ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ملتقى الدورات العلمية الخاصة بأم أبي التراب > ملتقى الدورات العلمية الخاصة بأم أبي التراب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 06-16-2015, 03:30 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
حدثنـا مسـلم بـن إبراهيـم قـال : حدثنـا حمـاد بـن سـلمة ،عـن ثابـت عـن أنـس قـال : كـان النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا اجتهـد لأحـد في الدعـاء قـال :" جعـل الله عليـكم صـلاة قـوم أبـرار ،يقومـون الليـلويصومـون النهـار ، ليسـوا بأثمـة ولا فجـار " .
قـال الشـيخ مقبــل ـ رحمه الله ـ فـي الجامـع الصحيـح ممـا ليـس فـي الصحيحيـن / ج : 2 / ص : 172 / كتـاب الصـلاة ـ بـاب فضـل قيـام الليـل ، هـذا حـديث صحيـح


بيان كيفية صلاة التهجد وقيام الليل
س : الأخ : ح ، من الرياض ، يسأل ويقول : ما هي طريقة صلاة التهجد ؟ وهل القراءة فيها جهرا أم سرا ؟ وجهوني وبينوا لي ، جزاكم الله خيرا
ج : الطريقة في صلاة الليل موسعة بحمد الله ، إن شاء صلى قبل أن ينام ما يسر الله له ، واحدة أو ثلاثا أو أكثر بعد سنة العشاء ، وإن شاء أخر ذلك إلى آخر الليل ، أو وسط الليل ، فإذا قام صلى ركعتين خفيفتين ، ثم صلى ما كتب الله له ؛ أربعا ، أو ستا ، أو ثمانيا ، أو عشرا ، يسلم من كل ثنتين ، ثم يوتر بواحدة ، هكذا كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام ، ربما أوتر بثلاث ، وربما أوتر بخمس ، وربما أوتر بسبع ، وربما أوتر بعشر
(الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 22)
وزاد واحدة ، تقول عائشة رضي الله عنها : كان عليه الصلاة والسلام يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة ، يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة وجاء عنها وعن أم سلمة وعن غيرهما أنه ربما أوتر بسبع يسردها جميعا ، وربما جلس في السادسة ويتشهد التشهد الأول ، ثم يقوم ولا يسلم ويأتي بالسابعة وربما سرد خمسا لا يجلس إلا في آخرها ، وربما صلى ثماني ركعات يسلم من كل ثنتين ، ثم يوتر بخمس يسردها جميعا ، فيكون الجميع ثلاث عشرة ، وربما أوتر بتسع سردها جميعا ، ليجلس في الثامنة ويتشهد التشهد الأول ، ثم يقوم ويأتي بالتاسعة ويسلم كل هذا ثبت عنه عليه الصلاة والسلام : صلاة الليل مثنى مثنى يعني ثنتين ثنتين ، هذا هو الأفضل ، يسلم من كل ثنتين ثم يوتر
(الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 23)
بواحدة ، هذا هو الأفضل والأكمل ، وإذا فعل شيئا من الأنواع الأخرى فلا حرج ؛ إذا أوتر بواحدة ولم يزد ، أو بثلاث سلم من ثنتين ثم أوتر بواحدة ، أو سرد الثلاث جميعا ، ولم يجلس إلا في آخرها فلا بأس ، أو أوتر بخمس يسلم من كل ثنتين ، ثم يوتر بواحدة فلا بأس ، هذا أفضل ، وإن سرد الخمس جميعا ولم يقعد إلا في الأخيرة فلا بأس ، كل هذا بحمد الله من التوسعة ، والواجب الخشوع في ذلك ، يطمئن لا يعجل ، لا ينقرها نقرا ، بل يطمئن ، الطمأنينة لا بد منها ، كلما زاد في الخشوع فهو أفضل ، وهكذا في الترتيل في القراءة ، يرتل في القراءة ، ويخشع فيها ولا يعجل في القراءة ، ثم هو مخير ؛ إن شاء خفض صوته ، وإن شاء رفع صوته ؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم ربما رفع ، وربما خفض هكذا قالت عائشة رضي الله عنها ، تارة يخفض صوته ، وتارة يرفع صوته (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 24)
فهو مخير يعمل الأصلح ، إذا رأى أن خفض صوته أخشع له ، وأقرب إلى راحته فلا بأس ، وهو أفضل له ، وإن رأى أن رفع صوته أخشع له ، وأنشط له رفع صوته ، إذا كان لا يؤذي أحدا من الناس ، لا يشوش على نائمين ، ولا مصلين ، ما عنده أحد يشوش عليهم ، فإذا رأى أن صوته إذا رفعه أنشط له فإنه يرفع صوته ، والخلاصة أنه يعمل الأفضل ، ويعمل الأصلح ، إن رأى أن الأصلح خفض الصوت خفض ، وإن رأى أن الأصلح له والأخشع له رفع الصوت رفع ، لكن لا يرفع إلا إذا كان لا يؤذي أحدا ، أما إذا كان حوله مصلون ، أو حوله نوام يؤذيهم ، يخفض صوته ، ويراعي حالهم ، ففي رمضان يرفع صوته في المسجد ، إذا كان في المسجد الإمام يرفع صوته حتى يسمع الناس ، وحتى يستفيدوا
. هنا



*"كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا أوترَ بتسعِ رَكَعاتٍ ، لم يقعُدْ إلَّا في الثَّامنةِ ، فيحمدُ اللَّهَ ويذكرُهُ ويدعو ، ثمَّ ينهَضُ ولا يسلِّمُ، ثمَّ يصلِّي التَّاسعةَ، فيجلِسُ فيذكرُ اللَّهَ عزَّ وجلَّ ويدعو ، ثمَّ يسلِّمُ تَسليمةً يُسمعُنا، ثمَّ يصلِّي رَكْعتينِ وَهوَ جالِسٌ ، فلمَّا كبُرَ وضعُفَ أوترَ بسبعِ رَكَعاتٍ لا يقعدُ إلَّا في السَّادسةِ، ثمَّ ينهضُ ولا يسلِّمُ، فيصلِّي السَّابعةَ ثمَّ يسلِّمُ تسليمةً، ثمَّ يصلِّي رَكْعتينِ وَهوَ جالِسٌ

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي الصفحة أو الرقم: 1718 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
- ألا أَدُلُّكَ على أعلمِ أهلِ الأرضِ بوترِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قال : من ؟ قال : عائشةُ . فأْتِها فاسأَلْها . ثم ائْتني فأَخْبِرني بردِّها عليك . فانطلقتُ إليها . فأتيتُ على حكيمِ بنِ أفلحَ . فاستلحقتُه إليها . فقال : ما أنا بقاربِها . لأني نهيتُها أن تقول في هاتين الشِّيعتَينِ شيئًا فأبَتْ فيهما إلا مُضِيًّا . قال فأقسمتُ عليه . فجاء . فانطلقْنا إلى عائشةَ . فاستأذنَّا عليها . فأذِنتْ لنا . فدخلْنا عليها . فقالت : أحكيمٌ ؟ ( فعرفته ) فقال : نعم . فقالت : من معك ؟ قال : سعدُ بنُ هشامٍ . قالت : من هشامُ ؟ قال : ابنُ عامرٍ . فترحَّمَتْ عليه . وقالت خيرًا . ( قال قتادةُ وكان أُصيبَ يومَ أُحُدٍ ) فقلتُ : يا أمَّ المؤمنِين ! أنبِئيني عن خُلقِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . قالت : ألستَ تقرأ القرآنَ ؟ قلتُ : بلى . قالت : فإنَّ خُلُقَ نبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان القرآنَ . قال فهممتُ أن أقومَ ، ولا أسأل أحدًا عن شيءٍ حتى أموتَ . ثم بدا لي فقلتُ : أَنْبِئيني عن قيامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقالت : ألستَ تقرأُ : يا أيها المزمِّلُ ؟ قلتُ : بلى . قالت : فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ افترض قيامَ الليلِ في أولِ هذه السورةِ . فقام نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابُه حَولًا . وأمسك اللهُ خاتمتَها اثني عشرَ شهرًا في السماءِ . حتى أنزل اللهُ ، في آخر هذه السورةِ ، التَّخفيفَ . فصار قيامُ الليلِ تطوُّعًا بعد فريضةٍ . قال : قلتُ : يا أمَّ المؤمنين ! أَنْبِئيني عن وترِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقالت : كنا نعُدُّ له سواكَه وطهورَه . فيبعثه اللهُ ما شاء أن يبعثَه من الليلِ . فيتسوَّك ويتوضَّأُ ويصلِّي تسعَ ركعاتٍ . لا يجلس فيها إلا في الثامنةِ . فيذكر اللهَ ويحمدُه ويدعوه . ثم ينهض ولا يسلِّمُ . ثم يقوم فيصلي التاسعةَ . ثم يقعد فيذكر اللهَ ويحمدُه ويدعوه . ثم يسلِّم تسليمًا يسمِعُنا . ثم يصلِّي ركعتَين بعد ما يسلِّمُ وهو قاعدٌ . فتلك إحدى عشرةَ ركعةً ، يا بنيَّ . فلما أَسَنَّ نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، وأخذه اللحمُ ، أوتَر بسبعٍ . وصنع في الركعتَين مثلَ صُنعِه الأولِ . فتلك تسعٌ ، يا بنيَّ . وكان نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا صلَّى صلاةً أحبَّ أن يُداوِمَ عليها . وكان إذا غلبه نومٌ أو وجَعٌ عن قيامِ الليلِ صلَّى من النهارِ ثِنتي عشرةَ ركعةً . ولا أعلم نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قرأ القرآنَ كلَّه في ليلةٍ . ولا صلَّى ليلةً إلى الصبحِ . ولا صام شهرًا كاملًا غيرَ رمضانَ . قال فانطلقتُ إلى ابنِ عباسٍ فحدّثْتُه بحديثِها . فقال : صدَقَتْ . لو كنتُ أقربُها أو أدخلُ عليها لأتيتُها حتى تشافِهَني - به . قال قلتُ : لو علمتُ أنك لا تدخلُ عليها ما حدَّثتُك حديثَها . وفي رواية : أنه طلَّق امرأتَه . ثم انطلق إلى المدينةِ ليبيعَ عَقارَه . فذكر نحوه .

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 746 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
*
- كانتْ صلاةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ من اللَّيلِ ثلاثَ عشرةَ ركعةً ، يُوتِرُ من ذلكَ بخَمسٍ ، لا يجلِسُ في شيءٍ منهنَّ إلَّا في آخرِهنَّ ، فإذا أذَّنَ المؤذِّنُ قام فصلَّى ركعَتينِ خفيفتينِ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 459 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

الله أكبر::الله أكبر::الله أكبر::
الله أكبر::الحق إذا عرف معناها، وعرف مدلولها، وعرف مؤداها، أصبحت حياته حياة منتظمة، أصبحت حياته حياةً مستقرة، كيف لا؟ وقد رأى الله أكبر من كل شيء، آثر طاعته على طاعة المخلوقين،آثر رضاه على رضا الناس أجمعين،شتان بين أن تقول مليون بلسانك، ولا تملك درهماً في جيبك وأن تملك هذا المبلغ، فرق كبير بين أن تلفظ هذا الرقم، وبين أن تملكه، وكذلك فرق كبير بين أن تقول الله أكبر وبين أن تكون مكبرًا لله في نفسك، نحن في العيد نكبر، تكبر الله على ماذا؟ على ما هداكم، معنى ذلك أن فرحة العيد في أصلها أنك فرحت بالأوبة إلى الله عز وجل ، إنك في رمضان أنبت إلى الله، إنك في رمضان استقمت على أمر الله، إنك في رمضان سخرت جوارحك، وحواسك وفق شريعة الله إنك في رمضان تلوت القرآن، إنك في رمضان قمت الليل، إنك في رمضان غضضت البصر عن محارم الله، إنك في رمضان تحريت الحلال، إنك في رمضان أنفقت مالك في سبيل الله، هذا الإنجاز العظيم، هذا الخضوع لله الكبير، هذه الإنابة المسعدة، هذا الإقبال العظيم، هذا نصر كبير لك.
قد تنتصر على عدوك اللدود، قد تحقق انجازاً عظيماً في الدنيا ولكنك لا تنتصر على نفسك من هم الأنبياء؟ هم الذين انتصروا على بشريتهم، هم الذين وضعوا شهواتهم تحت أقدامهم والمؤمنون الصادقون على نهج الأنبياء والمرسلين، إنك في رمضان انتصرت على نفسك، حققت عبوديتك لله عز وجل، أنبت إلى الله، هذا إنجاز عظيم، هذا نصر كبير، هذا انتصار على شهواتك، انتصار على بشريتك، انتصار على حظوظك، هذا الإنجاز العظيم لو تساهلنا بعد رمضان لعدنا إلى ما كنا عليه قبل رمضان.
*فالنفس البشرية لها حاجاتها وغذاؤها مثل الجسد تماما، وغذاؤها الحقيقي في العلم بالله والفقه بأسمائه وصفاته، فلو لاحظت النفس البشرية لوجدت أن هناك توافق بين خصائصها وبين أسماء الله الحسنى ففي جِبِلَّتِها ميلاً للكبير، وفي جِبِلَّتِها إقبالاً على العظيم, وحين تصاب بكل أنواع الاضطراب وأنواع الضياع وأنواع التشتت فإنها تتبددُ إذا تعرفْتَ على الله عز وجل وتطمئن بعدها نفسك، وهذا هو الشاهد من قول الله عزَّ وجل: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [إبراهيم: 28].
[إبراهيم: 28].
فهذه القلوب لا يزيل قلقها واضطرابها إلا ذكره، ولا يجلب أفراحها ولذاتها إلا اسمه, لأنها تدرك أنها تعيش في كنف كبير، ولا يضمن سعادتها وطمأنينتها إلا وحيه؛ لأنها تعلم تأوي إلى ركن شديد.إن البشرية فطرها الله وجبلها على أن لا تخاف إلا الكبير، ولا تحترم إلا العظيم، ولا تحسب حساب أحد إلا الكبير، وهذا يقال حتى على نطاق الأفراد والدول؛ الكبير سواء كان كبره بماله أو بجاهه, أو حتى بكنهه وماهيته, وحديثنا بحول الله وقوته مع اسم من أسماء الله عز وجل للنفس البشرية به خصوص وعناية واهتمام زائد، وهو اسم الله الكبير، فمما جبلت عليه النفس البشرية، أنها لا تختار إلا الكبير، ولا تُقبِل إلا على كبير، ولا تُعجَب إلا بالعظيم, وهذا من خصائصها، لذلك كلما أدرك الإنسان عظمة ربه وكبرياءه وتعرف على الله أكثر ترتاح نفسه, لأنَّ فِطرته تميل طوعاً للكبير، واختيار القوي العظيم، وهذا مشاهد في أمور الحياة الدنيا، فما بالك بمن هو الكبير على الحقيقة الذي لا أكبر منه، ولا أعظم منه سبحانه .

اسم الله الكبير كثيرا ما ورد في القرآن مقرونا باسمه العليّ، وباسمه المتعال، لمناسبة صفة الكبرياء والعظمة لعلوه عز وجل، من ذلك قوله تعالى: (عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الكَبِيرُ المُتَعَالِ) [الرعد:9]، (وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) [سبأ : 23], وقد فسّرت السنة هذه الآية كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" إِذَا قَضَى اللهُ الْأَمْرَ (قُضِيَ الْأَمْرُ) فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَالسِّلْسِلَةِ "كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ" عَلَى صَفْوَانٍ يَنْفُذُهُمْ ذَلِكَ فَإِذَا (فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا) لِلَّذِي قَالَ: (الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)[البخاري (4701)].
قال السعدي: وحقيقة الكبرياء التي لا يعلمها إلا هو دون غيره، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، وتعني كل صفة كمال وجلال وكبرياء وعظمة، وهي ثابتة له، وله من تلك الصفة أجلها وأكملها، ومن كبريائه، أن العبادات كلها، الصادرة من أهل السماوات والأرض، كلها المقصود منها، تكبيره وتعظيمه، وإجلاله وإكرامه، ولهذا كان التكبير شعارا للعبادات الكبار، كالصلاة وغيرها. فالله هو الكبير في كل شيء لأنه أزلي وغني على الإطلاق, وهو الكبير عن مشاهدة الحواس وإدراك العقول، وهو ذو الكبرياء الذي هو كمال الذات أي كمال الوجود, وهو الذي كَبُر عن المشابهة, والكبير هو العظيم في كل شيء على الإطلاق في ذاته وصفاته وأفعاله الذي تجلى عن مشابهة مخلوقاته، فالله أعظم وأكبر من مما يتصور العبد أو يتخيله, كما لا يجوز تخيل الكبير وتصوره: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً). [الإسراء : 111]، يقول السعدي: أي: وعظمه تعظيمًا تامًا كاملاً، يليق بجلاله عز وجل, وأجلّه بالإخبار بأوصافه العظيمة، وبالثناء عليه، بأسمائه الحسنى، وبتمجيده بأفعاله المقدسة، وبتعظيمه وإجلاله بعبادته وحده لا شريك له، وإخلاص الدين كله له.

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 06-16-2015 الساعة 03:52 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 11:44 AM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology