بسم الله الرحمن الرحيم
ورحمة الله وبركاتة
كل عمل ابن آدم
قال الإمام البخاري فى صحيحه
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قال حَدَّثَنَا هِشَامٌ
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي
وَأَنَا أَجْزِي بِهِ
وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ
الشرح
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة رَفَعَهُ
" كُلّ عَمَل اِبْن آدَم لَهُ إِلَّا الصَّوْم "
الْحَدِيث مِنْ أَجْل قَوْله
" أَطْيَب عِنْد اللَّه مِنْ رِيح الْمِسْك "
وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحه مُسْتَوْفًى فِي كِتَاب الصِّيَام
وَقَوْله هُنَا
" فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ "
ظَاهِر سِيَاقه أَنَّهُ مِنْ كَلَام النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَلَيْسَ كَذَلِكَ وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ كَلَام اللَّه عَزَّ وَجَلَّ
وَهُوَ مِنْ رِوَايَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَنْ رَبّه عَزَّ وَجَلَّ
كَذَلِكَ أَخْرَجَهُ الْمُصَنِّف فِي التَّوْحِيد
مِنْ رِوَايَة مُحَمَّد بْن زِيَاد عَنْ أَبِي هُرَيْرَة
" أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ يَرْوِيه عَنْ رَبّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ
قَالَ
لِكُلِّ عَمَل كَفَّارَة فَالصَّوْم لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ "
الْحَدِيث . وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ
مِنْ رِوَايَة الْأَعْمَش عَنْ أَبِي صَالِح
عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ
" كُلّ عَمَل اِبْن آدَم يُضَاعِف الْحَسَنَة بِعَشْرِ أَمْثَالهَا
إِلَى سَبْعمِائَةِ ضِعْف
قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ :
إِلَّا الصَّوْم فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ
" وَلِمُسْلِمٍ مِنْ طَرِيق ضِرَار بْن مُرَّة عَنْ أَبِي صَالِح
عَنْ أَبِي هُرَيْرَة وَأَبِي سَعْد قَالَا :
" قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يَقُول :
" إِنَّ الصَّوْم لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ "
وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْح هَذَا الْحَدِيث
مُسْتَوْفًى فِي كِتَاب الصِّيَام مَعَ الْإِشَارَة إِلَى مَا بَيَّنْت هُنَا
وَذَكَرْت أَقْوَال الْعُلَمَاء فِي مَعْنَى إِضَافَته
سُبْحَانه وَتَعَالَى الصِّيَام إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ
" فَإِنَّهُ فِي "
وَنَقَلْت عَنْ أَبِي الْخَيْر الطَّالَقَانِيّ
أَنَّهُ أَجَابَ عَنْهُ بِأَجْوِبَةٍ كَثِيرَة نَحْو الْخَمْسِينَ
وَأَنَّنِي لَمْ أَقِف عَلَيْهِ
وَقَدْ يَسَّرَ اللَّه تَعَالَى الْوُقُوف عَلَى كَلَامه
وَتَتَبَّعْت مَا ذَكَرَهُ مُتَأَمِّلًا فَلَمْ أَجِد فِيهِ زِيَادَة
عَلَى الْأَجْوِبَة الْعَشَرَة
الَّتِي حَرَّرْتهَا هُنَاكَ
إِلَّا إِشَارَات صُوفِيَّة وَأَشْيَاء تَكَرَّرَتْ مَعْنًى
وَإِنْ تَغَايَرَتْ لَفْظًا وَغَالِبهَا يُمْكِن رَدّهَا إِلَى مَا ذَكَرْته
فَمِنْ ذَلِكَ قَوْله لِأَنَّهُ عِبَادَة خَالِيَة عَنْ السَّعْي
وَإِنَّمَا هِيَ تَرْك مَحْض