-------------------------
1- قولها : (زوجي لحم جمل غث ، على رأس جبل وعر ،
لا سهل فيرتقى ، ولا سمين فينتقل ) قال أبو عبيد وسائر أهل
الغريب والشراح : المراد بالغث المهزول وقولها : ( على
رأس جبل وعر ) أي صعب الوصول إليه . فالمعنى أنه قليل
الخير من أوجه: منها كونه كلحم الجمل لا كلحم الضأن ،
ومنها أنه مع ذلك غث مهزول رديء ، ومنها أنه صعب
التناول لا يوصل إليه إلا بمشقة شديدة . هكذا فسره الجمهور .
وقال الخطابي: قولها: ( على رأس جبل ) أي يترفع ، ويتكبر
، ويسمو بنفسه فوق موضعها كثيرا أي أنه يجمع إلى قلة
خيره تكبره وسوء الخلق . قالوا : وقولها : ( ولا سمين
فينتقل ) أي تنقله الناس إلى بيوتهم ليأكلوه ، بل يتركوه
رغبة عنه لرداءته . قال الخطابي : ليس فيه مصلحة يحتمل
سوء عشرته بسببها. يقال : أنقلت الشيء بمعنى نقلته .
2- ( لا أبث خبره ) أي لا أنشره وأشيعه ( إني أخاف أن
لأذره ) فيه تأويلان أحدهما لابن السكيت وغيره: أن الهاء
عائدة على خبره ، فالمعنى أن خبره طويل إن شرعت في
تفصيله لا أقدر على إتمامه لكثرته .
والثانية أن الهاء عائدة على الزوج ، وتكون ( لا ) زائدة كما
في قوله تعالى ( مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ)الأعراف-12 ومعناه
إني أخاف أن يطلقني فأذره .
وأما ( عجره وبجره ) فالمراد بهما عيوبه ، وقال الخطابي
وغيره : أرادت بهما عيوبه الباطنة ، وأسراره الكامنة قالوا :
وأصل العجر أن يعتقد العصب أو العروق حتى تراها ناتئة من
الجسد ، والبجر نحوها إلا أنها في البطن خاصة ، واحدتها
بجرة ، ومنه قيل : رجل أبجر إذا كان ناتئ السرة عظيمها ،
ويقال أيضا : رجل أبجر إذا كان عظيم البطن ، وامرأة بجراء
والجمع بجر . وقال الهروي : قال ابن الأعرابي العجرة نفخة
في الظهر ، فإن كانت في السرة فهي بجرة .
3-
العشنق بعين مهملة مفتوحة ثم شين معجمة مفتوحة ثم
نون مشددة ثم قاف ، وهو الطويل ، ومعناه ليس فيه أكثر من
طول بلا نفع ، فإن ذكرت عيوبه طلقني ، وإن سكت عنها
علقني ، فتركني لا عزباء ولا مزوجة .
4- هذا مدح بليغ ، ومعناه ليس فيه أذى ، بل هو راحة ولذاذة
عيش ، كليل تهامة لذيذ معتدل ، ليس فيه حر ، ولا برد مفرط
،ولا أخاف له غائلة لكرم أخلاقه ، ولا يسأمني ويمل صحبتي .
5- هذا أيضا مدح بليغ ، فقولها : فهد بفتح الفاء وكسر الهاء
تصفه إذا دخل البيت بكثرة النوم والغفلة في منزله عن تعهد ما
ذهب من متاعه وما بقي ، وشبهته بالفهد لكثرة نومه ، يقال :
أنوم من فهد ، وهو معنى قولها ( : ولا يسأل عما عهد ) أي
لا يسأل عما كان عهده في البيت من ماله ومتاعه ، وإذا خرج
أسد بفتح الهمزة وكسر السين ، وهو وصف له بالشجاعة ،
ومعناه إذا صار بين الناس أو خالط الحرب كان كالأسد ،
يقال : أسد واستأسد . قال القاضي : وقال ابن أبي أويس :
معنى فهد إذا دخل البيت وثب علي وثوب الفهد فكأنها تريد
ضربها ، والمبادرة بجماعها ، والصحيح المشهور التفسير
الأول.
6 - قال العلماء : ( اللف ) في الطعام الإكثار منه مع التخليط
من صنوفه حتى لا يبقى منها شيء . والاشتفاف في الشرب أن
يستوعب جميع ما في الإناء ، مأخوذ من الشفافة بضم الشين ،
وهي ما بقي في الإناء من الشراب ، فإذا شربها قيل : اشتفها
، وتشافها.
وقولها : ( ولا يولج الكف ليعلم البث ) قال أبو عبيد : أحسبه
كان بجسدها عيب أو داء كنت به ، لأن البث الحزن ، فكان لا
يدخل يده في ثوبها ليمس ذلك فيشق عليها ، فوصفته
بالمروءة وكرم الخلق . وقال الهروي : قال ابن الأعرابي :
هذا ذم له ، أرادت : وإن اضطجع ورقد التف في ثيابه في
ناحية ، ولم يضاجعني ليعلم ما عندي من محبته . قال:
ولا بث هناك إلا محبتها الدنو من زوجها.
وقال آخرون : أرادت أنه لا يفتقد أموري ومصالحي .
قال ابن الأنباري : رد ابن قتيبة على أبي عبيد تأويله
لهذا الحرف ، وقال : كيف تمدحه بهذا ، وقد ذمته في
صدر الكلام ؟ قال ابن الأنباري : ولا رد على أبي عبيد ،
لأن النسوة تعاقدن ألا يكتمن شيئا من أخبار أزواجهن ،
فمنهن من كانت أوصاف زوجها كلها حسنة فوصفتها ،
ومنهن من كانت أوصاف زوجها قبيحة فذكرتها ، ومنهن
من كانت أوصافه فيها حسن وقبيح فذكرتهما . وإلى قول
ابن الأعرابي وابن قتيبة ذهب الخطابي وغيره واختاره
القاضي عياض .
7- هكذا وقع في هذه الرواية ( غياياء ) بالغين المعجمة ، أو
( عياياء ) بالمهملة ، وفي أكثر الروايات بالمعجمة ، وأنكر
أبو عبيد وغيره المعجمة ، وقالوا : الصواب المهملة ، وهو
الذي لا يلقح ، وقيل : هو العنين الذي تعيبه مباضعة النساء ،
ويعجز عنها . وقال القاضي وغيره : غياياء بالمعجمة صحيح
، وهو مأخوذ من الغياية ، وهي الظلمة ، وكل ما أظل الشخص
، ومعناه لا يهتدي إلى سلك ، أو أنها وصفته بثقل الروح ،
وأنه كالظل المتكاثف المظلم الذي لا إشراق فيه ، أو أنها أرادت
أنه غطيت عليه أموره ، أو يكون غياياء من الغي ، وهو
الانهماك في الشر ، أو من الغي الذي هو الخيبة . قال الله
تعالى : {فَسَوْفَيَلْقَوْنَغَيًّا}مريم-59 وأما ( طباقاء ) فمعناه
المطبقة
عليه أموره حمقا ، وقيل : الذي يعجز عن الكلام ، فتنطبق
شفتاه ، وقيل : هو العيي الأحمق الفدم . وقولها : ( شجك )
أي جرحك في الرأس ، فالشجاج جراحات الرأس ، والجراح فيه
وفي الجسد . وقولها (فلك) الفل الكسر والضرب . ومعناه أنها
معه بين شج رأس ، وضرب ، وكسر عضو ، أو جمع بينهما .
وقيل : المراد بالفل هنا الخصومة وقولها : (كل داء له داء)
أي جميع أدواء الناس مجتمعة فيه .
8- الزرنب نوع من الطيب معروف. قيل : أرادت طيب ريح
جسده ، وقيل : طيب ثيابه في الناس وقيل : لين خلقه وحسن
عشرته . والمس مس أرنب صريح في لين الجانب، وكرم
الخلق .
9 - هكذا هو في النسخ ( النادي ) بالياء ، وهو الفصيح في
العربية ، لكن المشهور في الرواية حذفها ليتم السجع . قال
العلماء : معنى رفيع العماد وصفه بالشرف ، وسناء الذكر .
وأصل العماد عماد البيت ، وجمعه عمد ، وهي العيدان التي
تعمد بها البيوت ، أي بيته في الحسب رفيع في قومه . وقيل :
إن بيته الذي يسكنه رفيع العماد ليراه الضيفان وأصحاب
الحوائج فيقصدوه ، وهكذا بيوت الأجواد.
وقولها : طويل النجاد بكسر النون تصفه بطول القامة ،
والنجاد حمائل السيف ، فالطويل يحتاج إلى طول حمائل
سيفه ، والعرب تمدح بذلك .
قولها : ( عظيم الرماد ) تصفه بالجود وكثرة الضيافة
من اللحوم والخبز ، فيكثر وقوده ، فيكثر رماده . وقيل :
لأن ناره لا تطفأ بالليل لتهتدي بها الضيفان ، والأجواد
يعظمون النيران في ظلام الليل ، ويوقدونها على التلال
ومشارف الأرض ، ويرفعون الأقباس على الأيدي لتهتدي
بها الضيفان .
وقولها : ( قريب البيت من النادي ) قال أهل اللغة : النادي والناد
والندى والمنتدى مجلس القوم ، وصفته بالكرم والسؤدد ، لأنه لا
يقرب البيت من النادي إلا من هذه صفته ؛ لأنالضيفان يقصدون
النادي ، ولأن أصحاب النادي يأخذون مايحتاجون إليه في مجلسهم
من بيت قريب النادي ، واللئام يتباعدون من النادي .
10- معناه أن له إبلا كثيرا فهي باركة بفنائه ، لا يوجهها
تسرح إلا قليلا قدر الضرورة ، ومعظم أوقاتها تكون باركة
بفنائه ، فإذا نزل به الضيفان كانت الإبل ، حاضرة ؛ فيقريهم
من ألبانها ولحومها . والمزهر بكسر الميم العود الذي يضرب
، أرادت أن زوجها عود إبله إذا نزل به الضيفان نحر لهم منها
، وأتاهم بالعيدان والمعازف والشراب ، فإذا سمعت الإبل صوت
المزهر علمن أنه قد جاءه الضيفان ، وأنهن منحورات هوالك .
هذا تفسير أبي عبيد والجمهور . وقيل : مباركها كثيرة لكثرة
ما ينحر منها للأضياف ، قال هؤلاء : ولو كانت كما قال
الأولون لماتت هزالا ، وهذا ليس بلازم ؛ فإنها تسرح وقتا
تأخذ فيه حاجتها ، ثم تبرك بالفناء : وقيل : كثيرات المبارك
أي مباركها في الحقوق والعطايا والحمالات والضيفان كثيرة ،
مراعيها قليلة ؛ لأنها تصرف في هذه الوجوه . قاله ابن
السكيت . قال القاضي عياض : وقال أبو سعيد النيسابوري :
إنما هو إذا سمعن صوت المزهر بضم الميم ، وهو موقد النار
للأضياف . قال : ولم تكن العرب تعرف المزهر بكسر الميم
الذي هو العود إلا من خالط الحضر . قال القاضي : وهذا خطأ
منه ؛ لأنه لم يروه أحد بضم الميم ، ولأن المزهر بكسر الميم
مشهور في أشعار العرب ، ولأنه لا يسلم له أن هؤلاء النسوة
من غير الحاضرة ، فقد جاء في رواية أنهن من قرية من قرى
اليمن .
11- هو بتشديد الياء من ( أذني ) على التثنية ، والحلي بضم
الحاء وكسرها لغتان مشهورتان . والنوس بالنون والسين
المهملة الحركة من كل شيء متدل ، يقال منه : ناس ينوس
نوسا ، وأناسه غيره أناسة ، ومعناه حلاني قرطة وشنوفا فهو
تنوس أي تتحرك لكثرتها
12- قال العلماء : معناه أسمنني ، وملأ بدني شحما ، ولم
أن أهلها كانوا أصحاب غنم لا أصحاب خيل وإبل ؛ لأن الصهيل
أصوات الخيل ، والأطيط أصوات الإبل وحنينها ، والعرب لا
تعتد بأصحاب الغنم ، وإنما يعتدون بأهل الخيل والإبل .
و قولها : ( بشق ) ، هو بكسر الشين وفتحها ، والمعروف
في روايات الحديث والمشهور لأهل الحديث كسرها ،
والمعروف عند أهل اللغة فتحها .
وقولها : ( ودائس ) هو الذي يدوس الزرع في بيدره . قال
الهروي وغيره : يقال : داس الطعام درسه ، وقيل : الدائس
الأبدك .
قولها : ( ومنق ) هو بضم الميم وفتح النون وتشديد القاف ،
ومنهم من يكسر النون ، والصحيح المشهور فتحها . قال أبو
عبيد : هو بفتحها قال : والمحدثون يكسرونها ، ولا أدري ما
معناه . قال القاضي : روايتنا فيه بالفتح ، ثم ذكر قول أبي
عبيد . قال : ابن أبي أويس بالكسر ، وهو من النقيق ، وهو
أصوات المواشي . تصفه بكثرة أمواله ، ويكون منق من أنق
إذا صار ذا نقيق ، أو دخل في النقيق . والصحيح عند الجمهور
فتحها ، والمراد به الذي ينقي الطعام أي يخرجه من بيته
وقشوره ، وهذا أجود من قول الهروي : هو الذي ينقيه
بالغربال ، والمقصود أنه صاحب زرع ، ويدوسه وينقيه.
قولها ( فعنده أقول فلا أقبح ) معناه لا يقبح قولي فيرد ، بل
يقبل مني .
ومعنى ( أتصبح ) أنام الصبحة ، وهي بعد الصباح ، أي أنها
مكفية بمن يخدمها فتنام .
وقولها : ( فأتقنح ) وبالنون بعد القاف ، هكذا هو في جميع
النسخ بالنون . قال القاضي : لم نروه في صحيح البخاري
ومسلم إلا بالنون . وقال البخاري : قال بعضهم : فأتقمح
بالميم . قال : وهو أصح . وقال أبو عبيد : هو بالميم .
وبعض الناس يرويه بالنون ، ولا أدري ما هذا ؟ قال آخرون :
النون والميم صحيحتان . فأيهما معناه أروى حتى أدع الشراب
من شدة الري ، ومنه قمح البعير يقمح إذا رفع رأسه من الماء
بعد الري قال أبو عبيد : ولا أراها قالت هذه إلا لعزة الماء
عندهم .
14- قال أبو عبيد وغيره : العكوم الأعدال والأوعية التي فيها
الطعام والأمتعة ، واحدها عكم بكسر العين . ورداح أي عظام
كبيرة ، ومنه قيل للمرأة : رداح إذا كانت عظيمة الأكفال . فإن
قيل : رداح مفردة ، فكيف وصف بها العكوم ، والجمع لا يجوز
وصفه بالمفرد : قال القاضي : جوابه أنه أراد كل عكم منها
رداح ، أو يكون رداح هنا مصدرا كالذهاب .
قولها : ( وبيتها فساح ) بفتح الفاء وتخفيف السين المهملة
أي واسع ، والفسيح مثله ، هكذا فسره الجمهور . قال
بشين معجمة ثم طاء مهملة ساكنة ثم موحدة ثم هاء ، وهي ما
شطب من جريد النخل أي شق ، وهي السعفة لأن الجريدة
تشقق منها قضبان رقاق مرادها أنه مهفهف خفيف اللحم
كالشطبة ، وهو مما يمدح به الرجل ، والمسل هنا مصدر
بمعنى المسلول أي ما سل من قشره ، وقال ابن الأعرابي
وغيره : أرادت بقولها : ( كمسل شطبة ) أنه كالسيف سل
من غمده .
قولها : ( وتشبعه ذراع الجفرة )
الذراع مؤنثة ، وقد تذكر والجفرة بفتح الجيم وهي الأنثى من
أولاد المعز ، وقيل : من الضأن ، وهي ما بلغت أربعة أشهر
وفصلت عن أمها ... والمراد أنه قليل الأكل ، والعرب تمدح
به .
16- قولها : ( طوع أبيها وطوع أمها ) أي مطيعة لهما منقادة
لأمرهما .
قولها : ( وملء كسائها ) أي ممتلئة الجسم سمينة . وقالت في
الرواية الأخرى : ( صفر ردائها ) بكسر الصاد ، والصفر
الخالي ، قال الهروي : أي ضامرة البطن ، والرداء ينتهي
إلى البطن . وقال غيره : معناه أنها خفيفة أعلى البدن ،
وهو موضع الرداء ، ممتلئة أسفله ، وهو موضع الكساء ،
ويؤيد هذا أنه جاء في رواية : ( وملء إزارها ) . قال
القاضي : والأولى أن المراد امتلاء منكبيها ، وقيام نهديها
بحيث يرفعان الرداء عن أعلى جسدها ، فلا يمسه فيصير خاليا
بخلاف أسفلها .
قولها : ( وغيظ جارتها ) قالوا : المراد بجارتها ضرتها ،
يغيظها ما ترى من حسنها وجمالها وعفتها وأدبها . وفي
الرواية الأخرى : ( وعقر جارتها ) هكذا هو في النسخ
( عقر ) بفتح العين وسكون القاف . قال القاضي : كذا
ضبطناه عن جميع شيوخنا . قال : وضبطه الجياني ( عبر )
بضم العين وإسكان الباء الموحدة ، وكذا ذكره ابن الأعرابي ،
وكأن الجياني أصلحه من كتاب الأنباري ، وفسره الأنباري
بوجهين : أحدهما أنه من الاعتبار أي ترى من حسنها وعفتها
وعقلها ما تعتبر به ، والثاني من العبرة وهي البكاء أي ترى
من ذلك ما يبكيها لغيظها وحسدها ، ومن رواه بالقاف فمعناه
تغيظها ، فتصير كمعقور. وقيل : تدهشها من قولها عقر إذا
دهش
17- قولها : ( لا تبث حديثنا تبثيثا ) هو بالباء الموحدة بين
المثناة والمثلثة أي لا تشيعه وتظهره ، بل تكتم سرنا وحديثنا
كله ، وروي في غير مسلم ( تنث ) ، وهو بالنون ، وهو
قريب من الأول ، أي لا تظهره .
قولها : ( ولا تنقث ميرتنا تنقيثا ) الميرة الطعام المجلوب ،
ومعناه لا تفسده ، ولا تفرقه ، ولا تذهب به ومعناه وصفها
بالأمانة .
قولها : ( ولا تملأ بيتنا تعشيشا ) هو بالعين بالمهملة ، أي لا
تترك الكناسة والقمامة فيه مفرقة كعش الطائر ، بل هي
مصلحة للبيت ، معتنية بتنظيفه . وقيل : معناه لا تخوننا في
طعامنا في زوايا البيت كأعشاش الطير وروي في غير مسلم
( تغشيشا ) بالغين المعجمة من الغش ، وقيل في الطعام ،
وقيل : من النميمة أي لا تتحدث بنميمة .
18- قولها : ( والأوطاب تمخض ) هو جمع وطب بفتح الواو
وإسكان الطاء ، وهو جمع قليل النظير . وفي رواية في غير
مسلم : ( والوطاب ) ، وهو الجمع الأصلي ، وهي سقية اللبن
التي يمخض فيها . وقال أبو عبيد : هو جمع وطبة .
19- قولها : ( يلعبان من تحت خصرها برمانتين ) قال أبو
عبيد : معناه أنها ذات كفل عظيم ، فإذا استلقت على قفاها نتأ
الكفل بها من الأرض حتى تصير تحتها فجوة يجري فيها
الرمان . قال القاضي : قال بعضهم : المراد بالرمانتين هنا
ثدياها ، ومعناه أن لها نهدين حسنين صغيرين كالرمانتين .
قال القاضي : هذا أرجح لا سيما وقد روي : من تحت صدرها
، ومن تحت درعها ، ولأن العادة لم تجر برمي الصبيان الرمان
تحت ظهور أمهاتهم ، ولا جرت العادة أيضا باستلقاء النساء
كذلك حتى يشاهده منهن الرجال .
20- قولها : ( فنكحت بعده رجلا سريا ركب شريا ) أما الأول
فبالسين المهملة على المشهور ، وحكى القاضي عن ابن
السكيت أنه حكى فيه المهملة والمعجمة . وأما الثاني فبالشين
المعجمة بلا خلاف ، فالأول معناه سيدا شريفا ، وقيل : سخيا ،
والثاني هو الفرس الذي يستشري في سيره أي يلح ويمضي بلا
فتور ، ولا انكسار . وقال ابن السكيت : هو الفرس الفائق
الخيار .
قولها : ( وأخذ خطيا ) هو بفتح الخاء وكسرها ، والفتح أشهر
، ولم يذكر الأكثر غيره ، وممن حكى الكسر أبو الفتح الهمداني
في كتاب الاشتقاق . قالوا : والخطي الرمح منسوب إلى الخط
قرية من سيف البحر أي ساحله عند عمان والبحرين . قال أبو
الفتح : قيل لها : الخط لأنها على ساحل البحر ، والساحل يقال
له الخط ؛ لأنه فاصل بين الماء والتراب ، وسميت الرماح
خطية لأنها تحمل إلى هذا الموضع ، وتثقف فيه . قال
القاضي : ولا يصح قول من قال : إن الخط منبت الرماح .
قولها : ( وأراح علي نعما ثريا ) أي أتى بها إلى مراحها بضم
أن المراد هنا بعضها وهي الإبل ، وادعى القاضي عياض أن
أكثر أهل اللغة على أن النعم مختصة بالإبل ، والثري بالمثلثة
وتشديد الياء الكثير من المال وغيره ، ومنه الثروة في المال
وهي كثرته .
قولها : ( وأعطاني من كل رائحة زوجا ) فقولها ( من كل
رائحة ) أي مما يروح من الإبل والبقر والغنم والعبيد . وقولها
( زوجا ) أي اثنين ، ويحتمل أنها أرادت صنفا ، والزوج يقع
على الصنف ، ومنه قوله تعالى (وكنتم أزواجا ثلاثة) قولها في
الرواية الثانية : (وأعطاني من كل ذابحة زوجا) . هكذا هو في
جميع النسخ ( ذابحة ) بالذال المعجمة وبالباء الموحدة أي من
كل ما يجوز ذبحه من الإبل والبقر والغنم وغيرها ، وهي فاعلة
بمعنى مفعولة .
قوله : ( ميري أهلك ) بكسر الميم من الميرة ، أي أعطيهم
وأفضلي عليهم وصليهم .
21- صحيح البخاري (5/1988ح4893) كتاب النكاح.
باب حسن المعاشرة مع الأهل، صحيح مسلم
(4/1896ح2448) كتاب فضائل الصحابة. باب ذكر
حديث أم زرع [والتعليقات مختارة من شرح النووي على