ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى عام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-01-2013, 10:01 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
أبو بكــر الصــديق رضي الله عنه وأرضاه .





أبو بكــر الصــديق رضي الله عنه وأرضاه

قال تعــالى ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا) . الأحـــزاب آية 23

اسمه – على الصحيح - :
عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي أبو بكر الصديق بن أبي قحافة أمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر ابنة عم أبيه .


كنيته رضي الله عنه
أبو بكر
:لقبه
والصدِّيق.
الصديق رضى الله عنه .
ولقبه بهذا اللقب النبي صلي الله عليه وسلم
ففي الحديث ( صعِدَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُحُدٍ، ومعهُ أبو بكرٍ وعُمَرُ وعُثْمانُ، فَرَجَفَ بهِم، فضَرَبَهُ برِجْلهِ وقال :
( اثبُتْ أُحُدُ فما عليكَ إلا نَبيٌّ، أو صِدِّيقٌ، أو شَهيدانِ
.
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3686خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

(فرجف) اضطرب، وذلك معجزة. (صديق) صيغة مبالغة من الصدق،والمراد به أبو بكر رضي الله عنه. (شهيدان) هما عمر وعثمان رضي الله عنهما، وقد ماتا شهيدين.

ولقب بالصديق لكثرة تصديقه للنبي صلي الله عليه وسلم
فقد ورد في الحديث
لما أُسرِيَ بالنبيِّ إلى المسجدِ الأقْصى ، أصبح يتحدَّثُ الناسُ بذلك ، فارتدَّ ناسٌ ممن كانوا آمنوا به ،
و صدَّقوه ، و سَعَوْا بذلك إلى أبي بكرٍ ، فقالوا : هل لك إلى صاحبِك يزعم أنه أُسرِيَ به الليلةَ إلى بيتِ المقدسِ ؟
قال : أو قال ذلك ؟ قالوا : نعم ، قال : لئن كان قال ذلك لقد صدَقَ ، قالوا : أو تُصَدِّقُه أنه ذهب الليلةَ إلى بيتِ المقدسِ و جاء قبل أن يُصبِحَ ؟ قال : نعم إني لَأُصَدِّقُه فيما هو أبعدُ من ذلك ، أُصَدِّقُه بخبرِ
السماءِ في غُ
دُوِّه أو رَوْحِه ، فلذلك سُمِّي أبو بكٍر الصِّديقَ
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 306 - خلاصة حكم المحدث:متواتر


ولقب أيضــاً بعتيق ،
قيل لُقّب بـ " عتيق " لأنه :
- كان جميلاً - لعتاقة وجهه- قديم في.
العتيق : لقبه به النبي صلي الله عليه وسلم
أنَّ أبا بَكْرٍ ، دخلَ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ
فقالَ: أنتَ عتيقُ اللَّهِ منَ النَّارِ فيومئذٍ سُمِّيَ عتيقًا .
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي
- الصفحة أو الرقم: 3679خلاصة حكم المحدث: صحيح

مولده رضي الله عنه
ولد بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر

من صفته رضي الله عنه :
كان أبو بكر رضي الله عنه أبيض نحيفاً ، رضي الله عنه
ففي الحديث
عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال :دخلت مع أبي على أبي بكر رضي الله عنه ،فرأيت أسماء قائمة على رأسه بيضاء ، ورأيت أبا بكر رضي الله عنه أبيض نحيفا .
الراوي: المحدث: الألباني - المصدر جلباب المرأة - الصفحة
أو الرقم: 103خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد في الشواهد ورجاله ثقات

وكان رضي الله عنه رجلاً اسيفاً أي رقيق القلب رحيماً
لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، جاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فقال : مروا أبا بكر أن يصلي بالناس . فقلت : يا رسول الله ، إن أبا بكر رجل أسيف ، وإنه متى ما يقم مقامك لا يسمع الناس ، فلو أمرت عمر ، فقال : مروا أبا بكر يصلي بالناس . فقلت لحفصة : قولي له : إن أبا بكر
رجل أسيف ، وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس ، فلو أمرت عمر ،قال : إنكن لأنتن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر أن يصلي بالناس . فلما دخل في الصلاة ، وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه خفة ،فقام يهادى بين رجلين ، ورجلاه تخطان في الأرض ، حتى دخل المسجد، فلما سمع أبو بكر حسه ، ذهب أبو بكر يتأخر ، فأومأ إليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس عن يسار أبي بكر ، فكان أبو بكر يصلي قائما ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قاعدا ، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والناس مقتدون بصلاة أبي بكر رضي الله عنه .

الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 713خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

فضائله رضي الله عنه
ما حاز الفضائل رجل كما حازها أبو بكر رضي الله عنه
فهو أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم
أبو بكر في الجنة
عن سعيد بن زيد بن عمروبن نفيل
"أبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وعلي في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير في الجنة ، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ، ، وسعد بن أبي وقاص في الجنة ، وسعيد بن زيد في الجنة ، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة "

الراوي: سعيد بن زيد و عبدالرحمن بن عوف المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 50خلاصة حكم المحدث: صحيح.

وقد أســلم على يدى أبي بكر الصديق رضي الله عنه خمس من العشرة المبشرين بالجنة وهــــم عثمان بن عفان، والزُّبَير بن العوَّام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيدالله.
وفي رواية عنه أيضا (سعيد بن زيد بن عمرو بن نوفيل)
أبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة . – وساق معناه – ثم قال : لمشهد رجل منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يغبر فيه وجهه ، خير من عمل أحدكم عمره ، ولو عمر عمر نوح"

الراوي: سعيد بن زيد المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4650 - خلاصة حكم المحدث: صحيح.

وهـــو رضي الله عنه أفضــل الصحـابة على الإطلاق
قال ابن عمر رضي الله عنهما : كنا نخيّر بين الناس في زمن النبي
صلى الله عليه وسلم ، فنخيّر أبا بكر ، ثم عمر بن الخطاب ،
ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم .(1)

رواه البخاري» الجامع الصحيح » كِتَاب الْمَنَاقِبِ » بَاب فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى »حديث رقم 3406 ....


وروى البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما صاحبكم فقد غامر . وقال : إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى عليّ ، فأقبلت إليك فقال : يغفر الله لك يا أبا بكر
- ثلاثا - ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل : أثَـمّ أبو بكر ؟ فقالوا : لا ، فأتى إلى النبي فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعّر ، حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال : يا رسول الله والله أنا كنت أظلم - مرتين - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله بعثني إليكم فقلتم : كذبت ، وقال أبو بكر : صَدَق ، وواساني بنفسه وماله ،فهل أنتم تاركو لي صاحبي – مرتين - فما أوذي بعدها

(2) صحيح البخاري »الجامع الصحيح » كِتَاب الْمَنَاقِبِ » بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ »حديث رقم 3412..

فقد سبق إلى الإيمان ، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وصدّقه ،واستمر معه في مكة طول إقامته رغم ما تعرّض له من الأذى ، ورافقه في الهجرة .
وهو ثاني اثنين في الغار مع نبي الله صلى الله عليه وسلم
قال سبحانه وتعالى : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا.
قال السهيلي : ألا ترى كيف قال : لا تحزن ولم يقل لا تخف ؟ لأن حزنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم شغله عن خوفه على نفسه.
وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه حدّثه قال : نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار فقلت : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه . فقال : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما
(3)رواه البخاري »الجامع الصحيح » كِتَاب تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ » سُورَةُبَرَاءَةَ » بَاب قَوْلِهِ : ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي »حديث رقم 4322...


يتبع
إن شـــاء الله




__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم





التعديل الأخير تم بواسطة توبة ; 12-29-2015 الساعة 06:04 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-31-2013, 05:24 AM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي تابع مناقب الصديق رضي الله عنه.



المجلـس السادس
18 ذو القعدة 1434
~*~*~*~*~*~*~*~

وهو ثاني اثنين في الغار مع نبي الله صلى الله عليه وسلم

قال سبحانه وتعالى : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ
لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )قال السهيلي : ألا ترى كيف قال : لا تحزن ولم
قل لا تخف ؟ لأن حزنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم شغله عن خوفه على نفسه.


وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن أبا بكر
الصديق رضي الله عنه حدّثه قال : نظرت إلى أقدام المشركين على
رؤوسنا ونحن في الغار فقلت : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى
قدميه أبصرنا تحت قدميه . فقال : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما.

رواه البخاري »الجامع الصحيح » كِتَاب تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ » سُورَةُ بَرَاءَةَ »
بَاب قَوْلِهِ : ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي »حديث رقم 4322...





ولما هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ ماله كله في سبيل الله .
وقد أُمِرنا أن نقتدي بهم ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : عليكم
بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ .
رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما ، وهو حديث صحيح بمجموع طرقه .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب
السنة - الصفحة أو الرقم: 58خلاصة حكم المحدث: صحيح.



وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
لو كنت متخذا خليلا لأتخذت أبا بكر


خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين
ما عنده ، فاختار ما عند الله . فبكى أبو بكر رضي الله عنه ، فقلت في نفسي
: ما يبكي هذا الشيخ ؟ إن يكن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده ،
فاختار ما عند الله ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد ، وكان
أبو بكر أعلمنا ، قال : يا أبا بكر لا تبك ، إن أمن الناس علي في
صحبته وماله أبي بكر ، ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لأتخذت أبا بكر
، ولكن أخوة الإسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا سد ، إلا باب أبي بكر .

الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
- الصفحة أو الرقم: - 466خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


وفي رواية
خطب رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الناسَ وقال : ( إن اللَّهَ خَيَّرَ عبدًا
بينَ الدُّنْيا وبينَ ما عِنْدَهُ، فاخْتارَ ذلكَ العبدُ ما عِنْدَ اللَّهِ) . قال : فبكَى أبو
بكرٍ، فعَجِبْنا لِبُكائِهِ: أنْ يُخْبِرَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن عبدٍ
خُيِّرَ، فكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟و المُخَيَّرَ، وكان أبو بكرٍ
أعْلَمَنا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إنَّ مِن أمَنِّ الناسِ علَيَّ
في صُحْبَتِهِ ومالِهِ أبا بكرٍ، ولو كنتُ مُتَّخِذًا خَليلًا غيرَ رَبِّي لا تَّخَذْتُ أبا
بكرٍ، ولكِنْ أُخوَّةُ الإسْلامِ ومَوَدَّتُهُ، لا يَبْقَيَنَّ في المسجِدِ بابٌ إلا سُدَّ إلا
بابَ أبي بكرٍ) .

الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر:صحيح البخاري
- الصفحة أو الرقم: 3654 - خلاصة حكم المحدث[صحيح] .



معنى الخليل
الخَلِيلُ - خَلِيلُ : الصديقُ الخالص ( فعيل بمعنى مفاعل ) .
و الخَلِيلُ الناصَح .المعجم: المعجم الوسيط .صديق خالص ، صفيّ خالص
المحبَّة . المعجم: اللغة العربية المعاصر.



أبو بكر أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَث عمرَو بنَ العاصِ على جيشِ
ذاتِ السلاسلِ ، قال : فأتَيتُه فقلتُ : أيُّ الناسِ أحَبُّ إليك ؟ قال : (
عائشةُ ) . قلتُ : منَ الرجالِ ؟ قال : ( أبوها ) . قلتُ : ثم مَن ؟ قال :
( عُمَرُ ) . فعَدَّ رجالًا ، فسكَتُّ مَخافَةَ أن يجعَلَني في آخِرِهم .

الراوي: عبدالرحمن بن مل النهدي أبو عثمان المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: - 4358خلاصة حكم المحدث: [صحيح].



شهادة الصحابة بخيرية أبي بكر رضي الله عنه
كُنَّا نُخَيِّرُ بينَ الناسِ في زَمَنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَنُخَيِّرُ أبا بكرٍ،
ثم عُمَرَ بنَ الخطَّابِ، ثم عُثْمانَ بنَ عَفَّانَ رضيَ اللهُ عنهُم .
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
- الصفحة أو الرقم: - 3655خلاصة حكم المحدث: [صحيح].



أسبقية أبي بكر للإسلام

رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وما معَه إلا خمسةَ أعبُدٍ وامرأتان، وأبو بكرٍ .
الراوي: عمار بن ياسر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري


- الصفحة أو الرقم: 3660 - خلاصة حكم المحدث: صحيح.

وفي رواية
قال عَمرو بنُ عبسةَ السُّلَميُّ : كنتُ ، وأنا في الجاهليةِ ، أظنُّ أنَّ الناسَ
على ضلالةٍ . وأنهم ليسوا على شيءٍ . وهم يعبدون الأوثانَ . فسمعتُ
برجلٍ بمكةَ يخبِر أخبارًا . فقعدتُ على راحلتي . فقدمتُ عليه . فإذا
رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُستخفيًا ، جُرَءَاءُ عليه قومُه . فتلطَّفتُ
حتى دخلتُ عليه بمكةَ . فقلتُ له : ما أنت ؟ قال " أنا نبيٌّ " فقلتُ :
وما نبيٌّ ؟ قال " أرسلَني اللهُ " فقلتُ : وبأيِّ شيءٍ أرسلَك ؟ قال
" أرسلني بصلةِ الأرحامِ وكسرِ الأوثانِ وأن يُوحَّدَ اللهُ لا يشركُ به شيئًا "
قلتُ له : فمن معك على هذا ؟ قال " حُرٌّ وعبدٌ " ( قال ومعه يومئذٍ أبو
بكرٍ وبلالٌ ممَّن آمن به ) فقلتُ : إني مُتَّبِعُك.
الراوي: عمرو بن عبسة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم
- الصفحة أو الرقم: 832 - خلاصة حكم المحدث: صحيح.




يتبـــع
إن شـــاء الله
__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم





التعديل الأخير تم بواسطة توبة ; 10-31-2013 الساعة 12:34 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-31-2013, 12:50 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي

25 ذي الحجة 1434
المجلس السابع
~*~*~*~*~*~*~*~

سبق أبي بكر رضي الله عنه إلى الخيرات صـــ35

أمرَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن نتصدَّقَ فوافقَ ذلِكَ عندي مالًا
فقلتُ اليومَ أسبقُ أبا بَكرٍ إن سبقتُهُ يومًا قالَ فَجِئْتُ بنِصفِ مالي فقالَ
رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ما أبقيتَ لأَهْلِكَ قلتُ مثلَهُ وأتَى أبو بَكرٍ
بِكُلِّ ما عندَهُ فقالَ يا أبا بَكرٍ ما أبقَيتَ لأَهْلِكَ فقالَ أبقيتُ لَهُمُ اللَّهَ ورسولَهُ
قلتُ لا أسبقُهُ إلى شيءٍ أبدًا
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي
- الصفحة أو الرقم: 3675 - خلاصة حكم المحدث: حسن.


ذُبُّ أبي بكر الصديق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قلتُ لعبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ : أخبِرْني بأشدِّ ما صنَع المُشرِكون
برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . قال : بينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّم يُصلِّي بفِناءِ الكعبةِ إذ أقبَل عُقبَةُ بنُ أبي مُعَيطٍ فأخَذ بمَنكِبِ رسولِ
اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولوى ثوبَه في عُنُقِه فخنَقه خَنقًا شديدًا ، فأقبَل
أبو بكرٍ فأخَذ بمَنكِبِه ودفَع عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال :
{ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ{
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
- الصفحة أو الرقم: 4815 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح]



وفي رواية

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه سلم :- أتسمعون يا معشرَ قريشٍ ! أما والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِه ؛
لقد جئتُكم بالذَّبحِ . قال : فأخذت [ القومُ ] كلمتَه ، حتَّى ما منهم رجلٌ
إلَّا لكأنَّما على رأسِه طائرٌ واقعٌ ، حتَّى إنَّ أشدَّهم فيه وطأةً قبل ذلك
يترفَّؤُه بأحسنِ ما يُجيبُ من [ القولِ ] ؛ حتَّى إنَّه ليقولُ : انصرِفْ يا
أبا القاسمِ ! انصرِفْ راشدًا ؛ فواللهِ ما كنتُ جهولًا ! . فانصرف رسولُ
اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، حتَّى إذا كان من الغدِ ، اجتمعوا في الحِجرِ ؛
وأنا معهم ، فقال بعضُهم لبعضٍ : ذكرتم ما بلغ منكم ، وما بلغكم عنه ،
حتَّى إذا بادأكم بما تكرهون تركتموه ! وبينا هم في ذلك ؛ إذ طلع
عليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فوثبوا إليه وثبةَ رجلٍ واحدٍ
، وأحاطوا به يقولون له : أنت الَّذي تقولُ كذا وكذا ؟ لمَّا كان يبلغُهم منه
من عيبِ آلهتِهم ودينِهم ، قال : نعم أنا الَّذي أقولُ ذلك ، قال : فلقد
رأيتُ رجلًا منهم أخذ بمجمَعِ ردائِه ، وقام أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي اللهُ
عنه دونه يقولُ – وهو يبكي - : أتقتلون رجلًا أن يقولَ ربِّي اللهَ ،
ثمَّ انصرفوا عنه . فإنَّ ذلك لأشدُّ ما رأيتُ قريشًا بلغت منه قطُّ
.
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد
- الصفحة أو الرقم: 1404 - خلاصة حكم المحدث: حسن.


اصطحاب أبو بكر رضي الله عنه لرسول الله في الهجرة.
اشترى أبو بكر رضي الله عنه من عازب رحلا (الرَّحْلُ : ما يُوضَعُ
على ظهر البعير للركوب ) بثلاثة عشر درهما، فقال أبو بكر لعازب :
مر البراء فليحمل إلي رحلي، فقال عازب : لا، حتى تحدثنا : كيف
صنعت أنت ورسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين خرجتما من مكة، والمشركون يطلبونكم ؟
قال : ارتحلنا من مكة، فأحيينا، أو : سرينا
ليلتنا ويومَنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة، فرميت ببصري هل أرى
من ظل فآوي إليه، فإذا صخرة، أتيتها فنظرت بقية ظل لها فسويته،
ثم فرشت للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيه، ثم قُلْت له : اضطجع يا نبي
الله، فاضطجع النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثم انطلقت أنظر ما حولي هل
أرى من الطلب أحدًا، فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة،
يريد منها الذي أردنا، فسألته فقُلْت له : لمن أنت يا غلام، قال : لرجلٌ
من قريش، سماه فعرفته، فقُلْت : هل في غنمك من لبن ؟ قال : نعم، قُلْت
: فهل أنت حالب لبنا لنا ؟ قال : نعم، فأمرته فاعتقُلْ شاة من غنمه،
ثم أمرته أن ينفض ضرعها من الغبار، ثم أمرته أن ينفض كفيه،
فقال : هكذا، ضرب إحدى كفيه بالأخرى، فحلب لي كثبة من لبن، وقد
جعلت لرسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إداوة على فمها خرقة، فصببت
على اللبن حتى برد أسفله، فانطلقت به إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّم فوافقته قد استيقظ، فقُلْت : اشرب يا رسولَ اللهِ، فشرب حتى
رضيت، ثم قُلْت : قد آن الرحيل يا رسولَ اللهِ ؟ قال : ( بلى ) .
فارتحلنا والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا أُحُدٍ منهم غير سراقة بن مالك
بن جعشم على فرس له، فقُلْت : هذا الطلب قد لحقنا يا رسولَ اللهِ، فقال :
( لا تحزن إن الله معنا ) .

الراوي: أبو بكر الصديق المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
- الصفحة أو الرقم: 3652 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح].



ورد في شرح النووي على صحيح مسلــم للحديث

(ينتقد ثمنه)أي يستوفيه ، ويقال : سرى وأسرى لغتان بمعنى .
وقائم الظهيرة نصف النهار ، وهو حال استواء الشمس ، سمي قائما
لأن الظل لا يظهر ، فكأنه واقف قائم . ووقع في أكثر النسخ : ( قائم
الظهر ) بضم الظاء وحذف الياء .قوله : ( رفعت لنا صخرة)أي
ظهرت لأبصارنا .قوله : ( فبسطت عليه فروة) المراد الفروة
المعروفة التي تلبس ، هذا هو الصواب ، وذكر القاضي أن بعضهم
قال : المراد بالفروة هنا الحشيش ؛ فإنه يقال له فروة ، وهذا قول باطل
، ومما يرده قوله في رواية البخاري : ( فروة معي ) . ويقال لها
( فروة ) بالهاء ، و ( فرو ) بحذفها ، وهو الأشهر في اللغة ، وإن
كانتا صحيحتين .قوله : ( أنفض لك ما حولك)أي أفتش لئلا يكون هناك
عدو .
وقوله : ( لمن أنت يا غلام ؟ فقال : لرجل من أهل المدينة)المراد
بالمدينة هنا مكة ، ولم تكن مدينة النبي صلى الله عليه وسلم سميت
بالمدينة ، إنما كان اسمها يثرب ، هذا هو الجواب الصحيح ، وأما
قول القاضي : إن ذكر المدينة هنا وهم فليس كما قال ، بل هو صحيح
، والمراد بها مكة .
قوله : ( أفي غنمك لبن ؟)هو بفتح اللام والباء يعني اللبن المعروف ،
هذه الرواية مشهورة ، وروى بعضهم :( لبن ) بضم اللام وإسكان
الباء ، أي شياه وذوات ألبان .
قوله : ( فحلب لي في قعب معه كثبة من لبن . قال : ومعي إداوة
أرتوي فيها)القعب قدح من خشب معروف ، والكثبة بضم الكاف
وإسكان المثلثة وهي قدر الحلبة ، قاله ابن السكيت ، وقيل : هي القليل
منه . والإداوة كالركوة . وأرتوي أستقي . وهذا الحديث مما يسأل
عنه فيقال : كيف شربوا اللبن من الغلام ، وليس هو مالكه ؟

وجوابه من أوجه :
أحدها : أنه محمول على عادة العرب أنهم يأذنون للرعاة إذا مر بهم ضيف أو عابر سبيل أن يسقوه اللبن ونحوه .
والثاني: أنه كان لصديق لهم يدلون عليه ، وهذا جائز .
والثالث : أنه مال حربي لا أمان له ، ومثل هذا جائز .
والرابع : لعلهم كانوا مضطرين ، والجوابان الأولان أجود .
قوله : ( برد أسفله)هو بفتح الراء على المشهور ، وقال الجوهري
بضمها .قوله : ( ونحن في جلد من الأرض)
هو بفتح الجيم واللام أي أرض صلبة . وروي : ( جدد ) بدالين ،
وهو المستوي ، وكانت الأرض مستوية صلبة.
قوله : ( فارتطمت فرسه إلى بطنها)
أي غاصت قوائمها في تلك الأرض الجلد .
قوله : ( ووفى لنا) بتخفيف الفاء .قوله : ( فساخ فرسه في الأرض)
هو بمعنى ارتطمت .قوله : ( لأعمين على من ورائي)
يعني لأخفين أمركم عمن ورائي ممن يطلبكم ، وألبسه عليهم حتى
لا يعلم أحد

وفي هذا الحديث فوائد منها هذه المعجزة الظاهرة لرسول الله صلى الله
عليه وسلم ، وفضيلة ظاهرة لأبي بكر رضي الله عنه من وجوه .
وفيه خدمة التابع للمتبوع

وفيه : استصحاب الركوة والإبريق ونحوهما في السفر للطهارة والشراب
.وفيه فضل التوكل على الله سبحانه وتعالى وحسن عاقبته
.وفيه فضائل الأنصار لفرحهم بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم
، وظهور سرورهم به .وفيه فضيلة صلة الأرحام ، سواء قربت
القرابة والرحم أم بعدت ، وأن الرجل الجليل إذا قدم بلدا له فيه أقارب
ينزل عندهم يكرمهم بذلك . والله أعلم .

وفي رواية

جاء أبو بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ إلى أبي في منزلِهِ ، فاشترى منهُ رحلًا ،
فقال لعازبٍ : ابعث ابنكَ يحملُهُ معي ، قال : فحملتُهُ معهُ ، وخرج أبي
ينتقِدُ ثمنَهُ ، فقال لهُ أبي : يا أبا بكرٍ ، حدِّثني كيف صنعتما حين سريتَ
مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، قال : نعم ، أَسْرَيْنَا ليلتنا ومن
الغدِ ، حتى قام قائمُ الظهيرةِ وخلا الطريقُ لا يمرُّ فيهِ أحدٌ ، فرُفِعَتْ
لنا صخرةٌ طويلةٌ لها ظِلٌّ ، لم تأتِ عليهِ الشمسُ ، فنزلنا عندَهُ ،
وسوَّيْتُ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مكانًا بيدي ينامُ عليهِ ، وبسطتُ
فيهِ فروةً ، وقلتُ : نَمْ يا رسولَ اللهِ وأنا أنفُضُ لكَ ما حولكَ ، فنام
وخرجتُ أنفضُ ما حولَهُ ، فإذا أنا براعٍ مقبلٍ بغنمِهِ إلى الصخرةِ ، يريدُ
منها مثلَ الذي أردنا ، فقلتُ : لمن أنتَ يا غلامُ ، فقال : لرجلٍ من
أهلِ المدينةِ أو مكةَ ، قلتُ : أفي غنمك لبنٌ ؟ قال : نعم ، قلتُ : أفتحلبُ
، قال : نعم ، فأخذ شاةً ، فقلتُ : انفُضِ الضَّرْعَ من الترابِ والشَّعْرِ والقَذَى
، قال : فرأيتُ البراءَ يضربُ إحدى يديهِ على الأخرى ينفضُ ، فحلبَ
في قَعْبٍ كُثْبَةً من لبنٍ ، ومعي إداوةٌ حملتها للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ
وسلَّمَ يرتوي منها ، يشربُ ويتوضأُ ، فأتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فكرهتُ أن أُوقظَهُ ،
فوافقتُهُ حينَ استيقظَ ، فصببتُ من الماءِ على اللبنِ
حتى بردَ أسفلُهُ ، فقلتُ : اشرب يا رسولَ اللهِ ، قال : فشرب حتى
رضيتُ ، ثم قال : ( ألم يأنِ الرحيلُ ) . قلتُ : بلى ، قال : فارتحلنا بعد
ما مالتِ الشمسُ ، واتَّبعنا سراقةُ بنُ مالكٍ ، فقلتُ : أُتِينَا يا رسولَ اللهِ ،
فقال : ( لا تحزن إنَّ اللهَ معنا ) . فدعا عليهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ
وسلَّمَ فارتطمتْ بهِ فرسُهُ إلى بطنها - أرى - في جَلْدٍ من الأرضِ - شكَّ
زهيرٌ - فقال : إني أراكما قد دعوتما عليَّ ، فادْعُوَا لي ، فاللهَ لكما أن
أَرُدَّ عنكما الطلبُ ، فدعا لهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فَنَجَا ، فجعل لا
يَلْقَى أحدًا إلا قال : كَفَيْتُكُمْ ما هنا ، فلا يَلْقَى أحدًا إلا رَدَّهُ ، قال : ووَفَّى لنا .

الراوي: أبو بكر الصديق المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
- الصفحة أو الرقم: 3615 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم




رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-06-2013, 08:42 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي تـابع فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبشـــارات له .



المجلس الثامن

2محرم 1434 هــ

تـابع فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبشـــارات له



رواية أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

في حادثة الهجرة .



لم أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إلا وهما يَدِينانِ الدِّينَ، ولم يَمُرَّ علينا يومٌ إلا يأتينا فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم طَرَفَيِ النهارِ، بُكْرَةً وعَشِيَّةً، فلما ابتُلِيَ المسلمون خرج أبو بكرٍ مُهاجرًا نحوَ أرضِ الحَبَشةِ، حتى إذا بَرْكَ الغِمَادُ (1) لَقِيَهُ ابنُ الدَّغِنَّةِ، وهو سَيِّدُ القارَّةِ، فقال : أين تريدُ يا أبا بكرٍ ؟ فقال أبو بكرٍ : أَخْرَجَني قومي، فأريدُ أن أَسِيحَ في الأرضِ وأعبدَ ربي . قال ابنُ الدَّغِنَّةِ : فإن مِثْلَكَ يا أبا بكرٍ لا يَخرُجُ ولا يُخْرَجُ، إنك تَكْسِبُ المعدومَ، وتَصِلُ الرحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِي الضيفَ، وتُعينُ على نوائِبِ الحَقِّ، فأنَا لك جارٌ، ارجِع واعبدْ ربَّك ببلدِكَ . فرجع وارتحل معه ابنُ الدَّغِنَّةِ، فطاف ابنُ الدَّغِنَّةِ عَشِيَّةً في أَشرافِ قريشٍ، فقال لهم : إن أبا بكرٍ لا يَخْرُجُ مِثْلُه ولا يُخْرَجُ، أَتُخرِجون رجلًا يَكْسِبُ المعدومَ، ويَصِلُ الرحِمَ، ويَحْمِلُ الكَلَّ، ويَقْرِي الضيفَ، ويُعينُ على نوائبِ الحقِّ . فلم تكذبْ قريشٌ بِجِوارِ ابنِ الدَّغِنَّةِ، وقالوا لابنِ الدَّغِنَّةِ : مُرْ أبا بكرٍ فليعبدْ ربَّه في دارِه، فلْيُصَلِّ فيها ولْيَقْرَأْ ما شاء، ولا يُؤْذِينا بذلك ولا يَسْتَعْلِن به، فإنا نَخْشَى أن يَفْتِنَ نساءَنا وأبناءَنا . فقال ذلك ابنُ الدَّغِنَّةِ لأبي بكرٍ، فلبِث بذلك يعبدُ ربَّه في دارِه، ولا يستعلنُ بصلاتِه ولا يقرأُ في غيرِ دارِه، ثم بدا لأبي بكرٍ، فابتَنَى مسجدًا بفناءِ دارِه، وكان يصلي فيه، ويقرأُ القرآنَ، فيَنْقَذِفُ عليه نساءُ المشركين وأبناؤُهم، وهم يَعْجَبونَ منه وينظرون إليه، وكان أبو بكرٍ رجلًا بَكَّاءً، لا يَمْلِكُ عينيه إذا قرأ القرآنَ، وأفزع ذلك أشرافَ قريشٍ من المشركينَ، فأرسلوا إلى ابنِ الدَّغِنَّةِ فقَدِم عليهم، فقالوا : إنا كنا أَجَرْنا أبا بكرٍ بجِوارِك، على أن يعبدَ ربَّه في دارِه، فقد جاوز ذلك، فابتَنَى مسجدًا بفِناءِ دارِه، فأَعْلَنَ بالصلاةِ والقراءةِ فيه، وإنا قد خَشِينا أن يَفْتِنَ نساءَنا وأبناءَنا، فانهَهُ، فإن أَحَبَّ أن يقتصرَ على أن يعبدَ ربَّه في دارِه فعل، وإن أَبَى إلا أن يُعْلِنَ بذلك، فَسَلْهُ أن يَرُدَّ إليك ذِمَّتَك، فإنا قد كَرِهنا أن نُخْفِرَكَ، ولَسْنا مُقِرِّينَ لأبي بكرٍ الاستِعلانَ . قالت عائشةُ : فأتى ابنُ الدَّغِنَّةِ إلى أبي بكرٍ فقال : قد عَلِمْتَ الذي عاقَدْتُ لك عليه، فإما أن تقتصرَ على ذلك، وإما أن تَرْجِعَ إلَيَّ ذِمَّتِي، فإني لا أحبُّ أن تسمعَ العربُ أني أُخْفِرْتُ في رجلٍ عَقَدْتُ له . فقال أبو بكرٍ : فإني أَرُدُّ إليك جِوارَكَ، وأَرْضَى بجِوارِ اللهِ عز وجل، والنبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَوْمَئِذٍ بمكةَ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم للمسلمينَ : ( إني أُرِيتُ دارَ هجرتِكم، ذاتَ نخلٍ بين لابَتَيْنِ ) . وهما الحَرَّتانِ، فهاجر مَن هاجر قِبَلَ المدينةِ، ورجع عامَّةُ مَن كان هاجر بأرضِ الحبشةِ إلى المدينةِ، وتجهز أبو بكرٍ قِبَلَ المدينةِ، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( على رِسْلِكَ، فإني أرجو أن يُؤْذَنَ لي ) . فقال أبو بكرٍ : وهل تَرْجُو ذلك بأبي أنت ؟ قال : ( نعم ) . فحبس أبو بكرٍ نفسَه على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لِيَصْحَبَهُ، وعَلَف راحلتينِ كانتا عنده وَرَقَ السَّمُرِ، وهو الخَبْطُ، (2) أربعةَ أشهرٍ . قال ابنُ شهابٍ : قال عروةُ : قالت عائشةُ : فبينما نحن يومًا جلوسٌ في بيتِ أبي بكرٍ في نَحْرِ الظهيرةِ، قال قائلٌ لأبي بكرٍ : هذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مُتَقَنِّعًا، في ساعةٍ لم يكنْ يأتينا فيها، فقال أبو بكرٍ : فِداءٌ له أبي وأمي، واللهِ ما جاء به في هذه الساعةِ إلا أمرٌ . قالت : فجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فاستأذن، فأَذِنَ له فدخل، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لأبي بكرٍ : ( أَخْرِجْ مَن عندَك ) . فقال أبو بكرٍ : إنما هم أهلُك، بأبي أنت يا رسولَ اللهِ، قال : (

فإني قد أُذِنَ لي في الخروجِ ) . فقال أبو بكرٍ : الصحابةُ بأبي أنت يا رسولَ اللهِ ؟ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( نعم ) . قال أبو بكرٍ : فَخُذْ - بأبي أنت يا رسولَ اللهِ - إحدى راحِلَتَيَّ هاتين، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( بالثَّمَنِ ) . قالت عائشةُ : فجَهَّزْناهما أَحَثَّ الجِهازِ، وصَنَعْنا لهما سُفْرَةً في جِرابٍ، فقطعتْ أسماءُ بنتُ أبي بكرٍ قِطعةً من نِطاقِها، فربَطَتْ به على فَمِ الجِرابِ، فبذلك سُمِّيَتْ ذاتُ النِّطاقَيْنِ، قالت ثم لَحِقَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وأبو بكرٍ بغارٍ في جَبَلِ ثَوْرٍ، فكَمَنا فيه ثلاثَ ليالٍ، يبيتُ عندَهما عبدُ اللهِ بنُ أبي بكرٍ، وهو غلامٌ شابٌّ، ثَقِفٌ لَقِنٌ (فَهِمٌ حَسَنُ التَّلَقُّن لما يسمعه المعجم الوسيط ) ، فيُدْلِجُ مِن عندِهما بسَحَرٍ، فيُصبِحُ مع قريشٍ بمكةَ كبائتٍ، فلا يسمعُ أمرًا يُكتادانِ به إلا وَعاهُ، حتى يأتيَهما بخَبَرِ ذلك حين يختَلِطُ الظلامُ، ويَرْعَى عليهما عامِرُ بنُ فُهَيْرَةَ مولى أبي بكرٍ مِنحَةً من غَنَمٍ، فيُرِيحُها عليهما حين تذهبُ ساعةٌ من العِشاءِ، فيَبِيتانِ في رِسْلٍ، وهو لبنُ مِنحتِهِما ورَضِيفِهِما، حتى يَنعِقَ بها عامرُ بنُ فهيرةَ بغَلَسٍ، يفعلُ ذلك في كلِّ ليلةٍ من تلك الليالي الثلاثِ، واستأجر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وأبو بكرٍ رجلًا من بني الدَّيْلِ، وهو من بني عبدِ بنِ عَدِيٍّ، هاديًا خِرِّيتًا، والخِرِّيتُ الماهرُ بالهدايةِ، قد غَمَس حِلْفًا في آلِ العاصِ بنِ وائلٍ السَّهْمِيِّ، وهو على دينِ كفارِ قريشٍ، فأمِنَّاهُ فدفعا إليه راحِلَتيهما، وواعداه غارَ ثَوْرٍ بعد ثلاثِ ليالٍ، فأتاهما براحلتيهما صُبحَ ثلاثٍ، وانطلق معهما عامرُ بنُ فهيرةَ، والدليلُ، فأخذ بهم طريقَ السواحلِ (3).


بشارات لأبي بكرالصديق رضي الله عنه
----------------


بشــــارات بالجنــــــة


أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : مَن أَنفَقَ زوجَينِ في سبيلِ اللهِ، نودِيَ من أبوابِ الجنةِ : يا عبدَ اللهِ هذا خيرٌ، فمَن كان من أهلِ الصلاةِ دُعِيَ من بابِ الصلاةِ، ومَن كان من أهلِ الجهادِ دُعِيَ من بابِ الجهادِ، ومَن كان من أهلِ الصيامِ دُعِيَ من بابِ الرَّيَّانِ، ومَن كان من أهلِ الصدقةِ دُعِيَ من بابِ الصدقةِ . فقال أبو بكرٍ رضي الله عنه : بأبي وأمي يا رسولَ اللهِ، ما على مَن دُعِيَ من تلك الأبوابِ من ضرورةٍ، فهل يُدْعَى أحد من تلك الأبوابِ كلِّها ؟ . قال : نعم، وأرجو أن تكونَ منهم .(4)


من أصبح منكم اليومَ صائمًا ؟ قال أبو بكرٍ رضي اللهُ عنه : أنا . قال : فمن تبع منكم اليومَ جنازةً ؟ قال أبو بكرٍ رضي اللهُ عنه : أنا . قال فمَن أطعم منكم اليومَ مسكينًا ؟ قال أبو بكرٍ رضي اللهُ عنه . أنا . قال : فمن عاد منكم اليومَ مريضًا . قال أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنه : أنا . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : ما اجتمَعْنَ في امرئٍ ، إلا دخل الجنَّةَ .(5)



عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال أنه توضأ في بيته ثم خرج، فقُلْت : لألزمن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولأكونن معه يومَي هذا، قال : فجاء المسجد، فسأل عن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالوا : خرج ووجه ها هنا، فخرجت على إثره، أسأل عنه، حتى دخل بئر أريس، فجلست عِندَ الباب، وبابها من جريد، حتى قضى رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حاجته فتوضأ، فقمت إليه، فإذا هو جالس على بئر أريس وتوسط قفها، وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فسلمت عليه، ثم انصرفت فجلست عِندَ الباب، فقُلْت : لأكونن بواب رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اليومَ، فجاء أبو بكر فدفع الباب، فقُلْت : من هذا ؟ فقال : أبو بكر، فقُلْت : على رسلك، ثم ذهبت، فقُلْت : يا رسولَ اللهِ، هذا أبو بكر يستأذن ؟ فقال : ( ائذن له وبشره بالجنة ) . فأقبلت حتى قُلْت لأبي بكر : ادخل، ورسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يبشرك بالجنة، فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم معه في القف، ودلى رجلٌيه في البئر كما صنع النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكشف عن ساقيه، ثم رجعت فجلست، وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني، فقُلْت : إن يرد الله بفلان خيرا - يريد أخاه - يأت به، فإذا إنسان يحرك الباب، فقُلْت : من هذا ؟ فقال : عُمَر بن الخطابِ، فقُلْت على رسلك، ثم جئت إلى رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسلمت عليه، فقُلْت : هذا عُمَر بن الخطابِ يستأذن ؟ فقال : ( ائذن له وبشره بالجنة ) . فجئت فقُلْت : ادخل، وبشرك رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالجنة، فدخل فجلس مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في القف عن يساره، ودلى رجلٌيه في البئر، ثم رجعت فجلست، فقُلْت : إن يرد الله بفلان خيرا يأت به، فجاء إنسان يحرك الباب، فقُلْت : من هذا ؟ فقال : عثمان بن عفان، فقُلْت على رسلك، فجئت إلى رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبرته، فقال : ( ائذن له وبشره بالجنة، على بلوى تصيبه ) . فجئته فقُلْت له : ادخل، وبشرك رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالجنة، على بلوى تصيبك، فدخل فوجد القف قد ملئ، فجلس وجاهه من الشق الآخر . قال شريك : قال سعيد بن المسيب : فأولتها قبورهم .(6)


(1) (بَرْكَ الغِمَادُ وَهُوَ مَوْضِعٌ مِنْ وَرَاءِ مَكَّةَ بِخَمْسِ لَيَالٍ بِنَاحِيَةِ السَّاحِلِ ، وَقِيلَ : بَلْدَتَانِ ، هَذَا قَوْلُ الْحَازِمِيِّ ، وَقَالَ الْقَاضِي وَغَيْرُهُ : هُوَ مَوْضِعٌ بِأَقَاصِي هَجَرَ ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ : بَرْكُ الْغِمَادِ وَسَعَفَاتُ هَجَرَ كِنَايَةٌ ، يُقَالُ فِيمَا تَبَاعَدَ .).
شرح النووي على صحيح مسلم

(2) (الخَبَطُ – خَبَطُ : الخَبَطُ : ما سقط من ورق الشجر بالخبْط والنَّفْض .
وفي الحديث : حديث شريف خرج فى سَريَّة إلى أرض جُهينة ، فأصَابهم جوعٌ
فأكلوا الخَبَطَ
.المعجم: المعجم الوسيط).
(3)الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري - المصدر
: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم 3905- خلاصة حكم المحدث: صحيح.

(4) الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر:
صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1897 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
(5)الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم
- الصفحة أو الرقم: 1028 - خلاصة حكم المحدث: صحيح.

(6)الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: البخاري - المصدر:
صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3674
-خلاصة حكم المحدث: [صحيح].

يتبـــــــع إن شاء الله



__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم





التعديل الأخير تم بواسطة توبة ; 01-13-2016 الساعة 03:19 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-14-2013, 08:41 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي تــابع مناقب الصديق رضي الله عنه( المجلس التاسع ).


المجلس التاسع
9 محرم 1435 هــ


تــابع مناقب الصديق رضي الله عنه





منــزلة الصديق رضي الله عنه في الجنة



(إنَّ أهلَ الدَّرَجاتِ العُلَى يَراهُم مَن هوَ أسفلُ مِنهُم كما تَرونَ الكَوكبَ
الطالِعَ في أُفُقِ السَّماءِ ، و إنَّ أبا بكرٍ و عمرَ منهُم و أنعَما(1) ) .(2)



الرسول صلى الله عليه وسلم ينفي الخيلاء عن الصديق
رضي الله عنه




- من جر ثوبَه خيلاءَ لم ينظرِ اللهُ إليه يومَ القيامةِ . قال أبو بكرٍ
: يا رسولَ اللهِ ، إن أحدَ شقي إزاري يسترخي ، إلا أن أتعاهدَ
ذلك منه ؟ فقال النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : لستَ ممن يصنعُه
خُيلاءً(3)



فائدة

حكم جر الثوب سواء بخيلاء أو بغير خيلاء


فيحرم إسبال الثياب لحديث أبي ذر رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة
ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم قلت: من هم يا
رسول الله خابوا وخسروا؟ فأعاد ثلاثاً. قلت من هم خابوا
وخسروا؟ قال: "المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف
الكاذب أو الفاجر" رواه مسلم.




وفي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "ما أسفل من الكعبين من الإزار
في النار" ولأبي داود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه:
"إزرة المسلم إلى نصف الساق ولا حرج أو لا جناح فيما بينه
وبين الكعبين وما كان أسفل من الكعبين فهو في النار".
والكعبان هما العظمان الناتئان على جانبي الرجل، قاله أبو
عبيد وغيره.


فهذه النصوص دالة على تحريم الإسبال ولو لغير
الخيلاء، والخيلاء مع الإسبال وزر زائد عليه.



والصحيح أن الإسبال محرم كما تقدم ـ ولو ظن المسبل في
نفسه أنه لا يسبل خيلاء. قال ابن العربي المالكي: لا يجوز
للرجل أن يجاوز بثوبه كعبه ولا يقول لا أجره خيلاء لأن النهي
قد تناوله لفظا ولا يجوز لمن تناوله لفظا أن يخالفه.. بل إطالة
ذيله دالة على تكبره، وحاصل ذلك أن الإسبال يستلزم جر
الثوب وجر الثوب استلزم الخيلاء ولو لم يقصده اللابس، ولو
جر ثوبه وقال لا أفعله خيلاء كما كان أبوبكر يفعله لغير
الخيلاء احتاج إلى من يزكيه كما زكى النبي صلى الله عليه
وسلم أبابكر. ويدل على عدم اعتبار التقيد بالخيلاء ما رواه
الأربعة إلا ابن ماجه عن جابر بن سليم وفيه: "وارفع إزارك
إلى نصف الساق فإن أبيت فإلى الكعبين وإياك وإسبال الإزار
فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة".




ولا يقال: إن قوله صلى الله عليه وسلم: "ما أسفل من الكعبين
ففي النار" مطلق، مقيد بمفهوم قوله صلى الله عليه وسلم:
"من جر ثوبه خيلاء"، لأنه قد جمع بينهما النبي صلى الله
عليه وسلم في نص واحد، هو قوله: "إزرة المسلم إلى
نصف الساق، ولا حرج أو لا جناح فيما بينه وبين الكعبين.
ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، ومن جر إزاره بطراً
لم ينظر الله إليه". رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه.
فلما اختلفت العقوبتان، امتنع أن يحمل المطلق على المقيد لا
سيما مع ورودهما في حديث واحد.


والإسبال يتناول كل ثوب يلبسه المرء ، ولا يقتصر على الإزار
أو القميص فقط لما رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه عن
ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "الإسبال في الازار والقميص والعمامة ، من جر
شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة". (4)


أبو بكر رضي الله عنه ممن استجابوا لله
والرسول صلى الله عليه وسلم .





عن عائشةَ رضي الله عنها : { الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ
بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ القَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ }
قالتْ لِعُروَةَ : يا ابنَ أُختي، كانَ أبَوكَ منهُم : الزُّبَيْرُ وأبو بكرٍ،
لما أصاب رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما أصابَ يومَ أُحُدٍ،
وانصَرَفَ عنه المُشرِكونَ، خافَ أنْ يَرْجِعوا، قال : ( مَن يَذهَبُ
في إثْرِهِم ) .
فانتدَبَ مِنهُم سَبْعونَ رَجلًا، قال : كان فيهم أبو
بكرٍ والزُّبَيرُ .(5)





جاء في شرح الحديث في فتح الباري شرح صحيح البخاري.

قوله : ( باب الذين استجابوا لله والرسول ) أي سبب نزولها
، وأنها تتعلق بأحد ، قال ابن إسحاق : كان أحد يوم السبت
للنصف من شوال ، فلما كان الغد يوم الأحد سادس عشر
شوال أذن مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في
الناس بطلب العدو ، وأن لا يخرج معنا إلا من حضر بالأمس
، فاستأذنه جابر بن عبد الله في الخروج معه فأذن له ، وإنما
خرج مرهبا للعدو وليظنوا أن الذي أصابهم لم يوهنهم عن
طلب عدوهم ، فلما بلغ حمراء الأسد لقيه سعيد بن أبي
معبد الخزاعي فيما حدثني عبد الله بن أبي بكر فعزاه
بمصاب أصحابه ، فأعلمه أنه لقي أبا سفيان ومن معه
وهم بالروحاء وقد تلوموا في أنفسهما وقالوا : أصبنا جل
أصحاب محمد وأشرافهم وانصرفنا قبل أن نستأصلهم ،
وهموا بالعود إلى المدينة ، فأخبرهم معبد أن محمدا قد خرج
في طلبكم في جمع لم أر مثله ممن تخلف عنه بالمدينة ،
قال : فثناهم ذلك عن رأيهم فرجعوا إلى مكة . وعند عبد بن
حميد من مرسل عكرمة نحو هذا .



قوله : ( عن عائشة الذين استجابوا ) في الكلام حذف تقديره :
عن عائشة أنها قرأت هذه الآية الذين استجابوا أو أنها سئلت
عن هذه الآية أو نحو ذلك .


قوله : ( كان أبوك منهم الزبير ) أي الزبير بن العوام .

قوله : ( فانتدب منهم ) أي من المسلمين .

قوله : ( سبعون رجلا ) وقع في نسخة الصغاني " كان فيهم
أبو بكر والزبير " اهـ . وقد سمي منهم أبو بكر
[ ص: 433 ] وعمر وعثمان وعلي وعمار بن ياسر
وطلحة وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وأبو
عبيدة وحذيفة وابن مسعود ، أخرجه الطبري من حديث ابن
عباس . وعند ابن أبي حاتم من مرسل الحسن ذكر الخمسة
الأولين ، وعند عبد الرزاق من مرسل عروة ذكر ابن مسعود
. وقد ذكرت عائشة في حديث الباب أبا بكر والزبير .(6)




(1) وأنعما عطف على المقدر في منهم أي أنهما استقرا منهم وأنعما ،
وقيل أراد بأنعما صارا إلى النعيم.
أي ودخلا فيه كما يقال أشمل
إذا دخل في الشمال وفي بعض طرق الحديث قيل ما معنى وأنعما قال وأهل ذلك هما.

(2) الراوي: أبو سعيد الخدري و جابر بن سمرة و عبدالله بن عمرو
بن العاص و أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر:
صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2030
- خلاصة حكم المحدث: صحيح.

(3) الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر:
صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5784 - خلاصة
حكم المحدث: [صحيح].



(4)http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...atwaId&Id=5943


(5)الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري -
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: -4077خلاصة
حكم المحدث: [صحيح].



(6)http://library.islamweb.net/Newlibra..._no=52&ID=221




الأحاديث الواردة
في حكم جر الثوب سواء بخيلاء أو بغير خيلاء


* إِزرةُ المؤمنِ إلى نصفِ الساقِ ، ولا حرجَ أو قال :
لا جناحَ عليه فيما بينه وبين الكعبَينِ ، وما كان أسفلَ من ذلك
فهو في النَّارِ ، ومن جَرَّ إزارَه بطرًا لم ينظُرِ اللهُ إليه يومَ القيامةِ

الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر:
صحيح الترغيب -
الصفحة أو الرقم: 2031خلاصة حكم المحدث: صحيح.


*ما أسفلَ من الكعبين من الإزارِ ففي النار
الراوي: أبو هريرة المحدث البخاري- الصفحة أو الرقم: -
5787خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


* لا تَسُبَّنَّ أحدًا ، ولا تَحقِرَنَّ من المعرُوفِ شيئًا ، ولوْ أنْ تكلَّمَ أخاكَ وأنتَ مُنبسِطٌ إليه وجْهُكَ ، إنَّ ذلكَ من المعرُوفِ ، وارْفعْ إِزارَكَ إلى نِصفِ السَّاقِ ، فإنْ أبيْتَ فإلى الكعبيْنِ ، وإيَّاكَ وإِسبالَ الإِزارِ ؛ فإنَّهُ من الْمَخِيلَةِ ، وإنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ ، وإنِ امْرؤٌ شتَمَكَ وعيَّرَكَ بِما يعلَمُ فِيكَ ، فلا تُعيِّرْهُ بما تَعلَمُ فيه ، فإنَّما وبالُ ذلكَ عليْهِ

الراوي: جابر بن سليم المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع -
الصفحة أو الرقم: 7309-خلاصة حكم المحدث: صحيح


__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم





التعديل الأخير تم بواسطة توبة ; 11-14-2013 الساعة 08:47 PM
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11-27-2013, 06:15 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي دلالات خلافته رضي الله عنه .


المجلس العاشر

16 محرم 1435 هــ.

دلالات خلافة الصديق رضي الله عنه


تقديم النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ليصلي بالناس.

لمَّا ثَقُلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ ، جاء بلالٌ يُؤْذِنُهُ بالصلاةِ ، فقالَ : مُرُوا أبَا بكرٍ أن يصلِّيَ بالناسِ . فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ، إنَّ أبَا بكرٍ رجلٌ أسِيفٌ ، وإنَّهُ متَى ما يَقُمْ مقَامَكَ لا يُسْمِعُ الناسَ ، فلَو أمَرْتَ عمرَ ، فقالَ : مُروا أبا بكرٍ يصلِّي بالناسِ . فقلتُ لحَفْصَةَ : قولِي لَهُ : إنَّ أبَا بكرٍ رجلٌ أسِيفٌ ، وإنَّهُ متَى يَقُمْ مَقَامَكَ لا يُسمِعُ الناسَ ، فلَو أمرتَ عمرَ ، قالَ : إنَّكُنَّ لأنتُنَّ صوَاحِبُ يوسفَ ، مُروا أبا بكرٍ أن يصلِّيَ بالناسِ . فلمَّا دخلَ في الصلاةِ ، وجدَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في نفسِهِ خِفَّةً ، فقامَ يُهَادَى بين رجلينِ ، ورِجْلاهُ تَخُطَّانِ في الأرضِ ، حتى دخلَ المسجِدَ ، فلمَّا سمعَ أبو بكرٍ حِسَّهُ ، ذهبَ أبو بكرٍ يتَأَخَّرُ ، فأومَأَ إليهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ ، فجاءَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ حتى جلسَ عن يسارِ أبي بكرٍ ، فكانَ أبو بكرٍ يصلِّي قائمًا ، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ يصلِّي قاعِدًا ، يَقْتَدِي أبو بكرٍ بصلاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ ، والناسُ مقْتَدُونَ بصلاةِ أبي بكرٍ رضيَ اللهُ عنهُ(1) .


وفي رواية

مرِضَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاشتَدَّ مرضُه، فقال : مُروا أبا بكرٍ فلْيصلِّ بالناسِ . قالتْ عائشةُ : إنه رجلٌ رقيقٌ، إذا قام مَقامَك لم يستطِعْ أن يصليَ بالناسِ . قال : مُروا أبا بكرٍ فلْيصلِّ بالناسِ . فعادَتْ فقال : مُري أبا بكرٍ فلْيصلِّ بالناسِ، فإنكنَّ صَواحِبُ يوسُفَ . فأتاه الرسولُ، فصلَّى بالناسِ في حياةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم .(2)


وفي أخرى

لما استُعِزَّ (أي اشتد مرضه ) برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وأنا عندَه في نفرٍ مِن المسلمين ، دعاه بلالٌ إلى الصلاةِ ، فقال : مروا مَن يصلي للناسِ ، فخرج عبدُ اللهِ بنُ زَمْعَةَ ، فإذا عمرُ في الناسِ ، وكان أبو بكر غائبًا ، فقلتُ : يا عمرُ ، قمْ فصلِّ بالناسِ ، فتقدَّمَ فكبَّرَ ، فلما سَمِعَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صوتَه ، وكان عمرُ رجلًا مُجْهِرًا ؛ قال : فأين أبو بكرٍ ؟ يأبى اللهُ ذلك والمسلمون ! يأبى اللهُ ذلك والمسلمون! فبعثَ إلى أبي بكرٍ، فجاء بعدَ أن صلى عمرُ تلك الصلاةَ فصلَّى بالناسِ.(3)

قال الخطابي في معالم السنن وفي الخبر دليل على خلافة أبي بكر رضي الله عنه وذلك أن قوله صلى الله عليه وسلم (يأبى الله ذلك والمسلمون ) معقول منه أنه لم يرد به نفي جواز الصلاة خلف عمر فإن الصلاة خلف عمر رضي الله عنه ومن دونه من المسلمين جائزة ، وإنما أراد به الإمامة التي هي دليل الخلافة والنيابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في القيام بأمر الأمة بعده .(أ.هــ) .هامش صفحة 48 الكتاب


وفي أخرى

لمَّا قُبِضَ رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - قالتِ الأنصارُ: منَّا أميرٌ وَمِنْكُم أميرٌ. فأتاهم عمرُ فقالَ: ألستُمْ تعلمونَ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ قد أمرَ أبا بَكْرٍ أن يصلِّيَ بالنَّاسِ ، فأيُّكم تَطيبُ نفسُهُ أن يتقدَّمَ أبا بَكْرٍ ؟ قالوا نعوذُ باللَّهِ أن نتقدَّمَ أبا بَكْرٍ(4)

عن عمر موقوف رضي الله عنه

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ : " لأَنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَقَدَّمَ قَوْمًا فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ " .
صححه الشيخ موقوفاً على عمر رضي الله عنه .


إشارات أخرى من رسول الله صلى الله عليه وسلم ع
لى تقديم أبي بكر في الخلافة .
أتَتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم امرأةٌ فكلَّمَتْه في شيءٍ ، فأمَرَها أن تَرجِعَ إليه ، قالتْ : يا رسولَ اللهِ ، أرأيتَ إن جئتُ ولم أجِدْك ؟ كأنها تريدُ الموتَ ، قال : ( إن لم تَجِديني فأتي أبا بكرٍ ) (5)
وفي رواية

قالتْ عائشةُ رضي الله عنها : وارأساهْ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ذاك لو كانَ وأنا حَيٌّ َفأسْتَغْفِرُ لك وأدْعُو لك ) . فقالتْ عائشة : واثُكْلِياهْ، واللَّهِ إني لأظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي، ولو كان ذاك، لَظَلَلْتَ آخِرَ يَوْمِكَ مُعَرِّسًا بِبَعْضِ أزْواجِكَ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( بل أنا وارأْساهْ ، لقد هَمَمْتُ ، أو أردتُ ، أن أُرسلَ إلى أبي بكرٍ وابنهِ فأعهدَ ، أنْ يقول القائِلونَ أو يَتَمَنَّى المُتَمَنُّونَ ، ثم قُلْت : يأبَى اللهُ ويَدفعُ المؤمنونَ ، أو : يَدفعُ اللهُ ويأبَى المؤمنونَ ) .(6)


شرح الحديث فتح الباري شرح صحيح البخاري .

قوله : ( وارأساه ) هو تفجع على الرأس لشدة ما وقع به من ألم الصداع ، وعند أحمد والنسائي وابن ماجه من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة " رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جنازة من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعا في رأسي وأنا أقول : وارأساه " .
قوله : ( ذاك لو كان وأنا حي ) ذاك بكسر الكاف إشارة إلى ما يستلزم المرض من الموت ، أي لو مت وأنا حي ، ويرشد إليه جواب عائشة ، وقد وقع مصرحا به في رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ولفظه ثم قال : ما ضرك لو مت قبلي فكفنتك ثم صليت عليك ودفنتك وقولها " واثكلياه " بضم المثلثة وسكون الكاف وفتح اللام وبكسرها مع التحتانية الخفيفة وبعد الألف هاء للندبة ، وأصل الثكل فقد الولد أو من يعز على الفاقد ، وليست حقيقته هنا مرادة ، بل هو كلام كان يجري على ألسنتهم عند حصول المصيبة أو توقعها . وقولها " والله إني لأظنك تحب موتي " كأنها أخذت ذلك من قوله لها لو مت قبلي وقولها " ولو كان ذلك " في رواية الكشميهني " ذاك " بغير لام أي موتها " لظللت آخر يومك معرسا " بفتح العين والمهملة وتشديد الراء المكسورة وسكون العين والتخفيف ، يقال أعرس وعرس إذا بنى على زوجته ، ثم استعمل في كل جماع ، والأول أشهر ، فإن التعريس النزول بليل . ووقع في رواية عبيد الله " لكأني بك والله لو قد فعلت ذلك لقد رجعت إلى بيتي فأعرست ببعض نسائك . قالت : فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقوله بل أنا وارأساه هي كلمة إضراب ، والمعنى : دعي ذكر ما تجدينه من وجع رأسك واشتغلي بي ، وزاد في رواية عبيد الله " ثم بدئ في وجعه الذي مات فيه - صلى الله عليه وسلم - " .
قوله : ( لقد هممت أو أردت ) شك من الراوي ، ووقع في رواية أبي نعيم أو وددت بدل أردت .
قوله : ( أن أرسل إلى أبي بكر وابنه ) كذا للأكثر بالواو وألف الوصل والموحدة والنون ، ووقع في رواية مسلم أو ابنه بلفظ أو التي للشك أو للتخيير ، وفي أخرى أو آتيه بهمزة ممدودة بعدها مثناة مكسورة ثم تحتانية ساكنة من الإتيان بمعنى المجيء ، والصواب الأول ، ونقل عياض عن بعض المحدثين تصويبها وخطأه . وقال : ويوضح الصواب قوله في الحديث الآخر عند مسلم ادعي لي أباك وأخاك وأيضا فإن مجيئه إلى أبي بكر كان متعسرا لأنه عجز عن حضور الصلاة مع قرب مكانها من بيته . قلت : في هذا التعليل نظر ، لأن سياق الحديث يشعر بأن ذلك كان في ابتداء مرضه - صلى الله عليه وسلم - ، وقد استمر يصلي بهم وهو مريض ويدور على نسائه حتى عجز عن ذلك وانقطع في بيت عائشة . ويحتمل أن يكون قوله - صلى الله عليه وسلم - لقد هممت إلخ وقع بعد المفاوضة التي وقعت بينه وبين عائشة بمدة ، وإن كان ظاهر الحديث بخلافه . ويؤيد أيضا ما في الأصل أن المقام كان مقام استمالة قلب عائشة ، فكأنه يقول : كما أن الأمر يفوض لأبيك فإن ذلك يقع بحضور أخيك ، هذا إن كان المراد بالعهد العهد بالخلافة ، وهو ظاهر السياق كما سيأتي تقريره في كتاب الأحكام إن شاء الله - تعالى - ، وإن كان لغير ذلك فلعله أراد إحضار بعض محارمها حتى لو احتاج إلى قضاء حاجة أو الإرسال إلى أحد لوجد من يبادر لذلك .
[ ص: 131 ] قوله : ( فأعهد ) أي أوصي .
قوله : ( أن يقول القائلون ) أي لئلا يقول ، أو كراهة أن يقول .
قوله : ( أو يتمنى المتمنون ) بضم النون جمع متمني بكسرها ، وأصل الجمع المتمنيون فاستثقلت الضمة على الياء فحذفت فاجتمعت كسرة النون بعدها الواو فضمت النون ، وفي الحديث ما طبعت عليه المرأة من الغيرة ، وفيه مداعبة الرجل أهله والإفضاء إليهم بما يستره عن غيرهم ، وفيه أن ذكر الوجع ليس بشكاية ، فكم من ساكت وهو ساخط ، وكم من شاك وهو راض ، فالمعول في ذلك على عمل القلب لا على نطق اللسان ، والله أعلم .(7)




(1) الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
- الصفحة أو الرقم: 713خلاصة حكم المحدث – صحيح.

(2) الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس- المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري -
الصفحة أو الرقم: 678
خلاصة حكم المحدث: [صحيح].

(3) الراوي: عبدالله بن زمعة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي
داود - الصفحة أو الرقم: 4660 - خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح.

(4) الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح
المسند - الصفحة أو الرقم: 854 - خلاصة حكم المحدث: حسن

(5)الراوي: جبير بن مطعم المحدث: البخاري - المصدر: صحيح
البخاري - الصفحة أو الرقم: 7220 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


(6)الراوي: القاسم بن محمد بن أبي بكر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
- الصفحة أو الرقم: 7217 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح].


__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم




رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12-04-2013, 08:54 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
بيعة الصديق رضي الله عنه .



المجلس الحادي عشر
23 محرم 1435
وأيضاً
24ربيع الثاني 1437 هـ

بيعـــة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه
الكتاب ص 51 (1)

قال الإمام البخاري (رحمه الله ) في صحيحه :- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاتَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ(2) قَالَ إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي بِالْعَالِيَةِ فَقَامَ عُمَرُ يَقُولُ وَاللَّهِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ وَقَالَ عُمَرُ وَاللَّهِ مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلَّا ذَاكَ وَلَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ فَلَيَقْطَعَنَّ أَيْدِيَ رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبَّلَهُ قَالَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُذِيقُكَ اللَّهُ الْمَوْتَتَيْنِ (3) أَبَدًا ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ أَيُّهَا الْحَالِفُ عَلَى رِسْلِكَ فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ أَلَا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ وَقَالَ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ وَقَالَ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ قَالَ فَنَشَجَ النَّاسُ(4) يَبْكُونَ قَالَ وَاجْتَمَعَتْ الْأَنْصَارُ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ فَقَالُوا مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ فَذَهَبَ إِلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ فَأَسْكَتَهُ أَبُو بَكْرٍ وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ بِذَلِكَ إِلَّا أَنِّي قَدْ هَيَّأْتُ كَلَامًا قَدْ أَعْجَبَنِي خَشِيتُ أَنْ لَا يَبْلُغَهُ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ [ ص: 1342 ] فَتَكَلَّمَ أَبْلَغَ النَّاسِ فَقَالَ فِي كَلَامِهِ نَحْنُ الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمْ الْوُزَرَاءُ فَقَالَ حُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ لَا وَاللَّهِ لَا نَفْعَلُ مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لَا وَلَكِنَّا الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمْ الْوُزَرَاءُ هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا وَأَعْرَبُهُمْ أَحْسَابًا فَبَايِعُوا عُمَرَ أَوْ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فَقَالَ عُمَرُ بَلْ نُبَايِعُكَ أَنْتَ فَأَنْتَ سَيِّدُنَا وَخَيْرُنَا وَأَحَبُّنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَبَايَعَهُ وَبَايَعَهُ النَّاسُ فَقَالَ قَائِلٌ قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فَقَالَ عُمَرُ قَتَلَهُ اللَّهُ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ عَنْ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ شَخَصَ بَصَرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى ثَلَاثًا وَقَصَّ الْحَدِيثَ قَالَتْ فَمَا كَانَتْ مِنْ خُطْبَتِهِمَا مِنْ خُطْبَةٍ إِلَّا نَفَعَ اللَّهُ بِهَا لَقَدْ خَوَّفَ عُمَرُ النَّاسَ وَإِنَّ فِيهِمْ لَنِفَاقًا فَرَدَّهُمْ اللَّهُ بِذَلِكَ ثُمَّ لَقَدْ بَصَّرَ أَبُو بَكْرٍ النَّاسَ الْهُدَى وَعَرَّفَهُمْ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْهِمْ وَخَرَجُوا بِهِ يَتْلُونَ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ إِلَى الشَّاكِرِينَ .

الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3667خلاصة حكم المحدث: [صحيح] [قوله: وقال عبد الله بن سالم... معلق ] .

وفي رواية أخرى

أُغمِيَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في مرضِه فأفاق ، فقال : حضرتِ الصلاةُ ؟ . فقالوا : نعم . فقال : مُروا بلالًا فلْيُؤذِّنْ ، ومُروا أبا بكرٍ أن يُصلِّيَ بالناسِ . أو قال : بالناس ، قال : ثم أُغمِيَ عليه فأفاق فقال : حضرتِ الصلاةُ ؟ . فقالوا : نعم ، فقال : مُروا بلالًا فلْيُؤذِّنْ ، ومُروا أبا بكرٍ فلْيُصَلِّ بالناسِ . فقالت عائشةُ : إنَّ أبي رجلٌ أَسِيفٌ إذا قام ذلك المقامَ بكى فلا يستطيعُ ، فلو أمرتَ غيرَه . قال : ثم أُغمِيَ عليه فأفاق ، فقال : مُروا بلالًا فلْيُؤذِّنْ ، ومُروا أبا بكرٍ فلْيُصَلِّ بالناس ، فإنكنَّ صواحبُ أو صواحباتُ يوسفَ . قال : فأُمِرَ بلالٌ فأذَّن ، وأُمِر أبو بكرٍ فصلَّى بالناسِ ، ثم إنَّ رسولَ اللهِ وجد خِفَّةً ، فقال : انظُروا لي من أَتِّكئُ عليه . فجاءَتْ بريرةُ ورجلٌ آخرُ فاتَّكأ عليهما ، فلما رآه أبو بكرٍ ذهب لِينْكُصَ ، فأومأ إليه أن يَثْبُتَ مكانَه ، حتى قضى أبو بكرٍ صلاتَه . ثم إنَّ رسولَ اللهِ قُبِضَ . فقال عمرُ : واللهِ لاأسمع أحدًا يذكر أنَّ رسولَ اللهِ قُبِضَ إلا ضربتُه بسَيْفي هذا . قال : وكان الناسُ أُمِّيِّينَ لم يكن فيهم نبيٌّ قبلَه ، فأمسك الناسُ ، فقالوا : يا سالمُ انطلقْ إلى صاحبِ رسول اللهِ فادْعُه ، فأتيتُ أبا بكرٍ وهو في المسجد ، فأتيتُه أبكي دَهِشًا ، فلما رآني قال لي : أَقُبِضَ رسولُ اللهِ ؟ قلتُ : إنَّ عمرَ يقول : لا أسمع أحدًا يذكر أنَّ رسولَ اللهِ قُبِضَ إلا ضربتُه بسَيْفي هذا ! فقال لي : انطلِقْ . فانطلقتُ معه ، فجاء والناسُ قد دخلوا على رسولِ اللهِ ، فقال : يا أيها الناسُ افرُجوا لي . فأَفَرجوا له . فجاء حتى أكبَّ عليه ومسَّه ، فقال : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) ، ثم قالوا : يا صاحبَ رسولِ اللهِ أَقُبِضَ رسولُ اللهِ ؟ قال : نعم . فعلموا أن قد صدَق . قالوا يا صاحبَ رسولِ اللهِ : أيُصلَّى على رسولِ اللهِ ؟ قال : نعم ، قالوا : وكيف ؟ قال : يدخل قومٌ فيكبِّرون ويُصلُّون ويدْعُون ، ثم يخرجون ، ثم يدخل قومٌ فيُكبِّرون ويُصلُّون ويدْعُون ، ثم يخرجون ، حتى يدخل الناسُ ، قالوا : يا صاحبَ رسولِ اللهِ ! أَيُدفَنُ رسولُ اللهِ ؟ قال : نعم . قالوا : أين ؟ قال : في المكان الذي قَبضَ اللهُ فيه رُوحَه ، فإنَّ اللهَ لم يَقبِضْ رُوحَه إلا في مكان طيِّبٍ . فعلِموا أن قد صدَق ، ثم أمرهم أن يغسلَه بنو أبيه . واجتمع المهاجرون يتشاوَرون ، فقالوا : انطلِقْ بنا إلى إخوانِنا من الأنصارِ نُدخِلُهم معنا في هذا الأمرِ . فقالت الأنصارُ : منا أميرٌ ، ومنكم أميرٌ . فقال عمرُ بنُ الخطابِ : من له مثلُ هذه الثلاثةِ : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ) . من هما ؟ قال : ثم بسط يدَه فبايعَه ، وبايعَه الناسُ بَيْعَهً حسنةً جميلةً .

الراوي: سالم بن عبيد المحدث: الألباني - المصدر: مختصر الشمائل - الصفحة أو الرقم: 333- خلاصة حكم المحدث: صحيح.

وجاء في الحــديث عن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه قال
" إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ، ألا وإنها قد كانت كذلك ، ولكن الله وقى شرها ، وليس فيكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر ، من بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي تابعه ، تغرة أن يقتلا ، وإنه قد كان من خبرنا حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن الأنصار خالفونا ، واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة ، وخالف عنا علي والزبير ومن معهما ، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر ، فقلت لأبي بكر : يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار ، فانطلقنا نريدهم ، فلما دنونا منهم ، لقينا منهم رجلان صالحان ، فذكرا ما تمالأ عليه القوم ، فقالا : أين تريدون يا معشر المهاجرين ؟ فقلنا : نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار ، فقالا : لا عليكم أن لا تقربوهم ، اقضوا أمركم ، فقلت : والله لنأتينهم ، فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة ، فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم ، فقلت : من هذا ؟ فقالوا : هذا سعد بن عبادة ، فقلت : ما له ؟ قالوا : يوعك ، فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم ، فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد ، فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام ، وأنتم معشر المهاجرين رهط ، وقد دفت دافة من قومكم ، فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا ، وأن يحضنونا من الأمر . فلما سكت أردت أن أتكلم ، وكنت قد زورت مقالة أعجبتني أردت أن أقدمها بين يدي أبي بكر ، وكنت أداري منه بعض الحد ، فلما أردت أن أتكلم ، قال أبو بكر : على رسلك ، فكرهت أن أغضبه ، فتكلم أبو بكر فكان هو أحلم مني وأوقر ، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري ، إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت ، فقال : ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ، ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش ، هم أوسط العرب نسبا ودارا ، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين ، فبايعوا أيهما شئتم ، فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح ، وهو جالس بيننا ، فلم أكره مما قال غيرها ، كان والله أن أقدم فتضرب عنقي ، لا يقربني ذلك من إثم ، أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر ، اللهم إلا أن تسول لي نفسي عند الموت شيئا لا أجده الآن . فقال قائل من الأنصار : أنا جذيلها المحكك ، وعذيقها المرجب ، منا أمير ، ومنكم أمير ، يا معشر قريش . فكثر اللغط ، وارتفعت الأصوات ، حتى فرقت من الاختلاف ، فقلت : ابسط يدك يا أبا بكر ، فبسط يده فبايعته ، وبايعه المهاجرون ثم بايعته الأنصار . ونزونا على سعد بن عبادة ، فقال قائل منهم : قتلتم سعد بن عبادة ، فقلت : قتل الله سعد بن عبادة ، قال عمر : وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر ، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة : أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا ، فإما بايعناهم على ما لا نرضى ، وإما نخالفهم فيكون فساد ، فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين ، فلا يتابع هو ولا الذي بايعه ، تغرة أن يقتلا .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6830خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأمراء من قريش .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2788خلاصة حكم المحدث: صحيح.

وفي الحديث فيما جاء في البيعة العامة

لأبي بكر الصديق رضي الله عنه .
أنه سمع خطبة عمر الآخرة حين جلس على المنبر ، وذلك الغد من يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم ، فتشهد وأبو بكر صامت لا يتكلم ، قال : كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدبرنا ، يريد بذلك أن يكون آخرهم ، فإن يك محمد صلى الله عليه وسلم قد مات ، فإن الله تعالى قد جعل بين أظهركم نورا تهتدون به بما هدى الله محمدا صلى الله عليه وسلم ، وإن أبا بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثاني اثنين ، فإنه أولى المسلمين بأموركم ، فقوموا فبايعوه ، وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة ، وكانت بيعة العامة على المنبر . قال الزهري ، عن أنس بن مالك : سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذ : اصعد المنبر ، فلم يزل به حتى صعد المنبر ، فبايعه الناس عامة .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7219- خلاصة حكم المحدث: [صحيح].


***************************
(1) الصحيح المسند في فضائل الصحابة للشيخ مصطفى العدوي حفظه الله .
(2) بالسُّنْحِ، يَعْني بالعاليةِ، وهيَ مَنازِلُ بَني الحارِث. (شرح الحديث موقع الدرر السنية ).
(3) " لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ " . ، وَعَنْهُ أَجْوِبَةٌ : فَقِيلَ [ ص: 138 ] هُوَ عَلَى حَقِيقَتِهِ ، وَأَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى الرَّدِّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ سَيَحْيَا ، فَيَقْطَعُ أَيْدِي رِجَالٍ ، لِأَنَّهُ لَوْ صَحَّ ذَلِكَ لَلَزِمَ أَنْ يَمُوتَ مَوْتَةً أُخْرَى ، فَأَخْبَرَ أَنَّهُ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ يَجْمَعَ عَلَيْهِ مَوْتَتَيْنِ كَمَا جَمَعَهُمَا عَلَى غَيْرِهِ كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ ، وَكَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ ، وَهَذَا أَوْضَحُ الْأَجْوِبَةِ وَأَسْلَمُهَا . وَقِيلَ : أَرَادَ لَا يَمُوتُ مَوْتَةً أُخْرَى فِي الْقَبْرِ كَغَيْرِهِ ؛ إِذْ يَحْيَا لِيُسْأَلَ ثُمَّ يَمُوتُ ، وَهَذَا جَوَابُ الدَّاوُدِيِّ . وَقِيلَ : لَا يَجْمَعُ اللَّهُ مَوْتَ نَفْسِكَ وَمَوْتَ شَرِيعَتِكَ . وَقِيلَ : كَنَّى بِالْمَوْتِ الثَّانِي عَنِ الْكَرْبِ ، أَيْ لَا تَلْقَى بَعْدَ كَرْبِ هَذَا الْمَوْتِ كَرْبًا آخَرَ . المصدر
(4) يَبْكونَ، إذا غُصَّ بالبُكاءِ في حَلْقِه مِن غَيرِ انْتِحاب، أو هو بُكاءٌ مَعَه صَوْت .(المصدر السابق شرح الحديث بموقع الدرر) .


__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم





التعديل الأخير تم بواسطة توبة ; 02-04-2016 الساعة 12:16 PM
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12-04-2013, 09:03 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي أهم أعماله في فترة خلافته رضي الله عنه .



المجلس الحادي عشر
الأربعاء 1 جماد الأول1436هـ
والمجلس الثاني عشر
بتاريخ الأربعاء 1 صفر 1435

من أهم أعماله بعد توليه الخلافة رضي الله عنه




1- انفاذ جيش أسامة رضي الله عنه .
ففي الحديث ( أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَث بَعثًا ، وأمَّر عليهم أُسامةَ بنَ زيدٍ ، فطعَن الناسُ في إمارتِه ، فقام النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( إن تَطعُنوا في إمارتِه فقد كنتُم تَطعُنونَ في إمارةِ أبيه من قَبلُ ، وايمُ اللهِ إن كان لخَليقًا للإمارةِ ، وإن كان لمن أحَبِّ الناسِ إليَّ ، وإنَّ هذا لمن أحَبِّ الناسِ إليَّ بعدَه ) .
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
- الصفحة أو الرقم: 4469 – خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
شرح الحديث


جَاءَ الإسلامُ لِيَعْدِلَ بين البَشَرِ، فلا فَضْلَ لأَحَدٍ على أحدٍ إلا بالتقوَى، { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
وفي هذا الحديثِ: أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم بَعَث بَعْثًا، أي: سَرِيَّة مِن الجَيْش، وجَعَل أُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ رضِي اللهُ عنه أَمِيرًا عليها، فطَعَن بعضُ الناسِ في إمَارَتِه، فتكلَّموا فيها وأنَّه لا يَصلُح لها، وقد قِيلَ: إنَّما طَعَنوا فيه؛ لكونِه مَوْلًى، وقِيل: إنَّما كان الطاعِنُ فيه مَن يُنسَبُ إلى النِّفاق، فلمَّا سَمِع صلَّى الله عليه وسلَّم بذلك قال: «إنْ تَطْعُنُوا في إمارَتِه فقد كُنتم تَطْعُنون في إمارةِ أَبِيه مِن قَبْلُ» يعني: في إمارةِ زَيْدِ بنِ حَارِثَةَ، وكان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قد جَعَلَه أميرًا على المسلِمين في غزوةِ مُؤْتَةَ، وقال: «وَايْمُ الله» أي أُقسِم بالله، «إنْ كان لَخَلِيقًا للإمارةِ» يعني: جَدِيرًا بها، «وإن كان لَمِنْ أَحَبِّ الناسِ إليَّ، وإنَّ هذا لَمِنْ أحبِّ الناسِ إليَّ بَعْدَه».
وفي الحديثِ: بيانُ فضلِ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ وأَبِيه رضِي اللهُ عنهما، وأنَّهما كانَا مِن أحبِّ الناسِ إلى رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم.


الَّذِينَ كَانُوا قَدْ أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَسِيرِ إِلَى تُخُومِ الْبَلْقَاءِ مِنَ الشَّامِ ، [ ص: 421 ] حَيْثُ قُتِلَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَجَعْفَرٌ وَابْنُ رَوَاحَةَ فَيُغِيرُوا عَلَى تِلْكَ الْأَرَاضِي ، فَخَرَجُوا إِلَى الْجُرْفِ فَخَيَّمُوا بِهِ ، وَكَانَ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - وَيُقَالُ وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ . فَاسْتَثْنَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ ; لِلصَّلَاةِ - فَلَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامُوا هُنَالِكَ ، فَلَمَّا مَاتَ عَظُمَ الْخُطَبُ وَاشْتَدَّ الْحَالُ وَنَجَمَ النِّفَاقُ بِالْمَدِينَةِ ، وَارْتَدَّ مَنِ ارْتَدَّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ حَوْلَ الْمَدِينَةِ ، وَامْتَنَعَ آخَرُونَ مِنْ أَدَاءِ الزَّكَاةِ إِلَى الصِّدِّيقِ ، وَلَمْ تَبْقَ الْجُمُعَةُ تُقَامُ فِي بَلَدٍ سِوَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ، وَكَانَتْ جُوَاثَا مِنَ الْبَحْرَيْنِ أَوَّلَ قَرْيَةٍ أَقَامَتِ الْجُمُعَةَ بَعْدَ رُجُوعِ النَّاسِ إِلَى الْحَقِّ ، كَمَا فِي " صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ " عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كَمَا سَيَأْتِي ، وَقَدْ كَانَتْ ثَقِيفٌ بِالطَّائِفِ ثَبَتُوا عَلَى الْإِسْلَامِ ، لَمْ يَفِرُّوا وَلَا ارْتَدُّوا .
وَالْمَقْصُودُ أَنَّهُ لَمَّا وَقَعَتْ هَذِهِ الْأُمُورُ أَشَارَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ عَلَى الصِّدِّيقِ أَنْ لَا يُنْفِذَ جَيْشَ أُسَامَةَ لِاحْتِيَاجِهِ إِلَيْهِ فِيمَا هُوَ أَهَمُّ الْآنَ مِمَّا جُهِّزَ بِسَبَبِهِ فِي حَالِ السَّلَامَةِ ، وَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ مَنْ أَشَارَ بِذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَامْتَنَعَ الصِّدِّيقُ مِنْ ذَلِكَ ، وَأَبَى أَشَدَّ الْإِبَاءِ إِلَّا أَنْ يُنْفِذَ جَيْشَ أُسَامَةَ ، وَقَالَ : وَاللَّهِ لَا أَحُلُّ عُقْدَةً عَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَوْ أَنَّ الطَّيْرَ تَخَطَفُنَا ، وَالسِّبَاعَ مِنْ حَوْلِ الْمَدِينَةِ ، وَلَوْ أَنَّ الْكِلَابَ جَرَّتْ بِأَرْجُلِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ، لَأُجَهِّزَنَّ جَيْشَ أُسَامَةَ . فَجَهَّزَهُ وَأَمَرَ الْحَرَسَ يَكُونُونَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ ، فَكَانَ خُرُوجُهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ مِنْ أَكْبَرِ الْمَصَالِحِ ، [ ص: 422 ] وَالْحَالَةُ تِلْكَ ، فَسَارُوا لَا يَمُرُّونَ بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ إِلَّا أُرْعِبُوا مِنْهُمْ ، وَقَالُوا : مَا خَرَجَ هَؤُلَاءِ مِنْ قَوْمٍ إِلَّا وَبِهِمْ مَنَعَةٌ شَدِيدَةٌ . فَغَابُوا أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، وَيُقَالُ : سَبْعِينَ يَوْمًا . ثُمَّ آبُوا سَالِمِينَ غَانِمِينَ ، ثُمَّ رَجَعُوا فَجَهَّزَهُمْ حِينَئِذٍ مَعَ الْأَحْيَاءِ الَّذِينَ أَخْرَجَهُمْ لِقِتَالِ الْمُرْتَدَّةِ ، وَمَانِعِي الزَّكَاةِ ،

2- حـــرب المــرتدين ومانعي الزكاة .

لمَّا توفِّيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ واستخلفَ أبو بَكرٍبعدَه كفرَ من كفرَ منَ العربِ فقالَ عمرُ بنُ الخطَّابِ لأبي بَكرٍ كيفَ تقاتلُ النَّاسَ وقد قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أمرتُ أن أقاتلَ النَّاسَ حتَّى يقولوا لا إلَه إلَّا اللَّهُ ومن قالَ لا إلَه إلَّااللَّهُ عصمَ منِّي مالَه ونفسَه إلَّا بحقِّهِ وحسابُه علَى اللهِ قالَ أبوبَكرٍ واللَّهِ لأقتلنَّ من فرَّقَ بينَ الزَّكاةِ والصَّلاةِ وإنَّ الزَّكاةَ حقُّ المالِ واللَّهِ لَو منعوني عقالًا كانوا يؤدُّونَه إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لقاتلتُهم علَى منعِه فقالَ عمرُ بنُ الخطَّابِ فواللَّهِ ما هوَ إلَّا أن رأيتُ أنَّ اللَّهَ قد شرحَ صدرَ أبي بَكرٍ للقتالِ فعرفتُ أنَّهُ الحقُّ .
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي
- الصفحة أو الرقم: 2607خلاصة حكم المحدث: صحيح.
أول ما مات النبي -صلى الله عليه وسلم- ارتد من حول المدينة من الأعراب وانقسموا ثلاث فرق: شيء منهم من صدق المتنبئين كمسيلمة والأسود العنسي وسجاح امرأة تنبأت وطليحة الأسدي هؤلاء لا شك أنهم صدقوا المتنبئين؛ والمتنبئون كذبة.
الفرقة الثانية: عادوا إلى عبادة الأصنام؛ يعني قالوا: إن آباءنا على خير، سنرجع إلى ما كان عليه آباؤنا.الثالث: بقوا على التوحيد، والشهادة أن محمدا رسول الله ولكن منعوا الزكاة.
الجميع قاتلهم الصحابة واعتبروا أنهم جميعا مرتدون، ولما ارتد من حول المدينة فأول من قاتلهم قوم من الأعراب الذين حول المدينة تجمعوا، وقالوا: هلم فلنغنم المدينة هلم فلنقاتل أهل المدينة ونستولي عليها، ما بقي فيها إلا قلة قليلة من هؤلاء الذين يقولون إن محمدا رسول الله، فجمعوا جموعا كثيرة، وأغاروا على المدينة .
وكان أبو بكر -رضي الله عنه- قد رتب الأمور، وقد استعد للقتال، فلما جاء أولئك وأغاروا على المدينة تصدى لهم الصحابة مع قلتهم؛ كان قد بعث جيشا إلى الشام بقيادة أسامة وهم الجيش الذين جهزهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أغار هؤلاء على المدينة فثبت لهم أبو بكر ومن معه، وانتصروا نصرا مؤزرا، فكان هذا أول نصر.
ولما رجع الجيش الذين بعثهم مع أسامة عند ذلك أرسلهم إلى المرتدين من مانعيّ الزكاة بقيادة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- توجهوا إلى الكفار الذين في حدود جبل طيء وكان معهم عدي بن حاتم وكان عند وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- كان بالمدينة فبايع أبا بكر ولما أقبلوا على طيء قال لهم لخالد ذروني أذهب إلى طيء وأدعوهم ولا تقاتلوهم؛ خشي على قومه من قتالهم، فتركوه وذهب إليهم وأخبرهم ببيعة أبي بكر وكان سيدا مطاعا فيهم فقالوا: نصدق بولاية أبي بكر ونبايع له؛ فانضم منهم نحو ألف مقاتل، فلا شك أن هذا من أسباب نصر الإسلام.



3- وفي عهده رضي الله عنه جُمع القرآن .
أرسَل إليَّ أبو بكرٍ ، مَقتَلَ أهلِ اليمامةِ ، فإذا عُمَرُ بنُ الخطَّابِ عِندَه ، قال أبو بكرٍ رضي اللهُ عنه : إنَّ عُمَرَ أتاني فقال : إنَّ القتلَ قدِ استَحَرَّ يومَ اليمامةِ بقُرَّاءِ القرآنِ ، وإني أخشى أن يَستَحِرَّ القتلُ بالقُرَّاءِ بالمواطنِ ، فيذهَبُ كثيرٌ منَ القرآنِ ، وإني أرى أن تَأمُرَ بجمعِ القرآنِ . قلتُ لعُمَرَ : كيف تفعَلُ شيئًا لم يَفعَلْه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال عُمَرُ : هذا واللهِ خيرٌ ، فلم يزَلْ عُمَرُ يُراجِعُني حتى شرَح اللهُ صدري لذلك ، ورأيتُ في ذلك الذي رأى عُمَرَ . قال زيدٌ : قال أبو بكرٍ : إنك رجلٌ شابٌّ عاقلٌ لا نتَّهِمُك ، وقد كنتَ تَكتُبُ الوحيَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فتتبَّعِ القرآنَ فاجمَعْه . فواللهِ لو كلَّفوني نقلَ جبلٍ منَ الجبالِ ما كان أثقلَ عليَّ مما أمَرني به من جمعِ القرآنِ . قلتُ : كيف تفعلونَ شيئًا لم يفعَلْه رسولُ اللهِ ؟ قال : هو واللهِ خيرٌ ، فلم يزَلْ أبو بكرٍ يُراجِعُني حتى شرَح اللهُ صدري للذي شرَح له صدرَ أبي بكرٍ وعُمَرَ رضي اللهُ عنهما ، فتتبَّعتُ القرآنَ أجمَعُه منَ العُسُبِ واللِّخافِ وصدورِ الرجالِ ، حتى وجَدتُ آخِرَ سورةِ التوبةِ معَ أبي خُزَيمَةَ الأنصاريِّ ، لم أجِدْها معَ أحدٍ غيرِه : { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} . حتى خاتِمةِ بَراءَة ، فكانَتِ الصحُفِ عِندَ أبي بكرِ حتى توفَّاه اللهُ ، ثم عِندَ عُمَرَ حياتِه ، ثم عِندَ حفصةَ بنتِ عُمَرَ رضي اللهُ عنه .
الراوي : زيد بن ثابت | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4986 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | انظر شرح الحديث رقم 3838

شرح الحديث

يَحْكي زَيْدُ بنُ ثابِتٍ رضي الله عنه، أنَّ أَبا بَكْر رضي الله عنه أَرْسَلَ إليه أَيَّامَ مَقْتَلِ أَهْلِ اليَمامةِ، وَعِنْدَه عُمَرُ رضي الله عنه، فَأَخْبَرَه أنَّ عُمَرَ رضي الله عنه قالَ: إنَّ القَتْلَ قَد "اسْتَحَرَّ"، أي: اشْتَدَّ، وكَثُرَ القِتالُ، وإنِّي أَخْشى أَن يَستَحِرَّ القَتْلُ بالقُرَّاءِ في المَواطِنِ الَّتي يَقَع فيها القِتالُ مَعَ الكُفَّارِ، فَيَذْهَب كَثيرٌ مِن القُرآنِ إلَّا أَنْ تَجْمَعوه، وَإنِّي لَأَرى أَن تَجْمَعَ أَنْتَ القُرآنَ. فَقالَ أَبو بَكْر رضي الله عنه: قُلْتُ لِعُمَرَ رضي الله عنه: كَيْفَ أَفعَل شَيْئًا لَم يَفعَله رَسولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ؟ فَأَجابَه: إنَّ جَمْعَ القُرآنِ واللهِ خَيْرٌ مِن تَركِه، فَلَم يَزَلْ عُمَرُ رضي الله عنه يُراجِعني في جَمْعِ القُرآنِ حتَّى شَرَحَ اللهُ لِذَلِكَ صَدْري، ورأيتُ الَّذي رَأى عُمَرُ رضي الله عنه. كُلُّ ذَلِكَ وَعُمَرُ رضي الله عنه عِنْدَ أَبي بَكْر رضي الله عنه جالِسٌ لا يَتَكَلَّم. فَقالَ أَبو بَكْر رضي الله عنه: إنَّك يا زَيْدُ، رَجُلٌ شابٌّ، أَشارَ إلى نَشاطِه وَقُوَّتِه فيما يَطلُب مِنه، وبُعْدِه عن النِّسيانِ، عاقِلٌ تَعي المُرادَ، ولا نَتَّهِمك بِكَذِبٍ وَلا نِسيانٍ، وكُنْتَ تَكتُب الوَحيَ لرسولِ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ، أي: فهو أَكْثَرُ مُمارَسةً له مِن غَيرِه، فَجَمْعُ هَذِه الخُصوصيَّاتِ الأَرْبَعِ فيه يَدُلُّ على أنَّه أَوْلى بذلك مِمَّن لَم تَجتَمِع فيه، فَتَتَّبَع القُرآنَ فاجْمَعْه. وَيَحلِف زَيْدٌ رضي الله عنه: فَواللهِ لو كَلَّفَني أَبو بَكْر رضي الله عنه نَقْلَ جَبَلٍ مِن الجِبالِ ما كانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ ممَّا أَمَرَني بِه مِن جَمْعِ القُرآنِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلانِ شَيْئًا لَم يَفعَلْه النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلَّم؟ فَقالَ أَبو بَكْر رضي الله عنه: هو واللهِ خَيْرٌ، فَلَم أَزَلْ أُراجِعه حتَّى شَرَحَ اللهُ صَدْري لِلَّذي شَرَحَ اللهُ له صَدْرَ أَبي بَكْر وعُمَرَ رضي الله عنهما؛ لِمَا في ذلك مِن المَصلَحةِ العامَّةِ. فَقُمْتُ فَتَتَبَّعتُ القُرآنَ أَجمَعه مِمَّا عِندي وعِندَ غَيْري مِن "الرِّقاعِ"، جَمْع رُقْعة مِن أَديمٍ أو وَرَقٍ أو نَحوِهما، "والأَكْتافِ": جَمْع كَتِف، عَظْمٌ عَريضٌ في أَصْلِ كَتِفِ الحَيوانِ يُنَشَّفُ ويُكْتَبُ فيه، "والعُسُبِ": جَمْعُ عَسيبٍ، وهو جَريدُ النَّخلِ يَكشِطونَ خوصَه ويَكتُبونَ في طَرَفِه العَريضِ، وصُدورِ الرِّجالِ الَّذينَ جَمَعوا القُرْآنَ وحَفِظوه كامِلًا في حَياتِه صَلَّى الله عليه وسلَّم، كَأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ ومُعاذِ بنِ جَبَلٍ رضي الله عنهما، حتَّى وجَدتُ مِن سورة التَّوْبةِ آيَتَيْنِ مع خُزَيْمةَ الأَنْصاريِّ رضي الله عنه لَم أَجِدْهما، أي: الآيَتَيْنِ، مَعَ أَحَد غَيرِه مَكتوبتَيْنِ: {لَقَدْ جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنْفُسِكُم} إلى آخِرِ السُّورةِ. وكانَتِ الصُّحُف الَّتي جُمِعَ فيها القُرآنُ عِندَ أَبي بَكْر رضي الله عنه حتَّى تَوَفَّاه اللهُ، ثُمَّ عِندَ عُمَرَ رضي الله عنه حتَّى تَوَفَّاه اللهُ، ثُمَّ عِندَ حَفْصةَ بِنتِ عُمَرَ رضي الله تَعالى عنهما.

في الحديثِ: أنَّ فِعلَ الخيرِ الذي وُجِد مُقتضِيه، ولم يكُن وُجِد على عهدِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ليس ببدعةٍ.

وفيه: مشاورةُ الصَّحابةِ في أمورِ الدِّين، وحِرصُهم على الحِفاظ على القرآن.

وفيه: فضيلةُ زيد بن ثابتٍ، وفضيلة خُزيمةَ الأنصاري

__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم





التعديل الأخير تم بواسطة توبة ; 02-10-2016 الساعة 12:44 PM
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12-05-2013, 08:59 PM
أمة الله أمة الله غير متواجد حالياً
مشرفه الملتقى عام
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 741
افتراضي

اللهم بارك لك وعليك

أختي الحبيبة

توبـــــــــــــــــــــــــــــــــة

جزاك الله خيرا وسددك ووفقك

اللهم آمين

لي عود للإتمام
__________________


ملتقى
قطرات العلم



مدونتي الطريق إلى الجنة

اللهم آمنا في أوطاننا ومكن لدينك وعبادك آمين
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12-11-2013, 09:06 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي تابع مناقب الصديق رضي الله عنه.


المجلس الثاني عشر
الأربعاء 8 جمادى الأول 1437 هـ

والمجلس الثالث عشر
بتاريخ الأربعاء 8 صفر 1435 هــ


تابع مناقب الصديق رضي الله عنه


تكريم النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه


إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لم يكن شابَ إلا يسيرًا ولكنَّ أبا بكرٍ وعمرَ بعده خضَبا بالحِنَّاءِ والكَتَمِ قال وجاء أبو بكرٍ بأبيه أبي قُحافةَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ فتحِ مكةَ يحملُه حتى وضعَه بين يدي رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لأبي بكرٍ : لو أقررتَ الشَّيخَ ( يعني : أبا قُحافةَ ) لَأتيناهُ مَكرَمةً لأبي بكرٍ قاله لأبي بكرٍ فأسلمَ ولِحيتُه ورأسُه كالثُّغامة * بياضًا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ غيِّروهما وجنِّبوهُ السَّوادَ .

الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة -
الصفحة أو الرقم: 1/895 - خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم.



* الثَّغَامَةُ : شجرةٌ بيضاءُ الثَّمَرِ والزهرِ ، تنْبُتُ في قُنَّةِ الجبل ، وإذا يَبِسَتِ اشتدَّ بَيَاضُها . والجمع : ثَغَامٌ .(المعجم: المعجم الوسيط)


بركة آل أبي بكر

خرجنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء، أو بذات الجيش، انقطع عقد لي، فأقام رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على التماسه، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، فأتى الناس أبا بكر، فقالوا : ألا ترى ما صنعت عائشة، أقامت برسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وبالناس معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء ؟ فجاء أبو بكر ورسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال : حبست رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والناس، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، قالتْ : فعاتبني، وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على فخذي، فنام رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم فتيمموا، فقال أسيد بن الحضير : ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، فقالتْ : عائشة : فبعثنا البعير الذي كنتُ عليه، فوجدنا العقد تحته .
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري - المصدر:
صحيح البخاري -
الصفحة أو الرقم: - 3672خلاصة حكم المحدث: [صحيح].


شرح الحديث
قوله : ( عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره ) فيه جواز مسافرة الزوج بزوجته الحرة.

قولها : ( حتى إذا كان بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التماسه وأقام الناس معه وليس معهم ماء وليسوا على ماء ) وفي الرواية الأخرى ( عن عائشة أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت ) أما ( البيداء ) فبفتح الباء الموحدة في أولها وبالمد ، وأما ( ذات الجيش ) فبفتح الجيم وإسكان الياء وبالشين المعجمة ، والبيداء وذات الجيش موضعان بين المدينة وخيبر ، وأما ( العقد ) فهو بكسر العين وهو كل ما يعقد ويعلق في العنق فيسمى عقدا وقلادة ، وأما قولها ( عقد لي ) وفي الرواية الأخرى استعارت من أسماء قلادة فلا مخالفة بينهما فهو في الحقيقة ملك لأسماء وأضافته في الرواية إلى نفسها لكونه في يدها ، وقولها : ( فهلكت ) معناه ضاعت ، وفي هذا الفصل من الحديث فوائد منها جواز العارية ، وجواز عارية الحلي ، وجواز المسافرة بالعارية إذا كان بإذن المعير ، وجواز اتخاذ النساء القلائد . وفيه الاعتناء بحفظ حقوق المسلمين وأموالهم وإن قلت ، ولهذا أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - على التماسه ، وجواز الإقامة في موضع لا ماء فيه وإن احتاج إلى التيمم ، وفيه غير ذلك . والله أعلم .
قولها : ( فعاتبني أبو بكر رضي الله عنه ، وقال ما شاء الله أن يقول ، وجعل يطعن بيده في خاصرتي ) في تأديب الرجل ولده بالقول والفعل والضرب ونحوه ، وفيه تأديب الرجل ابنته وإن كانت كبيرة مزوجة خارجة عن بيته . وقولها : ( يطعن ) هو بضم العين وحكي فتحها ، وفي الطعن في المعاني عكسه .
[ ص: 47 ] قوله : ( فقال أسيد بن حضير ) هو بضم الهمزة وفتح السين وحضير بضم الحاء المهملة وفتح الضاد المعجمة ، وهذا وإن كان ظاهرا فلا يضر بيانه لمن لا يعرفه .
قولها : ( فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته ) كذا وقع هنا وفي رواية البخاري فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا فوجدها وفي رواية : رجلين وفي رواية : ناسا وهي قضية واحدة . قال العلماء : المبعوث هو أسيد بن حضير وأتباع له فذهبوا فلم يجدوا شيئا ، ثم وجدها أسيد بعد رجوعه تحت البعير . والله أعلم .


تابع بركة آل أبي بكر رضي الله عنه
أنَّ أصحابَ الصُّفة كانوا أناسًا فقراءَ، وأن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال مرة : ( من كان عنده طعامُ اثنين فليذهب بثالثٍ، ومن كان عنده طعامُ أربعةٍ فلْيذهبْ بخامسٍ أو سادسٍ ) . أو كما قال : وأن أبا بكرٍ جاء بثلاثةٍ، وانطلق النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بعشرةٍ، وأبو بكرٍ بثلاثةٍ، قال : فهو أنا وأبي وأمي، ولا أدري هل قال : امرأتي وخادمي، بين بيتنا وبين بيتِ أبي بكر، وأن أبا بكر تعشَّى عند النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ثم لبث حتى صلى العشاءَ، ثم رجع فلبث حتى تعشى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فجاء بعد ما أمضى من الليل ما شاء اللهُ، قالت له امرأتُه : ما حبسك عن أضيافك أو ضيفِك ؟ قال : أو ما عشَّيتِهم ؟ قالت : أبَوا حتى تجيءَ، قد عرضوا عليهم فغلبوهم، فذهبتُ فاختبأتُ، فقال : يا غُنثرُ، فجدَّع وسبَّ، وقال : كلوا، وقال : لا أطعمه أبدًا، قال : وايمُ اللهِ، ما كنا نأخذ من اللقمةِ إلا ربا من أسفلها أكثرُ منها حتى شبعوا، وصارت أكثرَ مما كانت قبل، فنظر أبو بكرٍ : فإذا شيءٌ أو أكثرُ، قال لامرأته : يا أختَ بني فراسٍ، قالت : لا وقرةِ عيني، لهي الآن أكثرُ مما قبل بثلاث مراتٍ . فأكل منها أبو بكر وقال : إنما كان الشيطانُ، يعني يمينه، ثم أكل منها لقمةً، ثم حملها إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأصبحت عنده، وكان بيننا وبين قومٍ عهدٌ، فمضى الأجلُ فتفرقنا اثنا عشر رجلًا، مع كل منهم أناسٌ، الله أعلمُ كم مع كل رجلٍ، غير أنه بعث معهم، قال : أكلوا منها أجمعون . أو كما قال .
الراوي: عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
- الصفحة أو الرقم: 3581 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


شرح الحديث
قال ابن حجر- رحمه الله
)الصفة( مكان في مؤخر المسجد النبوي مظلل أعد لنزول الغرباء فيه ممن لا مأوى له ولا أهل ، وكانوا يكثرون فيه ويقلون بحسب من يتزوج منهم أو يموت أو يسافر.(من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ) أي من أهل الصفة المذكورين . وقال القرطبي : ويؤيده قوله في الحديث(طعام الاثنين يكفي أربعة) أي القدر الذي يشبع الاثنين يسد رمق أربعة.(ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس ، بسادس ، أو كما قال ) أي فليذهب بخامس إن لم يكن عنده ما يقتضي أكثر من ذلك ، وإلا فليذهب بسادس مع الخامس إن كان عنده أكثر من ذلك . والحكمة في كونه يزيد كل أحد واحدا فقط أن عيشهم في ذلك الوقت لم يكن متسعا ، فمن كان عنده مثلا ثلاثة أنفس لا يضيق عليه أن يطعم الرابع من قوتهم ، وكذلك الأربعة وما فوقها ، بخلاف ما لو زيدت الأضياف بعدد العيال فإنما ذلك يحصل الاكتفاء فيه عند اتساع الحال .(وإن أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم بعشرة) عبر عن أبي بكر بلفظ المجيء لبعد منزله من المسجد ، وعن النبي صلى الله عليه وسلم بالانطلاق لقربه . ودل ذلك على أن أبا بكر كان عنده طعام أربعة ومع ذلك فأخذ خامسا وسادسا وسابعا فكأن الحكمة في أخذه واحدا زائدا عما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه أراد أن يؤثر السابع بنصيبه إذ ظهر له أنه لم يأكل أولا معهم .(قال: فهو أنا وأبي وأمي ) القائل هو عبد الرحمن بن أبي بكر ، " فهو " أي الشأن ، وقوله : " أنا " مبتدأ وخبره محذوف يدل عليه السياق وتقديره في الدار.(ولا أدري هل قال امرأتي ) والقائل " هل قال " هو أبو ثمان الراوي عن عبد الرحمن كأنه شك في ذلك.(بين بيتنا ) أي خدمتها مشتركة بين بيتنا وبيت أبي بكر ، وهو ظرف للخادم ، وأم عبد الرحمن هي أم رومان مشهورة بكنيتها.
(وإن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صلى العشاء ثم رجع ) وفائدته الإشارة إلى أن تأخره عند النبي صلى الله عليه وسلم كان بمقدار أن تعشى معه وصلى العشاء وما رجع إلى منزله إلا بعد أن مضى من الليل قطعة ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يؤخر صلاة العشاء. ووقع في رواية مسلم " فلبث حتى نعس" والحاصل أنه تأخر عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى صلى العشاء ثم تأخر حتى نعس النبي صلى الله عليه وسلم وقام لينام فرجع أبو بكر حينئذ إلى بيته.
ونحوه يأتي في الأدب [أي من صحيح البخاري] بلفظ " أن أبا بكر تضيف رهطا ، فقال لعبد الرحمن : دونك أضيافك ، فإني منطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فافرغ من قراهم قبل أن أجيء " وهذا يدل على أن أبا بكر أحضرهم إلى منزله وأمر أهله أن يضيفوهم ورجع هو إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
(قد عرضوا عليهم )أي الخدم أو الأهل أو نحو ذلك.(فغلبوهم ) أي إن آل أبي بكر عرضوا على الأضياف العشاء فأبوا فعالجوهم فامتنعوا حتى غلبوهم . وفي رواية" فانطلق عبد الرحمن فأتاهم بما عنده فقال : اطعموا ، قالوا : أين رب منزلنا ؟ قال : اطعموا . قالوا : ما نحن بآكلين حتى يجيء . قال : اقبلوا عنا قراكم ، فإنه إن جاء ولم تطعموا لألقين منه - أي شرا - فأبوا "( قال: فذهبتُ فاختبأت ) أي خوفا من خصام أبي بكر له وتغيظه عليه . وفي رواية " فعرفت أنه يجد علي " أي يغضب. " فلما جاء تغيبت عنه". فقال : يا عبد الرحمن ، فسكت . ثم قال : يا عبد الرحمن ، فسكت " .
(فقال : يا غنثر فجدع وسب ) في رواية"فقال : يا غنثر أقسمت عليك إن كنت تسمع صوتي لما جئت ، قال فخرجت فقلت والله ما لي ذنب ، هؤلاء أضيافك فسلهم. قالوا: صدقك قد أتانا" .(فجدع وسب) أي دعا عليه بالجدع وهو قطع الأذن أو الأنف أو الشفة ، وقيل : المراد به السب ، والأول أصح .وفي رواية " فجزع " نسبه إلى الجزع وهو الخوف ، وقيل : المجازعة المخاصمة فالمعنى خاصم .
وقال القرطبي : ظن أبو بكر أن عبد الرحمن فرط في حق الأضياف ، فلما تبين له الحال أدبهم بقوله كلوا لا هنيئا.و(سب) أي شتم) .غنثر) معناه الذباب ، وإنه سمي بذلك لصوته فشبهه به حيث أراد تحقيره وتصغيره . وقيل:الثقيل الوخم وقيل: الجاهل وقيل: السفيه وقيل اللئيم.
المصدر
هنـــا



ورع أبي بكر الصديق رضي الله عنه

كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا أرادَ سفرًا أَقْرَعَ بينَ أزواجِه ، فأيَّتُهنَّ خرَجَ سهمُها خرَجَ بها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم معه ، قالت عائشةُ : فأقرَعَ بينَنا في غزوةٍ غزاها، فخرَجَ فيها سهمي ، فخرَجْتُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعدَ ما أُنْزِلَ الحجابُ ، فكُنْتُ أُحْمَلُ في هَوْدَجِي وأُنْزَلُ فيه ، فسِرْنا حتى إذا فَرَغَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من غزوتِه تلك وقَفَلَ ، ودَنَوْنا مِن المدينةِ قافلين ، آذَنَ ليلةً بالرحيلِ ، فقُمْتُ حينَ آذَنوا بالرَّحيلِ ، فمَشَيْتُ حتى جاوزْتُ الجيشَ ، فلما قَضَيتُ شأني أقبَلْتُ إلى رَحْلي ، فلَمَسْتُ صدري فإذا عِقْدٌ لي مِن جَزْعِ ظَفَارِ قد انقطَعَ ! فرَجَعْتُ فالتَمَسْتُ عِقْدي؛ فحَبَسَني ابتغاؤُه ، قالت : وأقبلَ الرَّهْطُ الذين كانوا يَرْحَلُون لي ، فاحتملوا هُوْدَجي، فرَحَلوه على بعيري الذي كنتُ أركَبُ عليه ، وهم يَحْسِبون أني فيه ، وكان النساءُ إذ ذاكَ خِفَافًا لم يَهْبُلْنَ ، ولم يَغْشَهُنَّ اللحمُ ؛ إنما يأكُلْنَ العَلَقَةَ مِن الطعامِ ، فلم يَسْتَنْكِرِ القومُ خِفَةَ الهَوْدَجِ حينَ رَفعوه وحملوه ، وكنتُ جاريةً حديثةَ السنِّ ، فبعثوا الجملَ فساروا ، ووَجَدْتُ عِقْدي بعدَ ما استمَرَّ الجيشُ ، فجِئْتُ منازلَهم وليس بها منهم داعٍ ولا مجيبٌ ، فتَيَمَّمْتُ منزلي الذي كنتُ فيه ، وظَنَنْتُ أنهم سيَفْقِدوني فيَرجِعون إليَّ ، فبينا أنا جالسةٌ في منزلي غلَبَتْني عيني فنِمْتُ ، وكان صفوانُ بنُ المُعطِّل السُّلَمِيُّ ثم الذَّكْوَانِيُّ مِن وراءِ الجيشِ ، فأصبحَ عندَ منزلي ، فرأى سَوادَ إنسانٍ نائمٍ، فعرفَني حين رآني ، وكان رآني قبلَ الحجابِ ، فاستيقَظْتُ باسترجاعِه حينَ عرَفَني ، فخَمَّرْتُ وجهي بجِلْبابي ، والله ما تكلَّمْنا بكلمةٍ ، ولا سَمِعْتُ منه كلمةً غيرَ استرجاعِه ، وهوى حتى أناخَ راحلتَه ، فوَطِئَ على يدِها ، فقُمْتُ إليها فركِبْتُها ، فانطلَقَ يَقُودُ بي الراحلةَ حتى أَتَيْنا الجيشَ مُوغِرِين في نَحْرِ الظَّهيرةِ وهم نُزُولٌ . قالت : فهلَكَ مَن هلَكَ ، وكان الذي تَولَّى كِبْرَ الإفكِ عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلُولٍ . قال عروةُ : أُخْبِرْتُ أنه كان يُشاعُ ويُتَحَدَّثُ به عندَه ، فيُقِرُّه ويَسْتَمِعُه ويَسْتَوْشِيه . وقال عروةُ أيضا : لم يُسَمَّ مِن أهلِ الإفكِ أيضًا إلا حسانُ بنُ ثابتٍ ، ومِسْطَحُ بنُ أَثَاثَةَ ، وحِمْنَةُ بنتُ جَحْشٍ ، في ناسٍ آخرين لا علمَ لي بهم ، غيرَ أنهم عُصْبَةٌ ، كما قال الله تعالى ، وإن كِبْرَ ذلك يُقالُ له: عبدُ اللهِ بنِ أُبَيٍّ ابنُ سلولٍ . قال عروةُ : كانت عائشةُ تَكْرَهُ أن يُسَبَّ عندَها حسانٌ ؛ وتقولُ : أنه الذي قال : فإن أبي ووالدَه وعرضي *** لعرضِ محمدٍ منكم وقاءُ . قالت عائشةُ : فقَدِمْنا المدينةَ ، فاشتَكَيْتُ حين قَدِمْتُ شهرًا ، والناسُ يُفِيضون في قولِ أصحابِ الإِفْكِ ، لا أشعرُ بشيءٍ مِن ذلك ، وهو يُرِيبُني في وجعي أني لا أَعْرِفُ مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم اللُّطْفَ الذي كنتُ أرى منه حين أَشْتَكي ، إنما يَدْخُلُ عليَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيُسَلِّمُ ، ثم يقول : كيف تِيْكُم ؟ ثم يَنْصَرِفُ ، فذلك يُرِيبُني ولا أَشْعُرُ بالشرِّ ، حتى خَرَجْتُ حينَ نَقْهْتُ ، فخَرَجْتُ مع أمِّ مِسْطَحٍ قِبَلَ المَناصِعَ ، وكان مُتَبَرَّزَنا ، وكنا لا نَخْرُجُ إلا ليلًا إلى ليلٍ ، وذلك قبلَ أن نتخِذَ الكُنُفَ قريبًا مِن بيوتِنا ، قالت : وأمرُنا أمرُ العربِ الأُوَلُ في البريِّةِ قِبَلَ الغائطَ ، وكنا نَتَأَذَّى بالكُنُفِ أن نتخِذَها عند بيوتِنا ، قالت : فانطلَقْتُ أنا وأمُّ مِسْطَحٍ ، وهي ابنةُ أبي رَهْمِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عبدِ مَنافٍ ، وأمُّها بنتُ صخرِ بنِ عامرٍ خالةُ أبي بكرٍ الصديقِ ، وابنُها مِسْطَحُ بنُ أَثَاثَةَ بنُ عبَّادِ بنِ المطلبِ ، فأقْبَلْتُ أنا وأمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ بيتي حينَ فَرَغْنا مِن شأنِنا ، فعثَرَتْ أمُّ مِسْطَحٍ في مُرُطِها فقالت : تَعِسَ مَسْطَحٌ ! فقلت لها : بِئْسَ ما قلتِ ! أَتَسُبِّين رجلًا شَهِدَ بدرًا ؟ فقالت : أَيْ هِنْتَاه، أو لم تسمعي ما قال ؟ قالت : وقلتُ : وما قال ؟ فأخبرتني بقولِ أهلِ الإِفْكِ ، قالت : فازدَدْتُ مرضًا على مرضي ، فلما رَجَعْتُ إلى بيتي دخَلَ عليَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فسلم ، ثم قال : كيف تيكم ؟ فقلتُ له : أَتَأْذَنُ لي أن آتي أبويَّ ؟ قالت : وأُرِيدُ أن أَسْتَيْقِنَ الخبرَ مِن قِبَلِهما ، قالت : فأَذِنَ لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فقلتُ لأمي : يا أمتاه ، ماذا يَتَحَدَّثُ الناسُ ؟ قالت : يا بُنَيَّةُ ، هوِّني عليك ، فواللهِ لقلَّما كانت امرأةٌ قطُّ وَضِيئَةً عندَ رجلٍ يُحِبُّها ، لها ضرائرُ ، إلا أكثرْنَ عليها . قالت : فقُلْتُ : سبحان الله ، أو لقد تحدَّثَ الناسُ بهذا ! قالت : فبكيتُ تلك الليلةَ حتى أَصْبَحْتُ لا يَرْقَأُ لي دمعٌ ولا أَكْتِحِلُ بنومٍ ، ثم أَصْبَحْتُ أَبْكي ، قالت : ودعا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عليَّ بنَ أبي طالبٍ وأسامةَ بنَ زيدٍ ، حين اسْتَلْبَثَ الوحيُّ ، يسأَلُهما ويَسْتَشِيرُهما في فِراقِ أهلِه ، قالت : فأما أسامةُ أشارَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالذي يَعْلَمُ مِن بَراءَةِ أهلِه ، وبالذي يعلم لهم في نفسِه ، فقال أسامة : أَهْلُك ، ولا نعلمُ إلا خيرًا . وأما عليٌّ فقال : يا رسولَ اللهِ ، لم يُضَيِّقِ اللهُ عليك ، والنساءُ سِواها كثيرٌ ، وسلِ الجاريةَ تَصْدُقْك . قالت : فدعا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَرِيرَةَ ، فقال : أَيْ بريرةُ ، هل رأيتِ شيءً يُرِيبُك؟ قالت له بريرةُ : والذي بعثَك بالحقِّ ، ما رأيتُ عليها أمرًا قطُّ أُغْمِصُه أكثرَ مِن أنها جاريةٌ حديثةُ السنِّ ، تنامُ عن عجينِ أهلِها ، فتأتي الداجنَ فتأكلُه ، قالت : فقام رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن يومِه فاستَعَذَرَ مِن عبدِ اللهِ بنِ أُبَيٍّ ، وهو على المنبرِ ، فقال : يا معشرَ المسلمين ، مَن يَعْذُرُني مِن رجلٍ قد بلَغَني عنه أذاه في أهلي ، واللهِ ما علمتُ على أهلي إلا خيرًا ، ولقد ذكروا رجلًا ما علمتُ عليه إلا خيرًا وما يَدْخُلُ على أهلي إلا معي . قالت : فقام سعدُ بنُ معاذٍ أخو بني عبدِ الأَشْهَلِ فقال : أنا يا رسولَ اللهِ أَعْذُرُكَ ، فإن كان مِن الأَوْسِ ضَرَبْتُ عنقَه ، وإن كان مِن إخوانِنا مِن الخَزْرَجِ ، أمرْتَنا ففَعَلْنا أمرَك . قالت : فقام رجلٌ مِن الخَزْرَجِ ، وكانت أمُّ حسانٍ بنتَ عمِّه مِن فِخِذِه ، وهو سعدُ بنُ عُبَادَةَ ، وهو سيدُ الخَزْرَجِ ، قالت : وكان قبلَ ذلك رجلًا صالحًا ، ولكن احتَمَلَتْه الحَمِيَّةُ ، فقال لسعدٍ : كذَبْتَ لعَمْرُ اللهِ لا تَقْتُلُه ، ولا تَقْدِرُ على قتلِه ، ولو كان مِن رَهْطِك ما أَحْبَبْتُ أن يُقْتَلَ . فقام أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ ، وهو ابنُ عمِّ سعدٍ ، فقال لسعدِ بنِ عبادةَ : كذَبْتَ لعَمْرُ اللهِ لَنَقْتُلَنَّه ، فإنك منافقٌ تُجادِلُ عن المنافقين . قالت فثار الحيَّان الأَوْسُ والخَزْرَجُ ، حتى هموا أن يَقْتَتِلوا ، ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قائمٌ على المنبرِ ، قالت : فلم يزَلْ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُخْفِضُهم ، حتى سكتوا وسكتَ ، فبَكَيْتُ يومي ذلك كلَّه لا يَرْقَأُ لي دمعٌ ولا أكتَحِلُ بنومٍ ، قالت : وأصبح أبويَّ عندي ، قد بكَيْتُ ليلتين ويومًا ، ولا يَرْقَأُ لي دمعٌ لا أكْتَحِلُ بنومٍ ، حتى إني لأظنُّ أن البكاءَ فالقٌ كبدي ، فبينا أبوايَّ جالسان عندي وأنا أبكي ، فاستأَذَنَتْ عليَّ امرأةٌ مِن الأنصارِ فأَذِنْتُ لها ، فجلَسَتْ تبكي معي ، قالت : فبينا نحن على ذلك دخَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم علينا فسلَّمَ ثم جَلَسَ ، قالت : لم يَجْلِسْ عندي منذ قيل ما قيل قبلها ، وقد لَبِثَ شهرًا لا يُوحى إليه في شأني بشيءٍ ، قالت : فتَشَهَّدَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حين جَلَسَ ، ثم قال : أما بعدُ ، ياعائشةُ ، إنه بلَغَني عنك كذا وكذا ، فإن كنتِ بريئةً ، فسُيُبَرِّئُك اللهُ ، وإن كنتِ أَلْمَمْتِ بذنبٍ ، فاستغفري اللهَ وتوبي إليه ، فإن العبدَ إذا اعتَرَفَ ثم تابَ ، تابَ اللهُ عليه . قالت عائشة : فلما قضى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مقالتَه قَلُصَ دمعي حتى ما أُحِسُّ منه قطرةً ، فقلتُ لأبي : أَجِبْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عني فيما قال ، فقال أبي : والله ما أدري ما أقولُ لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فقلت لأمي : أجيبي رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيما قال ، قالت أمي : واللهِ ما أدري ما أقولُ لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم .، فقلت : وأنا جاريةٌ حديثةُ السنِّ لا أقرأُ مِن القرآنِ كثيرًا : إني واللهِ لقد علمتُ : لقد سمعتم هذا الحديثَ حتى استقرَّ في أنفسِكم وصدقتم به ، فلئِن قلتُ لكم : إني بريئةٌ ، لا تصدقوني ، ولئن اعترَفْتُ لكم بأمرٍ ، والله يعلمُ أني منه بريئةٌ ، لتُصَدِّقُنِّي ، فواللهِ لا أَجِدُ لي ولكم مثلًا إلا أبا يوسفَ حين قال : فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون . ثم تحوَّلْتُ واضطَجَعْتُ على فراشي ، واللهُ يعلمُ أني حِينئِذٍ بريئةٌ ، وأن اللهَ مُبَرِّئي ببراءتي ، ولكن واللهِ ما كنتُ أظنُّ أن اللهَ مُنْزِلٌ في شأني وحْيًا يُتْلَى ، لشأني في نفسي كان أحقرُ مِن أن يَتَكَلَّمَ اللهُ فيَّ بأمرٍ ، ولكني كنتُ أرجو أن يَرى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في النومِ رؤيا يُبَرِّئُني اللهُ بها ، فواللهِ ما رامَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مجلسَه ، ولا خرَجَ أحدٌ مِن أهلِ البيتِ ، حتى أُنْزِلَ عليه ، فأَخَذَه ما كان يَأْخُذُه مِن البُرَحَاءِ ، حتى إنه لَيَتَحَدَّرُ منه العرقُ مثلَ الجُمَانِ ، وهو في يومٍ شاتٍ ، مِن ثِقَلِ القولِ الذي أُنْزِلَ عليه ، قالت : فسُرِّىَ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو يَضْحَكُ ، فكانت أو كلمةٌ تَكَلَّمَ بها أن قال : يا عائشةُ ، أما والله فقد برَّأَكِ . فقالت لي أمي : قومي إليه . فقلت : واللهِ لا أقومُ إليه ، فإني لا أحمدُ إلا اللهَ عز وجل ، قالت : وأنزل اللهُ تعالى : إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم . العشر الآيات ، ثم أنزل اللهً هذا في براءتي ، قال أبو بكر الصديق ، وكان يُنْفِقُ على مِسْطَحِ بنِ أَثَاثَةَ؛ لِقَرابِتِه منه وفقرِه : واللهِ لا أُنْفِقُ على مِسْطَحٍ شيئًا أبدًا ، بعد الذي قال لعائشةَ ما قال . فأنزل اللهُ : ولا يأتل أولوا الفضل منكم - إلى قوله - غفور رحيم . قال أبو بكر الصديق : بلى واللهِ إني لَأُحِبُّ أن يًغْفِرَ اللهُ لي ، فرجَعَ إلى مِسْطَحٍ النفقةَ التي يُنْفِقُ عليه ، وقال : واللهِ لا أَنْزِعُها منه أبدًا . قالت عائشةُ : وكان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سألَ زينبَ بنتَ جَحْشٍ عن أمري ، فقال لزينبَ : ماذا علِمْتِ ، أو رأيتِ ؟ فقالت : يا رسولَ اللهِ، أحمي سمعي وبصري ، واللهِ ما علمتُ إلا خيرًا . قالت عائشةُ : وهي التي كانت تُساميني مِن أزواجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فعَصَمَها اللهُ بالورعِ . قالت : وطَفِقَتْ أختُها تُحَاربُ لها ، فهلَكَتْ فيمَنْ هَلَكَ . قال ابنُ شهابٍ : فهذا الذي بَلَغَني مِن حديثِ هؤلاء الرَّهْطِ . ثم قال عروةُ : قالت عائشةُ : واللهِ إن الرجلَ الذي قيل له ما قيل لَيَقولُ : سبحانِ اللهِ ! فوالذي نفسي بيدِه ما كَشَفْتُ مِن كَنَفِ أنثى قطُّ ، قالت : ثم قُتِلَ بعدَ ذلك في سبيلِ اللهِ.
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري -
الصفحة أو الرقم: 4141خلاصة حكم المحدث: [صحيح
].

يتبع
إن شاء الله

__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم





التعديل الأخير تم بواسطة توبة ; 02-17-2016 الساعة 07:35 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 04:10 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology