ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ملتقى الدورات العلمية الخاصة بأم أبي التراب > ملتقى الدورات العلمية الخاصة بأم أبي التراب

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 04-23-2013, 02:33 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
افتراضي

المجلس السادس عشر
13 جمادى الثاني 1434 هـ

تابع قواعد الصفات
تابع القاعدة السادسة
شرح الشيخ العثيمين
هذه القاعدة مهمة. الشيء لاتعرف كيفية صفاته إلا بعد:1-العلم بكيفية ذاته.أو2 -العلم بنظيره المساوٍ له. أو 3- بإخبارالصادق عنه.
وكل هذه الطرق منتفية في كيفية صفات الله.
فمثلا إذا قلت أن لله سمعا ًتستطيع أن تُكيف هذا السمع؟ لأ لأنك لاتستطيع أن تعرف كيفية ذات الله فكذلك سمعه. هل للهِ نظيرٌ حتى تعرف سمع الله بمعرفة سمع نظيره؟ لأ.هل أخبرنا الرسول-صلى الله عليه وسلم-بذلك؟ لأ. "استوى على العرش" هل يُمكن أن نعرف كيفية إستوائه؟ لأ لأننا لم نعرف كيفية ذات الله فكذلك استوائه؟. هل له نظيرٌاستوى على شيءٍ مثل العرش نعرفه به؟ لأ. هل أخبرنا الله-عزوجل-أنه استوى على العرش على كيفية كذا وكذا؟ لأ. ولهذا قال بعض العلماء:إذا قال لك الجهمي إن الله استوى على العرش كيف استوى؟فقل له:إنَّ اللهَ أخبرنا أنه استوى على العرش ولم يخبرنا كيف استوى.
و قال آخر:إذا قال لك كيف استوى؟ فقل له:كيف هوَ بذاته؟ فسيقول:لاأعرف كيفية ذاته.فقل له:إذن لانعرف كيفية صفاته لأن الكلامَ في الصفات فرعٌ عن الكلام في الذات.
[المتن]
وأيضاً فإننا نقولُ:أيُّ كيفية تُقدرها لذاتِ الله تعالى؟ إن أيَّ كيفيةٍ تُقدرها في ذهنك فالله أعظمُ وأجلُّ من ذلك وأيَّ كيفيةٍ تقدرها لصفات الله تعالى فإنك ستكون كاذباً فيها لأنه لاعلم لك بذلك.
شرح الشيخ العثيمين

صحيح هذا إيرادٌ مُفحمٌ.نقول: 1-أيُّ كيفية تُقدرها لصفاتِ الله؟ مثلا أي كيفية تُقدرها لاستواء الله على العرش؟ أيُّ شيءٍ تُقدره فالله أعظمُ وأجلُّ.مايُمكن يفرض ذهنٌ استواءً كاملاً على أكمل مايكون من الاستواء إلا والله أعظم من ذلك. وكذلك نقول في صفة الوجه وصفة اليد وما أشبهها. 2-أيُّ كيفية تُحددها في صفات الله فأنتَ كاذبٌ قطعاً لأنه ليس عندك علمٌ بهذا إطلاقاً فإن الله ماأخبرنا عن كيفية فأيُّ كيفية نقدرها نكون بذلك كاذبين. "صفة ُالكلام"مانقدر نعرف كيف يتكلم؟ نعرف أنه-سبحانه وتعالى تكلم بكذا ونعرف المُتَكلَّمَ به ولكن كيف تكلم الله؟ اللهُ أعلمُ.كيف صوته بالكلام؟ اللهُ أعلمُ ما نستطيع لأ..هذا المتكلمٌ به.المتكلمٌ به الآن حرفٌ يُكتب ويُسمع بحروفٍ متتاليةٍ لكن كيف كان يتكلم؟مانعرف. الآن مثلا الطيور تنطق والإنسانُ ينطق هل النُطق سواءٌ؟ ماهو سواءٌ."عُلِمنا منطق الطير"ماكل أحدٍ يعرف منطق الطيربل إنك أنت العربي تتكلم والعجمي يتكلم هل كيفية أدائك للحروف ككيفية أدائه للحروف؟ أبداً. وأعني بالعُجم هنا مَنْ ليس بعربي وأما العُجم معروفون فعُجم فارس الآن حروفهم حروف عربية لكن تختلف في الترتيب.
[المتن]
وحينئذٍ يجب الكف عن التكييف تقديراً بالجنان أو تقيراً باللسان أو تحريراً بالبنان.ولهذا لما سُئل مالك-رحمه الله تعالى-عن قوله تعالى"الرحمنُ على العرشِ استوى" كيف استوى؟أطرق-رحمه الله-برأسه حتى علاهُ الرُحَضاءُ"العرق"ثم قال:الاستواء غيرُ مجهولٍ والكيفُ غيرُ معقولٍ والإيمانُ به واجبٌ والسؤال عنه بدعة. ورُويَ عن شيخه ربيعة أيضاً:الاستواءُ غيرُ مجهول والكيفُ غيرُ معقول.
وقد مشى أهلُ العلم بعدهما على هذا الميزان.إذا كان الكيف غير معقول ولم يَرد به الشرع فقد انتفى عنه الدليلان الشرعي والعقلي فوجب الكف عنه. فالحذرالحذر من التكييف أو محاولته فإنكَ إن فعلت وقعتَ في مفاوز لاتستطيعُ الخلاصَ منها وإن ألقاهُ الشيطانُ في قلبك فاعلم أنه من نزغاته فالجأ إلى ربكَ فإنه معاذك وافعل ماأمركَ به فإنه طبيبك.قال اللهُ تعالى "وإما ينزغنك من الشيطانٍ نزغٌ فاستعذ باللهٍ".
شرح الشيخ العثيمين
هذا الكلام من مالكٍ-رحمه الله-وعن شيخه ربيعة ميزانٌ لجميع الصفات.فإذا قال قائلٌ مثلاً:إن اللهَ-سبحانه وتعالى-ينزل إلى السماء الدنيا كيف ينزل؟ ماذا نقول النزولُ غيرُ مجهول والكيفُ غيرُمعقول والإيمانُ به واجبٌ والسؤالُ عنهُ بدعة.ٌوتأمل قوله:"الكيفُ غيرُ معقولٍ"فإنه يدل على إثبات كيفية لكنها غير معقولة وليس كما قال بعضهم:إنه يدل على أنه نفيُ الكيفية كلها لأن نفي الكيفية كلها نفيٌ للوجود إذ ما مِن موجودٌ إلا وله كيفية وعلى هذا يكون معنى كلام مالكٍ وغيرهِ من السلف في نفي الكيف المراد به نفي التكييف لا أصل الكيفية فإن هذا موجودٌ.


التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 04-30-2013 الساعة 04:50 AM
  #22  
قديم 04-30-2013, 04:22 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
المجلس السابع عشر
20 جمادى الثاني 1434 هـ


تابع قواعد الصفات
القاعدة السابعة:
صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
فلا نثبت لله تعالى من الصفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته، قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، لا يتجاوز القرآن والحديث" "انظر القاعدة الخامسة في الأسماء).

ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه:
الأول:التصريح بالصفة كالعزة، والقوة، والرحمة، والبطش، والوجه، واليدين ونحوها.
الثاني: تضمن الاسم لها مثل: الغفور متضمن للمغفرة، والسميع متضمن للسمع، ونحو ذلك (انظر القاعدة الثالثة في الأسماء).
الثالث: التصريح بفعل أو وصف دال عليها كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة، والانتقام من المجرمين، الدال عليها - على الترتيب - قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)(99) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا". الحديث(100). وقول الله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً)(101). وقوله: (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ)(102).
_____________
(99) سورة طه، الآية: 5.
(100) سبق تخريجه.
(101) سورة الفجر، الآية: 22.
(102) سورة السجدة، الآية: 22.
*****************

شرح الشيخ العثيمين
لماذا أحلنا على هذه القاعدة في الأسماء؟لأجل أن نعرف الأدلة على أن الصفات توقيفية.المقصود من هذه الاحالة بيان أدلة كون الصفات توقيفية لأن الصفات كالأسماء توقيفية.وقد سبق أن استددلنا في القرآن أو في دلالات السمع ودلالات العقل على أنها توقيفية لايجوز أن نُثبت لله إلا ماأثبته لنفسه منها
المتن:
ولدلالة الكتاب والسُنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجهٍ: 1-
التصريح بالصفة:- كالعزة والقوة والرحمة والبطش والوجه واليدين ونحوها.
الشرح:-

كالعزة"فإنَّ العِزة َللهِ جميعاً". القوة"إنَّ اللهَ هو الرزاقُ ذو القوة".الرحمة"وربُكُ الغفورُ ذو الرحمةِ".البطش"إنَّ بطشَ ربِكَ لشديدٌ".الوجه"ويبقى وجهُ ربِكَ ذو الجلالِ والإكرام".اليدين"بل يداهُ مَبْسُوطتان".ونحو ذلك.
[المتن]
2-[تضمن الاسم لها]مثل الغفور متضمنٌ للمغفرة والسميعُ مُتضمِنٌ للسمع ونحو ذلك. (أنظرالقاعدة الثالثة في الأسماء).
الشرح:-

إيش فيها؟إن دلت على وصفٍ متعدٍ تضمنت ثلاثة أمور. يعني معناه إننا أحلناه على ذلك ليُعْرف ماذا يتضمن الاسم من الصفات.
[المتن]

3-[التصريح بفعل أو وصفٍ دالٍ عليها] كالاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا والمجئ للفصل بين العباد يوم القيامة والانتقام من المجرمين.الدال عليها على الترتيب قوله تعالى: "الرحمنُ على العرشِ استوى".

الشرح:-

إذن من صفات الله الاستواء على العرش إيش الدليل؟ الدليل الفعل"ثم استوى على العرش"فنأخذ من استوى الاستواء.
[المتن]
وقولُ النبي-صلى الله عليه وسلم-:"وينزل ربُنا إلى السماءِ الدنيا"الحديث.

الشرح:-
لو قال قائلٌ أنتَ قلتَ:إنَّ من صفات الله النزولَ إلى السماء الدنيا فأتني بنصٍ بهذا اللفظ"النزول إلى السماء الدنيا" إيش تقول؟ أقول:مافيه بهذا اللفظ لكن فيه فعل يدل على هذاالمعنى وهو"ينزل ربنا إلى السماء الدنيا" [المتن]
وقول الله تعالى:"وجاء ربُكَ والمَلكُ صفاً صفاً".
الشرح:-

المجئ من صفات الله أين الدليل؟ هل في القرآن أو السُنة"المجئ"بهذا اللفظ؟ لأ فيه الفعل بهذا اللفظ "وجاء ربُكَ" وهو دالٌ على المجئ.
[المتن]
وقوله تعالى:"إنَّ من المجرمين مُنتَقِمون".
الشرح:-

هذا الوصف لو قلت من صفات الله الانتقام من المجرمين قال لي:هات لي كلمة الانتقام ؟ماهي موجودة دلَّ عليها قوله:"مُنتقمون"فإن هذا وصفٌ دالٌ على الصفة التي تضمنها. إذن طرق إثبات الصفة لله ثلاثة: 1-التصريح بالصفة وهذا واضح كالقوة والعزة والرحمة والمغفرة كما قال:"إن ربَكَ لذو مغفرةٍ للناسِ على ظلمهم". 2- أنَّ ماتضمنه الاسم من الصفات كالغفور متضمنٌ للمغفرة والسميعُ متضمنٌ للسمع والبصيرُ متضمنٌ للبصر وهكذا. 3- التصريح بفعل أو وصفٍ دالٍ عليها مثل الاستواء. لو قال قائلٌ:أنت تقول:إن من صفات الله الاستواء على العرش.قلتُ نعم.قال:أين في الكتاب والسنة الاستواء على العرش؟أقول:ماموجود لكن موجود"ثم استوى على العرش"والفعلُ مشتقٌ من المصدر الذي هو الاستواء.وكذلك نقول في النزول والمجئ.الإتيان صفة من صفات الله ولا لأ؟ الإتيان موجود كصفة من صفات الله"وأتى أمرُ ربِكَ". الإتيان صفة من صفات الله دلَّ عليها الفعل

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 04-30-2013 الساعة 01:34 PM
  #23  
قديم 05-13-2013, 03:41 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016

المجلس الثامن عشر
18
رجب 1434 هـ
الفصل الثالث

قواعد في أدلة الأسماء والصفات


* القاعدة الأولى: الأدلة التي تثبت بها أسماء الله تعالى وصفاته، هي: كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فلا تثبت أسماء الله وصفاته بغيرهما.
وعلى هذا فما ورد إثباته لله تعالى من ذلك في الكتاب أو السنة وجب إثباته، وما ورد نفيه فيهما وجب نفيه، مع إثبات كمال ضده، وما لم يرد إثباته ولا نفيه فيهما وجب التوقف في لفظه فلا يثبت ولا ينفى لعدم ورود الإثبات والنفي فيه.
وأما معناه فيفصل فيه، فإن أريد به حق يليق بالله تعالى فهو مقبول. وإن أريد به معنى لا يليق بالله عز وجل وجب رده.
فمما ورد إثباته لله تعالى: كل صفة دل عليها اسم من أسماء الله تعالى دلالة مطابقة، أو تضمن، أو التزام.
ومنه كل صفة دل عليها فعل من أفعاله كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين عباده يوم القيامة، ونحو ذلك من أفعاله التي لا تحصى أنواعها فضلاً عن أفرادها (وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)(103).
ومنه: الوجه، والعينان، واليدان ونحوها.
ومنه :الكلام، والمشيئة، والإرادة بقسميها: الكوني، والشرعي. فالكونية بمعنى المشيئة، والشرعية بمعنى المحبة.
ومنه :الرضا، والمحبة، والغضب، والكراهة ونحوها(104).
ومما ورد نفيه عن الله سبحانه لانتفائه وثبوت كمال ضده: الموت، والنوم، والسِنَة، والعجز، والإعياء، والظلم، والغفلة عن أعمال العباد، وأن يكون له مثيل أو كفؤ ونحو ذلك.

ومما لم يرد إثباته ولا نفيه لفظ (الجهة) فلو سأل سائل هل نثبت لله تعالى جهة؟

قلنا له: لفظ الجهة لم يرد في الكتاب والسنة إثباتاً ولا نفياً، ويغني عنه ما ثبت فيهما من أن الله تعالى في السماء. وأما معناه فإما أن يراد به جهة سفل أو جهة علو تحيط بالله أو جهة علو لا تحيط به.
فالأول باطل لمنافاته لعلو الله تعالى الثابت بالكتاب والسنة، والعقل والفطرة، والإجماع.
والثاني باطل أيضاً؛ لأن الله تعالى أعظم من أن يحيط به شيء من مخلوقاته.
والثالث حق؛ لأن الله تعالى العلي فوق خلقه ولا يحيط به شيء من مخلوقاته.
ودليل هذه القاعدة السمع والعقل.
فأما السمع فمنه قوله تعالى:(وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(105)، وقوله: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)(106)، وقوله: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(107)، وقوله: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً)(108)، وقوله: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)(109)، وقوله: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ)(110).
إلى غير ذلك من النصوص الدالة على وجوب الإيمان بما جاء في القرآن والسنة.
وكل نص يدل على وجوب الإيمان بما جاء في القرآن فهو دال على وجوب الإيمان بما جاء في السنة؛ لأن مما جاء في القرآن الأمر باتباع النبي صلى الله عليه وسلم والرد إليه عند التنازع. والرد إليه يكون إليه نفسه في حياته وإلى سنته بعد وفاته.
فأين الإيمان بالقرآن لمن استكبرعن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم المأمور به في القرآن؟
وأين الإيمان بالقرآن لمن لم يرد النزاع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد أمر الله به في القرآن؟
وأين الإيمان بالرسول الذي أمر به القرآن لمن لم يقبل ما جاء في سنته؟
ولقد قال الله تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ)(111). ومن المعلوم أن كثيراً من أمور الشريعة العلمية والعملية جاء بيانها بالسنة، فيكون بيانها بالسنة من تبيان القرآن.
وأما العقل: فنقول: إن تفصيل القول فيما يجب أو يمتنع أو يجوز في حق الله تعالى من أمور الغيب التي لا يمكن إدراكها بالعقل، فوجب الرجوع فيه إلى ما جاء في الكتاب والسنة.

___________
(103) سورة إبراهيم، الآية: 27.
(104) علق فضيلة الشيخ المؤلف هنا بقوله: أدلة هذه مذكورة في مواضعها من كتب العقائد.
(105) سورة الأنعام، الآية: 155.
(106) سورة الأعراف، الآية: 158.
(107) سورة الحشر، الآية: 7.
(108) سورة النساء، الآية: 80.
(109) سورة النساء، الآية: 59.
(110) سورة المائدة، الآية: 49.






التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 05-28-2013 الساعة 01:17 PM
  #24  
قديم 05-14-2013, 02:23 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
شرح الشيخ العثيمين

هذه قاعدة مهمة.يعني لايمكن أن تُؤخذ أسماءُ اللهِ وصفاتهِ إلا من الكتاب والسُنة.وهل تُؤخذ من إجماع السلف؟ نقول:لايمكن أن يوجد إجماعٌ من السلف إلا مبنياً على الكتاب والسُنة أبداً. وحينئذٍ فالمرجع هو الكتاب والسُنة لأن الأسماء والصفات العلمُ بهما من باب العلم بالخبر ماهي أحكامٌ يدخل فيها القياس حتى نقول ربما يكون إجماعٌ عن قياس ولكنها أمورٌ تُدرك بالخبر وحينئذٍ لايوجد إجماع إلا مستندِاً إلى خبر من كتاب الله وسُنةرسولهِ -صلى الله عليه وسلم-.فالمرجعُ إذن في إثبات أسماء الله وصفاته إلى الكتاب والسُنة لكن أحياناً لانطلع على دليل الكتاب والسُنة ولكننا نطلع على الإجماع فنقول:إن الإجماع هنا لابد أن يكون مستنداً إلى الكتاب والسُنة.

*المتن

وعلى هذا فماورد اثباته لله تعالى من ذلك في الكتاب والسُنة وجب إثباته وما ورد نفيه فيهما وجبَ نفيه مع اثبات كمال ضده.ومالم يرد نفيه ولاإثباته فيهما وجب التوقف في لفظه فلايُثبت ولايُنفى لعدم ورود الإثبات والنفي فيه.وأمامعناه فيُفصَّلُ فيه.فإن أرِيدَ به حقٌ يُليقُ بالله تعالى فهو مقبولٌ وإن أريد به معنىً لايليقُ بالله-عزوجل- وجب رده
*شرح الشيخ العثيمين

القاعدة مفهومة. مادمنا نعتمد في الإثبات والنفي على الكتاب والسُنة فما وردإثباته وجب إثباته وماورد نفيه وجب نفيه مع إثبات كمال ضده.فالظلم وردَ نفيه فيُنفى عن الله الظلم مع إثبات كمال العدل. والبصر ورد إثباته فيجب علينا إثباته. هناك أشياء تنازع فيها المتاخرون لأنها مما أحدِث من علم الكلام. تنازع المُتأخرون فيها فمنهم من أثبتها ومنهم من نفاها والصواب أن نتوقف في اللفظ ونستفصل في المعنى فاللفظ لانثبته ولاننفيه والمعنى نستفصل هذا إن لم يكن ذلك الاسم دالا على نقصٍ فيجب علينا نفيه بكل حال. أما إذا كان محتملا فإننا نتوقف في لفظه ونستفصل عن معناه.
*المتن
فمما ورد إثباته لله تعالى: كل صفة دل عليها اسم من أسماء الله تعالى دلالة مطابقة، أو تضمن، أو التزام.
ومنه كل صفة دل عليها فعل من أفعاله كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين عباده يوم القيامة، ونحو ذلك من أفعاله التي لا تحصى أنواعها فضلاً عن أفرادها (وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)(103).
ومنه: الوجه، والعينان، واليدان ونحوها.
ومنه :الكلام، والمشيئة، والإرادة بقسميها: الكوني، والشرعي. فالكونية بمعنى المشيئة، والشرعية بمعنى المحبة.
ومنه :الرضا، والمحبة، والغضب، والكراهة ونحوها(104).
ومما ورد نفيه عن الله سبحانه لانتفائه وثبوت كمال ضده: الموت، والنوم، والسِنَة، والعجز، والإعياء، والظلم، والغفلة عن أعمال العباد، وأن يكون له مثيل أو كفؤ ونحو ذلك.

ومما لم يرد إثباته ولا نفيه لفظ (الجهة) فلو سأل سائل هل نثبت لله تعالى جهة؟

قلنا له: لفظ الجهة لم يرد في الكتاب والسنة إثباتاً ولا نفياً، ويغني عنه ما ثبت فيهما من أن الله تعالى في السماء. وأما معناه فإما أن يراد به جهة سفل أو جهة علو تحيط بالله أو جهة علو لا تحيط به.
فالأول باطل لمنافاته لعلو الله تعالى الثابت بالكتاب والسنة، والعقل والفطرة، والإجماع.
والثاني باطل أيضاً؛ لأن الله تعالى أعظم من أن يحيط به شيء من مخلوقاته.
والثالث حق؛ لأن الله تعالى العلي فوق خلقه ولا يحيط به شيء من مخلوقاته.
*شرح الشيخ العثيمين

الآن نقول مما ورد فيه النزاع"الجهة".
نقول:هل اللهُ في جهة؟ نقول الجهات إما عُلوأو سُفل. والعُلو إما أن يُحيط بالله أولايُحيط به.فإن أردت بالجهة جهة السُفل فهذا باطلٌ بلاشكٍ لأنه مُخالفٌ لما ثبتَ من عُلوه الدال على كماله.وإن أردتَ أنه في جهةٍ تُحيط ُبه جهةٍ عُليا لكن تُحيط ُبه فهذا باطلٌ لأن اللهَ تعالى لا يُحيط ُبه شيءٌ من مخلوقاته.وإن أردت جهة عُلوٍ لا تُحيط ُبه بل هي عدمٌ مافوقه شيءٌ ولاعن يمينه ولاعن شماله شيءٌ.كل شيءٍ كل ُمافوق عدم.يعني مافي شيءٌ من المخلوقات فهذا جهة عُلو لاتُحيط ُبه فهذا حقٌ لأن الله-سبحانه وتعالى-فوق كل شيء.إذن هذه جهة علو لكن بدون إحاطة يعني بدون أن يُحيط َبه شيءٌ من المخلوقات وهذا حقٌ .فإذن الله تعالى في جهة عُلو ولاتُحيط ُبه.
والدليل على ذلك- أي على علو الله بذاته -في كتاب الله وسُنة رسوله وإجماع الصحابة والعقلوالفطرة.


*المتن
ودليل هذه القاعدة السمع والعقل.
فأما السمع فمنه قوله تعالى:(وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(105)، وقوله: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)(106)، وقوله: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(107)، وقوله: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً)(108)، وقوله: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)(109)، وقوله: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ)(110).
إلى غير ذلك من النصوص الدالة على وجوب الإيمان بما جاء في القرآن والسنة.
وكل نص يدل على وجوب الإيمان بما جاء في القرآن فهو دال على وجوب الإيمان بما جاء في السنة؛ لأن مما جاء في القرآن الأمر باتباع النبي صلى الله عليه وسلم والرد إليه عند التنازع. والرد إليه يكون إليه نفسه في حياته وإلى سنته بعد وفاته.
فأين الإيمان بالقرآن لمن استكبرعن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم المأمور به في القرآن؟
وأين الإيمان بالقرآن لمن لم يرد النزاع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد أمر الله به في القرآن؟
وأين الإيمان بالرسول الذي أمر به القرآن لمن لم يقبل ما جاء في سنته؟
ولقد قال الله تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ)(111). ومن المعلوم أن كثيراً من أمور الشريعة العلمية والعملية جاء بيانها بالسنة، فيكون بيانها بالسنة من تبيان القرآن.
*شرح الشيخ العثيمين
هذا كله يدل على أن ماجاء في السُنة من ذلك فهو كما جاء في القرآن سواءً بسواء.

*المتن
وأما العقل: فنقول: إن تفصيل القول فيما يجب أو يمتنع أو يجوز في حق الله تعالى من أمور الغيب التي لا يمكن إدراكها بالعقل، فوجب الرجوع فيه إلى ما جاء في الكتاب والسنة.
*شرح الشيخ العثيمين
الآن لوقال قائلٌ:إنَّ اللهَ في جهة وقال آخرٌ:إن اللهَ ليس في جهةٍ إيش نقول؟ نقول:أما بالنسبة للفظ لانثبت ولاننفي لكن بالنسبة للمعنى نستفصل لماذ؟ لأن الذين نفوا الجهة ادعو أن أهل السُنة يُثبتون أن الله في جهةٍ تُحيط ُبه فصاروا يتوصلون بنفي الجهة إلى نفي العُلو ولهذا نحتاج أن نستفصل.طيب لو قال قائلٌ:إن اللهَ ليس بجسم وقال آخر بل للهِ جسمٌ لأنه استوى على العرش وينزل إلى السماء الدنيا ويأتي للفصل بين عباده ويقبضُ الصدقاتِ ويُربيها بكفه وما أشبه ذلك.فهذا يقول جسم والثاني يقول غير جسم نستفصل لأن الذين نفوا الجسم ادعوا أن إثبات أي صفة يستلزم التجسيم وقالواأجساما مُتماثلة فقالوا:إن الله لم يستو على العرش لأنك لو قلتَ استوى على العرش معناه صار جسماً..لاينزل لأنك لو قلتَ ينزل صار جسماً . ولايأتي للفصل بين العباد لأنه لو كان كذلك لكان جسماً وليس له يدٌ حقيقية وإلا لكان جسماً إلى آخره فنفوا الصفات بهذه الحجة. نقول لهم:أين في الكتاب أوالسُنةِ نفي الجسم؟ لو أن أحداً أثبته وقال:نعم أنا أقول له جسم هات لي دليلاً يدل على أن الله ليس بجسم؟ يستطيع يأتي بدليل؟ مايستطيع لكن إذا قال لي هات دليل على أن اللهَ جسمٌ أنا ماعندي دليل.إذن لاتثبت أنَّ اللهَ جسمٌ ولاتنفي أن اللهَ جسمٌ ولكن نستفصل عن المعنى وأثبت المعنى الحق وأنفِ المعنى الباطل أما اللفظ فدعه لاتقل الله ليس بجسم ولاتقول الله جسم.اترك هذا اللفظ هذا ماتكلم به الكتاب ولا السُنة ولا الصحابة. فنقول:ماتُريد بمعنى الجسم؟ إن قال:أريدُ بمعنى الجسم الشيء المركب من أعضاء وأبعاض وماأشبه ذلك.هذا ممتنع على الله ونقول نفيك الجسم بهذا المعنى صحيحٌ وإن أراد بنفي الجسم قال:أنا أنفي وأريد بالجسم الشيء القائم بنفسه المُتصف بالصفات اللائقة به قلنا:هذا ليس بصحيح يعني نفيك إياه ليس بصحيح بل هو بهذا المعنى جسم يعني أنه ذاتٌ قائمٌ بنفسه مُتصفٌ بالصفات التي تليقُ به يستوى على العرش وينزل إلى السماء الدنيا وماأشبه ذلك. إذن لفظ الجسم إثبات على سبيل الإطلاق خطأ ونفيه على سبيل الإطلاق خطأ والواجب التفصيل هذا في المعنى أما في اللفظ فأنا لاأقول:إن اللهّ جسمٌ ولاأقول : إن اللهَ ليس بجسم.ولهذا السفاريني-رحمه الله-صار عليه انقادٌ في قوله: وليس ربنا بجوهر ولاجسم ولاعرضٍ تعالى ذوالعُلو هذا خطأ ولهذا أبدله شيخنا عبد الرحمن السعدي في قوله: ليسَ الإلهُ مُشبِهاً عبيدَه في الوصفِ مع أسمائه العديدة وهذا بالحقيقةِ صحيحٌ لكن وليس ربنا بجوهر إيش يدريك؟ ولاجسم إيش يدريك؟ ولاعرض إيش يدريك؟ لاتنف اسكُت كما سكتَ اللهُ ورسوله.مافي القرآن جسم ولاليس بجسم ولاعند الصحابة.لكن هذه المسائل ولَّدها المتكلمون المُحْدَثون ليتوصلوا بها إلى معنىً باطلٍ لكن يوهمون العامة ومن ليس عندهم علمٌ راسخٌ بأن الذي قالوه هو الحق وأن هذا هوغاية ُالتنزيه لله-عزوجل-فينفون الصفات بمثل هذه الطرق.
الخلاصة:-هذه القاعدة مهمة.أيُّ إنسان يُجادلك في نفي شيءٍ أوإثبات عن الله تقول له:هات الدليل وإلا فاسكت لا تثبت ولاتنف والمعني الحق ثابتة لله تعالى والمعني الباطلة منفية عن الله.


التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 05-14-2013 الساعة 03:26 AM
  #25  
قديم 06-03-2013, 03:26 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
المجلس التاسع عشر
25
رجب 1434 هـ
تابع الفصل الثالث

قواعد في أدلة الأسماء والصفات
القاعدة الثانية: الواجب في نصوص القرآن والسنة إجراؤها على ظاهرها دون تحريف لاسيما نصوص الصفات حيث لا مجال للرأي فيها.
ودليل ذلك: السمع، والعقل.
أما السمع: فقوله تعالى: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ* بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)(112).
وقوله: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)(113).
وقوله: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)(114).
وهذا يدل على وجوب فهمه على ما يقتضيه ظاهره
باللسان العربي إلا أن يمنع منه دليل شرعي.

وقد ذم الله تعالى اليهود على تحريفهم، وبين أنهم
بتحريفهم من أبعد الناس عن الإيمان. فقال:
(أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ
كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
)(115).
وقال تعالى:( مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ
وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا
)(116). الآية.
وأما العقل: فلأن المتكلم بهذه النصوص أعلم بمراده من
غيره، وقد خاطبنا باللسان العربي المبين فوجب قبوله على
ظاهره وإلا لاختلفت الآراء وتفرقت الأمة.
__________

(112) سورة الشعراء، الآيات: 193 - 195.
(113) سورة يوسف، الآية: 2.
(114) سورة الزخرف، الآية: 3.
(115) سورة البقرة، الآية: 75.
(116) سورة النساء، الآية: 46.
  #26  
قديم 06-03-2013, 03:45 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
y

شرح الشيخ العثيمين

فنحنُ نُسلم بهذه النصوص ونُجريها على ظاهرها مع اعتقاد أن ظاهرها لايُرادُ به الباطل يعني لو قال قائلٌ:إن ظاهر قوله تعالى:"بل يداهُ مبسوطتان" أن تكون له يدان تُماثلان أيدي المخلوق.هل هذا هو الظاهر؟ أسألكم جَردوا أنفسكم من كل شيءٍ"بل يداهُ مبسوطتان" هل تفهمون أن هاتين اليدين تُماثلان أيدي المخلوقين؟ ها. لأ ما نفهم هذا.إذن ليس هو ظاهر اللفظ بل نفهم يداهُ اللائقتان به.كما لو قلتُ للهر يدان والهر البِس هل أحد من الناس يقولإن ظاهر هذا اللفظ أن يدي الهِر كيدي الإنسان؟ لأمادام أضفته إلى الهِرمعناها تليق بالهر. للذرة يدان هل تليق أن أحدا يفهم من هذا الكلام أن يدي الذرة كيدي الجمل والفيل؟ ها..لأ أبداً مادام أضيف للذرة عارف أنها يد كيد الذرة. إذن ظاهر النصوص في أسماء الله وصفاته ظاهرها المعنى اللائق بالله ولهذا يجب علينا إجراؤها على ظاهرها لاعلى سبيل التمثيل بل على المعنى اللائق بالله-سبحانه وتعالى-لأن هذه صفاتٌ أضيفت إلى موصوفها فيقتضي أن تكون لائقة ًبه. أنا أقول أمسكتُ الكأسَ يدَهُ بيدي هل تفهم أن يدَ الكأسِ كيدي؟ ها إيش يد الكأس؟ العروة هذه يد الكأس لكن يدي غير يد الكأس شوف يده بيدي كلمتان في جملة واحدة ومع ذلك كلٌ يفهم من اليد المُضافة إلى الكأس غير مايفهم من اليد المُضافة إلى الذي أمسك. فإذن يدُ اللهِ-عزوجل-التي نطق بها القرآن والسُنة ليس ظاهرها أنها كأيدي المخلوقين أبداً بل إن ظاهرها يدٌ تليقُ به-سبحانه وتعالى-.وحينئذٍ نقطعُ دابرَ هؤلاءِ المحرِّفين الذين يدَّعون أن ظواهرالكتاب والسُنة يُفضي إلى هو التمثيل ويتوصلون بهذا الاعتقاد الباطل إلى نفي ماجاء في الكتاب والسُنة.
. [المتن] ودليلُ ذلك السمع والعقل. أما السمع:فقوله تعالى:"نزل به الروحُ الأمينُ على قلبكَ لتكونَ من المُنذِرين بلسانٍ عربيٍ مُبين" وقوله:"إنا أنزلناهُ قرآناً عربياً لعلكم تعقلون" وقوله:"إناجعلناهُ قرآناً عربياً لعلكم تعقلون". وهذا يدل على وجوب فهمهِ على مايقتضيه ظاهره بالسان العربي إلاأن يمنع منه دليلٌ شرعيٌ. الشرح:- يقول:"بلسانٍ عربيٍّ مبين" إذن ما الواجب إذا جاءنا شيءٌ في الكتاب والسُنة ما الواجب ؟ أن نُجريه على مايقتضيه هذا اللفظ باللسان العربي لأنه نزل باللسان العربي.كذلك يقول:"إناأنزلناهُ قرآناعربياًلعلكم تعقلون" "إنا جعلناهُ قرآنا عربيا لعلكم تعقلون آياتان الأولى في يوسف والثانية في الزخرف."لعلكم تعقلون"هذاللتعليل أي لأجل أن تعقلوا معانيه لأنه نزل بلغتكم فهذا يلزم أن نُجريه على مايقتضيه اللسان العربي ولهذا قال:وهذا يدل على وجوب فهمه على مايقتضيه ظاهره باللسان العربي إلاأن يمنع منه دليلٌ شرعي واللهُ أعلم.
[المتن] ولقد ذمَّ اللهُ تعالى اليهود على تحريفهم وبيَّنَ أنهم بتحريفِهم من أبعد الناس عن الإيمان فقال:"أفتطمعون أن يُؤمنوا لكم وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلامَ اللهِ ثمَ يُحرفونه من بعدِ ماعقلوه وهم يعلمون".وقال تعالى: "من الذين هادوا يُحرفون الكَلِم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا".
وأما العقل:فلأن المُتكلمَ بهذه النصوص أعلمُ بمرادهِ من غيرهِ وقد خاطبنا باللسان العربي المبين فوجب قبوله على ظاهره وإلا لاختلفت الآراء وتفرقت الأمة. الشرح:- واضح الآن أن الواجب في نصوص القرآن والسُنة إجراؤها على ظاهرها هذا الواجب دون تحريفٍ. دليلُ ذلك السمع والعقل. السمع استدللنا بعدة آيات وبيَّنا في الآية الأخيرة أن التحريف من صُنع اليهود وأن مَنْ حرَّف من هذه الأمة نصوصَ الكتاب والسُنة سواءً العملية أو العلمية كان فيه شبهٌ من اليهود. أما العقل:فنقول:إنَّ المتكلمَ بهذه النصوص وهو الله ورسوله أعلمُ الناس بمراده ولا لأ؟ كما أن كلَ متكلمٍ أعلمُ الناسِ بمراده .كلُ متكلمٍ سواء الله أو رسوله أو غيرهما فإنه أعلمُ الناسِ بمراده أي بمراد ماتكلم به. والله-عزوجل-خاطب النبى بماذا؟ باللسان العربي المبين كما قال تعالى:"نزلَ به الروحُ الأمينُ على قلبكَ لتكونَ من المُنذرين بلسانٍ عربيٍ مبين".إذا كان كذلك فإنه يجب قبوله على ظاهره لأننا لو لم نقل بقبوله على ظاهره لكان أنا

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 06-03-2013 الساعة 04:05 AM
  #27  
قديم 06-10-2013, 03:05 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016

المجلس العشرون
2 شعبان
1434 هـ
تابع الفصل الثالث

قواعد في أدلة الأسماء والصفات

القاعدة الثالثة: ظواهر نصوص الصفات معلومة لنا باعتبار ومجهولة لنا باعتبار آخر، فباعتبار المعنى هي معلومة. وباعتبار الكيفية التي هي عليها مجهولة.

وقد دل على ذلك: السمع والعقل.
أما السمع: فمنه قوله تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)(117). وقوله تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكـُمْ تَعْقِلُونَ)(118).وقـوله -جـل ذكره- (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(119).

والتدبر لا يكون إلا فيما يمكن الوصول إلى فهمه، ليتذكر الإنسان بما فهمه منه.

وكون القرآن عربياً ليعقله من يفهم العربية يدل على أن معناه معلوم وإلا لما كان فرق بين أن يكون باللغة العربية أو غيرها.
وبيان النبي صلى الله عليه وسلم القرآن للناس شامل لبيان لفظه وبيان معناه.


وأما العقل: فلأن من المحال أن ينزل الله تعالى كتاباً أو يتكلم رسوله صلى الله عليه وسلم بكلام يقصد بهذا الكتاب وهذا الكلام أن يكون هداية للخلق، ويبقى في أعظم الأمور وأشدها ضرورة مجهول المعنى، بمنزلة الحروف الهجائية التي لا يفهم منها شيء؛ لأن ذلك من السفه الذي تأباه حكمة الله تعالى، وقد قال الله تعالى عن كتابه: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)(120).


هذه دلالة السمع والعقل على علمنا بمعاني نصوص الصفات.
وأما دلالتهما على جهلنا لها باعتبار الكيفية،فقد سبقت في القاعدة السادسة من قواعد الصفات.
وبهذا علم بطلان مذهب المفوضة الذين يفوضون علم معاني نصوص الصفات، ويدعون أن هذا مذهب السلف. والسلف بريئون من هذا المذهب، وقد تواترت الأقوال عنهم بإثبات المعاني لهذه النصوص إجمالاً أحياناً وتفصيلاً أحياناً، وتفويضهم الكيفية إلى علم الله - عز وجل.


قال شيخ الإسلام ابن تيميه في كتابه المعروف بـ "العقل والنقل" ص116 جـ1 المطبوع على هامش (منهاج السنة):

"وأما التفويض فمن المعلوم أن الله أمرنا بتدبر القرآن وحضنا على عقله وفهمه، فكيف يجوز مع ذلك أن يراد منا الإعراض عن فهمه ومعرفته وعقله - إلى أن قال ص118 -: وحينئذٍ فيكون ما وصف الله به نفسه في القرآن أو كثير مما وصف الله به نفسه لا يعلم الأنبياء معناه. بل يقولون كلاماً لا يعقلون معناه، قال: ومعلوم أن هذا قدح في القرآن والأنبياء إذ كان الله أنزل القرآن وأخبر أنه جعله هدىً وبياناً للناس، وأمر الرسول أن يبلغ البلاغ المبين، وأن يبين للناس ما نزل إليهم وأمر بتدبر القرآن وعقله ومع هذا فأشرف ما فيه وهو ما أخبر به الرب عن صفاته... لا يعلم أحد معناه فلا يعقل ولا يتدبر، ولا يكون الرسول بين للناس ما نزل إليهم، ولا بلغ البلاغ المبين، وعلى هذا التقدير فيقول كل ملحد ومبتدع الحق في نفس الأمر ما علمته برأيي وعقلي، وليس في النصوص ما يناقض ذلك؛ لأن تلك النصوص مشكلة متشابهة، ولا يعلم أحد معناها، وما لا يعلم أحد معناه لا يجوز أن يستدل به، فيبقى هذا الكلام سداً لباب الهدى والبيان من جهة الأنبياء، وفتحاً لباب من يعارضهم ويقول: إن الهدى والبيان في طريقنا لا في طريق الأنبياء؛ لأننا نحن نعلم ما نقول ونبينه بالأدلة العقلية، والأنبياء لم يعلموا ما يقولون فضلاً عن أن يبينوا مرادهم، فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد. أهـ. كلام الشيخ وهو كلام سديد من ذي رأي رشيد، وما عليه مزيد - رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وجمعنا به في جنات النعيم.
______________

(117) سورة ص، الآية: 29.
(118) سورة الزخرف، الآية: 3.
(119) سورة النحل، الآية: 44.
(120) سورة هود، الآية: 1.


التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 06-11-2013 الساعة 12:44 PM
  #28  
قديم 06-10-2013, 03:20 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016

شرح الشيخ العثيمين

"كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ "
وإذا كان نُزل لتدبر الآيات فمعلوم أن مالا يُمكن الوصول إلى معناه لافائدة من تدبره لأن المقصود بالتدبر الوصول إلى المعنى ولهذا قال:"
وَلِيَتَذَكَّرَ"ولاتذكر إلابعد معرفة المعنى.أيضاًيقول:"إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكـُمْ تَعْقِلُونَ" تعقلون إيش؟ لفظه ولامعناه؟ معناه وكذلك لفظه بالنسبة للسان العربي، لو فرض أنه لايعقل معناه لم يكن فرقٌ بين أن يكون باللسان العربي أواللسان الأعجمي.أيضا يقولُ تعالى:"وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" والرسول-صلى الله عليه وسلم-بيَّنَ القرآن لفظه ومعناه.فإذا قال قائلٌ:إذن يلزمكم على هذا أن يكون للرسول-صلى الله عليه وسلم- تفسيرٌ في القرآن؟ تفسيرٌ كاملٌ مُجلدات للقرآن؟ فالجواب: أن القرآن بلسانٍ عربي والذين نزل القرآن بلغتهم لا يحتاجون إلى تفسير إلا في أمورغامضة فسرها الرسول-عليه الصلاة والسلام-. كقوله:"للذين أحْسَنوا الحُسْنى وزيادة ٌ"قال الزيادة:هي النظرُ إلى وجه الله.وكقوله:"ألا إنَّ القوة الرمي"في تفسير"وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ "(الأنفال60)

وما أشبه ذلك لكن الباقي أمره واضح عند الصحابة ما يحتاج إلى تفسير.فالرسول-صلى الله عليه وسلم-بيَّنَ لفظ القرآن ومعناه ولم يترك منه شيئاً وحينئذٍ نقول:نصوص الصفات معلومة أم غير معلومة؟ نقول معلومة باعتبار المعنى أما باعتبار الكيفية فهي مجهولة لنا.


  #29  
قديم 06-18-2013, 04:15 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
افتراضي

مجلس رقم 21
10 شعبان 1434هـ

[المتن]

وأما العقل: فلأن من المُحال أن يُنزِّلَ اللهُ تعالى كتاباً يتَكلم رسوله-صلى الله عليه وسلم-بكلام يُقصد بهذا الكتاب وهذا الكلام أن يكون هِداية للخلق ًللناس ويبقى في أعظم الأمور وأشدها ضرورة ًمجهول المعنى بمنزلة الحروف الهجائية التي
لايُفهم منها شيءٌ لأن ذلك من السَّفهِ الذي تأباهُ حِكمة ُاللهِ تعالى.وقد قال اللهُ تعالى عن كتابه:"كِتابٌ أحْْكِمَت آياته
ثُمَ فُصِّلت من لدنَّ حكيمٌ خبيرٌ".

الشرح:-

نقول:اللهُ تعالى أنزل كتاباً والنبي-صلى الله عليه وسلم تكلم بكلام ما الغرضُ من هذا الكتاب وهذا الكلام؟ هداية الخلق لمصالح دينهم ودنياهم فهل من المعقول أن يكون هذا الكلام الذي يُقصد به هِداية ُالخلق لا يُعرف معناه؟بل هو بمنزلة الحروف الهجائية؟!! الجواب:لأ ليس من المعقول أبداً لأن لفظاً لايُعْلم معناه لايُمكن أن يكون هِداية ًولذلك لو جاء واحدٌ أعجمي يبربر يتكلم كلاماً كثيراًطويلاً هل نعرف معناه؟ هل استفدنا من كلامه؟ مااستفدنا من كلامه.إذا قلنا:إن الكتاب والسُنة لايُعرف معناهما فيما يتعلق بالصفات فمعنى هذا أننا كابرنا المعقول كما أنكرنا المنقول. فالمنقول:كما رأيتم كله فيه دليلٌ على أن القرآن بيانٌ. وكابرنا المعقول:لأنه ليس من المعقول أن ينزل هذا الكتاب ويتكلم هذا النبي بالكلام الذي يُرادُ به الهِداية ولكن المُخاطَبون لايعرفون المعنى.إذاً لم يستفيدوا من هذا اللفظ شيئاً.فالضرورة العقلية تستلزم أن يكون القرآنُ معلومَ المعنى وكذلك السُنة هذا أمرٌ ضروريٌ عقليٌ لانحيد عنه.
[المتن]
هذه دِلالة السمع والعقل الكتاب على علمنا بمعاني نصوص الصفات.وأما دلالتهما على جهلنا لها باعتبار الكيفية فقد سبقت في القاعدة السادسة من قواعد الصفات وبهذا عُلم بُطلان مذهب المُفَوِّضة الذين يُفوضون علم معني نصوص الصفات ويدَّعون أن هذا مذهب السلف والسلف بريئون من هذا المذهب وقد تواترت الأقوال عن السلف بإثبات المعاني لهذه النصوص إجمالاً أحياناً وتفصيلاً أحياناً وتفويضهم الكيفية إلى علم الله-عزوجل-.

الشرح:-

انتبه الآن عندنا مذهب يُسميه بعضُ الناس مذهب أهل السُنة أو مذهب السلف وهو التفويض ولذلك بعضهم يقول:أهلُ السُنةِ ينقسمون إلى قسمين:مفوِّضة ومُؤَوِلة ثم لايذكرون المذهب الحقيقي لأهل السُنة.المُفوِّضة معناه عندهم الذين يقرأون النصوص ويُفوضون أمرهاإلى الله يقول"استوى على العرش"إيش معنى استوى؟ يقول اللهُ أعلم.هؤلاء أهل التفويض.أهل التأويل إيش يقولون؟إذا سألتهم ما معنى استوى على العرش؟قالوا:استولى.هؤلاء الجماعة الجاهلون بذهب السلف يقولون:إن مذهب السلف هوالتفويض وهذا مشهورٌ حتى عند علماء أكابر مايفهمون مذهب السلف تماماً يقولون مذهب السلف التفويض إقرأ وفوض الأمر إلى الله.عندهم البيت المشهور في عقائدهم: وكُلُ نصٍ أوْهَمَ التشبيهَ أوِّله أو فوِّض ورُم تنزيها وعندهم جميعاً نصوص الصفات كلها توهم التشبيه فهم يقولون:كلُ نص أوهم التشبيه أوِّله شوف قدم التأويل أو فوِّض ورُمْ تنزيها هذه قاعدة باطلة لأنه مافي النصوص شيءٌ يوهم التشبيه أبداً بل كلها تدل على أن الصفات لائقة بالله-عزوجل-.

المهم انتبهوا لهذه المسألة يغلط فيها من أكابرالعلماء يقول مذهب أهل السنة ينقسم إلى قسمين تفويض وتأويل.التفويض هومذهب السلف والتأويل مذهب الخلف طيب نسألهم ماهو التفويض؟قال:إنكَ تفوض النص ماتقول شيئاً أبداً في معناه
ومعلوم أن هذا من أبطل الأقوال.
أن اللهَ يُنزل علينا كتاباً ويقول الرسول-صلى الله عليه وسلم-سُنة ًونقول في أعظم ما تَردُ من أجله وهو الصفات إنه لايُفهم معناه؛هذا من أكبر القدح في القرآن والسُنة واهل السُنة والجماعة بريئون من هذا المذهب ويُنكرونه لأنهم يُثبتون المعاني,يُثبتون النصوص ومعانيها اللائقة بالله-عزوجل-.لو قال لك قائلٌ:هل أهل السُنة والسلف ينفون التفويض مطلقاٌ؟ نفصل,التفويض في الكيفية يُثبتونه والتفويض في المعنى يُنكرونه. التفويض يقول"بإثبات المعاني لهذه النصوص إجمالاً أحياناً وتفصيلا أحياناً وتفويضهم الكيفية إلى علم الله-عزوجل-فيقول استوى لكن كيف استوى؟ مانقول.
[المتن]
قال شيخ ابن تيمية في كتابه المعروف"بالعقل والنقل " (ص/116-ج/1)المطبوع على هامش"منهاج أهل السُنة". الشرح:-


هذا الكتاب أثنى عليه ابن القيم ثناءًا عظيماً حتى قال فيه:(وله كتاب العقل والنقل الذي مافي الوجود له نظيرٌ ثان)يعني مما ألف الناس في إبطال مذهب أهل الإلحاد والفلاسفة ماله نظيرلكن لايقرأه إلا إنسانٌ مُتبحرٌ في العلم أما رجلٌ صغيرٌ يروح يقرأ هذا الكتاب فإنه سوف يغرق لأنه لايسبح في البحر إلا عوام تيجي للصغير مايعرف يسبح في البِركة اللي مترين ويروح يسبح في البحر يغرق لكن اللي عنده فهم يرى في هذا الكتاب العجب العجاب-رحمه الله-من تأليفه وهو مطبوع مستقل الآن وسُمي َباسم آخر هو"درء تعارض العقل والنقل"يعني دفع,يعني العقل والنقل لايتعارضان حتى انه-رحمه الله-ذكر فيه قاعدة عجيبة قال:"كلُ إنسان ادعى أن النصوص تدل على قول باطل فأنا مستعد أن أجعل دليلهُ دليلاً عليه"(ا.هـ)

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 06-18-2013 الساعة 12:16 PM
  #30  
قديم 06-24-2013, 05:05 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
مجلس رقم 22
23 شعبان 1434هـ
* توقف لبعد رمضان *
20 شوال 1434هـ
تابع الفصل الثالث
قواعد في أدلة الأسماء والصفات

القاعدة الرابعة: ظاهر النصوص ما يتبادر منها إلى الذهن من المعاني، وهو يختلف بحسب السياق وما يضاف إليه الكلام، فالكلمة الواحدة يكون لها معنى في سياق، ومعنى آخر في سياق. وتركيب الكلام يفيد معنى على وجه
ومعنى آخر على وجه.

فلفظ (القرية)، مثلاً يراد به القوم تارة، ومساكن القوم تارة أخرى.

فمن الأول قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً )(121).
ومن الثاني قوله تعالى عن الملائكة ضيف إبراهيم: (إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَة)(122).
وتقول: صنعت هذا بيدي، فلا تكون اليد كاليد في قوله تعالى: (لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ)(123)؛ لأن اليد في المثال أضيفت إلى المخلوق فتكون مناسبة له، وفي الآية أضيفت إلى الخالق فتكون لائقة به، فلا أحد سليم الفطرة صريح العقل يعتقد أن يد الخالق كيد المخلوق أو بالعكس.
ونقول: ما عندك إلا زيد*، وما زيد إلا عندك**، فتفيد الجملة الثانية معنى غير ما تفيده الأولى مع اتحاد الكلمات، لكن اختلف التركيب فغير المعنى به.
إذا تقرر هذا فظاهر نصوص الصفات ما يتبادر منها إلى الذهن من المعاني.
*وقد انقسم الناس فيه إلى ثلاثة أقسام:
-القسم الأول: من جعلوا الظاهر المتبادر منها معنى حقاً يليق بالله - عز وجل - وأبقوا دلالتها على ذلك، وهؤلاء هم السلف الذين اجتمعوا على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والذين لا يصدق لقب أهل السنة والجماعة إلا عليهم.
وقد أجمعوا على ذلك كما نقله ابن عبد البر فقال: "أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن الكريم والسنة، والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على المجاز، إلا أنهم لا يكيفون شيئاً من ذلك، ولا يحدون فيه صفة محصورة" اهـ.
وقال القاضي أبو يعلى في كتاب "إبطال التأويل": "لا يجوز رد هذه الأخبار، ولا التشاغل بتأويلها، والواجب حملها على ظاهرها، وأنها صفات الله، لا تشبه صفات سائر الموصوفين بها من الخلق، ولا يعتقد التشبيه فيها، لكن على ما روي عن الإمام أحمد وسائر الأئمة" اهـ. نقل ذلك عن ابن عبد البر والقاضي شيخ الإسلام ابن تيميه في الفتوى الحموية ص87-89 جـ5 من مجموع الفتاوى لابن القاسم.
وهذا هو المذهب الصحيح، والطريق القويم الحكيم، وذلك لوجهين:
الأول: أنه تطبيق تام لما دل عليه الكتاب والسنة من وجوب الأخذ بما جاء فيهما من أسماء الله وصفاته كما يعلم ذلك من تتبعه بعلم وإنصاف.
الثاني: أن يقال: إن الحق إما أن يكون فيما قاله السلف أو فيما قاله غيرهم، والثاني باطل لأنه يلزم منه أن يكون السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان تكلموا بالباطل تصريحاً أو ظاهراً، ولم يتكلموا مرة واحدة لا تصريحاً ولا ظاهراً بالحق الذي يجب اعتقاده. وهذا يستلزم أن يكونوا إما جاهلين بالحق وإما عالمين به لكن كتموه، وكلاهما باطل، وبطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم، فتعين أن يكون الحق فيما قاله السلف دون غيرهم.
-القسم الثاني: من جعلوا الظاهر المتبادر من نصوص الصفات معنى باطلاً لا يليق بالله وهو: التشبيه، وأبقوا دلالتها على ذلك. وهؤلاء هم المشبهة ومذهبهم باطل محرم من عدة أوجه:
الأول: أنه جناية على النصوص وتعطيل لها عن المراد بها، فكيف يكون المراد بها التشبيه وقد قال الله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)(124)
الثاني: أن العقل دل على مباينة الخالق للمخلوق في الذات والصفات، فكيف يحكم بدلالة النصوص على التشابه بينهما؟
الثالث: أن هذا المفهوم الذي فهمه المشبه من النصوص مخالف لما فهمه السلف منها فيكون باطلاً.
فإن قال المشبه: أنا لا أعقل من نزول الله ويده إلا مثل ما للمخلوق من ذلك، والله تعالى لم يخاطبنا إلا بما نعرفه ونعقله فجوابه من ثلاثة أوجه:
أحدها: أن الذي خاطبنا بذلك هو الذي قال عن نفسه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ). ونهى عباده أن يضربوا له الأمثال، أو يجعلوا له أنداداً فقال: (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(125) وقال: (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)(126). وكلامه - تعالى - كله حق يصدق بعضه بعضاً، ولا يتناقض.
ثانيها: أن يقال له: ألست تعقل لله ذاتاً لا تشبه الذوات؟
فسيقول: بلى! فيقال له: فلتعقل له صفات لا تشبه الصفات، فإن القول في الصفات كالقول في الذات، ومن فرق بينهما فقد تناقض!.
ثالثها: أن يقال: ألست تشاهد في المخلوقات ما يتفق في الأسماء ويختلف في الحقيقة والكيفية؟ فسيقول: بلى! فيقال له: إذا عقلت التباين بين المخلوقات في هذا، فلماذا لا تعقله بين الخالق والمخلوق، مع أن التباين بين الخالق والمخلوق أظهر وأعظم، بل التماثل مستحيل بين الخالق والمخلوق كما سبق في القاعدة السادسة من قواعد الصفات.
-القسم الثالث: من جعلوا المعنى المتبادر من نصوص الصفات معنى باطلاً، لا يليق بالله وهو التشبيه، ثم إنهم من أجل ذلك أنكروا ما دلت عليه من المعنى اللائق بالله، وهم أهل التعطيل سواء كان تعطيلهم عاماً في الأسماء والصفات، أم خاصاً فيهما، أو في أحدهما، فهؤلاء صرفوا النصوص عن ظاهرها إلى معاني عينوها بعقولهم، واضطربوا في تعيينها اضطراباً كثيراً، وسموا ذلك تأويلاً، وهو في الحقيقة تحريف.
ومذهبهم باطل من وجوه:
أحدها: أنه جناية على النصوص حيث جعلوها دالة على معنى باطل غير لائق بالله ولا مراد له.
الثاني: أنه صرف لكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم عن ظاهره، والله - تعالى - خاطب الناس بلسان عربي مبين، ليعقلوا الكلام ويفهموه على ما يقتضيه هذا اللسان العربي، والنبي صلى الله عليه وسلم خاطبهم بأفصح لسان البشر؛ فوجب حمل كلام الله ورسوله على ظاهره المفهوم بذلك اللسان العربي؛ غير أنه يجب أن يصان عن التكييف والتمثيل في حق الله - عز وجل.
الثالث: أن صرف كلام الله ورسوله عن ظاهره إلى معنى يخالفه، قول على الله بلا علم وهو محرم ؛ لقوله - تعالى - : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)(127). ولقوله - سبحانه -: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)(128).
فالصارف لكلام الله - تعالى - ورسوله عن ظاهره إلى معنى يخالفه قد قفا ما ليس له به علم. وقال على الله ما لا يعلم من وجهين:
الأول: أنه زعم أنه ليس المراد بكلام الله - تعالى - ورسوله كذا، مع أنه ظاهر الكلام.
الثاني: أنه زعم أن المراد به كذا لمعنى آخر لا يدل عليه ظاهر الكلام.
وإذا كان من المعلوم أن تعيين أحد المعنيين المتساويين في الاحتمال قول بلا علم؛ فما ظنك بتعيين المعنى المرجوح المخالف لظاهر الكلام؟!
مثال ذلك: قوله - تعالى - لإبليس (مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَي)(129). فإذا صرف الكلام عن ظاهره، وقال: لم يرد باليدين اليدين الحقيقيتين وإنما أراد كذا وكذا. قلنا له: ما دليلك على ما نفيت؟! وما دليلك على ما أثبت؟! فإن أتى بدليل - وأنى له ذلك - وإلا كان قائلاً على الله بلا علم في نفيه وإثباته.
الوجه الرابع: في إبطال مذهب أهل التعطيل: أن صرف نصوص الصفات عن ظاهرها مخالف لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها، فيكون باطلاً، لأن الحق بلا ريب فيما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وسلف الأمة وأئمتها.
الوجه الخامس: أن يقال للمعطل:
هل أنت أعلم بالله من نفسه؟ فسيقول: لا.
ثم يقال له: هل ما أخبر الله به عن نفسه صدق وحق؟ فسيقول: نعم.
ثم يقال له: هل تعلم كلاماً أفصح وأبين من كلام الله - تعالى؟ فسيقول: لا.
ثم يقال له: هل تظن أن الله - سبحانه وتعالى - أراد أن يعمي الحق على الخلق في هذه النصوص ليستخرجوه بعقولهم؟ فسيقول: لا.
هذا ما يقال له باعتبار ما جاء في القرآن.
أما باعتبار ما جاء في السنة فيقال له:
هل أنت أعلم بالله من رسوله صلى الله عليه وسلم؟ فسيقول: لا.
ثم يقال له: هل ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحق صدق وحق؟ فسيقول: نعم.
ثم يقال له: هل تعلم أن أحداً من الناس أفصح كلاماً، وأبين من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فسيقول لا ثم يقال له هل تعلم أن أحداً من الناس أنصح لعباد الله من رسول الله ؟ فسيقول : لا
فيقال له: إذا كنت تقر بذلك فلماذا لا يكون عندك الإقدام والشجاعة في إثبات ما أثبته الله - تعالى - لنفسه، وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم على حقيقته وظاهره اللائق بالله؟ وكيف يكون عندك الإقدام والشجاعة في نفي حقيقته تلك، وصرفه إلى معنى يخالف ظاهره بغير علم؟
وماذا يضيرك إذا أثبت لله - تعالى - ما أثبته لنفسه في كتابه، أو سنة نبيه على الوجه اللائق به، فأخذت بما جاء في الكتاب والسنة إثباتاً ونفياً؟
أليس هذا أسلم لك وأقوم لجوابك إذا سئلت يوم القيامة: (مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ)(130).
أوليس صرفك لهذه النصوص عن ظاهرها، وتعيين معنى آخر مخاطرة منك؟! فلعل المراد يكون - على تقدير جواز صرفها - غير ما صرفتها إليه.
الوجه السادس في إبطال مذهب أهل التعطيل: أنه يلزم عليه لوازم باطلة؛ وبطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم.
فمن هذه اللوازم:
أولاً: أن أهل التعطيل لم يصرفوا نصوص الصفات عن ظاهرها إلا حيث اعتقدوا أنه مستلزم أو موهم لتشبيه الله - تعالى - بخلقه، وتشبيه الله - تعالى - بخلقه كفر؛ لأنه تكذيب لقوله - تعالى-: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)(131). قال نعيم بن حماد الخزاعي أحد مشايخ البخاري - رحمهما الله -: من شبه الله بخلقه فقد كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيهاً. أهـ.
ومن المعلوم أن من أبطل الباطل أن يجعل ظاهر كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم تشبيهاً وكفراً أو موهماً لذلك.
ثانياً: أن كتاب الله - تعالى - الذي أنزله تبياناً لكل شيء، وهدى للناس، وشفاءً لما في الصدور، ونوراً مبيناً، وفرقاناً بين الحق والباطل لم يبين الله - تعالى - فيه ما يجب على العباد اعتقاده في أسمائه وصفاته، وإنما جعل ذلك موكلاً إلى عقولهم، يثبتون لله ما يشاءون، وينكرون ما لا يريدون. وهذا ظاهر البطلان.
ثالثاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها، كانوا قاصرين أو مقصرين في معرفة وتبيين ما يجب لله تعالى من الصفات أو يمتنع عليه أو يجوز؛ إذ لم يرد عنهم حرف واحد فيما ذهب إليه أهل التعطيل في صفات الله - تعالى - وسموه تأويلاً.
وحينئذ إما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون وسلف الأمة وأئمتها قاصرين لجهلهم بذلك وعجزهم عن معرفته، أو مقصرين لعدم بيانهم للأمة، وكلا الأمرين باطل!!
رابعاً: أن كلام الله ورسوله ليس مرجعاً للناس فيما يعتقدونه في ربهم وإلاههم الذي معرفتهم به من أهم ما جاءت به الشرائع بل هو زبدة الرسالات، وإنما المرجع تلك العقول المضطربة المتناقضة وما خالفها، فسبيله التكذيب إن وجدوا إلى ذلك سبيلاً، أو التحريف الذي يسمونه تأويلاً، إن لم يتمكنوا من تكذيبه.
خامساً: أنه يلزم منه جواز نفي ما أثبته الله ورسوله، فيقال في قوله - تعالى -: (وَجَاءَ رَبُّكَ)(132).إنه لا يجيء،وفي قوله صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا"(133) إنه لا ينزل لأن إسناد المجيء والنزول إلى الله مجاز عندهم، وأظهر علامات المجاز عند القائلين به صحة نفيه، ونفي ما أثبته الله ورسوله من أبطل الباطل، ولا يمكن الانفكاك عنه بتأويله إلى أمره؛ لأنه ليس في السياق ما يدل عليه.
ثم إن من أهل التعطيل من طرد قاعدته في جميع الصفات، أو تعدى إلى الأسماء - أيضاً - ومنهم من تناقض فأثبت بعض الصفات دون بعض، كالأشعرية والماتريدية: أثبتوا ما أثبتوه بحجة أن العقل يدل عليه، ونفوا ما نفوه بحجة أن العقل ينفيه أو لا يدل عليه.
فنقول لهم: نفيكم لما نفيتموه بحجة أن العقل لا يدل عليه يمكن إثباته بالطريق العقلي الذي أثبتم به ما أثبتموه كما هو ثابت بالدليل السمعي.
مثال ذلك: أنهم أثبتوا صفة الإرادة، ونفوا صفة الرحمة.
أثبتوا صفة الإرادة لدلالة السمع والعقل عليها.
أما السمع: فمنه قوله تعالى: (وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ)(134).
وأما العقل: فإن اختلاف المخلوقات وتخصيص بعضها بما يختص به من ذات أو وصف دليل على الإرادة.
ونفوا الرحمة؛ لأنها تستلزم لين الراحم ورقته للمرحوم، وهذا محال في حق الله تعالى.
وأولوا الأدلة السمعية المثبتة للرحمة إلى الفعل أو إرادة الفعل ففسروا الرحيم بالمنعم أو مريد الإنعام.
فنقول لهم: الرحمة ثابتة لله تعالى بالأدلة السمعية، وأدلة ثبوتها أكثر عدداً وتنوعاً من أدلة الإرادة. فقد وردت بالاسم مثل: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)(135). والصفة مثل: (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ)(136). والفعل مثل: (وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ)(137).
ويمكن إثباتها بالعقل فإن النعم التي تترى على العباد من كل وجه، والنقم التي تدفع عنهم في كل حين دالة على ثبوت الرحمة لله - عز وجل - ودلالتها على ذلك أبين وأجلى من دلالة التخصيص على الإرادة، لظهور ذلك للخاصة والعامة، بخلاف دلالة التخصيص على الإرادة، فإنه لا يظهر إلا لأفراد من الناس.
وأما نفيها بحجة أنها تستلزم اللين والرقة؛ فجوابه: أن هذه الحجة لو كانت مستقيمة لأمكن نفي الإرادة بمثلها فيقال: الإرادة ميل المريد إلى ما يرجو به حصول منفعة أو دفع مضرة، وهذا يستلزم الحاجة، والله تعالى منزه عن ذلك.
فإن أجيب: بأن هذه إرادة المخلوق أمكن الجواب بمثله في الرحمة بأن الرحمة المستلزمة للنقص هي رحمة المخلوق.
وبهذا تبين بطلان مذهب أهل التعطيل سواء كانت تعطيلاً عاماً أو خاصاً.
وبه علم أن طريق الأشاعرة والماتريدية في أسماء وصفاته وما احتجوا به لذلك لا تندفع به شبه المعتزلة والجهمية وذلك من وجهين:
أحدهما: أنه طريق مبتدع لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا سلف الأمة وأئمتها، والبدعة لا تدفع بالبدعة وإنما تدفع بالسنة.
الثاني: أن المعتزلة والجهمية يمكنهم أن يحتجوا لما نفوه على الأشاعرة والماتريدية بمثل ما احتج به الأشاعرة والماتريدية لما نفوه على أهل السنة، فيقولون: لقد أبحتم لأنفسكم نفي ما نفيتم من الصفات بما زعمتموه دليلاً عقلياً وأولتم دليله السمعي، فلماذا تحرمون علينا نفي ما نفيناه بما نراه دليلاً عقلياً، ونأول دليله السمعي، فلنا عقول كما أن لكم عقولاً، فإن كانت عقولنا خاطئة فكيف كانت عقولكم صائبة، وإن كانت عقولكم صائبة فكيف كانت عقولنا خاطئة، وليس لكم حجة في الإنكار علينا سوى مجرد التحكم وإتباع الهوى.
وهذه حجة دامغة وإلزام صحيح من الجهمية والمعتزلة للأشعرية والماتريدية، ولا مدفع لذلك ولا محيص عنه إلا بالرجوع لمذهب السلف الذين يطردون هذا الباب، ويثبتون لله تعالى من الأسماء والصفات ما أثبته لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم إثباتاً لا تمثيل فيه ولا تكييف، وتنزيهاً لا تعطيل فيه ولا تحريف، (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ).
(تنبيه) علم مما سبق أن كل معطل ممثل، وكل ممثل معطل.
أما تعطيل المعطل فظاهر، وأما تمثيله فلأنه إنما عطل لاعتقاده أن إثبات الصفات يستلزم التشبيه فمثل أولاً، وعطل ثانياً، كما أنه بتعطيله مثله بالناقص.
وأما تمثيل الممثل فظاهر، وأما تعطيله فمن ثلاثة أوجه:
الأول: أنه عطل نفس النص الذي أثبت به الصفة، حيث جعله دالاً على التمثيل مع أنه لا دلالة فيه عليه وإنما يدل على صفة تليق بالله عز وجل.
الثاني: أنه عطل كل نص يدل على نفي مماثلة الله لخلقه.
الثالث: أنه عطل الله تعالى عن كماله الواجب حيث مثله بالمخلوق الناقص.

------------
(121) سورة الإسراء، الآية: 58.
(122) سورة العنكبوت، الآية: 31.
(123) سورة ص، الآية: 75.
(124) سورة الشورى، الآية: 11.
(125) سورة النحل، الآية: 74.
(126) سورة البقرة، الآية: 22.
(127) سورة الأعراف، الآية: 33.
(128) سورة الإسراء، الآية: 36.
(129) سورة ص، الآية: 75.
(130) سورة القصص، الآية: 65.
(131) سورة الشورى، الآية: 11.
(132) سورة الفجر، الآية: 22.
(133) سبق تخريجه.
(134) سورة البقرة، الآية: 253.
(135) سورة الفاتحة، الآية: 3.
(136) سورة الكهف، الآية: 58.
(137) سورة العنكبوت، الآية: 21.
ما عندك إلا زيد*،
أي ليس عندك أحد إلا زيد
وما زيد إلا عندك**
يعني ما ينفي أن غير زيد عندك ، ولكن ينفي أن يكون زيد في مكان آخر

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 08-27-2013 الساعة 01:39 PM
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 07:27 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology