ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى عام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-05-2012, 05:12 AM
الصورة الرمزية أم سليمان
أم سليمان أم سليمان غير متواجد حالياً
مشرفة ملتقى البراعم والأسرة المسلمة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 458
كيف تكون من أصحاب الميمنة؟





كيف تكون من أصحاب الميمنة ؟

لقد قسّم المولى جل في علاه الناس إلى ثلاثة أصناف

أصحاب الميمنة, وأصحاب المشأمة , والسابقون, فقال : " فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا

أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ , وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ , وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ,

أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ , فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ } أما أصحاب الميمنة فهم أصحاب اليمين، كما

أوضحه تعالى بقوله : { وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ } ،

وأصحاب المشأمة هم أصحاب الشمال كما أوضحه تعالى : بقوله { وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ

مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ} .

نريد أن نتوقف مع أصحاب الميمنة لأنهم الصنف الذين رضي الله عنهم قال بعض

العلماء : قيل لهم أصحاب اليمين لأنهم يؤتون كتبهم بأيمانهم, وقيل : لأنهم يذهب

بهم ذات اليمين إلى الجنة , وقيل : لأنهم عن يمين أبيهم آدم ، كما رآهم النبي صلى

الله عليه وسلم كذلك ليلة الإسراء.

وقيل سموا أصحاب اليمين ، وأصحاب الميمنة لأنهم ميامين ، أي مباركون على

أنفسهم، لأنهم أطاعوا ربهم فدخلوا الجنة، واليمن البركة.


ما السبيل إلى أن نكون من أصحاب الميمنة؟

الجواب : النجاح في اقتحام العقبة وهذا ما تقرره الآيات الكريمة في سورة البلد إذ

يقول عز من قائل : " فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ

(13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ

(16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17)

أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18)"

الجنة عروس في غاية الحسن , يحول بينك , وبين الزواج منها عقبات , وعقبات ,

ومن يطلب الحسناء لم يغلها المهر ..

بداية لا بد من الإشارة إلى أن العقبة هي الجبال الصعبة, والصعوبات التي تعترض

الإنسان في طريقه, والجنة هي فوق نجد الخير, والنجد: الطريق الواضح المرتفع من

الأرض وقد قال تعالى : وهديناه النجدين: أي الطريقين الواضحين طريق الخير

والشر وهما واضحان كوضوح الطريقين العاليين ؟([1])

وقد جاء في معناه الاصطلاحي أن العقبة جبل في جهنم , حيث أخرج ابن أبي شيبة

وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنه فلا اقتحم العقبة قال : جبل في

جهنم فلابد من امتلاك الطاقة للنجاح في الصعود إلى هذه الطاقة أو التخلص من هذا

الجبل والعياذ بالله, الثمن إنجاز المهام الخمسة التالية :


1-{ فَكُّ رَقَبَةٍ }.

إنه عنوانٌ في حضارتنا، نحرر الشعوب، لم يكن المسلمون يوما من الأيام محتلين,

وإنما كانوا فاتحين وفرق بين الفتح والاحتلال وهذا باعتراف الأوربيين المنصفين ,

المؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون الذي الذي قدم كتابه " حضارة العرب " بهذه

العبارة قال فيها : " لم يعرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب المسلمين "([2]).

ومما يدل على حرص الإسلام على فك الرقاب أي تحرير العبيد أنه جعل الكثير من

الواجبات الشرعية, والطاعات المسنونة على سبيل التطوع لتحقيق هذا الهدف

فقد جعل أحد مصارف الزكاة عتق العبيد وذلك واضح في قوله تعالى في سورة التوبة:

إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ

وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(60)

كما أوجب الإسلام أن يكون التكفير عن يمين الظهار أولاً بفك الرقاب فقال شأنه:

{وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا

ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } المجادلة3,

ومن لم يجد رقبة بفكها عند العجز يتحول إلى ما سواها من الصيام والإطعام.

كما جعل التكفير عن معصية المخالفة لليمين بفك الرقاب, يقول جل شأنه في ذلك :

{ لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ

عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ

فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ

لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } المائدة89

ومنها معصية الإفساد المتعمد لصيام رمضان الذي جعل النبي الكريم أول عمل للتكفير عنه فك الرقاب ,
قال البخاري في صحيحة: حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ هَلَكْتُ وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِي فِي رَمَضَانَ قَالَ أَعْتِقْ رَقَبَةً قَالَ لَيْسَ لِي قَالَ فَصُمْ شَهْرَيْنِ
مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ لَا أَسْتَطِيعُ قَالَ فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا قَالَ لَا أَجِدُ فَأُتِيَ بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ قَالَ
إِبْرَاهِيمُ الْعَرَقُ الْمِكْتَلُ فَقَالَ أَيْنَ السَّائِلُ تَصَدَّقْ بِهَا قَالَ عَلَى أَفْقَرَ مِنِّي وَاللَّهِ مَا بَيْنَ
لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنَّا فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ قَالَ
فَأَنْتُمْ إِذًا
صحيح البخاري/كِتَاب الْأَدَبِ /باب إنا قافلون غدا إن شاء الله


حتى عندما يكون الأمر القتل الخطأ التكفير الأول لهذا الاستهتار هو بفك الرقاب

وتحريرها ولنستمع إلى هذه الحقيقة في قوله تعالى : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً

إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ

فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ

مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ

تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً } النساء92

وهكذا جعل الإسلام مصارف كثيرة لتصفية الرق حتى ينتهي في سنوات قليلة، ثم

وضع بعد ذلك ما يُنْهي الرق فعلاً، وإن لم يُنْهِه شكلاً.

وشجع الإسلام على تحرير العبيد على سبيل التطوع من خلال منح الأجر الكبير لمن

يسير في هذا الطريق وهو العتق من النار , فقد أخرج البخاري ومسلم وغيرهما

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً أَعْتَقَ
اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِهِ مِنْ النَّارِ حَتَّى فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ
صحيح مسلم / كِتَاب الْعِتْقِ /باب من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب منها إربا منه من النار

"من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله له بكل عضو منها عضوا منه من النار
حتى فرجه بفرجه"
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 6051 في صحيح الجامع

وأما من أراد ان يستبقي عبده عنده فقد أوصاه الإسلام وأوجب عليه أن يعامله بكل

إنسانية ورحمة وهذه حقيقة واضحة وضوح الذُكاء في كلام سيد الأنبياء محمد , حيث

أخرج البخاري من طريق الْمَعْرُورِ قَالَ :( لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ وَعَلَى غُلَامِهِ

حُلَّةٌ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ

فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ

فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ )
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري -
الصفحة أو الرقم: 30خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


وربما قال البعض مستشكلاً : وماذا عن قول الحق سبحانه وتعالى :

{ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ... } [النساء: 36]

والجواب : يجب أن يفهم مراد الكلام الإلهي ، هذا أمر لا يسري إلا إذا كانت المرأة

المملوكة مشتركة في الحرب، أي : كانت تحارب مع الرجل ثم وقعت في الأسْر، والذي

يسري على الرجل في الأسر يسري عليها، ثم من أي مصدر ستعيش وهي في بلد

عدوة لها؛ إنَّ تركها في المجتمع فيه خطورة على المجتمع وعليها.

كما أن لهذه المرأة عاطفة سوف تُكْبتُ، فأوصى الإسلام السيد بأنه إذا أحب هذه

الأمةَ فلها أن تستمتع كما تستمتع زوجة السيد، وإن أنجبت أصبحت زوجة

حرة وأولادها أحراراً، وفي هذا تصفية للرق.

فالإسلام لم يخترع الرق والعبودية وإنما كان الرق موجودا عندما ظهر الإسلام , كان

الرق موجوداً في أوروبا وفي آسيا وفي أفريقيا ووُجِد أيضاً في أمريكا.

إذن : كانت هناك منابع متعددة للرق؛ ومصرف واحد هو إرادة السيد، وقد كان

الرق يتزايد، وجاء الإسلام والعالمُ غارق في الرق، فشرع الإسلام بمعالجة هذه

المسألة على مراحل كتحريم الخمر.


2-المهمة الثانية لمن أراد أن يكون من أصحاب الميمنة أن يتجاوز العقبة

من خلال الإطعام :

{أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ، يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ، أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ}.

من سبل ارتقائنا في عند الله: {إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ، يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ،

أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ }, والمسغبة : هي المجاعة،

إن تجاوز عقبى الصراط يكون بالإطعام للجائع الضعيف, وهو اليتيم كمثال,

ولا يهم أن يكون الشخصُ ابنَ بلدي أو من أقربائي : يجب أن أبدأ بصاحب

المقربة، بغض النظر عن كل الاعتبارات من قربى أو وطن .

بينما غير المسلمين يغرقون بواخر الطعام للمحافظة على ثبات الأسعار, وفي

العالم من إفريقيا الهند من يولد على الرصيف، ويعيش على الرصيف وربما

مات على الرصيف، وهذا فرق بين الثرى " غير المسلمين", وبين الثريا" الإسلام".

هذا هو الارتقاء في الإسلام، لم يبدأ بالإيمان أو بالصلاة أو بالصيام وهو يصف

نجدَ الخير وسلّمَه ومنازلَه...؟

بل بدأ بالمنهج الإنسانيّ، الذي ينقل الإنسان من صفة الوحوش إلى الحد الأدنى

من إنسانيته, بدأ بالمشترك الإنساني الكبير.

أطلِق من كان أسيرًا ولا تقيِّد حرًّا، وأطعم جائعًا، قريبًا كان أو بعيدًا.

وقد جاءت النصوص الكثيرة التي تؤكد على خلق الإطعام , ففي صحيح مسلم عن أبي

ذرعن النبي ( قال له : " يا أبا ذر! إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، وتعهد جيرانك "

الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم -
الصفحة أو الرقم: 2625خلاصة حكم المحدث: صحيح



- ليس المؤمن الذى يشبع وجاره جائع
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر:
صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2562
خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره
الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة . قيل : وما بره ؟
قال : إطعام الطعام ، وطيب الكلام .
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر:
صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1104
خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره


وأفضل أنواع إطعام الطعام: الإيثار مع الحاجة كما وصفه الله تعالى بذلك الأنصار رضي

الله عنهم فقال: (ويُؤثِرونَ على أَنْفُسِهم ولو كانَ بهمْ خَصَاصَةٌ)، وقد صح أن سبب

نزولها أن رجلاً منهم أخذ ضيفاً من عند النبي ( يُضيفه، فلم يجد عنده إلا قوت

صبيانه، فاحتال هو وامرأته حتى نوّما صبيانهما، وقام إلى السراج كأنه يصلحه

فأطفأه، ثم جلس مع الضيف يريه أنه يأكل معه ولم يأكل، فلما غدا على رسول الله

( قال له : " عجب الله من صنيعكما الليلة " . ونزلت الآية.

وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم ويُصبح صائماً، منهم : عبد الله بن

عمررضي الله عنهما وداود الطائي، وعبد العزيز بن سليمان، ومالك بن دينار، وأحمد

بن حنبل وغيرهم. وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين، وربما علم أن

أهله قد ردوهم عنه فلم يفطر في تلك الليلة.

ولا يعني الإطعام أن ترسل وجبات الطعام، فقد قيل : "من علمك كيف تصطاد فقد

أطعمك، ومن قدم إليك سمكة فقد أجاعك".

وليس الإطعام استجداء الطعام من الأغنياء، إنما الإطعام حينما يعلِّم العالمُ الجاهلَ كيف

يستثمر موارده الطبيعية, فالإطعام إغناءٌ وإثراءٌ، وبعدها لا يجوع الفقير.

حتى قال الشافعية في الزكاة: تعطي الفقير مالاً يخلصه من فقره ليصير غنيًّا، ثم هو بعد

ذلك ينفق من مال الزكاة في العام المقبل، أي أن تعطيه ما يجعله مستثمرًا في عمل

من الأعمال المشروعة.


3- { ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا } :

من المعلوم أن الإيمان مقدم في الرتبة عن العمل, وثم هنا لا تفيد التراخي, لأن ثُمَّ إذا

عطفت جملة على جملة لا تفيد الترتيب ، بخلاف ما إذا عطفت مفردا على مفرد ، فهي

ليست هنا للتراخي في الزمان إذ شرط الأعمال الحسنة الإيمان ،

ولكن جيء هنا ب: " ثُمَّ " ليبيّن لنا أهمية المنهج الإسلامي الإنسانيّ فكأن الذي

لا يهتم بهذا المنهج لا قيمة للعبادات التي يؤديها.

إذاً الإيمان الذي يمثل الإيمان الكامل هو إيمان السلوك, وفرق بين إيمان نظري,

وإيمان عملي, فالإيمان عن لم يثمر المنهج العملي هو وردة صناعية لا رائحة لها.


4-5 { وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } {وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ } :

التواصي صيغة مفاعلة , تعني تبادل الأمر , وهذا يعني أن أهل الميمنة يوصي

بعضهم بعضاً، وفي هذا أهمية إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأن

كلاً من المؤمنين يوصي الآخر إن مدار أمر الطاعات ليس إلا على هذين الأصلين

صدق مع الحق ؟ وخلق مع الخلق.

لقد خص بالذكر من أوصاف المؤمنين تواصيهم بالصبر وتواصيهم بالمرحمة لأن

ذلك أشرف صفاتهم بعد الإيمان، فإن الصبر ملاك الأعمال الصالحة كلها لأنها لا

تخلو من كبح الشهوة النفسانية وذلك من الصبر.

فبالتواصي بالصبر ، يستطيعون مواصلة سيرهم على هذا الصراط ،

ويتخطون كل عقبات تواجههم .

وبالتواصي بالمرحمة : إشارة إلى الشفقة على خلق الله ،وعندها يكونون

مرتبطين كالجسد الواحد ، والمرحمة ملاك صلاح الأمة, قال تعالى :

{ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } [ الفتح :29].

والتواصي بالرحمة فضيلة عظيمة، وهو أيضا كناية عن اتصافهم بالمرحمة لأن

من يوصي بالمرحمة هو الذي عرف قدرها وفضلها، فهو يفعلها قبل أن يوصي

بها كما تقدم في قوله تعالى : { وَلاَ تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ } [الفجر:18].

ويختم المولى الحديث قائلاً : { أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ }, هؤلاء هم اهل اليمين ..


اللهم اجعلنا من اهل اليمين بصحبة سيد المرسلين,

وإلى ذاتك العلية من الناظرين, آمين

والحمد لله رب العالمين.


الشيخ إبراهيم االشيخ إبراهيم احمد ملندي
منقول بتصرف
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 01:08 AM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology