ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى المعتقد الصحيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 12-09-2018, 12:22 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


10

■إصلاح النفوس و تزكيتها ■

👈الله رحيم بعباده ؛ و من رحمته أن يحيي نفوسهم بوحيه ؛ و ينيرها بنوره ؛

{ وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
[سورة الشورى 52]
✋️ والله يخرج الناس بهذا الوحي الإلهي من الظلمات إلي النور ؛ ظلمات الكفر و الشرك و الجهل إلي نور الإسلام و الحق :

{ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ }
[سورة البقرة 257]

👈 ولقد أرسل الله رسله بهديه ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور :

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ }
[سورة إبراهيم 5]
و بدون هذا النور تعمي القلوب :

{ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }
[سورة الحج 46]
وعماها ضلالها عن الحق ؛ و تركها لما ينفعها و إقبالها علي ما يضرها :

{ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ ۗ }
[سورة الفرقان 55]

✋️ و إخراج الرسل الناس من الظلمات لا يتحقق إلا بتعليمهم تعاليم ربهم و تزكية نفوسهم بتعريفهم بربهم و أسمائه و صفاته ؛ و تعريفهم بملائكته و كتبه و رسله ؛ و تعريفهم ما ينفعهم و ما يضرهم ؛ و دلالتهم علي سبيل التي توصلهم إلي محبته ؛ و تعريفهم بمبادئه :

{ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ }
[سورة الجمعة 2]

{ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ }
[سورة البقرة 129]

🌸🍃🌸🍃🌸🍃

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 12-09-2018 الساعة 12:24 AM
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 12-10-2018, 12:30 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

🍃1️⃣1️⃣🍃


■ تقويم الفكر المنحرف و العقائد الزائفة ■

✋️ كان الناس في أول الخلق علي الفطرة السليمة ؛ يعبدون الله وحده ؛ و لا يشركون به أحدا ؛ فلما تفرقوا و اختلفوا أرسل الله الرسل ليعيدوا الناس إلي الصواب و ينتشلوهم من الضلال :

{ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ }
[سورة البقرة 213]

👈 أي كان الناس أمة واحدة علي التوحيد و الإيمان و عبادة الله فا ختلفوا فأرسل الله النبيين مبشرين و منذرين .
و قد كان كل رسول يدعو قومه إلي الصراط المستقيم ؛ و بينه لهم و يهديهم إليه ؛ و هذا أمر متفق عليه بين الرسل جميعا ؛ ثم كل رسول يصلح الإنحراف الحادث في عصره و مصره ؛ ف الإنحاف عن الصراط المستقيم لا يحصره ضابط وهو يتمثل في أشكال مختلفة ؛ و كل رسول يعتني بتقويم الإنحراف الموجود في عصره ؛ ف [ نوح عليه السلام ] أنكر علي قومه عبادة الأصنام ؛ و كذلك [ إبراهيم و هود عليهم السلام ] أنكروا علي أقوامهم الاستعلاء في الارض و التجبر ؛ و [ صالح عليه السلام ] أنكر عليهم الإفساد في الارض و اتباع المفسدين ؛ و [ لوط عليه السلام ] حارب جريمة اللواط التي استشرت في قومه ؛ و [ شعيب عليه السلام ] قاوم في قومه جريمة التطفيف في المكيال و الميزان ؛ و هكذا ؛ فكل هذه الجرائم و غيرها التي ارتكبتها الامم خروج عن الصراط المستقيم ؛ و انحراف عنه ؛ و الرسل يبينون هذا الصراط و يحاربون الخروج عليه بأي شكل من الأشكال كان .

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 12-10-2018 الساعة 12:31 AM
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 12-10-2018, 10:33 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


🍃1️⃣2️⃣🍃


✋️لا أحد أحب إليه العذر من الله تعالى ؛ ف الله جل جلاله أرسل الرسل و أنزل الكتب كي لا يبقي للناس حجة في يوم القيامة :

{ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا }
[سورة النساء 165]
ولو لم يرسل الله الرسل إلي الناس لجاؤوا يوم القيامة يخاصمون الله جل وعلا ؛
و يقولون : كيف تعذبنا و تدخلنا النار ؛
و تدخلنا النار وانت لم ترسل إلينا من يبلغنا مرادك منا ، كما قال الله تعالى :

{ وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَىٰ }
[سورة طه 134]
أي : لو أهلكهم الله بعذاب جزاء كفرهم قبل أن يرسل إليهم رسولا لقالوا : هلا أرسلت إلينا رسولا كي نعرف مرادك ؛ و نتبع آبائك ؛ و نسير علي النهج الذي تريد ؟
👈 و في يوم القيامة عندما يجتمع الاولين و الآخرين يأتي الله بكل أمة برسولها ليشهد عليها بأنه بلغها رسالة ربه ؛ و أقام عليها الحجة :

{ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا * يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا }
[سورة النساء 41 - 42]

وقال في آية أخري :

{ وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ}
[سورة النحل 89]

👈 و لذلك فإن الذين يرفضون اتباع الرسل ؛ و يعرضون عن هديهم -- لا يملكون إلا الاعتراف بظلمهم إذا وقع بهم العذاب في الدنيا :

{ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ * لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ * }
[سورة اﻷنبياء ]
👈 و في يوم القيامة عندما بساقون إلي المصير الرهيب ؛ وقبل أن يلقوا في الجحيم يسألون عن ذنبهم فيعترفون :

{ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ * وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ * فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ }
[سورة الملك 8 - 11]

👈 وعندما يضجون في النار بعد أن يحيط بهم العذاب من كل جانب ؛ و ينادون و يصرخون تقول لهم خزنة النار :

{ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ }
[سورة غافر 50]


🌸🍃🌸🍃🌸🍃

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 12-10-2018 الساعة 10:39 PM
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 12-11-2018, 09:28 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


1⃣3⃣

● رسل الله إلي الجن ●

✋ بما أنهم مكلفون فلا بد أن يبلغهم الله وحيه ؛ و يقيم عليهم الحجة ؛
فكيف حصل ذلك ؟
هل لهم رسل منهم ؛ كما للبشر رسل منهم ؛ أم أن رسلهم هم رسل البشر ؟

👈 إن قوله تعالى :
{ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُم }
[سورة اﻷنعام 130]
يدل علي أن الله تعالى أرسل إليهم رسلا ؛ و لكنها لم تصرح بأن هؤلاء الرسل من الجن أو من الإنس ؛ لأن قوله تعالى :
{ منكم } يحتمل الأمرين ؛ قد يكون المراد أن رسل كل جنس منهم ؛ و قد يراد أن رسل الإنس و الجن من مجموعهما ؛ فيصدق علي أحدهما وهم الإنس ؛ وقد اختلف في ذلك علي قولين :

👈 الأول : أن للجن رسلا منهم ؛ و ممن قال بهذا القول الضحاك و ابن الجوزي و هو ظاهر الكلام ؛ و قال ابن حزم :
"" لم يبعث إلي الجن نبي من الإنس ألبته قبل محمد صل الله عليه وسلم "".

👈 الثاني : أن رسل الجن من الإنس : قال السيوطي : "" جمهور العلماء سلفا وخلفا ؛ علي أنه لم يكن من الجن قط رسول و لا نبي ؛ كذا روي عن ابن عباس و مجاهد و الكلبي و أبي عبيد ""

✋ و مما يرجح أن رسل الإنس هم رسل الجن قول الجن عند سماع القرآن :

{ إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ }
[سورة اﻷحقاف 30]

و لكنه ليس نصا في المسألة .
وهذه المسألة لا يبني عليها عمل .
و ليس فيها نص قاطع .


🌸🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 12-14-2018, 12:01 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


🍃14⃣🍃


■ الوحي ■

● النبوة منحة إلهية ●

✋النبوة منحة إلهية ؛ لاتنال بمجرد التشهي و الرغبة ؛ و لاتنال بالمجاهدة و المعاناة ؛ و قد كذب الفلافسة الذين زعموا أن النبوة تنال بمجرد الكسب و الاجتهاد ؛ و تكلف أنواع العبادات ؛ و اقتحام أشق الطاعات و الدأب في تهذيب النفوس ؛ و تنقية الخواطر ؛ و تطهير الأخلاق ؛ و رياضة النفس و البدن .

👈 وقد بين الله في أكثر من آية أن النبوة نعمة ربانية إلهية ؛ قال تعالى :

{ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩ }
[سورة مريم 58]

وحكي الله قول نبي الله يعقوب لإبنه يوسف عليهم السلام :

{ وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ }
[سورة يوسف 6]

وقال الله لموسي عليه السلام :

{ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي }
[سورة اﻷعراف 144]

✋ وقد طمع أمية بن أبي الصلت في أن يكون نبي هذه الأمة ؛ و قال الكثير من الشعر متوجها به إلي الله ؛ و داعيا إليه ؛ و لكنه لم يحصل على مراده و صدق الله إذ يقول :

ۘ{ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ }
سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَا
[سورة اﻷنعام 124]

👈 و عندما اقترح المشركون أن يختار الله لأمر النبوة و الرسالة أحد الرجلين العظيمين في مكة و الطائف عروة بن مسعود الثقفي او الوليد بن المغيرة ؛ أنكر الله ذلك القول ؛ و بين ان هذا مستنكر ؛ فهو الإله العظيم الذي قسم بينهم أرزاقهم في الدنيا ؛ أفيجوز لهم أن يتدخلوا في تحديد المستحق لرحمة النبوة و الرسالة ؟

{ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ * أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ }
[سورة الزخرف 31 - 32]

✋ و سنبين بإذن الله تعالى الطريق الذي يصبح به الذين أختارهم الله أنبياء ؛


🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 12-15-2018, 01:43 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


🍃1⃣5⃣🍃


■ طريق إعلام الله أنبياءه و رسله ■


● تعريف الوحي ●

👈 سمي الله الطريق الذي يعلم به أنبياءه و رسله و حيا ؛ قال تعالي :

{ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا }
[سورة النساء 163]

✋ والوحي في اللغة : الإعلام الخفي السريع مهما اختلفت أسبابه ؛ فقد يكون بالإلهام كوحي الله إلي الحواريين :

{ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُون َ}
[سورة المائدة 111]

و كوحي الله لأم موسي :

{ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ }
[سورة القصص 7]

ويأتي بمعني الإيماء و الإشارة ؛ فقد سمي القرآن إشارة زكريا إلي قومه و حيا :

{ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا }
[سورة مريم 11]

👈 و أكثر ماوردت كلمة "" وحي "" في القرآن الكريم بمعني إخبار و إعلام الله في اصطفاء من عباده كل ما أراد إطلاعه عليه من ألوان الهداية و العلم ؛ بطريقة سرية خفية ؛ غير معتادة للبشر ؛

■ مقامات وحي الله إلي رسله ■

للوحي الذي يعلم الله به رسله و أنبياءه مقامات ؛ قال الله تعالى مبينا هذه المقامات :

{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ }
[سورة الشورى 51]

✋فالمقامات ثلاثة ✋

👈 الأولي : الإلقاء في روع النبي الموحي إليه بحيث لا يمتري النبي في أن هذا الذي ألقي في قلبه من الله تعالي ؛ كما جاء في صحيح ابن حبان عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال :
(( إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتي تستكمل رزقها و أجلها ؛ ف فاتقوا الله و أجملوا في الطلب ))

رؤيا الانبياء :

وهذا الذي فسر به ابن الجوزي المقام الأول داخل في الوحي بلا شك ؛ فإن رؤيا الأنبياء حق ؛ و لذلك فإن خليل الرحمن إبراهيم بادر إلي ذبح ولده عندما رأي في المنام أنه يذبحه ؛ و عد هذه الرؤيا امرا إلهيا ؛ قال تعالي في إبراهيم و ابنه إسماعيل :

{ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }
[سورة الصافات 102 - 105]

و في الحديث الذي يرويه البخاري و مسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :
(( أول ما بدئ به رسول الله صل الله عليه وسلم من الرؤيا الصالحة في المنام ؛ فكان لا يري رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ))

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 12-16-2018, 01:32 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي



🍃1⃣6⃣🍃


✋ المقام الثاني
● تكليم الله لرسله من وراء حجاب

👈 و ذلك كما كلم الله تعالي موسي عليه السلام ؛ و ذكر الله ذلك في أكثر من موضع في كتابه :
{ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى*
وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي }
[سورة طه11 - 14]

وممن كلمه آدم عليه السلام :
{ قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ ۖ }
[سورة البقرة 33]
وكلم الله عبده ورسوله محمد صل الله عليه وسلم عندما عرج به إلي السماء .

✋ المقام الثالث
● الوحي إلي الرسول بواسطة الملك :

و هذا هو الذي يفقه من قوله تعالي :
{ٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ}
[سورة الشورى 51]
وهذا الرسول هو جبريل عليه السلام ؛ و قد يكون غيره و ذلك في أحوال قليلة ؛

✋ صفة مجئ الملك إلي الرسول :

■ بالتأمل في النصوص في هذا الموضوع نجد أن للملك ثلاثة أحوال :

●الاول ●

أن يراه الرسول علي صورته التي خلقه الله عليها ؛ ولم يحدث هذا لرسولنا صل الله عليه وسلم إلا مرتين .

● الثاني ●

أن يأتيه الوحي في مثل صلصلة الجرس ؛ فيذهب عنه و قد وعي عنه الرسول صل الله عليه وسلم .

● الثالث ●
أن يتمثل له الملك رجلا فيكلمه و يخاطبه و يعي عنه قوله ؛ و هذه أخف الأحوال علي الرسول صل الله عليه وسلم ؛ وقد حدث من جبريل في اللقاء الأول عندما فجأة في غار حراء .

✋ بشائر الوحي :

● كان الرسول صل الله عليه وسلم قبل معاينته للملك ؛ و يري ضوءا ؛ و يسمع صوتا ؛ و لكنه لا يري الملك الذي يحدث الضوء ؛ و لايري مخاطبه ؛ و الهاتف به ؛
روي مسلم في صحيحه عن ابن عباس
رضي الله عنهما ؛ قال :
[[ مكث رسول الله صل الله عليه وسلم بمكة خمس عشرة ؛ يسمع الصوت و يري الضوء سبع سنين ؛ ولا يري شيئا ؛ و ثمان سنين يوحي إليه ؛ و أقام بالمدينة عشرا ]]

👈 قال النووي : "" يسمع الصوت و يري الضوء ""
قال القاضي : "" أي : صوت الهاتف من الملائكة ؛و يري الضوء ؛ أي : نور الملائكة ؛ و نور آيات الله ؛ حتي رأي الملك بعينيه ؛ و شافهه بوحي الله ""

✋ أثر الملك في الرسول ✋

● من المزاعم التي يدعيها المكذبون بالرسل أن ماكان يصيب الرسول صل الله عليه وسلم إنما هو نوع من الصرع ؛ أو اتصال من الشياطين به ؛ و كذبوا في دعواهم ؛ ف الأمران مختلفان ؛ فالذي يصيبه الصرع يصفر لونه ؛ و يخف وزنه ؛ و يفقد اتزانه ؛ و كذلك الذي الشيطان ؛ و قد يتكلم الشيطان علي لسانه ؛ و يخاطب الحاضرين ؛ و عندما يفيق من غيبوته لا يدري ؛ ولا يذكر شيئا مما خاطب به الشيطان الحاضرين علي لسانه ؛ أما الرسول صل الله عليه وسلم فإن اتصال الملك به نماء في جسده ؛ و إشراق في وجهه ؛ ثم إن الجالسين لا يسمعون كلاما ؛ إنما يسمعون دويا كدوي النحل عند وجهه ؛ و يقوم الرسول صل الله عليه وسلم ؛ بعد ذلك و قد وعي كل ما أخبر به الملك ؛ فيكون هو الذي يخبر أصحابه بما أوحي إليه ؛

👈 فقد أخبرتنا -- أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها -- أنها رأت الرسول صل الله عليه وسلم ؛ ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد ؛ فيفصم عنه ؛ و إن جبينه ليتفصد عرقا ؛

وفي رواية عنها :

"" إن كان لينزل علي الرسول صل الله عليه وسلم ؛ في الغداة الباردة ؛ ثم تفيض جبهته عرقا ""

و أخبرتنا أن ناقته عندما كان يوحي إليه وهو فوقها يضرب حزامها و تكاد تبرك به من ثقله فوقها ؛ و يذكر أحد أصحابه صل الله عليه و سلم أن فخذه كانت تحت فخذ النبي صل الله عليه وسلم ؛ حين الإنزال إليه ترض فخذ الصحابي ؛

وهذا يعلي بن أمية يحدثنا عن مشاهدة تنزل الوحي علي الرسول صل الله عليه وسلم ؛ و قد كان يتمني قبل ذلك أن يراه في تلك الحال ؛ قال :
"" فإذا رسول الله صل الله عليه وسلم محمر الوجه ؛ و هو يغط ؛ ثم سري عنه ،


🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 12-17-2018, 12:25 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


🍃1⃣7⃣🍃


■ صفات الرسل ■

✋ البشرية :

شاءت حكمة العليم الخبير أن يكون الرسل الذين يرسلهم إلي البشر من البشر أنفسهم :
{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ }
[سورة الكهف 110]

■ وسنجلي هذا الموضوع في أربعة مطالب :
■ المطلب الأول :

👈 أهلية البشر لتحمل الرسالة

الذين يستعظمون و يستبعدون اختيار الله بعض البشر لتحمل الرسالة لا يقدرون الإنسان قدره ؛ ف الإنسان مؤهل لتحمل الأمانة العظمي ؛ أمانة الله التي أشفقت السموات والأرض و الجبال من حملها ؛ :

{ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا }
[سورة اﻷحزاب 72]

✋ والذين استعظموا أختيار الله البشر رسلا نظروا إلي المظهر الخارجي للإنسان ؛ نظروا إليه علي أنه جسد يأكل و يشرب و ينام ؛ و يمشي في الأرض لتلبية حاجاته :
{ وَقَالُوا مَالِ هَٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ۙ }
[سورة الفرقان 7]
و لم ينظروا إلي جوهر الإنسان ؛ و هو تلك الروح التي نفخة من روح الله :

{ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ }
[سورة الحجر 29]

وبهذه الروح تميز الإنسان ؛ و صار إنسانا ؛ و استخلف في الأرض ؛ و قد أودعه الله الاستعداد للاتصال به عن طريق تلك النفخة العلوية التي ميزته ؛ فلا عجب أن يختار الله واحدا من هذا الجنس ؛ صاحب استعداد للتلقي ؛ فيوحي إليه ما يهدي به إخوانه إلي الطريق كلما غام عليهم الطريق ؛ و مايقدم به إليهم العون كلما كانوا بحاجة إلى العون :

{ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ}
[سورة إبراهيم 11]

👈 ثم إن الرسل يعدون إعدادا خاصا لتحمل النبوة و الرسالة ؛ و يصنعون صنعا فريدا :
{ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي }
[سورة طه 41]
واعتبر هذا حال نبينا محمد صل الله عليه وسلم ؛ كيف رعاه الله و حاطه بعنايته علي الرغم من يتمه و فقره :

{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ }
[سورة الضحى 6 - 8]

و قد زكاه و طهره ؛ و أذهب عنه رجس الشيطان ؛ و أخرج منه حظ الشيطان منذ كان صغيرا ؛ فعن أنس بن مالك أن رسول الله صل الله عليه وسلم آتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان ؛ فأخذه فصرعه ؛ فشق عن قلبه ؛فاستخرج القلب ؛ فاستخرج منه علقة ؛ فقال هذا حظ الشيطان منك ؛ ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ؛ ثم لأمه ؛ ثم أعاده في مكانه ؛ و جاء الغلمان يسعون إلي أمه -- أمه في الرضاع وهي حليمة السعدية --
فقالوا : إن محمد قد قتل ؛ فاستقبلوه و هو ممتقع اللون ؛ قال أنس : وقد كنت أري أثر ذلك المخيط في صدره .

✋ وحدث قريب من هذا عندما جاء جبريل عليه السلام يهيئه للرحلة الكبري للعروج به إلي السموات العلي ؛ ففي حديث الإسراء :
(( فرج سقف بيتي و أنا بمكة ؛ فنزل جبريل عليه السلام ؛ ففرج صدري ؛ ثم غسله من ماء زمزم ؛ ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة و إيمانا ؛ فأفرغها في صدري ؛ ثم أطبقه ))
[[ متفق عليه ]]


🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 12-18-2018, 01:08 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


🍃1⃣8⃣🍃

■ لم لم يكن الرسل ملائكة ■

👈 لقد كثر اعتراض أعداء الرسل علي بعثة الرسل من البشر ؛ و كان هذا الامر من أعظم ماصد الناس عن الإيمان ؛

{ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا }
[سورة اﻹسراء 94]
و عدوا اتباع الرسل بسبب كونهم بشرا فيما جاؤوا به من عقائد و شرائع أمرا قبيحا ؛ و عدوه خسرانا مبينا ؛

{ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ }
[سورة المؤمنون 34]

{ فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ }
[سورة القمر 24]

وقد اقترح أعداء الرسل الذين يبعثون إليهم من الملائكة يعاينوهم و يشاهدونهم ؛ أو علي الأقل يبعث إليهم مع الرسول البشري رسولا من الملائكة ؛

{ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ }
[سورة الفرقان 21]

{ وَقَالُوا مَالِ هَٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ۙ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا }
[سورة الفرقان 7]

✋ و عندما نتأمل النصوص القرآنية يمكننا أن نرد علي هذه الشبهة. من وجوه :

● الاول : أن الله اختارهم بشرا لا ملائكة لانهم أعظم في الابتلاء و الاختبار ؛ ففي الحديث القدسي الذي يرويه مسلم في صحيحه :
(( إنما بعثتك لأبتليك و أبتلي بك ))
● الثاني : أن في هذا إكراما لمن سبقت لهم منه الحسني ؛ فإن اختيار الله لبعض عباده ليكونوا رسلا تكريم و تفضيل لهم ؛

{ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ }
[سورة مريم 58]
● الثالث : أن البشر أقدر علي القيادة و التوجيه ؛ و هم الذين يصلحون قدوة و أسوة .
● الرابع : صعوبة رؤية الملائكة ؛ فالكفار عندما يقترحون رؤية الملائكة ؛ و ان يكون الرسل إليهم ملائكة لا يدركون طبيعة الملائكة ؛ ولا يعلمون مدي المشقة و العناء الذي سيلحق بهم من جراء ذلك .

✋ ف الاتصال بالملائكة و رؤيتهم أمر ليس ؛ فالرسول صل الله عليه وسلم مع كونه أفضل الخلق ؛ و هو علي جانب عظيم من القوة الجسمية و النفسية عندما راي جبريل علي صورته أصابه هول عظيم و رجع إلي منزله يرجف فؤاده و قد كان صل الله عليه وسلم يعاني من اتصال الوحي به بشدة ؛ و لذلك قال في الرد عليهم :
{ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ }
[سورة الفرقان 22]

ذلك أن الكفار لايرون الملائكة إلا حين الموت او حين نزول العذاب ؛ فلو قدر أنهم رأوا الملائكة لكان ذلك اليوم يوم هلاكهم ،

✋ فكان إرسال الرسل من البشر ضروريا كي يتمكنوا من مخاطبتهم و الفقه عنهم و الفهم منهم ؛ ولو بعث الله رسله إليهم من الملائكة لما أمكنهم ذلك .

{ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا * قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا }
[سورة اﻹسراء 94 - 95]

فلو كان سكان الأرض ملائكة لأرسل الله إليهم رسولا من جنسهم ؛ أما و ان الذين يسكنون الارضى بشرا فرحمة الله وحكمته تقتضي أن يكون رسولهم من جنسهم :

{ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ }
[سورة آل عمران 164]

✋و إذا كان البشر لا يستطيعون رؤية الملائكة و التلقي عنهم بيسر و سهولة فيقتضي هذا -- لو شاء الله أن يرسل رسولا إلي البشر -- أن يجعله رجلا :

{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ }
[سورة اﻷنعام 9]
فالله يخبر أنه لو بعث رسولا ملكيا لكان علي هيئة رجل ليمكنهم مخاطبته و الانتفاع بالأخذ عنه ؛ و لو كان كذلك لالتبس الامر عليهم ؛

👈 والتباس الأمر عليهم بسبب كونه في صورة رجل ؛ فلا يستطيعون أن يتحققوا من كونه ملكا ؛ و إذا كان الامر كذلك فلا فائدة من إرسال الرسل من الملائكة علي هذا النحو ؛ بل إرسالهم من الملائكة علي هذا النحو لا يحقق الغرض المطلوب ؛ لكون الرسول الملك لا يستطيع أن يحس بإحساس البشر و عواطفهم و انفعالاتهم و إن تشكل بأشكالهم .

🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 12-19-2018, 02:17 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


🍃1⃣9⃣🍃



◀ أولا ▶

■ مقتضي بشرية الأنبياء والرسل■

مقتضى كون الرسل بشرا أن يتصفوا بالصفات التي لا تنفك البشرية عنها و هي :
👈 أولا : يأكلون و يشربون و ينامون و يتزوجون و يولد لهم :
الرسل والأنبياء يحتاجون لما يحتاج إليه البشر من الطعام و الشراب ؛ و يحدثون كما يحدث البشر لأن ذلك من لوازم الطعام والشراب :
{ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ۖ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ *
وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ }
[سورة اﻷنبياء 7 - 8]

ومن ذلك أنهم ولدوا كما ولد البشر ؛ لهم آباء و أمهات ؛ و أعمام و عمات ؛ و أخوال و خالات ؛ يتزوجون و يولد لهم ؛

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ۚ }

[سورة الرعد 38]

و يصيبهم ما يصيب البشر من أعراض ؛ فهم ينامون و يقومون ؛ و يصحون و يمرضون ؛ و ياتي علي البشر وهو الموت ؛ فقد جاء ذكر إبراهيم خليل الرحمن لربه :

{ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ }
[سورة الشعراء 79 - 81]

و قال الله لعبده و رسوله محمد صل الله عليه وسلم :
{ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ }
[سورة الزمر 30]

وقال مبينا أن هذه سنته في الرسل كلهم :

{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ }

[سورة آل عمران 144]

وقد جاء في وصف الرسول صل الله عليه وسلم :
""" كان بشرا من البشر ؛ يفلي ثوبه ؛ و يحلب شاته و يخدم نفسه """

👈 وقد صح عن الرسول صل الله عليه وسلم قال لأم سليم :
(( قال " يا أمَّ سُلَيمٍ ! أما تعلَمين أنَّ شرْطي على ربِّي ، أني اشترطتُ على ربِّي فقلتُ : إنما أنا بشرٌ . أرضَى كما يرضى البشرُ . وأغضب كما يغضب البشرُ . فأيما أحدٍ دعوتُ عليه ، من أمتي ، بدعوةٍ ليس لها بأهلٍ ، أن تجعلَها له طهورًا وزكاةً وقربةً يقرِّبُه بها منه يومَ القيامةِ " .

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 2603 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))


🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 12-19-2018 الساعة 02:26 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 03:00 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology