ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-04-2016, 04:21 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
شرح كتاب الرقاق من صحيح البخاري الباب الأول 1437هـ.


كِتَاب الرِّقَاقِ

المجلس الأول 16 صفر 1437هـ
والمجلس الثاني 23 صفر 1437هـ

الباب الأول
الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ وَلَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةِ



قالَ الإمام البُخاريُّ ــ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ــ فِي"صحيحه" .

6049 حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ هُوَ ابْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ قَالَ عَبَّاسٌ الْعَنْبَرِيُّ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِيهِ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ .

الشرح



قَالَ مُغْلَطَايْ : عَبَّرَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ فِي كُتُبِهِمْ بِالرَّقَائِقِ قُلْتُ مِنْهُمُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَالنَّسَائِيُّ فِي " الْكُبْرَى " وَرِوَايَتُهُ كَذَلِكَ فِي نُسْخَةٍ مُعْتَمَدَةٍ مِنْ رِوَايَةِ النَّسَفِيِّ عَنِ الْبُخَارِيِّ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ وَالرِّقَاقُ وَالرَّقَائِقُ جَمْعُ رَقِيقَةٍ وَسُمِّيَتْ هَذِهِ الْأَحَادِيثُ بِذَلِكَ لِأَنَّ فِي كُلٍّ مِنْهَا مَا يُحْدِثُ فِي الْقَلْبِ رِقَّةً قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ الرِّقَّةُ الرَّحْمَةُ وَضِدُّ الْغِلَظِ وَيُقَالُ لِلْكَثِيرِ الْحَيَاءِ رَقَّ وَجْهُهُ اسْتِحْيَاءً وَقَالَ الرَّاغِبُ : مَتَى كَانَتِ الرِّقَّةُ فِي جِسْمٍ فَضِدُّهَا الصَّفَاقَةُ كَثَوْبٍ رَقِيقٍ وَثَوْبٍ صَفِيقٍ وَمَتَى كَانَتْ فِي نَفْسٍ فَضِدُّهَا الْقَسْوَةُ كَرَقِيقِ الْقَلْبِ وَقَاسِي الْقَلْبِ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ : وَتَرْقِيقُ الْكَلَامِ تَحْسِينُهُ .


قالَ الحافظ ابْن حجرٍ العسقلانيُّ ــ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ــ في كتابه "فتح الباري": قوله: « نعمتان » تثنية نعمة، وهي الحالة الحسنة، وقيلَ: هيَ المنفعة المفعولة على جهة الإحسان للغير، و« الغبن » بالسُّكون وبالتَّحريك.

وقالَ الجوهريُّ: هوَ فِي البيع بالسُّكون، وفي الرَّأي بالتَّحريك، وعلى هـذا فيصحُّ كلٌّ منهما فِي هـذا الخبر، فإنَّ مَنْ لا يستعملهما فيما ينبغي فقد غبنَ لكونه باعهما ببخس؛ ولم يحمد رأيه فِي ذلك.
قالَ ابن بطَّال: معنى الحديث: أنَّ المرء لا يكونُ فارغًا حتَّىيكونُ مكفيًّا صحيح البدن، فمَنْ حصلَ لهُ ذلك فليحرص على أنْ لا يغبن بأنْ يترك شكر الله على ما أنعم به عليه، ومِنْ شُكره: اِمْتثال أوامره، واجْتناب نواهيه، فمَنْ فرطَ فِي ذلك فهوَ المغبون.
وأشارَ بقوله: « كثير مِنَ النَّاس » إلى أنَّ الَّذي يوفِّق لذلك قليل.

وقالَ ابن الجوزيُّ: قد يكون الإنسان صحيحًا ولا يكون متفرغًا لشغله بالمعاش، وقد يكون مستغنيًا ولا يكون صحيحًا، فإذا اِجتمعا فغلب عليه الكسل عَنِ الطَّاعة فهوَ المغبون، وتمامُ ذلكَ أنَّ الدُّنيا مزرعة الآخرة، وفيها التِّجارة الَّتي يظهر ربحها فِي الآخرة،
فمَنْ اِسْتعمل فراغه وصحَّته فِي طاعة الله فهوَ المغبوطُ.
ومَنْ اِسْتعملهما فِي معصية الله فهوَ المغبونُ.

لأنَّ الفراغ يعقبه الشُّغل، والصِّحة يعقبها السُّقم، ولو لم يكن إلَّا الهرم، كما قيلَ:

يَسُرّ الْفَتَى طُول السَّلامَة وَالبَقَا °°° فكيف تَرَى طُول السَّلامة يَفْعَل
يَرُدّ الْفَتَى بَعْد اِعْتدَال وَصِحَّة °°° يَنُوء إِذَا رَامَ الْقِيَام وَيُحْمَل

وقالَ الطّيّبيُّ: ضربَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للمُكلَّف مثلاً بالتَّاجر الَّذي لهُ رأس مال، فهو يبتغي الرِّبح معَ سلامة رأس المال، فطريقه فِي ذلك أنْ يتحرَّى فيمَنْ يُعامله ويلزم الصِّدق والحذق لئلَّا يغبن، فالصِّحة والفراغ رأس المال، وينبغي لهُ أنْ يُعامل الله بالإيمان، ومجاهدة النَّفس وعدوِّ الدِّين، ليربح خيري الدُّنيا والآخرة، وقريب منه قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) الآيات. وعليه أنْ يجتنب مُطاوعة النَّفس، ومُعاملة الشَّيطان لئلَّا يضيع رأس ماله مع الرِّبح.


وقوله في الحديث: « مغبون فيهما كثير مِنَ النَّاس »، كقوله تعالى (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُï´). فالكثير فِي الحديث فِي مقابلة القليل فِي الآية.

وقالَ القاضي وأبو بكر بن العربي: اِختُلف فِي أوَّل نعمة اللهِ على العبد، فقيلَ: الإيمان. وقيلَ: الحياة. وقيلَ: الصِّحة.

والأوَّل أولى، فإنَّهُ نعمةٌ مُطلقةٌ، وأمَّا الحياة والصِّحة فإنَّهما نعمةٌ دنيويَّةٌ، ولا تكون نعمةً حقيقةً إلَّا إذا صاحبت الإيمان، وحينئذٍ يغبن فيها كثير مِنَ النَّاس، أي: يذهب ربحهم أو ينقص، فمَنْ اِسْترسلَ معَ نفسه الأمارَّة بالسُّوء؛ الخالدة إلى الرَّاحة، فتركَ المحافظة على الحُدود، والمواظبة على الطَّاعة، فقد غبن، وكذظ°لك إذا كانَ فارغًا فإنَّ المشغول قد يكونُ لهُ معذرة بخلاف الفارغ فإنَّهُ يرتفع عنه المعذرة وتقوم عليه الحجَّة.اهـ.

( « فتح الباري شرح "صحيح البُخاريِّ" » / (11 / 230، 231) / "كِتَاب الرِّقَاقِ" (81) /"بَاب ما جاءَ فِي الرِّقاق وأن لاَ عَيْشَ إِلاَّ عَيْشُ الْآخِرَةِ" ).



المصدر




شرح الشيخ بن عثيمين رحمه الله



والرقاق ما يرقق القلب ويلينه ذلك أن القلب قد يقسو بالمعاصي وكثرة الذنوب فيحتاج إلى شيء يرققه ، النصوص التي توجب رقة القلب يسميها أهل العلم: الرقاق ، لأنها ترقق القلب وتلينه.

صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام إن هاتين النعمتين لمغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ، فإن كثير من الناس قد أضاعهما !! كثير من الناس تمضي عليه أيام طويلة وهو صحيح البدن فارغ وتضيع عليه ، وهذا غُبن بلا شك ، ولا يعرف هذا الغبن إلا إذا مرض يقول: كيف لم أفعل كذا في أيام الصحة ؟ كيف ذهبت الأيام ويتبين له الغبن ؟ وكذا الفراغ فرزقه يأتيه على عتبة بابه لا يحتاج إلى طلبه ، ثم إذا به ينشغل في طلب الرزق أو في غيره فحينئذٍ يذكر أنه مغبون في ما سبق حيث لم يعمل في فراغه ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: ( مغبون فيهما كثير من الناس ) وأفاد الحديث أن من الناس من لا يُغبن فيهم ، وهؤلاء هم أهل الحزم والعزم الذين يقدرون الأمور ، ويعرفون أن الوقت أسرع مما يتصورون ، فكم من إنسان يستبطئ الأجل فإذا به قد حل ، وكم من إنسان يستبطئ زوال النعمة فإذا بها قد زالت ، ويكون صحيح البدن فيقول متى أعجز عن العمل ؟ فإذا هو به يُصاب بآفة تمنعه من العمل ، وهكذا الدنيا لا تأمنها .... لذلك يجب على الإنسان أن يكون حازماً ، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( خذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ) (1).



المصدر




(1) أخَذ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمَنكِبي فقال : ( كُنْ في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ ) . وكان ابنُ عُمرَ يقولُ : إذا أمسيْتَ فلا تنتَظِرِ الصباحَ، وإذا أصبحْتَ فلا تنتظِرِ المساءَ، وخُذْ من صحتِك لمرضِك، ومن حياتِك لموتِك .

الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري |
المصدر : صحيح البخاري برقم: 6416 .


يتبــــــــــــــــــــــــع

إن شاء الله
__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم





التعديل الأخير تم بواسطة توبة ; 01-09-2016 الساعة 02:24 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-05-2016, 06:34 AM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة تابع شرح كتاب الرقاق من صحيح البخاري.



المجلس الثالث
1 ربيع الأول 1437 هـ
الحديث الثاني اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة


قال الإمام البخاري في صحيحه

6050 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :-
اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَهْ فَأَصْلِحْ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ .


وقال رحمه الله
6051 حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَنْدَقِ وَهُوَ يَحْفِرُ وَنَحْنُ نَنْقُلُ التُّرَابَ وَيَمُرُّ بِنَا فَقَالَ:-

اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَهْ فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ
تَابَعَهُ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ.

* شرح الحديث *
قَالَ ابْنُ الْمُنِيرِ مُنَاسَبَةُ إِيرَادِ حَدِيثِ أَنَسٍ وَسَهْلٍ مَعَ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ الَّذِي تَضَمَّنَتْهُ التَّرْجَمَةُ أَنَّ النَّاسَ قَدْ غُبِنَ [ ص: 236 ] كَثِيرٌ مِنْهُمْ فِي الصِّحَّةِ وَالْفَرَاغِ لِإِيثَارِهِمْ لِعَيْشِ الدُّنْيَا عَلَى عَيْشِ الْآخِرَةِ فَأَرَادَ الْإِشَارَةَ إِلَى أَنَّ الْعَيْشَ الَّذِي اشْتُغِلُوا بِهِ لَيْسَ بِشَيْءٍ بَلِ الْعَيْشُ الَّذِي شُغِلُوا عَنْهُ هُوَ الْمَطْلُوبُ وَمَنْ فَاتَهُ فَهُوَ الْمَغْبُونُ .

المصدر

(من شرح كتاب الرقاق للشيخ عبد الرحمن صالح محي الدين ).
~~~~~~~
وقوله- لا عيش إلا عيش ‏ ‏الآخره » والعيش مصدر عاش يعيش عيشًا وعيشةً وهي الحياة ومايكون فيها من مطعم ومشرب، ما هي العيشة؟ اللهم لا عيش إلا عيش الآخره .

ما هي العيشة؟

قلت هي الحياة وما يكون فيها من مطعم ومشرب وهي حياة الإنسان وهذا مثل قول لا إله إلا الله، ، » لا عيش إلا عيش ‏ ‏الآخره « الحسنة، وهاهنا نفيٌ واستثناء قلت والمرا د به القصر والحصر، وأن الآخرة هي الحياة الحقة، والحياة الطيبة، يعني لا حياة حقيقية جيدة والله » لا عيش إلا عيش ‏ ‏الآخره « هذا قصد الرسول صلى الله عليه وسلم .
حياتنا هذه تنتهي لا محالة، والحياة الدائمة هي الحياة الآخرة، ولذلك قال الرسول.» لا عيش إلا عيش ‏ ‏الآخره « (أ.هــ).

من شرح رياض الصالحين للشيخ بن عثيمين رحمه الله .
~~~~~~~
قلت فأرادَ -صلى الله عليه وسلم- الإشارة إلى أ ن العيش الذي نشتغل فيه ليس بشيء بل العيش الذي شغلوا عنه هو المطلوب، ومن فاته فهو المغبون، والله من فاته الاشتغال بالآخرة ومايعد لها ومايعمل لها والله إ نه هوالمغبون، حقيقةً هذا المغبون، هذا الغبن حقيقةً ، مثل الذي يبي ع الذهب بالبعر، تعرفون يبيعون الذهب بالبعر يبيع الذهب يبيعه بالبعر هذا مسكين مغبون.

هذا أشد غبن -نسأل الله السلامة والعافية- لأ نه باع الآخرة
بالدنيا -نسأل الله السلامة والعافية- ث م قال الإمام البخاري انتهى.

* يعنى العيشة الهنية الراضية الباقية هو عيش الآخرة، أما الدنيا فإنه مهما طاب عيشها فمآلها للفناء، وإذا لم يصحبها عمل صالح فإنها خسارة.

ولهذا ذكر في ضمن الأحاديث هذه" أنه يؤتى بأنعم أهل الدنيا في الدنيا" يعني أشدهم نعيماً في بدنه وثيابه وأهله ومسكنه ومركوبه وغير ذلك، " فيصبغ في النار صبغة" يعني يغمس فيها غمسة واحدة ، ويقال له " يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط؟
هل مر بك نعيم قط؟ فيقول : لا والله يا رب ما رأيت" لأنه ينسى كل هذا النعيم، هذا وهو شيء يسير، فكيف بمن يكون مخلداً فيها والعياذ بالله أبد الآبدين..

وذكر أيضاً حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ في السوق بجدي أسك. والجدي من صغار الماعز، وهو أسك : أي مقطوع الأذنين، فأخذه النبي عليه الصلاة والسلام ورفعه وقال: " هل أحد منكم يريده بدرهم؟ قالوا يا رسول الله ، ما نريده بشي. قال: "هل أحد منكم يود أن يكون له؟ قالوا: لا. قال : إن الدنيا أهون عند الله تعالى من هذا الجدي".
رواه : مسلم | صحيح مسلم | برقم 2957 |صحيح |

فهذا جدي ميت لا يساوي شيئاً، ومع ذلك فالدنيا أهون وأحقر عند الله تعالى من هذا الجدي الأسك الميت، فهي ليست بشيء عند الله ، ولكن من عمل فيها عملاً صالحاً؛ صارت مزرعة له في الأخرة، ونال فيها السعادتين: سعادة الدنيا وسعادة الآخرة.
أما من غفل وتغافل وتهاون ومضت الأيام عليه وهو لم يعمل؛ فإنه يخسر الدنيا والآخرة. قال الله تعالى: (ِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)(الزمر: 15)،وقال تعالى : (وَالْعَصْرِ) (1) (إِنَّ الْإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) (2) (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر:3:1).
وكل بني آدم خاسر إلا هؤلاء الذين جمعوا هذه الأوصاف الأربعة: آمنوا، وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق، وتواصوا بالصبر. جعلنا الله وإياكم منهم.(أ.هــ)

المصدر

في هذا الحديث فوائــــــد :
1- تعلق النبي عليه الصلاة والسلام بالآخرة.
2- اثبات الآخـــرة.
3- أن العيش الحقيقي عيش الآخرة.
4-أن العيش بالدنيا زائل حقير.
5- تعظيم النبي عليه الصلاة والسلام لربه.
6- أن العيش الحقيقي هو الباقي لا الزائل.
7- حقارة الدنيا وسرعة زوالها.
8- ينبغي على القائد تعليق الناس بالآخرة.
9- فضيلة اليقين الذي يؤدي إلى الإيمان بالآخرة.
10- التعلق بالآخرة يريح القلب والبدن فلا يهتم بالدنيا.
11- فضيلة محبة الله ولقاءه.
12-الإيمان بالآخرة حقيقة يقود للطاعات والمسارعة إليها.



__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم





التعديل الأخير تم بواسطة توبة ; 01-09-2016 الساعة 02:26 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 06:35 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology