ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ملتقى الدورات العلمية الخاصة بأم أبي التراب > ملتقى الدورات العلمية الخاصة بأم أبي التراب

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 10-25-2010, 11:29 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016


اقتباس:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
الأحزاب { 70 - 71 }


يأمر تعالى المؤمنين بتقواه، في جميع أحوالهم، في السر

والعلانية، ويخص منها، ويندب للقول السديد، وهو القول

الموافق للصواب، أو المقارب له، عند تعذر اليقين، من قراءة،

وذكر، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر، وتعلم علم وتعليمه،

والحرص على إصابة الصواب، في المسائل العلمية، وسلوك كل

طريق يوصل لذلك، وكل وسيلة تعين عليه.


ومن القول السديد، لين الكلام ولطفه، في مخاطبة الأنام،

والقول المتضمن للنصح والإشارة، بما هو الأصلح.


ثم ذكر ما يترتب على تقواه، وقول القول السديد فقال:

{ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } أي: يكون ذلك سببًا لصلاحها،

وطريقًا لقبولها،

لأن استعمال التقوى، تتقبل به الأعمال كما قال تعالى:

{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } 1

ويوفق فيه الإنسان للعمل الصالح، ويصلح اللّه الأعمال [أيضًا]

بحفظها عما يفسدها، وحفظ ثوابها ومضاعفته، كما أن الإخلال

بالتقوى، والقول السديد سبب لفساد الأعمال، وعدم قبولها،

وعدم تَرَتُّبِ آثارها عليها.

{ وَيَغْفِرْ لَكُمْ } أيضًا { ذُنُوبَكُمْ } التي هي السبب في هلاككم،

فالتقوى تستقيم بها الأمور، ويندفع بها كل محذور ولهذا قال:

{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }



ا.هـ

تفسير السعدي

_________________


1


"وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ
إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ
مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ"
المائدة 27



التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 10-26-2010 الساعة 03:26 AM
  #22  
قديم 10-26-2010, 03:35 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016


نكمل المسير مع شرح خطبة الحاجة

اقتباس:
فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله, وخيرَ الهدي هديُ
محمدٍ صلى الله عليه وسلم



ما هو الصدق؟

الصدق هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع. وقد أمر

الله -تعالى- بالصدق، فقال:
{ يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِينَ }
[التوبة: 119]



ووصف نفسه سبحانه بأنه أصدق قولاً


{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتٍ۬

تَجۡرِى مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيہَآ أَبَدً۬ا‌ۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ

حَقًّ۬ا‌ۚ وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً۬ }

[النساء: 122]


ورد في
تــفـــــــســــــــــــير
لـــهـــذه الآيــــــــــــة



فقال تعالى "وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ " أي

صدقت قلوبهم وعملت جوارحهم بما أمروا به من

الخيرات وتركوا ما نهوا عنه من المنكرات

" سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتٍ۬ تَجۡرِى مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ"

أي يصرفونها حيث
شاءوا وأين شاءوا

"خَـٰلِدِينَ فِيہَآ أَبَدً۬ا‌ۖ " أي بلا زوال ولا انتقال


"وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقًّ۬ا‌ۚ " أي هذا وعد من الله ووعد الله

معلوم حقيقه أنه واقع لا محالة ولهذا أكده بالمصدر

الدال على تحقيق الخبر وهو قوله حقـًا

ثم قال تعالى

"وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً۬ "

أي لا أحد أصدق منه قولاً أي خبرًا

لا إله إلا هو ولا رب سواه


وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته


" إن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد

صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها

وكل محدثة بدعة وكل بدعة

ضلالة وكل ضلالة في النار ".

ا.هـ

ورد في
تفســـــــير


لـــهـــذه الآيــــــــــــة

أي: { آمَنُوا ْ} بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقَدَر


خيره وشره على الوجه الذي أمروا به علما وتصديقا وإقرارا.


{ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ْ} الناشئة عن الإيمان؟ وهذا يشمل سائر


المأمورات من واجب ومستحب، الذي على القلب، والذي على


اللسان، والذي على بقية الجوارح. كل له من الثواب المرتب


على ذلك بحسب حاله ومقامه، وتكميله للإيمان والعمل الصالح.


ويفوته ما رتب على ذلك بحسب ما أخل به من الإيمان والعمل،


وذلك بحسب ما علم من حكمة الله ورحمته، وكذلك وعده الصادق


الذي يعرف من تتبع كتاب الله وسنة رسوله. ولهذا ذكر الثواب


المرتب على ذلك بقوله:

{سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ْ}

فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على


قلب بشر، من أنواع المآكل والمشارب اللذيذة، والمناظر


العجيبة، والأزواج الحسنة، والقصور، والغرف المزخرفة،


والأشجار المتدلية، والفواكه المستغربة، والأصوات الشجية،


والنعم السابغة، وتزاور الإخوان، وتذكرهم ما كان منهم في


رياض الجنان، وأعلى من ذلك كله وأجلّ رضوان الله عليهم


وتمتع الأرواح بقربه، والعيون برؤيته، والأسماع بخطابه الذي


ينسيهم كل نعيم وسرور، ولولا الثبات من الله لهم لطاروا وماتوا


من الفرح والحبور، فلله ما أحلى ذلك النعيم وما أعلى ما أنالهم


الرب الكريم، وماذا حصل لهم من كل خير وبهجة لا يصفه


الواصفون، وتمام ذلك وكماله الخلود الدائم في تلك المنازل


العاليات، ولهذا قال: { خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ


مِنَ اللَّهِ قِيلًا ْ} فصدق الله العظيم الذي بلغ قولُه وحديثُه في


الصدق أعلى ما يكون، ولهذا لما كان كلامه صدقـًا وخبره حقـًا،


كان ما يدل عليه مطابقةً وتضمنًا وملازمةً كل ذلك مراد من


كلامه، وكذلك كلام رسوله صلى الله عليه وسلم لكونه لا يخبر إلا


بأمره ولا ينطق إلا عن وحيه.
ا.هـ

  #23  
قديم 10-26-2010, 03:43 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016


اقتباس:
وخيرَ الهدي هديُ
محمدٍ صلى الله عليه وسلم


خير الهدي.....أي: أفضل وأكمل الهدي



ومنه قوله تعالى


"كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ


عَنِ ٱلۡمُنڪَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ‌ۗ وَلَوۡ ءَامَنَ أَهۡلُ ٱلۡڪِتَـٰبِ لَكَانَ


خَيۡرً۬ا لَّهُم‌ۚ مِّنۡهُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَأَڪۡثَرُهُمُ ٱلۡفَـٰسِقُونَ "


آل عمران :(١١٠)


ورد في
تفســـــــير للآية


يمدح تعالى هذه الأمة ويخبر أنها خير الأمم التي أخرجها الله

للناس، وذلك بتكميلهم لأنفسهم بالإيمان المستلزم للقيام بكل ما

أمر الله به، وبتكميلهم لغيرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن

المنكر المتضمن دعوة الخلق إلى الله وجهادهم على ذلك وبذل

المستطاع في ردهم عن ضلالهم وغيهم وعصيانهم، فبهذا كانوا

خير أمة أخرجت للناس

ا.هــ

فهدي محمد صلى الله عليه وسلم أكمل وأفضل الهدي

وهذه الخيرية من لوازم وثمار صدق كلام الله ورسوله

"..... وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً۬ " النساء :122

أي لا أحد أصدق منه قولاً أي خبرًا لا إله إلا هو ولا رب سواه

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته

" إن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله

عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة

ضلالة وكل ضلالة في النار ".



وقفة عقدية

علينا أن نـُصدق بأن هدي محمد صلى الله عليه وسلم خير


الهدي فهو أكمل وأفضل الهدي يقينًا واعتقادًا جازمًا

لأنه صلى الله عليه وسلم لاينطق عن الهوى

فكل ما جاء به سيد ولد آدم هو الأفضل والأكمل

لنا في الدنيا والآخرة

وقد نترك كثير من الخير لاعتقادنا أنها صغائر ليس لها أهمية أو

خيرية لضعف يقيننا بهذه الخيرية

{كل ما جاء به ديننا الحنيف ،

حتى آداب الطعام ، آداب الشراب ،آداب دخول الخلاء ،... .}

كلها هي الخير والأفضل

  #24  
قديم 10-26-2010, 03:53 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016

اقتباس:
وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة ،
وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار



هذا تحذير شديد من البدع

تعريفها :

البدعة في اللغة :


مأخوذة من البَدْع ، وهو الاختراع على غير مثال سابق ،


ومنه قوله تعالى :

"بَدِيعُ ٱلسَّمَـٰوَ‌ٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ وَإِذَا قَضَىٰٓ أَمْرًۭا

فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ".
سورة البقرة - الآية 117 -

أي مخترعها على غير مثال سابق ، قوله تعالى :

" قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ" .
الأحقاف 9

أي : ما كنت أول من جاء بالرسالة من الله إلى العباد ،


بل تقدمني كثير من الرسل .

ويقال : ابتدع فلان بدعة ، يعني : ابتدأ طريقة لم يسبق إليها .

والابتداع على قسمين :

ابتداع في العادات كابتداع المخترعات الحديثة ،

وهذا مباح ؛ لأن الأصل في العادات الإباحة .


وابتداع في الدين ، وهذا مُحرَّم ؛ لأن الأصل فيه التوقيف ،


*قال أبو داود في سننه

حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّازُ،قال: ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ،‏ ‏ح

‏ ‏و حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ‏،قال: ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ

الْمَخْرَمِيُّ ‏ ‏وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ‏، ‏عَنْ ‏ ‏سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ‏، ‏عَنْ ‏

‏الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ،‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَائِشَةَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ‏ ‏قَالَتْ ‏



قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

- صلى الله عليه وسلم - :

" مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ ‏ ‏رَدٌّ "

سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب السنة /باب في لزوم

السنة /حديث رقم : 4606 / التحقيق : صحيح


فهنيئـًا لمـن وفَّقَـهُ اللهُ فـي عبادتـه لاتِّبـاع سـنة نبيـه

ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، ولم يخالطهـا ببدعـةٍ ،

إذن ؛ فَلْيُبْشِـرْ ويرجو أن يتقبـل الله عـز وجـل لعبادته،

وإدخالـه إيـاه فـي جنتـه .

جعلنـا اللهُ مـن المتبعيـن للسـنن كيفمـا دارتْ ،

والمتباعديـنَ عـن الأهـواء حيثمـا مالـتْ ؛ إنـه

خيـر مسـئول ، وأعظـم مأمـول

يحـاول تيـار البـدع والضـلال ، أن يسـوق الأمـة

الإسـلامية بعصـاه ليلقـي بهـا فـي مهـاوي

الضيـاع والفنـاء .

وهـذا التيـار منـع الأمـة الإسـلامية مـن العـودة

إلـى الطريـق الصحيـح ، الـذي أرشـدنا إليـه

النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مصداقـًا

لقـول الله عـز وجـل :
{ قُـلْ هَـذِهِ سَـبِيلِي أَدْعُـو إِلَـى اللهِ عَلَـى بَصِيـرَةٍ أَنَـاْ
وَمَـنِ اتَّبَعَنِـي وَسُـبْحَانَ اللهِ وَمَـا أَنَـاْ مِـنَ الْمُشْـرِكِينَ } .
سورة يوسف / آية : 108 .

وهـذا الطريـق القويـم لا يمكـن العـودة إليـه إلا

بالعـودة إلـى كتـاب الله عـز وجـل ، وسـنة نبينـا

صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، بفهـم السـلف الصالـح

رضـوان الله عليهـم .

ورحـم الله القائـل :

العلـم قـال الله ، قـال رسـوله قـال الصحابـة

ليـس خُلـف فيـه .

ومـا هـذه الفوضـى التـي انتشـرت بيـن النـاس ،

فأصبحـوا فـي حيـرة وضيـاع وتيـه وغمـوض

وارتجـال بيـن السـنة والبدعـة ، إلا لأنهـم أرادوا أن

يقيمـوا ديـن رب العالميـن ، وينصـروه بغيـر طريـق

السـلف الصالـح .

فهـذه لفتـة ناصـح للتشـمير عـن السـواعد ،

والاسـتعانة بالله ،لتعلـم ديـن الله كمـا تعلمـه

السـلف الصالـح .

  #25  
قديم 11-21-2010, 05:07 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016

تقديم
لسماحة الشيخ
عبد العزيز بن عبد الله بن باز


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله

وأصحابه، ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:

فقد أطلعت على المؤلف القيم الذي كتبه صاحب الفضيلة

العلامة أخونا الشيخ محمد بن صالح العثيمين، في الأسماء

والصفات وسماه: "القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه

الحسنى
". وسمعته من أوله إلى آخره، فألفيته كتاباً جليلاً، قد

اشتمل على بيان عقيدة السلف الصالح في أسماء الله وصفاته،

كما اشتمل على قواعد عظيمة, وفوائد جمة في باب الأسماء

والصفات، وأوضح معنى المعية الواردة في كتاب الله - عز

وجل - الخاصة والعامة عند أهل السنة والجماعة، وأنها حق

على حقيقتها، لا تقتضي امتزاجاً واختلاطاً بالمخلوقين، بل هو

- سبحانه - فوق عرشه كما أخبر عن نفسه، وكما يليق بجلاله

- سبحانه - وإنما تقتضي علمه واطلاعه وإحاطته بهم،

وسماعه لأقوالهم وحركاتهم، وبصره بأحوالهم وضمائرهم،

وحفظه وكلاءته لرسله وأوليائه المؤمنين، ونصره لهم،

وتوفيقه لهم إلى غير ذلك مما تقتضيه المعية العامة والخاصة

من المعاني الجليلة، والحقائق الثابتة لله - سبحانه - كما

اشتمل على إنكار قول أهل التعطيل، والتشبيه، والتمثيل، وأهل

الحلول والاتحاد، فجزاه الله خيراً، وضاعف مثوبته، وزادنا

وإياه علماً وهدىً وتوفيقاً، ونفع بكتابه القراء وسائر المسلمين،

إنه ولي ذلك، والقادر عليه.

قاله ممليه الفقير إلى الله تعالى، عبد العزيز بن عبد الله بن باز

-غفر له- الله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه.

عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الرئيس العام
لإدارات البحوث العلمية والإفتاء
والدعوة والإرشاد


*.*.*.*.*.*


تفريغ الأشرطة قدر المستطاع

قال تعالى

"لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ

رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا
رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا

كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا

بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى

الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
"

البقرة 286

هنا

رابط الشريط

هنا


وهذا رابط تصفح الكتاب ( المتن)

هنا


وسنسطر المتن من خلال هذا الكتاب

أما الشرح فسيكون من خلال الأشرطة

إن شاء الله تعالى

برجاء متابعة مانسطره مع الشريط خشية عدم التطابق التام

وبالتأكيد يوجد في بعض الأحيان عدم تطابق تام لعدم

وضوح العبارة أو لكتابتها بالمعنى أو للتصرف في ترتيب

المعلومة لتناسب الكتابة ...

لذا نوصي بمتابعة الشريط






الشريط الأول
المتن من الكتاب الإلكتروني

المقدمة

الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه،

ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده

الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا

الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى

الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان،

وسلم تسليماً.

وبعد:

فإن الإيمان بأسماء الله وصفاته أحد أركان الإيمان بالله

تعالى، وهي الإيمان بوجود الله تعالى، والإيمان بربوبيته،

والإيمان بألوهيته، والإيمان بأسمائه وصفاته.

وتوحيد الله به أحد أقسام التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية،

وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.

فمنزلته في الدين عالية، وأهميته عظيمة، ولا يمكن أحداً أن

يعبد الله على الوجه الأكمل حتى يكون على علم بأسماء الله

تعالى وصفاته، ليعبده على بصيرة
، قال الله تعالى: (وَلِلَّهِ

الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا
) (الأعراف: 180).
1
*

وهذا يشمل دعاء المسألة، ودعاء العبادة.

فدعاء المسألة: أن تقدم بين يدي مطلوبك من أسماء الله تعالى

ما يكون مناسباً مثل أن تقول: يا غفور اغفر لي. ويا رحيم

ارحمني. ويا حفيظ احفظني. ونحو ذلك.

ودعاء العبادة: أن تتعبد لله تعالى بمقتضى هذه الأسماء،

فتقوم بالتوبة إليه؛ لأنه التواب، وتذكره بلسانك لأنه السميع،

وتتعبد له بجوارحك لأنه البصير، وتخشاه في السر لأنه اللطيف

الخبير، وهكذا.2
*
ومن أجل منزلته هذه، ومن أجل كلام الناس فيه بالحق تارة

وبالباطل الناشئ عن الجهل أو التعصب تارة أخرى،3 أحببت أن

أكتب فيه ما تيسر من القواعد، راجياً من الله تعالى أن يجعل

عملي خالصاً لوجهه، موافقاً لمرضاته، نافعاً لعباده.

وسميته: "القواعد المثلى في صفات الله تعالى وأسمائه

الحسنى
".

~.~.~.~.

الشريط



*قال الشارح ( وهو الشيخ العثيمين أيضًا):

1-
وتوحيد الله به أحد أقسام التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية،

وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.

فمنزلته في الدين عالية، وأهميته عظيمة، ولا يمكن أحداً أن

يعبد الله على الوجه الأكمل حتى يكون على علم بأسماء الله

تعالى وصفاته، ليعبده على بصيرة
، قال الله تعالى:

(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا )
(الأعراف: 180).


الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور:

الإيمان بوجوده وبربوبيته وبألوهيته وبأسمائه وصفاته.

فإذا لم يؤمن الإنسان بهذه الأمور الأربعة؛فإن إيمانه

بالله لم يتم فالإيمان بالله يتضمن هذه الأمور الأربعة ،

فمَنْ أنكروجود الله فليس بمؤمن به ، ومن أنكر ربوبية الله

ولو فى بعض مخلوقاته فليس بمؤمنٍ به ومن أنكرألوهيته

فليس بمؤمن به ومن أنكر أسمائه وصفاته فليس بمؤمن به.


نعم
_*_*_

ثم قال رحمه الله

2-
أن تجعلها -أي الأسماء الحسنى _مقدمة بين يدي الدعاء


فتقول
ياغفوراغفر لي ويارحيم ارحمني ويا رزاق ارزقني ،

قالوا
ومن الأدب أن تجعل الوسيلة لكل دعاء مايناسبه من

الأسماء،

فإذا كنت تطلب الرزق تتوسل باسم الرزاق ،إذا كنت تطلب

المغفرة ..باسم الغفور،يعني فلا تقول: اللهم ياشديد العقاب

اغفر لي
،هذا لايناسب، وإنما تقول ياغفور اغفر لي


أما دعاء العبادة فكيف يكون بالأسماء؟

يكون بالأسماءلأنك إذا علمت أن الله غفور استغفرت الله،

والاستغفار عبادة ، وإذا علمتَ أنه سميعٌ أحجمتَ عن أن يسمع

منك مايُغضبه وفعلت ما إذا سمعه منك رضي عنك،

وهذا عبادة.

فيكون دعاء الله تعالى بأسمائه شاملاً لدعاء المسألة

ودعاء العبادة.



فدعاء المسألة :أن تتوسل بأسماء الله تعالى فيما تدعو الله به


ودعاء العبادة:أن تتعبد لله تعالى بماتقتضيه هذه الأسماء

_*_*_

ثم قال رحمه الله
3
هنا الخوض في باب الأسماء والصفات تارةً يكون

بالحق وتارةً يكون بالباطل ،
أما من قال فيه بالحق



فمنشأ قولِه هذا أنه يريد الحق فيقول بالحق



وأما من قال فيه بالباطل فمنشأ قوله واحد من أمرين:




إما الجهل وإما التعصب،فإذا كان عالماً بالحق وأصر

على قوله المخالف للحق كان ذلك من باب
التعصب ،




وأما إذا كان لا يعلم الحق وقال فيه بالباطل فهذا

منشأْ قوله الجهل



أيهما أقرب إلى الاستقامة الأول أو الثاني؟


الجواب:الثاني ،الجاهل أقرب إلى الاستقامة لأن الجاهل

إذا كان مريداً للحق إذا عُلم
استقام لكن المتعصب هذا

هوالمشكل





ولذلك تجد بعض أهل الكلام الذين خالفوا الحق في

أسماء الله وصفاته تجد بعضهم
لما كان مُريداً للحق هداه

الله إليه
ورجع
، إما
رجوعاً كلياً وإما رجوعاً جزئياً،


فالغزالي
-أبو حامد الغزَّالي - مثلاً


رجع عن الفلسفة بعد أن كان متصفاً بها




وقائلاً بها وكتب كتاباً فيه، سماه تهافت



الفلاسفة، وبيَّنَ -فيه- بطلان ما ذهبوا إليه،



وأبو الحسن الأشعري رحمه الله


كان معتزلياً على مثل المعتزله فهداه الله ثم رجع إلى

الحق وبيَّنَ بُطلان مذهب المعتزلة


فما كان ناشئاً عن جهل فإن دواءه بسيط لكن

المشكل ما نشأْ
عن تعصب فإن هذا
هوالذي يكون دواؤه

عسراً ولكن إذا أراد
الله هدايته هداه الله.



ُسئل الشيخ عن التقليد .قال الشيخ :


هذا جهل بالحق وجهل بحال الشيوخ


فسأله هل يكون تعصب؟ قال الشيخ العثيمين :


قد يكون ،لكن غالب المقلدين عندهم جهل.







التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 11-21-2010 الساعة 07:11 AM
  #26  
قديم 11-25-2010, 06:24 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016



قواعد في أسماء الله تعالى


القاعدة الأولى

أسماء الله تعالى كلها حسنى

أي بالغة في الحسن غايته، قال الله تعالى:

(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُالْحُسْنَى)سورة الأعراف، الآية: 180

~.~.~.
الشرح

هنا قال بعض الناس:إننا لوعبرنا بقولنا:

"البالغُ فى الحُسن كماله"لكان أحسن

من قولنا:"(غايته)

ولكن نحن نقول:صحيح أن التعبيربـ"كماله"

قد يكون أحسن ولكن "غايته"معناه التي ليس

شيءٌ وراءها في الكمال

فتكون بمعنى كماله، وعلى هذا فالمراد بالغاية

ليس معناه أن أسماء الله تعالى لها منتهى

في الحسن، بل إنها في غاية الحسن، والمراد

فى أكمل مايكون من الحُسن،ولهذا وصفَ الله

باسم التفضيل فى قوله تعالى:"الحُسنى".

نعم
~.~.~.
الماتن

وذلك لأنها متضمنة لصفات كاملة لانقص فيها

بوجه من الوجوه، لا احتمالاً ولا تقديراً
.

ولهذا نقول: إن الألفاظ إما أن تدل على معنى ناقصٍ

نقصاً مطلقاً وإما أن تكون دالة على كمال في

حالٍ ونقصٍ في حال وإما أن تكون دالة على

الكمال لكن لا غاية الكمال وإما أن تكون دالة

غاية الكمال هذه أربعة أقسام.

القسم الأول:-

الدالة على غاية الكمال تكون من أسماء الله

بمعنى أنه ليس فيها نقص أبدًا لااحتمالاً ولاتقديرًا ،

مثل السميعوالبصيروالعظيموالعليم إلى آخره ،

كل هذه كمال ليس فيه نقص

القسم الثانى:-

ما هو كمال لكن يَحتمل النقص بالتقديرفهذا لايُسمى

به الله ولكن يُخبر به عنه لأن باب الإخبارأوسع مثل:

المُتكلم والشائي أي الذي يشاء ، والمُريد, والصانع,

والفاعل وماأشبه ذلك. هذه كلمات لايُسمى

الله بها ولكن يُخبر بها عنه إخباراً مطلقا

فنقول : إن الله مُتكلم، وإن الله شاءٍ، وإنه مُريدٌ

و إنه فعالٌ. ولكن ليس من باب التسمية ولكن

من باب الإخبار.

لماذا لم تكن من الأسماء؟ لأن المتكلم قد يتكلم بما

يُحمد وقد يتكلم بما يذم،

لكن الكلام نفسه كمالٌ ،لكن مُتعلّـَقُ ذلك الكلام

قد يكون نقصاً وقد يكون ذماً.

فالمتكلم بالمعروف مُتكلمٌ بكمال والمُتكلم

بالمنكر متكلمٌ بنقص. الكلام نفسه كمالٌ ولكن

موضوع الكلام قد يكون نقصاً ، ولهذا لم يكن

من أسمائه ،وصح أن يُخبر به على سبيل الإطلاق،

و"المُريد" أصلُ إثبات الإرادة وأنَّ الفاعل يفعلُ

مايُريده فهذا كماله ،ولهذافالمُريد أكمل ممن لايُريد.

فالإنسان أكمل من الحيوان لأن إرادته أكمل

والحيوان أكمل من الشجر لأن إرادته أكمل

والمختارللشىءأكمل من المُكره عليه لأن إرادته أكمل.

لكن المراد! هل كل مراد ٍخير؟

قد يكون خيراً وقد يكون شراً.فلهذا لم تكن مريد

من أسماء الله لكن صارة مما يخبر به عنه.

القسم الثالث:-

الذى يحتمل نقصاً وكمالاً فى نفس المعنى

لافى المتعلـَّق؛ فهذالايُطلق على الله تعالى وإنما

يُذكر مُقيداً. مثل:المكرالخداعالاستهزاءوالكيد.

هذه ما نقول إن الله ماكر على سبيل الإطلاق،

ولا إن الله كائد لأن نفس الكيد ذاته؛ ينقسم إلى

محمود ومذموم فلا يمكن أن نطلقه على الله،

بل نقول إنَّه الله-عزوجل ماكرٌبمن يمكربه

ومستهزئ ٌبمن يستهزئ به وهكذا.

القسم الرابع:-

ما هو نقصٌ محض فهذا لايُسمى اللهُ به ولايُوصف به.

مثل العمى ،الصمم ،العجز، فلا يمكن أن تقول إن

الله أعمى والعياذ بالله، أو أنه أصم أو أنه عاجز

مطلقاً، لاخبراً ولاتسمية.

والخلاصة:-

أنَّ الأقسام أربعة:

1-كمالٌ محضٌ فى ذاته وموضوعه فهذا يكون

من أسماء الله.

2-كمالٌ فى ذاته لا في موضوعه بل ينقسم، فهذا

يُطلق على الله خبراً ولايسمى به.

3-ما يكون كمالاً ونقصاً في ذاته ،فهذا لا يخبر

به عنه خبراً مطلقاً ،وإنما يخبر به عنه خبراً مقيداً

4- نقصٌ محضفهذا لايُوصف به ،لا خبراً ولا تسمية.

ولهذا فقول الله تعالى:"ولله الأسماء الحُسنى"

يعنى التى ليس فيها نقصٌ بوجهٍ من الوجوه.

هذه الأقسام الأربعة ذكرها شيخ الإسلام-رحمه الله-

فى مواضع متفرقة من كلامه

وهى صحيحة وواضحة.

~.~.~.

الماتن


* مثال ذلك: "الحي"

اسم من أسماء الله تعالى، متضمن للحياة الكاملة

التي لم تسبق بعدم، ولا يلحقها زوال. الحياة

المستلزمة لكمال الصفات من
العلم، والقدرة،

والسمع، والبصر وغيرها
.

* ومثال آخر: "العليم"

اسم من أسماء الله متضمن للعلم الكامل، الذي

لم
يسبق بجهل، ولا يلحقه نسيان، قال الله تعالى

(
عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِيكِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى)

سورة طه، الآية: 52.

العلم الواسع المحيط بكل شيءجملةً وتفصيلاً،

سواء ما يتعلق بأفعاله، أو أفعال خلقه،

قال الله تعالى

:(وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ

مَا فِي الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّايَعْلَمُهَا

وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ
الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلايَابِسٍ

إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ
)

سورة الأنعام، الآية 59

(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ

رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا
وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ

فِي كِتَابٍ مُبِينٍ
)

سورة هود، الآية: 6


~.~.~.
الشرح

قوله"في ظُلُمات الأرض" كم ظلمة وما الذي

يمكن أن يكون من الظلمات ؟، حبة مندفنة

فى قاع البحر فى ليلة ذات مطر وغيم كثيف

كم تكون الظلمات؟

ظلمات أربع ،خمس؟ نشوف الآن:

فأولاً الطبقة التى غطتها فى الأرض ، ثانياً

البحرأملس، ثالثا الليل ،رابعاً السحاب ،خامساً المطر،

قال قائل : السحاب والمطرواحد ، قال الشيخ

لا السحاب الذي فوق ظلمة ،والمطرينزل ظلمة

ثانية ،مثلاً المطرينزل بينك وبين جبل أوبينك

وبين بيتك يحول بينك وبينه ولا لا ؟

يحول إذاً فهو ظلمة ،

إذاً الذي يمكننا الآن نعرف وقد تكون هناك أشياء

لانعرفها لكن الذي نعرف الآن خمس ظلمات

تُحيط بهذه الحبة الصغيرة التي قد لاتدركها

العين المجردة إذا كانت على الوصف الذي

وصفنا ،إذا كانت في قاع البحر فالله تبارك وتعالى

يعلمها وليس يعلمها فحسب ،

بل هى فى كتابٍ مبين مكتوبة.

وهذا دليلٌ على عموم علم الله عز وجل وسعته

وأنه لايخفى عليه شىءٌ فى الأرض ولا فى

السماء،أنت إذا آمنت بهذا العلم فأعتقد أن إيمانك

يردعك عن فعل ما يكرهه الله ويوجب لك أن

تقوم بما يحبه،لأنه مهما كتمت في نفسك فالله عالمه،

مهما كتمت ، أنت إن كتمته عن الخلق ولم

يعلموه فالله يعلمه. وثق بأنه إذا كان مما يكرهه

فسوف يطلع عليهالعباد سواءٌ أخبروك أم

لم يُخبروك، يعني الشيطان يأمرك بالفحشاء

فتفعل سِراً ما يعلمه إلا الله ،فيُلقى فى قلوب

الناس أنكَ فعلت ذلك ، وهذه نقطه يجب أن تهتم

بها، فتشعرإذا نظر الناس إليك تشعر كأنهم يؤنبونك

تشعر ذلك بنفسك وإن كانواهم يعني ما يقولون لك

هذا الشيء لكن الشيطان يلقي في قلوبهم ذلك،

فيسيئون الظن بك فينقلب ذلك على نفسك حتى إنك

تنظر إلى الناس وكأنما شاهدوا فعلك وهذا الشيء

غريب وعليه،

قال الشاعر:

إذا ساءَ فِعلُ المَرْءِ ساءت ظنونه ** وصدَّق ما يكادوه من توهُّمِ

فهذه من أسرارحكمة الله-عزوجل-أنَّ ما يُخفيه

الإنسان فى نفسه وإن كان لم يُطلع عليه أحد فإنَّ

الله تعالى يعلم به وإذاعلم الله به أوشك أن يُطلع

عباده على ذلك،

بل قد قال ابن القيم-رحمه الله-:إن الشيطان(نفسه)

الذى أمرك بالسوء يُلقى فى قلوب الناس أنك

فعلت ذلك السوء وإن لم يطلعوا عليك ،

هذه مسألة تُوجب للإنسان أن يحترس غاية

الاحتراس من الذنوب وإن خفيت

فالله عزوجل يعلم كل شيء


~.~.~.
الماتن


(يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ

مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ

بِذَاتِ الصُّدُورِ
)

سورة التغابن، الآية: 4


*
ومثال ثالث: "الرحمن"

اسم من أسماء الله تعالى متضمن للرحمة الكاملة،

التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم،

"لله أرحم بعباده من هذه بولدها"

رواه البخاري، كتاب الأدب (5999)،

ومسلم، كتاب التوبة (2754).

يعني أم صبي وجدته في السبي فأخذته

وألصقته ببطنها وأرضعته،
ومتضمن أيضاً

للرحمة الواسعة التي قال الله عنها:

(
وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)

سورة الأعراف، الآية: 156

وقال عن دعاء الملائكة للمؤمنين:

(رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً)

سورة غافر، الآية: 7

والحسن في أسماء الله تعالى يكون باعتبار كل

اسم على انفراده، ويكون
باعتبار جمعه إلى غيره،

فيحصل بجمع الاسم إلى الآخر كمال فوق كمال
.

~.~.~.
الشرح

يعني أسماءُ الله تعالى كلها حُسنى على انفرادٍ وقد

ينضافُ إلى هذاالحُسن-الذى اكتسبه الاسم

اكتساباً ذاتياً- ينضافُ إليه حُسنٌ آخر بانضمامه

إلى غيره، فيكون من مجموع الأمرين كمالٌ آخر،

وهذا موجود في القرآن كثير ،فكثيراً مايقرن

الله تعالى بين اسمين وتجد أن فى ضم

أحدهما إلى الآخركمالاً لايحصل بانفراد

أحدهما عن الآخر.

~.~.~.
الماتن


مثال ذلك: "العزيز الحكيم".

فإن الله تعالى يجمع بينهما في القرآن
كثيراً. فيكون

كل منهما دالاً على الكمال الخاص الذي يقتضيه
،

وهو العزة في
العزيز، والحكم والحكمة في الحكيم،

والجمع بينهما دال على كمال آخر

وهو أن
عزته تعالى مقرونة بالحكمة،

فعزته لا تقتضي ظلماً وجوراً وسوء فعل،

كما قد
يكون من أعزاء المخلوقين، فإن العزيز

منهم قد تأخذه العزة بالإثم، فيظلم
ويجور

ويسيء التصرف.

وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعز

الكامل بخلاف
حكم المخلوق وحكمته فإنهما

يعتريهما الذل
.

~.~.~.
الشرح

فهمتم الآن هذا العزيز الحكيم يقرن الله

بينهما كثيرا ،ًليش؟ لأننا نستفيد من قرن

العزيز بالحكيم فائدة عظيمة وهي أن عزته

مقرونه بالحكمة، لأن العزة

وحدها قد ينتج عنها سوء التصرف والظلم

والجَوْركما لو وجدنا ملكاً عزيزاً في ملكه لايعارضه

أحدتجد هذا الملك إن لم يسعفه الله تعالى

بالعناية تجده لكمال سلطانه وعزته يظلم

ويجور ولا يبالِي. ما عنده حكمة.

كذلك أيضاً من الناس من يكون حكيماً لكن ليس

عنده عزة وغلبة فيكون عنده حكمة يتصرف

تصرف حسناً طيباً ويضع كل شيء بموضعه

لكن ما عنده تلك القوة التي ينفذ بها ما أراد

وما حكم، فالله عز وجل عزته مقرونة بالحكمة

وحكمته مقرونة بالعزة، وباقتران الاسمين

بعضهما إلى بعض يحصل كمالٌ أخر وهو

عزةٌ في حكمة وحكمةٌ في عزة.


التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 10-24-2011 الساعة 01:22 AM
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 04:00 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology