ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى عام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-30-2012, 12:38 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,041
مقت النفس


مقت النفس في ذات الله


طبيعة النفس:
مع كون الإنسان ضعيفًا وعاجزًا وجاهلًا وفقيرًا إلى الله عز وجل فقرًا مطلقًا وذاتيًا، فإن لنفسه طبيعة تتنافى مع هذه الصفات.
فهي نفس شحيحة تحب الاستئثار بكل خير
﴿وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ﴾ [النساء: 128].

لديها قابلية للطغيان والفجور ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا﴾ [الشمس: 11].

ألم يستعذ من شرها رسولنا صلى الله عليه وسلم .. بقوله: " ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ".

الإيمان أولاً
فقد كان يقول صلى الله عليه وسلم في خطبة الحاجة:

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّـه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّـهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّـهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ.وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.

*كثرة النعم من أسباب شرور النفس وغفلتها

*فحين تكثر النعم، وينشغل الإنسان بالدنيا وزينتها، ناسياً يوم القيامة وأمر الآخرة، وأنه مسئول عن حياته ودقائق لحظاته، ومسئول عما أنعم الله عليه من نعمة السمع والبصر والبدن كما قال تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}(الإسراء:36)؛ كل ذلك يقلل من محاسبة النفس ومراقبتها، وإصلاح اعوجاجها، وتهذيبها. إمام السجد


محاســـبة النفـــس

محاسـبة النفـس أمـر عظيـمٌ جـدًا ، والمحاسـبة لا تصلـح النفـس إلا بهـا ، والمحاسـبة هـي التـي مـن قـام بهـا اليـوم أَمِـنَ غـدًا ، المحاسـبة أن تنظـر فـي نفسـك وتتأمـل فيهـا وتعـرفعيوبهـا ، المحاسـبة لا نجـاة إلا بهـا .
ومحاسـبة النفـس طريقـة المؤمنيـن وسِـمة الموحديـن وعنـوان الخاشـعين ، فالمؤمـن متـقٍ لربـه محاسـب لنفسـه مسـتغفرٌ لذنبـه ، يعلـم أن النفـس خطرهـا عظيـم ، ومكرهـا كبيـر ، فهـي أمـارة بالسـوء ميالـة إلـى الهـوى ، ....... فمـن تـرك سـلطان النفـس حتـى طغـى فإنـه لـه يـوم القيامـة مـأوى مـن الجحيـم . قـال تعالـى :
{
فَأَمَّـا مَـن طَغَـى * وَآثَـرَ الْحَيَـاةَ الدُّنْيَـا * فَـإِنَّ الْجَحِيـمَ هِيَ الْمَـأْوَى * وَأَمَّـا مَنْ خَافَ مَقَـامَ رَبِّـهِ وَنَهَـى النَّفْـسَ عَـنِ الْهَـوَى * فَـإِنَّ الْجَنَّـةَ هِـيَ الْمَأْوَى } .
سورة النازعات / آية : 37 ـ 41 .
وقـال تعالـى :
{
يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنُـوا اتَّقُـوا اللهَ وَلْتَنظُـرْنَفْـسٌ مَّـا قَدَّمَـتْ لِغَـدٍ ... } .
سورة الحشر / آية : 18 .
قـال الشـيخ عبـد الرحمـن السـعدي فـي تفسـير هـذه الآيـة :
" وهـذه الآيـة الكريمـة أصـل فـي محاسـبة العبـد لنفسـه وأنـه ينبغـي لـه أن يتفقدهـا فـإن رأى زلـلاً تداركـه بالإقـلاع عنـه والتوبـة النصـوح والإعـراض عـن الأسـباب الموصلـة إليـه ، وإن رأى نفسـه مقصـرًا فـي أمـرٍ مـن أوامـر الله بـذل جهـده واسـتعان بربـه فـي تتميمـه وتكميلـه وإتقانـه ، ويقايـس بيـن مِنـن الله عليـه وإحسـانه وبيـن تقصيـره هـو فـي حـق الله ، فـإن ذلـك يوجـب الحيـاء لا محالـة ، والحرمـان كـل الحرمـان أن يغفـل العبـد عـن هـذا الأمـر ..... " .
سلسلة أعمال القلوب / محمد بن صالح المنجد / ص : 263 / بتصرف .
أقســـام النفـــس

قـد وصـف الله النفـس فـي القـرآن الكريـم بثلاثـة أوصـاف :
المطمئنـــة ، واللوامـــة ،والأمـــارة بالســـوء .
أ ـ
النفــس المطمئنــة :
----------------
فالنفـس إذا سـكنت إلـى الله واطمأنـت بذكـره وأنابـت إليـه واشـتاقت إلـى لقائـه وأنسـت بقربـه فهـي نفـس مطمئنـة ، وهـي التـي يقـال لهـا عنـد الوفـاة :
{
يَـا أَيَّتُهَـا النَّفْـسُ الْمُطْمَئِنَّـةُ * ارْجِعِـي إِلَـى رَبِّـكِ رَاضِيَـةً مَّرْضِيَّـةً * فَادْخُلِـي فِـي عِبَـادِي * وَادْخُلِـي جَنَّتِـي } . سورة الفجر / آية : 27 ـ 30 .
وحقيقـة الطمأنينـة : " السـكون والاسـتقرار" ، فسـكنت إلـى ربهـا نتيجـة لطاعتـه وذكــره واتبـاع أمـره ، ولـم تسـكن إلـى سـواه .

ب ـ
النفــس الأمــارة بالســوء :

وهـي علـى الضـد مـن النفـس المطمئنـة ، فهـي تأمـر صاحبهـا باتبـاع الشـهوات مـن الغـي والباطـل فهـي مـأوى كـل سـوء ، تقـوده إلـى القبيـح والمكـروه .
والنفـس أصـلاً خُلقـت ظالمـة جاهلـة إلا مـن رحمـة الله ، قـال تعالـى :
{
إِنَّا عَرَضْنَـا الأَمَانَـةَ عَلَـى السَّـمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَـالِ فَأَبَيْـنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَـا الإِنسَـانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومـاً جَهُـولاً } . سورة الأحزاب / آية : 72 .
ولكـن أوجـد عندهـم الاسـتعداد الفطـري لقبـول الحـق إذا عُـرِض عليهـم بغيـر مؤثـرات خارجيـة مفسـدة
{
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَ‌تَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ‌ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ‌ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿الروم: ٣٠﴾
لكـن بـدون تعلـم ؛ النفـس تبقـى جاهلـة فيهـا هـوى ، ولـو تركـت بـدون تربيـة وترويـض تدعـو إلـى الطغيـان وتميـل إلـى الشـر .
فالإنسـان ظلـوم جهـول ، إلا مـن رفـع الجهـل بالعلـم ، ورفـع الظلـم بالعـدل ، وألـزم نفسـه العلـم والعـدل فقـام عليهـا بهمـا فعنـد ذلـك تُلْهـم رشـدها وتتوقـى الظلـم والجهـل ، ولـولا فضـل الله ورحمتـه علـى المؤمنيـن مـا زكـى منهـم نفـس واحـدة .
قـال تعالـى :
{
يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنُـوا لاَ تَتَّبِعُـوا خُطُـوَاتِ الشَّـيْطَانِ وَمَـن يَتَّبِـعْ خُطُـوَاتِ الشَّـيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُـرُ بِالْفَحْشَـاء وَالْمُنكَـرِ وَلَـوْلاَ فَضْـلُ اللهِ عَلَيْكُـمْ وَرَحْمَتُـهُ مَـا زَكَـا مِنكُـم مِّـنْ أَحَـدٍ أَبَـداً وَلَكِـنَّ اللهَ يُزَكِّي مَـن يَشَـاءُ وَاللهُ سَـمِيعٌ عَلِيـمٌ } .
سورة النور / آية : 21 .
فـإذا أراد الله بهـا خيـرًا جعــل لهـا اتجاهـًا إلـى العلــم ومجاهـدة فـي العـدل . وسـبب الظلـم فـي النفـس الأمـارة بالسـوء إما الجهـل وإما الحاجـة ، ولـذا كـان أمرهـا بالسـوء لصاحبهـا لازمـًا لهـا إلا إذا أدركتـه رحمـة الله ، وبذلـك يعلـم العبـد أنه مضطـرٌ إلـى الله دائمـًا محتـاج إلـى ربـه قـال تعالـى :
{ ...
إِنَّ النَّفْـسَ لأَمَّـارَةٌ بِالسُّـوءِ إِلاَّ مَـا رَحِـمَ رَبِّـيَ ... } .
سورة يوسف / آية : 53 .
فـإذًا الإنسـان محتـاج إلـى الـرب حتـى يُكْفـى شـر نفسـه ، لـذا كـان الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يكـرر فـي خطبـة الحاجـة :
" ونعـوذ بالله مـن شـرور أنفسـنا ومـن سـيئات أعمالنـا ..... " .
سلسلة أعمال القلوب / ... المنجد / ص : 265 / بتصرف .
  • النفــس اللوامــة :
قـال تعالـى : { وَلاَ أُقْسِـمُ بِالنَّفْـسِ اللَّوَّامَـةِ } سورة القيامة / آية : 2 .
قـال بعضهـم : مـن التلُّـوم وهـو التلـون والتـردد ـ بيـن الخيـر والشـر ـ ، وقـال بعضهـم مـن اللـوم ؛ وهـذا أرجـح. تلـوم صاحبهـا علـى الخيـر والشـر ، حتـى يـوم القيامـة يمكـن أن تلومـه نفسـه ، إن كـان محسـنًا لمـاذا لـم يـزدد إحسـانًا ، وإن كـان مسـيئًا ، لمـاذا عمـل السـوء .
..... والنفـس قـد تكـون تـارة أمـارة بالسـوء ، وتـارة لوامـة ، وتـارة مطمئنـة . والحكـم للغالـب عليهـا مـن أحوالهـا .
سلسلة أعمال القلوب / محمد بن صالح المنجد / ص : 266 .
* * * * *

كيف نربي أنفسنا

مقت النفس:
من عرف من نفسه قصوراً فقد سار في سبيل تربية النفس
فالنفس – كما يقول الآجري – أهل أن تمقت في الله.
لأنها تدعوني لسلوك سبيل الضلال. وتصرفني عما يرضي الله، وتوقعني فيما يبغضه.ا.هـ

أدب النفوس للآجري/ ص 16 – مكتبة لينا – دمنهور
وتذكر: لو كان لك صاحبان حولك وأنت نائم، فأراد أحدهما أن يقتلك ومنعه الآخر فماذا ستكون مشاعرك نحوهما؟!
فكم من بلية قد أرادتها بك نفسك فقدر الله عز وجل أن تتركها وأعانك من غفلتك فصرفك عنها.
وكم من حق الله هممت بتضييعه، فقدر الله خلاف ما هممت به.وأعانك على نفسك بطاعته.

فقد وجب عليك المقت لنفسك، والحذر منها، وترك إضافة العمل إليها، بل تحمده وحده بكل ما نلت من بر وطاعة.

*من عرف من نفسه قصوراً فقد سار في سبيل تربية النفس ، وهذه المعرفة مما يدعونا إلى تربية أنفسنا وإلى السير في تلكم السبيل سيراًً حثيثاً فليست هذه المعرفة صارفة عن تربية المرء لنفسه ، وإن من توفيق الله للعبد سعيَه للتغير والتطوير كما قال تعالى : ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ‌ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ‌ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُ‌وا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَ‌ادَ اللَّـهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَ‌دَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ﴿الرعد: ١١﴾
فمن غيّر لله غيّر الله له .

والإنسان مسؤول عن نفسه مسوؤلية فردية ذاتية وسيحاسب ويُسأل فرداً1 كما قال تعالى : ( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَانِ عَبْدًا(93)لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا(94)وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا(95) سورة مريم ، والإنسان لا يمكن أن يستفيد مما يقدَّم له من خير ما لم يكن منه مبادرة ذاتية ، ألا ترى إلى امرأة نوح وامرأة لوط كانتا في بيت نبيين أحدهما من أولى العزم ، وتصور – أخي – ذلك الجهد الذي سيبذله نبي مع زوجته فهي قد تلقت قدرأً كبيراً من التربية لكن لما لم يكن منهما مبادرة ذاتية قيل لهما (ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِين) التحريم/10 بينما امرأة فرعون ـ مع أنها في بيت أحد أكابر المجرمين ـ ضربها الله مثلاً للذين آمنوا لما كان منها من تربية ذاتية . " الإسلام سؤال وجواب

قال تعالى:
﴿ضَرَ‌بَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُ‌وا امْرَ‌أَتَ نُوحٍ وَامْرَ‌أَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ‌

مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾﴿التحريم: ١٠﴾ هنا
1عـن عـدي بـنِ حاتـمٍ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" مـا منكـم أحـدٌ إلا سـيكلمه ربُّـهُ ليـس بينـه وبينـه تُرجُمَـان ، فينظـرُ أيمـنَ منـه فـلا يـرى إلا مـا قَـدَّمَ مـن عملِـه ، وينظـرُ أشـأمَ منـه فـلا يـرى إلا مـا قـدَّم ، وينظـرُ بيـن يديـه فـلا يـرى إلا النـار تلقـاء وجهـه ، فاتقـوا النـارَ ولـو بشـقِ تمـرةٍ " .
صحيح البخاري . متون / ( 97 ) ـ كتاب : التوحيد / ( 36 ) ـ باب : كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم / حديث رقم : 7512 / ص : 871

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 11-30-2012 الساعة 02:34 AM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 10:31 AM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology