فوائد مختصرة
~~~~~~
للشيخ عبد المحسن بن عبد الرزاق البدر
حفظه الله
العوائق
~*~*~*~*~*~
الواجب الحذر من العوائق التي تعوق المرء في سيره إلى الله وبلوغ رضوانه، وهي ثلاثة: الأول الشرك بالله، والثاني البدعة في دين الله، والثالث المعاصي بأنواعها ؛ أما عائق الشرك فالسلامة منه تتم بإخلاص التوحيد لله وإفراده جلّ وعلا بالعبادة . وأما عائق البدعة فالسلامة منه تكون بلزوم السنة والاقتداء بهدي النبي صلوات الله وسلامه عليه . وأما عائق المعصية فبمجانبتها وبالتوبة النصوح عند الوقوع في شيء منها.
خطورة الشيطان
~*~*~*~*~*~
إنَّ عداوة الشيطان للإنسان قديمة ومتأصِّلة ، وكيدَه ومكره به مستحكِمٌ ومتجذِّر ؛ يبغي بالإنسان الغوائل ويتربص به الدوائر ، ويأتيه من كل طريق وسبيل كيداً ومكراً وصدًّا وإغواء ، وأزًّا إلى المعاصي والذنوب ، وسوقاً إلى ارتكاب المحرمات والآثام ، وصدًّا عن طاعة الرب الملك العلام . وفي القرآن آيٌ كثيرة تزيد على المائة والخمسين فيها التحذير من هذا العدو وبيان مكره وكيده وخُبثه وشره ووساوسه وهمزه ونفثه تحذيراً للعباد من هذا العدو الخطير . فهل أدركنا خطر هذا العدو ؟ وهل نحن على حذر من خطواته ؟ وهل اتخذناه عدواً كما أمرنا ربنا بذلك، أم أننا أطعناه واتبعناه ؟!
فساد الخلق
~*~*~*~*~*~
كل من يعبد غير الله خُلقه من أفسد الأخلاق، فأين الخُلق في رجل خلقه الله، وأمدَّه بالرزق، وتفضل عليه بالنعمة، وأمده بالعطاء والصحة والعافية، ثم يلجأ إلى غير الله، ويصرف العبادة لغيره ؟! ولهذا فإن فساد الخُلق ملازم للشرك؛ فكل مشرك فاسد الخلق، لأن شركه جزء من فساد الأخلاق، بل هو أشنع ما يكون في فساد الأخلاق, فلا يُغتر ببعض المعاملة الحسنة التي يكون عليها بعض الكفار، لأنها لمصالح دنيوية ومقاصد آنيَّة، لا يرجون عليها شيئًا عند الله وثوابًا يوم لقاه سبحانه وتعالى .
الكسل
~*~*~*~*~*~
الكسل آفة ومرض جاءت السنة بالتعوذ بالله منه لا يتولد عنه إلا الإضاعة والتفريط والحرمان وأشد الندامة، "ومن نام على فراش الكسل أصبح ملقى بوادي الأسف" حيث يرى سبق المشمرين.
الناس في تحري الحق وطلبه قسمان : قسم يريده ويطلبه وإذا ظفر به فرح وتلقاه بالقبول، وقسم آخر نفسه عازفة عن الحق وغير مقبلة عليه وإذا عرض له شيء من الحق تكلف في رده، ولكلٍّ منهما علامة، قال الدارمي رحمه الله في كتابه الرد على الجهمية: «الَّذِي يُرِيدُ الشُّذُوذَ عَنِ الْحَقِّ ، يَتَّبِعُ الشَّاذَّ مِنَ قَوْلِ الْعُلَمَاءِ ، وَيَتَعَلَّقُ بِزَلَّاتِهِمْ ، وَالَّذِي يَؤُمُّ الْحَقَّ فِي نَفْسِهِ يَتَّبِعُ الْمَشْهُورَ مِنْ قَوْلِ جَمَاعَتِهِمْ ، وَيَنْقَلِبُ مَعَ جُمْهُورِهِمْ».
مسمار الذنوب
كثير من الناس يفطن بدقة لما يضر بدنياه ولا يبالي بما يضر بدينه، ولو كان لدينه كذلك لسلم له دينه، قال ابن الجوزي في "المدهش"(1/161) «يا هذا دبر دينك كما دبرت دنياك لو علق بثوبك مسمار رجعت إلى وراء لتخلصه هذا مسمار الإصرار قد تشبث بقلبك فلو عدت إلى الندم خطوتين تخلصت».
قال ابن القيم رحمه الله: ((وعلامة قبول عملك : احتقاره واستقلاله وصغره في قلبك حتى إن العارف ليستغفر الله عقيب طاعته وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة استغفر الله ثلاثا وأمر الله عباده بالاستغفار عقيب الحج ومدحهم على الاستغفار عقيب قيام الليل وشرع النبي صلى الله عليه وسلم عقيب الطهور التوبة والاستغفار، فمن شهد واجب ربه ومقدار عمله وعيب نفسه : لم يجد بدا من استغفار ربه منه واحتقاره إياه واستصغاره)). مدارج السالكين(2/62).
الرجولة
إنَّ شهود الصَّلاة مع الجماعة في بيوت الله ومساجد المسلمين كما أمر بذلك ربُّ العالمين وكما أمر بذلك رسوله الكَريم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شعيرةٌ عظيمَةٌ من شعائر الإسلام ومَعلَمٌ عظيمٌ من معالم الرُّجولة، نعم إنَّه معلَمٌ عظيم من معالم الرُّجولة بتبيان ربِّ العالمين ؛ قال الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ } هكذا قال رب العالمين {رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ} [النُّور:36-37] ، فأين هذه الرُّجولة ممَّن يتخلَّف عن الصَّلاة مع الجماعة أو يهون من شأنها ويقلِّل من مكانتها ؟!.