ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى عام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-14-2011, 06:38 AM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
افتراضي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم



زواج النبي صلى الله عليه وسلم بخديجة



ـ رضي الله عنها ـ

كانت خديجة بنت خويلد ـ رضي الله عنها ـ

ذات شرف ومال، تستأجر الرجال ليتجروا بمالها

فلما بلغها عن محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ


صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه

عرضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام تاجراً وتعطيه

أفضل ما تعطي غيره من التجار

فقبل وسافر معه غلامها ميسرة

وقدما الشام

وباع محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ

سلعته التي خرج بها، واشترى ما أراد من السلع

فلما رجع إلى مكة وباعت خديجة ـ رضي الله عنها ـ

ما أحضره لها تضاعف مالها

وقد حصل محمد - صلى الله عليه وسلم -

في هذه الرحلة على فوائد عظيمة بالإضافة إلى الأجر الذي ناله

إذ مر بالمدينة التي هاجر إليها من بعد وجعلها مركزاً لدعوته وبالبلاد التي فتحها ونشر فيها دينه

كما كانت رحلته سبباً لزواجه من خديجة

بعد أن حدثها ميسرة عن سماحته وصدقه وكريم أخلاقه



رأت خديجة ـ رضي الله عنها ـ

في مالها البركة ما لم تر قبل هذا

وأُخْبِرت بشمائله الكريمة

فتحدثت برغبتها في زواجه إلى صديقتها نفيسة

أخت يعلى بن أمية

يقول ابن حجر

" .. إن السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ

كانت ذات شرف وجمال في قريش

وإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ

خرج في تجارة لها ـ رضي الله عنها ـ

إلى سوق بصرى، فربح ضعف ما كان غيره يربح

قالت نفيسة أخت يعلى بن أمية

فأرسلتني خديجة إليه دسيساً (خفية)

أعرض عليه نكاحها

فقبل وتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة

والذي زوجها عمها عمرو لأن أباها كان مات في الجاهلية

وحين تزوجها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

كانت أيماً بنت أربعين سنة

وكان كل شريف من قريش يتمنى أن يتزوجها

فآثرت أن تتزوج برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

فأصابت بذلك خير الدنيا والآخرة "

وخديجة ـ رضي الله عنها ـ

كانت تُدْعى في الجاهلية الطاهرة

وهي أول امرأة تزوجها رسول الله

- صلى الله عليه وسلم -

ولم يتزوج غيرها حتى ماتت

وهي أم أولاده جميعاً

إلا إبراهيم فإن أمه مارية القبطية

ـ رضي الله عنها ـ .

وقد ولدت خديجة ـ رضي الله عنها لرسول الله

- صلى الله عليه وسلم - غلامين وأربع بنات

وأولاده ـ صلى الله عليه وسلم ـ منها هم

القاسم ، و به كان - صلى الله عليه وسلم –

يكنى، و عبد الله ويلقب الطاهر والطيب

وقد مات القاسم بعد أن بلغ سِناً تمكنه من ركوب الدابة

ومات عبد الله وهو طفل، وذلك قبل البعثة

أما بناته ـ صلى الله عليه وسلم ـ

فهن: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة

وقد أسلمن وهاجرن إلى المدينة وتزوجن

ثم توفاهن الموت قبل النبي ـ صلى الله عليه وسلم

إلا فاطمةـ رضي الله عنها

فإنها عاشت بعده ـ صلى الله عليه وسلم"
خديجة ـ رضي الله عنها

ستة أشهر وقد توفيت ـ رضي الله عنها

قبل الهجرة بثلاث سنين

وقبل معراج النبي - صلى الله عليه وسلم

ولها من العمر خمس وستون سنة، ودفنت بالحجُون

لترحل من الدنيا بعدما تركت سيرةً عطرة

فرضي الله عنها وأرضاها

لقد اختار الله سبحانه وتعالى لنبيه

ـ صلى الله عليه وسلم ـ

زوجة تناسبه وتؤازره، وتُخفف عنه ما يصيبه

وتعينه على حمل تكاليف الرسالة، وتعيش همومه

فقد كانت ـ رضي الله عنها

طوال حياتها مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم

مثلا طيبا للزوجة الصالحة، التي تعين زوجها على أعبائه

وإن أصحاب الرسالات يلقون مشقة وتعبا

بالغاً من الواقع الذي يريدون تغييره

ويقاسون جهاداً كبيراً في سبيل الخير الذي يريدون نشره

وهم أحوج ما يكونون إلى من يتعهد حياتهم الخاصة

بالإيناس والعون

وكانت خديجة ـ رضي الله عنها

سباقة إلى ذلك

وكان لها في حياة النبي

صلى الله عليه وسلم ـ أعظم الأثر

قال الذهبي

".. هي أول من آمن به وصدقه قبل كل أحد

وثبتت جأشه، ومضت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل

عندما جاءه جبريل أول مرة في غار حراء

ومناقبها جمة

وهي ممن كمل من النساء

كانت عاقلة جليلة دينة مصونة من أهل الجنة

وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم

يثني عليها ويفضلها على سائر أمهات المؤمنين

ويبالغ في تعظيمها

حتى قالت عائشة ـ رضي الله عنها

( ما غِرْت من امرأة ما غِرْت من خديجة

من كثرة ذكر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لها

وما تزوجني إلا بعد موتها بثلاث سنين )(1)

وقد ورد في فضل خديجة ـ رضي الله عنها

أن جبريل عليه السلام

قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم

( هذه خديجة أقرئها السلام من ربها

وأمره أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب

لا صخب فيه ولا نَصَب ) (2)

من قصب، لا نصب فيه ولا صخب

أي: من لؤلؤ مجوف واسع كالقصر

لا تعب فيه ولا ارتفاع أصوات


ومن خلال زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم

ـ وحياته مع خديجة ـ رضي الله عنها

نرى أن الله أعطاه البنات والأولاد

تكميلاً لفطرته البشرية وقضاء لحاجات النفس الإنسانية

ثم أخذ البنين في الصغر

فذاق ـ صلى الله عليه وسلم

مرارة فقد الأبناء

كما ذاق من قبل مرارة فقد الأبوين وقد شاء الله


وله الحكمة البالغة - أن لا يعيش له

صلى الله عليه وسلم

أحد من الذكور

حتى لا يكون مدعاة لافتتان بعض الناس بهم

وادّعائهم لهم النبوة

وأيضاً ليكون ذلك عزاء وسلوى للذين لا يُرزقون البنين

أو يُرزقون ثم يموتون

كما أنه لون من ألوان الابتلاء

وأشد الناس بلاء الأنبياء

ثم الأمثل فالأمثل

كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم

وفي زواج النبي - صلى الله عليه وسلم

من خديجة ـ رضي الله عنها

ما يلجم ألسنة وأقلام الحاقدين على الإسلام

من المستشرقين ومن تبعهم، الذين ظنوا بجهلهم وحقدهم

أنهم وجدوا في موضوع كثرة زواج النبي

ـ صلى الله عليه وسلم ـ

خللا يُدْخل منه لمهاجمة الإسلام، فصوّروا النبي

- صلى الله عليه وسلم -

في صورة الرجل الغارق في لذاته وشهواته

وزواجه ـ صلى الله عليه وسلم ـ

من خديجةـ رضي الله عنها ـ ما يرد على هؤلاء الحاقدين



فقد عاش - صلى الله عليه وسلم -

إلى الخامسة والعشرين من عمره في بيئة جاهلية

عفيف النفس

دون أن ينساق في شيء من التيارات الفاسدة التي تموج حوله

كما أنه تزوج من امرأة لها ما يقارب ضعف عمره

حتى تجاوز مرحلة الشباب، ودخل في سن الشيوخ

وقد ظل هذا الزواج قائماً حتى توفيت خديجة

رضي الله عنها ـ عن خمسة وستين عاماً

وقد قرب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ

من الخمسين من عمره

دون أن يفكر خلالها بالزواج بأي امرأة أخرى

ومابين العشرين والخمسين من عُمْر الإنسان هو الزمن الذي

تتحرك فيه الرغبة في ذلك

لكن النبي - صلى الله عليه وسلم

لم يفكر في هذه الفترة بأن يضم إليها ـ رضي الله عنها

مثلها من النساء زوجة أو أمة

ولو أراد لكان الكثير من النساء والإماء طوع بنانه


كانت خديجة ـ رضي الله عنها

من نعم الله الجليلة عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ

فقد آزرته في أحرج الأوقات

وأعانته على إبلاغ رسالته

وشاركته آلامه وآماله

وواسته بنفسها ومالها

وبقيت ربع قرن تحمل معه كيد الخصوم وآلام الحصار

ومتاعب الدعوة

وقد توفيت ـ رضي الله عنها

في العام العاشر من بعثته ـ صلى الله عليه وسلم

فحزن النبي ـ صلى الله عليه وسلم

عليها حزنا شديدا ..

أما زواجه ـ صلى الله عليه وسلم


بعد ذلك من السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ

وغيرها من أمهات المؤمنين، فإن لكل منهن قصة

ولكل زواج حكمة وسبب

يزيدان في إيمان المسلم بعظمة رسول الله

- صلى الله عليه وسلم -

ورفعة شأنه وكمال أخلاقه


~~~

(1) الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
- الصفحة أو الرقم: 3817
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
~~~
(2)الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
- الصفحة أو الرقم: 7497
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

التعديل الأخير تم بواسطة هند ; 03-14-2011 الساعة 02:58 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-03-2011, 10:56 PM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
افتراضي


سودة بنت زمعة رضي الله عنها

هي سودة بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية

ثاني زوجات النبي صلى الله عليه وسلم

كريمة النسب

فأمها هي الشموس بنت قيس بن زيد الأنصارية

من بني عدي بن النجار ، وأخوها هو مالك بن زمعة


كانت رضي الله عنها سيدة ً جليلة نبيلة

تزوجت بدايةً من السكران بن عمرو

أخي سهيل بن عمرو العامري

وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة فراراً بدينها

ولها منه خمسة أولاد

ولم يلبث أن شعر المهاجرون هناك بضرورة العودة إلى مكة

فعادت هي وزوجها معهم

وبينما هي كذلك إذ رأت في المنام

أن قمراً انقض عليها من السماء وهي مضطجعة

فأخبرت زوجها السكران فقال

والله لئن صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيراً حتى أموت

وتتزوجين من بعدي

فاشتكى السكران من يومه ذلك وثقل عليه المرض

حتى أدركته المنيّة



وبعد وفاة زوجها جاءت خولة بنت حكيم بن الأوقص السلمية

امرأة عثمان بن مظعون

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقالت : يا رسول الله

كأني أراك قد دخلتك خلة – أي الحزن -

لفقد خديجة ؟

فقال : ( أجل ، كانت أم العيال ، وربة البيت )

قالت : أفلا أخطب عليك ؟

قال : ( بلى ؛ فإنكن معشر النساء أرفق بذلك )

فلما حلّت سودة من عدّتها أرسل إليها

رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبها

فقالت : أمري إليك يا رسول الله

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

( مري رجلاً من قومك يزوّجك )

فأمرت حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود فزوّجها

وذلك في رمضان سنة عشر من البعثة النبوية

وقيل في شوّال كما قرّره الإمام ابن كثير في البداية والنهاية


وهي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم

بعد خديجة ، ولم يتزوج معها صلى الله عليه وسلم

نحواً من ثلاث سنين أو أكثر

حتى دخل بعائشة رضي الله عنها


وحينما نطالع سيرتها العطرة

نراها سيدةً جمعت من الشمائل أكرمها

ومن الخصال أنبلها ، وقد ضمّت إلى ذلك لطافةً في المعشر

ودعابةً في الروح ؛

مما جعلها تنجح في إذكاء السعادة والبهجة في

قلب النبي صلى الله عليه وسلم

ومن قبيل ذلك ما أورده ابن سعد في الطبقات

أنها صلّت خلف النبي صلى الله عليه وسلم

ذات مرّة في تهجّده

فثقلت عليها الصلاة

فلما أصبحت قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم

" صليت خلفك البارحة

فركعتَ بي حتى أمسكت بأنفي ؛

مخافة أن يقطر الدم

فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم

وكانت تضحكه الأحيان بالشيىء "

وبمثل هذا الشعور كان زوجات

النبي صلى الله عليه وسلم يعاملنها

ويتحيّنّ الفرصة للمزاح معها ومداعبتها

حتى إن حفصة و عائشة أرادتا أن توهمانها أن الدجال

قد خرج ، فأصابها الذعر من ذلك

وسارعت للاختباء في بيتٍ كانوا يوقدون فيه

وضحكت حفصة و عائشة من تصرّفها

ولما جاء رسول الله ورآهما تضحكان قال لهما

( ما شأنكما )

فأخبرتاه بما كان من أمر سودة

فذهب إليها ، وما إن رأته حتى هتفت

يا رسول الله ، أخرج الدجال ؟

فقال : ( لا ، وكأنْ قد خرج )

فاطمأنّت وخرجت من البيت

وجعلت تنفض عنها بيض العنكبوت


ومن مزاياها أنها كانت معطاءة تكثر من الصدقة

حتى" إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث إليها بغِرارة

وعاء تُوضع فيه الأطعمة - من دراهم

فقالت : ما هذه ؟

قالوا : دراهم

قالت : في غرارة مثل التمر ؟

ففرقتها بين المساكين"(1)

وهي التي وهبت يومها ل عائشة

رعايةً لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ففي صحيح البخاري

( أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها ل عائشة

زوج النبي صلى الله عليه وسلم

تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) (2)

وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت

( ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها

-أي جلدها-

من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة)(3)

،ومعناه تَمنَّت أن تكونَ في مثل هدْيها وطريقتها

، ولم ترد عائشة عيب سودة بذلك بل وصفتها بقوة النفس

وجودة القريحة وهي الحدة

قالت : ( فلما كبرت جعلت يومها من

رسول الله صلى الله عليه وسلم لي)

قالت يا رسول الله

( قد جعلت يومي منك لعائشة )

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم

يقسم ل عائشة يومين يومها ويوم سودة



وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال

" خشِيت سودة أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يارسول الله

لا تطلقني وأمسكني واجعل يومي لعائشة ، ففعل "

ونزلت هذه الآية

{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا

فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا

وَالصُّلْحُ خَيْرٌ }(4)

قال ابن عباس

فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائز" (5)


ولما حجّت نساء النبي صلى الله عليه وسلم

في عهد عمر لم تحجّ معهم

وقالت : قد حججت واعتمرت

مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

فأنا أقعد في بيتي كما أمرني الله

وظلّت كذلك حتى توفيت في شوال

سنة أربع وخمسين بالمدينة

في خلافة معاوية بن أبي سفيان

بعد أن أوصت ببيتها لعائشة

أسكنهنّ الله فسيح جنّاته
هنا



(1) الراوي: محمد بن سيرين المحدث:ابن حجر العسقلاني المصدر: الإصابة

الصفحة أو الرقم: 4/339
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

~~~

(2) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه

فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه

وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها

غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة

زوج النبي صلى الله عليه وسلم

تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

الراوي: عائشة المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري

- الصفحة أو الرقم: 2688
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

~~~

(3) الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 1463
خلاصة حكم المحدث: صحيح

~~~

(4) (النساء:128)

~~~

(5) الراوي: - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير

الصفحة أو الرقم: 1/582
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-22-2011, 11:38 AM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها

هي الصدّيقة بنت الصدّيق أم عبدالله عائشة
بنت أبي بكر بن قُحافة
وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكِنَانية
ولدت في الإسلام
بعد البعثة النبوية بأربع أو خمس سنوات

وعندما هاجر والدها مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم
إلى المدينة
بعث إليها بعبد الله بن أريقط الليثي ومعه بعيران أو ثلاثة
للحاق به ، فانطلقت مهاجرة مع أختها أسماء ووالدتها وأخيها

وقد عقد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
قبل الهجرة ببضعة عشر شهراً وهي بنت ست سنوات
ودخل بها في شوّال من السنة الثانية للهجرة
وهي بنت تسع سنوات
وقبل الزواج بها رآها النبي
صلى الله عليه وسلم - في المنام
فقد جاءه جبريل عليه السلام وهو يحمل صورتها إليه
ويقول له : ( هذه زوجتك في الدنيا والآخرة ) (1)

ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم من النساء بكراً غيرها
وهو شرفٌ استأثرت به على سائر نسائه
وظلّت تفاخر به طيلة حياتها
وتقول للنبي – صلى الله عليه وسلم
" يا رسول الله ، أرأيت لو نزلتَ وادياً وفيه شجرةٌ
قد أُكِل منها ، ووجدتَ شجراً لم يُؤكل منها
في أيها كنت ترتع بعيرك ؟ "
قال : ( في التي لم يرتع منها )
وهي تعني أنه لم يتزوج بكراً غيرها(2)

وتقول أيضاً
" لقد أُعطيت تسعاً ما أُعطيتها امرأة
بعد مريم بنت عمران
ثم قالت - لقد تزوجني رسول الله
صلى الله عليه وسلم - بكراً ، وما تزوج بكراً غيري "(3)

وكان لعائشة رضي الله عنها منزلة خاصة في قلب
رسول الله – صلى الله عليه وسلم
لم تكن لسواها ، حتى إنّه لم يكن يخفي حبّها عن أحد
وبلغ من حبّه لها أنه كان
يشرب من الموضع الذي تشرب منه
ويأكل من المكان الذي تأكل منه
وعندما سأله عمرو بن العاص رضي الله عنه
" أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ "
قال له : عائشة )(4)
وكان النبي – صلى الله عليه وسلم
يداعبها ويمازحها ، وربّما سابقها في بعض الغزوات

وقد روت عائشة رضي الله عنها ما يدلّ على ملاطفة
النبي – صلى الله عليه وسلم -لها فقالت
( والله لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم
يقوم على باب حجرتي ، والحبشة يلعبون بالحراب
ورسول الله - صلى الله عليه وسلم
يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم من بين أذنه وعاتقه
ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف ) (5)



ولعلم الناس بمكانة عائشة
من رسول الله – صلى الله عليه وسلم
كانوا يتحرّون اليوم الذي يكون فيه
النبي – صلى الله عليه وسلم
عندها دون سائر الأيّام ليقدّموا هداياهم وعطاياهم
كما جاء في الصحيحين

ومن محبتّه – صلى الله عليه وسلم
لها استئذانه لنساءه في أن يبقى عندها في مرضه
الذي تُوفّي فيه لتقوم برعايته

ومما اشتهرت به عائشة رضي الله عنها غيرتها الشديدة
على النبي – صلى الله عليه وسلم
التي كانت دليلاً صادقاً وبرهاناً ساطعاً على شدّة محبّتها له
وقد عبّرت عن ذلك بقولها له
" وما لي لا يغار مثلي على مثلك ؟ " (6)

وفي يومٍ من الأيّام كان النبي
صلى الله عليه وسلم - عندها
فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بوعاء فيه طعام
فقامت عائشة رضي الله عنها إلى الوعاء فكسرته
فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم
يجمع الطعام وهو يقول : ( غارت أمكم )(7)

وكلما تزوّج النبي - صلى الله عليه وسلم
بامرأة كانت تسارع بالنظر إليها لترى إن كانت ستنافسها
في مكانتها من رسول الله عليه الصلاة والسلام
وكان النصيب الأعظم من هذه الغيرة
لخديجة رضي الله عنها
بسبب ذكر رسول الله لها كثيراً
وعندما خرج النبي – صلى الله عليه وسلم
في إحدى الليالي إلى البقيع
ظنّت أنّه سيذهب إلى بعض نسائه ، فأصابتها الغيرة
فانطلقت خلفه تريد أن تعرف وجهته
فعاتبها النبي – صلى الله عليه وسلم
وقال لها
( أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله ؟ )(8)

والحديث عن فضائلها لا يُملّ ولا ينتهي
فقد كانت رضي الله عنها صوّامة قوّامة
تُكثر من أفعال البرّ ووجوه الخير
وقلّما كان يبقى عندها شيءٌ من المال لكثرة بذلها وعطائها
حتى إنها تصدّقت ذات مرّة بمائة ألف درهم
لم تُبق منها شيئاً

وقد شهد لها النبي – صلى الله عليه وسلم
بالفضل ،فقال
( فضلُ عائشة على النساء
كفضل الثريد على سائر الطعام )(9)

ومن فضائلها قوله
صلى الله عليه وسلم - لها
( يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام
فقالت : وعليه السلام ورحمة الله ) (11)

وعلى الرغم من صغر سنّها ، إلا أنها كانت ذكيّةً سريعة التعلّم
ولذلك استوعبت الكثير من علوم
النبي - صلى الله عليه وسلم
حتى أصبحت من أكثر النساء روايةً للحديث
ولا يوجد في نساء أمة محمد - صلى الله عليه وسلم
امرأة أعلم منها بدين الإسلام

ومما يشهد لها بالعلم قول أبي موسى رضي الله عنه
" ما أشكل علينا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم
حديثٌ قط فسألنا عائشة
إلا وجدنا عندها منه علماً "(12)

وإلى جانب علمها بالحديث والفقه ، كان لها حظٌٌّ
وافرٌ من الشعر وعلوم الطبّ وأنساب العرب
واستقت تلك العلوم من زوجها ووالدها
ومن وفود العرب التي كانت تقدم على
رسول الله – صلى الله عليه وسلم

ومن بركتها رضي الله عنها أنها كانت السبب
في نزول بعض آيات القرآن ، ومنها آية التيمم
وذلك عندما استعارت من أسماء رضي الله عنها قلادة ، فضاعت منها ، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم
بعض أصحابه ليبحثوا عنها
فأدركتهم الصلاة ولم يكن عندهم ماءٌ فصلّوا بغير وضوء
فلما أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم شكوا إليه
فنزلت آية التيمم ، فقال أسيد بن حضير لعائشة
" جزاكِ الله خيراً ، فوالله ما نزل بك أمر قط
إلا جعل الله لكِ منه مخرجاً
وجعل للمسلمين فيه بركة " (13)

وعندما ابتليت رضي الله عنها بحادث الإفك
أنزل الله براءتها من السماء قرآناً يتلى إلى يوم الدين
قال تعالى
{ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ
بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ
وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ،لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ
ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا
وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ }(14)

وقد توفّيت سنة سبع وخمسين
عن عمر يزيد على ثلاث وستين سنة
وصلّى عليها أبو هريرة ، ثم دفنت بالبقيع
ولم تُدفن في حجرتها بجانب
رسول الله – صلى الله عليه وسلم
فقد آثرت بمكانها عمر بن الخطاب
فرضي الله عنهما وعن جميع أمهات المؤمنين

هنا
يتبــــــــــــــــع
---
(1)الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي
- الصفحة أو الرقم: 3880
خلاصة حكم المحدث: صحيح

---
(2)الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5077
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

---
(3)الراوي: عائشة المحدث: الذهبي - المصدر: سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم: 2/141
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

---
(4) الراوي: عمرو بن العاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3885
خلاصة حكم المحدث: صحيح

---
(5) الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 892
خلاصة حكم المحدث: صحيح

---
(6)الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2815
خلاصة حكم المحدث: صحيح

---
(7) الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5225
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

---
(8) الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 974
خلاصة حكم المحدث: صحيح

---
(9)الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3433
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

---
(11) الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3217
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

---
(12) ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط
فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما
الراوي: أبو موسى المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3883
خلاصة حكم المحدث: صحيح

---
(13)الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5164
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

---
(14) (النور: 11-12)

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-22-2011, 04:30 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا
ورضى الله عن أمهات المؤمنين
وصلى الله وسلم على محمد واّله وسلم

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-26-2011, 12:51 AM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

آميين وإياكم
حبيبتي أم حذيفة
__________________
[CENTER][IMG]http://store1.up-00.com/2014-12/1418387439583.jpg[/IMG]

[URL="http://katarat1.com/forum/showthread.php?t=757"]موسوعه صور بسمله وفواصل واكسسوار للمواضيع [/URL][/CENTER]
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-09-2011, 05:25 AM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي

الله عنها



هي أم المؤمنين حفصة بنت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

وأمها زينب بنت مظعون رضي الله عنهم أجمعين

ولدت في مكة قبل البعثة بخمس سنوات

وهو العام الذي شارك فيه النبي صلى الله عليه وسلم

في بناء الكعبة

ولما بلغت سنّ الزواج تقدّم إليها

خُنيس بن حُذافة السهمي فتزوّجها

حتى جاء ذلك اليوم المبارك الذي أشرقت فيه نفوسهما

بأنوار الإيمان

واستجابا لدعوة الحق والهدى

فكانا من السابقين الأوّلين

ولما أذن الله للمؤمنين بالهجرة

لحقت حفصة وزوجها بركاب المؤمنين المتّجهة صوب المدينة

حتى استقرّ بهم الحال هناك



وما هو إلا قليلٌ حتى بدأت مرحلة المواجهة

بين المؤمنين وأعدائهم

فكان خنيس من أوائل المدافعين عن حياض الدين

فقد شهد بدراً وأحداً ، وأبلى فيهما بلاء حسنا

لكنّه خرج منهما مثخناً بجراحات كثيرة

ولم يلبث بعدها إلا قليلا حتى فاضت روحه

سنة ثلاث للهجرة

مخلّفا وراءه حفصة رضي الله عنها



وشقّ ذلك على عمر

واكتنفته مشاعر الشفقة والحزن على ابنته

فأراد أن يواسيها في مصابها ، ويعوّضها ذلك الحرمان

فقام يبحث لها عن زوجٍ صالح

حتى وقع اختياره على عثمان بن عفان رضي الله عنه

فأته فعرض عليه ابنته لفضله ومكانه ومنزلته

يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه

" لقيت عثمان بن عفان ، فعرضت عليه حفصة

فقلت : إن شئت زوّجتك حفصة بنت عمر

قال عثمان: سأنظر في أمري ، فلبث عثمان ليالي

ثم اعتذر لعمر بأنه لا رغبة له في الزواج

قال عمر : فلقيت أبا بكر
فقلت: إن شئت زوّجتك حفصة بنت عمر
فسكت أبو بكر ، ولم يُرجِع إلى عمر بجواب

قال عمر : فكان غضبي من فعل أبي بكر

وعدم ردّه أشدّ من غضبي لرد عثمان

قال عمر : فلبثت ليالي

ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم

فزوّجته إياها ، فلقيني أبو بكر

فقال: لعله كان في نفسك شيءٌ عليّ حين

لم أُرجع إليك جواباً في حفصة ؟

قلت : نعم ، قال : فإنه لم يمنعني من ذلك

إلا أني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قد ذكرها

فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم

ولو تركها لقبلتها "(1)



وهكذا شرّفها الله سبحانه لتكون زوجة

للنبي صلى الله عليه وسلم

تقتبس من أنواره ، وتنهل من علمه

بما حباها الله من ذكاءٍ وفطنةٍ ، وشغفٍ للمعرفة

ونلمس ذلك من أسئلتها التي تلقيها

على رسول الله صلى الله عليه وسلم

استفهاماً للحكمة واستيضاحاً للحقيقة

فمن ذلك أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

يقول : ( يأتي جيش من قبل المشرق

يريدون رجلا من أهل مكة

حتى إذا كانوا بالبيداء خُسف بهم

فرجع من كان إمامهم لينظر ما فعل القوم

فيصيبهم مثل ما أصابهم )

فقالت : يا رسول الله ، فكيف بمن كان منهم مستكرها ؟

فقال لها : ( يصيبهم كلهم ذلك

ثم يبعث الله كل امرئ على نيته ) (2)

وعنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

( إنى لأرجو أن لا يدخل النار إن شاء الله أحداً

شهد بدراً والحديبية )

فقالت: ( أليس الله عز وجل يقول

{ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا } (3)

فأجابها

{ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ

فِيهَا جِثِيًّا (4) }(5)

يقول الإمام النووي معلّقا

" فيه دليل للمناظرة والاعتراض

والجواب على وجه الاسترشاد

وهو مقصود حفصة

لا أنها أرادت رد مقالته صلى الله عليه وسلم "

ولما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه

أن يحللن بعمرة قالت له

ما يمنعك يا رسول الله أن تهلّ معنا ؟

قال : ( إني قد أهديت ولبدت

فلا أحل حتى أنحر هديي ) (6)

وخلال السنين التي عاشتها في كنف

النبي صلى الله عليه وسلم

ذاقت من نبيل شمائله وكريم خصاله

ما دفعها إلى نقل هذه الصورة الدقيقة من أخلاقه وآدابه

سواءٌ ما تعلّق منها بهديه وسمته

ومنطقه وألفاظه ، أو أحوال عبادته

فنجدها تقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من الشهر

الإثنين والخميس ، والإثنين من الجمعة الأخرى(7)

وتقول :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خده

وقال ( رب قني عذابك يوم تبعث عبادك )

ثلاث مرات "(8)

وقد شهد لها جبريل بصلاحها وتقواها

وذلك حينما طلب من النّبي صلى الله عليه وسلم

أن يراجعها بعد أن طلّقها تطليقةً

وقال له

( إنها صوّامة ، قوّامة ، وهي زوجتك في الجنة ) (9)


أما أعظم مناقبها رضي الله عنها

فهو اختيارها لتحفظ نسخة المصحف الأولى

والتي جمعها أبوبكر رضي الله عنه من أيدي الناس

بعد أن مات أكثر القرّاء

وظلت معها حتى خلافة عثمان رضي الله عنه .

وعاشت رضي الله عنها

تحيي ليلها بالعبادة وتلاوة القرآن والذكر

حتى أدركتها المنيّة سنة إحدى وأربعين بالمدينة

عام الجماعة

فرضي الله عنها وعن أمهات المؤمنين

يتــــــــــــــــبع
---

(1) الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4005
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
---
(2)مسند أحمد ‏باقي مسند الأنصار‏
(3) مريم -71 - (4) مريم - 72

---
(5) الراوي: حفصة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 3473
خلاصة حكم المحدث: صحيح
---

(6) الراوي: حفصة بنت عمر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 1229
خلاصة حكم المحدث: صحيح
---
(7) الراوي: حفصة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 2451
خلاصة حكم المحدث: حسن
---
(8) الراوي: حفصة بنت عمر المحدث: ابن حجر العسقلاني
- المصدر: نتائج الأفكار - الصفحة أو الرقم: 3/49
خلاصة حكم المحدث: حسن
---
(9) الراوي: أنس بن مالك و قيس بن زيد و عمار بن ياسر المحدث: الألباني
المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4351
خلاصة حكم المحدث: حسن
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-16-2011, 05:36 AM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

زينب بنت خزيمة الهلالية رضي الله عنها




هي زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو الهلالية
العامرية ذات النسب الأصيل والمنزلة العظيمة
فأمها هي هند بنت عوف بن الحارث بن حماطة الحميرية
وأخواتها لأبيها وأمها : أم الفضل
– أم بني العباس بن عبد المطلب -
ولبابة - أم خالد بن الوليد -
وأختها لأمها : ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين



وقد اختلفوا فيمن كان زوجها قبل النبي صلى الله عليه وسلم
، فقيل إنها كانت عند الطفيل
بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف رضي الله عنه ثم طلقها
وقيل : إنها كانت عند ابن عمّها جهم بن عمرو بن الحارث الهلالي
ثم عند عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه
والذي استشهد في بدر
وأقرب الأقوال في زواجها
أنها كانت تحت عبد الله بن جحش رضي الله عنه
ثم تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم
بعد وفاة زوجها يوم أحد .


والذي يهمّنا أن النبي صلى الله عليه وسلم
تزوّجها مواساة لها فيما أصابها من فقدها لأزواجها
ومكافأة لها على صلاحها وتقواها
وكان زواجه صلى الله عليه وسلم
بها في رمضان من السنة الثالثة للهجرة بعد
زواجه بحفصة رضي الله عنها
وقبل زواجه بميمونة بنت الحارث


وذُكر أن النبي صلى الله عليه وسلم
خطبها إلى نفسها فجعلت أمرها إليه
فتزوجها وأصدقها أربعمائة درهم ، وأَوْلَمَ عليها جزوراً
وقيل إن عمّها قبيصة بن عمرو الهلالي
هو الذي تولّى زواجها


ولم تذكر المصادر التي ترجمت سيرتها إلا القليل من أخبارها
خصوصاً ما يتناول علاقاتها ببقية زوجاته عليه الصلاة والسلام
ولعل مردّ ذلك إلى قصر مدة إقامتها في بيت النبوة .



والقدر المهم الذي حفظته لنا كتب السير والتاريخ
هو ذكر ما حباها الله من نفس مؤمنة
امتلأت شغفاً وحبّاً بما عند الله من نعيم الآخرة
فكان من الطبيعي أن تصرف اهتماماتها عن الدنيا لتعمر آخرتها
بأعمال البر والصدقة
حيث لم تألُ جهداً في رعاية الأيتام والأرامل وتعهّدهم
وتفقّد شؤونهم والإحسان إليهم
وغيرها من ألوان التراحم والتكافل
فاستطاعت بذلك أن تزرع محبتها في قلوب الضعفاء والمحتاجين
وخير شاهد على ذلك
وصفها بـ" أم المساكين "
حتى أصبح هذا الوصف ملازما لها إلى يوم الدين



ولم تلبث زينب رضي الله عنها طويلاً في بيت النبوة
فقد توفيت في ربيع الآخر سنة أربع للهجرة
عن عمر جاوز الثلاثين عاماً
بعد أن قضت ثمانية أشهر مع النبي صلى الله عليه وسلم
وقد صلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
ودفنها بالبقيع
وبذلك تكون ثاني زوجاته به لحوقاً بعد خديجة بنت خويلد
فرضي الله عنها وعن جميع أمهات المؤمنين
هنا
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-19-2011, 04:24 AM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أم سلمة المخزومية رضي الله عنها


هي أم المؤمنين
هند بنت أبي أمية حذيفة بن المغيرة المخزومية القرشية
المشهورة بكنيتها أم سلمة
والدها سيّد من سادات قريشٍ المعدودين
وكان بين الناس مشهوراً بالكرم وشدّة السخاء
حتى لُقّب بـ : " زادُ الراكب "
إذ كان يمنع من يرافقه في سفره أن يتزوّد لرحلته
ويكفيه مؤونة ذلك
وهي بنت عم خالد بن الوليد رضي الله عنه
وبنت عم أبي جهل بن هشام

كانت أم سلمة رضي الله عنها
من الجيل الأوّل الذي أسلم مبكّرا في مكة
ونالت في ذلك ما ناله المؤمنون من صنوف الأذى وألوان العذاب
حتى أذن الله للمؤمنين بالهجرة الأولى إلى الحبشة
لتنطلق هي وزوجها عبد الله بن عبد الأسد المخزومي
مهاجريْن في سبيل الله
فارّين بدينهم من أذى قريشٍ واضطهادها
محتمين بحمى النجاشي الملك العادل

ولما أرادت تلك الأسرة أن تهاجر إلى المدينة
واجهت الكثير من المصاعب والابتلاءات
فقد تسامع قومها بنو المغيرة بتأهّبها وزوجها للرحيل
فقالوا لزوجها : " هذه نفسك غلبْتنا عليها
فعلام نتركك تأخذ أم سلمة وتسافر بها ؟ "
فنزعوا خطام البعير من يده وأخذوها منه
فغضب لذلك بنو عبد الأسد قوم زوجها
وقالوا : " والله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا "
فتجاذبوا الولد بينهم حتى خلعوا يده
وانطلق به بنو عبد الأسد
وظلّت أم سلمة عند بني المغيرة
وانطلق الزوج مهاجراً لوحده

وهكذا تفرّق شمل الأسرة
وابتليت بلاءً عظيماً ، فالزوج هاجر إلى المدينة
والزوجة عند أهلها في مكة ، والولد مع أهل أبيه
مما كان له عظيم الأثر على نفس أم سلمة رضي الله عنها
فكانت تخرج كل يوم إلى بطحاء مكة تبكي وتتألم لما أصابها
وظلّت على حالها قرابة سنة
حتى مرّ بها رجل من قومها وهي تبكي
فرحمها ورقّ لحالها ، فانطلق إلى قومه
قائلاً لهم : " ألا تطلقون سبيل هذه المسكينة ؟
فإنكم فرقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها "
فأجابوه لذلك وقالوا لها : " الحقي بزوجك إن شئت " .

ولما سمع بنو عبد الأسد ذلك ردّوا عليها ولدها
فانطلقت من فورها إلى مكة



تقول أم سلمة رضي الله عنها
واصفةً رحلتها : " فجهّزت راحلتي ، ووضعت ابني في حجري
ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة ، وما معي أحد من خلق الله
حتى إذا كنت بالتنعيم – موضع من مكة
لقيت عثمان بن طلحة - وكان يومئذٍ مشركاً
فقال لي : إلى أين ؟
قلت : أريد زوجي بالمدينة
فقال : هل معك أحد ؟
فقلت : لا والله ، ما معي إلا الله وابني هذا
فأخذته النخوة فقال : والله لا أتركك
فأخذ بخطام البعير فانطلق معي يقودني
فوالله ما صحبت رجلاً من العرب أكرم منه
كان إذا نزل المنزل أناخ بي ثم تنحّى إلى شجرة فاضطجع تحتها
فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فجهّزه
ثم استأخر عني وقال : اركبي ، فإذا ركبت واستويت على بعيري
أتى فأخذ بخطامه فقادني
فلم يزل يصنع ذلك حتى أقدمني المدينة "

وفي غزوة أحد أُصيب زوجها بجرح عميق
وبعد شهور تُوفي رضي الله عنه متأثراً بجرحه
وهذا ابتلاء آخر يصيب أم سلمة
بعد رحيل زوجها من الدنيا تاركاً وراءه أربعة من الأولاد
هم: برة وسلمة ، وعمر، ودرة
فأشفق عليها صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبو بكرالصديق - رضي الله عنه- فخطبها
إلا أنها لم تقبل ، وصبرت مع أبنائها



وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يفكر في أمر تلك المرأة الكريمة ، المؤمنة الصادقة ، الوفية الصابرة
فتقدم لها وتزوجها مكافأة ومواساة لها
ورعاية لأبنائها

تقول أم سلمة رضي الله عنها
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
( ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله)
{ إنا لله وإنا إليه راجعون }
اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها
إلا أخلف الله له خيراً منها
فلما مات أبو سلمة قلت : أي المسلمين خير من أبي سلمة ؟
أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم إني قلتها ، فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "
قالت: أرسل إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له
فقلت: إني كبيرة السنّ
وأنا غيور-أي تغار من ضرائرها من النساء - وذات عيال
فقال صلى الله عليه وسلم : أنا أكبر منك
وأما الغيرة فيذهبها الله عز وجل
وأما العيال فإلى الله ورسوله ) (1)
فتزوّجها النبي صلى الله عليه وسلم
في شوال سنة أربع من الهجرة.

وقد أخذت أم سلمة حظّاً وافراً من أنوار النبوّة وعلومها
حتى غدت ممن يُشار إليها بالبنان فقها وعلماً
بل كان الصحابة يفدون إليها ويستفتونها في العديد من المسائل
ويحتكمون إليها عند الاختلاف
ومن ذلك أن أبا هريرة وبن عباس
اختلفا في عدة المتوفى عنها زوجها إذا وضعت حملها
فقال أبو هريرة : لها أن تتزوج
وقال ابن عباس : بل تعتدّ أبعد الأجلين
فبعثوا إلى أم سلمة
فقضت بصحّة رأي أبي هريرة رضي الله عنهم


وكانت- رضي الله عنها
من النساء العاقلات الناضجات ، يشهد لهذا ما حدث يوم الحديبية
بعد كتابة الصلح
حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
أصحابه بالتحلل من نسكهم
وحثّهم على النحر ثم الحلق
فشقّ ذلك على الصحابة الكرام ، ولم يفعلوا
فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة مغضباً
فذكر لها ما كان من أمر المسلمين وإعراضهم عن أمره
ففطنت - رضي الله عنها
إلى سبب إعراضهم وعدم امتثالهم
فقالت للنبي صلى الله عليه وسلم
" يانبي الله ، أتحب ذلك ، اخرج لا تكلم أحدا منهم كلمة
حتى تنحر بدنك ، وتدعو حالقك فيحلقك

فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك ، نحر بدنه
ودعا حالقه فحلقه
فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا " (2)
قال الإمام ابن حجر
" وإشارتها على النبي صلى الله عليه وسلم
يوم الحديبية تدل على وفور عقلها وصواب رأيها "

وفي شهر ذي القعدة من العام التاسع والخمسين للهجرة
أسلمت روحها الطاهرة إلى خالقها
وكانت قد بلغت من العمر أربعاً وثمانين سنة
حين بلغها مقتَلُ الحسين ، فوجَمَت لذلك ، وحَزِنَت عليه كثيراً
و غُشيَ عليها ، ولم تلَبث بعدهُ إلا يَسيراً
فكانت آخر أمهات المؤمنين موتاً
فرضي الله عنها ، وعن جميع أمهات المؤمنين
هنا
~~~
(1) صحيح مسلم - كتاب الجنائز
باب ما يقال عند المصيبة - رقم 918
~~~
(2)الراوي: المسور بن مخرمة و مروان بن الحكم
المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2731
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-23-2011, 10:23 PM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
افتراضي

زينب بنت جحش رضي الله عنها



تحدثنا فيما مضى عن كوكبة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
وها نحن أولاء نلتقي مع إحدى تلك النسمات العطرة
بما جمعته سيرتها من صفاء نفسٍ ونقاوة سريرة
تلكم هي أم المؤمنين زينب بنت جحش
بن رياب بن يعمر الأسدي
وأمها أمية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخوها عبدالله بن جحش أول أمير في الإسلام
وُلدت سنة 33ق هـ ، وكان اسمها "برَّة"
فسماها النبي صلى الله عليه وسلم زينب
وكانت تكنى : أم الحكم
وهي إحدى المهاجرات الأول




تزوجها زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وسلم
ليعلمها كتاب الله وسنة رسوله
ثم زوّجها الله من السماء لنبيه صلى الله عليه وسلم
سنة ثلاث من الهجرة
وأنزل الله فيها قوله
{وَإِذْتَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ
أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ
وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ
فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ
فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا
وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا }(1)
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تبنى زيداً
ودُعي "زيد بن محمد "
فلما نزل قوله تعالى
{ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَأَقْسَطُ عِنْدَاللَّهِ}(2)
تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم
امرأة زيدٍ بعد أن طلقها زيد
وهدم ما كان معروفاً عند الجاهلية من أمر التبني

ومنذ اختارها الله لرسوله
وهي تفخرُ بذلك على أمهات المؤمنين
وتقول كما ثبت في البخاري
(زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ
وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ ) (3)
وسماها النبي صلى الله عليه وسلم بعد الزواج
"زينب"
وأطعم عليها يومئذٍ خبزاً ولحماً )

وفي شأنها أنزل الله تعالى الأمر بإدناء الحجاب
وبيان ما يجب مراعاته من حقوق نساء
النبي عليه الصلاة والسلام

كانت رضي الله عنها من سادة النساء
ديناً وورعاً ، وجوداً ومعروفاً ، محضن اليتامى ومواسية الأرامل
قد فاقت أقرانها خَلْقاً وخُلقاً
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور زينب
ويمكث معها ، ويشرب العسل عندها
فغارت بعض نسائه ، وأردن أن يصرفنه عن ذلك
قال الإمام مسلم في صحيحه
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قال حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ
أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ
يُخْبِرُ أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ تُخْبِرُ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ
فَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلًا
قَالَتْ فَتَوَاطَيْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ أَنَّ أَيَّتَنَا مَا دَخَلَ عَلَيْهَا
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَلْتَقُلْ إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ أَكَلْتَ مَغَافِيرَ
فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا فَقَالَتْ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا
عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَلَنْ أَعُودَ لَهُ فَنَزَلَ
( لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ إِلَى قَوْلِهِ إِنْ تَتُوبَا )( التحريم -1 )
لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ ( وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا )
( التحريم - 3)
لِقَوْلِهِ بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا "(4)


ومن مناقبها رضي الله عنها
أنها أثنت على عائشة أم المؤمنين خيراً
عندما استشارها رسول الله صلى الله عليه وسلم
في حادث الإفك ، ففي الحديث قالت عائشة
" وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَسْأَلُ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ
عَنْ أَمْرِي فَقَالَ يَا زَيْنَبُ مَا عَلِمْتِ مَا رَأَيْتِ
فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي
وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا إِلَّا خَيْرًا
قَالَتْ وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِالْوَرَعِ" (5)


ومن مناقبها أنها كانت ورعةً قوّامة
تديم الصيام ، كثيرة التصدق وفعل الخير
وكانت من صُنَّاع اليد ، تدبغ و تخرز ، ثم تتصدَّق بثمن ذلك
وقد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم
على كثرة تصدقها وكنَّى عن ذلك بطول يدها
، فعن عائشة أم المؤمنين قالت
: ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَسْرَعُكُنَّ لَحَاقًا بِي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا
قَالَتْ فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أَيَّتُهُنَّ أَطْوَلُ يَدًا
قَالَتْ فَكَانَتْ أَطْوَلَنَا يَدًا زَيْنَبُ
لِأَنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ بِيَدِهَا وَتَصَدَّقُ ) (6)

وقد أحسنت عائشة رضي الله عنها في الثناء على زينب
إذ قالت : ولم أر امرأة قط خيراً في الدين من زينب
وأتقى لله ، وأصدق حديثاً ، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة
وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به
وتقرب به إلى الله تعالى



ولقد بلغ من حبّها للعطاء أنها قالت حين حضرتها الوفاة
" إني قد أعددت كفني
فإن بعث لي عمر بكفن فتصدقوا بأحدهما
وإن استطعتم إذ أدليتموني أن تصدقوا بإزاري فافعلوا "


وعن برزة بنت رافع رضي الله عنها قالت
" لما خرج العطاء بعث عمر بن الخطاب إلى زينب بنت جحش
بعطائها ، فأتيت به ونحن عندها .
فقالت : ما هذا ؟
قلت : أرسل به إليك عمر
قالت : غفر الله له ، والله لغيري من إخواتي
كانت أقوى على قسم هذا مني
فقلنا لها : إن هذا لك كله
فقالت : سبحان الله .
فجعلت تستر بينها وبينه بجلبابها أو بثوبها
ثم قامت توزّعه وتقول لنا : اذهب به إلى فلان
من أهل رحمها وأيتامها
حتى بقيت بقيّة تحت الثوب
فأخذنا ما تحت الثوب ، فوجدناه بضعة وثمانين درهماً
ثم رفعت يديها ثم قالت : اللهم لا يدركني عطاء لعمر
بعد عامي هذا أبداً "
فكانت حقاً أول زوجاته صلى الله عليه وسلم لحوقاً به
حيث توفيت سنة 20 للهجرة وقد جاوزت الخمسين عاماً
وصلى عليها عمر بن الخطاب
وصُنع لها نعشٌ وكانت أول امرأة يُفعل معها ذلك
ودُفنت بالبقيع ، فرضي الله عنها وعن أمهات المؤمنين
هنا
يتـــــبع
~~~
(1) ( الأحزاب :37 ) - (2) (الأحزاب:5)
~~~
(3) صحيح البخاري - كتاب التوحيد
باب إن يمين الله ملأى
لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار - رقم 6984
~~~
(4)صحيح مسلم بشرح النووي - كِتَاب الطَّلَاقِ

باب بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له - رقم 1474
~~~

(5) صحيح البخاري - كتاب الشهادات

باب تعديل النساء بعضهن بعضا - رقم 2518
~~~
(6) صحيح مسلم بشرح النووي - كِتَاب فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ
بَاب مِنْ فَضَائِلِ زَيْنَبَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - رقم 2452

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 06-02-2011, 03:31 PM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

جويرية بنت الحارث المصطلقية

هي أم المؤمنين جويرية بنت الحارث
بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة الخزاعية المصطلقية
كانت تحت ابن عم لها يقال له مسافع بن صفوان المصطلقي
وقد قُتل في يوم المريسيع
ثم غزا النبي صلى الله عليه وسلم قومها
بني المصطلق فكانت من جملة السبي
ووقعت في سهم ثابت بن قيس رضي الله عنه

وزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم منها
وقع في السنة الخامسة للهجرة
وكان عمرها إذ ذاك عشرين سنة
ومن ثمار هذا الزواج المبارك
فكاك المسلمين لأسراهم من قومها .

ففي الحديث عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
قالت "لما قسم رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم
سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم
لثابت بن قيس بن الشماس
أو لابن عم له وكاتبته على نفسها وكانت امرأة حلوة ملاحة
لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه .
فأتت رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم
تستعينه في كتابتها
قالت : فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي
فكرهتها وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت فدخلت عليه
فقالت : يا رسول الله
أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار ، سيد قومه
وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك
فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس
أو لابن عم له .
فكاتبته على نفسي فجئتك أستعينك على كتابتي
قال : فهل لك في خير من ذلك ؟
قالت : وما هو يا رسول الله ؟
قال : أقضي كتابتك وأتزوجك ؟
قالت : نعم يا رسول الله
قال : قد فعلت
قالت : وخرج الخبر إلى الناس
أن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم
تزوج جويرية بنت الحارث
فقال الناس : أصهار رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم
فأرسلوا ما بأيديهم
فقالت : فلقد أعتق بتزويجه إياها
مائة أهل بيت من بني المصطلق
فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها ."(1)


وروى ابن سعد في الطبقات
أنه لما وقعت جويرية بنت الحارث في السبي
جاء أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال : إن ابنتي لا يُسبى مثلها ؛
فأنا أكرم من ذاك ، فخل سبيلها
فقال : ( أرأيت إن خيّرناها ، أليس قد أحسنّا ؟)
قال : بلى ، وأدّيت ما عليك .
فأتاها أبوها فقال : إن هذا الرجل قد خيّرك فلا تفضحينا فقالت : فإني قد اخترت رسول الله صلى الله عليه وسلم


وغيَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها
فعن ابن عباس قال

" كان اسم جويرية بنت الحرث زوج النبي صلى الله عليه وسلم
برة فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم
اسمها فسماها جويرية "(2)



وكانت رضي الله عنها ذات صبرٍ وعبادة
كثيرة الذكر لله عزوجل
ولعلّنا نستطيع أن نلمس ذلك من خلال الحديث

قال الإمام الترمزي
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ،قال حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ
عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
قَال سَمِعْتُ كُرَيْبًا يُحَدِّثُ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ
عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ
" أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَيْهَا وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا
ثُمَّ مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا قَرِيبًا مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ
فَقَالَ لَهَا مَا زِلْتِ عَلَى حَالِكِ فَقَالَتْ نَعَمْ
قَالَ أَلَا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَقُولِينَهَا
سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِهِ
سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِهِ
سُبْحَانَ اللَّهِ رِضَا نَفْسِهِ
سُبْحَانَ اللَّهِ رِضَا نَفْسِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ رِضَا نَفْسِهِ
سُبْحَانَ اللَّهِ زِنَةَ عَرْشِهِ
سُبْحَانَ اللَّهِ زِنَةَ عَرْشِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ زِنَةَ عَرْشِهِ
سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ
سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ " (3)


ولم تذكر لنا كتب الحديث إلا القليل من مرويّاتها
ومن جملة ذلك ما رواه الإمام البخاري

قال الإمام البخاري في صحيحه
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قال حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ ح
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قال حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، قالحَدَّثَنَا شُعْبَةُ
عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ،عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
" أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ
وَهِيَ صَائِمَةٌ
فَقَالَ أَصُمْتِ أَمْسِ قَالَتْ لَا قَالَ تُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي غَدًا
قَالَتْ لَا قَالَ فَأَفْطِرِي " (4)

توفيت أم المؤمنين جُويرية في المدينة سنة خمسين
وقيل سنة سبع وخمسين للهجرة وعمرها 65سنة .
فرضي الله عنها ، وعن أمهات المؤمنين أجمعين
هنا
يتـــــــبع
~~~
(1) الراوي: عائشة المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم: 1645-خلاصة حكم المحدث: حسن
~~~
(2) الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر
المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 4/323
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
~~~
(3)تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي - كِتَاب الدَّعَوَاتِ
باب ما زلت على حالك فقالت نعم
قال ألا أعلمك كلمات تقولينها
سبحان الله عدد خلقه سبحان الله عدد خلقه
رقم 3555 - تحقيق الألباني
~~~
(4)صحيح البخاري - كِتَاب الصَّوْمِ رقم 1885
باب لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا يوما قبله أو بعده
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 03:07 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology