ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى عام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-25-2014, 02:19 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي الكبرياءُ


الكبرياءُ

عباد الله، ما ظنكم بأقوام بالغوا في العصيان حتى تجرؤوا على ربهم ، فنازعوه سبحانه جل وعلا في صفة من صفات كماله وجلاله سبحانه وتعالى.
أصروا عليها وهم يعلمون أو لا يعلمون؟ أما علموا أن ذلك يغضبه، وقد يحل عليهم بسبب ذلك نقمته؟
أما عذابهم في الدنيا فكائن بالهموم والغموم والبغض من الخلق أجمعين، ويوم القيامة يحشرون كهيئة الذر على صور الرجال. أذلاء حقراء جزاء وفاقاً.
عباد الله، إن من حكمة الله وعدله ورحمته بعباده جل وعلا أن أرسل إليهم الرسل وأنزل إليهم الكتب حتى تقام الحجة وتظهر لهم المحجة، فبشر وأنذر ووعد وتوعد فقال محذراً عباده من هذا الجرم العظيم وذلك في الحديث القدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال اللهُ تعالَى : رِدائِي ، والعَظمةُ إِزارِي ، فمَنْ نازعَنِي واحِدًا مِنهُما قذَفْتُهُ في النارِ
الراوي: أبو هريرة و ابن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4311
خلاصة حكم المحدث: صحيح
إخوة الإسلام، إن هؤلاء القوم المنازعين في صفة الكبر التي هي من صفات الله جل وعلا قد ذكرهم في القرآن منذ نزل، وأخبرنا عنهم المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه من الخبر.
فها هو ذا إمامهم وزعيمهم إبليس لعنة الله عليه إذ يقول الله عنه، وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَـٰئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لاِدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَٱسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ [البقرة:34]. فما كان سبب طرده من الجنة صاغراً ذليلاً إلا الكبر الذي منعه من طاعة ربه ومولاه، وهكذا تبعه على أثره الملأ المترفون المتكبرون ممن أزاغ الله قلوبهم وطبع عليها فهم لا يفقهون من أقوام رسل الله وأنبيائه المحاربين لهم والمخالفين لهم، صلوات الله وسلامه على رسله وأنبيائه أجمعين.
فمن ذلك قوم نوح إذ قالوا لنبيهم: قَالُواْ أَنُؤْمِنُ لَكَ وَٱتَّبَعَكَ ٱلاْرْذَلُونَ [الشعراء:111]. وثمود قوم نبي الله صالح قالوا لمن آمن به من المستضعفين من قومه:قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ إِنَّا بِٱلَّذِى ءامَنتُمْ بِهِ كَـٰفِرُونَ [لأعراف:76]. وهو قولٌ قوم شعيب إذ قالوا له كما حكى الله عنهم: وَقَالَ ٱلْمَلاَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ ٱتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَـٰسِرُونَ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِى دَارِهِمْ جَـٰثِمِينَ [الأعراف:90، 91].
وهاهم قوم هود مستكبرين بقوتهم فقالوا: فَأَمَّا عَادٌ فَٱسْتَكْبَرُواْ فِى ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقّ وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِى خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِـئَايَـٰتِنَا يَجْحَدُونَ [فصلت:15]. وها هو ذا موسى عليه السلام يواجه أعتى المستكبرين من كفار عصره فقال تعالى: وَقَـٰرُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَـٰمَـٰنَ وَلَقَدْ جَاءهُمْ مُّوسَىٰ بِٱلْبَيّنَـٰتِ فَٱسْتَكْبَرُواْ فِى ٱلأرْضِ وَمَا كَانُواْ سَـٰبِقِينَ [العنكبوت:39].
أما قارون، وما أدراك ما قارون؟ إنه صاحب المال والجاه والسلطان والذي أنكر نعمة الله عليه وجحد فضله فقال: قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِى [القصص:78]، فقال تعالى: أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ ٱلْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ [القصص:78] فماذا كان المصير الذي ينتظر استكباره وجحوده؟ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ ٱلأرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُنتَصِرِينَ [القصص:81] وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه ابن عمر: بيْنما رجُلٌ يَجُرُّ إِزارَهُ من الخُيَلاءِ خُسِفَ بهِ ، فهو يَتجلْجَلُ في الأرضِ إلى يومِ القِيامةِ
الراوي: عبدالله بن عمر و أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2872
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فانظر يا عبد الله إلى عاقبة الكبر والمتكبرين، واستمع إلى قول الحق جل وعلا لمن سبق من القوم العالين والملأ المترفين المعاندين والمحاربين لأنبياء الله ورسله عليهم صلوات الله وسلامه عليه أجمعين. فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلأرْضَ وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [العنكبوت:40].
اللهم أعذنا من الكبر صغيره وكبيره، وقليله وكثيره برحمتك يا أرحم الراحمين.
عباد الله، لقد أنذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الكبر وحذرنا منه بقوله: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3382
خلاصة حكم المحدث: صحيح
.
أما مصير المتكبر يوم القيامة فإنه يكون من جنس عمله، فقد روى الترمذي والنسائي بسند حسن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال: يُحشرُ المتكبِّرونَ يومَ القِيامةِ أمثالَ الذَّرِّ في صُورِ الرِّجالِ ، يَغشاهُمُ الذُّلُّ من كلِّ مكانٍ ، فيُساقونَ إلى السِّجنِ في جهنَّمَ يُقالُ له : بُولَسُ، تعْلوهُمْ نارُ الأَنيارِ، يُسْقَوْنَ من عُصارةِ أهلِ النَّارِ: طِينَةِ الخَبالِ .
الراوي: جد عمرو بن شعيب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2911
خلاصة حكم المحدث: حسن
.
إخوة الإسلام، ليس المتكبر من لبس جديداً وجميلاً وتجمل بهما، كلا. فقد أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان رجلاً جميلاً فقال: أنَّ رجلًا أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وكان رجلًا جميلًا ، فقال : يا رسولَ اللهِ إني رجلٌ حُبِّب إليَّ الجمالُ ، وأُعطيتُ منه ما ترى حتى ما أُحبُّ أن يفوقني أحدٌ ، إما قال : بشِراك نعْلي ، وإما قال : بشِسْع نَعلي ، أفمنَ الكِبرِ ذلك ؟ قال : لا ، ولكنَّ الكبرَ من بطَر الحقَّ ، وغمطَ الناسَ
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 4/168
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وقال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة، قال: إنَّ اللهَ تعالى جَميلٌ يحبُّ الجَمالَ ، و يحبُّ مَعالِي الأَخلاقِ ، و يكرَهُ سَفسافَها
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1743
خلاصة حكم المحدث: صحيح


والكبر محرم لا يجوز الاتصاف به إلا في مواطن القتال مع أعداء الله تعالى، .
فالكبر المحرم ـ عباد الله ـ بطر الحق أي رفضه ورده، وغمط الناس أي أن يزدريهم ويحتقرهم ويستصغرهم.
وقد قال الفضيل: عليك أن تخضع للحق وتنقاد له، ولو سمعتَه من صبي قبلتَه، ولو سمعتَه من أجهل الناس قبلتَه.
ومن مظاهر الكبر الإعراض بالوجه تكبراً ونظره شزراً، وهو النظر بمؤخرة العين وإطراقه رأسه وجلوسه، وفي صوته وكلامه، وفي مشيته وتبختره وقيامه وجلوسه وحركاته وسكناته والرغبة في أن يقوم الناس له، وعدم المشي وحده، إلا ومعه أحد، ولا يحب أن يجلس وبجواره أحد، ولا يحب أن يتعاطى بيده شغلاً في بيته أو غيره، وإسبال الثوب وجره خيلاء والتفاخر بالآباء والأجداد والأنساب والعشائر والقبائل.
واعلم يا عبد الله أن المتكبر لا يتكبر إلا إذا استعظم نفسه، ولا يستعظمها إلا وهو يعتقد لها صفة من صفات الكمال. وجماع ذلك يرجع إلى كمال ديني وهو العلم والعمل أو كمال دنيوي، وهو النسب والجمال والقوة والمال وكثرة الأنصار، فهذه سبعة أسباب منها ينشأ الكبر في قلوب الناس. أعاذنا الله وإياكم منه بحوله وقوته آمين.
وأثر عن الأحنف قوله: (عجبت لمن يجري في مجرى البول مرتين كيف يتكبر) وأثر عن أحد الكبراء أنه كان ذا تيه وكبر فرآه مطرف بن عبد الله يسحب حلته فقال له: إن هذه مشية يبغضها الله: قال أو ما تعرفني؟ قال بلى: أوّلُك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت بين ذلك تحمل العذرة.
وقال أحد السلف: ما دخل قلب امرئ من الكبر شيء إلا نقص من عقله مقدار ذلك.

أفما آن لك يا عبد الله أن تقصر عن هذا الخلق الذميم؟
وتذكر ـ أخي ـ أن الله لا يحب المتكبرين، وتذكر أن المتكبرين لا يدخلون الجنة إن لم تدركهم رحمة الله، وتذكر الذل الذي يغشاهم يوم القيامة من كل مكان وهم على هيئة الذر في صور الرجال، أذلاء حقراء، تذكر احتقار الناس وبغضهم لهم في الدنيا، وإن أظهروا لهم المودة وجاملوهم، وتذكر أصل نشأتهم التي منها خلقوا، وإليها سيعودوا، ومنها سيخرجوا مرة أخرى، وأنت تقاد إلى الله بجرمك العظيم، وأنت قد نازعته في صفة من أجلّ صفاته وعظمته وكماله جل وعلا، وتذكر أنه مهما بلغ بهم المال والجاه والسلطان والنسب والجمال فإنهم لن يخرقوا الأرض ولن يبلغوا الجبال طولاً.
فاحذروا الكبر عباد الله وذلك بمعرفة ربكم جل وعلا بأسمائه وصفاته والنظر في آثار قدرته وعجائب صنعته وكثرة نعمه التي لا تعد ولا تحصى مع حلمه علينا بعد علمه بما اقترفته أيدينا.
وعلينا ـ إخوتي ـ التزام أخلاق المؤمنين والاجتهاد في معرفتها والعمل بها.
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم...
منقول بتصرف

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 12-25-2014 الساعة 02:35 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-25-2014, 03:02 PM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيبتي أم حذيفة عفنا الله من الكبر


__________________
[CENTER][IMG]http://store1.up-00.com/2014-12/1418387439583.jpg[/IMG]

[URL="http://katarat1.com/forum/showthread.php?t=757"]موسوعه صور بسمله وفواصل واكسسوار للمواضيع [/URL][/CENTER]
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 09:09 AM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology