ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى المعتقد الصحيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-01-2011, 07:10 AM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي هل " الروح " صفة من صفات الله تعالى كالسمع و البصر و العلم و غيره ؟



هل " الروح " صفة من صفات الله تعالى كالسمع و البصر و العلم و غيره ؟
*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*


قال ابن جماعة : ونِسبة إضافة الروح في آيات " مريم " كلها نسبة إضافة ملك وخَلْق وتشريف ... لأن نَفْخ جبريل كان بأمْر الله ، وسُمِّي المسيح عليه السلام " رُوح الله " إما تشريفا له ، أو لأنه كان بأمْرِه وخَلَقه مِن غير واسطة لأب .
وهذا كافٍ في هذا . ومَن جعل " مِن " للتبعيض فَحُلُولي مُجَسِّم ، تعالى الله وتَقَدَّس عن ذلك . اهـ .

ولا يجوز تكييف صِفات الله عزّ وَجَلّ .
وصِفات الله عزّ وَجَلّ لا يُسأل عنها بـ ( كيف ) ؟ لأن الصِّفَة معلومة والكيفية مجهولة .

روى الإمام اللالكائي في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " مِن طريق جعفر بن عبد الله قال : جاء رجل إلى مالك بن أنس فقال يا أبا عبد الله (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) كيف استوى ؟
قال : فما رأيت مالِكًا وَجَد مِن شيء كَمَوجِدته مِن مقالته ، وعلاه الرُّحَضاء - يعني العَرَق - قال : وأطرق القوم وجعلوا ينتظرون ما يأتي منه فيه . قال : فَسُرّي عن مالك فقال : الكيف غير معقول ، والاستواء منه غير مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة . وإني أخاف أن تكون ضالاًّ ، وأمَر به فأُخْرِج .

وقال القرطبي في تفسيره : وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بِنَفْي الْجِهَة ولا يَنْطِقُون بذلك ، بل نَطَقُوا هُم والكَافَّة بإثباتها لله تعالى ، كما نَطَق كِتَابه ، وأخْبَرَتْ رُسُله ، ولم يُنْكِر أحَد من السلف الصالح أنه اسْتَوى على عَرْشِه حَقِيقَة ، وخَصّ العرش بذلك لأنه أعظم مَخْلُوقَاته ، وإنما جَهِلُوا كيفية الاسْتواء ، فإنه لا تُعْلَم حَقِيقته . قال مالك رحمه الله : الاسْتِواء مَعْلُوم - يعني في اللغة - ، والكَيف مجهول ، والسؤال عن هذا بِدْعَة . وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها . اهـ .

قال الإمام الذهبي في " العلو " : فإننا على أصل صحيح وعقد متين مِن أن الله تقدس اسمه لا مثل له ، وأن إيماننا بما ثبت مِن نُعوته كإيماننا بذاته المقدسة ، إذ الصفات تابعة للموصوف ، فنعقل وجود الباري ونميز ذاته المقدسة عن الأشْبَاه مِن غير أن نتعقل الماهية .
فكذلك القول في صفاته نؤمن بها ونعقل وجودها ونعلمها في الجملة مِن غير أن نَتَعَقّلها أو نُشَبّهها أو نُكَيّفها أو نُمَثِّلها بِصَفات خَلْقه ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . فالاستواء كما قال مالك الإمام وجماعة : معلوم والكيف مجهول . اهـ .

والواجب على المسلم تَنِزيه الله عما لا يليق به ، وإثبات ما أثبته لِنفسه تبارك وتعالى وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ، ونَفْي ما نفاه الله تبارك وتعالى عن نفسه ، وما نَفَاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم تَنْزِيهًا لله عزّ وَجَلّ . والسكوت عما سُكِت عنه .

قال الإمام الطحاوي : وَتَعَالَى عَنِ الْحُدُودِ وَالْغَايَاتِ، وَالْأَرْكَانِ وَالْأَعْضَاءِ وَالْأَدَوَاتِ، لَا تَحْوِيهِ الْجِهَاتُ السِّتُّ كَسَائِرِ الْمُبْتَدَعَاتِ .

قال ابن أبي العزّ : أَذْكُرُ بَيْنَ يَدَيِ الْكَلَامِ عَلَى عِبَارَةِ الشَّيْخِ رَحِمَهُ اللَّهُ مُقَدِّمَةً ، وَهِيَ : أَنَّ النَّاسَ فِي إِطْلَاقِ مِثْلِ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ : فَطَائِفَةٌ تَنْفِيهَا ، وَطَائِفَةٌ تُثْبِتُهَا ، وَطَائِفَةٌ تُفَصِّلُ، وَهُمُ الْمُتَّبِعُونَ لِلسَّلَفِ ، فَلَا يُطْلِقُونَ نَفْيَهَا وَلَا إِثْبَاتَهَا إِلَّا إِذَا بُيِّنَ مَا أُثْبِتَ بِهَا فَهُوَ ثَابِتٌ ، وَمَا نُفِيَ بِهَا فَهُوَ مَنْفِيٌّ ؛ لِأَنَّ الْمُتَأَخِّرِينَ قَدْ صَارَتْ هَذِهِ الْأَلْفَاظُ فِي اصْطِلَاحِهِمْ فِيهَا إِجْمَالٌ وَإِبْهَامٌ ، كَغَيْرِهَا مِنَ الْأَلْفَاظِ الِاصْطِلَاحِيَّةِ ، فَلَيْسَ كُلُّهُمْ يَسْتَعْمِلُهَا فِي نَفْسِ مَعْنَاهَا اللُّغَوِيِّ . وَلِهَذَا كَانَ النُّفَاةُ يَنْفُونَ بِهَا حَقًّا وَبَاطِلًا ، وَيَذْكُرُونَ عَنْ مُثْبِتِيهَا مَا لَا يَقُولُونَ بِهِ ، وَبَعْضُ الْمُثْبِتِينَ لَهَا يُدْخِلُ فِيهَا مَعْنًى بَاطِلًا ، مُخَالِفًا لِقَوْلِ السَّلَفِ ، وَلِمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالْمِيزَانُ . وَلَمْ يَرِدْ نَصٌّ مِنَ الْكِتَابِ وَلَا مِنَ السُّنَّةِ بِنَفْيِهَا وَلَا إِثْبَاتِهَا ، وَلَيْسَ لَنَا أَنْ نَصِفَ اللَّهَ تَعَالَى بِمَا لَمْ يَصِفْ بِهِ نَفْسَهُ وَلَا وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ نَفْيًا وَلَا إِثْبَاتًا ، وَإِنَّمَا نَحْنُ مُتَّبِعُونَ لَا مُبْتَدِعُونَ .
فَالْوَاجِبُ أَنْ يُنْظَرَ فِي هَذَا الْبَابِ ، أَعْنِي بَابَ الصِّفَاتِ ، فَمَا أَثْبَتَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَثْبَتْنَاهُ ، وَمَا نَفَاهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ نَفَيْنَاهُ .
وَالْأَلْفَاظُ الَّتِي وَرَدَ بِهَا النَّصُّ يُعْتَصَمُ بِهَا فِي الْإِثْبَاتِ وَالنَّفْيِ ، فَنُثْبِتُ مَا أَثْبَتَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنَ الْأَلْفَاظِ وَالْمَعَانِي .
وَأَمَّا الْأَلْفَاظُ الَّتِي لَمْ يَرِدْ نَفْيُهَا وَلَا إِثْبَاتُهَا فَلَا تُطْلَقُ حَتَّى يُنْظَرَ فِي مَقْصُودِ قَائِلِهَا : فَإِنْ كَانَ مَعْنًى صَحِيحًا قُبِلَ ، لَكِنْ يَنْبَغِي التَّعْبِيرُ عَنْهُ بِأَلْفَاظِ النُّصُوصِ دُونَ الْأَلْفَاظِ الْمُجْمَلَةِ إِلَّا عِنْدَ الْحَاجَةِ، مَعَ قَرَائِنَ تُبَيِّنُ الْمُرَادَ وَالْحَاجَةَ ، مِثْلُ أَنْ يَكُونَ الْخِطَابُ مَعَ مَنْ لَا يَتِمُّ الْمَقْصُودُ مَعَهُ إِنْ لَمْ يُخَاطَبْ بِهَا، وَنَحْوُ ذَلِكَ . اهـ .

ومَن كَيف الذات العلية بِكيفية مُعينة كالروح أو الروحانية ؛ فإنه يعبد عَدَمًا ! لأن الله مُتَّصِف بِصِفات الكمال .

وكان العلماء يقولون : الْمُعَطِّلُ يَعْبُدُ عَدَمًا، وَالْمُشَبِّهُ يَعْبُدُ صَنَمًا .

قال الإمام الطحاوي : وَمَنْ لَمْ يَتَوَقَّ النَّفْيَ وَالتَّشْبِيهَ ، زَلَّ وَلَمْ يُصِبِ التَّنْزِيهَ .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
منقول
منتدى الإرشاد للفتاوى الشرعية
__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم




رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-01-2011, 09:49 AM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

توبة الغالية

جزاكِ الله الجنة آميين

__________________
[CENTER][IMG]http://store1.up-00.com/2014-12/1418387439583.jpg[/IMG]

[URL="http://katarat1.com/forum/showthread.php?t=757"]موسوعه صور بسمله وفواصل واكسسوار للمواضيع [/URL][/CENTER]
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-04-2011, 05:37 AM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي

حبيبتي
هـــنــد
جـــزانا وإياكم
أسعدني مروركِ
__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم




رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 06:12 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology