ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى المعتقد الصحيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-06-2015, 03:14 PM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
حسن الظن بالله


حسن الظن بالله










الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على أشرف الأنبياء والمرسلين
وبعد: قال ابن القيم رحمه الله ولا ريب
أن حسن الظن بالله إنما يكون مع الإحسان
فإن المحسن حسن الظن بربه، أنه يجازيه على إحسانه
ولا يخلف وعده، ويقبل توبته، وأما المسيء
المصر على الكبائر والظلم والمخالفات
فإن وحشة المعاصي والظلم والحرام
تمنعه من حسن الظن بربه
وهذا موجود في الشاهد فإن العبد الآبق المسيء
الخارج عن طاعة سيده لا يحسن الظن به
ولا يجامع وحشة الإساءة إحسان الظن أبداً
فإن المسيء مستوحش بقدر إساءته
وأحسن الناس ظناً بربه أطوعهم له
كما قال الحسن البصري
( إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل
وأن الفاجر أساء الظن بربه فأساء العمل )
وكيف يكون محسن الظن بربه من هو شارد عنه
حال مرتحل في مساخطه وما يغضبه، متعرض للعنته
قد هان حقه وأمره عليه فأضاعه
وهان نهيه عليه فارتكبه وأصر عليه
وكيف يحسن الظن بربه من بارزه بالمحاربة
وعادى أولياءه، ووالى أعداءه، وجحد صفات له
وأساء الظن بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله
وظن بجهله أن ظاهر ذلك ضلال وكفر

وكيف يحسن الظن
بمن يظن أنه لا يتكلم ولا يأمر ولا ينهى
ولا يرضى ولا يغضب
وقد قال الله تعالى في حق من شك
في تعلق سمعه ببعض الجزئيات
وهو السر من القول
" وَذَلِكُمُ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُم
أَردَاكُم فَأَصبَحتُم مِنَ الخَاسِرِينَ " (1)
فهؤلاء لما ظنوا أن الله سبحانه لا يعلم كثيراً مما يعلمون
كان هذا إساءة لظنهم بربهم، فأرداهم ذلك الظن
وهذا شأن كل من جحد صفات كماله ونعوت جلاله
ووصفه بما لا يليق به
فإذا ظن هذا أنه يدخله الجنة كان هذا غروراً
وخداعاً من نفسه، وتسويلاً من الشيطان
لا إحسان ظن بربه

فتأمل هذا الموضع، وتأمل شدة الحاجة إليه
وكيف يجتمع في قلب العبد تيقنه بأنه ملاق الله
وأن الله يسمع كلامه ويرى مكانه، ويعلم سره وعلانيته
ولا يخفى عليه خافية من أمره
وأنه موقوف بين يديه ومسئول عن كل ما عمل
وهو مقيم على مساخطه مضيع لأوامره معطل لحقوقه
وهو مع هذا يحسن الظن به
وهل هذا إلا من خدع النفوس وغرور الأماني
وقد قال أبو سهل ابن حنيف
" دخلت أنا وعروة بن الزبير على عائشة رضي الله عنها
فقالت: لو رأيتما رسول الله في مرض له
وكانت عنده ستة دنانير، أو سبعة دنانير
فأمرني رسول الله أن أفرقها
فشغلني وجع رسول الله حتى عافاه الله
ثم سألني عنها { ما فعلت أكنت فرقت الستة دنانير }
فقلت لا والله، لقد كان شغلني وجعك
قالت: فدعا بها فوضعها في كفه
فقال: { ما ظن نبي الله لو لقي الله وهذه عنده }
وفي لفظ { ما ظن محمد بربه لو لقي الله وهذه عنده }" (2)

فبالله ما ظن أصحاب الكبائر والظلمة بالله
إذا لقوه ومظالم العباد عندهم، فإن كان ينفعهم قولهم
حسناً ظنوننا بك إنك لم تعذب ظالماً ولا فاسقاً
فليصنع العبد ما شاء، وليرتكب كل ما نهاه الله عنه
وليحسن ظنه بالله، فإن النار لا تمسه
فسبحان الله، ما يبلغ الغرور بالعبد
وقد قال إبراهيم لقومه:" أَئِفكاً ءَالِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ
(86) فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ العَالَمِينَ "(3)

أي ما ظنكم به أن يفعل بكم إذا لقيتموه
وقد عبدتم غيره
ومن تأمل هذا الموضع حق التأمل
علم أن حسن الظن بالله هو حسن العمل نفسه
فإن العبد إنما يحمله على حسن العمل حسن ظنه بربه أن يجازيه على أعماله ويثيبه عليها ويتقبلها منه
فالذي حمله على حسن العمل حسن الظن
فكلما حسن ظنه بربه حسن عمله

ّّّ
(1) [فصلت:23]
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني
المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3/12
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
(3) [الصافات:87،86]

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-06-2015, 03:16 PM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493

وإلا فحسن الظن مع اتباع الهوى عجز
وبالجملة فحسن الظن إنما يكون مع انعقاد أسباب النجاة
وأما مع انعقاد أسباب الهلاك فلا يتأتى إحسان الظن.
فإن قيل: بل يتأتى ذلك
ويكون مستند حسن الظن على سعة مغفرة الله ورحمته
وعفوه، وجوده، وأن رحمته سبقت غضبه
وأنه لا تنفعه العقوبة، ولا يضره العفو


قيل: الأمر هكذا، والله فوق ذلك وأجل وأكرم
وأجود وأرحم، ولكن إنما يضع ذلك في محله اللائق به
فإنه سبحانه موصوف بالحكمة والعزة والانتقام
وشدة البطش، وعقوبة من يستحق العقوبة
فلو كان معول حسن الظن على مجرد صفاته وأسمائه
لشترك في ذلك البر والفاجر، والمؤمن والكافر
ووليه وعدوه


فما ينفع المجرم أسماؤه وصفاته وقد باء بسخطه وغضبه
وتعرض للعنته، ووقع في محارمه وانتهك حرماته
بل حسن الظن ينفع من تاب وندم وأقلع
وبدل السيئة بالحسنة
واستقبل بقية عمره بالخير والطاعة


ثم أحسن الظن بعدها فهذا هو حسن الظن
والأول غرور والله المستعان
يفرق بين حسن الظن بالله وبين الغرور به
قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرجُونَ رَحمَتَ اللَّهُ " (1)
فجعل هؤلاء أهل الرجاء، لا البطالين والفاسقين
وقال تعالى: " ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعدِ
مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ
إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ " (2)


فأخبر سبحانه أنه بعد هذه الأشياء غفور رحيم لمن فعلها
فالعالم يضع الرجاء مواضعه، والجاهل المغتر
يضعه في غير مواضعه.
قال رسول الله
{ إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث } (3)


إن استمراء ظن السوء وتحقيقه لا يجوز
وأوّله بعض العلماء على الحكم في الشرع
بظن مجرد بلا دليل


روى الترمذي عن سفيان
الظن الذي يأثم به ما تكلم به
فإن لم يتكلم لم يأثم
وذكر ابن الجوزي قول سفيان هذا عن المفسرين
ثم قال: وذهب بعضهم إلى أنه يأثم بنفس الظن
ولو لم ينطق به
قال القاضي أبو يعلى: إن الظن منه محظور
( وهو سوء الظن بالله )
والواجب حسن الظن بالله عز وجل


والظن المباح كمن شك في صلاته
إن شاء عمل بظنه وإن شاء باليقين
{ إذا ظننتم فلا تحققوا }(4)


وهذا من الظن الذي يعرض في قلب الإنسان
في أخيه فيما يوجب الريبة
قال ابن هبيرة الوزير الحنبلي
لا يحل والله أن يحسن الظن بمن ترفض
ولا بمن يخالف الشرع في حال
وقال : { ما أظن فلاناً وفلاناً
يعرفان من ديننا شيئاً } (5)
قال الليث بن سعد: كان رجلين من المنافقين
عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله
{ إن حسن الظن من حسن العبادة } (6)


وفي الصحيحين أن صفية أتت النبي
تزوره وهو معتكف، وأن رجلين من الأنصار رأياهما
فأسرعا فقال النبي
{ على رسلكما إنها صفية بنت حيي }
فقالا: سبحان الله يا رسول الله
قال: { إن الشيطان يجري من الإنسان
مجرى الدم وخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً }
أو قال: { شراً } (7)


قال أبو حازم: العقل التجارب والحزم سوء الظن
وقال الحسن: لو كان الرجل يصيب ولا يخطىء
ويحمد في كل ما يأتي داخله العجب


سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت
أستغفرك وأتوب إليك
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه وسلم أجمعين
هنا
ـــــــــــــــ


(1) [البقرة:218]
(2) [النحل:110]
(3) الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5143
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
(4) الراوي: 87 جابر بن عبدالله المحدث
الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 3942
خلاصة حكم المحدث: ثابت
(5) الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6067
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
(6) الراوي: أبو هريرة المحدث: أحمد شاكر
المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 15/184
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
(7) الراوي: صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم
المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2035
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

__________________
[CENTER][IMG]http://store1.up-00.com/2014-12/1418387439583.jpg[/IMG]

[URL="http://katarat1.com/forum/showthread.php?t=757"]موسوعه صور بسمله وفواصل واكسسوار للمواضيع [/URL][/CENTER]
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-16-2015, 08:54 PM
ام عبد الرحمن ام عبد الرحمن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 14
افتراضي

بارك الله فيك اختى الغالية هند
وجعلنا واياك من الذين يحسنون الظن بالله عز وجل
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-27-2015, 02:42 AM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
افتراضي

آميين وإياكِ
أم عبد الرحمن الحبيبة
__________________
[CENTER][IMG]http://store1.up-00.com/2014-12/1418387439583.jpg[/IMG]

[URL="http://katarat1.com/forum/showthread.php?t=757"]موسوعه صور بسمله وفواصل واكسسوار للمواضيع [/URL][/CENTER]
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 05:38 AM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology