ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-31-2012, 04:05 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي حديث : " قاربوا وسددوا "

حديث : " قاربوا وسددوا "
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .



وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قَارِبُوا وَسَدِّدوا , واعلمُوا أنه لن ينجو أحدُ منكُم بعمله )) قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : (( ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل ))(1)



و " المقاربة " القصدُ الذي لا غُلُوَّ فيه ولا تقصير . و " السَّدادُ " الاستقامةُ والإصابةُ , و " يتغمدني " يُلبِسنِي ويستُرني .

قال العلماء : معنى الاستقامة : لُزُومُ طاعة الله تعالى , قالوا : وهي من جوامع الكَلِمِ , وهي نظام الأمور , وبالله التوفيق .

** الشرح **

هذا الحديث يدل على أن الاستقامة على حسب الاستطاعة , وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم (( قاربوا وسددوا )) أي : قاربوا ما أمرتم به , واحرصوا على أن تقربوا منه بقدر المستطاع .

وقوله : (( سددوا )) أي : سددوا على الإصابة , أي : احرِصوا على أن تكون أعمالكم مصيبة للحق بقدر المستطاع , وذلك لأن الإنسان مهما بلغ من التقوى , فإنه لابُد أن يخطىء , كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( كل بني آدم خطاء , وخير الخطائين التوابون )) (2) , وقال عليه الصلاة والسلام : (( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم , ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم )) (3)
فالإنسان مأمور أن يقارب ويسدد بقدر ما يستطيع .

ثم قال عليه الصلاة والسلام : (( واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله )) أي : لن ينجو من النار بعمله . وذلك لأن العمل لا يبلغ ما يجب لله – عز وجل – من الشكر , وما يجب له على عباده من الحقوق , ولكن يتغمد الله – سبحانه وتعالى – العبد برحمته فيغفر له .

فلما قال : (( لن ينجو أحد منكم بعمله )) قالوا له : ولا أنت ؟! قال : (( ولا أنا )) حتى النبي عليه الصلاة والسلام لن ينجو بعمله (( إلا أن يتغمدني الله برحمه منه )) .

فدل ذلك على أن الإنسان مهما بلغ من المرتبة والولاية , فإنه لن ينجو بعمله , حتى النبي عليه الصلاة والسلام , لو لا أن الله مَنَّ عليهِ بأن غفر له ذنبه ما تقدم منه وما تأخر , ما أنجاه عمله .

فإن قال قائل : هناك نصوص من الكتاب والسنة تدل على أن العمل الصالح ينجي من النار ويدخل الجنة , مثل قوله تعالى : (( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )) [ النحل : آية 97 ] . , فيكف يُجمعُ بين هذا وبين الحديث السابق ؟

الجواب عن ذلك : أن يقال : يُجمع بينهما بأن المنفي دخولُ الإنسان الجنة بالعمل في المقابلة , أما المُثبتُ : فهو أن العمل سبب وليس عوضاً .
فالعمل – لا شك – أنه سبب لدخول الجنة والنجاة من النار , لكنه ليس هو العوض , وليس وحده الذي يدخل به الإنسان الجنة , ولكن فضلُ الله ورحمته هما السبب في دخول الجنة , وهما اللذان يوصلان الإنسان إلى الجنة وينجيانه من النار .

وفي هذا الحديث من الفوائد : أن الإنسان لا يعجب بعمله , مهما عملت من الأعمال الصالحة لا تُعجب بعملك , فعملُكَ قليل بالنسبة لحق الله عليك .

وفيه أيضاً من الفوائد : أنه ينبغي على الإنسان أن يكثر من ذكر الله دائماً , ومن السُّؤال بأن يتغمَّده الله برحمته , فأكثر من ذلك , وقل دائماً : (( اللهم تغمدني برحمةٍ منك وفضل )) لأن عملك لن يوصلك إلى مرضاة الله , إلا برحمة الله عز وجل .

وفيه دليلُ على حِرص الصحابة – رضي الله عنهم – على العلم , ولهذا لما قال : (( لن ينجو أحدُ منكم بعمله )) استفصلوا , هل هذا العمومُ شامل له أم لا ؟ فبيَّن لهم صلى الله عليه وسلم أنه شامل له .

ومن تدبِّر أحوال الصحابة – رضي الله عنهم – مع النبي صلى الله عليه وسلم . وجد أنهم أحرص الناس على العلم , وأنهم لا يتركون شيئاً يحتاجون إليه في أمور دينهم ودُنياهم إلا ابتدروه وسألوه عنه . والله الموفق .



(1) الراوي: أبو هريرة
المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2816
خلاصة حكم المحدث: صحيح


(2) أخرجه الترمذي , وابن ماجه , وأحمد في المسند . وقال الترمذي : غريب . وحسنه الألباني في صحيح الجامع رقم (4515) .

(3) الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2749
خلاصة حكم المحدث: صحيح

-----------------------------------------------

المصدر : شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين .
لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله .
المجلد الأول – باب الاستقامة – حديث : " قاربوا وسددوا " ص : 573- إلى ص : 575 .

منقول


التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 09-15-2012 الساعة 01:12 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-14-2012, 05:30 AM
زينب زينب غير متواجد حالياً
عضوة جديدة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 30

جزاك الله خيرًا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-15-2012, 01:03 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

أمين وإياكم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-15-2012, 06:47 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023


حبيبتي أم حذيفة

جزاك الله خيرًا

ربنا يرزقنا السداد في القول والعمل


التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 09-18-2012 الساعة 07:39 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-23-2012, 06:39 PM
الصورة الرمزية الأخت المسلمة
الأخت المسلمة الأخت المسلمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 275
جزاكِ الله خيرا حبيبتى فى الله

_ أم حذيفة ـ

و نفع بكِ

اللهم ءامين
__________________
قد يراك البعضُ تقياً و قد يراك آخرون مجرماً ، و قد يراك آخرون كذا أو كذا
لكن الحقيقة أنك أنت أدرى بنفسك ،السرُ الوحيدُ الذى لايعلمه غيرُك ، هو سر علاقتك بربك
فلا يغرنك المادِحون و لايضُرنّك القادِحون لِأن الحقيقة تقول :
بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَه.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 09:21 AM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology