:
الأثرة1 هي حب النفس، وتفضيلها على الآخرين، فهي عكس الإيثار، وهي صفة ذميمة ، فما أقبح أن يتصف الإنسان بالأنانية وحب النفس، وما أجمل أن يتصف بالإيثار وحب الآخرين
اندهشت المعلمة وحزنت جدًا لرد فعل صفية كيف هذا !؟، العلم نتعلمه ليثقلنا وينفعنا ،وليكون وسيلة لإعلاء كلمة الحق وليس لأنفسنا حظ سوى رضا الله عز وجل ، ما هذا ؟!!!
غضبت المعلمة وقررت أن تهذب صفية وتعينها على نفسها لتتخلص من هذه الآفة - حب النفس والأنانية -
فقالت لها طالما تحبين أن تكوني وحدك الفائزة والحائزة على كل شيء ، إذن سنتركك وحدك في كل شيء ولن يكلمك أحد ولن يهتم بك أحد ، وهذا مثلما تفعلين ، وبالفعل أصبحت صفية لايكلمها أحد ولا تهتم بها المعلمة كما سبق، وكذلك زميلاتها تركنها وحيدة
فحزنت صفية لهذه الوحدة ، وغدت كثيرة البكاء والحزن ، فلاحظت أمها هذا ، فسألتها عما ألم بها ، فقصت صفية على أمها كل ماحدث ، ابتسمت الأم بداخلها وسرت من موقف المعلمة التي فعلت ما لم تستطع الأم فعله ، وعزمت الأم على إكمال المسير مع المعلمة لتشفى ابنتها من هذا الداء ، فقالت لها الأم ، لم لاتحاولين ابنتي الحبيبة استرداد حب معلمتك وصديقاتك ؟
قالت صفية لأمها بلهفة شديدة : كيف ذلك يا أمي ؟
قالت لها حاولي تعلم الإيثار والرفق وحب الخير للغير ،
وعندما يصبح هذا سجية فيك ويظهر في سلوكك
ستري ماذا يحدث
قالت صفية أنا معك يا أمي دليني كيف أتحول لهذا
الخلق العظيم لأصبح مثل زينب ؟
أولاً حبيبتي صفية دعينا نصوب الطريق العمل لابد أن يكون لله أي ابتغاء مرضات الله ثم السبل له تكون صحيحة أي لاتخرج عما أمر به الله ليوفقك الله ويقبل عملك لابد أن يكون عملك خالصًا وصوابًا
نبدأ حبيبتي بالرفق وحسن الخلق في كل أمورنا
ونبدأ بشراء هدية لزينب من مصروفك الخاص لتشعري
بأن ما تبذليه فهو من قلبك خالصًا لله وبالفعل فرحت صفية بالفكرة وتواعدت مع أمها لشراء
هدية تسعد زينب
فجمعت صفية كل مصروفها وحرمت نفسها من شراء
الحلوى التي تحبها من أجل هدية زينب وأخذت تفكر ماذا تحب زينب لأهدي لها ما تحب هي وليس ما أحب أنا ،
وتذكرت صفية أن زينب قد أسرت لها في بعض اللقاءات
أنها تتمنى أن تشتري لها أمها إسدال للصلاة مثل
إسدال أمها ،ولكنها تستحي أن تطلب ذلك من أمها
لكي لاتزيد عليها الأعباء
فقررت صفية أن تجاهد لتجمع ثمن الإسدال من مصروفها الشخصي ، وأخلصت في ذلك ، وبالفعل ذهبت صفية من أمها للسوق واشترت اسدال لزينب ، وفي اليوم التالي ذهبت صفية المدرسة وهي فرحة منشرحة الصدر لتلقى صديقتها زينب ،
وقابلت صفية زينب بوجه متهلل فرحًا وقالت لها
حبيبتي زينب أحضرت لك هدية أرجو أن تقبليها مني
فتعجبت زينب مما طرأ على سلوك صفية وترددت زينب في قبول الهدية ولكنها تذكرت قول الرسول الكريم
" تهادوا تحابوا " فقبلت الهدية
*قال البخاري في كتابه الأدب المفرد
594 حدثنا عمرو بن خالد، قال: حدثنا ضمام بن إسماعيل ،قال :سمعت موسى بن وردان ،عن أبى هريرة ،عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" تهادوا تحابوا "
صحيح الأدب المفرد / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني / حديث رقم : 495/ التحقيق :حسن
وعلمت المعلمة ما حدث من صفية ، فسعدت كثيرًا ،
فقد نجحت المعلمة في دورها التربوي ،فأحضرت المعلمة كثير من الحلوى ، وكلفت صفية بتوزيعها على كل تلميذات فصلها
،بعد أن قبلت المعلمة صفية وضمتها ضمة الأم الحنون الراضية غن ابنتها الغالية ، فقامت صفية بتوزيع الحلوى على زميلاتها ومعلمتها ونسيت نفسها من فرحتها بكسب حب كل هذه القلوب ، فأثنت المعلمة عليها خيرًا ، فقامت زينب بإعطاء صفية نصيبها من الحلوى ، ولكن صفية رفضت أن تحرم زينب منها ، فقامت زينب باقتسامها مع صفية
فتضاحكا وطعما الحلوى في ظل الحب في الله
2 - المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله ، يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء . [ ثم ] قال : [ فخرجت فأتيت ] عبادة بن الصامت فحدثته بحديث معاذ ، فقال [ عبادة بن الصامت ] : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، عن ربه تبارك وتعالى : حقت محبتي على المتزاورين في ، وحقت محبتي على المتحابين في ، وحقت محبتي على المتناصحين في ، وحقت محبتي على المتباذلين في ، [ و ] هم على منابر من نور ؛ يغبطهم النبيون والصديقون [ بمكانهم ]
الراوي: معاذ بن جبل- المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم: 2129-خلاصة حكم المحدث: صحيح
هنا
التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 03-20-2018 الساعة 04:49 AM
|
03-09-2012, 07:56 PM
|
|
مدير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,050
|
|
المحبة-قصة قصيرة بسطورها عظيمة
المحبة
قصة قصيرة بسطورها عظيمة
خرجت امرأة من منزلها فرأت ثلاثة شيوخ لهم لحى بيضاء طويلة وكانوا جالسين في فناء منزلها
لم تعرفهم وقالت لا أظنني أعرفكم ولكن لابد أنكم جوعى. ارجوكم تفضلوا بالدخول لتأكلوا.
سألوها: هل رب البيت موجود؟
فأجابت :لا، إنه بالخارج.
فردوا: إذن لا يمكننا الدخول.
وفي المساء وعندما عاد زوجها أخبرته بما حدث
قال لها :اذهبي إليهم واطلبي منهم أن يدخلوا
فخرجت المرأة و طلبت إليهم أن يدخلوا.
فردوا نحن لا ندخل المنزل مجتمعين.
سألتهم ولماذا؟
فأوضح لها أحدهم قائلاً
هذا اسمه الثروة وهو يومئ نحو أحد أصدقائه،
وهذا النجاح وهو يومئ نحو الآخر
وأناالمحبة
وأكمل قائلا: والآن ادخلي وتناقشي مع زوجك من منا
تريدان أن يدخل منزلكم؟.
دخلت المرأة وأخبرت زوجها ما قيل.
فغمرت السعادة زوجها وقال: ياله من شيء حسن، وطالما
كان الأمر على هذا النحو فلندعوا الثروة، دعيه يدخل
و يملأ منزلنا بالثراء!
فخالفته زوجته قائلة: عزيزي، لم لا ندعو النجاح
كل ذلك كان على مسمع من زوجة ابنهم وهي في أحد زوايا المنزل فأسرعت باقتراحها قائلة: أليس من الأجدر أن ندعوا المحبة فمنزلنا حينها سيمتلئ بالحب
فقال الزوج: دعونا نأخذ بنصيحة زوجة ابننا
اخرجي وادعي المحبة ليحل ضيفا علينا ،
خرجت المرأة وسألت الشيوخ الثلاثة:
أيكم المحبة أرجو أن يتفضل بالدخول ليكون ضيفنا.
نهض المحبة وبدأ بالمشي نحو المنزل. فنهض الاثنان
الآخران وتبعاه، وهي مندهشة
سألت المرأة كلا من الثروة و النجاح قائلة لقد دعوت
المحبة فقط ، فلماذا تدخلان معه؟
فرد الشيخان لو كنت دعوت الثروة أو النجاح لظل الاثنان الباقيان خارجًا،
ولكن كونك دعوت المحبة فأينما يذهب نذهب معه.
أينما توجد المحبة، يوجد الثراء والنجاح.
منقول بتصرف يسير
♥
الحب من أعظم المشاعر
فمنها ما هو فطري ومنها ما هو مكتسب
وأعظم أنواع الحب وأدومها الحب في الله
فلو أحببت ابنتي الحب الفطري وأحببتها في الله لكان أكمل وأدوم وأعمق
وهكذا كل أنواع الحب
فلنجعل حبنا لله و في الله و بالله
** ثمرات و فضائل المحبة في الله **
للمحبة في الله ثمرات طيبة يجنيها المتحابون من ربهم في الدنيا و الآخرة منها:
1) محبة الله تعالى :
1 - قال الله تبارك وتعالى : "وجبت محبتي للمتحابين في ، وللمتجالسين في،وللمتزاورين في ، وللمتباذلين في"
الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الألباني - المصدر:
صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2581
خلاصة حكم المحدث: صحيح
هنا
2) أحبهما إلى الله أشدّهما حبا لصاحبه :
1 - "ما من رجلين تحابا في الله بظهر الغيب إلا كان
أحبهما إلى الله أشدهما حبا لصاحبه "
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3016
خلاصة حكم المحدث: صحيح
هنا
3) الاستظلال في ظلّ عرش الرحمن :
3 - سبعة يظلهم الله عز وجل يوم القيامة _ يوم لا ظل إلا ظله _ : إمام عادل ، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل ، ورجل ذكر الله في خلاء ففاضت عيناه ، ورجل كان قلبه معلقا في المسجد ، ورجلان تحابا في الله عز وجل ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها فقال : إني أخاف الله عز وجل ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 5395
خلاصة حكم المحدث: صحيح
هنا
4) وجد طعم الإيمان :
2 - "من أحب أن يجد طعم الإيمان ، فليحب المرء ،
لا يحبه إلا لله "
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5958
خلاصة حكم المحدث: حسن
هنا
5) وجد حلاوة الإيمان:
1 - من سره أن يجد حلاوة الإيمان ، فليحب المرء لا يحبه إلا لله
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر:
صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6288
خلاصة حكم المحدث: حسن
هنا
4 -" ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان :
من أحب المرء لا يحبه إلا لله عز وجل ، ومن كان
الله عز وجل ورسوله أحب إليه مما سواهما ، ومن
كان أن يقذف في النار أحب إليه من أن يرجع إلى
الكفر بعد أن أنقذه الله منه "
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 5003
خلاصة حكم المحدث: صحيح
هنا
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "مجموع الفتاوى":" أخبر النبي صلى الله عليه و سلم أنّ هذه الثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان ، لأنّ وجد الحلاوة بالشيء يتبع المحبة له ، فمن أحبّ شيئا أو اشتهاه ، إذا حصل له مراده،فإنه يجد الحلاوة و اللذة و السرور بذلك و اللذة أمر يحصل عقيب إدراك الملائم الذي هو المحبوب أو المشتهى … فحلاوة الإيمان ، تتبع كمال محبة العبد لله ، و ذلك بثلاثة أمور : تكميل هذه المحبة ، و تفريعها ، و دفع ضدها
"فتكميلها" أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما ، فإن محبة الله و رسوله لا يكتفى فيها بأصل الحبّ ، بل لا بدّ أن يكون الله و رسوله أحبّ إليه مما سواهما
و " تفريعها" أن يحب المرء لا يحبه إلا لله
و "دفع ضدها " أن يكره ضدّ الإيمان أعظم من كراهته الإلقاء في النار "
6) استكمال الإيمان :
6 - " من أحب لله ، وأبغض لله ، وأعطى لله ، ومنع لله ،
فقد استكمل الإيمان "
الراوي: أبو أمامة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4681
خلاصة حكم المحدث: صحيح
هنا
|
03-21-2012, 02:36 AM
|
|
مدير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,050
|
|
الكوخ المحترق
♥الكوخ المحترق ♥
*قال تعالى
"كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا
وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاتَعْلَمُونَ"
سورة البقرة - الجزء2 - الآية 216 - الصفحة 34
*وقال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا"
سورة النساء - الجزء 4 - الآية 19 - الصفحة 80
هنا
هبت عاصفة شديدة على سفينة في عرض البحر
فأغرقتها ونجا بعض الركاب
منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به
حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة و مهجورة
ما كاد الرجل يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه
حتى سقط على ركبتيه و طلب من الله المعونة والمساعدة
و سأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم
مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر
و ما يصطاده من أرانب،و يشرب من جدول مياه قريب و ينام في كوخ صغير
بناه من أعواد الشجر ليحتمي فيه من برد الليل و حر النهار
و ذات يوم، أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلا ريثما ينضج طعامه
الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة
و لكنه عندما عاد فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها
فأخذ يصرخ :
يا رب يا رب !! ، حتى الكوخ احترق
لم يعد يتبقى لي شيء في هذه الدنيا و أنا غريب في هذا المكان
والآن أيضاً يحترق الكوخ الذي أنام فيه وقال
إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك أحتسبت مصيبتي فأجرني فيها وأبدلني منها خيرًا
امتثالاً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم
*قال أبو داود في سننه
حدثنا موسى بن إسماعيل، قال:حدثنا حماد ، قال:أخبرنا
ثابت ،عن ابن عمر بن أبي سلمة ،عن أبيه ،عن
أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا أصابت أحدكم مصيبة فليقل إنا لله وإنا إليه
راجعون اللهم عندك أحتسب مصيبتي فآجرني فيها
وأبدل لي بها خيرًا منها "
سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب الجنائز /
باب في الاسترجاع/ حديث رقم :3119/ التحقيق :صحيح
و نام الرجل من الحزن و هو جائع
و في الصباح كانت هناك مفاجأة في انتظاره
إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة و تنزل منها
قارباً صغيراً لإنقاذه
أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ
يسألهم كيف وجدوا مكانه ؟!!
فأجابوه :
"لقد رأينا دخاناً ، فعرفنا أن شخصاً ما يطلب الإنقاذ"
فسبحان من علِم بحاله ورآى مكانه
سبحانه مدبر الأمور كلها من حيث لا ندري ولا نعلم
*إذا ساءت ظروفك فلا تخف ~..
فقط ثِق بأنَّ الله له حكمة في كل شيء يحدث لك
وأحسن الظن به
قال الترمذي في سننه
حدثنا أبو كريب ،قال:حدثنا وكيع عن جعفر بن
برقان، عن يزيد بن الأصم ،عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"إن الله يقول أنا عند ظن عبدي في وأنا معه
إذا دعاني"
سنن الترمذي / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني / كتاب الزهد / باب
ما جاء في حسن الظن بالله/ حديث رقم : 2388/ التحقيق : صحيح
منقول بتصرف
♥
|
04-05-2012, 02:25 PM
|
|
مدير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,050
|
|
شاكر وماكر
شاكر♥ وماكر
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اليوم مع قصة تعبر عن عاقبة الصدق والأمانة
وهي قصة شخصين أحدهما يدعى شاكر والآخر يدعى ....
سنطلق عليه اسم ماكر ليعبر عما نسرده
شاكر كان إنسانًا صادقًا، وأمينًا ومجتهدًا ، يعمل ليأكل من
كده متوكلاً على الله
وكان له زميل يريد الاستحواذ على المال وكل شيء دون
جهد ودون مراقبة الله عز وجل
وفي يوم علم ماكر أن شاكرًا نجح في تجارته وأنه يضع مال للتجارة في مكان ما
فتخفى وخطط لسرقة هذا المال ، ولم يكتف بهذا بل أراد تشويه سمعة شاكر لكي يظهر هو في التجارة
ولاينافسه أحد بأمانته وصدقه وحلمه وحسن خلقه
فبعد سرقة المال ، ذهب للقاضي وقال له إن شاكرًا سرق
مالي ويدعي أنه ماله
فسأل القاضي شاكرًا ، أهذا حق؟!
محزن شاكر جدا وأنكر هذا وقال بل هو مالي وفعلا وسُرِق مني ولا أعلم من السارق
فقال القاضي لماكرٍ، ألا من شهود ؟
فأسرع ماكر بالإجابة : نعم ، الشجرة شاهدة
فتعجب القاضي وقال له كيف تشهد الشجرة ، أتتكلم هي ؟!
قال ماكر سترى ، اذهبوا معي غدا صباحًا وسترون
وعاد ماكر لبيته واتفق مع أحد أصدقاء السوء أن يختبئ بين فروع الشجرة قبل الموعد المحدد
وعندما يسأل الشجرة يتكلم هذا المختبئ ويشهد بأن شاكر هو سارق مال ماكر
وبالفعل توجه القاضي وسائقه وشاكر للمكان المحدد
وسأل القاضي الشجرة أتشهدين على شاكر بسرقة مال ماكرة
فنطقت نعم شاكر سرق مال ماكر الذي كان ماكر يضعه تحتي
فتبسم القاضي وأراد أن يظهر الحق بطريقة عملية ، فقال يبدو أن هذه شجرة خبيثة ولابد من حرقها وأمر السائق أن يحضل له شعلة من النار ليحرق الشجرة ، فبهت ماكر وخشي على رفيقه المختبئ بين غصون الشجرة ، واعترض على حرقها ولكن القاضي أصر على ذلك ، فصرخ رفيق ماكر المختبئ بين غصون الشجرة ، لاتحرقوها أنا بين الأغصان وسأحترق معها
فتبسم القاضي وحكم بالمال لشاكر وأثنى على صدقه وأمانته
وأمر بسوق ماكر ورفيقه للسجن لينالا جزاءهما
وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
1 - عليكم بالصدق . فإن الصدق يهدي إلى البر . وإن البر يهدي إلى الجنة . وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا . وإياكم والكذب . فإن الكذب يهدي إلى الفجور . وإن الفجور يهدي إلى النار . وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا . وفي رواية : بهذا الإسناد . ولم يذكر في حديث عيسى " ويتحرى الصدق . ويتحرى الكذب " . وفي حديث ابن مسهر " حتى يكتبه الله " .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم -
الصفحة أو الرقم: 2607 - خلاصة حكم المحدث: صحيح
هنا
مقتبسة بكثير تصرف
|
06-20-2012, 11:44 PM
|
|
مدير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,050
|
|
من قصص العقيدة الإيمان بالأسماء والصفات
من قصص العقيدة
الإيمان بالأسماء والصفات
استيقظتْ ريمُ من نومها قبلَ الفجر.
بحثتْ عن أمّها.. ووجدتها تصلّي في غرفتها، تبتهلُ وتدعو..
انتظرت ريمُ في أدبٍ حتى أتمّت أمُّها الصلاةَ.
ثم قالت لها: أمّي، لماذا تصلينَ في هذا الوقت؟ لم يؤذّنِ للفجرِ بعدُ!
قالَتِ الأمّ: يا ريم، إنّ هذا وقت السحَرِ؛ ينزلُ ربُّنا إلى السماءِ الدُّنيا في الثلثِ الأخيرِ مِنَ اللّيلِ، فيقولُ: هل من مستغفرٍ، هل من داعٍ 1.. هكذا أخبرنا النبيُّ محمد - صلى الله عليه وسلم - ففي هذا الوقتِ ينبغي لكلّ مسلمٍ أن يناجيَ ربَّهُ ويسألَه مِن فضلِه.
قالت ريم: وأينَ اللهُ يا أمّي؟ لماذا لا نَراه؟
ابتسمَتِ الأمُّ وقالت: يا ريم، إنّ الله تعالى لا يراه العِبادُ في الدّنيا؛ لأنّ الدُّنيا دارُ اختبارٍ.
قالت ريم: ومتى سنرى الله؟
قالت الأمّ: يراهُ المؤمنونَ في الآخرةِ وينظرون إليهِ؛ هكذا أخبرَنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلّم. 2
سألتْ ريمُ: وأينَ اللهُ يا أمي؟
قالت الأمّ: اللهُ تعالى في السماءِ فوقَ العرش؛ قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، وهُوَ مِن فوق عرشهِ يَرانا ويسمعُنا، وسوف يحاسبُنا يومَ القيامة.
ثمّ ابتسمَتِ الأمّ وقالتْ: والمؤمنونَ - يا ريم - يحبّونَ اللهَ ويشتاقُونَ لرؤيتهِ.
قالتْ ريم: أنا أشتاقُ لرؤيةِ ربّي؛ لأنّي أحبُّه.
قالتِ الأم: إذاً عليكِ بعملِ الصالحاتِ، لتتمتّعي بالنظرِ لوجه الله الكريم، وجمالهِ وجلالهِ العظيم، سبحانَهُ، الّذي لا يُماثِلُه شيءٌ مِن خَلقِهِ.
قالتْ ريم: نعمْ يا أمّي؛ سأحفظُ القرآنَ، وأُكثرُ من الصلاة.
قالت الأم: نعمْ يا ريمُ، فمَن أراد أن يكلّم الله في الدنيا فليُصَلِّ، ومن أرادَ أنْ يسمعَ كلامَ الله فليقرَأ القرآنَ كلامَ الله.
منقول
من أجلك محمد صلى الله عليه وسلم
♥ ♥ ♥
1
1 - إذا مضى شطر الليل ، أو ثلثاه ، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا . فيقول : هل من سائل يعطى ! هل من داع يستجاب له ! هل من مستغفر يغفر له ! حتى ينفجر الصبح
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 758
خلاصة حكم المحدث: صحيح
2 - إن الله يمهل . حتى إذا ذهب ثلث الليل نزل إلى السماء الدنيا . فيقول : هل من مستغفر ! هل من تائب ! هل من سائل ! هل من داع ! حتى ينفجر الفجر
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 758
خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية
رؤية المؤمنين لله
2
6 - قال ناس يا رسول الله ! أنرى ربنا يوم القيامة ؟
قال : "هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة
ليست في سحابة ؟ قالوا : لا ! قال : هل تضارون
في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة ؟ قالوا : لا !
قال : "والذي نفسي بيده لا تضارون في رؤيته ،
إلا كما تضارون في رؤية أحدهما"
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4730
خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية
|
06-29-2012, 07:44 PM
|
|
مدير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,050
|
|
أنــا وأبــي
** أنــاوأبــي **
يحكى أن فتاة صغيرة مع والدها كانا يعبران جسرا ، خاف الأب الحنون على ابنته من السقوط
لذلك قال لها :
حبيبتي أمسكي بيدي جيدا ،، حتى لا تقعي في النهر
... فأجابت ابنته دون تردد : لا يا أبى ،، ،، أمسك أنت بيدي
رد الأب باستغراب : وهل هناك فرق ؟
كان جواب الفتاه سريعا أيضا : لو أمسكتُ أنا بيدك قد لا استطيع
التماسك ومن الممكن أن تنفلت يدي فأسقط
لكن لو أمسكتَ أنت بيدي فأنت لن تدعها تنفلت منك .أبدا …
عندما تثق بمن تحب أكثر من ثقتك بنفسك .. و تطمئن على وضع حياتك بين يديهم أكثر من اطمئنانك
لوضع حياتك بين يديك … عندها امسك بيد من تحب … قبل أن تنتظر منهم أن يمسكوا بيديك
هنا
|
07-06-2012, 08:46 PM
|
|
مدير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,050
|
|
الشيخ الوقور وركـــاب القطار
الشيخ الوقور وركـــاب القطار
ما هل سمعتم بقصّة الشيخ الوقور وركاب القطار؟!
إذاً فاقرءوها الآن فكم هي شيّقة!! وكم هي معبّرة!! وكم هي خاصة بكل واحدٍ منّا!! فأنا وأنت وهو وهي قد عايشناها لحظة بلحظة..!!
حصلت هذه القصة في أحد القطارات ففي ذات يوم أطلقت صافرة القطار مؤذنةً بموعد الرحيل.. صعد كل الركاب إلى القطار فيما عدا شيخ وقور وصل متأخراً.. لكن من حسن حظّهِ أن القطار لم يفته.. صعد ذلك الشيخ الوقور إلى القطار فوجد أن الركاب قد استحوذوا على كل مقصورات القطار..
توجّه إلى المقصورة الأولى... فوجد فيها أطفالاً صغاراً يلعبون ويعبثون مع بعضهم.. فأقرأهم السلام.. وتهللوا لرؤية ذلك الوجه الذي يشعّ نوراً! وذلك الشيب الذي أدخل إلى نفوسهم الهيبة والوقار له.. أهلاً أيها الشيخ الوقور سعدنا برؤيتك.. فسألهم إن كانوا يسمحون له بالجلوس؟؟.. فأجابوه: مثلك نحمله على رؤوسنا.. ولكن!!! ولكن نحن أطفال صغار في عمر الزهور نلعب ونمرح مع بعضنا لذا فإننا نخشى أن لا تجد راحتك معنا ونسبب لك إزعاجاً.. كما أن وجودك معنا قد يقيّد حريتنا.. ولكن اذهب إلى المقصورة التي بعدنا فالكل يودّ استقبالك...
توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة الثانية.. فوجد فيها ثلاثة شباب يظهر أنهم في آخر المرحلة الثانوية.. معهم آلات حاسبة ومثلثات.. وهم في غاية الانشغال بحل المعادلات الحسابية والتناقش في النظريات الفيزيائية.. فأقرأهم السلام.... ليتكم رأيتم وجوههم المتهللة والفرحة برؤية ذلك الشيخ الوقور.. رحبوا به وأبدوا سعادتهم برؤيته.. أهلا بالشيخ الوقور.. هكذا قالوها.. فسألهم إن كانوا يسمحون له بالجلوس..!!! فأجابوه لنا كل الشرف بمشاركتك لنا في مقصورتنا ولكن!!! ولكن كما ترى نحن مشغولون بالجا والجتا والمثلثات الهندسية.. ويغلبنا الحماس أحيانا فترتفع أصواتنا.. ونخشى أن نزعجك أو أن لا ترتاح معنا.. ونخشى أن وجودك معنا جعلنا نشعر بعدم الراحة في هذه الفرصة التي نغتنمها استعدادا لامتحانات نهاية العام.. ولكن توجه إلى المقصورة التي تلينا.. فكل من يرى وجهك الوضاء يتوق لنيل شرف جلوسك معه...
أمري إلى الله.. توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة التالية.. فوجد شاب وزوجته أقرأهما السلام.. فتهللوا لرؤيته.. أهلاً بالشيخ الوقور.. أهلاً بذي الجبين الوضاء.. فسألهما إن كانا يسمحان له بالجلوس معهما في المقصورة؟؟؟ فأجاباه مثلك نتوق لنيل شرف مجالسته.. ولكن!!!.. جونا شبابي.. نخشى أن لا تشعر بالراحة معنا.. أو أن نتحرج متابعة كلامنا أمامك.. كل من في القطار يتمنى أن تشاركهم مقصورتهم..
توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة التي بعدها.. فوجد شخصان في أواخر الثلاثينيات من عمرهما.. معهما خرائط أراضي ومشاريع.. ويتبادلان وجهات النظر حول خططهم المستقبلية لتوسيع تجارتهما.. وأسعار البورصة والأسهم.. فأقرأهما السلام... فتهللا لرؤيته.. وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أيها الشيخ الوقور.. أهلاً وسهلاً بك يا شيخنا الفاضل.. فسألهما إن كانا يسمحان له بالجلوس؟؟؟ فقالا له: لنا كل الشرف في مشاركتك لنا مقصورتنا... بل أننا محظوظين حقاً برؤية وجهك الوضّاء.. ولكن!!!! "يا لها من كلمة مدمرة تنسف كل ما قبلها".. كما ترى نحن في بداية تجارتنا وفكرنا مشغول بالتجارة والمال وسبل تحقيق ما نحلم به من مشاريع.. حديثنا كله عن التجارة والمال.. ونخشى أن نزعجك أو أن لا تشعر معنا بالراحة.. اذهب للمقصورة التي تلينا فكل ركاب القطار يتمنون مجالستك..
وهكذا حتى وصل الشيخ إلى آخر مقصورة.. وجد فيها عائلة مكونة من أب وأم وأبنائهم.. لم يكن في المقصورة أي مكان شاغر للجلوس.. قال لهم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. فردوا عليه السلام.. ورحبوا به... أهلا أيها الشيخ الوقور.. وقبل أن يسألهم السماح له بالجلوس.. طلبوا منه أن يتكرم عليهم ويشاركهم مقصورتهم.. محمد اجلس في حضن أخيك أحمد.. أزيحوا هذه الشنط عن الطريق.. تعال يا عبدالله اجلس في حضن والدتك.. حتى أفسحوا مكاناً له.. حمد الله ذلك الشيخ الوقور.. وجلس على الكرسي بعد ما عاناه من كثرة السير في القطار..
توقف القطار في إحدى المحطات... وصعد إليه بائع الأطعمة الجاهزة.. فناداه الشيخ وطلب منه أن يعطي كل أفراد العائلة التي سمحوا له بالجلوس معهم كل ما يشتهون من أكل.. وطلب لنفسه "سندوتش بالجينة"... أخذت العائلة كل ما تشتهي من الطعام.. وسط نظرات ركاب القطار الذين كانوا يحتسرون على عدم قبولهم جلوس ذلك الشيخ معهم.. كان يريد الجلوس معنا ولكن..
صعد بائع العصير إلى القطار.. فناداه الشيخ الوقور.. وطلب منه ان يعطي أفراد العائلة ما يريدون من العصائر على حسابه وطلب لنفسه عصير برتقال.. يا الله بدأت نظرات ركاب القطار تحيط بهم.. وبدءوا يتحسرون على تفريطهم.. آه كان يريد الجلوس معنا ولكن...
صعد بائع الصحف والمجلات إلى القطار.. فناداه الشيخ الوقور وطلب مجلة الزهرات أمل هذه الأمة.. للأم... ومجلّة كن داعية.. للأب.... ومجلة شبل العقيدة للأطفال.... وطلب لنفسه جريدة أمة الإسلام.. وكل ذلك على حسابه... ومازالت نظرات الحسرة بادية على وجوه كل الركاب... ولكن لم تكن هذه هي حسرتهم العظمى...
توقف القطار في المدينة المنشودة.. واندهش كل الركاب للحشود العسكرية والورود والاحتفالات التي زينت محطة الوصول.. ولم يلبثوا حتى صعد ضابط عسكري ذو رتبة عالية جداً.. وطلب من الجميع البقاء في أماكنهم حتى ينزل ضيف الملك من القطار.. لأن الملك بنفسه جاء لاستقباله.. ولم يكن ضيف الملك إلا ذلك الشيخ الوقور.. وعندما طلب منه النزول رفض أن ينزل إلا بصحبة العائلة التي استضافته وان يكرمها الملك.. فوافق الملك واستضافهم في الجناح الملكي لمدة ثلاثة أيام أغدق فيها عليهم من الهبات والعطايا.. وتمتعوا بمناظر القصر المنيف.. وحدائقه الفسيحة..هنا تحسر الركاب على أنفسهم أيما تحسّر.. هذه هي حسرتهم العظمى.. وقت لاتنفع حسرة..
والآن بعد أن استمتعنا سوياً بهذه القصة الجميلة بقي أن أسألكم سؤالاً ؟؟؟
من هو الشيخ الوقور؟
ولماذا قلت في بداية سرد القصة:
وكم هي خاصة بكل واحدٍ منّا!! فأنا وأنت وهو وهي قد عايشناها لحظة بلحظة!!
أعلم أنكم كلكم عرفتموه.. وعرفتم ما قصدت من وراء سرد هذه القصة..
لم يكن الشيخ الوقور إلا الدين...
إبليس عليه لعنة الله إلى يوم الدين توعد بإضلالنا..
إبليس أيقن انه لو حاول أن يوسوس لنا بأن الدين سيئ أو انه لا نفع منه فلن ينجح في إبعادنا عن الدين... وسيفشل حتماً.. ولكنّه أتانا من باب التسويف.. آه ما أجمل الالتزام بالدين.. ولكن مازالوا أطفالا يجب أن يأخذوا نصيبهم من اللعب واللهو.. حرام نقيدهم.. عندما يكبرون قليلاً سوف نعلمهم الدين ونلزمهم به..
ما أجمل الالتزام بالدين ولكن.. الآن هم طلبة مشغولون بالدراسة.. بالواجبات والامتحانات.. بعدما ينتهون من دراستهم سيلتزمون بالدين.. وسيتعلمونه..
اووووهـ مازلنا في شهر العسل.. الدين رائع ولكن سنلتزم به غداً..
مازلنا نكوّن أنفسنا بعد أن أقف على رجلي في ساحة التجارة سأهتم كثيراً بديني.. وسألتزم به..
ولا ندري هل يأتي غداً ونحن أحياء.. أم نكون وقتها تحت الثرى...!!!
التسويف هو داء نعاني منه في أمورنا كلها.. نؤمن بالمثل القائل: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد ولكننا لا نطبق ما نؤمن به على أرض الواقع.. لذا نفشل في بناء مستقبلنا في الدنيا.. كما في الآخرة.. فالعمر يمضي ونحن نردد.. غداً سأفعل.. سأفعلها ولكن بعد أن أفرغ من هذه.. مازلت صغيراً إذا كبرت سأفعلها.. بعد أن أتزوج سألتزم بالدين.. بعد أن أتخرج.. بعد أن أحصل وظيفة.. بعد أن.. بعد أن....
منقول
|
07-10-2012, 03:08 AM
|
|
مدير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,050
|
|
المربي الناجح
المربـي الناجح
لو بكل مدرسه مثل هذا المدرس .. كان صاروا طلابنا وأولادنا من أحسن الناس.. نعم المعلم ..
من أعجب ما سمعت : "مرقة رقبة بقرة علي القرقبي " .
بقلم د/ محمد بن أحمد الرشيد ..
قال : بداية القصة كانت حين كلفت بتدريس مادة القرآن الكريم والتوحيد للصف الثالث الابتدائي قبل نهاية الفصل الدراسي الأول بشهر واحد ، حينها طلبت من كل تلميذ أن يقرأ، حتى أعرف مستواهم ، وبعدها أضع خطتي حسب المستوى الذي أجده عندهم . فلما وصل الدور إلى أحد التلاميذ ، وكان قابعاً في آخر زاوية في الصف ، قلت له اقرأ.. قال الجميع بصوت واحد (ما يعرف، ما يعرف يا أستاذ ) ؛ فآلمني الكلام ، وأوجعني منظر الطفل البريء الذي احمر وجهه ، وأخذ العرق يتصبب منه ، دق الجرس ، وخرج التلاميذ للفسحة ، وبقيتُ مع هذا الطفل الذي آلمني وضعه ، وتكلمت معه ، أناقشه ، لعلي أساعده ، فاتضح لي أنه محبط ، وغير واثق من قدراته ، حتى هانت عليه نفسه ؛ لأنه يرى أن جميع التلاميذ أحسن منه ، وأنه لا يستطيع أن يقرأ مثلهم ، ذهبت من فوري ، وطلبت ملف هذا الطفل ؛ لأطلع على حالته الأسرية ، فوجدته من أسرة ميسورة ، ويعيش مع أمه ، وأبيه ، وإخوته ، وبيته مستقر، واستنتجت بعدها أن الدمار النفسي الذي يسيطر عليه ليس من البيت والأسرة ، بل إنه من المدرسة .
ويرجع السبب حتماً إلى موقف محرج عرض له من معلم ، أو زميل صده بعنف ، أو تهكم على إجابته ، أو قراءته ، شعر بعدها بهوان النفس والإحباط، وأخذت المواقف المحرجة والإحباطات تتراكم عليه في كل حصة من المعلمين والزملاء ، عندها فكرت جدياً في انتشال هذا الطفل مما هو فيه ، خاصة وأنني أعرف بحكم الخبرة مع الأطفال أن كل ذكي حساس، وكل ذكي مرهف المشاعر ، ولا يدافع عن نفسه ، ولا يدخل في مهاترات قد يكون بعدها أكثر خسارة.
وبدأت معه خطتي ، بأن غيرت مكان جلوسه ، وأجلسته أمامي في الصف الأول ، وقررت أن أعطي هذا التلميذ تميزاً لا يوجد إلا فيه وحده ، ليتحدى به الجميع ، وعندها تعود له ثقته بنفسه ، ويشعر بقيمته وإنسانيته بين زملائه ، خاصة بعد أن عرفت قوة ذكائه .
كتبت له جملة صعبة النطق ، وأفهمته معاني كلماتها ، حتى يتخيلها فيسهل عليه حفظها .
كنا نرددها ونحن صغار، كتبتها على ورقة صغيرة ، ووضعت عليها الحركات ، وقلت له: أحفظ هذه الجملة غيباً بسرعة ، ولا يطَّلع عليها أحد من أسرتك ، ولا من زملائك ، وراجعتها معه خلسة عن أعين التلاميذ حين خرجوا إلى الفسحة ، إذ لم يكن هو حريصاً على الفسحة ، لأنه ليس له صاحب ولا رفيق ، وكنت قد عودت تلاميذي على أن أروي لهم قصة في نهاية كل حصة شريطة أن يؤدوا كل ما أكلفهم به من حفظ وواجبات ، وإذا تعثر بعضهم أو أحدهم في الحفظ أو الواجب منعت عنهم القصة ، ليساعدوا زميلهم المتعثر في حفظه ، أو واجبه ، ويعاتبوه لأنه ضيَّع عليهم القصة .
بعدها التزم الجميع بواجباتي لهم؛ حفاظاً على رضاي، وتشوقاً إلى استمرار القصة.
وفي أحد الأيام ، وبعد أن قام الجميع بالتسميع طلبوا مني إكمال قصة الأمس ، فقلت لهم: إلى أين وصلنا فيها ؟ قالوا: وصلنا عند السيدة حليمة السعدية مرضعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ديار بني سعد ، ماذا حدث بعد ذلك ؟
فقلت لهم : لن أكملها لكم اليوم ، فتساءلوا جميعاً : لماذا يا أستاذ ؟ كلنا أدينا التسميع والواجبات !
قلت لهم : عندي قصة جديدة ، أرويها لكم اليوم فقط ، وغداً نعود لإكمال قصة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - قالوا وما هي ؟ فسردت عليهم قصة من خيالي ،من أجل أن أُدخل فيها الجملة الصعبة التي حفظها ذلك الطالب وفهمها سلفاً ، وقلت لهم : إن هناك جماعة يسكنون قرية واحدة يقال لهم (القراقبة) ، كانوا يحتفلون بعيد الأضحى ، ويذبحون فيه البقر ، ويتفاخرون بذبائحهم ، حتى أن كل واحد منهم يربي بقرته من شهر الحج إلى شهر الحج سنة كاملة ، يغذيها بأجود الأعلاف ، حتى تكون سمينة ، وكان عند (علي القرقبي) بقرة يربطها أمام باب بيته في القرية ، وكانت أكبر وأسمن بقرة في القرية كلها ، والكل يتمنون متى يأتي الحج ، وتذبح هذه البقرة، ليشربوا من مرقها ، ويأكلوا من لحمها .
ولكن المشكلة أن أهل القرية عندهم عادة هي أنهم إذا ذبحوا الأضاحي يطبخون رقابها، ويضعون المرق في أوانٍ ، تجمع في المكان الذي يتعايدون فيه ، فدخل الشباب وأخذوا يتذوقون المرق من كل إناء، فصاح أحدهم مفتخراً بذكائه: عرفتها، عرفتها، فقالوا له: ماذا عرفت؟
قال: (أنا عرفت مرقة رقبة بقرة علي القرقبي من بين مراق رقاب أبقار القراقبة) .
وبعد هذه العبارة قلت لتلاميذي: من الذكي الذي يعيد هذه العبارة، فتفاجئوا جميعاً ، وطلبوا مني إعادتها، فأعدتها لهم، وقلت: من الذكي الذي يعيدها ؟ فحاول رائد الصف ، والذين يشعرون في أنفسهم بالتميز ، فلم يستطيعوا إعادة حتى ثلاث كلمات منها ، فقلت لهم : هذه لا يستطيع أن يقولها إلا ذكي فهم معناها ، أين الذكي فيكم؟ والذي يريد المشاركة أطلب منه الخروج عند السبورة ومواجهة زملائه ، وأنا أنظر إلى هذا التلميذ ، فإذا نظرت إليه يخفض يده ؛ لأنه يخشى الإخفاق ، فثقته بنفسه معدومة ، خاصة أنه رأى فلاناً وفلاناً من الذين يشار إليهم بالبنان يتعثرون ، وأين هو من هؤلاء الذين أخفقوا ؟ وإذا أعرضت عنه ألمحُ أنه يرفع إصبعه عالياً .
وبعد أن عجز الجميع طلبت من هذا الصبي:
1- أن يقول الجملة وهو جالس في مكانه ، وذلك لخوفي عليه إذا خرج ونظر إلى التلاميذ أن يصيبه البكم الاختياري ، من شدة خجله وحساسيته ، فقالها وهو جالس على كرسيه ؛ فصفقت له ، وإذا بي أنا الوحيد المصفق ، وكأن التلاميذ لم يصدقوني ، لأنه قالها بصوت خافت ، علاوة على أن التلاميذ لم يلقوا له بالاً.
2- طلبت منه إعادتها مرة ثانية ، ولكن أمرته بالوقوف في مكانه ، مع رفع الصوت ، وابتسمت في وجهه ، وقلت له : أنت البطل ، أنت أذكى من في الفصل ، فقام وأعاد الجملة ، ورفع صوته ، فصفقت له أنا ومن حوله من التلاميذ ، فقال الآخرون : قالها يا أستاذ ! قلت نعم ، لأنه ذكي .
3- الآن وثقت من هذا التلميذ العجيب بعد أن حمسته ، وشجعته ، وظهر لي ذلك في نبرات صوته .
فقلت: أخرج أمام السبورة ، وقلها مرة أخرى ، وأخذت أشحذ همته وشجاعته ، أنت الذكي ، أنت البطل ، فخرج وقالها والجميع منصتون ، ويستمعون في ذهول.
4- ثم طلب مني التلاميذ أن آمره بأن يعيدها لهم.. فرفضت طلبهم ، وقلت لهم : اطلبوا أنتم منه . وهدفي من ذلك أولاً: أن أشعرهم أنه أحسن منهم ، وأنه ذكي ، وثانياً: حتى يثق هو بنفسه ، وأن التلاميذ يخطبون وده ، وأنه مهم بينهم ، وثالثاً:أن الفهم الذي عنده ليس عند غيره ، وأن التلعثم وتقطيع الكلام الذي كان يصيبه أصاب جميع زملائه في هذا الموقف.
5- وطلبوا منه الإعادة مرة أخرى ، فأخذت بيده ، وقلت لهم أتعبتموه وهو يعيد لكم وأنتم لا تحفظون ، ولا تفهمون ، لأنني على ثقة أنهم سيطلبون إعادتها منه مرات كثيرة ، فتركت ذلك له حتى يزداد ثقة بنفسه.
6- دق جرس انتهاء الحصة ، وجاء وقت النزول إلى فناء المدرسة للفسحة ، فلم يخرجوا من الصف إلا بهذا الطالب معهم ، وأخذوا ينادونه باسمه ، وكوّنوا كوكبة تمشي وهو يمشي بينهم كأنه قائد ، أو لاعب كرة يحمل الكأس ، والفريق من حوله ، فخرجت خلفهم، وشاهدت التلاميذ ينادون إخوانهم وأصدقاءهم في الصفوف العليا ،
ويجتمعون حول هذا الطالب النجيب وهو يعيد لهم ، وهم يرددون خلفه ، وهو يصحح لهم .
وكثر أصدقاء هذا الولد وجلساؤه بعد أن كان نسياً منسياً ، ووثق بنفسه ، وفي هذا اليوم نفسه طلبت منه أن يعرض هذه الجملة على أبيه وأمه ، وإخوته ، وجميع معارفه ، وأن يتحداهم بإعادتها ، وما هو إلا أسبوع واحد وجاءت إجازة نصف العام ، وهنا ينبغي التنويه إلى أن حفظ تلك العبارة جاء نتيجة الفهم لمعناها.
إذ إن عدم إدراك مفهوم كل كلمة فيها سيجعل حفظها حفظاً ببغاوياً ، وهو ما ليس ينشده التربويون.
وبعد الإجازة جاء والده إلى المدرسة ، ولأول مرة أقابله ، فقال: جزآك الله خيراً يا أستاذ ، بارك الله لك في أولادك ، جزاء ما فعلت مع ولدي ، وقال: لقد سألني الأقارب الذين زارونا في الإجازة : من هو الطبيب الذي عالجت عنده ولدك ، إذ كنا نعرفه يتهته في كلامه ، خجولاً منطوياً على نفسه ، والآن تحدى الكبار والصغار رجالاً ونساءً ، وتحداهم بإعادة جملة صعبة ، عجزنا نحن أن نرددها بعده ، فقلت لهم إنه معلمه عوض الزايدي، جزاه الله خيراً .
واستمرت علاقتي بالأب حتى الآن ، وأخذ يخبرني عن ولده ، وأنه انطلق بعد هذه القصة العلاجية وحقق ما لم يكن متوقعاً أبدا.
1- حفظ القرآن الكريم كاملاً ، وأصبح عضواً فاعلاً في نشاطات الجماعة ورحلاتها.
2- تخرج في الثانوية العامة القسم العلمي بامتياز، حيث حقق 96% في المجموع الكلي للدرجات.
3- التحق بالجامعة قسم الرياضيات ، وفي كل سنة دراسية كان ينال الكثير من شهادات الشكر والثناء والتميز، حتى أنه تخرج بامتياز مع مرتبة شرف.
4- عُين معيداً في إحدى الكليات بجامعاتنا.. وعلمت أنه حصل على قبول للدراسات العليا في واحدة من أعرق الجامعات العالمية ، ولا يزال المستقبل الواعد ينتظره بالكثير ، خاصة أنه ذاق حلاوة تميزه.
هذا ... وإني لعلى يقين من أن أحداث هذه القصة الكبيرة جداً.. العظيمة أثراً لا تحتاج إلى تعليق ، أو في حاجة إلى ثناء وتقدير للمعلم الذي هو بطلها ، وفاعل حقيقي لأحداثها ، وإني لأدعو الكُتَّاب إلى تلمس مثل هذه النجاحات وإبرازها ، وعدم الإقلال من شأنها؛ لأن لها مردودها العظيم على الأجيال كلها ، كما عرفنا.
هكذا تكون التربية الناجعة، وهكذا المربي المحلق الناجح
التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 07-12-2012 الساعة 02:00 AM
|
أدوات الموضوع |
|
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 06:01 AM بتوقيت مسقط
Powered & Developed By Advanced Technology
| |