ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-10-2016, 01:37 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,649
افتراضي الامانة

قال حذيفة ابن اليمان

حدَّثنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ

حديثَينِ،

رأيتُ أحدَهما وأنا أنتظر الآخرَ :

( أنَّ الأمانةَ نزلت في جذرِ قلوبِ الرجالِ، ثم علموا منَ القرآنِ، ثم

علموا منَ السنةِ

وقال :وحدَّثنا عن رفعِها قال :

( ينام الرجلُ النومةَ، فتقبضُ الأمانةُ من قلبِه،

فيظل أثرُها مثل أثرِ الوكتِ،

ثم ينام النومةَ فتقبض فيبقى أثرُها مثلُ المجلِ،

كجمرٍ دحرجتَه على رجلِك فنفطَ، فتراه منتبرًا وليس فيه شيءٌ،

فيصبح الناسُ يتبايعون، فلا يكاد أحدُهم يؤدي الأمانةَ،

فيقال : إنَّ في بني فلان رجلًا أمينًا، ويقال للرجلِ : ما أعقلَه وما

أظرفَهُ وما أجلدَهُ، وما في قلبهِ مثقالُ حبةٍ خردلٍ من إيمانٍ ) .

ولقد أتى عليَّ زمانٌ وما أبالي أيكم بايعتُ،

لئن كان مسلمًا رده عليَّ الإسلامُ، وإن كان نصرانيًا ردَّهُ عليَّ ساعيهِ،

فأما اليومُ : فما كنتُ أبايعُ إلا فلانًا وفلانًا ).(1)

قال الفربري : قال أبو جعفرٍ :
حدَّثتُ أبا عبد اللهِ فقال :
سمعتُ أبا أحمدِ بنِ عاصمٍ يقول :
سمعتُ أبا عبيدٍ يقول :
قال الأصمعيُّ وأبو عمرو وغيرهما


المفردات:
جذرُ قلوبِ الرجالِ : الجذرُ :الأصلُ من كلِّ شيءٍ،
والوكتُ :أثرُ الشيءِ اليسيرِ منهُ،
والمجلُ :أثرُ العملِ في الكفِّ إذا غلُظَ .


شرح الحديث


كان حُذيفةُ بنُ اليمانِ رضِي اللهُ عنهما كثيرًا ما يَسألُ النَّبيَّ صلَّى

اللهُ عليه وسلَّم عَنِ الفِتنِ، وفي هذا الحديث يُخبرُ حُذيفةُ رضِي اللهُ

عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قدْ حدَّثَهم بحَديثينِ تحقَّقَ

أحدُهما ووقَعَ في زَمانِهم، أمَّا الآخَرُ فلم يقعْ، وأنَّه رضِي اللهُ عنه

كان يَنتظرُ وقوعَه، أمَّا الَّذي وقَعَ فهو أنَّ الأمانةَ في جَذْرِ قلوبِ

الرِّجالِ، يعني: أنَّ الإيمانَ قدِ استقرَّ في أصْلِ قلوبِ الرِّجالِ مِن

أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثُمَّ بعد ذلك تَعلَّموا مِنَ القرآنِ

ومِنَ السُّنَّة، فكانَ إيمانُهم هو السَّببَ في قَبولِهم ِبالأخذِ

بِالقرآنِ والسُّنَّةِ،

أمَّا الأمرُ الآخَرُ الَّذي لم يقعْ في زمانِ حُذيفةَ رضِي اللهُ

عنه وكان ينتظرُ وقوعَه، فهو رفْعُ الأمانةِ من قلوبِ الرِّجالِ،

أي: رفعُ ثمرتِها، حتَّى إنَّ الرَّجلَ ينامُ فينهضُ وقد قُبضَتْ يعني

رُفِعَ أثرُ الإيمانِ من قلبِه ولم يتبَقَّ منه سوى أثرِها الَّذي هو كأثرِ الوكْتِ،

وهو الأثرُ اليَسيرُ كالنُّقطةِ،

ثُمَّ ينامُ الرَّجلُ فَينهضُ وقد نُزعَ الإيمانُ وأثرُه من قلبه

فلم يتبقَّ من أثَرِه إلا مِثلُ المجْلِ،

وهو النَّفَّاخاتُ الَّتي تَخرُجُ في الأيدي عندَ كثرةِ العملِ بِنحوِ الفأسِ،

كجمرٍ دحرجتَهُ على رِجْلِك فنفَطَ فتراه مُنتَبِرًا وليس فيه شيءٌ،

يعني: أثرُ ذلك مِثلُ أثرِ الجمرِ الَّذي يُقلَّبُ ويُدارُ على القَدمِ فُيخلِّفُ

انتفاخًا على القدَمِ، وهذا الانتفاخُ ليسَ فيه شيءٌ صالحٌ، إنَّما هو

ماءٌ فاسدٌ، يُريدُ أنَّ الأمانةَ تُرفعَ عَنِ القلوبِ؛
عقوبةً لِأصحابِها على

ما اجْتَرحوا مِنَ الذُّنوبِ، حتَّى إذا استيقظوا مِن منامِهم لم يَجدوا

قلوبَهم على ما كانتْ عليه، ويَبقى فيه أثرٌ، تارةً مثلَ الوكْتِ وتارةً

مِثلَ الْمَجْلِ، وهو انتفاطُ اليدِ مِنَ العملِ،

فيصبحُ النَّاسُ، أي: يَدْخُلونَ في الصَّباحِ يَتبايعونَ، أي: يَجري

بينهمُ التَّبايعُ، ويَقَعُ عندهمُ التَّعاهدُ،

ولا يكادُ أحدٌ يُؤدِّي الأمانةَ، بل يَظهرُ مِن كلِّ أحدٍ منهمُ

الخيانةُ في

الْمُبايعةِ والْمُواعدةِ والْمُعاهَدةِ، فَيُقالُ مِن قِلَّةِ الأمانةِ:

إنَّ في بني فلانٍ رجلًا أمينًا،

أي: كاملَ الإيمانِ وكاملَ الأمانةِ، ويقالُ في ذلك

الزَّمانِ لِلرَّجلِ، أي: مِن أربابِ الدُّنيا ممَّنْ له عقْلٌ في

تَحصيلِ المالِ

والجاهِ: ما أعقلَه! وما أظرفَه! وما أجلدَه! وما في قلبِه مثقالُ حبَّةٍ

مِن خردلٍ مِنَ الإيمانِ، أي: الشَّيءُ القليلُ مِنَ الإيمانِ.

ثم أخْبَر حُذيفةُ بوقوعِ ذلِك، وأنَّه أتَى عليه زَمانٌ وما يُبالي أيَّ

الناسِ بايَع، أي: عامَلَ بيعًا وشِراءً؛ لوجودِ الأمانةِ؛ لأنَّه لو كان

مُسلمًا سَيرُدُّه عليَّ الإسلامُ،

أي: سيَمنعُه دِينُه من الخِيانَةِ ويَحملُه

على أَدَاءِ الأمانَةِ، وإنْ كان نصرانيًّا- ومِثلُه اليهوديُّ- ردَّه عليَّ
ساعيُه،

أي: سيقوم عَلَيْهِ الوالي بالأمانةِ فِي ولَايَتِه فيُنصِفُني
ويَستخرجُ حَقِّي مِنْهُ،

فأمَّا اليوم : فما كنتُ أبايع إلَّا فلانًا وفلانًا، إشارةً منه إلى

أنَّ الأمانةَ قدْ ذهبَتْ من الناسِ؛ فلا يُؤتمَن على

البيعِ والشِّراءِ إلَّا القليلُ؛ لعدمِ الأمانةِ.

وفي الحديثِ: عَلَمٌ مِن أعلامِ نُبوَّتِه؛ حيث أخْبَر بما وقَعَ.


(1)الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6497 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الشرح منقول

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 08:39 AM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology