لماذا سمي المحرم بهذاالاسم؟
قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره ( 4/1654):
ذكر الشيخ علم الدين السخاوي في جزء جمعه سماه
(( المشهور في أسماءالأيام والشهور )):
أن المحرم سمي بذلك لكونه شهراً محرماً .
وعندي أنه سمي بذلك تأكيداً لتحريمه ,
لأن العرب كانت تتلعب به , فتحله عاماً وتحرمه عاماً .
قال: ويجمع على محرمات , ومحارم , ومحاريم ))
موقع شهر الله بين الشهور العربية!
المُحَرَّم أو شهر الله المحرم ،
هوالشهر الأول من السنة القمرية أوالتقويم الهجري
المحرم / صفر /ربيع أول / ربيع ثان /
جمادى الأولى / جمادى الثانية / رجب /
شعبان / رمضان / شوال / ذو القعدَة / ذو الحجة
" المحرم / رجب / ذو القعدَة / ذو الحجة "
أن شهر الله المحرم هو تاريخ هجرة
الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
نجيب على هذا السؤال من خلال
مقتطفات من درر ابن حجر العسقلاني
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 7 / ص : 314
63 - كتاب مناقب الأنصار/ 48 - بـاب التاريخ . مـن أيـن
أرخـوا التاريخ ؟ / شرح حديث رقم :
3934
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ،
عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ
مَا عَدُّوا مِنْ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَلَا مِنْ وَفَاتِهِ مَا عَدُّوا إِلَّا مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ
قَوْله : ( مَقْدَمه )
أَيْ زَمَن قُدُومه , وَلَمْ يُرِدْ شَهْر قُدُومه لِأَنَّ التَّارِيخإِنَّمَا وَقَعَ مِنْ أَوَّل السَّنَة .
وَقَدْ أَبْدَى بَعْضهمْ لِلْبُدَاءَةِ بِالْهِجْرَةِ مُنَاسَبَة فَقَالَ :
كَانَتْ الْقَضَايَا الَّتِي اُتُّفِقَتْ لَهُ وَيُمْكِن أَنْ يُؤَرَّخ بِهَا
أَرْبَعَة : مَوْلِده وَمَبْعَثه وَهِجْرَته وَوَفَاته ,
فَرَجَحَ عِنْدهمْ جَعْلهَا مِنْ الْهِجْرَة
لِأَنَّ الْمَوْلِد وَالْمَبْعَث لَا يَخْلُو وَاحِد مِنْهُمَا مِنْ النِّزَاع
فِي تَعْيِين السَّنَة , وَأَمَّا وَقْت الْوَفَاة فَأَعْرَضُوا عَنْهُ لِمَا
تُوُقِّعَ بِذِكْرِهِ مِنْ الْأَسَف عَلَيْهِ , فَانْحَصَرَ فِي الْهِجْرَة ,
وَإِنَّمَا أَخَّرُوهُ مِنْ رَبِيع الْأَوَّل إِلَى الْمُحَرَّم لِأَنَّ اِبْتِدَاء
الْعَزْم عَلَى الْهِجْرَة كَانَ فِي الْمُحَرَّم ,
إِذْ الْبَيْعَة وَقَعَتْ فِي أَثْنَاء ذِي الْحِجَّة وَهِيَ مُقَدِّمَة الْهِجْرَة ,
فَكَانَ أَوَّل هِلَال اِسْتَهَلَّ بَعْد الْبَيْعَة وَالْعَزْم عَلَى
الْهِجْرَة هِلَال الْمُحَرَّم فَنَاسَبَ أَنْ يُجْعَل مُبْتَدَأ ,
وَهَذَا أَقْوَى مَا وَفَقْت عَلَيْهِ مِنْ مُنَاسَبَة الِابْتِدَاء بِالْمُحَرَّمِ .
********************
وَذَكَرُوا فِي سَبَب عَمَل عُمَر التَّارِيخ أَشْيَاء :
مِنْهَا مَا أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْم الْفَضْل بْن دُكَيْن فِي
تَارِيخه وَمِنْ طَرِيقه الْحَاكِم مِنْ طَرِيق الشَّعْبِيّ
" أَنَّ أَبَا مُوسَى كَتَبَ إِلَى عُمَر :
إِنَّهُ يَأْتِينَا مِنْك كُتُب لَيْسَ لَهَا تَارِيخ ,
فَجَمَعَ عُمَر النَّاس , فَقَالَ بَعْضهمْ :
أَرِّخْ بِالْمَبْعَثِ , وَبَعْضهمْ أَرِّخْ بِالْهِجْرَةِ ,
فَقَالَ عُمَر : الْهِجْرَة فَرَّقَتْ بَيْن الْحَقّ وَالْبَاطِل فَأَرِّخُوا
بِهَا , وَذَلِكَ سَنَة سَبْع عَشْرَة .
فَلَمَّا اِتَّفَقُوا قَالَ بَعْضهمْ اِبْدَءُوا بِرَمَضَان
فَقَالَ عُمَر : بَلْ بِالْمُحَرَّمِ فَإِنَّهُ مُنْصَرَف النَّاس
مِنْ حَجّهمْ , فَاتَّفَقُوا عَلَيْهِ "
وَرَوَى أَحْمَد وَأَبُو عَرُوبَة فِي " الْأَوَائِل "
وَالْبُخَارِيّ فِي " الْأَدَب " وَالْحَاكِم مِنْ طَرِيق مَيْمُون بْن
رُفِعَ لِعُمَر صَكَّ مَحِلّه شَعْبَان فَقَالَ :
أَيّ شَعْبَان ; الْمَاضِي أَوْ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ ,
أَوْ الْآتِي ؟ ضَعُوا لِلنَّاسِ شَيْئًا يَعْرِفُونَهُ
وَرَوَى اِبْن أَبِي خَيْمَة مِنْ طَرِيق اِبْن سِيرِينَ قَالَ
" قَدِمَ رَجُل مِنْ الْيَمَن فَقَالَ :
رَأَيْت بِالْيَمَنِ شَيْئًا يُسَمُّونَهُ التَّارِيخ يَكْتُبُونَهُ مِنْ
عَام كَذَا وَشَهْر كَذَا ,
فَقَالَ عُمَر : هَذَا حَسَن فَأَرِّخُوا ,
, فَقَالَ عُمَر :أَرِّخُوا مِنْ خُرُوجه مِنْ مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة .
ثُمَّ قَالَ : بِأَيِّ شَهْر نَبْدَأ ؟
فَقَالَ قَوْم : مِنْ رَجَب , وَقَالَ قَائِل : مِنْ رَمَضَان ,
فَقَالَ عُثْمَان : أَرِّخُوا الْمُحَرَّم فَإِنَّهُ شَهْر حَرَام وَهُوَ
أَوَّل السَّنَة وَمُنْصَرَف النَّاس مِنْ الْحَجّ ,
قَالَ وَكَانَ ذَلِكَ سَنَة سَبْع عَشْرَة –
وَقِيلَ : سَنَة سِتّ عَشْرَة - فِي رَبِيع الْأَوَّل "
فَاسْتَفَدْنَا مِنْ مَجْمُوع هَذِهِ الْآثَار أَنَّ الَّذِي أَشَارَ بِالْمُحَرَّمِ
عُمَر وَعُثْمَان وَعَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ .
يستخلص مما سبق
لتقويــم الهجـري بـدأ فـي عهـد عمـر بـن
الخطـاب ـ رضي الله عنه ـ وليس في عهد
الرسول صلى الله عليه وسلم
وكـان ذلـك سـنة سـبع عشـرة ـ وقيـل :
سـنة سـت عشــرة ـ هجـرية
السـنة كانـت معروفة عنـد النـاس يعنـى يقولـون ،
ولـد رســول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله
وسلم ـ عـام الفيـل ،
وكـذلك كـانت الشـهور معـروفة
لما اتسعت رقعة الدولة الإسلامية احتيج لتقويم
لمعرفة تواريخ الأومر والقرارت والأسبق منها
وَذَكَرُوا فِي سَبَب عَمَل عُمَر التَّارِيخ أَشْيَاء
رُفِعَ لِعُمَر صَكَّ مَحِلّه شَعْبَان فَقَالَ :
أَيّ شَعْبَان ; الْمَاضِي أَوْ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ ,
أَوْ الْآتِي ؟ ضَعُوا لِلنَّاسِ شَيْئًا يَعْرِفُونَه
وأَنَّ أَبَا مُوسَى كَتَبَ إِلَى عُمَر :
إِنَّهُ يَأْتِينَا مِنْك كُتُب لَيْسَ لَهَا تَارِيخ ....
فشـاور عمــر أصحـابه واسـتقرت المشـورة عـلى
أن يبـدأ التقويــم مـن السـنة التـي هاجـر
فيها الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فجعلـوها
سـنة 1 ، واختـاروا سـنة الهجـرة لتكـون
بداية للتقويم فقـط
فالتقويم الهجري أمر إداري بحت لتنظيم الرسائل