ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ملتقى الدورات العلمية الخاصة بأم أبي التراب > ملتقى الدورات العلمية الخاصة بأم أبي التراب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-23-2016, 03:31 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
اغتنموا العشر من ذي الحجة

اغتنموا العشر
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام ، والصلاة والسلام على من بعثه الله تعالى بشيراً ونذيراً ، وسراجاً مُنيراً للناس كافةً ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، والتابعين وتابع التابعين إلى يوم الدين ، أما بعد ؛
فإننا على أبواب أيام مباركة، هي أيام عشر ذي الحجة التي فضلها الله سبحانه وتعالى، وأودع فيها من الخيرات الشيء الكثير لعباده، ولاشك أن حياة المسلم كلها خير إذا اغتنمها في عبادة الله والعمل الصالح،
وكلها خير من حين يبلغ العبد إلى أن يتوفاه الله،إذا وفقه الله لاغتنام أيام حياته في الأعمال الصالحة التي يعمر بها آخرته، فمن حفظ دنياه بطاعة الله حفظ الله له آخرته، ووجد ما قدمه مدخرا عند الله عز وجل ومضاعفاً، -
فاستبقوا الخيرات يا عباد الله وسارعوا إلى مغفرة من الله وجنة عرضها السماوات والأرض -وخاصة الأيام والأوقات التي فضلها الله سبحانه وتعالى نوليها بمزيد اهتمام، ومزيد اجتهاد - ومن ضيع دنياه ضاعت آخرته، خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين، فكل حياة المسلم خيرهنا
فتمتاز حياة الإنسان المسلم بأنها زاخرةٌ بالأعمال الصالحة ، والعبادات المشروعة التي تجعل المسلم في عبادةٍ مُستمرةٍ ، وتحوِّل حياته كلَّها إلى قولٍ حسنٍ ، وعملٍ صالحٍ ، وسعيٍ دؤوبٍ إلى الله جل في عُلاه ، دونما كللٍ أو مللٍ أو فتورٍ أو انقطاع . والمعنى أن حياة الإنسان المسلم يجب أن تكون كلُّها عبادة وطاعة وعمل صالح يُقربه من اللهِ تعالى ، ويصِلُه بخالقهِ العظيم جلَّ في عُلاه في كل جزئيةٍ من جزئيات حياته ، وفي كل شأنٍ من شؤونها .
من هنا فإن حياة الإنسان المسلم لا تكاد تنقطع من أداء نوعٍ من أنواع العبادة التي تُمثل له منهج حياةٍ شاملٍ مُتكامل؛ فهو على سبيل المثال مكلفٌ بخمس صلواتٍ تتوزع أوقاتها على ساعات اليوم والليلة ، وصلاة الجمعة في الأسبوع مرةً واحدة ، وصيام شهر رمضان المبارك في كل عام ، وما أن يفرغ من ذلك حتى يُستحب له صيام ستةِ أيامٍ من شهر شوال ، وهناك صيام يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع ، وصيام ثلاثة أيامٍ من كل شهر ، ثم تأتي الأيامُ العشرةُ الأُولُ من شهر ذي الحجة فيكون للعمل الصالح فيها قبولٌ عظيمٌ عند الله تعالى وأجر وفير.
وليس هذا فحسب ؛ فهناك عبادة الحج وأداء المناسك ، وأداء العُمرة ، وصيام يوم عرفة لغير الحاج ، ثم صيام يوم عاشوراء ويومٍ قبله أو بعده ، إضافةً إلى إخراج الزكاة على من وجبت عليه ، والحثُّ على الصدقة والإحسان ، والإكثار من التطوع في العبادات ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقول أو العمل أو النية ، إلى غير ذلك من أنواع العبادات والطاعات والقُربات القولية والفعلية التي تجعل من حياة المسلم حياةً طيبةً ، زاخرةً بالعبادات المستمرة ، ومُرتبطةً بها بشكلٍ مُتجددٍ دائمٍ يؤكده قول الحق سبحانه " فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ " سورة الشرح : الآية رقم 7 .
من هنا فإن في حياة المسلم مواسماً سنويةً يجب عليه أن يحرص على اغتنامها والاستزادة فيها من الخير عن طريق أداء بعض العبادات المشروعة ، والمحافظة على الأعمال والأقوال الصالحة التي تُقربه من الله تعالى ، وتُعينه على مواجهة ظروف الحياة بنفس طيبةٍ وعزيمةٍ صادقة .
وفيما يلي الحديثٌ عن فضل أحد مواسم الخير المُتجدد في حياة الإنسان المسلم ، والمُتمثل في الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة وما لها من الفضل والخصائص ، وبيان أنواع العبادات والطاعات المشروعة فيها؛ إضافةً إلى بعض الدروس التربوية المستفادة منها
هنا
*
إنا إن شاء الله على مشارف أفضل عشرة أيام في العام، على مشارف الأيام المعلومات التي ذكرها الله في كتابه، حيث قال"وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ "الحج:28 ، والأيام المعلومات عند جماهير أهل العلم: هي العشر الأول من ذي الحجة، وهي أفضل أيام العام على الإطلاق، وقد أقسم الله سبحانه وتعالى بها في قوله"وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ "الفجر:1-2 .
تجتمع في هذه الأيام جملةٌ من الفضائل: فهي الأيام المعلومات كما ذكر ربنا سبحانه، وهي داخلةٌ في الأشهر الحرم، إذ هي من ذي الحجة، وذو الحجة من الأشهر الحرم، وكذلك فهي تحوي أفضل يوم في العام، وهو يوم عرفة، وكذلك تحوي يوم النحر.
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم العمـل الصالـح في هذه العشر :أحب ، وأزكى وأفضل عنـد الله عـز وجـل ، و أعظم أجراً ،عما في سواها .
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحبُّ إلى الله من هذه الأيام العشر" .فقالوا ولا الجهاد في سبيل الله ؟ . فقال صلى الله عليه وسلم " ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء " .
سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 6 ) ـ كتاب : الصوم عن رسول
الله ... / ( 52 ) ـ
باب : ما جاء في العمل في أيام العشر / حديث رقم : 757 / ص: 187 / صحيح
فمن أهل العلم من خص العمل الصالح بالذكر، هنا

*إن الأيامَ العشرَ الأُولَ من شهرِ ذي الحجةِ أيامٌ مباركاتٌ خصها الله جل وعلا بخصائص وميَّزها بميزات ، وإن وقفة من المؤمن مع خصائص هذه الأيام تجدِّد النشاط فيه ليقبِل بقلبه، وإنَّ ضَعف إيمانِ الشخصِ وذنوبه المتراكمة تحرمه من الخيرات في أوقاتها ، ولهذا ينبغي علينا جميعاً أن نغتنم هذه العشر بالتوبة إلى الله عز وجل والجد والاجتهاد في العبادة وحسن الإقبال عليه وكثرة الدعاء والإكثار من ذكر الله جل وعلا .
وقد جعل الله تبارك وتعالى خاتمة هذه العشر ونهاية أيامها عيداً للمسلمين يفرحون فيها فرحةً عظمى وسروراً كبيرًا بما يسَّرَ اللهُ لهم في هذه العشر من الطاعات والعبادات والقُربات ، ولهذا حين يلتقي المسلمون يوم العيد مَن حج منهم ومن لم يحج يهنئ بعضهم بعضا قائلين ما قاله الصحابة الكرام في ذلك اليوم " تقبل الله منا ومنك " ؛ وهذه كلمة لها وقعها ووزنها ومكانتها ممن نافس في العبادة وأقبل على الطاعة ، وأما من يأتي يوم العيد مضيعاً مفرطاً مكِبًا على الذنوب والآثام والخطايا فعلى ماذا يُهنَّأ !! وبماذا يقال له تقبل الله منا ومنك !!
ولهذا ينبغي أن نحسب ليوم العيد حسابا بأن نُعِدّ الأعمالَ الصالحاتِ والطاعاتِ الزاكياتِ، التي نفرح يوم العيد بأدائنا لها وحُسن تقربنا إلى الله بها، ونسأل الله عز وجل أن يمدّنا جميعا بعونٍ منه وتوفيق وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا.. البدر
العشر أفضل أيام الدنيا
عن جابر ـ رضي الله عنه ـ ، قال : قال صلى الله عليه وسلم " أفضل أيام الدنيا أيام العشر " 1 .
تخريج السيوطي : ( رواه : البزار ) / وصححه الشيخ الألباني في : في صحيح -الجامع الصغير وزيادته / مرتب على الحروف الهجائية / ج : 1 / حديث رقم :1133 / ص : 253 .
1 أيام العشر : أي عشر ذي الحجة فلنسارع بتعميرها بما نقدر عليه من الطاعات .
فاليوم تستطيع أن تفوز بهذا الأجر الكبير ، فهذه العبادات من صلاة وصيام وصدقة واستغفار ودعاء وإعانة للمحتاج وذكـر لله عز وجـل ، ..... ، كلها فـي هذه الأيام هي أثقل فـي ميزانـك مـن الجهـاد فـي سـبيل الله . فالعمـل الصالـح فـي هـذه العشـر :أحب ، وأزكى وأفضل عنـد الله عـز وجـل ، و أعظم أجراً ،عما في سواها .
* فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحبُّ إلى الله من هذه الأيام العشر" .فقالوا ولا الجهاد في سبيل الله ؟ . فقال صلى الله عليه وسلم " ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء " .
سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 6 ) ـ كتاب : الصوم عن رسول
الله ... / ( 52 ) ـ
باب : ما جاء في العمل في أيام العشر / حديث رقم : 757 / ص: 187 / صحيح .
* وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ قـال : " ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ، ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى ، قيل : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قـال :ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء " .
وكـان سعيد بن جُبَير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادًا شديدًا حتى ما يكاد يقدر عليه .
رواه الدارمي 1 /357 . وحسن إسناده الشيخ الألباني في : إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل : ج :3 / ص: 398.
* وعن ‏ ‏سعيد بن جُبَيْر ، ‏‏عن ‏ ابن عباس ،‏عن النبي ‏ـ صلى الله عليه وسلم ‏ـ ‏أنه قال :
"‏ ‏ما العمل في أيام
أفضلَ منهـا فـي هـذه " قالوا ولا الجهاد . قال " ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء " .
صحيح البخاري / 13 ـ كتاب : العيدين / 11 ـ باب : فضل العمل في أيام التشريق / حديث رقم : 969 / ص : 111 .
ـ قال ابن حجر العسقلاني في شرح هذا الحديث :
قوله " فلـم يرجـع بشـيء " أي فيكون ـ أي فيكون المجاهد في هذه الحال 1 ـ أفضل من العامل في أيام العشر ،أو مساويًا له .
1 في هذه الحال : المقصود قوله : رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء .
بداية نُذكر بأن الشهر الذي يسبق شهر ذي الحجة هو شهر ذي القعدة وهو من الأشهر الحرم فلنحذر شرور أنفسنا وخطوات الشيطان الرجيم.


التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 08-30-2016 الساعة 06:37 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-23-2016, 03:53 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
المجلس الثاني
العشر أفضل أيام الدنيا

إذا وفق الله العبد المسلم لاغتنام أيام حياته في الأعمال الصالحة التي يعمر بها آخرته، فمن حفظ دنياه بطاعة الله حفظ الله له آخرته.فإن في حياة المسلم مواسماً سنويةً يجب عليه أن يحرص على اغتنامها ليجبر ضعفه وتقصيره وقصر عمره.فلنغتم أفضل أيام الدنيا أيام العشر.
عن جابر ـ رضي الله عنه ـ ، قال : قال صلى الله عليه وسلم " أفضل أيام الدنيا أيام العشر " .
تخريج السيوطي : ( رواه : البزار ) / وصححه الشيخ الألباني في : في صحيح -الجامع الصغير وزيادته / مرتب على الحروف الهجائية / ج : 1 / حديث رقم :1133 / ص : 253 .
أيام العشر : أي عشر ذي الحجة فلنسارع بتعميرها بما نقدر عليه من الطاعات .
فاليوم تستطيع أن تفوز بهذا الأجر الكبير ، فهذه العبادات من صلاة وصيام وصدقة واستغفار ودعاء وإعانة للمحتاج وذكـر لله عز وجـل ، ..... ، كلها فـي هذه الأيام هي أثقل فـي ميزانـك مـن الجهـاد فـي سـبيل الله . فالعمـل الصالـح فـي هـذه العشـر :أحب ، وأزكى وأفضل عنـد الله عـز وجـل ، و أعظم أجراً ،عما في سواها .
*وكـان سعيد بن جُبَير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادًا شديدًا حتى ما يكاد يقدر عليه .
رواه الدارمي 1 /357 . وحسن إسناده الشيخ الألباني في : إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل : ج :3 / ص: 398.


*الفرائــــض الفرائــــض

وأَوْلَى الأعمال بالاهتمام بعد التوبة هيالفرائـضالتي أوجبها الله على عباده ، مِن صلاة وصيام وحج وزكاة وبِر وصِلة للأرحام، مع ترك المحرمات والمنكرات .
فليحرص أحدُنا على
الفرائض
فذلك أفضل ما يتقرب به المسلم لربه جَلَّ وعلا ، وعلى النوافل وليبشر فالبشرى جاءت من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما أخبر في الحديث القدسي عن ربه جل جلاله
* فعن عطاء ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال : ‏قال رسول الله ‏ـ ‏صلى الله عليه وسلم ـ ، ‏‏إن الله قـال "" مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ،فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ،وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ،وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ" .
صحيح البخاري / ( 81 ) ـ كتاب : الرقاق / ( 38 ) ـ باب : التواضع / حديث رقم : 6502 / ص : 760 .

قولـه ( مـن عـادى لـي وليًـا ) ‏:
أولياء الله هُمُ الذين يتقرَّبون إليه بما يقرِّبهم منه ،فالمراد بولي الله ؛ العالـم بالله المواظـب ، علـى طاعتـه ، المخلـص فـي عبادتـه . ويسـتفاد منـه أن أداء الفرائـض أحـب الأعمـال إلـى الله.
الفرائض التي يؤجر المسلم على فعلها ويأثم بتركها لا شك أنها أولى من الأعمال الصالحة التي لا يعاقَب على تركها، فالفرائض أفضل من النوافل.
فإذا تقرب الإنسان إلى ربه- جل وعلا-
بما افترض عليه نجا، لكن يبقى من يضمن لهذا المسلم الذي تقرب إلى الله بما افترض عليه ألا يكون في فرائضه شيء من الخلل؟ وحينئذ يحتاج المسلم إلى قدر زائد على الفرائض.
فليس مما يجب مما أوجبه الله على المسلم شيء غير ما ذكر من الفرائض، لكن القدر الزائد على الفرائض من النوافل كما جاء في الحديث الصحيح أنه حينما يحاسَب العبد ويرى الخلل في فرائضه يقال انظروا هل لعبدي من تطوع

"أوَّلُ ما يُحاسَبُ الناسُ بِهِ ، يَوْمَ القيامَةِ مِنْ أعمالِهمُ الصلاةُ ، يقولُ ربُّنا عزَّ وجلَّ لملائِكَتِهِ وهو أعلمُ : انظروا في صلاةِ عبْدِي أتَمَّها أَمْ نَقَصَها ؟ فَإِنْ كانتْ تامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً ، وَإِنْ كان انتقصَ منها شيئًا ، قال : انظروا هل لعبدي مِنْ تطَوُّعٍ ؟ فإنْ كان له تَطَوُّعٌ قال : أتِمُّوا لعبدي فريضتَهُ ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعمالُ على ذاكم"
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 2571 | خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر السنية
فإذا حصل خلل في الواجب كُمِّل من النوافل هذا له وجه وهذا له وجه، لكن على المسلم أن يسعى أولا في إبراء ذمته بأداء الفرائض ،فالفرائض لا مساومة عليها جاء في الحديث :
«من توضأَ يومَ الجمعةِ فبها ونعمتْ, ومن اغتسلَ فالغسلُ أفضلُ».الراوي : سمرة بن جندب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 497 | خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر السنية
الوضوء فرض لصلاة الجمعة، والغسل سنة عند عامة أهل العلم، هل السنة أفضل من الفرض؟! -لا-لكن لما كانت هذه السنة مشتملة على الفرض وزيادة كان أفضل وإلاَّ ما يُتَصَور أن شخصًا يغتسل ويترك الوضوء ويقول إنه عمل الأفضل ،لا بد أن يتوضأ وضوءه للصلاة ثم بعد ذلك يغتسل الغسل الأفضل.
فعلى المسلم أن يسعى أولًا في إبراء ذمتِهِ بأداءِ الفرائض ثم يسعى للتكميل من النوافل.
قبسات من مقال للشيخ عبد الكريم عبد الله الخضير

فيكثـر بعـد ذلـك مـن نوافـل العبـادات ؛ وسـائر الطاعـات ، فبهـا تكمـل الفرائـض ، وترفـع الدرجات وتُقـال العثـرات .
« وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ »
«،فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ» بمعنى أن الله -جل وعلا- يحفظ سمعه فيحبب إليه سماع ما يرضي الله ويبغض إليه سماع ما يغضب الله ، فلا يسمع إلا ما يرضي الله -جل وعلا- فلا يسمع الحرام، فلا يسمع ما حرم الله عليه من غيبة وغناء ومزامير ونميمة وغير ذلك من أقوال الفحش والخنا والفجور، لا يسمع إلا الكلام الطيب .
«وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ» فيحفظ الله سمعه ويحفظ الله بصره وبهذا تتحقق النعمة في هاتين الحاستين؛ لأن كثيرا من الناس يتمتع بالسمع يتمتع بالبصر وهي نعمة في الأصل، لكن إن استعملت فيما يرضي الله- جل وعلا- صارت نعمة، وإن استعملت فيما لا يرضيه صارت نقمة «كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ» فلا تجده يرسل بصره إلا فيما يرضي الله- جل وعلا- أو في مباح، لكن لا يرسل بصره فيما يحرم عليه من النظر إلى المحارم- محارم المسلمين- أو شيء منكر لا يستطيع إنكاره، أو يعرِّض بصره أو سمعه لفتنة لا يستطيع إنكارها، أو يسمع شبهات أو شهوات أو ينظر إلى مغريات، كل هذا يُحفَظ إذا تقرب إلى ربه بالنوافل، فالنوافل سياج منيع يحفظ الواجبات ويحفظ الجوارح من انتهاك المحرمات
«وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا» فلا تجده يبطش ولا يزاول عملًا بيده إلا ما هو مباح أو مطلوب، بمعنى أنه واجب أو مستحب ورجله التي يمشي بها فلا تجده يمشي ولا يسعى إلا إلى شيء مشروع.
الله تعالى يسدد هذا الولي في سمعه وبصره وعمله بحيث يكون إدراكه بسمعه وبصره وعمله بيده ورجله كله لله تعالى إخلاصاً، وبالله تعالى استعانة، وفي الله تعالى شرعاً واتباعاً، فيتم له بذلك كمال الإخلاص والاستعانة والمتابعة وهذا غاية التوفيق.
*أن الله تعالى إذا أحب عبداً سدده في سمعه وبصره ويده ورجله، أي في كل حواسه بحيث لايسمع إلا ما يرضي الله عزّ وجل، وإذا سمع انتفع، وكذلك أيضاً لايطلق بصره إلا فيما يرضي الله وإذا أبصر انتفع، كذلك في يده: لايبطش بيده إلا فيما يرضي الله، وإذا بطش فيما يرضي الله انتفع، وكذلك يقال في الرِّجل.

«وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ » هذا الوعد بعد أن تقرَّب إلى الله بما افترض عليه ثم تقرب إليه بالنوافل حتى أحبه وحينئذ يكون قد تجاوز مرحلة الحرام وانتهاك المحرمات من باب أولى؛ لأن درء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح، والتخلية كما يقول أهل العلم قبل التحلية فيكون تركه للمحرمات مع إتيانه للواجبات ثم بعد ذلك تأتي المرحلة الثانيةالتي هي التقرب بالنوافل والإكثار منها حتى يصل إلى أن يكون وليًّا لله- جل وعلا- يحفظ سمعه، ويحفظ بصره، ويحفظ يده، ويحفظ رجله، ومع ذلك يحفظ قلبه الذي جميع خطابات الشرع تتوجه إليه والذي هو بمنزلة الملك بالنسبة للأعضاء، والذي هو إذا صلح صلح الجسد كله وإذا فسد فسد الجسد كله،
وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، بذل الأسباب لإجابة الدعاء ومنع الموانع التي تمنع من إجابة الدعاء، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ.
فهناك أسباب لإجابة الدعاء وهناك موانع من قبول الدعاء كما جاء في الحديث الإلهي الآخر، حديث أبي ذر:
«ثم ذكرَ الرجلَ يطيلُ السَّفرَ . أشعثَ أغبَرَ . يمدُّ يدَيه إلى السماءِ . يا ربِّ ! يا ربِّ ! ومطعمُه حرامٌ ، ومشربُه حرامٌ ، وملبَسُه حرامٌ ، وغُذِيَ بالحرام . فأَنَّى يُستجابُ لذلك ؟ » الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم- المصدر : صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 1015 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - شرح الحديث- الدرر السنية .
أشعث أغبر يطيل السفر، المسافر له دعوة مستجابة فهذه من أسباب إجابة الدعاء، يمد يديه إلى السماء وهذه أيضًا من أسباب إجابة الدعاء؛ لأن الله- جل وعلا- حيي كريم يستحيي أن يمد إليه عبده يديه فيردهما صفرًا،« إنَّ ربَّكم حييٌّ كريمٌ يستحيي من عبدِه أن يرفعَ إليه يدَيْه فيرُدَّهما صِفرًا أو قال خائبتَيْن ».الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه-الصفحة أو الرقم: 3131 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | انظر شرح الحديث رقم 30919- الدرر السنية
فرفع اليدين من أسباب إجابة الدعاء كالسفر، وهو أشعث أغبر منكسر القلب فأسباب الإجابة متوافرة ما الذي يمنع؟ أنى يستجاب له يعني استبعاد أن يستجاب لمثل هذا لماذا؟ لوجود المانع، مطعمه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب له استبعاد لوجود المانع ولذا على المسلم إذا أراد أن يكون مستجاب الدعوة أن يتحرى الحلال
" وَمَا تَرَدَّدْت عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مُسَاءَتَهُ " أَخْبَرَ أَنَّهُ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَيَسُوءُهُ ، وَيَكْرَهُ اللَّهُ مُسَاءَتَهُ ؛ قيل : هَذَا خِطَابٌ لَنَا بِمَا نَعْقِلُ ، وَالرَّبُّ مُنَزَّهٌ عَنْ حَقِيقَتِهِ ، بَلْ هُوَ مِنْ جِنْسِ قَوْلِهِ " وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْته هَرْوَلَةً "
*وقال الشيخ ابن عثيمين"إثبات التردد لله عزَّ وجلَّ على وجه الإطلاق لا يجوز، لأن الله تعالى ذكر التردد في هذه المسألة"وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ"، وليس هذا التردد من أجل الشك في المصلحة، ولا من أجل الشك في القدرة على فعل الشيء، بل هو من أجل رحمة هذا العبد المؤمن، ولهذا قال في نفس الحديث" يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ". وهذا لا يعني أنَّ الله عزَّ وجلَّ موصوف بالتردد في قدرته أو في علمه، بخلاف الآدمي فهو إذا أراد أن يفعل الشيء يتردد، إما لشكه في نتائجه ومصلحته، وإما لشكه في قدرته عليه: هل يقدر أو لا يقدر. أما الرب عزَّ وجلَّ فلا. لقاء الباب المفتوح 1369
*قال ابن تيمية في "وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ":
"وهذا مثل إرادة المريض لدوائه الكريه، بل جميع ما يريده العبد من الأعمال الصالحة التي تكرهها النفس هو من هذا الباب، وفي الصحيح‏"‏حفت النار بالشهوات، وحفت الجنة بالمكاره‏"‏ وقال تعالى‏"‏كُتِبَ عليكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ‏" الآية ‏[‏البقرة‏:‏ 216‏]‏
ومن هذا الباب، يظهر معنى التردد المذكور في هذا الحديث، فإنه قال‏"وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ" فإن العبد الذي هذا حاله صار محبوبًا للحق، محبًا له، يتقرب إليه أولًا بالفرائض، وهو يحبها، ثم اجتهد في النوافل التي يحبها ويحب فاعلها، فأتي بكل ما يقدر عليه من محبوب الحق، فأحبه الحق لفعل محبوبه من الجانبين، بقصد اتفاق الإرادة، بحيث يحب ما يحبه محبوبه، ويكره ما يكرهه محبوبه، والرب يكره أن يسوء عبده ومحبوبه، فلزم من هذا أن يكره الموت ليزداد من محاب محبوبه‏.‏
والله ـ سبحانه وتعالى ـ قد قضى بالموت، فكل ما قضى به فهو يريده ولابد منه، فالرب مريد لموته لما سبق به قضاؤه، وهو مع ذلك كاره لمساءة عبده؛ وهي المساءة التي تحصل له بالموت، فصار الموت مرادًا للحق من وجه، مكروهًا له من وجه، وهذا حقيقة التردد وهو‏:‏ أن يكون الشيء الواحد مرادًا من وجه، مكروهًا من وجه، وإن كان لابد من ترجح أحد الجانبين، كما ترجح إرادة الموت، لكن مع وجود كراهة مساءة عبده، وليس إرادته لموت المؤمن الذي يحبه ويكره مساءته، كإرادته لموت الكافر الذي يبغضه ويريد مساءته‏.‏

مجموع فتاوى ابن تيمية

*القُروبــات القُروبــات*

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 09-07-2016 الساعة 06:01 AM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-30-2016, 06:29 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
فضل الذكر
إن شأن الذكر لعجيب، فالعبادات التي افترضها الله علينا إنما افترضت كي يذكر الله فيها، قال الله سبحانه"وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي "طه:14 أي: وأقم الصلاة لتذكرني فيها، وقال النبي عليه الصلاة والسلام"إنَّما جُعلَ رميُ الجمارِ والسَّعيُ بينَ الصَّفا والمروةِ لإقامةِ ذكرِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ" الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : ابن حجر العسقلاني - المصدر : تخريج مشكاة المصابيح -الصفحة أو الرقم: 3/85 - خلاصة حكم المحدث : حسن كما قال في المقدمة- الدرر السنية

، فالعبادات التي افترضها الله علينا إنما افترضت كي نذكر الله سبحانه وتعالى فيها، ولا جرم؛ فإن الله يقول: "وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا "الأحزاب:35 ، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام لما كان في سفر مع أصحابه، "سبق المفردون.. سبق المفردون!
قال الإمام مسلم في صحيحه حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامَ الْعَيْشِيُّ، قال حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ، قال حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ، فَقَالَ"سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ" قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: "الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا، وَالذَّاكِرَاتُ" الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 2676 . هنا

-"سَبَقَ المفرِّدون"، أيِ: المُفَرِّدونَ أَنفُسَهم عن أَقرانِهم، المُميِّزونَ أَحوالَهم عن إِخوانِهم بنَيلِ الزُّلفَى والعُروجِ إِلى الدَّرجاتِ العُلى؛ لأنَّهم أُفرِدُوا بذِكرِ اللهِ عمَّن لم يَذكُرِ اللهَ، -"الذَّاكرونَ اللهَ كَثيرًا" أَي: ذِكرًا كَثيرًا في أكثرِ أَحوالِهم.
الدرر السنية،
-وليس من عجب أن يدعو موسى عليه السلام ربَّهُ أن يمده بأخيه هارون؛ لعلة كبرى، قال موسى عليه السلام"هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي "طه:30-32، لماذا؟ قال"كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا "طه:33-35 ، فموسى يطلب من الله أن يعينه بأخيه هارون، وأن يمنّ على أخيه هارون بالنبوة هو الآخر؛ لِعِلَّةٍ لا شك أنها من أعظم العِلَلِ، ألا وهي ذكر الله. مقتبس من هنا


فضل الذكر والذاكرين
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه وبعد.
*فإن الذكر ضد النسيان وضد الغفلة.
لأجل هذا أمر المولى تبارك وتعالى به عباده المؤمنين قال تعالى"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ "البقرة:152.
وقال تعالى"وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ "الأعراف:205.
وقال تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً *وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ".الأحزاب41 ،42
وقال"إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً"الأحزاب:35.
والذاكرون الله كثيرًا هم الذين يذكرون الله في كل حال كما قال ربنالَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ "آل عمران191
-وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت

"كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ اللهَ على كلِّ أحيانِه ".الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 373 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -شرح الحديث- هنا

قال ابن عباس: الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات يذكرون الله في أدبار الصلوات، وغدوًا وعشيًا أي صباحًا ومساءً، وفي المضاجع أي عند النوم، وكلما استيقظ من نومه، وكلما غدا أو راح من منزله أي في دخوله وخروجه والمعنى أنهم يذكرون الله في جميع أحوالهم.
وقال ابن الصلاح: إذا واظب المسلم على الأذكار المأثورة الثابتة صباحا ومساءً، وفي الأوقات والأحوال المختلفة ليلا ونهارًا كان من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، وفي الحديث الذي رواه الأربعة إلا الترمذي "إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا ركعتين جميعا، كتبا في الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات" ذكر ذلك النووي في الأذكار وروى ابن ماجه عن عبد الله بن بُسر رضي الله عنه أن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم"

- أنَّ رجلًا قال يا رسولَ اللهِ إنَّ شرائعَ الإسلامِ قد كثُرت عليَّ فأخبِرني بشيءٍ أتشبَّثُ به قال : لا يزالُ لسانُك رطبًا من ذكرِ اللهِ" الراوي : عبدالله بن بسر - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي- الصفحة أو الرقم: 3375 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - هنا

فما أعظم أيها المسلم وما أيسر أن تكون من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، وأن يبقى لسانك وقلبك وظاهرك وباطنك على هذا الذكر، فلا تغفل عن الله طرفة عين.
وقد ورد في فضل الذكر آيات وأحاديث كثيرة يطول المقال بذكرها منها ما رواه ابن ماجه والترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
"
- ألا أنبِّئُكُم بِخيرِ أعمالِكُم وأَرضاها عندَ مليكِكُم ، وأرفعِها في درجاتِكُم ، وخيرٍ لَكُم من إعطاءِ الذَّهبِ والورِقِ ، ومِن أن تلقوا عدوَّكُم فتَضرِبوا أعناقَهُم ، ويَضرِبوا أعناقَكُم ؟ قالوا: وما ذاكَ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ: ذِكْرُ اللَّهِ"الراوي : أبو الدرداء - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه -الصفحة أو الرقم: 3072 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- هنا
*حضور الملائكة مجالس الذكر
والملائكة يتتبعون الذاكرين ويحرصون على مجالس الذكر كما في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال"
إنَّ للهِ تباركَ وتعالَى ملائكةً سيَّارةً . فُضُلًا . يتبعونَ مجالسَ الذكرِ . فإذا وجَدوا مجلسًا فيه ذِكرٌ قعَدوا معهمْ . وحفَّ بعضُهم بعضًا بأجنحتِهِم . حتَّى يملئوا ما بينَهُم وبينَ السَّماءِ الدُّنيا . فإذا تفرَّقوا عرَجوا وصعِدوا إلى السَّماءِ . قال فيسألُهُم اللهُ عزَّ وجلَّ ، وهو أعلمُ بهم : من أين جِئتُم ؟ فيقولونَ : جِئنا من عندِ عِبادٍ لك في الأرضِ ، يسبِّحونكَ ويكَبِّرونكَ ويُهلِّلونكَ ويَحمدونكَ ويسألونكَ . قال : وماذا يسألوني ؟ قالوا : يسألونَكَ جنَّتكَ . قال : وهلْ رأوْا جنَّتي ؟ قالوا : لا . أي ربِّ ! قال : فكيف لو رأَوْا جنَّتي ؟ قالوا : ويَستجيرونَكَ . قال : وممَّ يستجيرونَني ؟ قالوا : من نارِكَ . يا ربِّ ! قال : وهل رأَوْا ناري ؟ قالوا : لا . قال : فكيفَ لو رأَوْا ناري ؟ قالوا : ويستغفرونَكَ . قال فيقولُ : قد غفرتُ لهم . فأعطيتُهم ما سألوا وأجَرتُهم ممَّا استجاروا . قال فيقولونَ : ربِّ ! فيهم فلانٌ . عبدٌ خطَّاءٌ . إنَّما مرَّ فجلس معهم . قال فيقولُ : وله غفرتُ . همُ القومُ لا يَشقَى بهم جليسُهُم "
الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 2689- خلاصة حكم المحدث : صحيح - انظر شرح الحديث رقم 10429 - هنا

فتأمل أيها المسلم هذه المحاورة بين الله عز وجل وبين الملائكة، وفكر في قول الله تعالى"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ "البقرة152 .أمر تعالى المؤمنين بذكره، ووعد عليه أفضل الجزاء، وهو الثناء في الملأ الأعلى على مَنْ ذكره, وخصوني -أيها المؤمنون- بالشكر قولا وعملا ولا تجحدوا نعمي عليكم.التفسير الميسر
وفي قوله في الحديث القدسي"
يقول اللهُ تعالَى : أنا عندَ ظنِّ عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكَرَنِي ، فإن ذَكَرَنِي في نفسِه ذكرتُه في نفسي ، وإن ذكَرَنِي في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خيرٌ منهم ، وإن تقرَّبَ إليَّ شبرًا تقرَّبتُ إليه ذراعًا ، وإن تقرَّبَ إليَّ ذراعًا تقرَّبتُ إليه باعًا ، وإن أتاني يمشي أتيتُه هَرْوَلةً." الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 7405 | خلاصة حكم المحدث :صحيح | شرح الحديث-هنا
وقوله "إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يقولُ : أَنا مَعَ عبدي إذا هوَ ذَكَرَني وتحرَّكت بي شفتاهُ"الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه-الصفحة أو الرقم: 3074- خلاصة حكم المحدث : صحيح-هنا
وسل نفسك هل أنت مع ربك، وهل تحب أن يكون الله معك، وأن يذكرك في الملأ الأعلى من الملائكة، أم تريد أن تعرض عن الله وأن ترضى بملازمة الشياطين ومصاحبتهم أعاذنا الله منهم.
*ذكر الله عز وجل عصمة من الشيطان
فيا من يشكو من مس الشيطان ومن وسوسة الشيطان أين أنت من ذكر الله ومعية الرحمن والله تبارك وتعالى يقول: "
وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم"
الأعراف: 200
"وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ "المؤمنون97

فهذه مواضع يرشد فيها المولى تبارك وتعالى إلى الاستعاذة به من العدو الأصيل وهو الشيطان الرجيم "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ"فاطر:6.
فإنه لا يكفه عنك الإحسان لإنه يريد هلاكك بالكلية وهو عدو لك ولأبويك من قبلك، وكل همه أن يحول بينك وبين الجنة كما فعل مع أبويك من قبل"قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ *ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ "الأعراف:15- 17.
ولهذا أرشد عباده إلى الاستعاذة بالله منه فهو سبحانه الذي يرد كيده، ويكف شره، ويعفو عن زلات عباده ويتوب عليهم كما تاب على الأبوين حين زلا"قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ "الأعراف:23.
"فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ "البقرة:37}
وذكر الله عز وجل في الجملة يحمي من الشيطان الرجيم، وفي الحديث الذي رواه الترمذي وأحمد عن الحارث الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، فذكر أمرهم بالتوحيد والصلاة والصوم والصدقة ثم ذكر الخامسة وهي ذكر الله عز وجل فقال"....
وآمُركم أن تَذكُروا اللهَ؛ فإنَّ مَثلَ ذلك كمَثلِ رجلٍ خرَج العدوُّ في أثَرِه سِراعًا حتَّى إذا أتى على حِصنٍ حَصينٍ، فأحرَز نفسَه منهم، كذلك العبدُ لا يُحرِزُ نفسَه مِن الشَّيطانِ إلَّا بذِكْرِ اللهِ".الراوي : الحارث بن الحارث الأشعري - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي -الصفحة أو الرقم: 2863 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - هنا
". الحديث
قال ابن القيم: فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة لكان حقيقًا بالعبد أن لا يفتر لسانه عن ذكر الله عز وجل وأن لا يزال لهجًا بذكره سبحانه، فإن العبد لا يحرز نفسه من عدوه إلا بالذكر، ولا يدخل عليه عدوه إلا من باب الغفلة، فهو يرصد العبد ويتربص به فإذا غفل العبد وثب عليه وافترسه، فإذا ذكر العبد ربه انخنس عدو الله وتصاغر حتى يكون كالذباب ولهذا سماه المولى تبارك وتعالى الوسواس الخناس لأنه يوسوس في الصدور فإذا ذكر الله تعالى خنس وكف وانقبض وتصاغر، ولا يتسلط إلا على من عجز عن ذكر ربه من أولياء الشيطان الضالين المضلين.
وقد روى أحمد في مسنده عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: كنتُ رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فعثر الحمار فقلت: تعس الشيطان.
قال النبي صلى الله عليه وسلم
"
لا تقُلْ تَعِسَ الشَّيْطَانُ ، فإنَّكَ إذا قُلْتَ : تَعِسَ الشَّيْطَانُ ، تَعَاظَمَ في نفسِهِ ، وقال : صَرَعْتُهُ بِقُوَّتِي ، وإذا قُلْتُ : بسمِ اللهِ ، تَصاغَرَتْ إليهِ نفسُهُ حتى يَكُونَ أَصْغَرَ مِنَ ذُّبابِ" الراوي : رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث : الألباني المصدر : صحيح الترغيب- الصفحة أو الرقم: 3129 خلاصة حكم المحدث : صحيح-هنا

وقال ابن عباس: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله تعالى خنس. "الوابل الصيب لابن القيم"
*فالغفلة عن ذكر الله عز وجل موات للقلوب.
"
مثلُ الَّذي يذكُرُ ربَّه والَّذي لا يذكُرُ ربَّه مثلُ الحيِّ والميِّتِ" الراوي : أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس - المحدث : البخاري- المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 6407 -خلاصة حكم المحدث : صحيح. هنا

*والبيت الذي لا يصلي فيه أهله كالقبر الذي يسكنه الأموات، وفي الحديث الصحيح
"اجعَلوا من صلاتِكم في بيوتِكم . ولا تتخِذوها قبورًا"الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 777 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - انظر شرح الحديث رقم 22448. هنا

، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال"يعقِدُ الشيطانُ على قافيةِ رأسِ أحدِكم ثلاثَ عُقَدٍ إذا نام . بكلِّ عُقدةٍ يضربُ عليك ليلًا طويلًا . فإذا استيقظ ، فذكر اللهَ ، انحلّتْ عُقدةٌ . وإذا توضأ ، انحلَّتْ عنه عقدتانِ . فإذا صلَّى انحلَّتِ العُقَدُ . فأصبح نشيطًا طيِّبَ النَّفسِ . وإلا أصبح خبيثَ النَّفسِ كَسْلانَ"
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 776 | خلاصة حكم المحدث : صحيح- هنا

وإن من الموات أن يترك بعض الناس اللجوء إلى الله تعالى ويلجأون إلى ما يضرهم ولا ينفعهم من السحرة المشعوذين والكهنة والعرافيين، وهذا أعظم ما يطمع فيه الشيطان من ابن آدم أن يوقعه في الشرك ويحول بينه وبين التوكل على الله وحده، وينسون قول الله تعالى "وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ "البقرة:102.
وإن من العجب العجاب أن يلجأ بعض المسلمين إلى طلب الرقية ممن يزعمون أنهم يعالجون بالقرآن الكريم والرقية الشرعية مع أن نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم الذي علمنا الرقية الشرعية حذرنا من أن نطلبها من أحد أو نسأل أحدًا وهو الذي يقول "
"يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ ".

الراوي : عبدالله بن عباس - المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الترمذي -الصفحة أو الرقم: 2516 - خلاصة حكم المحدث صحيح هنا

وأخبرنا صلى الله عليه وسلم أن السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب من صفوة هذه الأمة "هم الذين لا يسترقون" أي لا يطلبون الرقية من أحد من الناس مع أن الرقية مشروعة ونافعة بإذن الله تعالى ولكنها مع ذلك لا يطلبها المؤمنون المتوكلون على الله عز وجل فهم "لايسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون" جعلنا الله منهم بمنه وكرمه.

واعلم أخي المسلم أن الغفلة عن ذكر الله تورث قسوة القلب، فيصدأ القلب، ويغلفه الران، حتى يصبح الغافل على شفا جرف هار ينهار به في أتون النفاق المفضي إلى الدرك الأسفل من النار، ولا ينقذنا من هذه الهاوية إلا الله عز وجل نحتمي به ونعتصم به من الضلالة.
وذكر الله عز وجل أمان من النفاق، لأن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا كما قال ربنا عز وجل.

"إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً"النساء:142.
لأجل هذا ختم المولى تبارك وتعالى سورة "المنافقون" بالتحذير من الغفلة عن ذكر الله عز وجل مخالفةً لسبيل المنافقين فقال"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ*وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ *وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ "المنافقون:9- 11.
مقتبس من هنا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-30-2016, 06:30 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
من فوائد الذكر
وفي الذكر نحو من مائة فائدة.
إحداها: أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.
الثانية: أنه يرضي الرحمن عز وجل.
الثالثة: أنه يزيل الهم والغم عن القلب.
الرابعة: أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.
الخامسة: أنه يقوي القلب والبدن.
السادسة: أنه ينور الوجه والقلب.
السابعة: أنه يجلب الرزق. الثامنة: أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.
التاسعة: أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام.
العاشرة: أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان.
الحادية عشرة: أنه يورثه الإنابة، وهي الرجوع إلى الله عز وجل
الثانية عشرة: أنه يورثه القرب منه.
الثالثة عشرة: أنه يفتح له باباً عظيماً من أبواب المعرفة.
الرابعة عشرة: أنه يورثه الهيبة لربه عز وجل وإجلاله.
الخامسة عشرة: أنه يورثه ذكر الله تعالى له، كما قال تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [البقرة:152].
السادسة عشرة: أنه يورث حياة القلب.
السابعة عشرة: أنه قوة القلب والروح.
الثامنة عشرة: أنه يورث جلاء القلب من صدئه.
التاسعة عشرة: أنه يحط الخطايا ويذهبها، فإنه من أعظم الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات.
العشرون: أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعا لى.
الحادية والعشرون: أن ما يذكر به العبد ربه عز وجل من جلاله وتسبيحه وتحميده، يذكر بصاحبه عند الشدة.
الثانية والعشرون: أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة.
الثالثة والعشرون: أنه منجاة من عذاب الله تعالى.
الرابعة والعشرون: أنه سبب نزول السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر.
الخامسة والعشرون: أنه سبب إشتغال اللسان عن الغيبة، والنميمة، والكذب، والفحش، والباطل.
السادسة والعشرون: أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين.
السابعة والعشرون: أنه يؤمّن العبد من الحسرة يوم القيامة.
الثامنة والعشرون: أن الاشتغال به سبب لعطاء الله للذاكر أفضل ما يعطي السائلين.
التاسعة والعشرون: أنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها.
الثلاثون: أن العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال.
الحادية والثلاثون: أن دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه و معا ده.
الثانـية والثلاثون: أنه ليس في الأعمال شيء يعم الأوقات والأحوال مثله.
الثالثة والثلاثون: أن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده، يسعى بين يديه على الصراط.
الرابعة والثلاثون: أن الذكر رأس الأمور، فمن فتح له فيه فقد فتح له باب الدخول على الله عز وجل.
الخامسة والثلاثون: أن في القلب خلة وفاقة لا يسدها شيء البتة إلا ذكر الله عز وجل.
السادسة والثلاثون: أن الذكر يجمع المتفرق، ويفرق المجتمع، ويقرب البعيد، ويبعد القريب. فيجمع ما تفرق على العبد من قلبه وإرادته، وهمومه وعزومه، ويفرق ما اجتمع عليه من الهموم، والغموم، والأحزان، والحسرات على فوات حظوظه ومطالبه، ويفرق أيضاً ما اجتمع عليه من ذنوبه وخطاياه وأوزاره، ويفرق أيضاً ما اجتمع على حربه من جند الشيطان، وأما تقريبه البعيد فإنه يقرب إليه الآخرة، ويبعد القريب إليه وهي الدنيا.
السابعة والثلاثون: أن الذكر ينبه القلب من نومه، ويوقظه من سباته. الثامنة والثلاثون: أن الذكر شجرة تثمر المعارف والأحوال التي شمر إليها السالكون.
التا سعة والثلاثون: أن الذاكر قريب من مذكوره، ومذكوره معه، وهذه المعية معية خاصة غير معية العلم والإحاطة العامة، فهي معية بالقرب والولاية والمحبة والنصرة والتو فيق.
الأربعون: أن الذكر يعدل عتق الرقاب، ونفقة الأموال، والضرب بالسيف في سبيل الله عز وجل.
الحادية والأربعون: أن الذكر رأس الشكر، فما شكر الله تعالى من لم يذكره.
الثانية والأربعون: أن أكرم الخلق على الله تعالى من المتقين من لا يزال لسانه رطباً بذكره.
الثالثة والأربعون: أن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى.
الرابعة والأربعون: أن الذكر شفاء القلب ودواؤه، والغفلة مرضه.
الخامسة والأربعون: أن الذكر أصل موالاة الله عز وجل ورأسها والغفلة أصل معاداته ورأسها.
السادسة والأربعون: أنه جلاب للنعم، دافع للنقم بإذن الله.
السابعة والأربعون: أنه يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر.
الثامنة والأربعون: أن من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا، فليستوطن مجالس الذكر، فإنها رياض الجنة.
التاسعة والأربعون: أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ليس لهم مجالس إلا هي.
الخمسون: أن الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته.
الحادية والخمسون: أن إدامة الذكر تنوب عن التطوعات، وتقوم مقامها، سواء كانت بدنية أو مالية، أو بدنية مالية.
الثانية والخمسون: أن ذكر الله عز وجل من أكبر العون على طاعته، فإنه يحببها إلى العبد، ويسهلها عليه، ويلذذها له، ويجعل قرة عينه فيها.
الثالثة والخمسون: أن ذكر الله عز وجل يذهب عن القلب مخاوفه كلها ويؤمنه.
الرابعة والخمسون: أن الذكر يعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يطيق فعله بدونه.
الخامسة والخمسون: أن الذاكرين الله كثيراً هم السابقون من بين عمال الآخرة.
السادسة والخمسون: أن الذكر سبب لتصديق الرب عز وجل عبده، ومن صدقه الله تعالى رجي له أن يحشر مع الصادقين.
السابعة والخمسون: أن دور الجنة تبني بالذكر، فإذا أمسك الذاكر عن الذكر، أمسكت الملائكة عن البناء.
الثامنة والخمسون: أن الذكر سد بين العبد وبين جهنم.
التاسعة والخمسون: أن ذكر الله عز وجل يسهل الصعب، وييسر العسير، ويخفف المشاق.
الستون: أن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب.
الحادية والستون: أن الجبال والقفار تتباهي وتستبشر بمن يذكر الله عز وجل عليها.
الثانية والستون: أن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق.
الثالثة والستون: أن للذكر لذة عظيمه من بين الأعمال الصالحة لا تشبهها لذة.
الرابعة والستون: أن في دوام الذكر في الطريق، والبيت، والبقاع، تكثيراً لشهود العبد يوم القيامة، فإن الأرض تشهد للذاكر يوم القيامة.ذكر الله - فضله وفوائده
ابن القيم الجوزية
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09-06-2016, 08:40 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016

لاَّ خَيْرَ فِي كَثِير مِّن نَّجْوَاهُمْ
هنا
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09-06-2016, 08:41 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
عـن جابـر ـ رضي الله عنه ـ ، قـال : قـال صلـى الله عليـه وسـلم :" أفضـل أيـام الدنيـا أيـام العشـر " (1) .
تخريج السيوطي : ( رواه : البزار ) / وصححه الشيخ الألباني في : في صحيح الجامع الصغير وزيادته / مرتب على الحروف الهجائية / ج : 1 / حديث رقم :
1133/ ص : 253 .
( 1 ) أيــام العشــر : أي عشـر ذي الحجـة .
وترجـع أفضليتهـا ؛ لاجتمـاع أمهـات العبـادة فيهـا .


فيض القدير شرح الجامع الصغير للأحاديث النبوية بالترتيب ... / ج :2 / ص : 71 / بتصرف .
فالعمـل الصالـح فـي هـذه العشـر كما فصلنا: أحـب ، وأزكـى وأفضل عنـد الله عـز وجـل ، و أعظـم أجـراً ،عمـا فـي سـواها
وفي هذه

وفي هذه العشر أيام عظيمة ففيها اليوم المشهودواليـوم المشـهود يـوم عرفـة.
ذلـك اليـوم ـ أي عرفـة ـ العظيـم الـذي أكمـل الله فيـه الديـن وأتـم بـه النعمـة وأنـزل فيـه قولـه تعالـى : ".. الْيَـوْمَ أَكْمَلْـتُ لَكُـمْ دِينَكُـمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُـمْ نِعْمَتِيى وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْـلاَمَ دِيناً .." . سورة المائدة / آية : 3 . فهـو ـ أي عرفـة ـ للحجـاج ركـن حجهـمْ .
* قـال صلـى الله عليـه وسـلم : " الحـج عرفـة ....... " .أخرجه أصحاب السنن . وهو في صحيح الجامع الصغير وزيادته / مرتب على الحروف الهجائية / تحقيق الشيخ الألباني / ج : 1 / حديث رقم : ( 3172 ) / ص :606 .
ومـن لـم يقـف بعرفـةَ فـلا حـج لـه . ففيـه تُجـاب الدعـوات ، وتُقَـال العثـرات . وتُغفـر الذنـوب والسـيئات ، وتتنـزل مـن الله الرحمـات
قـال صلـى الله عليـه وسـلم : "مـا مـن يـوم أكثـر مـن أن يعتـق الله فيـه عبـدًا مـن النـار ، مـن يـوم عرفـة .وإنـه ليدنـو ثـم يباهـي بهـم الملائكـة . فيقـول : مـا أراد هـؤلاء ؟."
صحيح مسلم / ( 15 ) ـ كتاب : الحج / ( 79 ) ـ باب : فضل الحج والعمرة ويوم عرفة /حديث رقم : 436 ـ (1348) / ص : 333 .
وهـو : يـومُ ِذكـر لله ؛ وإعـلاء لكلمـة التوحيـد :يشرع للحجاج وغيرهم على الراجح فـي هـذا اليوم الإكثار من الدعاء وقول : لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
*عـن عمـرو ابـن شُـعيب ، عـن أبيـه عـن جـده ، أن النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قـال :
"خيـر الدعـاء ؛ دعـاء يـوم عرفـة ، وخيـر مـا قلـت أنـا والنبيـون مـن قبلـي : لا إله إلا الله وحـده لا شـريك لـه لـه الملـك ولـه الحمـد وهـو علـى كـل شـيء قديـر " .
سنن الترمذي [ المجلد الواحد] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 45 ) ـ كتاب : الدعوات /( 123 ) ـ باب : في دعاء يوم عرفة / حديث رقم : 3585 / ص : 815 / حديث حسن .
قـال صلـى الله عليـه وسـلم :
إن الله أخـذ الميثـاق مـن ظهـر آدم بـ ( نعمـان ) يـوم عرفـةَ ، وأخرج من صُلبـه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ، ثم كلمهم قبـلاً ، قـال " ألسـت بربكـم ؟ قالـوا : بلـى" (1) .

تخريج السيوطي : ( رواه أحمد ، والنسائي ، والبيهقي في الأسماء ) ، عن ابن عباس .خلاصـة الدرجـة : صحيـح بـل هـو متواتـر المعنـى .( الدرر السنية ) .وصححه الشيخ الألباني في : في صحيح الجامع الصغير وزيادته / مرتب على الحروف الهجائية / ج : 1/ حديث رقم : 1701 / ص : 349 .

( 1 ) تمـام الآيـة :
" وَإِذْ أَخَـذَ رَبُّــكَ مِـن بَنِــي آدَمَ مِـن ظُهُورِهِـمْ ذُرِّيَّتَهُــمْ وَأَشْـهَدَهُمْ عَلَـى أَنفُسِـهِمْ أَلَسْـتُ بِرَبِّكُـمْ قَالُـواْ بَلَـى شَـهِدْنَا أَن تَقُولُـواْ يَـوْمَ الْقِيَامَـةِ إِنَّـا كُنَّـا عَـنْ هَـذَا غَافِلِيـنَ " .

سورة الأعراف / آية : 172 .

فضــل صيــام يــوم عرفــة :
لصيـام يـوم عرفـة فضـل عظيـم .ويشـرع للمسـلم المقيـم وليـس الحـاج ، الفـوز بأجـر صيـام هـذا اليـوم العظيـم :
* قـال الإمـام الحافـظ محمـد بـن عيسـى بـن سَـوْرَةَ الترمـذي فـي سـننه : حدثنـا : قتيبـة وأحمـد بـن عبـدة الضبـي ، قـالا : حدثنـا :حمـاد بـن زيـد ، عـن غيـلان بـن جريـر ، عـن عبـد الله بـن معبـد الزمانـي ، عـن أبـي قتـادة ؛ أن النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قـال :
" صيام يوم عرفة إني احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده " .
قـال أبو عيسى : وقـد اسـتحب أهـل العلـم صيـام يـوم عرفـة إلا بعرفـة .

سنن الترمذي [ المجلد الواحد] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 6 ) ـ كتاب : الصوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم / ( 46 ) ـ باب : في فضل صوم يوم عرفة / حديث رقم : 749 / ص : 185 / حديث صحيح .
* قـال الإمـام البخـاري فـي صحيحـه : حدثنـا ‏ ‏يحيـى بـن سليمان ، قـال : ‏‏حدثنـا ‏‏ابـن وهـب ‏‏أو قُـرئ عليـه ،قـال : أخبرنـي ‏عمـرو ،‏ ‏عـن ‏ ‏بُكَيْـر ، عـن ‏كُرَيْـب ‏،عـن ‏‏ميمونـة ‏ ـ ‏رضي الله عنها ـ ‏: أن النـاس شـكُّوا فـي صيـام النبـي ـ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ـ ؛ ‏‏يـوم عرفـة ،‏ فأرسـلت إليـه ‏‏بحـلاب ‏ وهـو واقـف فـي الموقـف ، فشـرب منـه والنـاس ينظـرون .
صحيح البخاري " متون " / ( 30 ) ـ كتاب : الصوم / ( 65 ) ـ باب :صوم يوم عرفة / حديث رقم : 1989 / ص:224 .
وقـال الجمهـور : يسـتحب فطـره , حتـى قـال عطـاء مـن أفطـره ليتقـوى بـه علـى الذكـر كـان لـه مثـل أجـرالصائـم. ا . هـ .

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 09-07-2016 الساعة 06:33 PM
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 09-06-2016, 08:43 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
افتراضي

أن فيهـا ـ أي فـي العشـر ـ يـوم النحـر ، ويـوم القَــر :
يـوم النحـر ـ 10 ذو الحجـة ـ ،
الذي هو أعظم أيـام السنة علـى الإطلاق ،
وهـو يـوم الحـج الأكبـر الـذي تجتمـع فيـه مـن الطاعـات والعبـادات مـا لا تجتمـع فـي غيـره .
* قـال البخـاري فـي صحيحـه : حدثنـا ‏ ‏محمـد بن المثنى ، قال : ‏‏حدثنـا ‏ ‏يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا ‏ ‏عاصم بن محمد بـنزيد ،‏ ‏عن ‏‏أبيه ‏، عـن ‏ابـن عمـر ـ ‏رضي الله عنهما ـ ‏‏قـال :قـال النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمنـى " أتـدرون أيُّ يـوم هـذا ؟ " . قالـوا : الله ورسـوله أعلـم ، فقـال :" فـإن هـذا يـوم حـرام ، أفتـدرون أي بلـد هـذا ؟ " .قالـوا : الله ورسـوله أعلـم ، قـال " بلـد حـرام ،أفتـدرون أي شهـر هـذا ؟ " . قالـوا : الله ورسـوله أعلـم ، قـال : " شـهر حـرام . قـال : فـإن الله حـرَّم عليكـم دماءكـم وأموالكـم وأعراضكـم ، كحرمـة يومكـم هـذا ، فـي شـهركم هـذا ، فـي بلدكـم هـذا " .
وقـال هشـام بـن الغـاز : أخبرنـي نافـع ، عـن ابـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ : وقـف النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يـوم النحـر بيـن الجمـرات ، فـي الحجـة التـي حــج ، بهـذا ، وقـال : " هـذا يـوم الحـج الأكبـر " .
فطفـق النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقـول :
" اللهم اشهد " . وودع الناس ، فقالـوا : هـذه حجـة الـوداع . صحيح البخاري " متون " / ( 25 ) ـ كتاب : الحج / ( 132 ) ـ
باب : الخطبة أيام منى / حديث رقم :
1742 / ص : 196 .
"إن أعظـم الأيـام عنـد الله تبـارك وتعالـى يـوم النحـر ثـم يـوم القـر " .
[ قـال عيسـى : قـال ثـور ] : وهـو اليـوم الثانـي .....

سنن أبي داود / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني / ( 5 ) ـ أول كتاب : المناسك / ( 19 ) ـ باب : { في } الهدي إذا عَطِبَ قبل أن يبلغ / حديث رقم : 1765 / ص : 305 / حديث صحيح .

يـوم القَـر : هـو الغـد مـن يـوم النحر ، وهو
حادي عشر ذي الحجة ، لأن الناس يقـرون فيـه بمنـى ، أي يسكنون ويقيمون .

حاشية : صحيح الجامع الصغير وزيادته / مرتب على الحروف الهجائية / ج : 1 / ص :242 .


o تنبيهــات هامــة :

ورد فـي كتـاب السـنن والْمُبْتَدَعـات ( ..... الشـقيري ..... ) / ص : 155 .
* حديــث : " قُومي إلى ضحيتــك فاشـهديها فـإن بـأول قطــرة منهـا يغفر لك ما سلف من ذنوبك " . ×حديـث منكــر .
* وكذلـك حديــث : " استفرهوا ضحايكم ( أي استحسـنوها واستسمنوها ) فإنهـا مطاياكم علـىالصـراط " . × غيــر ثابــت وغيــر معــروف.
* وكذلـك حديـث : " إنهـا مطاياكـم فـي الجنـة " . × غير ثابت وغير معروف .
* وكذلـك حديــث " مـن ضحى طَيبَة به انفسُه محتسبًاَ بأضحيته كانت له حجابًا من النار " . × فيـه أبـو داود النخعـي وهـو كـذاب ، وضَّـاع للحديـث .
oوقــت التكبيــر فـي عيـد الأضحـى :

مـن صبيحة يوم عرفة ( أي بعد صلاة الفجر يوم عرفة ) إلـى عصر يوم 13 مـن ذي الحجـة ...
قـال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في كتابه إرواء الغليل / مجلد رقـم : 3 / ص : 125 : وقد صح عن عليّ ـ رضي الله عنه " أنه كـان يكبر بعد صلاة الفجـر يـوم عرفـة ، إلـى صـلاة العصـر مـن آخـر أيـام التشـريق ويكبـر بعـد العصـر " .

رواه ابـن أبـي شـيبة مـن طريقيـن أحدهمـا " جيــد " ومـن هـذا الوجــه رواه البيهقـي ، ثـم روي مثلـه عـن ابـن عبـاس وسـنده صحيـح ... وروَى الحاكـم ( 1 / 300 ) عنـه ، وعـن ابـن مسـعود مثلـه . ا. هـ



صيـــغ التكبيـر :
1ـ قـال ابـن حجـر فـي الفتـح : أصـح مـا ورد فيـه مـا أخرجـه عبـد الـرزاق بسـند صـحيح عـن سـلمان قـال : " كبـروا الله ؛ الله أكبـر ، الله أكبـر ، الله أكبـر كبيـراً " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 2 / ( 13 ) ـ كتاب : العيدين / ( 12 ) ـ باب :التكبير أيام مِنى ، وإذا غدا إلى عرفة / ص : 536 .
2ـ ثبت عن ابن مسعود عنـد ابن أبي شيبة أنه كان يقول :
" الله أكبـر الله أكبـر لا إله إلا الله ، والله أكبـر الله أكبـر ولله الحمـد " .
قـال الشـيخ الألبـاني ـ رحمه الله ـ فـي تمـام المنـة / ص : 356 :
كـذا رواه ابـن أبي شـيبة بتشـفيع التكبيـر في روايـة ، وفي أخـرى له بتثليـث التكبيـر ، والمعـروف الأول .
انظر الإرواء ( ج : 3 / ص : 125 ـ 126 ) .
ـ قال أحمد وإسحاق : وقد أُحدِث في هذا الزمان زيادة في ذلك لا أصل لهـا .

نقله ابن حجر في فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج 2 ص : 536


التهنئة
* عـن جُبير بن نُفير قال : كان أصحابُ النبيِّ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إذا التقوا يوم العيد ، يقول بعضهم لبعض : " تقبـل الله منـا ومنـك " .
رواه المحاملي . وصححه الشيخ الألباني .
صــــلاة العيـــــد

صــلاة العيــد قبــل الخطبــة بغيـر أذان ولا إقامــة


*عـن ابـن عبـاس وعـن جابـر بـن عبـد الله قـالا : لـم يكـن يـؤذَّن يـوم الفطـر ولا يـوم الأضحـى .
صحيح البخاري " متون " / ( 13 ) ـ كتاب : العيدين / ( 7 ) ـ باب :
المشي والركوب إلى العيد ... / حديث رقم : 960 / ص : 110 ..



* عن ابن عباس : أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صلى يوم العيد بغير أذان ولا إقامة .
سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ( 5 ) ـ كتاب : إقامة الصلوات ... / ( 155 ) ـ باب :ما جاء في صلاة العيدين / حديث رقم : 1274 / ص : 227 / صحيح .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09-06-2016, 08:43 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
صـــفة صـــلاة العيــدين
صـلاة العيـد ركعتان ، يكبر فيهما ثنتي عشـر تكبيرة ، سبعًا في الأولى ، وخمسًا في الثانية قبل القراءة :
* ....... قـال : حدثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد ، مؤذن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قـال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ؛ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كـان يكبر في العيدين ، في الأولى سبعًا قبـل القراءة ، وفي الآخرة خمسًا قبل القراءة . سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ( 5 ) ـ كتاب : إقامة الصلوات ... / ( 156 ) ـ باب : ما جاء في " كم يكبر الإمام ... " / حديث رقم : 1277 / ص : 228 / صحيح بما بعده.
* عـن عمرو بـن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ؛ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كبر في صلاة العيد سبعًا وخمسًا . سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ( 5 ) ـ كتاب : إقامة الصلوات ... / ( 156 ) ـ باب :ما جاء في " كم يكبر الإمام ... " / حديث رقم : 1278 / ص : 228 / حسن صحيح .
*هل تكبيرة الإحرام
ضمن التكبيرات السبع؟

فإن الركعة الأولى من صلاة العيد يجوز أن يكون التكبير فيها سبعاً دون تكبيرة الإحرام وهو مذهب الشافعي ، ويجوز أن يكون سبعاً بتكبيرة الإحرام أيضاً كما هو مذهب ابن عباس وعمر بن عبد العزيز ، كما ذكره ابن أبي شيبة في المصنف، وهو مذهب مالك وأحمد .
والمسألة محل خلاف بين أهل العلم والأمر فيها واسع.إسلام ويب .

*حكم رفع اليدين في التكبيرات الزوائد في صلاة العيد
اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين:
القول الأول:يرفع يدَيْه مع كل تكبيرة.
القول الثاني: لا يرفع يديه في التكبيرات الزَّوائد.


*القائلون بالقول الأول:"يرفع يدَيْه مع كل تكبيرة."
قال النوويُّ في "المجموع" (5/ 26): مذهَبُنا استحباب الرَّفع فيهن... وبه قال عطاءٌ والأوزاعيُّ، وأبو حنيفة، ومحمد، وأحمد، وداود، وابنُ المنذر.
ونحوه في "المُغْنِي" (2/ 381) وكذا في "الدِّين الخالص" (4/ 337)، وزاد: "وروي عن مالك".
وروى عبدالرَّزاق (3/ 297) عن ابن جريج قال: قلت لعطاءٍ: يَرفع الإمام يديه كلَّما كبَّر هذه التكبيرة الزيادة في صلاة الفطر؟ قال: نعَم، ويرفع الناسُ أيضًا.

وروى الفريابيُّ (2/ 136) بسند صحيحٍ عن الوليد - هو ابن مُسْلم - قال: سألتُ مالكَ بن أنسٍ عن ذلك - يعني: الرَّفع في تكبيرات الزوائد - فقال: نعَم، ارفع يديك مع كلِّ تكبيرة، ولم أَسمع فيه شيئًا.
وذهب لذلك أيضًا "عبدالحليم محمود" ("الفقه الإسلامي الميسر" ص 98)، و"سيد سابق" ("فقه السنة" 1/ 270)، و"ابن باز"، و"ابن عثيمين" ("الشرح الممتع" 5/ 177)، وغيرهم - رحمهم الله

*القول الثاني: لا يرفع يديه في التكبيرات الزَّوائد.
القائلون به:
قال في "المجموع" (5/ 26): وقال مالكٌ والثوريُّ وابن أبي ليلى وأبو يوسف: لا يرفع اليدين إلاَّ في تكبيرة الإحرام.
قال ابن المنذر في "الأوسط" (4/ 281): يرفع يديه في أوَّل تكبيرة، هذا قول سفيان الثوريِّ، وقال مالكٌ: ليس في ذلك سُنَّة لازمة، فمن شاء رفع يدَيْه فيها كلها، وفي الأُولى أحبُّ إليَّ.
الألوكة
يراعى الخلاف في المسألة ، لعدم ثبوت حديث صحيح مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقوي أحد الرأيين.


*ما جاء في انتظار الخطبة بعد صلاة العيد:
* عن عبد الله بن السائب ؛ قال : حَضَرْتُ العيدَ مع رسولِ اللِه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فصلى بنا العيد ، ثم قال " قد قضينا الصلاة ، فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس ، ومن أحب أن يذهب فليذهب " .
سنن ابن ماجه / نتحقيق الشيخ الألباني / ( 5 ) ـ كتاب : إقامة الصلوات والسنة فيها / ( 159 ) ـ باب :ما جاء في انتظار الخطبة / حديث رقم : 1290 / ص : 229 / صحيح
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09-07-2016, 06:23 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
سهل يجوز أن أصلي صلاة العيد في البيت للمعذور؟
الحمد لله
صلاة العيدين فرض عين على كل رجل قادر ، في أصح أقوال أهل العلم ، كما هو مبين في جواب السؤال رقم (48983) .
وإذا لم تستطع الذهاب إليها بسبب وضعك الصحي ، فلا شيء عليك ، وهل يشرع لك فعلها في البيت ؟ فيه خلاف بين الفقهاء ، والجمهور على أنه يشرع ذلك خلافا للحنفية .
نقل المزني عن الشافعي رحمه الله في "مختصر الأم" (8/125) : " ويصلي العيدين المنفرد في بيته والمسافر والعبد والمرأة " انتهى .
وقال الخرشي (مالكي) : "يستحب لمن فاتته صلاة العيد مع الإمام أن يصليها ، وهل في جماعة , أو أفذاذا ؟ قولان" انتهى باختصار من "شرح الخرشي" (2/104).
وقال المرداوي في "الإنصاف" (حنبلي) "وإن فاتته الصلاة (يعني : صلاة العيد) استحب له أن يقضيها على صفتها (أي كما يصليها الإمام)" انتهى .
وقال ابن قدامة في "المغني" (حنبلي) : "وهو مخير ، إن شاء صلاها وحده ، وإن شاء صلاها جماعة" انتهى .
وفي الدر المختار مع حاشية ابن عابدين (2/175) (حنفي) : " ولا يصليها وحده إن فاتت مع الإمام " انتهى .
وقد اختار اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية قول الحنفية ، ورجحه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، كما في "الشرح الممتع" (5/156) .
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء (8/306) : "صلاة العيدين فرض كفاية؛ إذا قام بها من يكفي سقط الإثم عن الباقين .
ومن فاتته وأحب قضاءها استحب له ذلك، فيصليها على صفتها من دون خطبة بعدها، وبهذا قال الإمام مالك والشافعي وأحمد والنخعي وغيرهم من أهل العلم. والأصل في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : (إذا أتيتم الصلاة فامشوا وعليكم السكينة والوقار فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا) ، وما روي عن أنس رضي الله عنه أنه كان إذا فاتته صلاة العيد مع الإمام جمع أهله ومواليه، ثم قام عبد الله بن أبي عتبة مولاه فيصلي بهم ركعتين، يكبر فيهما. ولمن حضر يوم العيد والإمام يخطب أن يستمع الخطبة ثم يقضي الصلاة بعد ذلك حتى يجمع بين المصلحتين . وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 07:51 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology