أنتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ في الأرْضِ
"مَرُّوا بجَنَازَةٍ، فأثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وجَبَتْ ،ثُمَّ مَرُّوا بأُخْرَى فأثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: وجَبَتْ فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: ما وجَبَتْ؟ قَالَ: هذا أثْنَيْتُمْ عليه خَيْرًا، فَوَجَبَتْ له الجَنَّةُ، وهذا أثْنَيْتُمْ عليه شَرًّا، فَوَجَبَتْ له النَّارُ، أنتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ في الأرْضِ."الراوي : أنس بن مالك - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 1367 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر =
اصطَفى اللهُ تعالى هذه الأمَّةَ بِأنْ أرسلَ إليها خاتَمَ الْمُرسَلِين، وسيِّدَ النَّبيِّينَ، صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وجعلَهم شُهداءَ له في الأرضِ ويومَ القيامةِ يَشهدونَ لِأنبياءِ اللهِ إذا ادَّعتْ أُممُهم إنَّهم لم يقوموا بِتبليغِ رِسالاتِ ربِّهم. وفي هذا الحديثِ: أنَّه لَمَّا مرَّتْ جِنازةٌ فَأُثْنى عليها الصحابةُ رضوانُ الله عليهم خيرًا قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «وَجَبَتْ» أي: ثَبَتَتْ له الجنَّةُ، ثُمَّ مرَّتْ جنازةٌ أُخرى، فَأَثْنَوا عليها شرًّا، يعني وَصَفوها بما فيه ذمٌّ وانِتقاصٌ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم «وَجَبَتْ» يعني: وَجَبَ له العذابُ بما شَهِدْتم عليه، فقال عُمرُ بنُ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه: ما وَجبَتْ؟ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «هذا أثْنَيْتم عليه خيرًا، فَوجَبتْ له الجنَّةُ، وهذا أَثنَيْتم عليه شرًّا، فَوجَبَتْ له النَّارُ، أنتم شُهداءُ اللهِ في الأرضِ» أي: يُقبلُ قولُكم في حقِّ مَن تَشهدونَ له أو عليه. = الدرر =
"الملائكةُ شهداءُ اللهِ في السَّماءِ ، و أنتُم شهداءُ اللهِ في الأرضِ"الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6728 - خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =
في هذا الحديثِ يقولُ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "الملائكةُ شُهَداءُ اللهِ" على أعْمالِ عِبادِهِ "في السَّماءِ" وأَنْتُمْ -أي: أيُّها الأُمَّةُ أو المؤمنون- "شُهَداءُ اللهِ في الأرْضِ"، أي: تَشْهَدون على بعْضِكم البعْضَ بالصَّلاحِ أوِ الفَسادِ، ومَعْنى وُجوبِ الجنَّةِ لأحَدٍ ثُبوتُها له؛ إذِ الثُّبوتُ هو في صِحَّةِ الوُقوعِ كالشَّيْءِ الواجِبِ، وهذا الثَّناءُ بالخيْرِ أو الشَّرِّ هو لِمَن أَثْنَى عليه الناسُ؛ فكان ثَناؤُهُم مُطابِقًا لأفْعالِ مَنْ أَثْنَوْا عليه وهو الغالِبُ، فإنْ لم يكُنْ كذلك، فليس هو مُرادًا بالحَديثِ.
وقد قيل: إنَّ المُخاطَبينَ بذلك هُمُ الصَّحابةُ، ومَن كان على صِفَتِهِم من الإيمانِ؛ لأنَّهم يَنْطِقون بالحِكْمَةِ، ويَخْتَصُّ ذلك بالثِّقاتِ والمتَّقينَ .= الدرر =