ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى عام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #71  
قديم 08-13-2020, 11:08 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

🟢 على منهاج النُّبُوَّة

7️⃣2️⃣

✍ ويُعجبني الفأل!

🌳قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه يُصحح عقائدهم: "لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صَفَر، ولا نوء، ولا غول، ويُعجبني الفأل"!
قالوا: وما الفأل يا رسول الله؟
قال: "كلمة طيبة"!
وعن العدوى قال له رجل من الحاضرين: يا رسول الله، الإبل تكون في الصحراء كأنها الغزلان، فيدخل فيها البعير الأجرب فيجربها
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "فمن أعدى الأول"!

▪️أما انتقال الأمراض بالعدوى فثابت عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بلا خلاف، ومنها قوله: "لا يُورد ممرض على مصح"! وقوله: "فِرَّ من المجذوم فرارك من الأسد"!
أما قوله هنا: "لا عدوى" فهو صرف قلوب الناس من الأسباب إلى ربِّ الأسباب، وهذا المعنى يُؤكِّدُه سؤاله للأعرابي إن كانت الأمراض لا تنتقل إلا بالعدوى فمن أين جاءتْ العدوى الأولى؟!

جاءَ الإسلام ليهدِمَ معتقَداتِ الجاهليةِ
ويبنيَ للمُسلمِ العقيدةَ الصحيحةَ المبنِيَّةَ على صِحةِ التوحيدِ وقوةِ اليَقينِ والابتِعادِ عنِ الأوْهامِ والخيالاتِ التي تعبَث بالعقولِ.

▪️والطيرةُ هي التشاؤمُ فكانوا في الجاهلية يُكثِرون منها فإذا خرج الرجل إلى تجارة ولقيَ في طريقه رجلاً أعورَ اعتبر هذا مؤشر سوء فتشاءم ورجع، وتشاؤمُ الجاهليةِ يحتاج كتاباً وحده!

▪️والهامةُ هي طائرٌ كان أهل الجاهلية يعتقدون أنه يخرج من جسدِ القتيل ويبقى عند قبره يصيح: اسقوني، اسقوني، فلا يسكت حتى يُؤخَذُ بثأره!

▪️وصَفَرُ هو الشهر الهجري المعروف وكانوا يتشاءمون من قُدومِه في الجاهلية!

▪️والنوءُ هي نجومٌ في السماءِ كانتْ إذا ظهرتْ لزموا بيوتهم وكفوا عن التجارةِ والزواجِ والتنقُّلِ حتى تختفي!

▪️والغولُ هو نوعٌ من الجِنِّ كانوا في الجاهلية يعتقدون أنه يقف للمسافر في الطريق ليُخيفه ويُضله عن مقصده!

🌳ويعجبني الفأل، وهنا مربط الفرس، قالوا: وما الفأل يا رسول الله؟ فقال: كلمة طيبة!
🗯️ إذا دخلتَ على المريض، فأخبره أنها أيام ستمضي، وأنه ما شاء الله اليوم أفضل من البارحة، فالحالةُ النفسيةُ للمريض لها تأثير الدواء في الشفاء!
🗯️ وإذا دخلتَ على فاقدِ حبيبٍ، فأخبِره أن ما للمؤمن عند الله خير من الدنيا وما فيها، وأن الجميع قد مات له حبيب، والعزاء أن يجمعَنا الله في الجنة.
🗯️ إذا دخلتَ على المديونِ أَخْبِرْهُ أن فرج الله قريب، وكم من إنسان فرَّج اللهُ حالَه بعد عُسر، وأن الأيام دُول، وأن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم ماتَ ودرعه مرهونة عند يهودي!
🗯️ إذا دخلتِ على عقيمٍ فأخبريها أن الأولاد رزق، وأن أرفع أخلاق المُؤمن هو الرضا، وأن عائشة ماتتْ ولم تُنجِب، وأن الأمل بالله فسارة زوجة إبراهيم عليه السلام رزقها اللهُ ولداً بعد أن بلغتْ من العمر عتياً!

⚡يحتاجُ الناس إلى من يُربِّتُ على قلوبِهم، ويحقنُهم بالأمل، ويُخبرُهم أن القادم أفضل بإذن الله
رد مع اقتباس
  #72  
قديم 08-15-2020, 10:54 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

🟢على منهاج النُّبُوَّة

7️⃣3️⃣

✍فهو في سبيل الله!

🌳مرَّ رجلٌ قويُّ البِنية، فارع الطول، بالنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهو جالسٌ بين أصحابه، فلما رأوه أعجبهم نشاطه وقوته، فقالوا: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله!
فقال: إن كان خرجَ يسعى على أولادٍ صغارٍ فهو في سبيل الله، وإن كان خرجَ يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل اللهِ، وإن كان خرجَ يسعى رياءً ومُفاخرةً فهو في سبيل الشيطان!

▪️يعتقدُ الناس أن الجهاد بالسيفِ هو فقط الجهاد في سبيل الله، وما عدا ذلك هو من طقوس الحياة الرتيبة! صحيحٌ أن الجهاد في أول قائمةِ الأشياء التي في سبيل الله، وأنه أول ما يتبادر إلى الذهن إذا ما قيل في سبيل الله، ولكن الحياة بالحلال هي في سبيل الله!
💬 ظنَّ الصحابة أن قوة الرجل وبأسه لا بُدَّ أن تكون في المعركة لتكون في سبيل الله، فإذا بالنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُصححُ مفاهيمهم! ويُخبرُهم أنَّ هذا الرجل لو كان خروجه لتحصيل قوتِ أولاده وزوجته فهو في سبيل الله، ولو كان خروجه لأجل أبوين يُنفِقُ عليهما فهو في سبيل الله، ولو كان خروجه لأجل تحصيل مهر ليتزوج ويعفَّ نفسه فهو في سبيل الله!

🔸تحسَّسوا الأجر في كل سعيٍ إلى الحلال فهو في سبيل الله!
نهوضُك صباحاً إلى عملك لأجل لقمةِ أولادِك ليست مُجرَّد وظيفة، هذا جهاد يومي في سبيل الله!
🔸عملُكِ في بيتكِ لأجل أن يجدَ الأولاد والزوج لقمة شهية، وثياباً نظيفة، وبيتاً مرتباً ليس مُجرد عمل حياتي مرهق، هذا جهاد يومي في سبيل الله!
🔸اصطحابُ أحد أبويكَ إلى الطبيب هذا ليس مُجرد طلب استشفاء، هذا بِرٌّ وهو في سبيل الله!
🔸ذهابُك لزيارة مريضٍ ليس طقساً اجتماعياً، هذا جبران خاطر في سبيل الله!
🔸حضورُك لتعزيةِ أولادٍ بفقدِ أبيهم أو أمهم، ليس مظهراً اجتماعياً، هذا تراحم في سبيل الله!
إن الحياة في الطاعة والخير والمعروف كلها في سبيل الله، فتحسَّسوا الأجر يسهُل عليكم الجهاد!
••••••••

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 08-16-2020 الساعة 11:01 PM
رد مع اقتباس
  #73  
قديم 08-16-2020, 11:02 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

🟢على منهاج النُّبُوَّة

7️⃣4️⃣

✍فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟!

🌴جرتْ بين أبي بكرٍ وعمر محاورة، قامَ منها عمر غاضباً، فلحقه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل، حتى أنه أغلقَ بابه في وجهه!
فأقبل أبو بكر إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُرى عليه أثر ما كان بينه وبين عمر، فلما رآه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: أما صاحبكم فقد غامرَ/خاصمَ!
ثم سلَّمَ أبو بكر، وأخبر النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالذي كان بينه وبين عمر، وكيف طلب منه أن يسامحه فرفض.
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: يغفِرُ اللهُ لكَ يا أبا بكر، يُرددها ثلاث مرات!
ثم إن عمر ندمَ على ما كان منه، فقصدَ بيت أبي بكر فلم يجدْهُ، فأتى النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فسلَّمَ وجلسَ، ووجه النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم تبدو عليه أمارات الغضب، حتى أشفقَ أبو بكر أن يقول النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لعمر شيئاً يحزنه، فجثا على ركبتيه، وقال: يا رسول الله واللهِ أنا كنتُ أظلمَ/أي الحق كان مع عمر!
فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: إنَّ اللهَ بعثني إليكم فقُلْتُم كذبْتَ وقال أبو بكر صدقَ، وواساني بنفسِه ومالِه، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟!

🔸حتى النُبلاءُ يقع بينهم الخلاف في وجهات النظر، ولو نجا من الخلافِ أحد أن يقعَ فيه لنجا منه سيدا النُبلاء أبو بكر وعمر، ولكن شتَّان بين الذين يَقلبون الصفحة سريعاً، وبين الذين يَجعلون كل خلاف شرارة لحربٍ مستعرةٍ!

▪️لكل إنسان طبع، ولو فهمنا طباعَ الناسِ الذين نتعامل معهم لتجنبنا الكثير من المشاكل، هذا هو أبو بكر، السَّمح الرَّقيق، سريع الاعتذار! وهذا هو عُمر الصَّلب، الحاد في طبعه، فسبحان من ليَّنَ طباع الناس بالإسلام، حتى غدا عمر في حِدته وصلابتِه أحنى على الرَّعية من الأم بأولادها!

▪️النبلاء عندما تذهبُ عنهم فورة الغضب يُسرعون على الفور لإصلاحِ المواقف، وٱنظُرْ لنُبل عُمر حين هدأ، ذهبَ قاصداً بيت أبي بكر ليُصلح ما كان بينه وبين صاحبه، لم ينتظرْ أن تجمعَهما الصُّدفة، ولا أن يتدخلَ بينهما الناس، حتى الخصومة لها أدب، ومن لا يملك أدب الخصومة فلا يُؤمن جانبه، فكونوا نُبلاء إذا تخاصمتم! ما أشبه موقف عُمر بموقف موسى عليه السلام الذي حين غضبَ ألقى الألواح، فلما ذهبَ عنه الغضب أخذها!

▪️وٱنظُرْ لأدبِ أبي بكرٍ ونُبلِه، فحين رأى النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم في صفِّه لم يهُنْ عنده عمر، وسارع للاعتراف أنه هو الذي أخطأ! كُنْ نبيلاً واعترفْ بخطئك، إبليسُ وآدم عليه السلام عصيا الله، الأول رفضَ السجود، والثاني أكل من الشجرة المُحرمة، وما زال إبليس يكابر حتى طُرِدَ من رحمة الله، وما زال آدم يستغفر حتى صار نبياً!

🔸ثم ٱنظُرْ لوفاءِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم كيف يذكر فضل أبي بكر عليه! مع أنَّ فضلَ النبيِّ على أبي بكر أكبر، يكفي أنه قد هداه إلى الله، ولكن النبي الوفي يخبر الناس دون حرجٍ كيف أن أبا بكر أفنى نفسَه ومالَه في خدمته، فكُنْ نبيلاً ولا تنسَ يداً مُدَّتْ إليكَ عندما ضاقتْ الدنيا بك!

•••••
رد مع اقتباس
  #74  
قديم 08-17-2020, 11:37 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

🟢على منهاج النُّبُوَّة

7️⃣5️⃣

✍أَفَتَّانٌ أنتَ يا مُعاذ!

🌳كان مُعاذ بن جبل يُصلي العِشاء مع النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ثم يرجعُ إلى قومه ويصلي بهم…
فرجعَ ذات يوم فصلَّى بهم، وصلَّى خلفه فتىً من قومه، فأطالَ مُعاذٌ الصلاة، فتركَ الفتى الصلاةَ، وصلَّى وحده!
فلمّا انقضت الصلاة أخبر الفتى مُعاذاً بإطالته، وأنه تركه وصلَّى وحده، فقال له معاذ: إنَّ هذا نفاق، لأُخبِرنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم!
فلَقِيَ مُعاذ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم فأخبره، فأرسلَ إلى الفتى وسأله، فقال: يا رسول الله، يُطيلُ المكث عندكَ، ثم يرجع، فيُطوِّل علينا في الصلاة.
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: أَفَتَّانٌ أنتَ يا مُعاذ؟!
أي: مُنَفِّرٌ عَن الجَماعةِ، اقرَأْ إذا كُنتَ إمامًا "والشَّمسِ وَضُحاها" و"سَبِّحِ اسمَ رَبِّكَ الأعلى" ونَحوَهُما مِن قِصارِ المُفصَّلِ.
ثم قال للفتى: كيف تصنعُ يا ابن أخي إذا صليتِ؟
قال: أقرأ بفاتحة الكتاب، وأسأل الله الجنة وأعوذ به من النار، وإني لا أدري ما دندنتك ودندنة مُعاذ! أي لا أنتبه كثيراً للقراءة.
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: إني ومُعاذ حول هاتين نُدندن! أي نقرأ حول الجنة والنار!
وكان قد أُشيع أن العدو قد اقتربَ، ولم يرُقْ للفتى أن نعته مُعاذ بالمُنافق، فقال: سيعلمُ مُعاذٌ إذا قَدِمَ القوم.
فخرجَ الفتى في جيش المسلمين، ورزقه الله الشهادة، فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لمُعاذ: ما فعلَ خصمي وخصمك؟!
فقال: يا رسول الله، صدَقَ اللهَ وكذبتُ، لقد استشهد!

🔸كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا صلَّى بالناس ينوي أن يُطيلَ القراءة بما يحتملُ المصلون خلفه، فيسمع بكاء صبيٍّ في الخلف كانتْ أمه قد أحضرته معها لتُصلِّي معه، فيُخفف الصلاة كي لا يشغل قلب الأم على ولدها!
وكان يأمر الأئمة أن لا يُطيلوا في الصلاة، فيقول: إذا صلَّى أحدكم بالناس فليُخفف فإن فيهم الضعيف والسقيم وذا الحاجة، وإذا صلَّى أحدكم لنفسه فليُطوِّل ما شاء!

▪️وجاءَ رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: إني أتأخرُ عن صلاة الصبح لأجل فُلانٍ مما يُطيلُ بنا، فغضِبَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وقال: يا أيها الناس إنَّ منكم منفرين، فأيكم أمَّ الناس فليُوجزْ، فإن من ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة!
التطويلُ في الصلاةِ مجلبةٌ للمشقة على الناس، وهو خلاف السُّنَّة، فترفَّقوا بالناس ولا تصدُّوهم عن صلاةِ الجماعة!

🔸درسٌ آخر، لا تدخلوا في نوايا الناس، ولا توزعوهم على الجنة والنار، لا أحد يعلمُ ما في القلوب إلا خالقها، ورُبَّ مُتذمِّرٍ من أمرٍ إنما يتذمّر على الشيخ أو العالِم ولا يتذمّر على الشرع والشريعة، فلا تجعلوا من أنفسكم بمقام النُبُوة، والفتى الذي نعتَهُ مُعاذ بالنفاق نالَ الشهادة تحت لواء النبيِّ صلَّى الله عليه وسلََم، فتأدَّبوا مع الله!

•••••••
رد مع اقتباس
  #75  
قديم 08-18-2020, 11:34 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

🟢على منهاج النُّبُوَّة

7️⃣6️⃣

✍فإنك من أهلها!

🌳وأخيراً أَذِنَ الله تعالى للمسلمين الذين أُوذوا في دينهم، وأُخرِجوا من ديارهم بغيرِ حقٍّ بالقتال! ومن حكمة الله تعالى في تأخيرِ القتال هو تربيةُ الأُمَّة على العقيدة أولاً، لأن الله سبحانه أرادَ أن يكون الجهاد وسيلةً لغايةٍ نبيلةٍ هي إعلاء كلمته في الأرض، لا غاية بحد ذاتها، ولو أُذِنَ بالقتال قبل أن تتربَّى الأُمَّة حقَّ التربية لربما فهمتْ أن القتال مطلوب لذاته، أو هو وسيلة للثأر، وقد أراد سُبحانه أن يجعلَ الجهاد عبادة، ويُؤدِّبَ السَّيف بالقرآن، وإذا أراد الله سبحانه شيئاً كان، وأجملُ الشهادة ما شهد بها الأعداء، وقد قال بعض المُستشرقين: ما عرفَ التاريخ فاتحاً أرحم من المُسلمين!

🔸وخرجَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بأصحابه يريد قافلة قُريش، فغيَّرَ أبو سفيان خطَّ مسيرها وأرسلَ إلى قُريش لتُنجده، أرادَ المُسلمون شيئاً، وأرادَ المُشركون شيئاً آخر، ولكن الله أرادَ الحرب، فكانتْ غزوة بدر حيث سلَّ الإسلام سيفه للمرة الأولى دفاعاً عن عقيدته، وسيبقى هذا السَّيفُ مسلولاً، والجهادُ قائماً، لا يُبطله عدل عادل، ولا جور جائر، حتى يُقاتلُ آخر هذه الأُمة الدجَّال كما قال سيدنا، وإنه إذا قال صدق!

☘️ووقفَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بين الصَّفين يُحرِّضُ أصحابه على القتال، فقال لهم: قوموا إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض!
وكان عُمير بن الحمام الذي أخرجَ تمراتٍ من جُعبته ليأكلها على مقرُبةٍ منه، فقال له: يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض؟
فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: نعم!
فقال: بَخٍ بَخٍ!
فقال له: ما حملكَ على قول بخٍ بخٍ؟
فقال: لا واللهِ يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها!
فقال له: فإنك من أهلها!
فألقى التمرات التي في يده، وقال: لئن أنا حييتُ حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة!
ثم اقتحمَ جيشَ المُشركين، فقاتلَ حتى استشهد، وهنيئاً له شهادة تحت لواء النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم!
💡وهنيئاً لكلِّ من فتحَ اللهُ له باباً للجهاد، فأحسنَ دخوله، فقاتلَ عدواً واضحاً، إعلاءً لكلمةِ اللهِ في الأرض، ودفاعاً عن شرعه، ولم يُصِبْ دماً حراماً، ولم يُؤذِ مُسلماً في دمه وماله وعرضه، هنيئاً لهؤلاء الذين تُغفرُ لهم ذنوبهم عند أول قطرةٍ تنزلُ من دمائهم، ويأمنون فتنة القبر، لأن الجزاء من جنس العمل وكفى ببارقةِ السيوف فوق رؤوسهم فتنة، فاللهم شهادةً!

•••••
رد مع اقتباس
  #76  
قديم 08-20-2020, 01:07 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

🟢على منهاج النُّبُوَّة

7️⃣7️⃣

✍قد حلتُ بينكِ وبين الرَّجل!

🌳جاء أبو بكر لزيارة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وقبل أن يستأذنَ ويدخل، سمعَ عائشة ترفعُ صوتها على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم! ثم أُذِنَ له فدخلَ غاضباً وقال لابنته: أترفعينَ صوتكِ على رسولِ الله؟! ثم كأنه أراد أن يجذبها إليه ليُعنِّفها فحال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بينه وبينها، فلما خرجَ أبو بكر، جعلَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول لعائشة: "ألا ترين أني قد حلتُ بينك وبين الرَّجل"! ثم جاء أبو بكر بعدها، فوجد النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم وعائشة يضحكان، فقال لهما: أشرِكاني في سِلمِكُما كما أشركتماني في حربكما!

♦️قلتُ أكثر من مرةٍ أنَّ أحبَّ الأحاديث النبوية إلى قلبي هي تلك التي تُظهرُ بشريَّة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وأحبُّ حوادث السيرة إليَّ تلك التي تُرينا بيوت النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وبيوت الصحابة في هيئتِها الاجتماعية والحياتية الطبيعية التي تُشبه حياتنا تماماً، والسبب في هذا أن الناس اعتادوا أن ينظروا لحياته صلَّى الله عليه وسلَّم وحياة أصحابه بعين الحبِّ والإجلال حتى كادوا يعتقدون أن حياتهم لا مشاكل فيها ولا هموم، فتأتي هذه القصص والحوادث التي أُحبها لتضع النقاط على الحروف، وتخبرنا أن النَّاس هم النَّاس مهما بلغوا من الإيمان عتياً!

الخلافات الزوجية تقعُ في كل البيوت، تفرضُها المعاملة اليومية، وهموم الحياة، وتقلُّب النفس البشرية من طور إلى طور، وعندما ترفعُ عائشة صوتها على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فالأمر لا علاقة له بمنسوب الإيمان، ولا مقدار التقوى، إنها الحياة يا سادة، فمهما بلغتْ زوجتك من الإيمان لن تُدرك عائشة، ومهما بلغْتَ من الإيمان لن تبلغ إيمان النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وها هي مُشكلة زوجية قد حدثَتْ، والحمد للهِ أن الأوائل نقلوها إلينا حتى نتعلَّم منها الدروس والعِبر!

▪️الدرس الأول:
من كان يُمنِّي نفسه بحياةٍ زوجيةٍ بلا مُشكلات فهو واهم أو حالم، ولكن المشكلات إنما يجب أن تكون سحاب صيف يمرُّ سريعاً، والبيوت إنما يجب أن تُدار بالتغاضي والتراحم، أنتَ تتنازل مرةً، وهي تتنازل مرةً حتى لا تكون البيوت ساحات حرب!

▪️الدرس الثاني:
تتسعُ رقعة المشاكل الزوجية حين يتحزَّب الأهل لأولادهم، فالزوجة عند أهلها على حق مهما فعلتْ، والزوج عند أهله على حق مهما فعل، وهذا ليس من العدل والمنطق في شيء، الأصل أن يتدخَّلوا للإِصلاح فقط، فالبُيوت ليستْ محاكم لِرَدِّ الحقوق، بمقدار ما هي مكان للتراحم والتعايش والتغاضي والتجاهل، والأنبل من الإصلاح أن يأخذ الأهل على يد ابنهم أو ابنتهم عندما تُخطئ ولا ينسون فضل الصِّهر أو الكنة، وما أنبل أبا بكر يوم ما هانَ عليه أن ترفع ابنته صوتها على زوجِها!

▪️الدرس الثالث:
الخِلاف شيء، وأن تهونَ عندكَ زوجتكَ، أو يهونَ عندكِ زوجكِ شيء آخر!
النُبلاء يظهرون في الخصومات، وٱنظُرْ لنُبل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لم تَهُنْ عليه عائشة حتى حين رفعتْ صوتها عليه، لقد منعَ أباها أن يتعرَّضَ لها، الخِلافات طقس لا مناخ، وعلى الطقس أن لا يستمر طويلاً!

▪️الدرس الرابع:
على الفور أعادَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم المياه إلى مجاريها، لقد مازحَ عائشة قائلاً: ألا ترين أني قد حلتُ بينكِ وبين الرجل؟! يا لنُبل النبوة إنه يسترضيها أيضاً! اقلبوا الصفحة بسرعة، بعض المواقف لا تحتاج إلى كثير من عزة النفس أيضاً ليس موضعها بين الزوج وزوجته!
••••
رد مع اقتباس
  #77  
قديم 08-21-2020, 10:31 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

🟢على منهاج النُّبُوَّة

7️⃣8️⃣
✍إنَّ فيكَ خصلتين يُحبهما الله!

🌳 كان الأحنف بن قيس لا يغضبُ أبداً، حتى سُمِّيَ "حليم العرب"، وعنه كانوا يقولون: هذا الذي لا يغضبُ أبداً، ولكنه إذا غُضِبَ، غضَبَ له مئة ألفٍ لا يدرون فيمَ غضب!
وقِيل للأحنف بن قيس يوماً: ممن تعلمتَ الحِلم؟
فقال: من قيس بن عاصم، رأيتُه قاعداً بفناء داره، محتبياً بحمائل سيفه، يُحدِّثُ قومه، حتى أُتِيَ له برجلٍ مربوطٍ ورجلٍ مقتول، وقالوا: هذا ابن أخيكَ قتلَ ابنكَ! فما قطعَ كلامه ولا اهتزَّ، ولما انتهى قال لابن أخيه: يا ابن أخي أسأتَ إلى رحمكَ ورميتَ نفسكَ بسهمك! وقال لابنٍ له: قُمْ إلى ابن عمكَ فحُلَّ وثاقه، وادفن أخاكَ، وسُقْ إلى أمك مئة ناقة دية ابنها، فإنها غريبة في قومنا!

🌳عندما جاءتْ قبيلة عبد القيس إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لتُسلم، سارعَ أفرادُ القبيلةِ بالدخول عليه، إلا سيدهم أشجُّ عبد القيس، بقي عند رحالهم، فربطَ الجِمال، ولبسَ أحسن ثيابه، وأخذَ شيئاً من الطِّيب، وأتى النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقرَّبَه منه، وأجلسَه إلى جانبه، وقال له: إنَّ فيك خصلتين يُحبهما الله: الحِلمُ والأناة!
فقال له الأشجُّ: أجُبِلْتُ عليهما أم تخلَّقْتُ بهما يا رسول الله؟
فقال له: بل جُبِلْتَ عليهما!

♦️نصٌّ صريحٌ قاطعٌ أن الناس يُولدون بطباعٍ مختلفةٍ، جبلَهم الله سبحانه عليها في بطون أمهاتهم، وهذا واقع نعيشه يومياً ونشاهده عياناً، إننا نرى في البيت الواحد، الكريم والبخيل، الهادئ والعصبي، الشهم والأناني، الحليم والغضوب!
▪️ولكن هذا ليس مُبرِّراً لأن ينساق الإنسان وراء طبعٍ سيءٍ جُبل عليه، لأن الدنيا دار امتحان ومُجاهدة، والنجاح والرسوب إنما يكون بمُخالفةِ الهوى أو الانسياقِ له!
حتى الأحنف بن قيس كان يقول: لستُ حليماً ولكني أتحلَّم لأُجبر نفسي عليه
وخيرٌ منه ما رواه الخطيب في تاريخ بغداد 🌳من حديث أبي هريرة أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: إنما العلم بالتعلُّم، وإنما الحِلم بالتحلُّم، ومن يتحرَّ الخيرَ يُعطه، ومن يتوقَّ الشَّر يوقه!

👈🏻ولتبسيطِ الفكرة، الإنسانُ مجبولٌ على الشهوة ولكن هذا لا يُبرر الزنى، ولكن الله سُبحانه جبله عليها امتحاناً ليرى كيف يُشبع شهوته حلالاً أم حراماً، يحكمها أو تحكمه!
والإنسانُ مجبولٌ على حب المال، ولكن هذا لا يُبرر السرقة، ولكن الله سُبحانه جبلَه عليه امتحاناً ليرى من يكسب بالحلال ومن يكسب بالحرام، من يُؤدِّب شهوته ومن ينساق لها انسياقَ البهائم المحكومة بغريزتها لأن لا عقل لديها!
رد مع اقتباس
  #78  
قديم 08-23-2020, 12:20 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

🟢 على منهاج النُّبُوَّة

7️⃣9️⃣

✍أتدري فيما يتناطحان؟

🌳كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يمشي ومعه أبو ذرٍّ الغفاري، فرأى شاتين يتناطحان، فقال له: يا أبا ذر، أتدري فيما يتناطحان؟
فقال أبو ذرٍّ: لا.
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ولكنَّ الله يدري، وسيقضي بينهما يوم القيامة!

🔸الدُّنيا ليستْ نهاية المطاف، فلا تبتئس لحقٍّ لكَ لم تأخذه فيها، ولا تفرح بحقٍّ غصبْتَه من غيرك، في الآخرة ستُقام المحكمةُ التي تشهدُ فيها الجوارح، يدُك التي أخذتْ ما ليس لها، وعينُك التي نظرتْ إلى ما لا يحِلُّ لها، وفمُكَ الذي أكلَ الحرام، ولسانُك الذي آذى الناس، شهودُكَ منكَ وعليكَ، فأَحسِنْ اختيار شهودك!

▪️أيتها البنتُ التي حُرمتْ من الميراث لأنها بنتٌ، واللهِ لتفرحينَ بحقكِ الذي ستأخذينه بين يدي اللهِ أكثر من فرحكِ بميراثكِ لو أنكِ أخذتِه في الدنيا!
▪️أيتها الزوجة التي أُوذيتْ ضرباً مبرحاً وكلاماً جارحاً فصبرتْ واحتسبتْ وقالتْ: حسبي الله ونعم الوكيل، واللهِ لتأخذين حقكِ بين يدي الله وستفرحين به أكثر من فرحكِ بدلالِ الدنيا لو أخذتِهِ!
▪️أيها العاملُ المسكين الذي سمعَ عباراتِ الإهانة، وأُوذيَ في كرامتِه وجسدِه، فصبرَ واحتسبَ كي لا يجوع أولاده، والله لتأخذنَّ حقكَ بين يدي الله، ولتفرحنَّ به أكثر من فرح التوقير لو نلته في الدنيا!
▪️أيها التقيُّ النَّقيُّ الذي اتُهِم في دينه، ورُميَ بالتشدُّد والتخلُّف، واللهِ لتأخذنَّ حقك بين يدي الله، ولتفرحنَّ به أكثر من فرحك ولو نصبوا لك منبراً في الدنيا!
▪️أيتُها التي أُوذيت في عرضها، وقيل فيها ما ليسَ فيها!
▪️أيها الذي اتُهم بأمانته وسُجن ظلماً!
▪️أيتها التي قيل عن حِجابها مُعقدة ودقة قديمة!
▪️وأيها الذي أُخذ منه بالواسطة وظيفة كان يستحقها!
🔸استبشروا جميعاً، إنَّ الرَّب العادل الذي سيقضي بين شاتين يتناطحان، وقد سقطَ عنهما التكليف، فسيقضي بالعدلِ بينك وبين خصومك، ويا لسعد من أتى الله مظلوماً ولم يأته ظالماً!

••••••
رد مع اقتباس
  #79  
قديم 08-24-2020, 12:24 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

🟢على منهاج النُّبُوَّة

8️⃣0️⃣

✍أتدرون من المفلس؟!

🌳كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم جالساً مع أصحابه، فسألهم: أتدرون من المُفلس؟
فقالوا: المُفلسُ فينا من لا درهم له ولا متاع.
فقال: إنَّ المُفلس من أُمَّتي، الذي يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي قد شتمَ هذا، وقذفَ هذا، وأكلَ مالَ هذا، وسفكَ دمَ هذا وضرب هذا! فيُعطى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه، فإن فنيَتْ حسناتُه قبل أن يقضيَ ما عليه، أخذَ من خطاياهم فطُرحتْ عليه ثم طُرح في النار!

▪️
فمن خلال سؤاله صلى الله عليه وسلم: (أتدرون من المفلس؟)، أراد أن يَنقلَهم إلى أبعد من الدنيا وحطامها، ويحول أبصارهم وقلوبهم إلى إفلاس من نوع خطير رهيب.
▪️
فما هو المفهوم الصحيح للمفلس؟ ومن هو المفلس الحقيقي في المفهوم النبوي؟.

واسمعوا يرحمكم الله لهذا الوصف النبوي للمفلس الحقيقي.

▪️
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(إن المفلس من أمتي)، (من أمتي)، فهو من أمة النبي صلى الله عليه وسلم، المعني بهذه الصفة هو من هذه الأمة ينتسب إليها وليس بعيدا وليس غريبا عنكم معاشر المخاطبين
🔳 فيوقف( المفلس) يوم الحشر، ويقف حوله خصماؤه الذين كان يظلمهم ويعتدي عليهم إما بلسانه أو بيده، يُوقف ويقف معه غرماؤه في ذلك الموقف الرهيب، كلهم يريدون أخذ حقوقهم التي لم يستطيعوا أخذها في الحياة الدنيا، يقفوا ليُقتص لهم منه، ويأخذوا حقوقهم كاملة في الآخرة.
🔳 ولكم أن تتصوروا هذا الموقف، الخصماء يحيطون به من كل مكان، فهذا يأخذ بيده وهذا يقبض على ناصيته، وهذا يتعلق بكتفيه، وهذا يقول ظلمني، وآخر يقول شتمني، وذاك يقول اغتابني، وغيره يقول جاورني فأساء جواري، وهذا يقول غشني، وقائل يقول كذب علي... كل الخصماء، كل الذين نالَهم ظلمَه واعتدى عليهم في الحياة الدنيا يحيطون به، وهو متحير من كثرتهم وتشبتهم به، وقد ضعف عن التخلص منهم ومقاومتهم، لا حول له ولا قوة، فيمد عنق الرجاء إلى ربه لعله يخلصه منهم، لكن يقرع سمعه نداء الجبار: ﴿ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾

•••••••
رد مع اقتباس
  #80  
قديم 08-25-2020, 11:19 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

🟢على منهاج النُّبُوَّة

8️⃣1️⃣

✍ما تقولون في هذا؟!

🌳ما كانوا يعرفون أنهم على موعد مع درسٍ عظيمٍ عمَّا قليل، النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم جالس وهم حوله، كلُّ شيءٍ كان عادياً، ليس هناك أمر مستجد من أمور الدنيا، ولا نزل الوحي بشيء من أمور الدين، ثُمَّ مرَّ رجلٌ فسلَّمَ ومضى…
فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لمن معه: ما تقولون في هذا؟
قالوا: رجل من أشراف الناس، هذا واللهِ حَرِيٌّ إن خطبَ أن يُزوَّج، وإن شفعَ أن يُشفَّع، وإن قال أن يُستمع له!
فسكتَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ولم يقُل شيئاً، ثم بعد قليل مرَّ رجلٌ من فقراء المسلمين فسلَّمَ ومضى… فقال لمن حوله: ما تقولون في هذا؟
قالوا: هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حَرِيٌّ إذا خطبَ أن لا يُزوَّج، وإنْ شفعَ أن لا يُشفَّع، وإن قال أن لا يُستمع له!
فقال: هذا خيرٌ من ملء الأرضِ من ذاك!

🔲 الناس هم الناس في كل عصر، تخدعهم المظاهر، ويسحر قلوبهم ما يروه ويسمعوه، ذلك أنهم اعتادوا أن ينظروا إلى الدنيا بعيون الدنيا، ولو نظروا إليها بعيون الآخرة لاختلفتْ أحكامهم حتماً!
الأناقة مطلوبة، ولكن ما أدراك أنه قد يكون خلف هذه البدلة الأنيقة قلباً عفناً، وخلف هذا الفستان الماركة نفسية مريضة!
الغنى شيء جميل، ولكن ما أدراك أنه قد يكون خلف هذا الثراء مالٌ حرام جُمع بالغش والظلم والربا وأكل أموال الناس بالباطل!
اللسان الحلو فاتن، ولكن ما أدراك أنه قد يكون خلف هذا الكلام المعسول ذئب مُتربِّص، وحيَّة رقطاء تنتظر لحظة اللسع!

البطولة الحقيقية ليستْ في رفع الأوزان في النوادي الرياضية وإنما في رفع الغطاء الدافئ لصلاة الفجر!
والأناقة الحقيقية ليستْ في البدلة الرسمية ولا المجوهرات، وإنما في نقاء القلب، وطِيب النفس، وحُب الخير للناس!

🔸احكُمْ على الناس بقُربهم من الله وبُعدهم عنه، بإحسانهم للخلق وإساءتهم إليهم!
البطلُ الحقيقي هو الذي يتوقَّف عند شرع الله، والجبان هو الذي ينتهك حدود الله ولو انتصرَ كل يوم في معركة!
خطبَ شابٌ فتاةً من أبيها، فلم يسأله ماذا تعمل، ولا أين ستُسكنها، ولا كم راتبك، وإنما سأله سؤالاً واحداً أذهله، قال له: في أية ساعة أذان الفجر؟
فلم يعرف!
فقال له: ليس عندنا بنات للزواج!
•••••
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 12:38 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology