ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى عام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 06-28-2011, 09:00 PM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان


رضي الله عنها


هي أم المؤمنين ، رملة بنت أبي سفيان ، صخر بن حرب بن أمية القرشية ، أمّها صفية بنت أبي العاص بن أمية

وأخواها معاوية كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم

و عتبة والي عمر بن الخطاب على الطائف .

وهي بنت عم الرسول صلى الله عليه وسلم

وليس من أزواجه من هي أقرب نسباً إليه منها

ولا في نسائه من هي أكثر صداقاً منها

ولا من تزوج بها وهي نائية الديار أبعد منها.

ولدت قبل الإسلام ، وكانت تكنى أم حبيبة

نسبة إلى ابنتها من زوجها الأول

وهي من الثلّة المؤمنة التي أسلمت مبكراً في مكة.

تزوجت عبيد الله بن جحش الأسدي

وعاشت معه تلك التجربة القاسية التي لاقاها المؤمنون

في بدايات الدعوة المكيّة

وما انطوت عليه من معاناة مريرة وأحداث مروعة

ولم يكن ثمّة مخرجٍ من هذه الحال سوى هجرة الأوطان

وترك الديار ، إلى أرضٍ تسمح لهم بحريّة العبادة

ووقع الاختيار على أرض الحبشة

وهكذا هاجرت أم حبيبة مع زوجها إلى الحبشة ليظفروا

بالأمن والأمان ، ولم تدم سعادتها طويلاً

فقد حدث لها ما لم يكن في الحسبان .

تقول أم حبيبة " رأيت في النوم كأن عبيد الله بن جحش

زوجي بأسوأ صورة وأشوهها ، ففزعت

فقلت في نفسي: تغيّرت والله حاله

فلما أصبح الصباح دعاني

وقال لي يا أم حبيبة ، إني نظرت في الدين قبل إسلامي

فلم أرى ديناً خيراً من النصرانية ، وكنت قد دنت بها

ثم أسلمتُ ودخلتُ في دين محمد

ولكني الآن أرجع إلى النصرانية

ففزعتُ من قوله وقلت : والله ما هو خيرٌ لك

وأخبرتُه بالرؤيا التي رأيتها فيه ، فلم يحفل بها

وأكبّ على الخمر يعاقرها حتى مات .

فأصابني من ذلك همٌّ وغمٌّ عظيمين

إلى أن رأيت فيما يرى النائم من يناديني

قائلاً : يا أم المؤمنين ، فأوّلتها أن رسول الله يتزوجني

فما هو إلا أن انقضت عدّتي

حتى أتاني رسول النجاشي يستأذن الدخول عليّ

فإذا هي جاريةٌ له يقال لها أبرهة

كانت تقوم على ثيابه ودهنه

فدخلتْ عليّ فقالت : إن الملك يقول لك

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم

كتب إليّ أن أزوجك إيّاه

ففرحت وقلت : بشّرك الله بخير

فقالت لي : يقول لك الملك وكّلي من يزوّجك

فأرسلت إلى خالد بن سعيد العاص فوكّلته

وأعطيتُ الجارية ما عندي من حليٍّ وجواهر مكافأةً لها

على ما بشّرتني به

فلما كان العشي أمر النجاشي بحضور جعفر بن أبي طالب

ومن معه من المسلمين ، فخطب النجاشي

فقال : الحمد لله الملك القدوس السلام

المؤمن المهيمن العزيز الجبار

وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله

وأنّه الذي بشر به عيسى بن مريم عليه السلام

أما بعد : فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم

كتب إليّ أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان

، فأجبته إلى ما دعا إليه ، وقد أصدقتها أربعمائة دينار .

ثم سكب الدنانير بين يدي القوم ، فتكلم خالد بن سعيد

فقال : الحمد لله أحمده وأستعينه وأستنصره

، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله

أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله

ولو كره المشركون

أما بعد : فقد أجبتُ إلى ما دعا إليه

رسول الله صلى الله عليه وسلم

وزوّجته أم حبيبة ابنة أبي سفيان

فبارك الله لرسوله .

ثم قام ودفع إليّ الدنانير ، ثم أرادوا أن يقوموا

فقال لهم النجاشي : اجلسوا ؛

فإنّ سنّة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعامٌ على الزواج

فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا "

وتواصل أم حبيبة سرد قصتها

قائلةً : " فلما وصل إليّ المال أرسلتُ إلى الجارية التي بشّرتني

فقلت لها : إني كنت أعطيتك ما أعطيتك يومئذٍ

ولا مال بيدي ، فهذه خمسون مثقالا فخذيها واستغني بها

لكنها ردّت إليّ كل ما أعطيتها

وقالت : عزم عليّ الملك ألا آخذ منك شيئا

وإني قد تبعت دين رسول الله صلى الله عليه وسلم

وأسلمت لله

فحاجتي إليك أن تقرئي رسول الله مني السلام

وتعلميه أني قد اتبعت دينه

فلما قدمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم

مع شرحبيل بن حسنة أخبرته كيف كانت الخطبة

وما فعلت بي الجارية

فتبسّم رسول الله صلى الله عليه وسلم

وقال : ( وعليها السلام ورحمة الله )

لقد احتفلت المدينة بهذا الحدث العظيم سنة 7هـ

وكان عمرها يومئذٍ 36سنة

وأنزل الله تعالى في شأن هذا الزواج المبارك

قوله : {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً } ( الممتحنة : 7 )

يقول ابن عباس رضي الله عنهما

" ..فكانت المودة التي جعل الله بينهم تزويج

النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان

فصارت أم المؤمنين ، وصار معاوية خال المؤمنين "

هذا وقد شهد لها القريب والبعيد بالذكاء والفطنة

والفصاحة والبلاغة

وكانت فوق ذلك من الصابرات المجاهدات

ويظهر جهادها وصبرها

من خلال هجرتها إلى الحبشة مع زوجها

تاركة أهلها وقومها

ثم صبرها على الإسلام عندما تنصّر زوجها

مما أدى إلى انفصالها عنه ، فصارت وحيدة لا زوج لها ولا أهل

وفي غربة عن الديار

لكن الإسلام يصنع العجائب إذا لامس شغاف القلوب

فثبتت في موطن لا يثبت فيه إلا القليل

مما رفع قدرها

وأعلى منزلتها في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم

فأراد مواساتها بزواجه منها .



وكان لها مع والدها أبي سفيان وقفة براءٍ من الشرك وأهله

فإنه لمّا قدم المدينة راغباً في تمديد الهدنة

دخل على ابنته أم حبيبة

فلما ذهب ليجلس على فراش

رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته دونه

فاستنكر والدها ذلك

وقال : " يا بنيّة ، أرغبتِ بهذا الفراش عنّي؟

أم أم رغبتِ بي عنه ؟ "

فأجابته إجابة المعتزّ بدينه المفتخر بإيمانه

"بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم

وأنت امرؤ نجسٌ مشرك "

وأما إسهامها في باب الرواية

فقد روت عدداً من الأحاديث النبوية

منها ما جاء في "الصحيحين"

أنه لما جاء نعي أبي سفيان من الشام

دعت أم حبيبة رضي الله عنها بصفرة في اليوم الثالث

فمسحت عارضيها وذراعيها

وقالت إني كنت عن هذا لغنية لولا أني سمعت

النبي صلى الله عليه وسلم يقول

( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر

أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج

فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا ) (1)

ولما أحسّت بقرب رحيلها دعت عائشة رضي الله عنها

وقالت لها : " قد كان بيننا ما يكون بين الضرائر

فهل لك أن تحللينني من ذلك ؟

" فحلّلتها واستغفرت لها

فقالت لها : " سررتِني سرّك الله "

وأرسلت إلى أم سلمة رضي الله عنها بمثل ذلك

ثم ماتت رضي الله عنها سنة أربع وأربعين للهجرة بالمدينة

وقد بلغت من العمر اثنان وسبعون سنة

فرضي الله عنها وأرضاها ، وجعل الجنة مأواها

هنا

***

(1)الراوي: أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان المحدث: البخاري

المصدر: صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 1280-خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 07-11-2011, 09:05 PM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493




صفية بنت حيي بن أخطب

رضي الله عنها


هي أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب بن سعنة

أبوها سيد بني النضير

من سبط لاوي بن نبي الله إسرائيل بن إسحاق

بن إبراهيم عليهم السلام

ثم من ولد هارون بن عمران ، أخي موسى عليه السلام

وأمها هي برة بنت سموءل من بني قريظة .

كانت مع أبيها وابن عمها بالمدينة

فلما أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير

ساروا إلى خيبر

وقُتل أبوها مع من قُتل مِن بني قريظة.

تزوجها قبل إسلامها سلام بن مكشوح القرظي

– وقيل سلام بن مشكم –

فارس قومها ومن كبار شعرائهم

ثم تزوّجها كنانة بن أبي الحقيق ، وقتل كنانة يوم خيبر

وأُخذت هي مع الأسرى

فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه

وخيّرها بين الإسلام والبقاء على دينها قائلاً

لها : ( اختاري ، فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي

– أي : تزوّجتك -

وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك )

فقالت : " يا رسول الله

لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني

حيث صرت إلى رحلك وما لي في اليهودية أرب

وما لي فيها والد ولا أخ ، وخيرتني الكفر والإسلام

فالله ورسوله أحب إليّ من العتق وأن أرجع إلى قومي "

ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقها وتزوّجها

وجعل عتقها صداقها

وكانت ماشطتها أم سليم التي مشطتها

وعطرتها ، وهيّأتها للقاء النبي صلى الله عليه وسلم

وأصل هذه القصة ما ورد في الصحيح

عن أنس قال : ( قدم النبي صلى الله عليه وسلم خيبر

فلما فتح الله عليه الحصن ذُكر له

جمال صفية بنت حيي بن أخطب

وقد قتل زوجها وكانت عروسا

فأعتقها النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها

حتى إذا كان بالطريق جهّزتها له أم سليم

فأهدتها له من الليل

فأصبح النبي صلى الله عليه وسلم عروساً

فقال : من كان عنده شيء فليأتِ به

فجعل الرجل يجيء بالتمر ، وآخر يجيء بالسمن

وثالثٌ بالسويق ، فكانت تلك

وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية

ثم خرجنا إلى المدينة .

قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

يُحوِّي لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره

فيضع ركبته ، فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب )

رواه البخاري (1)

ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بخدها لطمة

فقال: ( ما هذه ؟ )

فقالت : إني رأيت كأن القمر أقبل من يثرب

فسقط في حجري

فقصصت المنام على ابن عمي ابن أبي حقيق فلطمني

وقال : تتمنين أن يتزوجك ملك يثرب

فهذه من لطمته.

وكان هدف رسول الله صلى الله عليه وسلم

من زواجها إعزازها وإكرامها ورفع مكانتها

إلى جانب تعويضها خيراً ممن فقدت من أهلها وقومها

ويضاف إلى ذلك إيجاد رابطة المصاهرة بينه وبين

اليهود لعله يخفّف عداءهم

ويمهد لقبولهم دعوة الحق التي جاء بها .

وأدركت صفية رضي الله عنها ذلك الهدف العظيم

لرسول الله صلى الله عليه وسلم

ووجدت الدلائل والقرائن عليه في بيت النبوة

فأحست بالفرق العظيم بين الجاهلية اليهودية

ونور الإسلام ، وذاقت حلاوة الإيمان

وتأثّرت بخلق سيد الأنام

حتى نافس حبّه حب أبيها وذويها والناس أجمعين

ولما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم

تأثّرت رضي الله عنها لمرضه

وتمنت أن لو كانت هي مكانه

فقد أورد ابن حجر في الإصابة وابن سعد في الطبقات

عن زيد بن أسلم رضي الله عنه

قال: " اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم

في مرضه الذي توفى فيه، واجتمع إليه نساؤه

فقالت صفية بنت حيي : إني والله يا نبي الله
لوددتُ أنّ الذي بك بي
فتغامزت زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
فقال صلى الله عليه وسلم : والله إنها لصادقة "(2)



كانت رضي الله عنها امرأة شريفة ، عاقلة

ذات حسب أصيل ، وجمال ورثته من أسلافها

وكان من شأن هذا الجمال أن يؤجّج مشاعر الغيرة

في نفوس نساء النبي صلى الله عليه وسلم

وقد عبّرت زينب بنت جحش عن ذلك

بقولها : " ما أرى هذه الجارية إلا ستغلبنا

على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم "

وفي ضوء ذلك

يمكن أن نفهم التنافس الذي حصل بين صفية رضي الله عنها

وبين بقيّة أمهات المؤمنين ، ومحاولاتهن المتكرّرة للتفوّق عليها

ولم يَفُتْ ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم

فكان يسلّيها ويهدئ ما بها .



ومن مواقفها الدالة على حلمها وعقلها

ما ذكرته كُتب السير من أن جارية لها

أتت عمر بن الخطاب

فقالت : إن صفية تحب السبت ، وتصل اليهود

، فبعث عمر يسألها

فقالت : أما السبت فلم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة

وأما اليهود فإن لي فيهم رحماً فأنا أصلها

ثم قالت للجارية: ماحملكِ على ما صنعت ؟

قالت : الشيطان قالت : اذهبي فأنت حرة .

ولم تكن – رضي الله عنها -

تدّخر جهداً في النصح وهداية الناس

ووعظهم وتذكيرهم بالله عز وجل

ومن ذلك أن نفراً اجتمعوا في حجرتها

يذكرون الله تعالى ويتلون القرآن

حتى تُليت آية كريمة فيها موضع سجدة ، فسجدوا

فنادتهم من وراء حجاب

قائلة : " هذا السجود وتلاوة القرآن ، فأين البكاء ؟ "



ولقد عايشت رضي الله عنها عهد الخلفاء الراشدين

حتى أدركت زمن معاوية رضي الله عنه

ثم كان موعدها مع الرفيق الأعلى سنة خمسين للهجرة

لتختم حياة قضتها في رحاب العبادة

ورياض التألّه

دون أن تنسى معاني الأخوة والمحبة التي انعقدت

بينها وبين رفيقاتها على الدرب

موصيةً بألف دينار لعائشة بنت الصدّيق

وقد دفنت بالبقيع

فرضي الله عنها وعن سائر أمهات المؤمنين.

منقول من إسلام ويب

~~~
(1)الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2235
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
~~~
(2)الراوي: زيد بن أسلم المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الإصابة
الصفحة أو الرقم: 4/347
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 07-24-2011, 10:06 AM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
افتراضي



ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها

هي أم المؤمنين ، ميمونة بنت الحارث بن حَزْن الهلالية

آخر امرأة تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم

أختها لبابة الكبرى زوجة العباس بن عبد المطلب

و لبابة الصغرى زوجة الوليد بن المغيرة

فهي إذاً خالة عبدالله بن عباس

وخالد بن الوليد رضي الله عنهم .

وأخوات ميمونة لأمها أسماء بنت عميس

امرأة جعفر بن أبي طالب

و سلمى بنت عميس الخثعمية زوجة حمزة بن عبد المطلب

و سلامة بنت عميس زوجة عبد الله بن كعب

بن منبّه الخثعمي

تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم

بعد فراغه من عمرة القضاء في ذي القعدة

من السنة السابعة للهجرة

وذلك عندما قدم عليه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه

من أرض الحبشة فخطبها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم

فأجابته ، وقامت بتوكيل العباس بن عبد المطلب

في أمر زواجها ، فزوّجها للنبي - صلى الله عليه وسلم

وهنا تُثار قضية بين علماء التراجم والسير

وهي خلافهم في الحال التي تزوّج

فيها النبي - صلى الله عليه وسلم

بميمونة وهل كان زواجه بها حال إحلاله أم حال إحرامه

فابن عباس رضي الله عنه كان يرى أنه تزوّجها وهو محرم

بينما تروي لنا ميمونة نفسها أن رسول الله

صلى الله عليه وسلم - تزوجها وهي حلال

كما روى ذلك الإمام مسلم

وقد رجّح العلماء روايتها

لعدّة اعتبارات ليس هذا موطن بسطها .

وبعد أن أنهى النبي - صلى الله عليه وسلم

عمرته أراد أن يعمل وليمة عرسه في مكّة

وإنما أراد تأليف قريشٍ بذلك ، فأبوا عليه

وبعثوا إليه حويطب بن عبد العزى بعد مضي أربعة أيام

يقول له : " إنه قد انقضى أجلك فاخرج عنا "

فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -

أبا رافع فنادى بالرحيل ، فخرج إلى "سرف"

وهو موضع قرب التنعيم يبعد عن مكة عشرة أميال

وبنى بها ، وكان عمرها عندئذٍ 26سنة

وعمره - صلى الله عليه وسلم - 59سنة

وقد أولم عليها بأكثر من شاة ، وأصدقها أربعمائة درهم

وقيل بخمسمائة درهم .

وكان اسمها في السابق بَرَّة

فغيّره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ميمونة

شأنها في ذلك شأن أم المؤمنين جويرية رضي الله عنها

والتي كان اسمها " برّة "

فغيّره عليه الصلاة والسلام إلى جويرية .

وكانت رضي الله عنها من سادات النساء

مثلاً عالياً للصلاح ورسوخ الإيمان

تشهد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على ذلك

بقولها : ".. أما أنها كانت

من أتقانا لله وأوصلنا للرحم "(1)

وقد روت عدداً من الأحاديث

عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم

كان منها صفة غسله عليه الصلاة والسلام .

وكان ابن عباس رضي الله عنهما

يبيت عندها أحياناً في بيت

رسول الله - صلى الله عليه وسلم

فيكسب علماً، وأدباً ، وخلقاً ، ويبثّه بين المسلمين

من ذلك قوله رضي الله عنهما

( بتُّ ليلةً عند ميمونة بنت الحارث خالتي

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم

عندها في ليلتها

فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم

يصلي من الليل ، فقمت عن يساره

فأخذ بشعري ، فجعلني عن يمينه

فكنت إذا أغفيت يأخذ بشحمة أذني

فصلى إحدى عشرة ركعة

ثم احتبي حتى إني لأسمع نفَسه راقداً

فلما تبين له الفجر صلى ركعتين خفيفتين )(2)

رواه البخاري ومسلم .

ثم قدّر الله أن تكون وفاتها في الموضع

الذي بنى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم

عند زواجه منها ، وذلك سنة 51 للهجرة

وكان عمرها إذ ذاك ثمانين سنة

وصلّى عليها ابن عباس رضي الله عنهما

ودخل قبرها هو ويزيد بن الأصم وعبد الله بن شداد بن الهادي

وهم بنو أخواتها - ، وعبيد الله الخولاني

وكان يتيماً في حجرها

فرضي الله عنهم أجمعين

هنا

تم بحمد الله
~~~

(1)الراوي: يزيد بن الأصم المحدث: ابن حجر العسقلاني

المصدر: الإصابة - الصفحة أو الرقم: 4/412
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
~~~
(2)الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: مسلم
المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 763
خلاصة حكم المحدث: صحيح
__________________
[CENTER][IMG]http://store1.up-00.com/2014-12/1418387439583.jpg[/IMG]

[URL="http://katarat1.com/forum/showthread.php?t=757"]موسوعه صور بسمله وفواصل واكسسوار للمواضيع [/URL][/CENTER]
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 12:49 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology