ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-02-2019, 12:24 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,667
افتراضي


🌟القاعدة الرابعة عشرة:

"البِرُّ حسن الخلق"

اانَّ رجلًا سألَ رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عنِ البرِّ والإثمِ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ البرُّ حسنُ الخلقِ والإثمُ ما حاكَ في نفسِك وَكرِهتَ أن يطَّلعَ عليهِ النَّاسُ
الراوي : النواس بن سمعان | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي

الصفحة أو الرقم: 2389 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |
الراوي : النواس بن سمعان | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الأدب المفرد

الصفحة أو الرقم: 226 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |

📌هذه القاعدة العظيمة، من القواعد التي جمعت الخير فأوعت، فسبحان من ألهم نبيه جوامع الكلم هذه!

💡وأصل البرّ: التوسع في فعل الخير.. فالبرّ من الله: الثواب، ومن العبد: الطاعة، وقد يستعمل في الصدق وحسن الخلق؛ لأنهما من الخير المتوسع فيه.

🔖 عند التأمل: نرى أن حسن الخلق هنا يعم أمرين اثنين يجمعان الدين كله! وهما:

1- حُسْنُ الخلق مع الله -تعالى-، ولا يتحقق إلا بتحقيق أركان الإسلام والإيمان.

2- ثم حُسْنُ الخُلق مع خَلق الله -تعالى-، يدخل في هذا كل مخلوقات الله؛ من إنسٍ وجنّ، وحيوان، وجماد -كبيوت الله تعالى-.

🌟 بهذا نعلم السر الذي جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يجمع البر الواسع في حسن الخلق.

🔆 إن حسن الخلق إذا كان مطلوبًا من جميع المسلمين؛ فهو من الدعاة إلى الله -تعالى- والعلماء أكثر إلحاحًا؛ فهم أصحاب رسالة ودعاة هدى، والفِطَرُ مجبولة على التأثر بالفعل أكثر من القول، ولهذا كان من حكمة الله -تعالى- أن يكون النبي من قومه، ويبعث بعد عدة عقود من الزمان؛ ليظهر للناس خُلُقه قبل النبوة، فكيف به بعدها!

🔅 وأحدُ الأسرار في هذا الأمر: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نفسه ربط كمال الإيمان بحسن الخلق فقال: " إنَّ أكملَ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا ، و إنَّ حُسْنَ الخُلُقِ ليبلغُ درجةَ الصومِ و الصلاةِ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة

الصفحة أو الرقم: 1590 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

🔅وقال -حينما سئل صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة-: " سُئِلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ما أكثرُ ما يُدخلُ الناسَ الجنةَ ؟ قال : تقوَى اللهِ ، وحُسْنُ الخُلُقِ .
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الموارد

الصفحة أو الرقم: 1615 | خلاصة حكم المحدث : حسن


❓وههنا سؤال يطرح نفسه: كيف أُحصّل حسن الخلق هذا؟ فيقال:

«حُسن الخلق تارة يحصل بكمال الفطرة منحةً من الخالق.. وتارة يحصل بالاكتساب، وذلك بالرياضة -وهي حمل النفس على الأعمال الجالبة للخلق المطلوب-... إلا أنه لا ينبغي أن يطلب تأثير ذلك في يومين أو ثلاثة! وإنما يؤثر مع الدوام، كما لا يُطلب في النمو علو القامة في يومين أو ثلاثة، وللدوام تأثير عظيم».

🕌 ثم يقول -ﷺ- [في حديث القاعدة نفسه]: "والإثم ما حاك في نفسك، وكرهتَ أن يطلع عليه الناس"

وسبحان الله! ما أشد توافق الوحيين قرآنًا وسنة؟ فأنت حين تقرأ هذه الجملة؛ تشعر وكأنها تفسيرٌ عمليّ وتطبيقيّ لقوله -سبحانه-: {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} [القيامة:14].

📌وأختم حديثي في هذه القاعدة النبوية: بأن أنبه إلى أن من أهل الفسق والفجور من أصبحت الآثام لا تحيك بنفوسهم، ولا يكرهون أن يطلع عليها الناس، بل بعضهم يتبجح! ويُخبر بما يصنع من الفجور والفسق!

⚠ فالتوجيه في هذا الحديث لا يتوجه إلى مثل هؤلاء! ولكن الكلام مع الرجل المستقيم؛ فإنه إذا همَّ بسيئة حاك ذلك في نفسه، وكره أن يطّلع الناس على ذلك، وهذا الميزان الذي ذكره النبي -عليه الصلاة والسلام- إنما يكون مع أهل الخير والصلاح.

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.

💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار)💫

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 01-02-2019 الساعة 12:35 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-03-2019, 01:35 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,667
افتراضي


🌟القاعدة الخامسة عشرة:

"إنَّما الناس كالإبل المائة"

📌 هذه من القواعد المحكمة التي دلَّ عليها قول النبي -ﷺ-: " إنَّما النَّاسُ كالإبلِ المائةِ ، لا تكادُ تجِدُ فيها راحلةً
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 6498 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

💡 والمعنى: أن المتميّز ومن يصلح للقيادة والتأثير نادرٌ في الناس مع كثرة عددهم، ومع كثرة مَن يدّعي ذلك أيضًا، وهذا كحال الإبل في كثرتها، ومع ذلك فالنجائب والرواحل فيهن قلائل.

🔆 ومن تأمل القرآن الكريم؛ وجد آيات عديدة تؤكد هذا المعنى العام، ففي عشرات الآيات نجد الحديث عن أكثرية الضالين، وأكثرية الذين لا يُعمِلون عقولهم فيما ينفعهم، وقلة الشاكرين...

💬 قال القرطبي: «الذي يناسب التمثيل: أن الرجل الجواد الذي يحمل أثقال الناس والحمالات عنهم، ويكشف كربهم؛ عزيز الوجود، كالراحلة في الإبل الكثيرة»

🚨 ثم هاهنا وقفات عدّة:

❶ أن على الدعاة والمربين الاعتناء بالعناصر الفاعلة المتميزة؛ إذ هم قليلٌ في الناس، عزيزٌ وجودهم، وأثر استجابتهم للدعوة لا يقاس بأثر غيرهم..

❷ حين يدرك الداعية والمربي هذا المعنى يدعوه ذلك لأن يكون واقعيًا فيما يطلبه من الناس وينتظره منهم؛ فالناس لن يكونوا كلهم رواحل، ولا يسوغ أن نرسم صورة مثالية وننتظر من الناس جميعًا أن يصلوا إليها.

❸ ليس معيار الاختلاف بين الناس قاصرًا على القدرات العقلية والذهنية وحدها؛ فهم يتفاوتون في تحمّلهم للأعباء، وفي جدّيتهم، وفي تضخيمهم للمخاطر، وفي قدراتهم النفسية .. إلى آخر هذه العوامل، وهي كلها مما لا بد من أخذه في الاعتبار.

❹ إدراك هذا المعنى يجعل المسلم عالي الهمة، متطلّعًا للمزيد، ينظر في العلم والصلاح إلى من هو فوقه، ولا ينظر إلى من هو دونه.

💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار)💫
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-05-2019, 11:18 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,667
افتراضي

لقاعدة السادسة عشرة:

"الظلم ظلمات يوم القيامة"

اتَّقوا الظُّلمَ ، فإنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع

الصفحة أو الرقم: 101 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |

❗يا له من ردع رهيب، وزجر مخيف؛ عن هذه الشعبة المقيتة من شعب الطغيان: الظلم!

🚫 إنه الداء الذي أبدأ القرآن فيه وأعاد، حتى كرره في مئات المواضع، وما ذاك إلا لعظيم أثره وقبيح عاقبته!

◾ وأعظمُ الظلم الذي يقترفه العبد: ظلم نفسه بالشِّرك، كما قال -تعالى-: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان:13]

فإنَّ المُشركَ جعل المخلوقَ في منزلةِ الخالق، فعبده وتألَّهه، فوضع الأشياءَ في غيرِ موضعها! ثم يليه المعاصي على اختلاف أجناسها -من كبائر وصغائر-.

▪ويلي هذه المنزلة في الظلم: ظلمُ العبد لغيره، وهو المذكور في هذا الحديث.

⛔ إن الظلم لا يكاد يسلم منه أحدٌ منا! فمِنَّا المسترسل معه، ومنّا المجاهد نفسه على تركه؛ ذلك أن الله -تعالى- وصف هذا الإنسان بأنه: ظلومٌ جهول،

❓لكن السؤال: ما الموقف الشرعي الذي يقفه المسلم مع أخيه الظالم؟

↵ لقد أجاب النبي -ﷺ- عن ذلك بأبلغ كلام وأوجز عبارة فقال: " انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا . فقال رجلٌ : يا رسولَ اللهِ ، أنصرُه إذا كان مظلومًا ، أفرأيتَ إذا كان ظالمًا كيف أنصرُه ؟ قال : تحجِزُه ، أو تمنعُه ، من الظلمِ فإنَّ ذلك نصرُه
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 6952 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |

💡ومعناه: أنه إذا نهاه ووعظه فقد نصره على شيطانه ونفسه الأمارة بالسوء، حتى غلب ذلك.

اللهم أجرنا من الظلم والظالمين، واجعلنا بالعدل وعلى العدل قائمين، وأنر لنا الطريق إلى جنات النعيم.

💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار)💫

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 01-05-2019 الساعة 11:23 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-15-2019, 08:38 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,667
افتراضي


🌟القاعدة السابعة عشرة:

"وأتبع السيّئة الحسنة تمحُها"


(.......... وأَتْبِعِ السيئةَ الحسنةَ تَمْحُها، ..............)

الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج مشكاة المصابيح

الصفحة أو الرقم: 5012 | خلاصة حكم المحدث : حسن


📌هذه قاعدة من قواعد تهذيب النفس، وتربيتها على المجاهدة، والرقي في مدارج العبودية، وإنك لتتنسم الرحمة من بين أحرف هذه القاعدة النبوية، فهي تصب شآبيب الرجاء والطمع في رحمة الله الرحيم في قلوب المذنبين الخطائين -وكلنا ذلك الرجل-.

💡إذا تبيَّنَ هذا؛ فحقٌ على الناصح لنفسه أن يحرص -إذا أخطأ أو قصر- أن يبادر إلى حسنةٍ تمحو السيئة التي قبلها، وأن يفتش -ما استطاع- في الأعمال التي تمحو سيئاته؛ فإن الحديث عامٌ في جميع الذنوب -صغيرها وكبيرها-

🔅ولقد علّم النبي -ﷺ- أمته في نمادج تطبيقية، يستطيع الموفق أن يقيس عليها، ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "مَن حلف منكم فقال في حلفه: باللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدَّق" [أخرجه البخاري ومسلم]

↻وهذا في الحقيقة مخرج سديد لمن اعتادت ألسنتهم أن يتلفظوا بألفاظ بدعية أو شركية، ويحتاجون مجاهدة للتخلص منها؛ كمن يحلف بغير الله، كالذي يقول: والنبي، أو وحياتك، ونحوها من الألفاظ الشركية؛ فليقل بعدها مباشرة: "لا إله إلا الله"..

▼ومثله من تعوّد الدعوة إلى القمار؛ فليتصدق ولو بشيء يسير؛ لتعتاد نفسه الطاعة، وتنفر من المعصية.

▼ومثل ذلك -أيضًا-: من اعتاد لسانه اللعن، أو بذيء الكلام؛ فليقل بعده ما يضاده، فمن لعن أخاه، فليدْعُ له بالرحمة، وليستغفر؛ امتثالًا لهذه القاعدة... ولأن الله -تعالى- يقول: {..إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود:114].

🍃 والحسنة الجامعة التي تمحو جميع الذنوب: هي التوبة...

💡أيها المؤمن والمؤمنة: إن توبتنا المستمرة الدائمة تعني يقيننا بقدرة الله -تعالى- علينا، وتوحيدنا له -تعالى-، وذُلّنا وخضوعنا له -سبحانه-، وأنه لا أحد يملك محو ذنوبنا سواه.

إنّ هذه القاعدة إشارة واضحة إلى سرعة الرجوع والإقلاع عن الذنب، وعقدِ العزم على عدم العودة، والمبادرة إلى إرجاع حقوق العباد، وعدم التسويف أو التأخير... ومن ترك المبادرة إلى التوبة بالتسويف؛ كان بين خطرين عظيمين:

❗أحدهما: أن تتراكم الظلمة على قلبه من المعاصي؛ حتى يصير رَينًا وطبعًا فلا يقبل المحو.

❗الثاني: أن يعاجله المرض أو الموت فلا يجد مهلة للاشتغال بالمحو؛ فيأتي اللهَ بقلبٍ غير سليم، ولا ينجو إلا مَن أتى الله بقلب سليم!

💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار)💫

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 01-15-2019 الساعة 08:41 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-19-2019, 12:29 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,667
افتراضي


🌟القاعدة الثامنة عشرة:

"ما أُعطي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر"
...............، ومَنْ يَتصبَّرْ يُصبِّرْهُ اللهُ ، وما أُعطِىَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسَعَ من الصبْرِ
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع

الصفحة أو الرقم: 5819 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |


🚧 إنَّ الحياة مليئة بالمنغصات والمكدرات، والإنسان فيها كما قال عنه خالقه: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد:4].

❓فما القوة التي يمكنه أن يواجه بها مصاعب الحياة، وكبد الزمان، ونوائب الدهر؟!

☀ الصبر وحده هو الذي يُشع للمسلم النورَ العاصم من التخبط، والهداية الواقية من القنوط.

🌱 إنَّ الصبر علاج شرعي، تكرر الحديثُ عنه في القرآن في أكثر من تسعين موضعًا.

💡وبالصبر والاحتساب: تخف وطأة البلاء، بل وربما انتقل العبد منها إلى درجة أخرى من درجات العبودية، وهي درجة: الرضا عن الله، وقد يرتفع أكثر لينتقل إلى عبودية الشكر على ما قضاه الله وقدره، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

📍إنَّ الصبر يعتمد على حقيقتين خطيرتين:

🔻أما الأولى: فتتعلق بطبيعة الحياة الدنيا؛ فإنَّ الله لم يجعلها دار جزاء وقرار، بل جعلها دار تمحيص وامتحان.. وامتحان الحياة ليس كلامًا يكتب، أو أقوالًا توجّه، إنه الآلام التي قد تقتحم النفسَ، وتفتح إليها طريقًا من الرعب والحرج.

🔻وأما الحقيقة الأخرى فتتعلق بطبيعة الإيمان: فالإيمان صلة بين الإنسان وبين الله -عز وجل-، لابد أن تخضع صلتُه للابتلاء الذي يمحصها، فإما كشفَ عن طيبها، وإما كشف عن زيفها:

🔅 {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت:2-3].

🏆 وإنما كان الصبر أعظم العطايا: لأنه يتعلق بجميع أمور العبد وكمالاته، وكل حال من أحواله تحتاج إلى صبر؛ فإنه يحتاج إلى الصبر على طاعة الله، حتى يقوم بها ويؤديها، وصبر عن معصية الله حتى يتركها لله، وصبر على أقدار الله المؤلمة، فلا يتسخطها، بل صبر على نعم اللّه ومحبوبات النفس، فلا يدع النفس، تمرح وتفرح الفرحَ المذموم، بل يشتغل بشكر اللّه، فهو في كل أحواله يحتاج إلى الصبر، وبالصبر ينال الفلاح.

والسؤال: كيف لي أن ألحق بركب الصابرين؟

لقد بيّن ذلك النبي -ﷺ- في نفس الحديث الذي وردت فيه هذه القاعدة فقال: "ومن يتصبّر يصبّره الله" أي: يطلب توفيق الصبر من الله؛ كما قال -تعالى-: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} [النحل:127]،

أو يأمر نفسَه بالصبر ويتكلف في التحمل عن مشاقه، فمن يفعل ذلك الاجتهاد والطلب: "يصبّره الله" أي: يسهل عليه الصبر.

💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار وتصرف يسير)💫

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 01-19-2019 الساعة 12:35 AM
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01-19-2019, 11:16 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,667
افتراضي


🌟القاعدة التاسعة عشرة:

"من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"

من حسنِ إسلامِ المَرءِ تركُه ما لا يعنيه
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي

الصفحة أو الرقم: 2317 | خلاصة حكم المحدث : صحيحaa

📌معنى هذه القاعدة: أن من حسن إسلام الإنسان وكمال دينه: أن يترك الخوض فيما لا يعنيه من قول وفعل،

💡ومعنى يعنيه: أنه تتعلق عنايته به، ويكون مقصده ومطلوبه شرعًا أو قدرًا، فتحديدُ كون الأمر يعني أو لا يعني مردّه الشرع والحاجة الكونية، لا الهوى أو النفس.

⚠ إن الإنسان ليجد أمثلة كثيرة تدل على خرق عجيب وظاهر لهذه القاعدة ومن تلك الصور:

1- الدخول في علم الكلام والمباحث الكلامية التي أضرت بأصحابها كثيرًا؛ فزلزلت اليقين الذي كان عندهم، وأدخلتهم في دهاليز الشكوك، فأصبح بعضهم حيارى في عقائدهم..

2- السؤال عما لا يعني الإنسان من تفاصيل المسائل التي أخفى الله ورسوله -ﷺ- شأنها.

3- ما يقع لبعض الناس من تتبع الصغيرة والكبيرة من خصوصيات الناس، وهذا لو لم تأتِ به الشريعة لنبذته الفطرة السليمة، ولنفرت منه النفوس المستقيمة، وهو ما يوجب العدواة والبغضاء، ويحمل على العدوان بين الناس.

4- الاشتغال بعيوب الناس عن عيب النفس.

5- ما نبه إليه أبو عبد الرحمن السلمي -وهو يتحدث عن عيوب النفس- حيث يقول: "ومن عيوبها: تضييع أوقاتها بالاشتغال بما لا يعني من أمور الدنيا، والخوض فيها مع أهلها،

❣ ومداواتها: أن يعلم أن وقته أعزّ الأشياء فيشغله بأعز الأشياء..".

اللهم أشغل أوقاتنا بطاعتك، واجعل سكوننا وحركتنا فيما يعنينا ويرضيك.


💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار)💫
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 01-22-2019, 03:17 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,667
افتراضي

قواعد_نبوية :

🌟القاعدة العشرون:

"احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز"



( المؤمِنُ القويُّ خيرٌ وأحبُ إلى اللَّهِ منَ المؤمنِ الضَّعيفِ وفي كلٍّ خيرٌ احرِص على ما ينفعُكَ واستعِن باللَّهِ ولا تعجِزْ فإن أصابَك شيءٌ فلا تقُلْ لو أنِّي فعلتُ كذا وَكذا ولَكن قل قدَّرَ اللَّهُ وما شاءَ فعلَ فإنَّ لو تفتحُ عملَ الشَّيطانِ)

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه

الصفحة أو الرقم: 64 | خلاصة حكم المحدث : حسن



📌 هذه قاعدة نبوية محكمة، جليلة الفائدة، عظيمة المعاني، انطوت على كلام جامع نافع، مُحتوٍ على سعادة الدنيا والآخرة.

✅ فمتى حرص العبد على الأمور النافعة واجتهد فيها، وسلك أسبابها وطرقها، واستعان بربّه في حصولها وتكميلها؛ كان ذلك كماله، وعنوان فلاحه،

⚠ومتى فاته واحد من هذه الأمور الثلاثة؛ فاته من الخير بحسبها...

🔻 فمن لم يكن حريصًا على الأمور النافعة، بل كان كسلانًا؛ لم يدرك شيئًا..

🔻ومتى كان حريصًا، ولكن على غير الأمور النافعة -إما على أمور ضارة أو مفوتة للكمال- كان ثمرة حرصه الخيبة، وفوات الخير!

🔻ثم إذا سلك العبد الطرق النافعة، وحرص عليها، واجتهد فيها؛ لم تتم له إلا بصدق اللَّجأ إلى الله، والاستعانة به على إدراكها وتكميلها، وأن لا يتكل على نفسه وحوله وقوته، بل يكون اعتماده التام بباطنه وظاهره على ربه؛ فبذلك تهون عليه المصاعب، وتتيسر له الأحوال، وتتم له النتائج والثمرات الطيّبة في أمر الدين وأمر الدنيا.

💡 ومن أعظم ما يعين على اختيار النافع من الأعمال والأقوال والمشاريع:

١- العلم؛ فإنه يهدي إلى الفرقان بين الأمور النافعة والضارة، وبين النافع والأنفع...

٢- الاستشارة؛ فكم من رأي يبدو للإنسان سدادُه، ثم بعد الاستشارة يتبين له خلاف ذلك! ولهذا كان من حكمة الله تعالى أن يأمر نبيه -ﷺ- بالاستشارة مع أنه نبي يوحى إليه! ليقتدي به من بعده.

٣- أن يعلم العبد أن المواهب والملكات ليست سواء بين الناس، والقدرات والإمكانات ليست على نسقٍ واحد، فرُبَّ عملٍ يُنصح به زيد ولا ينصح به عبيد، والعكس صحيح.

💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار)💫a

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 01-22-2019 الساعة 03:20 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 08:49 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology