ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى عام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-17-2015, 01:44 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي ابتسامة الرسول صلى الله عليه وسلم




ابتسامة الرسول صلى الله عليه وسلم


حينما يقلب المسلم سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-


لا
ينقضي عجبه من جوانب العظمة والكمال في شخصيته العظيمة

صلوات ربي وسلامه عليه.


ومن جوانب تلك العظمة ذلك التوازن والتكامل في أحواله كلها،

واستعماله لكل وسائل تأليف القلوب وفي جميع الظروف.


ومن أكبر تلك الوسائل التي استعملها -صلى الله عليه وسلم- في

دعوته، هي تلكم الحركة التي لا تكلف شيئا، ولا تستغرق أكثر

من لمحة بصر، تنطلق من الشفتين، لتصل إلى القلوب، عبر

بوابة العين، فلا تسل عن أثرها في سلب العقول، وذهاب

الأحزان، وتصفية النفوس، وكسر الحواجز مع بني الإنسان


! تلكم هي الصدقة التي كانت تجري على شفتيه الطاهرتين، إنها الابتسامة!

الابتسامة التي أثبتها القرآن الكريم عن نبي من أنبيائه، وهو

سليمان –عليه السلام- حينما قالت النملة ما قالت!.

إنها الابتسامة التي لم تكن تفارق محيا رسولنا -صلى الله عليه

وسلم- في جميع أحواله، فلقد كان يتبسم حينما يلاقي أصحابه،

ويتبسم في مقامٍ إن كتم الإنسان فيه غيظه فهو ممدوح فكيف به

إذا تبسم؟
! وإن وقع من بعضهم خطأ يستحق التأديب، بل ويبتسم


-صلى
الله عليه وسلم- حتى في مقام القضاء!.


فهذا جرير -رضي الله عنه- يقول -كما في الصحيحين-:


ما حجبني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ منذُ أسلمتُ . ولا رآني إلا ضحكَ .

. (1)



ويأتي إليه الأعرابي بكل جفاء وغلظة،

ويجذبه جذبة أثرت في
صفحة عنقه،

ويقول: يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ
!

فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-

فَضَحِكَ
ثُمَّ أَمَرَ لَهُ
بِعَطَاءٍ(2)



ومع شدة عتابه -صلى الله عليه وسلم-

للذين تخلفوا عن غزوة
تبوك، لم تغب هذه الابتسامة عنه

وهو يسمع منهم، يقول كعب
-

رضي الله عنه- بعد أن ذكر اعتذار المنافقين وحلفهم الكاذب:

فَجِئْتُهُ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ، ثُمَّ قَالَ «تَعَالَ» .

فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ.
(3)


وكان بعض الصحابة يتحدثون . فيأخذون في أمر الجاهلية .

فيضحكون ويتبسم



بل لم تنطفئ هذه الابتسامة عن محياه الشريف،

وثغره الطاهر
حتى في آخر لحظات حياته، وهو يودع الدنيا

-صلى
الله عليه

وسلم- يقول أنس -كما في الصحيحين-:

بينما الْمُسْلِمُونَ في صَلاَةِ


الْفَجْرِ مِنْ يَوْمِ الإِثْنَيْنِ وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بَهُمْ لَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلاَّ رَسُولُ

اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- قَدْ كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَنَظَرَ

إِلَيْهِمْ وَهُمْ فِي صُفُوفِ الصَّلاَةِ. ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ
!

(4)

ولهذا لم يكن عجيبا أن يملك قلوب أصحابه، وزوجاته، ومن لقيه

من الناس!.



الطريق إلى القلوب!


لقد شقّ النبي -صلى الله عليه وسلم- طريقه إلى القلوب

بالابتسامة،



فأذاب جليدها، وبث الأمل فيها، وأزال الوحشة منها،

بل سنّ لأمته
وشرع لها هذا الخلق الجميل،

وجعله من ميادين التنافس في
الخير

، فقال
: (وتبسمك في وجه أخيك صدقة)

(5)

ومع وضوح هذا الهدي النبوي ونصاعته، إلا أنك ترى بعض

الناس يجلب إلى نفسه وإلى أهل بيته ومن حوله الشقاء

بحبس هذه
الابتسامة في فمه ونفسه.


إنك تشعر أن بعض الناس -من شدة عبوسه وتقطيبه-

يظن أن
أسنانه عورةٌ من قلة ما يتبسم!

فأين هؤلاء عن هذا الهدي النبوي
العظيم!.

نعم.. قد تمر بالإنسان ساعات يحزن فيها، أو يكون مشغول البال،

أو تمر به ظروف خاصة تجعله مغتمًّا، لكن أن تكون الغالب على

حياة الإنسان "التكشير"، والانقباض،

وحبس هذه الصدقة العظيمة،


فهذا –والله- من الشقاء المعجّل لصاحبه والعياذ بالله.


الابتسامة لا تكلف شيئا، ولكنها تعود بخير كثير،



وهي لا تفقر من
يمنحها مع أنها تغني آخذيها،

ولا تنس أنها لا تستغرق لحظة،


ولكنها تبقى ذكرى حلوة إلى آخر العمر.

وليس أحد فقير لا يملكها،
ولا أحد غني مستغن عنها.



كم نحتاج إلى إشاعة هذا الهدي النبوي الشريف،

والتعبد لله به في
ذواتنا، وبيوتنا، مع أزواجنا،

وأولادنا، وزملائنا في العمل، فلن
نخسر شيئا!

بل إننا سنخسر خيرا كثيرا -دينيا ودنيويا- حينما


نحبس هذه الصدقة عن الخروج إلى واقعنا المليء


بضغوط الحياة
.

إن التجارب تثبت الأثر الحسن والفعّال لهذه الابتسامة

حينما تسبق
تصحيح الخطأ، وإنكار المنكر،

وبعد: فإن العابس لا يؤذي إلا
نفسه،

وهو –بعبوسه- يحرمها من الاستمتاع بهذه الحياة، بينما


ترى صاحب الابتسامة دائما في ربح وفرح.

منقول بتصرف



الراوي: جرير بن عبدالله المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2475
خلاصة حكم المحدث: صحيح

(2)
لراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم
- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1057
خلاصة حكم المحدث: صحيح


(3)الراوي: كعب بن مالك المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 730
خلاصة حكم المحدث: صحيح



(4)الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4448
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


(5)الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1956
خلاصة حكم المحدث: صحيح


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-17-2015, 06:01 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016

اللهم بارك حبيبتي أم حذيفة
اللهم افتح لنا أبواب البر
جزاك الله خير الجزاء وبارك فيك ورزقك العافية

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-09-2016, 09:16 PM
مريم نانا مريم نانا غير متواجد حالياً
العضوة الجديدة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2016
المشاركات: 34
افتراضي

أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه

وردكم المفعم بالحب والعطاء

دمتم بخير وعافية

لكم خالص احترامي
جزاكم الله خيراًشكرا علي الموضوع المميز

التعديل الأخير تم بواسطة مريم نانا ; 04-29-2017 الساعة 03:50 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 03:37 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology