ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ملتقى الدورات العلمية الخاصة بأم أبي التراب > ملتقى الدورات العلمية الخاصة بأم أبي التراب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-21-2013, 02:22 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
دورة تفسير سورة الكهف

المجلس الأول
14 شوال 1434هـ

تفسيرسورة الكهف

سورة الكهف
قراءة ، تفاسير، تلاوة ، ترجمة معاني


هنا


* القرآن وفضل التمسك به*

القرآن الكريم: هو كلام الله المُنَزَّل على رسوله محمَّدٍ - صلَّى الله عليه وسلَّم - المتعبَّدُ بتلاوته،المكتوبُ في
المصاحف، المَحفوظ في الصُّدور.

هذا القرآن هو الكتاب المبين، الذي ï´؟ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ï´¾ [فصلت: 42]، وهو المعجزة الخَالدة الباقية المستمرَّة على تعاقب الأزمان والدُّهور، إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها.

وهو حَبْلُ اللهِ المتينُ، والصِّراط المستقيم، والنُّور الهادي إلى الحق، وإلى الطريق المستقيم، فيه نبَأُ ما قبلكم، وحُكْم ما بينكم، وخبَرُ ما بعدَكم، هو الفَصْل ليس بالهزل، مَن ترَكه مِن جبَّار قصَمَه الله، ومن ابتغى الهُدى في غيره أضلَّه الله، من قال به صدَق، ومَن حكَم به عدَل، ومن دَعا إليه فقد هُدي إلى صراطٍ مستقيم.


* - أَبشِروا أليس تشهدون أن لا إله إلا اللهُ ، و أني رسولُ اللهِ ؟ قالوا : بلى : قال : إنَّ هذا القرآنَ سببٌ طرفُه بيدِ اللهِ ، و طرفُه بأيديكم ، فتمسَّكوا به ؛ فإنكم لن تضِلُّوا ولن تهلِكوا بعده أبدًا"
الراوي: أبو شريح العدوي الخزاعي الكعبي المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 38 خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر

*" لاَ حسدَ إلاَّ في اثنتينِ رجلٌ آتاهُ اللَّهُ مالاً فَهوَ ينفقُ منْهُ آناءَ اللَّيلِ وآناءَ النَّهارِ ورجلٌ آتاهُ اللَّهُ القرآنَ فَهوَ يقومُ بِهِ آناءَ اللَّيلِ وآناءَ النَّهارِ"
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1936 خلاصة حكم المحدث: صحيح

الدرر

*عـن جابـر ـ رضي الله عنه ـ عـن النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال : " القـرآنُ شـافعُُ مشـفَّع ، وماحِـلُُ مصـدَّق ، مَـنْ جعلـه أمامَـه قـاده إلـى الجنـة ، ومـن جعلـه خلـف ظهـره سـاقه إلـى النـار " .
رواه ابن حبان ـ صحيح ـ صحيح الترغيب والترهيب تحقيق الشيخ
الألباني ـ رحمه الله ـ ج : 2 / ص : 164 /
حديث رقم : 1423 .

ماحِـل ----> أي : سـاع ..... وقيـل : خصـم مجـادل .

*عـن أنـس ـ رضي الله عنه ـ قــال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" إن لله أهليـن مـن النـاس " قالـوا : مـن هـم يـا رســول الله قـال : " أهـل القــرآن هـم أهـل الله وخاصتـه " .
رواه النسائي وابن ماجه والحاكم ـ صحيح ـ صحيح الترغيب والترهيب تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ
ج : 2 / ص : 168 / حديث رقم : 1432 .


* عـن بُريـدة ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : " مـن قـرأ القــرآنَ وتعلَّمـه وعمـلَ بـه ، أُلبـسَ والـداه يـومَ القيامـة تاجـاً مـن نـورٍ ، ضـوؤه مثـلُ ضـوءِ الشـمسِ ، ويُكسـى والـداه حُلّتــان لا تقــوم لهمـا الدنيـا ، فيقـولان : بـمَ كُسـينا هـذا ؟ فيقـال : بأخـذِ وَلَدِكُمَـا القـرآن " .
رواه الحاكم ـ حسن لغيره ـ صحيح الترغيب ج : 2 / ص : 169 / حديث رقم : 1434 .

عـن أبـي هريــرة ـ رضي الله عنه ـ ؛ أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال : " مـا اجتمـع قـومُُ فـي بيـتِِ مـن بيـوت الله يتلـون كتـاب الله ، ويتدارسـونه بينهـم ؛ إلا نزلـت عليهـم السـكينةُ ، وغشـيتهم الرحمـةُ ، وحفتهـم الملائكـة ، وذكرهـم الله فيمـن عنـده " .
رواه مسلم ـ أبو داود ـ صحيح الترغيب والترهيب ج : 2 / ص : 161 / حديث رقم : 1417

روي عـن جابــر ـ رضي الله عنه ـ قــال : قـال رســول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " إن مـن أحسـن النـاس صوتـاََ بالقــرآن ؛ الـذي إذا سـمعتموه يقــرأ حسـبتموه يخشـَى
الله
" .

رواه ابن ماجه ـ صحيح لغيره ـ صحيح الترغيب ج : 2 /
ص : 177 / حديث رقم : 1450


عـن النـواس بـن سِـمعان ـ رضي الله عنه ـ قـال : سـمعتُ النبَّــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقـول :
" يؤتَـى بالقـرآنِ يـومَ القيامـةِ وأهلِـهِ الذيـن كانـوا يعملـون به فـي الدنيـا ، تَقدُمْـه سـورة " البقـرة " و" آل عمـران " ، ـ وضـرب لهمـا رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ثلاثـة أمثـال ما نسِـيتُهن بعـد ـ قـال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : كأنهمـا غمامتـان أو ظُلَّتـا سـوداوان ، بينهمـا شِــرْق ، أو كأنهمـا فِرقـانِِ مـن طيـرِِ صـوافَّ ، تحاجَّـان عـن صاحبهمـا " .
رواه مسلم ـ صحيح الترغيب ج : 2 / ص : 184 / حديث رقم : 1465 .

شِـرق ---> أي بينهمـا فـرق يضـىء .


اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا ، اللهم اجعله شفيعاً لنا ، وشاهداً لنا لا شاهداً علينا ، اللهم ألبسنا به الحلل ، وأسكنا به الظلل ، واجعلنا به يوم القيامة من الفائزين ، وعند النعماء من الشاكرين ، وعند البلاء من الصابرين ،ونسأل الله العافية في الدنيا والآخرة

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 11-15-2016 الساعة 04:04 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-21-2013, 04:34 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016

التلاوة

معناها اللغوي: التلاوة في أصل معناها اللغوي هي: المتابعة، ومن ذلك قوله - تعالى -: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا"1"وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا"2" سورة الشمس ( تَلَاهَا أي: إذا تبعها).

هنا

وفي الاصطلاح:

أي تلاوته وقراءته على الوجه الذي أقرأه جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم ثم قرأه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وأصحابه للتابعين والتابعون لأتباعهم حتى وصل إلينا كاملا غير منقوص
هنا


أنواع التلاوة

التـلاوة الحُكميـة : هـي العمـل بأوامـر القـرآن الكريـم وأحكامـه

التـلاوة اللفظيـة : هـي قـراءة ألفـاظ القـرآن الكريـم مـع مراعـاة أحكـام التجويـد


قال الشيخ العثيمين في تفسير هذه الآية:

قالَ الله تَعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَـابَ اللَّهِ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَـاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَـارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن
فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ
} [فاطر: 29، 30].


تِلاوةُ كتَابِ اللهِ عَلَى نوعين:
تلاوةٌ حكميَّةٌ وهي تَصْدِيقُ أخبارِه وتَنْفيذُ أحْكَامِهِ
بِفِعْلِ أوامِرِهِ واجتناب نواهيه
.


والنوعُ الثاني: تلاوة لفظَّيةٌ، وهي قراءتُه.

مجالس شهر رمضان للعثيمين

أحوالها من حيث الأداء

كلام الله تعالى يقرأ على ثلاثة أحوال (الترتيل ـ الحدرـ التدوير)

1ـ الترتيل في اللغة هو: مصدر رتل الكلام إذا
أتبع بعضه بعضا بتمهل فيه فأحسن تأليفه .

وفي الاصطلاح: هو قراءة القرآن على مكث وتفهم من غير سرعة .

2ـ الحدر في اللغة هو: الإسراع فهو مصدر حدر يحدر إذا أسرع .

وفي الاصطلاح هو: إدراج القراءة وسرعتها وتخفيفها مع مراعاة أحكام التجويد .

3ـ التدوير هو: التوسط بين الترتيل و الحدر,
والترتيل هو أفضل الأحوال لنزول القرآن الكريم بذلك قال تعالى:
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا" الفرقان 32
وهو المختار عند أهل الأداء .

4ـ هناك حالة رابعة تسمى التحقيق وهو في اللغة: مصدر من حقق إذا أتى بالحق وجانب الباطل .

وفي الاصطلاح هو قراءة القرآن مع إعطاء كل حرف حقه من غير زيادة فيه ولا نقصان .
وهذه الحالة أكثر اطمئنانا من الترتيل ويقرأ بها في مقام التعليم .

التبيان في تجويد القرآن ص 29
هنا


*ليسَ منَّا من لم يتغنَّ بالقُرآنِ*
*"ليسَ منَّا من لم يتغنَّ بالقُرآنِ"
الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود -
الصفحة أو الرقم: 1469-خلاصة حكم المحدث: صحيح

*"ليس منَّا مَن لم يَتَغَنَّ بالقرآنِ قال : فقلتُ لابنِ أبِي مُلَيْكَةَ : يا أبا محمدٍ ! أرأيتَ إنْ لم يكنْ حسنَ الصوتِ ؟ قال : يُحَسِّنُه ما استطاعَ" .
الراوي: عبدالله بن أبي مليكة المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترغيب -
الصفحة أو الرقم: 1451
- خلاصة حكم المحدث: صحيح

الدرر


جاء في السنة الصحيحة الحث على التغني بالقرآن، يعني تحسين الصوت به، وليس معناه أن يأتي به كالغناء، وإنما المعنى تحسين الصوت بالتلاوة،

والتغني الجهر به مع تحسين الصوت والخشوع فيه حتى يحرك القلوب، لأن المقصود تحريك القلوب بهذا القرآن حتى تخشع، وحتى تطمئن وحتى تستفيد، ومن هذا قصة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لما مر عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ فجعل يستمع له عليه الصلاة والسلام وقال: "لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود"، فلما جاء أبو موسى أخبره النبي عليه الصلاة والسلام بذلك قال أبو موسى: لو علمت يا رسول الله أنك تستمع إلي لحبرته لك تحبيراً.


- أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وعائِشةَ رَضِي اللَّهُ عَنهُما مرَّا بأبي موسى وَهوَ يقرأُ في بيتِه ، فقاما يستمعانِ لقراءتِه ، فلمَّا أصبحَ أتى أبو موسى رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فذَكر له ، فقالَ : أما إنِّي يا رسولَ اللَّهِ لو علِمتُ لَحبَّرتُه لَك تحبيرًا
الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث:ابن حجر العسقلاني - المصدر: نتائج الأفكار - الصفحة أو الرقم: 3/212
خلاصة حكم المحدث:
حسن من هذا الوجه، وخالد بن نافع مختلف فيه وله شاهد
هنا

قال البخاري في صحيحه

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بَكْرٍ،قال: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ ،قال: حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ ،عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ "يَا أَبَا مُوسَى لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ "

فتح الباري شرح صحيح البخاري - كِتَاب فَضَائِلِ الْقُرْآنِ - لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود
- بَاب حُسْنِ الصَّوْتِ بِالْقِرَاءَةِ لِلْقُرْآنِ - حديث رقم : 4761


هنا


قال العلماء : المراد بالمزمار هنا الصوت الحسن ، وأصل الزمر الغناء ، وآل داود هو داود نفسه وأل فلان ، قد يطلق على نفسه ، وكان داود صلى الله عليه وسلم حسن الصوت جدا . قاله النووي .

وقال القرطبي : قال العلماء : المزمار والمزمور : الصوت الحسن ، وبه سُمِّيت آلة الزمر مزمارا ، وقد استحسن كثير من فقهاء الأمصار القراءة بالتزيين والترجيع . اهـ .


وهذا يعني أن داود عليه الصلاة والسلام كان حَسَن الصّوت ، ولذا قال الله تعالى : (وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ)

قال ابن كثير : والصواب أن المعنى في قوله تعالى (أَوِّبِي مَعَهُ)
أي رَجِّعِي مُسَبِّحَة معه . اهـ .


وقال : كانت الطير تُسَبِّح بِتَسْبِيحِه ، وتُرَجِّع بترجيعه إذا مرّ به الطير وهو سابح في الهواء فسمعه وهو يترنم بقراءة الزبور لا يستطيع الذهاب بل يقف في الهواء ويُسَبِّح معه ، وتجيبه الجبال الشامخات تُرَجِّع معه وتُسَبِّح تبعاً له . اهـ .

وقال في قوله تعالى : (وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ) :

وذلك لِطِيب صوته بتلاوة كتابه الزبور ، وكان إذا تَرَنّم به تقف الطير في الهواء فتجاوبه وتردّ عليه الجبال تأويبا ، ولهذا لما مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على أبي موسى الأشعري وهو يتلو القرآن من الليل وكان له صوت طيب جدا ، فوقف واستمع لقراءته ، وقال : لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود . قال : يا رسول الله لو علمت أنك تستمع لحبرته لك تحبيرا . وقال أبو عثمان النهدي : ما سمعت صوت صنج ولا بربط ولا مزمار مثل صوت أبي موسى رضي الله عنه . ومع هذا قال عليه الصلاة والسلام : لقد أوتي مزمارا من مزامير آل داود . اهـ .


وقد استدلّ بعض ضعاف العِلم بقوله صلى الله عليه وسلم : " لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود " على جواز الغناء ، وهذا لا شك أنه خطأ من وجوه :


الأول : الخطأ في فهم المقصود من المزامير ، وأنه تغنّي داود عليه الصلاة والسلام وترنّمه بالزبور ، وهو تلاوته له دون آلة .


الثاني : أن قوله عليه الصلاة والسلام : " لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود " من باب التشبيه ، ولا يلزم التشابُه من كل وجه في حال تمثيل شيء بشيء آخر .

فالنبي صلى الله عليه وسلم شبّـه بعض أنواع الوحي بـ " صلصلة الجرس " وهو عليه الصلاة والسلام قد نهى عن الْجَرَس بقوله : لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس . رواه مسلم .
كما أنه عليه الصلاة والسلام سَمّى الْجَرس مزمار الشيطان ، أي صوته ، فقال عليه الصلاة والسلام : الجرس مزامير الشيطان . رواه مسلم .
فهذا من باب التشبيه ، والْجَرَس منهيّ عنه ، فلا يلزم التماثل أو التشابُه بين الْمُشبَّه والْمُشبَّه به .

الثالث : أن قائل هذا القول لم يُسبق إليه .


والله تعالى أعلم .


هنا

وقفة
اقتباس:
والتغني الجهر به مع تحسين الصوت والخشوع فيه حتى يحرك القلوب، لأن المقصود تحريك القلوب بهذا القرآن حتى تخشع، وحتى تطمئن وحتى تستفيد
عـن أبـي مالـك الأشــعري ـ رضي الله عنه ـ قــال : قــال رســول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" الطُّهـورُ شَـطْرُ الإيمـانِ ، والحمـدُ للهِ تمـلأُ الميـزانَ ، وسـبحانَ اللهِ والحمـدُ للـهِ تمـلآنِ ( أو تمـلأُ )
مـا بيـن السـمواتِ والأرضِ ، والصـلاة نـور ، والصدقـة برهـان ، والصبـر ضيـاء ،والقـرآن حجـة لـك أو عليـك ، كـلُّ النـاسِ يغـدو فبائِـع نفسَـهُ فمعتقهـا أو موبقهـا "

الراوي: أبو مالك الأشعري المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 223
خلاصة حكم المحدث: صحيح



الدرر

* عـن عابـس الغفـاري ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " بـادروا بالأعمـال خصـالاََ سـتاََ : ..... ، ونَشْـوََا يتخـذونَ القـرآنَ مزاميـرَ ، يُقَدَّمّـون الرجـلَ ليـس بأفقَهِهِـم ولا أعلمِهِـم ، مـا يقدمونَـهُ إلا لِيغنيَهُـم " .
رواه الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في السلسلة الصحيحة ( 979 ) .
النَّشْـوَانُ ---> السـكران فـي أول أمـره .
المعجـم الوجيـز / ص : 617 .

* حدثنـا ابـن خيثمـة عـن الأعمـش ، عـن سـالم بن أبـي الجعـد عـن ابـن لبيـد ؛ قـال : " ذكــر رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ شـيئاََ ..... قـال : " وذاك عنـد أوان ذهـاب العلـم " قالـوا : يـا رسـول الله وكيـف يذهـب العلـمُ ، ونحـن نقـرأ القـرآن ونُقرِئـه أبناءَنـا ويقرئُـه أبناؤُنــا أبناءَهـم ..... قــال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ " ثكلَتْــكَ أمُّـكَ ابـن أم لبيــد ، أَوَ لَيـس هـذه اليهــود والنصـارى يقـرؤن التـوراةَ والإنجيـلَ ، لا ينتفعـوا منهـا بشـىءِِ ؟ ! " .
حديث صحيح ـ أخرجه الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ رسـالة " كتـاب العلـم " : تأليـف الحافظ أبي خيثمة زهير بن حرب
النسائي ـ حققه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ص : 25 .





التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 08-21-2013 الساعة 03:48 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-04-2013, 04:15 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
افتراضي


المجلس الثالث
27 شوال 1434هـ

تعريف التفسير
أولاً : التفسير في اللغة:
قيل هي من " الفَسْرُ " بمعنى البيان والكشف ، وفسر الشيء يفسِره بالكسر و يفسره بالضم فسرا و فسره وفسَّرَه أبانه ووضحه ، وفسر القول إذا كشف المراد عن اللفظ المشكل
لسان العرب لابن منظور مادة ( فسر ) ، ج5/555 ، مختار الصحاح ج 1/ 211، وتهذيب اللغة للأزهري ج 12/407 .

وقد اشتهرت لفظة التفسير مقرونة بالقرآن الكريم ، حتى أصبحت هذه اللفظة إذا أطلقت فقيل التفسير أريد به العلم الموضح لمعاني القرآن الكريم ،....
المفردات للراغب ص 382
في الاصطلاح : تعددت أقوال العلماء في تعريف التفسير اصطلاحاً بين مختصر في تعريفه على توضيح المعاني ، ومعرفة مراد الله تعالى من خلال كلامه ، وبين متوسع في التعريف حتى أدخل ضوابطه ، ومهمة المفسر كذلك ،
وعرفه ابن عاشور بقوله : التفسير في الاصطلاح :
" هو اسم للعلم الباحث عن بيان معاني ألفاظ القرآن
وما يستفاد منها باختصار أو توسع "
التحرير والتنوير ج 1 / 3 .


هنا


- أنواع التفسير :
التفسير له نوعان: التفسير بالمأثور و التفسير بالرأي :

أ- التفسير بالمأثور(الرواية): و هو التفسير بالأثر أي الذي يعتمد فيه المفسر على ما صح من الآثار الواردة في الآية فيذكرها، ولا يجتهد في بيان معنى من غير دليل. و هو الذي يعتمد التالي:
1- تفسير القرآن بالقرآن.
2- تفسير القرآن بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3- تفسير القرآن بما نقل عن الصحابة و التابعين.
وهو الأصل في التفسير ، ومراعاته علامة الصواب، وقاعدة لضبط التجديد في فهم القرآن.و يجب الأخذ به، ولا يجوز العدول عنه إذا صح.
مع ملاحظة أن تفسير الصحابة و التابعين إذا لم يكن من باب الرواية عن النبي صلى الله عليه و سلم أي مما مجاله الرأي و الاجتهاد ولم يكن فيه إجماع منهم فهو غير ملزم ,و قد يكون اختلافهم اختلاف تنوع كما ورد في تفسير (الصراط المستقيم) بـ: الإسلام و القرآن و السنة و سنة الراشدين, وقد يكون اختلاف تضاد مثل تفسير (الهمزة و اللمزة) فقد بحثت في أكثر من ثلاثين تفسيراً فلم أخرج بطائل إذ الآراء الواردة عن السلف كثيرة و متضاربة و أخيراً ترجح لدي رأي المفسر النسفي و هو مروي عن مقاتل- بعد الرجوع إلى نفس لفظة (اللمز) في مواطن أخرى من القرآن: في سورة التوبة(و منهم من يلمزك في الصدقات)و (الذين يلمزون المطوعين ..) و في سورة الحجرات(و لا تلمزوا أنفسكم) و ما ورد في أسباب نزولها في الصحيح- أن الهُمزة: المغتاب, و اللُمزة: الذي يعيب الناس في وجوههم أو حضورهم.
و من أمثلته: 1- تفسير ابن أبي حاتم (ت:287 هـ), 2- الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي(ت: 911 هـ )
ب- التفسير بالرأي(الدراية) : و هو على التحقيق قسمان: محمود و مذموم
1 -المذموم: أن يفسِّر المفسِّرُ بمجرد الرأي من غير أهلية و لا يرجع إلى التفسير بالمأثور و لذا فهو درجات أقلها جرماً أن يكون متمكناً من اللغة العربية و علومها (أي عنده بعض الأهلية) فيتجرأ على التفسير دون الرجوع إلى المأثور و شر منه من يقتحم حمى التفسير و ليس لديه أدنى مؤهل و شر منه من يفعل ذلك اتباعاً أو نصرة لباطل كما تفعل بعض الفرق الضالة... و هذا القسم هو المقصود بالآثار الواردة في ذم التفسير بالرأي و منها: عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار " أخرجه الترمذي و قال:حديث حسن و صححه الشيخ أحمد شاكر... و ما ورد عن السلف في التهيب من التفسير القصد منه الخوف من القول على الله بغير علم أو خشية الخطأ مثل قول الصديق رضي الله عنه:" أي أرض تقلني و أي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لم أعلم!!!" و قال مسروق: "اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله" مثل :*تفسير الكشاف فيما يتعلق منه بآراء الزمخشري الإعتزالية و* مثل تفاسير بعض الشيعة كتفسير الطبرسي(مجمع البيان) فقد ورد فيه في تفسير قوله تعالى:"إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة"(البقرة/67) (أن البقرة :هي عائشة).قاتلهم الله..

2 -المحمود: أن يكون المفسِّرُ مؤهلا و يكون التفسير بالمأثور بين يديه ثم يعمل رأيه و يجتهد في الترجيح و الاستنباط و هذا هو التفسير الذي يجب اعتماده فهو يجمع بين اعتماد الأصل(المأثور) العاصم من الزلل وإعمال (الرأي) بالانفتاح على العصر و علومه ... الأمر الذي يضمن استمرار تفاعل القرآن مع الواقع و مواكبته للعصر كما قال تعالى: "سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" (فصلت 53) و في رأيي أن هذا القسم هو الغالب على كتب التفسير مثل: *(تفسير القرآن العظيم )لابن كثير , و*تفسير الطبري *و تفسير القرطبي ,و* تفسير فتح القدير للشوكاني, و*تفسير روح المعاني للألوسي.
هنا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-04-2013, 04:22 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
افتراضي

المجلس الرابع
5 ذو القعدة 1434هـ
فضائل سورة الكهف

2 - بينما رجلٌ يقرأُ سورةَ الكَهفِ إذ رأى دابَّتَه تركضُ فنظرَ فإذا مثلُ الغمامةِ أوِ السَّحابةِ فأتى رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فذَكرَ ذلِك لَه فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ تلكَ السَّكينةُ نزلت معَ القرآنِ أو نزلت علَى القرآنِ
الراوي: البراء بن عازب المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2885-خلاصة حكم المحدث: صحيح

4 - عن أبي سعيدٍ قال :" من قرأ سورةَ الكهفِ ليلةَ الجمعةِ ، أضاء له من النورِ ما بينه وبين البيتِ العتيقِ"
الراوي: [قيس بن عباد] المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 736
8 - من قرأ سورةَ ( الكهفِ ) كانت له نورًا إلى يومِ القيامةِ ، من مقامِه إلى مكةَ ، ومن قرأ عشرَ آياتٍ من آخرِها ثم خرج الدجالُ لم يضرُّه ، ومن توضأ فقال : سبحانك اللهمَّ و بحمدك ، أشهدُ أن لا إله إلا أنت ، أستغفرُك وأتوبُ إليك ، كُتِبَ له في رِقٍّ ، ثم جُعِلَ في طابعٍ ، فلم يُكسَرْ إلى يومِ القيامةِ
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 225-خلاصة حكم المحدث: صحيح
10 - من قرأ سورةَ الكهفِ يومَ الجمعةِ أضاء له النُّورُ ما بينَه و بين البيتِ العتيقِ
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6471-خلاصة حكم المحدث: صحيح .
14 - من حفظ عشرَ آياتٍ من أوَّلِ سورةِ الكهفِ عُصِم من فتنةِ الدَّجَّالِ
الراوي: أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4323-خلاصة حكم المحدث: صحيح

هنا

- قالت قريشٌ لليهودِ : أعطونا شيئًا نسألُ عنه هذا الرجلَ ، فقالوا : سلُوهُ عن الروحِ ، فسألوه ؟ فنزلت : وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [ الإسراء : 85 ] ، فقالوا : لم نُؤْتَ من العِلمِ نحن إلا قليلًا ، وقد أُوتينا التوراةَ ، ومن يُؤْتَ التوراةَ فقد أوتيَ خيرًا كثيرًا ؟ ! فنزلت : قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي الآيةُ [ الكهف : 109 ]
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم: 1465-خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
.هنا
التعريف بالسورة :
1) مكية .عدا الآية 38 ، ومن الآية 86 إلى 151 فمدنية
2) من المئين .
3) عدد آياتها .110 آية .
4) ترتيبها الثامنة عشرة .
5) نزلت بعد سورة " الغاشية " .
6) تبدأ باسلوب الثناء ، بدأت بالحمد لله ، تحدثت السورة عن قصة ذي القرنين وسيدنا موسى والرجل الصالح .
7) الجزء " 16 " ، الحزب " 30،31 " ، الربع " 1 ، 2" .

سورة الكهف من المئين
معنى الطوال والمثاني والمفصَّل والمِئِين "أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِالسَّبعَ الطّوالَ ، و أُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ
المئِينَ ، و أُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ ، و فُضِّلْتُ بالمفَصَّلِ"

الراوي:واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1059خلاصة حكم المحدث: صحيح
فهذا الحديث يبيِّن أن هذه الأقسام ليست مستحدثة، وأن تأليف القرآن مأخوذ عن النبي - صلى الله عليه وسلم[2].
فأما السبع، فهي السبع الطوال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، والتوبة؛ لأنهم كانوا يعدون الأنفال وبراءة سورة واحدة.
وأما المِئُون، فهي السور التي يقترب عدد آياتها من المائة أو تزيد.
وأما المثاني، فهي ما ولى المِئِين، وقد تسمَّى سور القرآن كلها مثاني؛ ومنه قوله -تعالى-" كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ"الزمر: 23"وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي"الحجر: 87.
وإنما سمي القرآن كله مثاني؛ لأن الأنباء والقصص تثنى فيه، ويقال إن المثاني في قوله - تعالى -" وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي ".


وأما المفصل، فهو لفظ يطلق على السور بَدْءًا من "سورة ق" إلى آخر المصحف.
وقيل: إن أوله سورة الحجرات، وسمي بالمفصل لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة، وقيل لقلة المنسوخ منه؛ ولهذا يسمى المحكم أيضًا، كما روى البخاري عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - قال: "إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم"[3]، والمفصل ثلاثة أقسام: طوال، وأوساط، وقصار.
فطواله من أول الحجرات إلى سورة البروج.
وأوساطه من سورة الطارق إلى سورة البينة.
وقصاره من سورة إذا زلزلت إلى آخر القرآن[4].
وهناك ما يسمى بالحواميم، وهي السور التي تبدأ بـ " حم "، والله أعلم.
__________
[1]حديث حسن: رواه الطبراني في الكبير (8003) (8/258)، (186) (22/75)، (187) (22/76)، وفي مسند الشاميين (2734) (4/62،63)، وأحمد (17023) (4/107)، والطيالسي في مسنده (1012) (1/136).
[2]انظر أسرار ترتيب القرآن للسيوطي (1/72).
[3]صحيح البخاري (4748) (4/1922).
[4]انظر البرهان للزركشي (1/244)، مناهل العرفان للزرقاني (1/243،244).




التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 11-07-2016 الساعة 01:55 AM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-11-2013, 03:22 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016

المجلس الخامس
12 ذو القعدة 1434هـ


"الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ۜ ".
الآية 1 من سورة الكهف (وهي السورة رقم 18 في ترتيب المصحف) .
والآية تقع في الصفحة 293 والجزء 15 والربع الأول من الحزب 30 .
التفسير المجمل
الحمد لله هو الثناء عليه بصفاته، التي هي كلها صفات كمال، وبنعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، وأجل نعمه على الإطلاق، إنزاله الكتاب العظيم على عبده ورسوله، محمد صلى الله عليه وسلم فحمد نفسه، وفي ضمنه إرشاد العباد ليحمدوه على إرسال الرسول إليهم، وإنزال الكتاب عليهم، ثم وصف هذا الكتاب بوصفين مشتملين، على أنه الكامل من جميع الوجوه، وهما نفي العوج عنه، وإثبات أنه قيم مستقيم، فنفي العوج يقتضي أنه ليس في أخباره كذب، ولا في أوامره ونواهيه ظلم ولا عبث، وإثبات الاستقامة، يقتضي أنه لا يخبر ولا يأمر إلا بأجل الإخبارات وهي الأخبار، التي تملأ القلوب معرفة وإيمانا وعقلا كالإخبار بأسماء الله وصفاته وأفعاله، ومنها الغيوب المتقدمة والمتأخرة، وأن أوامره ونواهيه، تزكي النفوس، وتطهرها وتنميها وتكملها، لاشتمالها على كمال العدل والقسط، والإخلاص، والعبودية لله رب العالمين وحده لا شريك له. وحقيق بكتاب موصوف. بما ذكر، أن يحمد الله نفسه على إنزاله، وأن يتمدح إلى عباده به.

تفسير السعدي
ومن تفسير العثيمين

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:
سورة الكهف مكيَّة واستثنى بعض المفسرين بعض الآيات: أولها (1 ـ 8)، وآية رقم (28) ومن (107 ـ 110) على أنها مدنية، ولكن هذا الاستثناء يحتاج إلى دليل؛ لأن الأصل أن السُّور المكيَّة مكيَّةٌ كلها وأن المدنيَّة مدنيَّةٌ كُلُّها، فإذا رأيت استثناءً فلا بد من دليل.
والمَكِّي ما نزل قبل الهجرة والمدنِيُّ ما نزَل بعد الهجرة حتى وإن نزل بغير المدينة مثل قوله تعالى: {{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}} [المائدة: 3] فقد نزلت بعرفة عام حجة الوداع.
* * *
{{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا *قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَناً *مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا *}}.
قوله تعالى:{ } هو وصفُ المحمود بالكمال محبة وتعظيماً، وبقولنا محبةً وتعظيماً خرج المدح؛ لأن المدح لا يستلزم المحبة والتعظيم، بل قد يَمدح الإنسان شخصاً لا يساوي فلساً ولكن لرجاء منفعة أو دفع مضرة، أما الحمد فإنه وصف بالكمال مع المحبة والتعظيم.
{ {لِلَّهِ}} هذا اسمٌ عَلَمٌ على الله مُختَصٌّ به لا يوصف به غيره، وهو عَلَمٌ على الذات المقدَّسة تبارك وتعالى.
{ {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ} } جملة: { {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ} } هل هي خَبَرٌ، أراد الله سبحانه وتعالى أن يُخبر عباده بأنه محمود، أو هي إنشاءٌ وتوجيهٌ على أنَّنا نحمدُ الله على هذا، أو الجميع؟
الجواب: الجميع، فهو خبرٌ من الله عن نفسه، وهو إرشادٌ لنا أن نَحمدَ الله عزّ وجل على ذلك.
هنا

الْحَمْدُ لِلَّهِ

( الحمـــدُ ) : هـو الثنـاء
وصـف المحمـود بالوصـف الجميـل مـع محبتـه وتعظيمـه . [ فهـو الثنـاء علـى الله بصفـات الكمـال ، وبأفعالـه الدائـرة بيـن الفضـل والعـدل ، فلـه الحمـد الكامـل بجميـع الوجـوه ] . تفسير السعدي .
* وهـو سـبحانه يحمـد حمـدًا مطلقًـا ، أي حمـد اسـتحقاق ، لأنـه يسـتحق الحمـد لذاتـه . ( ال ) فـي " الحمـد " : للاسـتغراق ، أي اسـتغراق جميـع أنـواع المحامـد .
ـ الفـرق بيـن الحمـد والشـكر : الحمـد متعلـق بالنعمـة والمصيبـة ، أمـا الشـكر فعلـى النعمـة فقـط . لـذا كـان صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم يحمـد الله علـى كـل حـال .
* فعـن عائشـة ـ رضي الله عنها ـ قالـت : كـان رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إذا رأى مـا يُحـب قـال : " الحمـد لله الـذي بنعمتـه تتـمُّ الصالحـات " ، وإذا رأى مـا يكـره قـال : " الحمـد لله علـى كـل حـال " .
سنن ابن ماجه [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 34 ) ـ كتاب : الدعاء /( 55 ) ـ باب : فضل الحامدين / حديث رقم : 3803 / ص : 627 / حسن .
ـ الفــرق بيـن الحمـد والمـدح : الحمـد والمـدح كلاهمـا فيـه ذِكـر للمحمـود فـي صفـة الكمـال ، أما الفـرق فهـو أن الإخبـار عـن محاسـن الغيـر إمـا أن يكـون إخبـارًا مجـردًا مـن حـب وإرادة فهـذا مـدح ، وإن كـان مقرونًـا بهمـا فهـو حمـد .
( الحمـــدُ ) : هـو الثنـاء

الثناء من أجّل أنواع الدعاء
الحمد لله رب العالمين والصلاة على النبي المختار صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن سار على سبيلهم واتبع هديهم إلى يوم الدين يقوم الناس لرب العالمين وبعد :-

إن الثناء على الله هو مما يحبه الله من عبده لأن العبد ضعيف وفقير إلى ربه فهو بحاجة إلى التقرب من ربه سبحانه وتعالى ومن اجل ذلك على العبد أن يعظم الله بالثناء والمدح فليس أحد أحب للمدح من الله كما جاء في الحديث الصحيح (( ليس هناك أحب للمدح من الله عزَّوجل )) أو كما جاء في الحديث,فما أعظم أن يكون لسانك رطب ولهاج بذكر الله والثناء عليه انظر مثلاً لحديث دعاء الكرب هكذا يبوب له العلماء في الكتب مع أنك أذا قرأته ستجده مجرد ثناء ليس فيه دعاء لأن الثناء هو لب الدعاء وقد سئل سفيان ابن عيينة عن هذا الحديث دعاء الكرب وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما جاء من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ((لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات الأرض ورب العرش الكريم)) خ- م وفي رواية مسلم (( كان يدعو بهن ويقولهن عند الكرب))
وفي رواية (( أذا حزبه أمر )) فأجاب سفيان أن رجلاً أراد أن يدخل على أحد الأغنياء فما استطاع وكان عند هذا الرجل الغني بستان عظيم محاط بجدار عظيم وكان هناك جدول ماء يمر تحت الجدار ويدخل إلى البستان فأخذ الرجل خشبة وكتب عليه أبيات عظيمة وجميلة ووضعها على الجدول وسار بها الماء وكان الرجل الغني جالساً ينظر الى الجدول فرأى الخشبة فامسك بها وقراء تلك الأبيات الخلابة التي أيقظت فيه كوامن الكرم والجود أبيات جميلة جداً ـ ذكروا أنها لابن ابي الصلت)
قال فيها :
أأذكر حاجتي أم قد كفاني ........ حياؤك إن شيمتك الحياءُ
أذا أثنى عليك المرءُ يوماً.......... كفاه من تعرضك الثناءُ

معناه هل أذكر ما أريد أم يكفيني الحياء المرسوم على وجهك لكن مجرد الثناء عليك والمدح لك يكفي لتفهم أني محتاج فلا داعي أن اذكر حوايجي فقط مدحي لك كفيل أن يستثير فيك الرغبة للعطاء. ............
.........

قصة سعد بن أبي وقاص وفيه
دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا وهو في بطنِ الحوتِ لا إلهَ إلَّا أنتَ سبحانَك إنِّي كنتُ من الظالمينَ فإنَّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له

الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3505
خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية



فإنَّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له
وهو عام في الرجل والمرأة لان النساء شقائق الرجال إلا فيما خصهن الدليل وذكر الرجل هنا تغليباً فقط فهذا ثناء من يونس ابن متى عليه الصلاة والسلام لله ومع ذلك جعله رسول الله ثناء فإن أعظم الدعاء الثناء
مقتبس بتصرف
السمحي (من أهل البادية)


الدُّعَاءَ هُوَ ذِكْرٌ لِلْمَدْعُوِّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مُتَضَمِّنٌ لِلطَّلَبِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ بِأَوْصَافِهِ وَأَسْمَائِهِ فَهُوَ ذِكْرٌ وَزِيَادَةٌ كَمَا أَنَّ الذِّكْرَ سُمِّيَ دُعَاءً لِتَضَمُّنِهِ لِلطَّلَبِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الدُّعَاءِ الْحَمْدُ لِلَّهِ»
- أفضلُ الذكرِ : لا إلَه إلَّا اللهُ ، و أفضلُ الدعاءِ : الحمدُ للهِ


الراوي: جابر بن عبدالله المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1104 خلاصة حكم المحدث: حسن
الدرر السنية
فَسَمَّى الْحَمْدَ لِلَّهِ دُعَاءً وَهُوَ ثَنَاءٌ مَحْضٌ؛ لِأَنَّ الْحَمْدَ مُتَضَمِّنٌ الْحُبَّ وَالثَّنَاءَ وَالْحُبُّ أَعْلَى أَنْوَاعِ الطَّلَبِ؛ فَالْحَامِدُ طَالِبٌ لِلْمَحْبُوبِ فَهُوَ أَحَقُّ أَنْ يُسَمَّى دَاعِيًا مِنْ السَّائِلِ الطَّالِبِ؛ فَنَفْسُ الْحَمْدِ وَالثَّنَاءِ مُتَضَمِّنٌ لِأَعْظَمِ الطَّلَبِ فَهُوَ دُعَاءٌ حَقِيقَةً بَلْ أَحَقُّ أَنْ يُسَمَّى دُعَاءً مِنْ غَيْرِهِ مِنْ أَنْوَاعِ الطَّلَبِ الَّذِي هُوَ دُونَهُ.

كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

أنـواع الدعــاء


1 ـ دعـاء المسـألة : وهـو الطلـب .
2 ـ دعـاء الثنـاء : وهـو الذكـر ، والثنـاء علـى الله .
3 ـ دعـاء العبـادة : وهـو شـامل لجميـع القربـات الظاهـرة والباطنـة .
الدعـاء ـ مفهومـه ـ أحكامـه ـ أخطـاء تقـع فيـه .
تأليـف: محمـد بـن إبراهيـم الحَمَـد ./ ص : 12 / بتصرف .



أولاً : دعـاء المسـألة :

وهـو طلـب الداعـي ما يجلـب النفـع ، وما يكشـف الضـر ، و يكـون بلسـان المقـال .
وهـذا النـوع علـى ثلاثـة أضـرب :
أ ـ سـؤال الله ودعـاؤه : كمـن يقـول : اللهـم ارحمنـي ..... واغفـر لـي ، فهـذا مـن العبـادة لله .
ب ـ سـؤال غيـر الله فيمـا لا يقـدر عليـه المسـؤول : كـأن يطلـب مـن ميـت أو غائـب أن يطعمـه ،أو ينصـره ، أو يغيثـه ، أو أن يشـفي مرضـه ، فهـذا شـرك .
ج ـ سـؤال غيـر الله فيمـا يقـدر عليـه المسـؤول :
كـأن يطلـب مـن حـيٍّ قـادرٍ حاضـرٍ أن يطعمَـهُ ، أو يعينـه ..... فهـذا جائـز ، ـ ما لـم يكـن فـي هـذا المطلـوب معصيـةٌ لله ـ.
الدعـاء ـ مفهومـه ـ أحكامـه ـ أخطـاء تقـع فيـه .
تأليـف: محمـد بـن إبراهيـم الحَمَـد . / ص : 12 / بتصرف .


ثانيًـا : دعـاء الثنـاء :

وهـو الذكـر والثنـاء ويكـون بلسـان المقـال .
كقولـك : " ربنـا لـك الحمـد " ـ إذا قلتـه فقـد دعوتـه بقولـك ربنـا ، ثـم أتيـت بالثنـاء والتوحيـد .
ومثلـه دعـاء أهـل الجنـة : قـال تعالـى :
{ دَعْوَاهُـمْ فِيهَـا سُـبْحَانَكَ اللَّهُـمَّ وَتَحِيَّتُهُـمْ فِيهَـا سَـلاَمٌ وَآخِـرُ دَعْوَاهُـمْ أَنِ الْحَمْـدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِيـنَ } . سورة يونس / آية : 10 .

أخبـر ـ تعالـى ـ أنهـم يبتدئـون دعاءهـم بتعظيـم الله وتنزيهـه ، ويختمـون بشـكره والثنـاء عليـه ، فجعـل تنزيهـه دعـاءً ، وتحميـده دعـاءً .

الدعـاء المسـتجاب : أوقاتـه ـ أحوالـه ـ أشـخاصه ـ أماكنـه ـ شـروطه ـ مسـتحباته ـ أسـباب رده ـ مكروهاتـه .
تأليـف : عمـاد حسـن أبـو العينيـن
/ ص : 21 / بتصرف .
وقـد وردت نصـوص نبويـة كثيــرة تـدل علـى أن الداعـي عليـه أن يثنـي علـى ربـه قبـل السـؤال والدعـاء ، وإذا كـان مـدح المخلــوق قبـل سـؤاله ـ بذكـر القليـل مـن أوصـاف كمالـه ـ يعـدُّ سـببًا للإجابـة ، وتحقيـق المطلـوب ؛ فإن مـدح الخالـق قبـل سـؤاله ، بذكـر أسـمائه وصفاتـه وأفعالـه يعـد أسـاسًا متينـًا فـي دعـاء المسـألة مـن بـاب أولـى .

أسماء الله الحسنى ... / ص : 19 ، 20 / بتصرف .

وقـد أطلـق السـلف ـ رحمهـم الله ـ اسـم :
" دعـاء الكـرب " علـى الذكـر
الثابـت عـن النبـي ـ صلى
الله عليه وعلى آله وسلم ـ فـي حديـث ابـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ كـان يدعـو عنـد الكـرب :

" لا إله إلا الله العظيـم الحليـم ، لا إلـه إلا الله ربُّ السـموات والأرض وربُّ العـرشِ العظيـم " .
رواه البخاري / الفتح / ج : 11 / باب : الدعاء عند الكرب / حديث رقم : 6345 / ص : 149 .

ويلاحـظ أن دعـاء الكـرب هـذا مجـرد ذكـر وتوحيـد وثنـاء ، وليـس فيـه أي مسـألة لتفريــج الكـرب ولكـن هـذا كـافٍ لتفريـج الكـرب .
فالتوحيـد سـبيل النجـاة ، هـذه سـنة الله فـي عبـاده ، فمـا دُفعـت شـدائد الدنيـا بمثـل التوحيـد ، ولذلـك كـان دعـاء الكـرب بالتوحيـد ، ودعـوةُ ذي النـون (1) التـي مـا دعـا بهـا مكـروب إلا فـرج الله كربـه بالتوحيـد .
فوائد الفوائد / ص : 45 .
( 1 ) دعـوة ذي النـون : " لا إله إلا أنـت سـبحانك إنـي كنـت مـن الظالميـن " .
ثالثًـا : دعـاء العبـادة :
ويكـون بلسـان الحـال .
وهـو طلـب الثـواب بالأعمـال الصالحـة ، فهـو دعـاء سـلوكي ، ومظهــر أخلاقـي ، وحـال إيمانـي يبـدو فيـه المسـلم موحـدًا لله فـي كـل اسـم مـن الأسـماء الحسـنى ، بحيـث تنطـق أفعالـه أنـه لا معبـود بحـق سـواه .
فقـد يكـون العبـد الموحـد فـي ذروة غنـاه مبتلـى بالمـال ، فيظهـر بمظهـر الفقـر والتواضـع لعلمـه أن الله هـو الغنــي المتوحـد فـي غنـاه ، وأن المــال مـال الله وهـو مسـتخلف عليـه مخـول فيـه ، مبتلـى بـه فـي هـذه الحيـاة ، فتجـده يليـن لإخوانـه ولا يُعْـرَف بينهـم بالغنـى مـن شـدة توحيـده وإيمانـه . ولـو كـان الموحـد شـريفًا حسـيبًا عليًّـا نسـيبًا بـدت عليـه بدعـاء العبـادة مظاهـر الـذل والافتقــار ، وخضـع بجنانـه وبنيانـه وكيانـه إلـى الحسـيب الجبــار القهـار المتعــال ، لعلمـه أن المتوحـد فـي الحسـب والكبريـاء ومـا تضمنتـه هـذه الأسـماء ، هـو الله .


أسماء الله الحسنى ... / ص : 16 / بتصرف .

ودعـاء العبـادة أن تتعـرض في عبادتـك لما تقتضيـه الأسـماء الحسـنى ، فمقتضـى الرحيــم الرحمـة ، فتعمـل الصالـح الـذي يكـون جالبـًا لرحمـة الله ، وتقـوم بالتوبـة لأنـه هـو التـواب ، وتخشـاه فـي السِّـر لأنـه اللطيـف الخبيـر .
الدعـاء ـ مفهومـه ـ أحكامـه ـ أخطـاء تقـع فيـه .
تأليـف: محمـد بـن إبراهيـم الحَمَـد . ص : 12 / بتصرف .

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 10-02-2013 الساعة 03:45 AM
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09-25-2013, 03:44 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
المجلس السادس
19 ذو القعدة 1434هـ
ومن تفسير الشيخ العثيمين رحمه الله
{ {عَبْدِهِ} } يعني مُحَمَّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم، وَصَفَهُ تعالى بالعبودية؛ لأنه أعبَدُ البَشَر لله عزّ وجل. وقد وصَفَه تعالى بالعبودية في حالات ثلاث:
1 ـ حالِ إنزال القرآن عليه كما في هذه الآية.
2 ـ في حالِ الدفاعِ عنهُ صلّى الله عليه وسلّم، قال تعالى: {{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ *}} [البقرة: 23] .
3 ـ وفي حالِ الإسراءِ به، قال تعالى: {{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ *}} [الإسراء: 1] ، يعني في أشرف مقاماتِ النبي صلّى الله عليه وسلّم وَصفهُ الله سبحانه وتعالى بأنه عبدٌ، ونِعمَ الوصفُ أن يكون الإنسانُ عبداً لله، حتى قال العاشق في معشوقته:
لا تدعُني إلاَّ بيا عَبدَها***فإنه أشرف أسمائي
{ {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ} } أي: القرآن، سُمِّي كتاباً؛ لأنه يُكتب، أو لأنهُ جامع، لأن الكَتْب بمعنى الجَمْع، ولهذا يقالُ: الكتيبةُ يعني المجموعةُ من الخيل، والقرآن صالح لهذا وهذا فهو مكتوبٌ وهو أيضاً جامع.
هنا

قوله: * قَيِّماً * أي: القرآن، وقالوا: قيِّم يعني مستقيم، كأنها تأكيد لقوله:* وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا *[الكهف: 1] لأن الاستقامة والعِوَج قد لا يُدرك بالعين المجردة وتحتاج إلى ميزان دقيق يكشف لك مدى العِوَج أو الاستقامة، وهذه الظاهرة تراها في الطرق المستوية المرصوفة، والتي تراها للوَهْلة الأولى مستقيمة تماماً ومستوية، فإذا ما نزل المطر فضح هذا الاستواء وأظهر ما فيه من عيوب؛ لذلك أكّد الاستقامة بقوله: * قَيِّماً * [الكهف: 2]
ومن معاني القَيِّم: المهيمن على ما دونه، كما تقول: فلان قَيِّم على فلان أي: مُهيمن عليه وقائم على أمره. فالقرآن ـ إذن ـ لاعِوَج فيه، وهو أيضاً مُهيمن على الكتب السابقة وله الوصاية عليها كما قال تعالى:* وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ *[المائدة: 48]
ومنه قوله تعالى:* فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقِيِّمِ *[الروم: 43] أي: المهيمن على الأديان السابقة.
ثم يقول تعالى: * لِّيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِّن لَّدُنْهُ * [الكهف: 2]
وهذه هي العِلّة في الإنزال.
والإنذار: التخويف بشَرٍّ قادم، والمنْذَر هنا هم الكفار؛ لأنه لا يُنذَر بالعذاب الشديد إلا الكفار، لكن سياق الآية لم يذكرها ليترك مجالاً للملَكَة العربية وللذّهْن أنْ يعملَ، وأنْ يستقبلَ القرآن بفكر مُتفتح وعقل يستنبط، وليس بالضرورة أن يعطينا القرآنُ كلّ شيء هكذا على طرف الثُّمام أي قريباً سهل التناول.
ثم ضَخّم العذاب بأنه شديد، ليس ذلك وفقط بل * مِن لَّدُنهُ * ، والعذاب يتناسب مع المعذِّب وقوته، فإنْ كان العذاب من الله فلا طاقة لأحدٍ به، ولا مهربَ لأحد منه.
ثم يقول تعالى: * وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ * [الكهف: 2] والبشارة تكون بالخير المنتظر في المستقبل، وتلاحظ أنه في البشارة ذكر المبشَّر * الْمُؤْمِنِينَ * ولم يسكت عنهم كما سكت عن الكفار في الإنذار، فهذا من رحمة الله بنا حتى في الأسلوب، والبشارة هنا بالأجر الحسن؛ لأنه أجر من الكريم المتفضّل سبحانه؛ لذلك قال الحق سبحانه بعدها: * مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً *.


أي: باقين فيه بقاءً أبدياً، وكان لا بُدّ أنْ يوصَف أجر الله الحسن بأنه دائم، وأنهم ماكثون فيه أبداً؛ لأن هناك فرقاً بين أجر الناس للناس في الدنيا، وأجر المنعِم سبحانه في الآخرة، لقد أَلِفَ الناس الأجر على أنه جُعِل على عمل، فعلى قَدْر ما تعمل يكون أجرك، فإنْ لم تعمل فلا أجرَ لك.
أما أَجْر الله لعباده في الآخرة فهو أجر عظيم دائم، فإنْ ظلمك الناس في تقدير أجرك في الدنيا، فالله تعالى عادل لا يظلم يعطيك بسخاء؛ لأنه المنصِف المتفضّل، وإنِ انقطع الأجر في الدنيا فإنه دائم في الآخرة؛ لأنك مهما أخذتَ من نعيم الدنيا فهو نعيم زائل، إما أنْ تتركه، وإما أنْ يتركك.
ثم يقول الحق سبحانه: * وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُواْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً *.

والإنذار هنا غير الإنذار الأول، لقد كرّر الإنذار ليكون خاصاً بقمة المعاصي، إنذار للذين قالوا اتخذ الله ولداً، أما الإنذار الأول فهو لمطلق الكفر والمعصية، وأما الثاني فهو لإعادة الخاص مع العام، كأن لهؤلاء الذين نسبوا لله الولد عذاباً يناسب ما وقعوا فيه من جرأة على الحق سبحانه وتعالى.
وقد أوضح القرآن فظاعة هذه المعصية في قوله:* وَقَالُواْ اتَّخَذَ الرَّحْمَـانُ وَلَداً * لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـانِ وَلَداً * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـانِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً *[مريم: 88-92]
إنها قمة المعاصي أنْ نخوضَ في ذات الله تعالى بمقولة تتفطر لها السماء، وتنشق لها الأرض، وتنهدّ لهوْلِها الجبال.


قال ابن كثير :

وَقَوْله " تَكَاد السَّمَاوَات يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقّ الْأَرْض وَتَخِرّ الْجِبَال هَدًّا " أَيْ يَكَاد يَكُون ذَلِكَ عِنْد سَمَاعهنَّ هَذِهِ الْمَقَالَة مِنْ فَجَرَة بَنِي آدَم إِعْظَامًا لِلرَّبِّ وَإِجْلَالًا لِأَنَّهُنَّ مَخْلُوقَات وَمُؤَسَّسَات عَلَى تَوْحِيده وَأَنَّهُ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ وَأَنَّهُ لَا شَرِيك لَهُ وَلَا نَظِير لَهُ وَلَا وَلَد لَهُ وَلَا صَاحِبَة لَهُ وَلَا كُفْء لَهُ بَلْ هُوَ الْأَحَد الصَّمَد
هنا

ثم يقول الحق سبحانه: * مَّا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لآبَائِهِمْ..


التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 10-02-2013 الساعة 04:08 AM
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10-02-2013, 05:22 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
المجلس السابع
26 ذو القعدة 1434هـ

"مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا "الكهف:5
"مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ..."أي بالولد
فإذا انتفى العلم ما بقي إلاَّ الجهل.
تفسير العثيمين
وكان قوله: "ما لهم به من علم"شاملا لهم جميعًا من آباء وأبناء لكنهم لما كانوا يحيلون العلم به إلى آبائهم قائلين إن هذه ملة آبائنا وهم أعلم منا وليس لنا إلا أن نتبعهم ونقتدي بهم فرق تعالى بينهم وبين آبائهم فنفى العلم عنهم أولًا وعن آبائهم الذين كانوا يركنون إليهم ثانيًا ليكون إبطالا لقولهم ولحجتهم جميعًا.
ليس لهم به علم؛ لأنه أصلاً غير موجود، ولا يتعلق العلم إلا بشيء موجود، العلم لا يتعلق إلا بشيء موجود، فلما نفى الله العلم عنهم كان هذا من باب اللزوم، ونفي الوجود، وإنما المسألة عندهم مسألة تقليد، يتبع آخرهم أولهم ويقلد آخرهم أولهم على غير بينة ولا برهان.قال سبحانه" كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ "الكهف:5. ليس المقصودبـ
كَلِمَة هنا كلمة واحدة أو مفردة، وإنما المقصود جنس الكلام،
"وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا " من اليهود والنصارى، والمشركين، الذين قالوا هذه المقالة الشنيعة، فإنهم لم يقولوها عن علم ولا يقين، لا علم منهم، ولا علم من آبائهم الذين قلدوهم واتبعوهم، بل إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس " كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ " أي: عظمت شناعتها واشتدت عقوبتها، وأي شناعة أعظم من وصفه بالاتخاذ للولد الذي يقتضي نقصه، ومشاركة غيره له في خصائص الربوبية والإلهية، والكذب عليه؟" فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا " ولهذا قال هنا" إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا " أي: كذبًا محضًا ما فيه من الصدق شيء، وتأمل كيف أبطل هذا القول بالتدريج، والانتقال من شيء إلى أبطل منه، فأخبر أولا: أنه " مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ " والقول على الله بلا علم، لا شك في منعه وبطلانه، ثم أخبر ثانيا، أنه قول قبيح شنيع فقال: " كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ " ثم ذكر ثالثًا مرتبته من القبح، وهو: الكذب المنافي للصدق.
ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على هداية الخلق، ساعيًا في ذلك أعظم السعي، فكان صلى الله عليه وسلم يفرح ويسر بهداية المهتدين، ويحزن ويأسف على المكذبين الضالين، شفقة منه صلى الله عليه وسلم عليهم، ورحمة بهم، أرشده الله أن لا يشغل نفسه بالأسف على هؤلاء، الذين لا يؤمنون بهذا القرآن، كما قال في الآية الأخرى"لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ "الشعراء3 وقال"...فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ "فاطر8..وهنا قال { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ } أي: مهلكها، غمًّا وأسفًا عليهم، وذلك أن أجرك قد وجب على الله، وهؤلاء لو علم الله فيهم خيرًا لهداهم، ولكنه علم أنهم لا يصلحون إلا للنار، فلذلك خذلهم، فلم يهتدوا، فإشغالك نفسك غمًّا وأسفًا عليهم، ليس فيه فائدة لك. وفي هذه الآية ونحوها عبرة، فإن المأمور بدعاء الخلق إلى الله، عليه التبليغ والسعي بكل سبب يوصل إلى الهداية، وسد طرق الضلال والغواية بغاية ما يمكنه، مع التوكل على الله في ذلك، فإن اهتدوا فبها ونعمت، وإلا فلا يحزن ولا يأسف، فإن ذلك مضعف للنفس، هادم للقوى، ليس فيه فائدة، بل يمضي على فعله الذي كلف به وتوجه إليه، وما عدا ذلك، فهو خارج عن قدرته، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله له" إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" القصص56 . وموسى عليه السلام يقول"قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ "المائدة25، فمن عداهم من باب أولى وأحرى، قال تعالى: "فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ "الغاشية21"لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ "الغاشية22
{ 7-8 } { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا * وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا }

يخبر تعالى: أنه جعل جميع ما على وجه الأرض، من مآكل لذيذة، ومشارب، ومساكن طيبة، وأشجار، وأنهار، وزروع، وثمار، ومناظر بهيجة، ورياض أنيقة، وأصوات شجية، وصور مليحة، وذهب وفضة، وخيل وإبل ونحوها، الجميع جعله الله زينة لهذه الدار، فتنة واختبارا. { لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } أي: أخلصه وأصوبه، ومع ذلك سيجعل الله جميع هذه المذكورات، فانية مضمحلة، وزائلة منقضية.
وستعود الأرض صعيدا جرزا قد ذهبت لذاتها، وانقطعت أنهارها، واندرست أثارها، وزال نعيمها، هذه حقيقة الدنيا، قد جلاها الله لنا كأنها رأي عين، وحذرنا من الاغترار بها، ورغبنا في دار يدوم نعيمها، ويسعد مقيمها، كل ذلك رحمة بنا، فاغتر بزخرف الدنيا وزينتها، من نظر إلى ظاهر الدنيا، دون باطنها، فصحبوا الدنيا صحبة البهائم، وتمتعوا بها تمتع السوائم، لا ينظرون في حق ربهم، ولا يهتمون لمعرفته، بل همهم تناول الشهوات، من أي وجه حصلت، وعلى أي حالة اتفقت، فهؤلاء إذا حضر أحدهم الموت، قلق لخراب ذاته، وفوات لذاته، لا لما قدمت يداه من التفريط والسيئات.
وأما من نظر إلى باطن الدنيا، وعلم المقصود منها ومنه، فإنه يتناول منها، ما يستعين به على ما خلق له، وانتهز الفرصة في عمره الشريف، فجعل الدنيا منزل عبور، لا محل حبور، وشقة سفر، لا منزل إقامة، فبذل جهده في معرفة ربه، وتنفيذ أوامره، وإحسان العمل، فهذا بأحسن المنازل عند الله، وهو حقيق منه بكل كرامة ونعيم، وسرور وتكريم، فنظر إلى باطن الدنيا، حين نظر المغتر إلى ظاهرها، وعمل لآخرته، حين عمل البطال لدنياه، فشتان ما بين الفريقين، وما أبعد الفرق بين الطائفتين"

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 05-19-2017 الساعة 08:05 PM
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10-09-2013, 03:59 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
مجلس 8
4 ذو الحجة 1434 هـ

{{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا *}}.
يَقُول تَعَالَى مُسَلِّيًا لِرَسُولِهِ صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ فِي حُزْنه عَلَى الْمُشْرِكِينَ لِتَرْكِهِمْ الْإِيمَان وَبُعْدهمْ عَنْهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى " فَلَا تَذْهَب نَفْسك عَلَيْهِمْ حَسَرَات " وَقَالَ "وَلَا تَحْزَن عَلَيْهِمْ وَقَالَ " لَعَلَّك بَاخِع نَفْسك أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ " بَاخِع أَيْ مُهْلِك نَفْسك بِحُزْنِك عَلَيْهِمْ وَلِهَذَا قَالَ
" فَلَعَلَّك بَاخِع نَفْسك عَلَى آثَارهمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيث " يَعْنِي الْقُرْآن أَسَفًا يَقُول لَا تُهْلِك نَفْسك أَسَفًا قَالَ قَتَادَة : قَاتِل نَفْسك غَضَبًا وَحُزْنًا عَلَيْهِمْ وَقَالَ مُجَاهِد جَزَعًا وَالْمَعْنَى مُتَقَارِب أَيْ لَا تَأْسَف عَلَيْهِمْ بَلْ أبْلَغَكُمْ رِسَالَة اللَّه فَمَنْ اِهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلّ عَلَيْهَا وَلَا تَذْهَب نَفْسك عَلَيْهِمْ حَسَرَات ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ جَعَلَ الدُّنْيَا دَارًا فَانِيَة مُزَيَّنَة بِزِينَةٍ زَائِلَة وَإِنَّمَا جَعَلَهَا دَار اِخْتِبَار لَا دَار قَرَار .
تفسير ابن كثير
{{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا *}}.
قوله تعالى: { {فَلَعَلَّكَ} } الخِطاب للرسول صلّى الله عليه وسلّم { {بَاخِعٌ نَفْسَكَ} } مهلكٌ نفسَك، لأنه كان صلّى الله عليه وسلّم إذا لم يجيبوه حَزِنَ حَزناً شديداً، وضاق صدره حتى يكادَ يَهلك، فسلاَّه الله عزّ وجل وبيّن له أنه ليس عليه من عدم استجابتهم من شيء، وإنما عليه البلاغ وقد بلَّغ.
{ {عَلَى آثَارِهِمْ} } أي باتباع آثارهم، لعلَّهم يرجعون بعد عدم إجابتهم وإعراضهم.
{ {إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ} } أي إن لم يؤمنوا بهذا القرآن.
{ {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا *} } مفعول من أجله، العامل فيه: { {بَاخِعٌ} } المعنى أنه لعلك باخع نفسك من الأسف إذا لم يؤمنوا بهذا مع أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم ليس عليه من عدم استجابتهم من شيء، ومهمة الرسول صلّى الله عليه وسلّم البلاغ. قال تعالى:

{{فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ}} [الرعد: 40] ، وهكذا ورثته من بعده: العلماء، وظيفتهم البلاغ وأما الهداية فبيد الله، ومن المعلوم أن الإنسان المؤمن يحزن إذا لم يستجبِ الناس للحق، لكنَّ الحازنَ إذا لم يقبل الناس الحق على نوعين: 1 ـ نوع يحزن لأنه لم يُقبل.
2 ـ ونوع يحزن لأن الحق لم يُقبل.
والثاني هو الممدوح لأن الأول إذا دعا فإنما يدعو لنفسه، والثاني إذا دعا فإنما يدعو إلى الله عزّ وجل، ولهذا قال تعالى: {{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ}} [النحل: 125] .
لكن إذا قال الإنسان أنا أحزن؛ لأنه لم يُقبل قولي؛ لأنه الحق ولذلك لو تبين لي الحق على خلاف قولي أخذت به فهل يكون محموداً أو يكونُ غير محمود؟
الجواب: يكون محموداً لكنه ليس كالآخرَ الذي ليس له همٌّ إلاَّ قَبول الحق سَواء جاء من قِبَله أو جاء من قبل غيره.
* * *

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 10-23-2013 الساعة 06:04 AM
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10-23-2013, 06:02 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
المجلس العاشر
25 ذو الحجة 1434 هـ
{{وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا *}}.

( وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ ) أي مصيرون ( مَا عَلَيْهَا ) مما كان زينة لها أو (مَا عَلَيْهَا ) مما هو أعم من الزينة وغيره ( صَعِيدًا ) تراباً ( جُرُزًا) أي لا نبات فيه ، وهذا إشارة إلى التزهيد في الدنيا والرغبة عنها وتسلية للرسول صلى الله عليه وسلم عن ما تضمنته أيدي المترفين من زينتها ، إذ مآل ذلك كله إلى الفناء والحاق .
تفسير: البحر المحيط

والخلاصة أن { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ } [ الرحمن : 27 ]

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 11-06-2013 الساعة 04:17 PM
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11-27-2013, 07:43 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
مجلس رقم 14
23من شهر الله المحرم 1435


﴿ وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا
الآية 14 سورة الكهف سورة مكية 19 تسع عشرة كلمة 78 ثماني و سبعون حرف تفسه
"وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ" أي ثبتناها وقويناها وجعلنا لها رِباطاً، لأن جميع قومهم على ضدهم، ومخالفة القوم تحتاج إلى تثبيت لا سيما أنهم شباب والشاب ربما يؤثر فيه أبوه ويقول له «اكفر»، ولكن الله ربط على قلوبهم فثبتهم، اللهم ثبتنا يا رب.
"إِذْ قَامُوا" يعني في قومهم معلنين بالتوحيد متبرئين مما كان عليه هؤلاء الأقوام. "وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا " وليس رب فلان وفلان بل هو رب السموات والأرض فهو سبحانه وتعالى مالك وخالق ومدبِّر السموات والأرض. لأن الرَّب الذي هو اسم من أسماء الله معناه الخالق المالك المدبر ولم يبالوا بأحد فهم كسحرة فرعون"قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا "طه: 72 . والدنيا كلها قاضية منتهية طالت بك أم قصرت، ولا بد لكل إنسان من أحد أمرين: إما الهَرَم وإما الموت، ونهاية الهرم الموت أيضًا؛ ولهذا يقول الشاعر:
لا طِيب للعيش ما دامت مُنغَّصةً***لذَّاتُه بادِّكار الموت والهرم
الإنسان كلما تذكر أنه سيموت طالت حياته أم قصرت فإنه لا يطيب العيش له، ولكن من نعمة الله عزّ وجل أن الناس ينسَون هذا الأمر، ولكنَّ هؤلاء الناسين منهم من ينسى هذا الأمر باشتغاله بطاعة الله، ومنهم من ينساه بانشغاله بالدنيا.
"وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا " السمواتِ السبعِ والأرضُ كذلك سبعٌ كما جاءت بذلك النصوص، ولا حاجة لذكرها؛ لأنها معلومة والحمد لله.
" لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا "
لَنْ نَدْعُوَا دعاء مسألة ولا دعاء عبادة إلهًا سواه، فأقروا بالربوبيَّة وأقرُّوا بالألوهية، الربوبية قالوا"وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا " والألوهية قالوا"وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا " أي سواه.
"لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا" الجملة هذه مؤكدة بثلاثة مؤكدات وهي: «اللام» و«قد» و«القسم الذي دلَّت عليه اللام».
وقوله"لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا" أي لو دعونا إلهاً سواه "لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا" أي: قولاً مائلاً وموغلاً بالكفر، وصدقوا، لو أنهم دعوا غير الله إلهاً لقالوا هذا القول المائل الموغل بالكفر والعياذ بالله.
" وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ " أي صبرناهم وثبتناهم, وجعلنا قلوبهم مطمئنة في تلك الحالة المزعجة, وهذا من لطفه تعالى بهم وبره, أن وفقهم للإيمان والهدى, والصبر والثبات, والطمأنينة.
" إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ " أي: الذي خلقنا ورزقنا, ودبرنا وربانا, هو خالق السماوات والأرض, المنفرد بخلق هذه المخلوقات العظيمة, لا تلك الأوثان والأصنام, التي لا تخلق ولا ترزق, ولا تملك نفعا ولا ضرا, ولا موتا ولا حياة ولا نشورا, فاستدلوا بتوحيد الربوبية, على توحيد الإلهية, ولهذا قالوا: " لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا " أي: من سائر المخلوقات " لَقَدْ قُلْنَا إِذًا " أي: إن دعونا معه آلهة, بعد ما علمنا أنه الرب, الإله الذي لا تجوز, ولا تنبغي العبادة, إلا له " شَطَطًا " أي: ميلًا عظيمًا عن الحق, وطريقًا بعيدة عن الصواب.
فجمعوا بين الإقرار بتوحيد الربوبية, وتوحيد الإلهية, والتزام ذلك, وبيان أنه الحق, وما سواه باطل.
وهذا دليل على كمال معرفتهم بربهم, وزيادة الهدى من الله لهم.

الصبر خلق إسلامي يحتاجه المسلم في كل وقت وفي كل حال يقول النبي صلى الله عليه وسلم
﴿أنَّ ناسًا منَ الأنصارِ سَألوا رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فأعطاهم ثمَّ سَألوهُ فأعطاهم حتَّى إذا نفِدَ ما عندَهُ قالَ: ما يَكونُ عِندي من خيرٍ فلن أدَّخرَهُ عنكُم ومن يستَعفِفْ يعفَّهُ اللَّهُ ومن يستَغنِ يُغنِهِ اللَّهُ ومن يتَصبَّر يُصبِّرهُ اللَّهُ وما أعطى اللَّهُ أحدًا من عطاءٍ أوسعَ منَ الصَّبرِ الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1644-خلاصة حكم المحدث:صحيح
الدرر السنية

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 05-20-2017 الساعة 01:35 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 02:00 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology